بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 أبريل 2010

نبذ من "مكارم الأخلاق" لابن أبى الدنيا/3

- حدثني سليمان نا أحمد بن بشير قال Y قدم على عمر بن عبد العزيز رجل من حضرموت فناداه
( دعوت حران ملهوفا ليأتيكم ... فقد أتاك بعيد الدار مظلوم ) قال من ظلمك قال الوليد بن سليمان أخذ أرضا لي باليمن فقال اكتبوا له إلى عامل اليمن إن أقام عندك شاهدين ذوي عدل فاردد عليه أرضه ثم قال له إني أراك قد كلفت في وجهك هذا قال كلفت زادا وراحلة فأمر له بثلاثين دينار

451 - حدثني سليمان نا أبو سفيان عن هشيم قال Y قدم الزبير الكوفة وعليها سعيد بن العاص عاملا لعثمان فبعث إلى الزبير بسبعمائة ألف فقال لو كان في بيت المال أكثر من هذا بعثت به إليك فقبلها قال سليمان فحدثت به مصعبا الزبيري فقال ما كنا نرى الذي أعطاه المال إلا الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكنا نقول خمسمائة ألف وهشيم أعلم

452 - قال أبو عبد الله العجلي أنا يونس بن بكير نا بن إسحاق حدثني والدي إسحاق بن يسار أخبرني شيخ من بني سعد بن بكر قال Y قدم علي بن عم لي من أهل البادية فقال إن بن أخ لي أصاب دما عمدا فطلبت إلى أهل الدم أن يقبلوا مني العقل ففعلوا فأسلمتني عشيرتي وأبوا أن يحملوا معي وقالوا إنما نحمل الخطأ فأما العمد فلا فقد قدمت التمس المعونة من هذا الحي من قريش فأمرت لي بخزيرة فصنعت فغديناه منها ثم قلت له انطلق بنا إلى خير القوم وسيدهم بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنه فخرجنا نلتمسه في بيته لم نجده فخرجنا فلقيناه بالبلاط فقلت عندك الرجل فاستوقفناه فوقف واستند إلى الجدار فقلت يا بن بنت رسول الله إن بن أخ لي أصاب دما فقص قصته وقدمت أستعين هذا الحي من قريش على ديته فرأيت أن أبدأ بك فقال والله الذي نفس حسين بيده ما أصبح في بيتي دينار ولا درهم وما غدوت إلى السوق إلا لألتمس العينة في بعض نفقاتنا وما لا بد منه ولكني أراك رجلا جلدا وقد حان حصاد مالي بذي المروة عين يحنس فاخرج إليها فقم عليها بعماله ثم أحصد ودق وبع فإنها مودية عنك ولا تسأل أحدا شيئا فقال أفعل بأبي وأمي وكتب إلى قيمه أنظر فلان بن فلان فخل بينه وبين حصاد أرضك فإني قد أعطيته إياه فخرج فحصدها فباع منها بعشرين ألف درهم فأدى اثنى عشر ألفا واستفضل ثمانية آلاف

( الجود عند الشعراء )

453 - فقال المقنع مقنع الأنصاري يبكي حسينا حين قتل
( كان إذا شب له ناره ... يرفعها بالسند الماثل )
( كيما يراها قابس مرمل ... أو فرد قوم ليس بالآهل )
( مفارغ الشيزي على بابه ... مثل حياض النعم الناهل )
( لا تستري شفرا على مثله ... في الناس من حاف ولا ناعل )
( بن النبي المرسل المصطفى ... وابن بن عم المصطفى الفاضل )

454 - حدثني عبد الرحمن بن صالح نا يحيى بن يعلي عن يونس بن خباب عن مجاهد قال جاء رجل إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما فسألهما فقالا Y إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة حاجة مجحفة أو حمالة مثقلة أو دين فادح وأعطياه ثم أتى بن عمر رضي الله عنه فأعطاه ولم يسأله عن شيء فقال أتيت ابني عمك وهما أصغر سنا منك فسألاني وقالا لي وأنت لم تسألني عن شيء فقال ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما كانا يغران بالعلم غرا

455 - وقال أبو حفص الصيرفي حدثني بن زائدة البندار حدثني محمد بن علي عن شيخ من قريش قال Y بينا أبان بن عثمان وعبد الله بن الزبير جالسان إذا وقف عليهما أعرابي فسألهما فلم يعطياه شيئا وقالا اذهب إلى ذينك الفتيين وأشارا إلى الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما جالسان فجاء الأعرابي حتى وقف عليهما فسألهما فقالا إن كنت تسأل في دم موجع أو فقر مدقع أو أمر مفظع فقد وجب حقك فقال أسأل وأخذني الثلاث فأعطاه كل واحد منهما خمسمائة خمسمائة فانصرف الأعرابي فمر على بن الزبير وأبان وهما جالسان فقالا ما أعطاك الفتيان فأنشأ الأعرابي يقول
( أعطياني وأقنياني جميعا ... إذ تواكلتما فلم تعطياني )
( جعل الله من وجوهكم نعلين ... سبتا يطاهما الفتيان )
( حسن والحسين خير بني حواء ... صيغا من الأغر الهجان )
( فدعا سنة المكارم والمجد ... فما منكما لها من مداني )

