بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 أبريل 2010

نبذ من صحيح البخاري/41

{ ...ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم روح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا } / النساء 171 /
قال أبو عبيد { كلمته } كن فكان . وقال غيره { وروح منه } أحياه فجعله روحا . { ولا تقولوا ثلاثة }
[ ش ( لا تغلوا ) من الغلو وهو الإفراط ومجاوزة الحد . ( روح منه ) كسائر الأرواح التي خلقها سبحانه وأضافه إليه تشرفيا وتكريما . ( ولا تقولوا ثلاثة ) أي في حق الله تعالى وعيسى وأمه عليهما السلام . ( وكيلا ) قائما بتدبير الخلق غنيا عنهم ]

3252 - حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال حدثني عمير بن هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمتة ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )
قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد ( من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء )
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا رقم 28 . ( حق ) أمر ثابت وحاصل . ( على ما كان من العمل ) أي يكون دخوله الجنة على حسب ما قدم من أعمال في الدنيا فإن لم تكن له ذنوب يعاقب عليها بالنار كان من السابقين وإن كانت له ذنوب فأمره إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ثم كانت نهايته إلى الجنة ]

49 - باب { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } / مريم 16 /

نبذناه ألقيناه اعتزلت . { شرقيا } / مريم 16 / مما يلي الشرق . { فأجاءها } / مريم 23 / أفعلت من جئت ويقال ألجأها اضطرها . { تساقط } / مريم 25 / تسقط . { قصيا } / مريم 22 / قاصيا . { فريا } / مريم 27 / عظيما
قال ابن عباس { نسيا } / مريم 23 / لم أكن شيئا . وقال غيره النسي الحقير
وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت { إن كنت تقييا } / مريم 18 /
قال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء { سريا } / مريم 24 / نهر صغير بالسريانية
[ ش ( واذكر . . ) انظر الباب ( 45 ) . ( نبذناه ) يشير إلى قوله تعالى { فنبذناه بالعراء وهو سقيم } / الصافات 145 / . ( بالعراء ) بالأرض الخالية عن الشجر والنبات وكل ما تجرد مما يستره فهو عراء . ( سقيم ) مريض . ( اعتزلت ) تفسير لقوله تعالى { انتبذت } . ( أفعلت . . ) أي لفظ أجاء مزيد جاء فوزن جاء فعل وهو لازم فإذا عدي صار وزن أفعل وقلت أجاء . ( تساقط ) وقرئ { تساقط } و { تساقط } . ( قاصيا } بعيدا . ( فريا ) منكرا هائلا ومصنوعا مختلقا . ( نسيا ) وقرئ بفتح النون قال النسفي ومعناهما واحد
وهو الشيء الذي حقه أن يطرح وينسى لحقارته . ( ذو نهية ) ذو عقل ينهاه عن فعل القبيح ]

3253 - حدثنا مسلم عن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام ؟ قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب ؟ قال لا إلا
من طين . وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه - قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه - ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك ؟ فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل )
[ ر 1148 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة رقم 2550 . ( المهد ) الفراش الذي يهيأ للصبي ليضجع فيه وينام والمراد هنا حال الصغر قبل أوان الكلام . ( ذو شارة ) ذو حسن وجمال وقيل صاحب هيئة وملبس حسن يتعجب منه ويشار إليه . ( أمة ) امرأة مملوكة . ( لم ذلك ) أي سألته عن سبب دعائه أن يكون مثل الأمة ولا يكون مثل الرجل . ( ولم تفعل ) والحال أنها بريئة لم تسرق ولم تزن وتلتجئ إلى الله تعالى أن يجيرها وأن يثيبها ]

3254 - حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر . حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي ( لقيت موسى قال فنعته فإذا رجل - حسبته قال - مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى - فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال - ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام - ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك )
[ ر 3214 ]

3255 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط )
[ ش ( فأحمر ) أبيض مشرب بحمرة . ( جعد ) في شعره انثناء . ( آدم ) فيه سمرة . ( جسيم ) كثير اللحم وقيل الجسامة هنا باعتبار الطول . ( سبط ) هو خلاف الجعد . ( الزط ) جنس طوال من السودان ]

3256 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع قال عبد الله
Y ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال ( إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا ؟ فقالوا هذا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا ؟ قالوا المسيح الدجال )
تابعه عبيد الله عن نافع
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال . وفي الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته وما معه رقم 171 . ( بين ظهراني الناس ) جالسا في وسط الناس ظاهرا لهم لا مستخفيا عنهم . ( عنبة طافية ) ناتئة عن حد أختها من الطفو وهو أن يعلو الماء ما وقع فيه والعنبة الطافية هي الحبة الكبيرة التي خرجت عن أخواتها . ( لمته ) هي الشعر إذا جاوز شحم الأذنين سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين . ( قططا ) شديد جعودة الشعر . ( بابن قطن ) هو عبد العزى بن قطن بن عمرو الجاهلي الخزاعي وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة
رضي الله عنها ]

