بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 مايو 2010

القاعدة الرابعة

القاعدة الرابعة

أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لاق الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدة ، والدليل قوله تعالى : فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ العنكبوت آية 65 .

القاعدة الثالثة

القاعدة الثالثة

أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم ، منهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم ، والدليل قوله تعالى : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ الأنفال آية 39 . ودليل الشمس والقمر قوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فصلت آية 37 . ودليل الملائكة قوله تعالى : وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا آل عمران آية 80 . ودليل الأنبياء قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ المائدة آية 116 .

ودليل الصالحين قوله تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ الإسراء آية 57 .

ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى : أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى النجم آية 19 , وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط الحديث .

القاعدة الثانية

القاعدة الثانية

أنهم يقولون : ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة . فدليل القربة قوله تعالى : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ الزمر آية 3 ، ودليل الشفاعة قوله تعالى : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا يونس آية 18 .

والشفاعة شفاعتان

1 - شفاعة منفية

2 - وشفاعة مثبته

فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله . والدليل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ البقرة 254 .

والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم الشفاعة , والمشفوع له من رضي الله عنه قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ البقرة آية 255 .

القاعدة الأولى

القاعدة الأولى

أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ يونس آية 31 .

القواعد الأربع

القواعد الأربع

( بسم الله الرحمن الرحيم ) أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .

اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الذاريات آية 56 .

فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت ، كالحدث إذا دخل في الطهارة .

فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهى الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ النساء آية 116 ، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه .

شروط الصلاة

شروط الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم

شروط الصلاة تسعة

الإسلام ، والعقل ، والتمييز ، ورفع الحدث ، وإزالة النجاسة ، وستر العورة ، ودخول الوقت ، واستقبال القبلة ، والنية .

( والشرط الأول ) الإسلام وضده الكفر والكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل ، والدليل قوله تعالى : مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ التوبة آية 17 ، وقوله تعالى :

وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا الفرقان آية 23 .

( الشرط الثاني ) العقل وضده الجنون ، والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق ، والدليل حديث رفع القلم عن ثلاثة : النائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق والصغير حتى يبلغ .

( الشرط الثالث ) التمييز وضده الصغر ، وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع .

( الشرط الرابع ) رفع الحدث وهو الوضوء المعروف ، وموجبه الحدث ، ( وشروطه ) عشرة ، الإسلام ، والعقل ، والتمييز ، والنية " واستصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها حتى تتم الطهارة " وانقطاع موجب ، واستنجاء أو استجمار قبله ، وطهورية ماء ، وإباحته ، وإزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة ، ودخول وقت على من حدثه دائم لفرضه .

( وأما فروضه ) فستة غسل الوجه ، ومنه المضمضة والاستنشاق ، وحده طولا من منابت شعر الرأس إلى الذقن وعرضا إلى فروع الأذنين ، وغسل اليدين إلى المرفقين ، ومسح جميع الرأس ، ومنه الأذنان ، وغسل الرجلين إلى الكعبين ، والترتيب ، والموالاة ، والدليل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ المائدة آية 6 .

ودليل الترتيب حديث ابدأوا بما بدأ الله به .

ودليل الموالاة حديث صاحب اللمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما رأى رجلا في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره بالإعادة . وواجبه التسمية مع الذكر .

( ونواقضه ثمانية ) الخارج من السبيلين ، والخارج الفاحش النجس من الجسد ، وزوال العقل ، ومس المرأة بشهوة ، ومس الفرج باليد قبلا كان أو دبرا ، وأكل لحم الجزور ، وتغسيل الميت ، والردة عن الإسلام أعاذنا الله من ذلك .

( الشرط الخامس ) إزالة النجاسة من ثلاث من البدن ، والثوب ، والبقعة ، والدليل قوله تعالى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ المدثر آية 4 .

( الشرط السادس ) ستر العورة ، أجمع أهل العلم على فساد صلاة من صلى عريانا وهو يقدر ، وحد عورة الرجل من السرة إلى الركبة والأمة كذلك ، والحرة كلها عورة إلا وجهها ، والدليل قوله تعالى : يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ الأعراف آية 31 ، أي عند كل صلاة .

( الشرط السابع ) دخول الوقت ، والدليل من السنة حديث جبريل عليه السلام أنه أم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت وفي آخره فقال : يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين ، وقوله تعالى : إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا أي مفروضا في الأوقات ، ودليل الأوقات قوله تعالى : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا الإسراء آية 78 .