456 - حدثني محمد بن الحسين نا كثير بن هشام نا عيسى بن إبراهيم القرشي حدثني رجل من أهل البصرة قال Y قدمت المدينة فنزلت على معاوية بن عبد الله بن جعفر فسألته عما كان يصنع أبوه من أخلاقه فقال كان قد جبل على شيء لا يقدر على غيره قال فأتاه أعرابي يسأله فقال تمن علي واجتهد في الأماني فقال بكرا يحمل رحلي إلى أهلي وحلة ألبسها يوم قدومي على الحي وبردة أمتهنها في سفري ونفقة تبلغني إليهم قال لقد قصرت بك نفسك فهلا سألتني ما أملك فأخرج لك عيينة قال فأمر له بمائة حلة ومائة ناقة ومائة ألف درهم فقال الأعرابي أما الأحجار فلا حاجة لي بها وأما الحلل فواحدة من ذلك تكفيني وأما الإبل فأسوقها والله إلى أهلي قال فساق الإبل وترك المال والحلل فأمر به عبد الله فقسم على فقراء أهل المدينة

457 - حدثني محمد بن الحسين حدثني جعفر بن عون عن خالد الزيات عن رجل من أهل البيت أن عبد الله بن جعفر Y كان له على رجل مال فتحمل عليه بابن عباس ليؤخره فقال عبد الله بن جعفر هي له يا بن عم قال ما أردت هذا كله قال بن جعفر لكني أنا أردته

458 - حدثني محمد بن الحسين نا أبو عبد الرحمن الطائي نا المجالد بن سعيد عن الشعبي قال Y دخل أمية بن أبي الصلت على عبد الله بن جدعان التيمي وقد أخذت الخمر من عبد الله فأنشأ يقول
( أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء )
( وعلمك بالأمور وأنت فرع ... لك الحسب المهذب والسناء )
( كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء )
( إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء ) قال وعند بن جدعان قنيتان له فقال انظر أعجبهما إليك فخذ بيدها قال وكانت أحب ماله إليه فأخذ منه إحداهما وخرج فلقيه فتية من قريش فقالوا له ما صنعت دخلت إلى شيخنا وسيدنا وقد عمل فيه الشراب فأخذت إحدى حظيتيه وأحب ماله إليه ارجع فارددها عليه فإنه سيعوضك أضعافها قال فرجع إليه فقال ما الذي ردك إلينا يا أمية قال أحبت أن تؤنس أختها قال لا ولكن قيل لك فرقت بين الشيخ وأحب ماله إليه والله لتأخذن بيد الأخرى فأخذهما جميعا وخرج وهو يقول
( عطاؤك زين لامرىء إن حبوته ... بفضل وما كل العطاء يزين )
( وليس بشين لامرىء بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين )

459 - حدثني أبو زيد النميري أنا أبو عاصم أخبرني أبو عمار رجل من بني زهرة قال Y مر بن الزبير بناس من قريش مجتمعين في مجلس فقال ما تذاكرون قالوا أمر الجاهلية قال دعوه فإن هذا الشيء هدمه الله فإن كنتم لا بد فاعلين فعليكم بابن جدعان فوالله ما تقسم الشرف إلا من بعده

460 - حدثني أبو زيد النميري حدثني بدر بن سعيد قال سمعت عيسى بن يزيد بن بكر قال Y سأل الوليد بن عقبة مروان وهو على المدينة فاعتل عليه فقدم على المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة فأمر له بعشرين ألفا فأبى أن يقبلها فأتى بن عامر فشكا إليه دينه فقال كم هو قال مائة ألف فقضاه عنه وأعطاه مائة ألف أخرى فقال الوليد
( ألا جعل الله المغيرة وابنه ... ومروان نعلى بذلة لابن عامر )
( لكي تقياه الحر والقر والأذى ... ولسع الأفاعي واحتدام الهواجر )
( يفيض الفرات للذين يلونه ... وسيبك يأتي كل باد وحاضر )
( إذا عبد شمس قدموا رفد خيرهم ... سما فعلا بالمجد فخر المفاخر )
( وإن دنست أحساب قوم وجدته ... إذا ما بلوه طاهرا وابن طاهر ) قال أبو زيد البيتان الأخيران ليس مما سمعت من بدر وقد قيل صاحب هذا الشعر عبد الرحمن بن الحكم

