بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 يناير 2011

الطفل في الاسلام/2

حقوق الطفل في الإسلام :

1 ـ على الأب أن يحسن اختيار أمه :
في اتفاقية حقوق الطفل لا يوجد أبداً إشارة إلى أن من حقه أن يكون ابن أبوين ، أربعون بالمئة من الأطفال لقطاء ، لا يوجد إشارة بالقانون والاتفاقية إلى أن هذا الطفل من حقه على مجتمعه أن يكون له أب يعترف به ، وأم تعتني به ، اللقطاء بحدائق الجامعات في بلد غربي ثلاثمئة وخمسين ألفاً ، بينما في بلد كبلدنا المسلم الذي فيه بقية مروءة ، بقية عفة ، أربعون حالة فقط ، هذا فضل الدين ، فضل الانضباط ، فضل الحياء ، فضل العفة ، لنا ميزات لا يعرفها إلا من غادر هذا البلد ؛ تماسك الأسرة ، الأب مقدس ، مرة حدثني أخ كريم سافر إلى باريس رأى شاباً على نهر السين ساهم الوجه قال له مالك وما تتمنى ؟ قال له أتمنى أن أقتل أبي ، كإنسان مسلم صعق ، لما ؟ قال أحب فتاة فأخذها مني ، أما آباء المسلمين همه الأول تزويج أولاده ، همه الأول يبيع بيته في دمشق ليسكن خارج دمشق كي يزوج أولاده ، أنا أتمنى على الأخوة الكرام لا تغفل عن ميزات المسلمين ، تتمتع بتماسك أسري ، الأب مقدس ، الأم مقدسة ، الأولاد مقدسون ، لذلك أول حق للطفل على أبيه أن يحسن اختيار أمه .
2 ـ حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان كي يستطيع أن ينمو :
الآن لا يوجد بأي اتفاقية طفولة حقوق للجنين ، حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان ، وهو شهر الصيام ، وهو ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، أن تفطر إذا كانت حاملاً أو مرضعاً ، هذا حق للجنين كي يستطيع أن ينمو ، وكي يستطيع بعد الولادة أن يرضع ، إذاً سمح للأم أن تفطر من أجل جنينها إن كانت حاملاً ، ومن أجل وليدها إن كانت مرضعاً ، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لا تجني أم على ولدها ))
[النسائي وأبو يعلى وأبو نعيم عن طارق المحاربي]
3 ـ عدم إسقاط الجنين :
أيها الأخوة ، حينما يؤذى الصغير يحاسب عنه الكبير ، الآن من تعدى على الجنين فأسقطه فعليه دية ، دية ، شيء بسيط يقول لك عملت كورتاج إجهاض ، وكل مؤتمرات السكان تدعو إلى الإجهاض الآمن ، يعني تحمل فتاة تذهب إلى مستشفى تطلب عملية إجهاض دون أن تسأل لماذا زنت ؟ مثلاً ، الإجهاض عندنا ممنوع في الإسلام بل إن إسقاط الجنين يوجب دية لأنه أزهق نفساً .
أيها الأخوة ، في حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها ، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى بدية للجنين .
لا يوجد بأي اتفاقية أن إنساناً أساء لامرأة فمات الذي في بطنها عليه دية ، دية قتيل .
أيها الأخوة ، الحامل إذا شربت دواء فألقت الجنين فعليها الدية والكفارة تدفع إلى ورثة الجنين ، الآن الحامل إذا ماتت وفي بطنها جنين ما الذي ينبغي أن نفعله ؟ ينبغي أن يشق بطنها طولاً وأن يخرج منه الجنين

4 ـ حفظ حق الجنين في الميراث إن مات والده و هو لم يولد بعد :
الآن مات أبوه ترك أموالاً يا ترى هذا الجنين ذكر أم أنثى ؟ لو أنه أنثى وحيدة تأخذ نصف المال ، قال : يفرض أن تكون أنثى حفظاً لحق الجنين ، الورثة يقتسمون الإرث على أن الذي في بطن الأم أنثى لأنه أعلى نسبة لها ، فإذا جاء ذكراً وزعوا الفرق على البقية ، هذا من أحكام توزيع الإرث .
5 ـ حق الطفل في النسب :
أيها الأخوة ، أما السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، أما إذا نفخ فيه الروح يغسل ويصلى عليه ، احتراماً للسقط هكذا جاءت الشريعة ، الآن المولود ولد أولاً ينبغي أن يحنك ، أن نأتي بتمرة نأخذ قطعة منها نحنك بها فمه ، كي يذوق طعم الحلو مع قراءة الفاتحة والإخلاص وما شابه ذلك ، ثم يدعى له بالبركة ، الآن أهم حقٍّ حقه في النسب