3257 - حدثنا أحمد بن محمد المكي قال سمعت إبراهيم بن سعد قال حدثني الزهري عن سالم عن أبيه قال
Y لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر ولكن قال ( بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت من هذا ؟ قالوا ابن مريم فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هذا ؟ قالوا هذا الدجال وأقرب الناس به شبها ابن قطن )
قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية
[ 5562 ، 6598 ، 6623 ، 6709 ، وانظر 3159 ]
[ ش ( ينطف ) يقطر . ( يهراق ) يسيل منه الماء ]

3258 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات ليس بيني وبينه نبي )
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب فضائل عيسى عليه السلام رقم 2365 . ( أولى الناس ) أخص الناس به وأقربهم إليه لأنه بشر به أو لأنه لا نبي بينهما فكأنهما في زمن واحد . ( أولاد علات ) هم الأخوة لأب واحد من أمهات مختلفة والمعنى أن شرائعهم متفقة من حيث الأصول وإن اختلفت من حيث الفروع حسب الزمن وحسب العموم والخصوص ]

3259 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد )
وقال إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ش ( شتى ) مختلفة ومتعددة . ( دينهم واحد ) هو دين التوحيد وهذا يفيد أن النسب الحقيقي هو نسب العقيدة والإيمان وبه يكون التفاضل لا بالآباء ]

3260 - وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت ؟ قال كلا والله الذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني )
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب فضائل عيسى عليه السلام رقم 2368 . ( آمنت بالله ) صدقت من حلف به . ( كذبت عيني ) أي ما ظهر لي من كون المأخوذ سرقة فإنه يحتمل أن يكون الرجل أخذ ما له فيه حق أو ما أذن له صاحبه في أخذه ونحو ذلك . وقيل قاله عليه السلام مبالغة في تصديق الحالف بالله تعالى ]

3261 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله )
[ ر 2330 ]
[ ش ( لا تطروني ) من الإطراء وهو الإفراط في المديح ومجاوزة الحد فيه وقيل هو المديح بالباطل والكذب فيه . ( كما أطرت النصارى ابن مريم ) أي بدعواهم فيه الألوهية وغير ذلك ]

3262 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا صالح بن حي أن رجلا من أهل خراسان قال للشعبي فقال الشعبي أخبرني أبو بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران )
[ ر 97 ]

3263 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد . إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } )
قال محمد بن يوسف ذكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبي بكر
رضي الله عنه
[ ر 3171 ]

50 - باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام

3264 - حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله
عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها ) . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }
[ ر 2109 ]
[ ش ( إن شئتم ) أن تتأكدوا من معنى وصدق ما أروي . ( وإن من أهل الكتاب ) وما من أحد من اليهود والنصارى . ( به ) بعيسى عليه السلام . ( قبل موته ) الموت العادي المألوف بعد نزوله عليه السلام / النساء 159 / ]

3265 - حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كييف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) . تابعه عقيل والأوزاعي
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم رقم 155 . ( وإمامكم منكم ) يصلي معكم بالجماعة والإمام من هذه الأمة تكرمة لها . أو المراد أنه يحكم بينكم بشرعكم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ]

51 - باب ما ذكر عن بني إسرائيل

3266 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن ربعي بن حراش قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة
Y ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال إني سمعته يقول ( إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد )
قال حذيفة وسمعته يقول ( إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقيل له هل عملت من خير ؟ قال ما أعلم قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة )
قال وسمعته يقول ( إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم ففعلوا فجمعه الله فقال له لم فعلت ذلك ؟ قال من خشيتك فغفر الله له )
قال عقبة بن عمرو وأنا سمعته يقول ذاك ( وكان نباشا )
[ 6711 ، وانظر 3292 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته وما معه رقم 2934 ، 2935 . ( فمن أدرك منكم ) أي خروج الدجال . ( أجازيهم ) أتقاضاهم الحق الذي لي عليهم . ( فأنظر ) أؤخر المطالبة بحقي . ( فامتحشت ) احترقت من الامتحاش وأصله المحش وهو احتراق الجلد وظهور العظم . ( راحا ) شديد الريح . ( نباشا ) هو الذي يسرق ما في القبور ]

3267 - حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا
Y لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . يحذر ما صنعوا
[ ر 425 ]

3268 - حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال سمعت أبا حازم قال
Y قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون ) . قالوا فما تأمرنا ؟ قال ( فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول رقم 1842 . ( تسوسهم ) تتولى أمورهم والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه . ( فيكثرون ) أي يكون أكثر من حاكم واحد للمسلمين في زمن واحد . ( فوا ) من الوفاء . ( ببيعة الأول فالأول ) أي إن الذي تولى الأمر وبويع قبل غيره هو صاحب البيعة الصحيحة التي يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها مطلقا . ( أعطوهم حقهم ) أطيعوهم في غير معصية . ( سائلهم ) محاسبهم بالخير والشر عن حال رعيتهم ]