461 - حدثني أبو زيد النميري حدثني شهاب بن عباد قال Y مدح بن قيس الرقيات بشر بن مروان فقال
( يا بشر يا بن الجعفرية ما ... خلق الأله يديك للبخل )
( جاءت به عجز مقابلة ... ما هن من جرم ولا عكل ) فقال له بشر احتكم قال عشرين ألفا قال قبحك الله لك عشرون وعشرون حتى بلغ مائة ألف

462 - حدثني أبو زيد حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال Y قحط الناس في زمن بشر بن مروان فخرجوا فاستسقوا وبشر معهم فرجعوا وقد مطروا ووافق ذلك سيلا من الليل فغرقت ناحية بارق وبني سليم فخرج بشر من الغد ينظر إلى آثار المطر حتى انتهى إلى بارق فإذا الماء في دار سراقة بن مرداس البارقي وسراقة قائم في الماء فقال أصلح الله الأمير إنك دعوت أمس ولم ترفع يديك فجاء ما ترى ولو كنت رفعت يديك لجاء الطوفان فضحك بشر فأنشأ سراقة يقول
( دعا الرحمن بشر فاستجابا ... لدعوته فأسقانا السحابا )
( وكان دعاء بشر صوب غيث ... يعاش به ويحيى ما أصابا )
( أغر بوجهه نسقى ونحيي ... ونستجلي بغرته الضبابا )

463 - حدثنا عمر بن أبي معاذ حدثني أبو الحسن الأرطباني شيخ من مزينة قال حدثني أبو البيداء Y عن من رأى الفرزدق يسير في جنازة بشر بن مروان يقود فرسا كان بشر حمله عليه حتى إذا فرغ من دفنه عقر الفرس وأنشأ يقول
( أقول لمحبول السراة معاود ... سباق الجياد قد أمر علي شزر )
( ألست شحيحا إن ركبتك بعده ... ليوم رهان أو غدوت معي تجري )
( حلفت بأن لا تركب الدهر بعده ... صحيح الشوى حتى تكوس على القبر )

464 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن الخطاب الأزدي أنا أبو مسكين محرر بن جعفر بن زياد مولى أبي هريرة أنه رأى الفرزدق وقد عرض لطلحة الندى بن عبد الله بن عوف أخي عبد الرحمن بن عوف وكان جوادا وهو خارج من المسجد فقال Y
( ولما رأت أن الفراتين نضبا ... فأصبح مكدرا عبابهما ضحلا )
( رجت في لقائيك النوار وأهلها ... ربيع فرات لا بكيا ولا وحلا )
( يداك تفيضان السماحة والندى ... إذا ما يد كانت على مالها قفلا ) فأخذ طلحة بيد الفرزدق حتى أدخله داره فقال خذ بيد هذه الأمة خذ بيد هذا العبد زوجها خذ بيد هذه الوصيفة ابنتها ثلاثة أرؤس بثلاثة أبيات

465 - حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني موسى بن أخي عن علي بن المنذر عن الزبير بن موسى المخزومي قال Y كان الوليد بن عبد الملك رجلا حسودا لقومه فدخلوا عليه فكان أول من بدر إليه عويف القوافي فقال كما أنت وما بقيت لنا بعد ما قلت لأخي بني زهرة ألم تقم علينا الساعة يوم قامت عليه ألست الذي يقول
( إذا ما جاء يومك يا بن عوف ... فلا مطرت على الأرض السماء )
( ولا سار البريد بغنم جيش ... ولا حملت على الطهر النساء )
( تساقى الناس بعدك يا بن عوف ... ذريع الموت ليس له شفاء ) ثم قال اصرفه فانصرف فلقيه القرشيون والشاميون فقالوا رجل من أهل الحجاز يلي صدقاتها ما الذي استخرج به منك هذا قال والله لقد أعطاني غيره أكثر مما أعطاني ولكن والله ما أعطاني أحد قط عطية أبقى عندي شكرا ولا أدوم في قلبي لذة من عطية أعطانيها وذلك أني قدمت المدينة أريد أن ابتاع قعودا من قعدان الصدقة ومعي بضاعة لا تبلغ العشرة الدنانير فإذا رجل بصحن السوق جالس على طنفسة بين يديه إبل معطونة أي محبوسة في العطن فظننته حين رأيته عامل السوق فسلمت عليه فأثبتني وجهلته فقلت رحمك الله هل أنت معيني ببصرك على قعود من هذه القعدان تبتاعه لي قال نعم أمعك ثمنه قلت نعم فأعطيته إياه وجلست طويلا ثم قمت إليه فقلت رحمك الله أنظر في حاجتي قال ما منعني منك إلا النسيان أمعك حبل قلت نعم قال هكذا أفرجوا فتوسع الناس له فقال اقترن هذه وهذه فما نزع حتى أمر لي بثلاثين فريضة أدنى فريضة منها خير من بضاعتي فقلت أي رحمك الله أتدري ما تقول فما بقي أحد إلا وهزني وشتمني ثم رفع طنفسته وقال شأنك ببضاعتك فاستعن بها على من ترجع إليه والله لا أنساه ما كنت حيا أبدا وقال عويف القوافي يمدحه وهو طلحة بن عبد الله بن عوف
( يا طلح أنت أخو الندى وعقيده ... إن الندى إن مات طلحة ماتا )
( إن الفعال إليك أطلق رحله ... فبحيث بت من المنازل باتا )

