بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 يوليو 2010

فضل شهر رمضان كما جاء في القرآن/6

فضل شهر رمضان كما جاء في القرآن
إن شهر رمضان شهر الرحمة وشهر الطاعات والعبادات، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، " البقرة: 183".
وقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ " البقرة: 185 ".

أحاديث نبوية عن الصيام

رواه الترمذي ، وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم: " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ". وهو حديث حسن .




أي: فتقبل شفاعتهما. رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو حديث صحيح.


أيها الإخوة في الله:
عليكم بالسحور في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك.

فإنه يقوِّي على الصيام، وينشِّط له، وفي وقت السُّحور ينادي ربُّنا عزَّ وجل عباده، ألا مِنْ مُستغفرٍ فأغفرَ لَهُ، ألا مِنْ مُبْتَلَى فأعافِيَه، ألا مِنْ مُسْتَرزقٍ فأَرْزقه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر ، فاغتنموا هذه الفرصة.
وعليكم في كُلِّ ليلة بالدعاء في هذا الوقت المبارك، والتضرًّع إليه سبحانه وتعالى، وادعوا بالفرج للمسلمين، وهلاك اليهود المجرمين وأعداء المسلمين، وبذلك تكونون متهيِّئين لصلاة الفجر مع الجماعة.
ونسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتنا، وصيامنا، وقيامنا، في شهر رمضان، وهو صلاة التراويح، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، وأن يثبتنا بقوله الثابت، وأن يجمعنا يوم القيامة مع الذين انعم الله عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. والحمد لله رب العالمين.
من فضائل القرآن كما جاء في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾. " الإسراء: 9 – 10 ".
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾. "القمر: 17".
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾. " طه: 124 – 127 ".

من فضائل القرآن في السنة النبوية
ولكن أيُّ قرآن يشفع لصاحبه؟
أي: الذين يقرؤون القرآن ويعملون به.
* الفاتحة: أفضل سورة في القرآن .
* آية الكرسي: أفضل آية في القرآن .
* ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾: تعدل ربع القرآن .
* ﴿ قل هو الله أحد ﴾: تعدل ثلث القرآن .
* ﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾، و﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا تَعَوَّذَ الْمُتَعَوِّذُونَ بِمِثْلِهَا " .
رواه أحمد في " المسند " ، وإسناده صحيح، ورواه مسلم.
من الأدعية المأثورة
اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم تقبل منا صلاتنا، وصيامنا، وقيامنا، ودعاءنا، وفرج عنا وعن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أَوَّلُ ليلة من شهر رمضان، صُفِّدَتِ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الجنِّ، وَغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ فلم يُفْتَحْ منها بابٌ، وَفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، ويا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ ". 3 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". رواه البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. 4 – وقال صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، والصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ ، وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحْهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ". رواه البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. 5 – وقال صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ،الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا،إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ". رواه مسلم في " صحيحه " عن أبي هريرة رضي الله عنه. 6 – وقال صلى الله عليه وسلم: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ ". 7 – وقال صلى الله عليه وسلم: " الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّراتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ " . رواه مسلم عن أبي هريرة. 8 – وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " . رواه البخاري عن أبي هريرة. 9 – وقال صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ فَقَطْ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَقَلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ " . رواه ابن خزيمة والحاكم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح. 10 – وقال صلى الله عليه وسلم: " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ". رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، وهو حديث حسن. 11 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " . 12 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ " . 13 - جاء الحديث الآخر مبينا ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: " يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا " . 14 – وقال صلى الله عليه وسلم: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ " . 15 – وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ " ألم " حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ " . 16 – وقال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ، قَالُوا: ومَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ" . 17 – وقال صلى الله عليه وسلم: " خَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن وَعَلَّمَهُ " . 18 – وقال صلى الله عليه وسلم: " عَلَيْكَ بِتِلاَوَةِ القُرْآنِ وَذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ وَذِخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ " . 19 – قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه (موقوفا عليه): " من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العُمُرِ، لكي لا يعلم من بعد علم شيئا، وإن ذلك قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ .قال: إلا الذين قرؤوا القرآن " . 20 – وقال صلى الله عليه وسلم: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " . 21 – وقال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " . 22 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ أَلَا أُعَلِّمُكَ سُوَرًا، مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهُنَّ؟ لَا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ لَيْلَةٌ إِلَّا قَرَأْتَهُنَّ فِيهَا: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ وَ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ " . 23 – وقال صلى الله عليه وسلم: " وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " . 24 – وقال صلى الله عليه وسلم: " القرآن شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَماحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ، قَادَهُ إِلَى الجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، سَاقَهُ إِلَى النَّارِ " . 25 – وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ ". 26 - قال صلى الله عليه وسلم: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " . 27 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ " . 28 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . 29 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى " . 30 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا " . 31 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ " . 32 – وقال صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " .

فضائل شهر رمضان/5

شهر رمضان شهر كريم ، ورد ذكره في القرآن، وخصه الله سبحانه وتعالى بعبادة عظيمة القدر، عظيمة الأجر، فيها ليلة عظيمة شريفة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف كتاب: قال الله سبحانه وتعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر)
شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الصيام: قال الله تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينّات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)إنّ مقدار الأجر الذي قد يفوت الإنسان من ترك صيام هذا الشهر كبير ، ففي الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالى (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).متفق عليه.

في هذا الشهر يمن الله على عباده بأسر ألدّ أعدائه له، الشيطان، فيصبح العبد مقبلاً على طاعة ربه من غير صادٍّ يمنعه عن الخير غير النفس الأمّارة بالسوء، فإن زكّى هذه النفس فقد أفلح وأنجح، ومن أتبعها شهواته فقد خاب وخسر. فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)رواه البخاري ومسلم.

ومع تسهيل الربّ عزّ وجلّ لنا سبل الطاعات، نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرغبّنا في الإكثار من الباقيات الصالحات بقوله وفعله، فكما ورد في صحيح البخاري فيما يرويه عنه حبر هذه الأمة وابن عمّه: ابن عباس رضي الله عنه فيقول كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)

أخي المسلم، يبعث الله في أول ليلة من هذا الشهر المبارك منادياً ينادي ويرشد إلى ما يحبّه الله ويرضاه كما جاء في الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)

ولا يسعنا إلا أن نذكّر الأخوة أن الكرام أن أحد أبواب الجنة الثمانية قد خصه الله بالصائمين فقط لا يدخله غيرهم. فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ)رواه البخاري.
وأنهي هذه الكلمة بذكر ثلاث غنائم قد خصها الله تعالى لطائفة من الناس في هذا الشهر الكريم، هذه الطائفة قد بينّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث ثلاثة متفقٌ على صحتها فقد رواها البخاري ومسلم في صحيحهما:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)

وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
وأخيراً عنه أيضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)

فهذه الطائفة هي من صام أو قام رمضان أو قام ليلة القدر إيماناً بالله مخلصاً له العمل والنية، واحتساباً للأجر عند الله بهذا العمل. هذه الطائفة هي التي تغنم بغفران ما سبق لها من المعاصي والذنوب في الماضي فيخرج المؤمن المحتسب من رمضان كحال المولود الجديد في هذه الدنيا.

وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

شهر رمضان/4

شهر رمضان

الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للطاعات، وأفاض على الصائمين نعيم الرضوان والنفحات، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين أ ّما بعد,,,

اعلموا رحمكم الله أنه نزل بساحتكم شهر رمضان الكريم، موسم عظيم خصه الله تعالى من بين سائر الشهور بالتشريف والتكريم، وأنزل فيه القرآن العظيم وفرض صيامه على المؤمنين شكراً على هذا الإنعام والفضل العميم، وسن لكم قيامه فضلاً لتحصيل الأجر الكريم.

كان الرسول يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك, كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حرم) رواه النسائي والبيهقي وأحمد.

ألا فاغتنموا فضل ربكم ذي الجود والإحسان، وتعرضوا لنفحاته في أوقات شهركم الحسان، وافتحوا فيه بيوتكم لإطعام الجائعين ومواساة المنكوبين، واعطفوا على أقاربكم، واحذروا أن تمحقوا صومكم بالفسوق والعصيان، والكذب والغيبة وقول الزور والبهتان، وأكثروا من التسبيح والأذكار وتلاوة القرآن، نسأل الله العون والتوفيق للوصول إلى مرضاته ونيل درجاته.

رجوع

من فضائل شهر رمضان

· عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين" متفق عليه.

· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان" مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم.

· وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري.

· عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه؛ ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان) رواه أحمد والطبراني في الكبير.

ومن فضائل شهر رمضان أنه:

· شهر القرآن: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة185.

· ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر3.

· لذلك ينبغي على كل حريص ألا يضيع العشر الأواخر من رمضان في شيء سوى التقرب إلى الله وذكره وعبادته، فإحدى تلك العشر هي ليلة القدر.

· عمرة رمضان: من استطاع العمرة في رمضان فليعزم عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم (عمرة في رمضان كحجة معي).

· شهر الجود: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ـ أي أكرم الناس ـ وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.

· وأجود ما ينبغي أن يكون المرء مع نفسه بأن يكثر من الطاعات، ومع أهله بحسن الخلق وصلة الأرحام والعفو عن المسيء، ومع الناس برد السيئة بالحسنة، فهذا هو الجود وليس فقط بالتصدق بالأموال والبخل بالأخلاق.

· شهر الطاعات: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه. ولكن نزوات النفس وشهواتها وشياطين الإنس يجتهدون في ليالي رمضان ويزدادون في الأسواق وأماكن اللهو، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد عند الله أسواقها). فقد خسر من ضيع ليالي رمضان بين لهو ولغو وتسكع في الأسواق، وبيوت الله مفتوحة والصلوات قائمة والعباد يُنَمُّون تجارتهم مع الله.

· وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:... ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).


رمضان في التاريخ

· في السنة الثانية من الهجرة وفي شهر شعبان فرض الله عز وجل على المسلمين صيام شهر رمضان وكان ذلك قبل غزوة بدر.

· وقعت غزوة بدر الكبرى يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة وسميت معركة الفرقان.

· في رمضان من السنة الثامنة للهجرة تم الفتح المبين ـ فتح مكة ـ دخلها النبي صلى الله عليه وسلم دون قتال وأعطى أهلها الأمان فدخلوا في دين الله آمنين.

· في القرن الرابع الهجري وفي رمضان من عام 361هـ تم بناء (الجامع الأزهر)، وهو ثالث جامع بني في مصر، وسمي بالأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

· في شهر رمضان عام 479 للهجرة انتصر المسلمون على الإفرنج في الأندلس في معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين.

· في الخامس والعشرين من رمضان عام 658 للهجرة انتصر المسلمون بقيادة القائد قطز على جيوش التتار في فلسطين في معركة عين جالوت.

رجوع

أنواع الصيام

أولاً: الفرض:

· صوم رمضان: قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة 185.

· صوم النذر: كمن نذر أن يصوم عشرة أيام من شعبان فيجب عليه صيامها في شعبان.

· صوم الكفارة: كأن يصوم شهرين متتابعين كفارة للقتل الخطأ، وأن يصوم ثلاثة أيام كفارة لليمين.

ثانياً: التطوع:

· ويشمل ما هو سنة كصوم عاشوراء وتاسوعاء، وستة أيام من شوال وصوم، يوم عرفة وصوم تسعة أيام من أول ذي الحجة، وصوم شهر الله المحرم، وصوم الاثنين والخميس، وصوم يوم وإفطار يوم وهو أفضل الصيام، وغيرها من الأيام المستحب صومها.

ثالثاً: المنهي عنه:

· كصوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان هناك شك في رؤية الهلال، وصوم يومي العيد، وصوم يوم الجمعة منفرداً، وصوم الدهر كأن لا يفطر الصائم أبداً، وصوم المرأة تطوعاً بغير إذن زوجها وهو حاضر، وغيرها من أنواع الصيام المحرم أو المكروه.

رجوع

في أركان الصوم

أركان الصوم هي:

1. النية، وهي عزم القلب على الصوم امتثالاً لأمر الله عز وجل، أو تقرباً إليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات). فإذا كان الصوم فرضاً فالنية تجب بليل قبل الفجر، لقوله صلى الله عليه وسلم :(من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له). وإن كان نفلاً صحت ولو بعد طلوع الفجر, وارتفاع النهار، إن لم يكن قد طعم شيئاً، لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "هل عندكم شيء؟ قلنا لا، فقال: فإني صائم" رواه مسلم.

2. الإمساك، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع.

3. الزمان، والمراد به النهار، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فلو صام امرؤ ليلاً أو أفطر نهارا،ً ما صح صومه أبدا،ً لقوله تعالى: (ثم أتموا الصيام إلى الليل).

· شروط الصوم

يشترط في وجوب الصوم على المسلم أن يكون عاقلاً بالغاً، لقوله صلى الله عليه وسلم (رُفِع القلم عن ثلاثة: (المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم). وإن كانت مسلمة يشترط لها في صحة صومها أن تكون طاهرة من دم الحيض والنفاس، لقوله صلى الله عليه وسلم في بيان نقصان دِين المرأة (أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) البخاري.

· المريض:

إذا مرض المسلم في رمضان نظر: فإن كان يَقْدر على الصوم بلا مشقة شديدة صام، وإن لم يقدر أفطر، ثم إن كان يرجو البرء من مرضه فإنه ينتظر حتى البرء ثم يقضي ما أفطر فيه، وإن كان لا يرجى برؤه أفطر وتصدق عن كل يوم يفطره بمد من طعام، أي حفنة قمح، لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).

· من فقه الصيام

. من أكل ناسياً: أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه).

. من أدركه الفجر جنباً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم) متفق عليه.

. الطيب والاكتحال لا بأس به للصائم، ولم يرد دليل بالنهي عنه.

. بلع الريق لا يفطر الصائم.

. التبرد وهو أن يصب الإنسان الماء على جسمه للارتياح ولا شيء فيه.

. حكم الحامل والمرضع: لهما أن تفطرا وتقضيا بعد رمضان إن خشيتا ضعفاً أو أثراً على الجنين.

. خروج الدم من الفم أو الأنف، والقيء: تعمد القيء يفطر الصائم، أما إن غلبه القيء وخرج الدم دون إرادته فيغسل فاه ويكمل صومه ولا شيء عليه إن شاء الله.

. من يريد السفر له أن يصوم أو أن يفطر حسب طاقته، وكلا الأمرين ثابت في السنة، فكان الصحابة في سفرهم منهم الصائم ومنهم المفطر، ولا ينكر أحد على أحد.