( الشرط الثامن ) استقبال القبلة ، والدليل قوله تعالى : قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ البقرة آية 144 .

( الشرط التاسع ) النية ومحلها القلب ، والتلفظ بها بدعة ، والدليل حديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى .

وأركان الصلاة أربعة عشر ، القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع ، والرفع منه ، والسجود على الأعضاء السبعة ، والاعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في جميع الأركان ، والترتيب ، والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والتسليمتان .

( الركن الأولى ) القيام مع القدرة ، والدليل قوله تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ البقرة 238 . ( الثاني ) تكبيرة الإحرام ، والدليل حديث تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ، وبعدها الاستفتاح وهو سنة ( قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) ومعنى سبحانك اللهم أي أنزهك التنزيه اللائق بجلالك ، وبحمدك أي ثناء عليك وتبارك اسمك : أي البركة تنال بذكرك ، وتعالى جدك أي جلت عظمتك ولا إله غيرك أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معنى أعوذ ألوذ وألتجئ واعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي .

وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة كما في حديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وهي أم القران بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَمْدُ ثناء ، والألف واللام لاستغراق جميع المحامد ، وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا . رَبِّ الْعَالَمِينَ الرب : هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم ، العالمين كل ما سوى الله عالم ، وهو رب الجميع ، الرَّحْمَنِ رحمة عامة جميع المخلوقات ، الرَّحِيمِ رحمة خاصة بالمؤمنين ، والدليل قوله تعالى : وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا الأحزاب آية 43 ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يوم الجزاء والحساب ، يوم كل يجازى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، والدليل قوله تعالى : وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ الانفطار آية 17 ، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ أي لا نعبد غيرك ، عهد بين العبد وبين ربه أن لا يعبد إلا الله ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ عهد بين العبد وبين ربه أن لا يستعين بأحد غير الله ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ معنى اهدنا دلنا وأرشدنا وثبتنا ، والصراط الإسلام ، وقيل : الرسول ، وقيل : القرآن ، والكل حق ، والمستقيم الذي لاعوج فيه ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ طريق المنعم عليهم ، والدليل قوله تعالى : وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا النساء آية 69 ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به ، نسأل الله أن يجنبك طريقهم ، وَلَا الضَّالِّينَ وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال ، نسأل الله أن يجنبك طريقهم ، ودليل الضالين قوله تعالى : قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا الكهف آية 103 - 104 ، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن أخرجاه ، والحديث الثاني افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قلنا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ، والركوع والرفع منه ، والسجود على الأعضاء السبعة ، والاعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والدليل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا الحج آية 77 ، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، والطمأنينة في جميع الأفعال ، والرتيب بين الأركان ، والدليل حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل فعلها ثلاثا ثم قال والذي بعثك بالحق نبيا لا أحسن غير هذا فعلمني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ، والتشهد الأخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ، السلام على الله من عباده ، السلام على جبريل ، وميكائيل ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولوا : السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ومعنى التحيات جميع التعظيمات له ملكا واستحقاقا مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله ، فمن صرف منه شيئا لغير الله فهو مشرك كافر ، والصلوات معناها جميع الدعوات . وقيل الصلوات الخمس ، والطيبات لله الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة ، والرحمة والبركة ، والذي يدعى له ما يدعى مع الله ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض ، والسلام دعاء ، والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تشهد شهادة اليقين أن لا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله ، وشهادة أن محمدا رسول الله ، بأنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع ، شرفه الله بالعبودية ، والدليل قوله تعالى : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الفرقان آية 1 ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال : صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى وقيل : الرحمة ، والصواب الأول ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين الدعاء ، وبارك وما بعدها سنن أقوال وأفعال ، والواجبات ثمانية جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع ، وقول سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، وقول ربنا ولك الحمد للكل ، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود ، وقول رب اغفر لي بين السجدتين ، والتشهد الأول ، والجلوس له ، فالأركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلاة بتركه ، والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت لصلاة بتركه ، وسهوا جبره السجود للسهو ، والله أعلم . بركة واستعانة ،

تمت شروط الصلاة وواجباتها وأركانها ويتلوها إن شاء الله تعالى ( القواعد الأربع ) .

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"