466 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو اليقظان عن جويرية قال Y جاء نصيب الشاعر أبو محجن إلى عبد الله بن جعفر فحمله وأعطاه وكساه فقال قائل له يا أبا جعفر أعطيت هذا الحبشي هذه العطايا قال وما ذاك إنما هي رواحل تنضى وثياب تبلى وثناء يبقى

467 - حدثني محمد بن عباد بن موسى حدثني هشام بن محمد عن خالد بن سعيد عن أبيه قال Y لقيني إياس بن الحطيئة فقال يا أبا عثمان مات والله الحطيئة وفي كسر البيت ثلاثون ألفا أعطاها أبوك سعيد بن العاص أبي فذهبت وبقي ما قلنا فيكم وذهب ما أعطيتمونا

468 - حدثني محمد بن صالح عن سحيم بن حفص قال Y علق موسى شهوات جارية بالمدينة فطلب إليهم أن يبيعوها إياه فباعوها إياه بأربعة آلاف وأجلوه فيها أجلا فخرج إلى الشام وكان صديقه سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان فأتاه فحدثه بقصة الجارية فقال إنما خرجت إلى الشام ثقة بالله ثم بك فقال يرزقنا الله وإياك فانطلق وقد انقطع ظهره فأتى سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فأخبره فقال ثمنها علي وما يصلحك من النفقة والمؤونة في السفر علي فقال موسى
( فدى للكريم العبشمي بن خالد ... بني ومالي طارفي وتليدي )
( أبا خالد أعنى سعيد بن خالد ... أخا العرف لا أعني بن بنت سعيد )
( ولكنني أعني بن عائشة الذي ... أبو أبويه خالد بن أسيد )
( عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لم يرضى الندى بعقيد )
( دعوه دعوه إنكم قد رقدتم ... وما هو عن أحسابكم برقود )
( يعطي ولا يعطى ويغشى ويجتدي ... وما بابه للمجتدي بسديد ) فاستعدى عليه عند سليمان بن عبد الملك فقال عبد من أهل المدينة هجاني فبعث إلى موسى فسأله فحدثه بقول العثماني وقوله يرزقنا الله وإياك فقال سليمان لا رزقك الله ولا إياه

469 - حدثني محمد بن صالح عن أبي عبيدة حدثني الحارث بن سليم قال Y حججت فمررت بالمدينة فوافقت بها سليمان بن عبد الملك فجاء سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان حتى جلس بين يديه فقال يا أمير المؤمنين أعدني على موسى شهوات هجاني فقام سعيد بن خالد بن عبد الله حتى جلس معه مجلس الخصم فقال إنه لم يهجه ولكنه مدحني فقال سليمان أنشدوني ما قال فأنشدوه فقال ما أسمعه هجاك ثم قال لسعيد بن خالد بن عبد الله ارفع حوائجك فرفع إليه فيها ألف ألف فأمر له بها فاستكثرها القهرمان فجاء يوامر سليمان فقال أردت أن تبخلني أو أستكثرها لفتى من قريش

470 - وأخبرني أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني نا عبد العزيز بن أبي ثابت عن الحكم بن القاسم الأويسي من بني عامر بن لؤي أخبرني أبي قال Y قدم على سليمان بن عبد الملك رجل من بني سهم وكان له صديقا فحياه ثم قدم عليه فحياه ثم قدم عليه الثالثه فحياه ثم قدم عليه الرابعة فتأذى به سليمان وقال
( وشفاء من المعيشة كور ... فوق أصلاب بازل خنشليل )
( فاتحا فاك للمعيشة تلقى ... كل يوم على شراك سبيل ) قال السهمي أما والله يا أمير المؤمنين إن أولى الناس بسد ذلك الفم وحل ذلك الرحل وكشف ذلك الغم لأنت قال سليمان والله لأصلن رحمك ولأعودن لك إلى ما كنت عليه قال عبد العزيز وأخبرني الحكم أن أباه أخبره أن سليمان قال البيتين