رجوع

آداب الصيام

يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الآداب التالية:

1. السحور: وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم.

2. تعجيل الفطر: ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس؛ فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري ومسلم.

3. الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام: وروى الترمذي ـ بسند حسن ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم).

4. الكف عما يتنافى مع الصيام: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم )رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

5. السواك: لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا أحصي يتسوك وهو صائم ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

6. الجود ومدارسة القرآن: الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل يوم، إلا أنهما آكد في رمضان. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حيث يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".

7. الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" وفي رواية لمسلم :"كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره"

رجوع

فيما يبطل الصوم

· ما يبطل الصوم أمور هي:

1. وصول مائع إلى الجوف، بوساطة الأنف كالسعوط، أو للعين والأذن كالتقطير، أو الدبر وقُبُل المرأة كالحقنة.

2. ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره.

3. خروج المني، بمداومة النظر، أو إدامة الفكر، أو قبلة أو مباشرة.

4. الاستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم (من استقاء عمداً فليقض). أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه.

5. الأكل والشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك.

6. من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر.

7. من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار.

8. من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يمسك، ظاناً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب، فواصل الفطر إلى الليل.

9. وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف بوساطة الفم، كابتلاع جوهرة أو خيط، لما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( الصوم لما دخل وليس لما خرج ) يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما دخل في الجوف لا بما يخرج كالدم والقيء.

10. رفض نية الصوم ولو لم يأكل أو يشرب، إن كان غير متأول للإفطار، وإلا فلا.

11. الردة عن الإسلام إن عاد إليه، لقوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)

رجوع

الجوانب التربوية في الصوم

1. صفة الإخلاص لله وحسن مراقبته، لأنه سر بين العبد وربه،والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير من عمل أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فالله غني عن الشركة ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه.

2. والصوم فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات.

3. الصوم يكسب الصائم فضيلة الصبر التي تعينه على تخطي العقبات والتحديات في مواصلة سيره إلى الله في هذه العبادة.

4. الصوم يربي الجوارح ويهذب النفس شهرًا كاملا، فتعتاد ذلك، فلا يقتصر الصوم على شهوتي البطن والفرج, ولكن الصوم الصحيح أن تصوم الجوارح كلها عن كل ما حرم الله، فالعين والأذن واللسان واليد والرجل بجانب الفم والفرج, وكل ذلك جانب تربوي هام في شخصية المسلم.

5. والصوم يكسب صاحبه فضيلة الحلم على الجاهلين, فإذا خاصمه أحد أو سابه أو استثاره يكظم غيظه ويحلم ويقول: (إني صائم,إني صائم, إني صائم)

6. والصوم يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع, فيسارع إلى مد يد العون له, وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكر به، وذلك جانب تربوي هام يلزم أن يسود بين المسلمين لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام.

7. والصوم يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول : (للصائم فرحتان، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)رواه مسلم، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)وفي هذا تصحيح لتصورات خاطئة عند الكثير حينما يفرحون لأعراض الدنيا عندما تقبل عليهم ويحزنون عند افتقادها.

رجوع

من فوائد الصيام

· من فوائد الصيام

الناظر في التكاليف الشرعية التي كلف الله تعالى بها عبادة لا يكاد يرى تكليفاً من هذه التكاليف إلا وفيه من الفوائد الدنيوية والأخروية ما يعجز العاقل عن حصرها. ذلك لأنها قائمة على سعادة البشر في دينهم ودنياهم والصوم أحد هذه التكاليف الشرعية، فليس بدعاً أن تكون له فوائد وحكم جمة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • أن الصوم يكسر شهوات النفس من الشبع والري ومعاشرة النساء، حيث إن هذه الشهوات ترتاح إليها النفس وقد تفضي بصاحبها إلى الأشر والبطر والغفلة فيهلك.

  • ومنها أيضاً أنه سبيل لإزالة قساوة القلب وغلظته، وطريق لترقيقه وليونته، فتزكوا النفس وتطهر وتخف عليها العبادة وتشعر بحلاوتها ولذتها فتسعد بالقبول والراحة.

  • ومنها أيضاً أنه سبيل إلى معرفة قدر نعمة الله تعالى على العبد ـ فبضدها تتميز الأشياء ـ فيشكر ربه على هذه النعم, فيستديم النعمة ويستزيدها لقوله تعالى" لئن شكرتم لأزيدنكم" إبراهيم آية 7.

  • ومنها أيضا تضييق مجاري الشيطان حيث يجرى من ابن آدم مجرى الدم.

  • ومنها الشعور بالفقراء والعطف والحنو عليهم لأن الجوع والعطش يذكر الصائم بحال أصحاب هذه الأكباد الجائعة، وقد جاء عن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ قد كان على خزائن الأرض ـ أنه كان يتجوع فقيل له: تجوع وخزائن الأرض بيدك؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع"

  • ومنها أنه من أكبر العون على تقوى الله تعالى التي هي اسم جامع لكل ما يتقى به النار من فعل المأمورات، واجتناب المنهيات.