3269 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) . قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن )
[ 6889 ]
[ ش ( سنن ) سبل ومناهج وعادات . ( شبرا بشبر ) كناية عن شدة الموافقة لهم في عاداتهم رغم ما فيها من سوء وشر ومعصية لله تعالى ومخالفة لشرعه . ( جحر ضب ) ثقبه وحفرته التي يعيش فيها والضب دويبة تشبه الحرذون تأكله العرب والتشبيه بجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ونتن ريحه وخبثه وما أروع هذا التشبيه الذي صدق معجزة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فنحن نشاهد تقليد أجيال الأمة لأمم الكفر في الأرض فيما هي عليه من أخلاق ذميمة وعادات فاسدة تفوح منها رائحة النتن وتمرغ أنف الإنسانية في مستنقع من وحل الرذيلة والإثم وتنذر بشر مستطير . ( فمن ) أي يكون غيرهم إذا لم يكونوا هم وهذا واضح أيضا فإنهم المخططون لكل شر والقدوة في كل رذيلة ]

3270 - حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال

[ ر 578 ]
Y ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة

3271 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها

[ ش ( أن يجعل ) أي المصلي . ( خاصرته ) وسطه تحت الأضلاع وفوق الورك ]
Y كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله . تابعه شعبة عن الأعمش

3272 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنما أجلكم في أجل من خلا
من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس
على قيراطين قيراطين ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا لكم الأجر مرتين فغضبت اليهود والنصارى فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا لا قال فإنه فضلي أعطيه من شئت )
[ ر 532 ]
[ ش ( خلا ) مضى ]

3273 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول
Y قاتل الله فلانا ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها )
تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم
[ 2110 ، 2111 ، 2121 ]

3274 - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
[ ش ( حدثوا عن بني إسرائيل ) أي عما وقع لهم من الأمور الغربية . ( حرج ) إثم أو ضيق . ( كذب علي ) نسب إلي شيئا لم أقله مما يحدث عن بني إسرائيل أو غيرهم . ( فليتبوأ ) من التبوؤ وهو اتخاذ المباءة وهي المنزل ]

3275 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم )
[ 5559 ]
[ ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة باب في مخالفة اليهود في الصبغ رقم 2103 . ( لا يصبغون ) لا يغيرون لون الشيب . ( فخالفوهم ) بصبغ شعر الرأس واللحية ولكن بغير السواد وأما الصبغ بالسواد فقال بعض الفقهاء بتحريمه لما ثبت في ذلك من أحاديث صحيحة وحملها بعضهم على الكراهة واستثنى بعضهم صبغ المرأة من أجل زوجها خاصة فقال بإباحة السواد لها ]

3276 - حدثني محمد قال حدثني حجاج حدثنا جرير عن الحسن حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة )
[ ر 1298 ]
[ ش ( في هذا المسجد ) مسجد البصرة الجامع . ( فجزع ) لم يصبر على الألم . ( فحز ) قطع . ( فما رقأ ) لم ينقطع الدم ولم يسكن . ( بادرني عبدي بنفسه ) استعجل الموت ]
حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل . ؟ ؟

3277 - حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم . وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي المال أحب إليك ؟ قال الإبل - أو قال البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الأخر البقر - فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها . وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك ؟ قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها . وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك ؟ قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت
بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري . فقال له إن الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخدته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد
رضي الله عنك وسخط على صاحبيك )
[ 6277 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل كتاب الزهد والرقائق رقم 2964 . ( بدا لله ) أراد أن يظهر ما سبق في علمه . ( يبتليهم ) يختبرهم . ( ملكا ) أي بصورة إنسان . ( هو شك ) أي إسحاق بن عبد الله راوي الحديث . ( عشراء ) الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر من يوم طرق الفحل لها ويقال لها ذلك إلى أن تلد وبعدما تضع وهي من أنفس الأموال عند العرب . ( والدا ) ذات ولد أو حاملا . ( فأنتج هذان ) أي صاحب الإبل والبقر وأنتج من النتاج وهو ما تضعه البهائم . ( صورته وهيئته ) أي التي كان عليها . ( الحبال ) الأسباب التي يتعاطاها في طلب الرزق . ( أتبلغ به ) من البلغة وهي الكفاية . ( لكابر عن كابر ) وفي رواية شيبان ( وإنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ) أي ورثته عن آبائي وأجدادي حال كون كل واحد منهم كبيرا ورث عن كبير . ( ابن سبيل ) منقطع في سفره . ( لا أجهدك ) لا أشق عليك في منع شيء تطلبه مني أو تأخذه ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"