471 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي نا محمد بن عبد الله الخزاعي [ ص 147 ] حدثني رجل من بني سليم قال Y كان عمرو بن مسعود رجل من بني سليم ثم أحد بني ذكوان نزل الطائف وكان صديقا لأبي سفيان وأخا وكان له مال وولد فذهب ماله ودرج ولده وأتى للشيخ عمر حتى إذا استخلف معاوية أتاه بالخلة التي كانت بينه وبين أبي سفيان فقام ببابه سنة وبعض أخرى لا يصل إليه ثم إن معاوية ظهر يوما للناس فكتب إليه في رقعة
( يأيها الملك المبدي بنا ضجرا ... لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا )
( ما بال شيخك مخنوقا بجرته ... لو كان صخر بعرض الأرض ما ضجرا )
( ومر حول ونصف ما يرى طمعا ... يدنيه منك وهذا الموت قد حضرا )
( قد جاء ترعش كفاه بمحجنه ... لم يترك الدهر من أولاده ذكرا )
( قد قسرته أمور فاقسأن لها ... وقد حنى ظهره دهر وقد كبرا )
( نادى وكلكل هذا الدهر يعركه ... قد كنت بابن أبي سفيان معتصرا )
( فاذكر أباك أبا سفيان إن لنا ... حق عليه وقد ضيعتنا عصرا ) فلما قرأ كتابه دعا به فقال كيف أنت وكيف عيالك وحالك فقال ما يسأل أمير المؤمنين عمن ذبلت بشرته وقطعت ثمرته فأبيض الشعر وانحنى الظهر فقد كثر مني ما كنت أحب أن يقل وصعب مني ما كنت أحب أن يذل فأجمت النساء وكن الشفاء وكرهت المطعم وكان المنعم وقصر خطوي وكثر سهوي فسحلت مريرتي بالنقض وثقلت على وجه الأرض وقرب بعضي من بعض فنحف وضعف وذل وكل فقل انحياشه وكثر ارتعاشه وقلى معاشه فنومه سبات وفهمه تارات وليله هفات كمثل قول عمك
( أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد ... تزقو لدى جدثي أو لا فبعد غد )
( أردى الزمان حلوباتي وما جمعت ... كفاي من سبد الأموال واللبد )
( حتى إذا صرت من مالي ومن ولدي ... مثل الخلية سبروتا بلا عدد )
( أرسى يكد صفاتي حد معوله ... يا دهر قدني مما تبتغيه قدي )
( والله لو كان يا خير الخلائف ما ... قاسيت في أحد دكت ذرى أحد )
( أو كان بالفرد الحولي لا تصدعت ... من دونه كبد المستعصم الوحد )
( لما رأى يا أمير المؤمنين به ... تقلب الدهر من جمع الى بدد )
( وأبصر الشيخ في حيزومه نقعت ... منه الحشاشة بين الصدر والكبد )
( رام الرحيل وفي كفيه محجنه ... يؤامر النفس في ظعن وفي قعد )
( إما جوار إذا ما غاب ضيعها ... أو المقام بدار الهون والفند )
( فأسمحت نفسه بالسير معتزما ... ولو تجرثم في ناموسه الأسد )
( فقلبه فرق وماقه شرق ... ودمعه غسق من شدة الكمد )
( لنسوة عرب أولادها سغب ... كأفرخ رغب حلوا على صمد )
( رام الرحيل فداروا حول شيخهم ... يسترجعون له إن خاض في البلد )
( يبغي أصيبية فقدان والدهم ... ووالها وضعت كفا على كبد )
( قالوا أبانا إذا ما غبت كيف لنا ... بمثل والدنا في القرب والبعد )
( قد كنت ترضعنا إن ذرة بكؤت ... عنا وتكلؤنا بالروح والجسد )
( فغرغر الشيخ في عينيه عبرته ... أنفاسه من شجي الوجدفي صعد )
( وقال يودع صبيانا ونسوته ... أوصيكم باتقاء الله يا ولدي )
( فإن أعش فإياب من حلوبتكم ... أو مت فاعتصموا بالواحد الصمد ) فبكى معاوية بكاء شديدا وأمر له بمائة ألف وكسي وعروض وحمله فوافى الطائف بعشرة أيام من دمشق قال أبو بكر وأربعة أبيات من هذا الشعر أنشدنيها أبي
رحمه الله