· الصيام.. والأمراض الجلدية

يقول الأستاذ الدكتور/ محمد الظواهري – أستاذ الأمراض الجلدية: إن كرم رمضان يشمل مرضى الأمراض الجلدية.. إذ تتحسن بعض هذه الأمراض بالصوم. ويتأتى هذا من أن هناك علاقة متينة بين الغذاء وإصابة الإنسان بالأمراض الجلدية. إذ أن الامتناع عن الطعام والشراب مدة ما, تقلل من الماء في الجسم والدم وهذا بدوره يدعو إلى قلته في الجلد, وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض المعدية والميكروبية، ومقاومة الجلد في علاج الأمراض المعدية هي العامل الأول الذي يعتمد عليه في سرعة الشفاء، وتقلل قلة الماء في الجلد أيضًا من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة في الجسم. – كما أن قلة الطعام تؤدي إلى نقص الكمية التي تصل إلى الأمعاء وهذا بدوره يريحها من تكاثر الميكروبات الكامنة بها وما أكثرها.. عندئذ يقل نشاط تلك الميكروبات المعدية ويقل إفرازها للسموم، وبالتالي يقل امتصاص تلك السموم من الأمعاء. وهذه السموم تسبب العديد من الأمراض الجلدية. والأمعاء ما هي إلا بؤرة خطرة من البؤر العفنة التي تشع سمومها عند كثير من الناس, وتؤذي الجسم والجلد وتسبب لهما أمراضًا لا حصر لها, وشهر رمضان هو هدنة للراحة من تلك السموم وأضرارها. ويعالج الصيام أيضًا أمراض البشرة الدهنية وأمراض زيادة الحساسية.

رجوع

عادات احذرها

· عادات احذرها

تظهر مع الصيام بعض العادات غير الحميدة تتسرب إلى الصائم دون أن يشعر بأثرها، لكنها في الوقت نفسه مضرة ولها آثار جانبية كثيرة، ننبه في هذه العجالة على بعضها لعل من يطلع عليها يحذرها ويجتنب الوقوع فيها. ومن هذه العادات:

1. الإسراف: خلق ذميم جاء الشرع بالتحذير منه والنهي عنه في كل الأحوال وعموم الأزمان, قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا" الفرقان آية 67, وقال تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً" الإسراء آية:27, وفي السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل والبس ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة". والإسراف يؤثر على القلب حيث يطفئ نوره ويعور عين بصيرته، ويثقل سمعه، ويضعف قواه كلها، ويوهن صحته، ويفتر عزيمته وهمته ،كل هذه الأمور تصيب القلب بسبب الإسراف.

2. الشبع المفرط: ومن العادات الذميمة في رمضان الشبع المفرط نتيجة للجوع الذي يتعرض له الصائم، ولكن هذا الشبع له تأثير سلبي، حيث يثقل الجسد عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطن ومحاولة الحصول عليها حتى يظفر بها، فإذا حصل الصائم على متطلبات إفطاره وامتلاء بطنه انشغل بمزاولة تصرفها، أي التخلص من الامتلاء والبحث عن المهضمات، والخوف من الضرر الناجم عن الشبع، ومن مضار الشبع أنه يقوي مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان حيث يوسعها لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالصوم يضيق مجاريه ويسد علبه طرقه والشبع يوسعها، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً، وفي الحديث المشهور"ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه الترمذي وابن ماجه

3. كثرة النوم: النوم الكثير له آثار سلبية كثيرة ،منها أنه يميت القلب، ويوهن البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والنسيان والكسل، وكما مر معنا من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً. أسأل الله عز وجل أن يعيننا على طاعته، وأن يرزقنا بره آمين.

رجوع

العشر الأواخر من رمضان

· الاجتهاد فيها:

ففي صحيح مسلم عن عائشة t:" أن النبي r يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".

وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي r إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"

ففي هذا الحديث دليل على فضيلة هذه العشر لأن النبي r كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها، وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة من صلاة وقرآن وغيره وذكر وصدقة وغيرها.

· الاعتكاف فيها:

ففي الصحيحين عن عائشة t أن النبي r "كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله".

والاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل.

· تحري ليلة القدر:

ذهب الفقهاء إلى أن ليلة القدر أفضل الليالي، وأن العمل الصالح فيها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر 3. فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r "من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري.

· محل ليلة القدر:

فالصحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء أنها في العشر الأواخر من رمضان، لكثرة الأحاديث التي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكد أنها في الأوتار ومنحصرة فيها، لقوله r "تحروا ليلة القدر في الوتر العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري.

ويكون إحياء ليلة القدر بالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وأن يكثر من دعاء: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لحديث عائشة t.

رجوع

زكاة الفطر

· زكاة الفطر:

أي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان. وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة.