472 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأصمعي قال حدثني عمي نا رجل من بني زهرة قال Y دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك في غمار الناس فشق على هشام حين دخل من غير إذن فقام الأعرابي فقال أصابتنا ثلاثة أعوام فعام أكل الشحم وعام أكل اللحم وعام انتقي العظم وعندكم فضول من أموال فإن كانت لله فأقسموها بين عباد الله وان كانت لعباد الله فبما تحبسها عنهم وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين فقال له هشام ما حاجتك قال ليس لي حاجة فكتب هشام إلى عامله بالمدينة انفق على مقحمي المدينة فرفع منه ألف دينار

473 - حدثنا أبو محمد الباهلي نا عمي عبد الملك بن قريب قال سمعت أصحابنا يتحدثون قالوا سمعنا علي بن أصمع يقول قال لي بن عامر Y إذا طلبت إلي حاجة فاجعل بيني وبينك سترا فإن يكن منع لم يلغك وإن يكن نجح أتاك *

474 - وقال لي زياد لا تشرك في معروفي غيري فإني إن أعطيتك هنأتك وإن منعتك أحسنت المنع وأرصدت لك حاجة أخرى

475 - وحدثنا أبو محمد الباهلي عن عمه قال Y دخل الفرزدق على عمرو بن عتبة وهو في داره بالزاوية فجعل يسلت العرق عن وجهه وقال
( لولا بن عتبة عمرو والرجاء له ... ما كانت البصرة الحمقاء لي وطنا )
( أعطاني المال حتى قلت يودعني ... أو قلت أودع لي مالا رآه لنا )
( فجوده مكسب شكرا ومنته ... وكلما أزددت شكرا زادني مننا )
( يرمي بهمته أقصى مسافتها ... ولا يريد على معروفه ثمنا )

476 - حدثني أبو القاسم السلمي عن محمد بن عبد الله القرشي قال قيل لنصيب Y هرم شعرك قال لا والله ولكن هرم الجود لقد مدحت الحكم بن المطلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة ناقة وأربعمائة شاة وأربعمائة دينار قال وسأل أعرابي الحكم بن المطلب فأعطاه مالا فبكي الأعرابي فقال الحكم ما يبكيك قال والله إني أنفس على الأرض أن تأكل مثلك إذا مت

477 - أخبرني أبو زيد النميري حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني الحارث بن إسحاق قال Y استعمل بعض ولاة المدينة الحكم بن المطلب بن حنطب على بعض المساعي فلم يرفع شيئا فقال له الوالي أين الإبل والغنم قال أكلنا لحومها بالخبز قال فأين الدنانير والدراهم قال اعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه فأتاه وهو في السجن بعض ولد نهيك بن يساف الأنصاري فمدحه فقال
( خليلي إن الجود في السجن فابكيا ... على الجود إذ سدت علينا مرافقه )
( ترى عارض المعروف كل عشية ... وكل ضحى يستن في السجن بارقه )
( إذا صاح كبلاه طما فيض بحره ... لزواره حتى تحوم غرانقه ) فأمر له بثلاثة آلاف درهم وهو محبوس

478 - قال مصعب بن عبد الله الزبيري حدثني مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة Y أن رجلا من قريش من بني أمية بن عبد شمس له قدر وخطر لحقه دين وكان له مال من نخل وزرع فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة ريد الكوفة ويعمد خالد بن عبد الله القسري وكان يلي لهشام بن عبد الملك العراق وكان يبر من قدم عليه من قريش فخرج الرجل يريده وأعد له هدايا من طرف المدينة حتى قدم فيد فأصبح بها ونظر إلى فسطاط عنده جماعة فسأل عنه فقيل الحكم بن المطلب فلبس نعليه ثم خرج حتى دخل عليه فلما رآه قام إليه فتلقاه فسلم عليه ثم أجلسه في صدر فراشه ثم سأله عن مخرجه فأخبره بدينه وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله فقال له الحكم انطلق بنا إلى منزلك فلو علمت بمقدمك لسبقتك إلى اتيانك فمضى معه حتى أتى منزله فرأى الهدايا التي أعد لخالد فتحدث معه ساعة ثم قال له إن منزلنا أحضر عدة وأنت مسافر ونحن مقيمون فأقسمت عليك إلا قمت معي إلى المنزل وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا فقام الرجل معه فقال خذ منها ما أحببت فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل يستحيي أن يمنعه منها شيئا حتى صار معه إلى المنزل فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت وأكل منها وأكل منها من حضره ثم أمر ببقيتها ترفع إلى خزانته فقام وقام الناس ثم أقبل على الرجل فقال أنا أولى بك من خالد وأقرب منك رحما ومنزلا وها هنا مال للغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منة إلا لله تقضي به بينك ثم دعا له بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار فدفعه إليه وقال لقد قرب الله عليك الخطوة فانصرف إلى أهلك مصاحبا محفوظا فقام الرجل من عنده يدعو له ويتشكر فلم يكن له همة إلا الرجوع إلى أهله وانطلق الحكم يشيعه فسار معه شيئا ثم قال له لكأني بزوجتك قد قالت لك أين طرائف العراق بزها وخزها وعراضاتها أما كان لنا معك نصيب ثم أخرج صرة قد حملها معه فيها خمسمائة دينار فقال أقسمت عليك إلا جعلت هذه لها عوضا من هدايا العراق وودعه وانصرف قال مصعب بن عثمان جهدت بنوفل بن عمارة أن يخبرني بالرجل فأبى

479 - قال زبير بن أبي بكر فيما أجاز لنا حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري عن عميه موسى وإسماعيل ابني عبد العزيز قالا Y كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى فانقطع شسع الحكم بن المطلب فخلع النعل الأخرى ومضى فخذ نعليه إنسان نوبي فسوى الشسع وجاءه بالنعلين في منزله فقال له سويت الشسع قال نعم فدعا جاريته بثلاثين دينار فدفعها إلى النوبي وقال أرجع بالنعلين فهما لك

480 - قال زبير فيما أجاز لنا أخبرني نوفل بن ميمون قال أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة يمدح الحكم بن المطلب Y
( تصبح أقوام عن المجد والعلى ... فأضحوا نياما وهو لم يتصبح )
( إذا كدحت أعراض قوم بلؤمهم ... نجا سالما من لؤمهم لم يكدح )
( ليمنك إن المجد أطلق رحله ... لديك على خصب خصيب ومسرح )

481 - وزعم محمد بن إسحاق المسيبي حدثني إبراهيم بن أبي ضمرة قال Y مر الحكم بن المطلب بسوق الغنم أيام العيد فعرض له حرس السوق فسلموا عليه فوقف عليهم فرد عليهم السلام وسألهم عن أثمان الضحايا فذكروا أنها غالية وأنها بثلاثين ثلاثين فالتفت إلى مولى أبيه عمرو بن أبي عمرو مولى مطلب فقال اشتر لكل رجل منهم شاتين مما يشيرون لك إليه ثم حرك دابته فمضى

482 - وقال محمد بن إسحاق حدثني القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف حدثني حميد بن معيوف الحمصي عن أبيه قال Y كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم وهو يجود بنفسه بمنبج قال ولقي من الموت شدة فقلت أو قال رجل ممن حضر وهو في غشيته اللهم هون عليه فإنه كان يثني عليه فأفاق فقال من المتكلم فقال المتكلم أنا قال فإن ملك الموت يقول لك إني بكل سخي رفيق فكأنما كانت فتيلة أطفئت قال القاسم فلما بلغ موته بن هرمة قال شعرا
( سألا عن الجود والمعروف أين هما ... فقلت إنهما ماتا مع الحكم )
( ماتا مع الرجل الموفي بذمته ... يوم الحفاظ إذا لم يوف بالذمم )
( ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ... من التهدم بالمعروف والكرم )

483 - وأخبرني عمر بن أبي معاذ البصري حدثني محمد بن يحيى بن علي الكناني قال Y قدم بن سلم الشاعر على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فقال يمدحه
( فلما دفعت لأبوابهم ... ولاقيت حربا لقيت النجاحا )
( وجدناه يخبطه السائلون ... ويأبى على العسر إلا سماحا )
( يزارون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النباحا ) قال بن سلم فأرسل الي برزمة ثياب وبكيس فوضع رسوله الرزمة وعذره بقلة ما أرسل وقال إني لأستحي منك أن أعلمك ما بعث به فإذا نهضت فخذه من تحت فراشك ثم وضع تحت فراشي ألف دينار

484 - حدثني أبو جعفر المديني عن محمد بن حرب الهلالي قال حج عتبة بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين فصعد المنبر فحمد الله ثم قال Y أيها الناس إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف للمحسن فيه الأجر وعلى المسيء الوزر ونحن على طريق ما قصدنا فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تقطع دوننا ورب متمني حتفه في أمنيته فاقبلوا العافية منا ما قبلناها منكم وإياكم وقول لو فإنها قد أتعبت من قبلكم ولن تريح من بعدكم نسأل الله أن يعين كلا على كل فاعترضه أعرابي فقال يا أيها الخليفة فقال لست به ولم تبعد قال فيا أخاه قال قد أسمعت فقل قال لعمري أن تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الإحسان منكم فما أحقكم باستتمامه وإن كان منا فما أحقنا بمكافأتكم رجل من بني عامر يلقاكم بالعمومة ويختص إليكم بالخؤولة كثره عيال ووطئه زمان وبه فقر وعنده شكر قال استغفر الله منك وأستعين بالله عليك وقد أمرت لك بغناك فليت اسراعي إليك يقوم بإيطائي عنك