· حكمة مشروعيتها:

والحكمة من مشروعية زكاة الفطر الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسر المؤمنين بقدوم العيد، وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" رواه أبو داود وحسّنه الألباني.

· على من تجب؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير أوكبير، ذكر أو أنثى، حر أم عبد. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين" متفق عليه.

· هل يجوز أخذها نقداً:

يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً. ويقدر في العام الحالي بمبلغ دينار كويتي واحد على كل فرد، وقد أخذت اللجنة بهذا لما فيه من التيسير على المزكي وعلى الفقير، إلا أن تقدير هذه القيمة بدينار ليس تقديراً ثابتاً بل يختلف من عام لعام ومن بلد لبلد.

· هل يجوز إخراج الزكاة خارج البلاد؟

يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير البلد الذي يقيم فيه المزكي إذا كان في ذلك البلد من هم أحوج إليها من أهل البلد الذي فيه المزكي، أو كان في ذلك البلد قرابة للمزكي من أهل استحقاق الزكاة، أو إذا كان في نقلها تحقيق مصلحة عامة للمسلمين أكثر مما لو لم تنقل. والله سبحانه وتعالى أعلم.

رجوع

فرحة العيد

· للمؤمن فرحتان

العيد هو موسم الفرح والسرور قالr "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.

قال القرطبي: معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، (وفرح بصومه) أي بجزائه وثوابه؛ وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها، بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس 58.

قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.

ولما قدم النبيr المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: (إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما يوم الفطر والأضحى) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

والحديث دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة، فيجوز التوسعة على الأولاد في الأعياد بما يحصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس مما ليس بمحظور ولا شاغل عن طاعة الله.

رجوع

هديه صلى الله عليه وسلم في العيد

· استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:

قال ابن القيم: وكان r يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة.

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين. أخرجه ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة.

· الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى:

قال أنس رضي الله عنه كان النبي r لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً. رواه البخاري.

ويأكلهن وتراً: أي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً .. وهكذا.

· الخروج إلى المصلى:

عن أبي سعيد الخدري قال: كان الرسولr يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى" رواه البخاري.

ويسن الخروج إلى المصلى ماشياً فإن عاد ندب له أن يسير من طريق آخر غير التي أتى منها فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله r إذا كان يوم العيد خالف الطريق" رواه البخاري.

· خروج النساء والصبيان:

يشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض، لحديث أم عطية قالت: "أمرنا أن نخرج العواتق ـ أي الجارية البالغة ـ والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى" متفق عليه.

· وقت صلاة العيد:

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت صلاة العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال.

· التكبير في أيام العيد:

التكبير يبتدئ من ليلة العيد، ويستمر في الفطر إلى أن يخرج الإمام للصلاة.

ولفظه: الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

· التهنئة بالعيد:

يقول المسلم لأخيه: "تقبل الله منا ومنك" رواه أحمد بسند صحيح.

رجوع

صيام ستة من شوال والتطوع عموماً

· كصيام الدهر:

يشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال، وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي r قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر).

وإنما كان صيام الست من شوال مع صيام رمضان كصيام الدهر؛ لأن رمضان عن عشرة أشهر، حيث إن الحسنة بعشر أمثالها، والست من شوال عن ستين يوماً (شهرين)، أيضًا لأن الحسنة بعشر أمثالها، وعشرة أشهر مع شهرين حَوْل كامل، قال r "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) رواه النسائي.

· أحب الصيام إلى الله تعالى:

صوم يوم وإفطار يوم، وهذا أفضل التطوع، لما روى عبد الله بن عمرو أن النبي r قال: "أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا" رواه البخاري ومسلم.

· صيام أيام البيض:

وهي الأيام 13، 14، 15، من كل شهر، لقول أبي هريرة t "أوصاني خليلي r بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".

· فيها تعرض الأعمال:

كان النبي r يصوم يوم الخميس ويوم الاثنين فسئل عن ذلك فقال (إن الأعمال تُعْرض يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" أخرجه أبو داود والنسائي.

فاحرص على صيام ستة من شوال وعلى الصيام عمومًا، فهناك أيام صيامها أكثر من غيرها أجراً وثوابا :كصيام يوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.

ويوم عرفة لغير الحاج، وصيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم، وشعبان، وصوم شهر الله المحرم.

فضائل شهر رمضان/3

فضائل شهر رمضان
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، وفقني الله وإياهم لاغتنام الخيرات ، وجعلني وإياهم من المسارعين إلى الأعمال الصالحات آمين .
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
أيها المسلمون إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع فيه الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ، ويجزل فيه لأوليائه العطايات ، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام ، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، فعظموه رحمكم الله بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات ، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات ، واجتهدوا في التناصح بينكم ، والتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم .
وفي الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة
منها : تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الخلاق السيئة والصفات الذميمة ، كالأشر والبطر والبخل ، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه .

ومن فوائد الصوم: أنه يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ، ويذكره بعظيم نعم الله عليه ، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه ، والاستعانة بنعمه على طاعته ، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم ، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[1] ، فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه ، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى ، والتقوى هي : طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل ، ومحبة ورغبة ورهبة ، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه ، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى ، وقربى إلى المولى عز وجل ، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))[2] . فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الصوم وجاء للصائم ، ووسيلة لطهارته وعفافه ، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته ، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين ، وتقل به المعاصي .
ومن فوائد الصوم أيضاً
: أنه يطهر البدن من الأخلاط الرديئة ويكسبه صحة وقوة اعترف بذلك الكثير من الأطباء وعالجوا به كثيراً من الأمراض ، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العزيز أنه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا ، وأوضح سبحانه أن المفروض علينا هو صيام شهر رمضان ، وأخبر نبينا عليه الصلاة والسلام أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ [3] إلى أن قال عز وجل : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [4] .
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت ))
[5] .
أيها المسلمون :
إن الصوم عمل صالح عظيم ، وثوابه جزيل ولاسيما صوم رمضان ،فإنه الصوم الذي فرضه الله على عباده ، وجعله من أسباب الفوز لديه ، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))
[6] .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين ))
[7] .
وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ))
[8] .
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ))
[9] رواه الطبراني .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله فرض عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ))
[10] . رواه النسائي .
وليس في قيام رمضان حد محدود ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال : (( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ))
[11] أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فدل ذلك على التوسعة في هذا الأمر ، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه ، والأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث ، مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة ، لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ))[12] وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة ))[13]
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه كان يتهجد في بعض الليالي بأقل من ذلك ، وثبت عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه في بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ، فدلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الأمر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله ، وليس فيه حد محدود لا يجوز غيره ، وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك ، وهذا يعم رمضان وغيره ، وينبغي أن يعلم أن المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الإقبال على صلاته ، والخشوع فيها ، والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود ، وترتيل التلاوة وعدم العجلة ؛ لأن روح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها ، وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب . كما قال سبحانه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ
[14] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))
[15] ، وقال للذي أساء في صلاته : (( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))[16] .
وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة ، لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لابد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفاً ، فالواجب الحذر من ذلك ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته )) قالوا يا رسول الله : كيف يسرق صلاته ؟ ، قال : (( لا يتم ركوعها ولا سجودها ))
[17]
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي نقر صلاته أن يعيدها ، فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وأدوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادات والقربات وسارعوا فيه إلى الطاعات ، فهو شهر عظيم جعله الله ميداناً لعباده يتسابقون إليه فيه بالطاعات ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات .
فأكثروا فيه – رحمكم الله – من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم ، بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
[18] .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل : إني امرؤ صائم ))
[19] .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث ))
[20] .
وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفَّر ما قبله ))
[21] .
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ))
[22] .
ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره الصلوات الخمس في أوقاتها ، فإنها عمود الإسلام واعظم الفرائض بعد الشهادتين ، وقد عظم الله شانها وأكثر من ذكرها في كتابه العظيم فقال تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
[23] ، وقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [24] . والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))
[25] .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ))
[26] .
ومن أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر ))
[27]
وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إني رجل شاسع الدار عن المسجد وليس لي قائد يلائمني فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة )) قال : نعم . قال : (( فأجب ))
[28] أخرجه مسلم في صحيحه .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ))
[29] .
فاتقوا الله – عباد الله – في صلاتكم وحافظوا عليها في الجماعة وتواصوا بذلك في رمضان وغيره تفوزوا بالمغفرة ومضاعفة الأجر وتسلموا من غضب الله وعقابه ومشابهة أعدائه من المنافقين .

وأهم الأمور بعد الصلاة الزكاة : فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظموها كما عظمها الله ، وسارعوا على إخراجها وقت وجوبها وصرفها على مستحقيها عن إخلاص لله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم سبحانه ، واعلموا أنها زكاة وطهرة لكم ولموالكم وشكر للذي أنعم عليكم بالمال ومواساة لإخوانكم الفقراء كما قال الله عز وجل : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا
[30] . وقال سبحانه : اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [31] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن : (( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ))
[32] متفق على صحته .
وينبغي للمسلم في هذا الشهر الكريم الوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين ، وإعانتهم على الصيام والقيام تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلباً لمرضاة الله سبحانه ، وشكراً لإنعامه ، وقد وعد الله سبحانه عباده المنفقين بالأجر العظيم ، والخلف الجزيل ، فقال سبحانه : وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً
[33] . وقال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [34] .
واحذروا – رحمكم الله – كل ما يجرح الصوم ، وينقص الأجر ، ويغضب الرب عز وجل ، من سائر المعاصي ، كالربا ، والزنا ، والسرقة ، وقتل النفس بغير حق ، وأكل أموال اليتامى ، وأنواع الظلم في النفس والمال والعرض ، والغش في المعاملات ، والخيانة للأمانات ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، والشحناء ، والتهاجر في غير حق الله سبحانه ، وشرب المسكرات ، وأنواع المخدرات كالقات ، والدخان ، والغيبة والنميمة ، والكذب ، وشهادة الزور ، والدعاوى الباطلة ، والأيمان الكاذبة ، وحلق اللحى ، وتقصيرها ، وإطالة الشوارب ، والتكبر ، وإسبال الملابس ، واستماع الأغاني وآلات الملاهي ، وتبرج النساء ، وعدم تسترهن من الرجال ، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة ، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان ، ولكنها في رمضان أشد تحريماً ، وأعظم إثماً لفضل الزمان وحرمته . فاتقوا الله – أيها المسلمون - ، واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله ، واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره ، وتواصوا بذلك ، وتعاونوا عليه ، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، لتفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة ، والله المسئول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ، وأن ينصر بهم دينه ، ويخذل بهم أعداه ، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه ، والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء ، إنه على كل شيء قدير . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