485 - أخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن خالد بن سعيد بن عمرو الأموي قال Y دخل كثير على عبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين أرض لك يقال لها غرب ربما أتيتها وخرجت إليها بولدي وعيالي فأصبنا من رطبها ومن تمرها شراء مرة وطعمة مرة فإن رأى أمير المؤمنين أن يعرينيها فعل فقال له عبد الملك ذاك لك فندمه الناس قالوا أنت شاعر الخليفة ولك منه منزلة عظيمة هلا كنت سألته الأرض قطيعة فأتى الوليد فقال إن لي إلى أمير المؤمنين حاجة قال إنك لا تستمكن منه إنما يؤتى برذونه فيركبه إذا انصرف عن مكة وكان بمكة قال أجلسني قريبا من البرذون فأجلسه قريبا منه فلما استوى عبد الملك على البرذون قام فقال له عبد الملك إيه وعرف أن له حاجة فقال
( جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب )
( فإنك لا تعطي عليك ظلامة ... عدوا ولا تأبى من المتقرب )
( وإنك ما تمنع فإنك مانع ... بحق وما أعطيت لم يتعقب ) قال لعلك أردت غربا قال نعم يا أمير المؤمنين قال اكتبوا له بها كتابا ففعلوا

486 - أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن خالد بن سعيد قال Y دخل كثير على عبد العزيز بن مروان فأنشد
( إذا ابتدر الناس المكارم بذها ... عراضة أخلاق بن ليلى وطولها ) حتى فرغ منها فأعجب بذلك عبد العزيز قال حكمك يا أبا صخر قال أحتكم أن أكون مكان بن رمانة وكان بن رمانة كاتبه وصاحب أمره فقال عبد العزيز ترحا لك وما أردت إلى هذا ولا علم لك بخراجه ولا بكتابه أخرج عني فندم كثير ثم لم يزل حتى دخل عليه فقال
( عجبت لإخذي خطة الغي بعدما ... بدا لي من عبد العزيز قبولها )
( وأمي صعبات الأمور أروضها ... وقد أمكنتني قبل ذاك ذلولها )
( وأنت امرء من أهل بيت عمارة ... أمور بخيرات الأمور فعولها )
( فلم أر ركبا جاءنا لك حاذيا ... ولا خلة يزري عليك دخيلها )
( ذرا الله في أرض بن ليلى ... بناتها فأمرع جوفاها وبورك نيلها ) فقال أما الحكم فلا وقد أمرنا لك بعشرين ألفا

487 - وأخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن يحيى بن عليم عن أبيه قال Y قدم الأخطل الشام على بعض بني أمية فامتدحه فأخبر بعبد الله بن سعيد بن العاص متبديا فيما بين المدينة والشام وكانت جدته أم أمه تغلبية وعبد الله يومئذ غلام فأتاه الأخطل فأنشده قصيدته التي يقول فيها
( فمن يك سائلا ببني سعيد ... فعبد الله أكرمهم نصابا ) وأمر له بخمسة آلاف درهم وناقة برحلها فقيل له أعطيت أعرابيا نصرانيا ما أعطيته ولم تستمدحه وإنما كان يرضيه اليسير فقال عبد الله علي بالأخطل فجاء فقال إني أعطيتك ولم آمرك بشيء فهي لك في كل سنة فإذا بدا لك فتعال

488 - حدثني المفضل بن غسان حدثني أبي حدثني أبو عمر القرشي المكي قال Y خرج قوم من قريش يريدون بعض الخلفاء بالشام فمروا قريبا من أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقالوا لو ملنا إلى أبي بكر فمالوا إليه فحبسهم ثم أرسل إليهم بثوب فيه مال تحمله عدة وقال لو كان عندنا أكثر من هذا أرسلنا به إليكم فلما رأوا ذلك قالوا ما نحتاج إلى الذهاب في وجهنا في هذا ما نكتفي به فارتحلوا فلم يدن منهم أحد من غلمانه وحشمه يعينهم على رحلتهم فلما ودعوه قالوا لقد رأينا من برك وإكرامك وصنيعك ما أعجبنا ولكنا رأينا شيئا أنكرناه عند رحلتنا لم يدن منا أحد من غلمانك وحشمك فيعيننا على رحلتنا حتى تكلفنا نحن ذلك فضحك وقال إنهم لا يعينون أحدا على رحلتهم عنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"