[1] سورة البقرة ، الآية 183
[2] رواه البخاري في النكاح باب من لم يستطع الباءة فليصم برقم 5066 ، ومسلم في النكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه برقم 1400
[3] سورة البقرة ، الآيتان 183 ، 184
[4] سورة البقرة ، الآية 185
[5] رواه البخاري في الإيمان باب بني الإسلام على خمس برقم 8 ، ومسلم في الإيمان باب أركان الإسلام برقم 16
[6] رواه البخاري في التوحيد باب قول الله تعالى يريدون أن يبدلوا كلام الله برقم 7492 ، ومسلم في الصيام باب فضل الصيام برقم 1151
[7] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1899 ، ومسلم في الصيام باب فضل شهر رمضان برقم 1079
[8] رواه الإمام احمد في باقي مسند الأنصار برقم 2298 ، والترمذي في الصوم باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم 682
[9] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب باب الترغيب في صيام رمضان برقم 1490 ، وقال رواه الطبراني .
[10] رواه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة حديث عبد الرحمن بن عوف برقم 1663 ، والنسائي في الصيام باب ذكر اختلاف يحيى بن كثير والنضر بن شيبان برقم 2210
[11] رواه البخاري في الجمعة باب ما جاء في الوتر برقم 991 ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الليل مثنى مثنى برقم 749 .
[12] رواه البخاري في الجمعة باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره برقم 1147 ، وفي صلاة التراويح باب فضل من قام رمضان برقم 2013 ، وفي المناقب باب كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه برقم 3569 ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الليل وعدد الركعات برقم 738
[13] رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب صلاة الليل وعدد الركعات برقم 1211
[14] سورة المؤمنون ، الآيتان 1 ، 2
[15] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين من الصحابة في باقي مسند أنس برقم 13623 ، والنسائي في عشرة النساء باب حب النساء برقم 3940
[16] رواه البخاري في استئذان باب من رد فقال عليكم السلام برقم 6251 ، ومسلم في الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة برقم 397
[17] رواه الإمام احمد في باقي مسند الأنصار حديث ابي قتادة برقم 22136 ، ومالك في الموطأ في النداء للصلاة باب العمل في جامع الصلاة برقم 403 ، والدارمي في الصلاة باب في الذي لا يتم الركوع والسجود برقم 1328
[18] رواه البخاري في الصوم باب من لم يدع قول الزور برقم 1903
[19] رواه البخاري في الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شتم برقم 1904
[20] رواه الحاكم في المستدرك في الصوم باب من أفطر في رمضان ناسياً برقم 1604 ، وابن خزيمة في الصيام باب النهي عن اللغو في الصيام برقم 1995
[21] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين مسند أبي سعيد الخدري برقم 11130
[22] ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه في الصيام باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب برقم 8981
[23] سورة البقرة ، الآية 238
[24] سورة النور ن الآية 56
[25] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار من حديث بريدة الأسلمي برقم 22428 ، والترمذي في الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ، وابن ماجة في إقامة الصلاة باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079
[26] رواه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم 6540 ، والدارمي في الرقاق باب في المحافظة على الصلاة برقم 2721
[27] رواه ابن ماجة في المساجد والجماعات باب التغليظ في التخلف عن الجماعة برقم 793
[28] رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب يجب إتيان المساجد على من سمع النداء برقم 653 ، والنسائي في الإمامة باب المحافظة على الصلوات برقم 850
[29] رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب صلاة الجماعة من سنن الهدى برقم 654
[30] سورة التوبة ، الآية 103
[31] سورة سبأ ، الآية 13
[32] رواه البخاري في الزكاة باب أخذ الصدقة من الأغنياء برقم 1496 ، ومسلم في الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين برقم 19 ، والنسائي في الزكاة باب إخراج الزكاة برقم 2522
[33] سورة المزمل ، الآية 20
[34] سورة سبأ ، الآية 39
بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"