6 ـ عدم الشك بنسبه أو رفضه :
أيها الأخوة ، الطفل حينما يكون له أب وأم مع الحليب يرضع الرحمة والحب للمجتمع ، أما هذا الذي يقسو على الناس قسوة لا حدود لها ، هذا الذي يقصف ليدمر شعوباً لعله لقيط ، لعله لم يذق طعم الحنان ، صدقوا أيها الأخوة حدثنا أستاذ في الجامعة قال : لو أن الأم أرضعت ابنها بقسوة لكان المولود قاسياً ، يشرب الحنان مع حليب أمه فإذا كان في المجتمع أربعون بالمئة من المواليد لقطاء أين الرحمة ؟ الآن القوي يذبح الضعيف بالعالم كله ، والغني يأكل الفقير ، لا يوجد رحمة أبداً ، ومن أجل حسم الخلافات جاء الحديث الشريف :
(( الولد للفراش ))
[مسلم عن أبي هريرة]
مادامت زوجتك وهذا فراشك فالذي ولد هو ابنك ، ولو كنت أبيض اللون وهو أسود ، وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول تعلم علم الوراثة ، فحينما ولد لإنسان غلام أسود عرض بأمه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : لعل ابنك هذا نزعة عرق فخرج لجد قديم من أجداده .
موضوع الشك والاتهام الولد للفراش والذي يرفض ابنه يكفر ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده ، هذا الذي يدعي نسباً لا يعرفه أو يجحده كان كافراً ، أما في العالم الغربي شاب أحب فتاة استأذن والده في الزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري ، أبوه كان زير نساء ، فلما أحبّ ثانية قال يا أبي هذه فتاة أحببتها ، قال له : أيضاً هذه أختك وأمك لا تدري ، الثالثة كذلك فضجر من أبيه ، وشكا إلى أمه ، قالت له : خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري ، هذا العالم الغربي نراه قبلة لنا نقلده ، نراه الحضارة .
أيها الأخوة ، والله أحياناً يخجل الإنسان أن ينتمي لهذه المجتمعات ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده وإن دق كفر ، إذا رفضت ابنك ، أحياناً يكون زواج خارج المحكمة يقول ليس ابني ، يعرف بماذا يتكلم أمام القاضي ؟ لا يوجد دليل ، هذه العقود خارج النطاق الشرعي لها مشكلة ، إذا قال ليس ابني انتهى الأمر لأنه لا يوجد دليل

7 ـ حق الطفل في الرضاعة

على كل أم أن ترضع ابنها لأن الثديين هدية من اللهتعالى :



أيها الأخوة ، يرضعن أولادهن صيغة جاءت في معرض الخبر بمعنى الأمر ، أيتها الوالدات أرضعن أولادكن ، لذلك الفرق بين الإرضاع الطبيعي والصناعي فرق كبير جداً ، أكثر الأطفال الذين يرضعون صناعياً كحليب البقر يصابون بآفات قلبية ووعائية حينما يكبرون ، لأن حليب البقر فيه خمسة أضعاف الحموض الأمينية التي في حليب الأم تتبدل نسبه في أثناء الرضعة الواحدة ، يبدأ بأربعين بالمئة دسم وستين بالمئة ماء ، ينتهي بستين بالمئة دسم أربعين بالمئة ماء ، معقم ، بادر في الصيف دافئ في الشتاء ، فيه مواد حافظة ، فيه مواد تمنع التصاق الجراثيم بالمعدة ، أكثر الأمراض الإنتانية بسبب الإرضاع الصناعي

حتى إن كل معمل حليب للأطفال أُلزم أن يكتب لا شيء يعدل حليب الأم

العقاب الإلهي للنساء اللواتي أبين إرضاع أولادهن ورم خبيث في الثدي :



بالمناسبة أكثر حالات سرطان الثدي تصاب به نساء أبين إرضاع أولادهن من أجل شكلهن ، فالعقاب الإلهي ورم خبيث في الثدي ، أما فطام الابن لا يمكن أن يكون قراراً من أمه وحدها ولا من أبيه ، قرار مشترك بالأحكام الفقهية .
ولما سيدنا عمر حرس قافلة سمع بكاء طفل فنبه أمه ، فبكى ثانية نبه أمه ، فبكى ، فغضب : قال : أرضعيه ، قالت ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال ولما ؟ قالت لأن عمر لا يعطي العطاء إلا بعد الفطام ، تروي الروايات أنه ضرب جبهته وقال ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ وصلى الفجر في أصحابه لم يفهم أصحابه قراءته من شدة بكائه ، لكنه دعا فقال يا رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها ؟
ماذا اتهم نفسه ؟ كم قتلت من أطفال المسلمين ، لأنه أعطى التعويض العائلي على الفطام لا على الولادة ، ثم أمر أن يكون التعويض فور الولادة .
8 ـ أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه :

حقه في التسمي في أمر نبوي أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه ، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام غيّر بعض الأسماء واحدة اسمها عاصية قال : بل أنت جميلة ، شخص اسمه أصرم قال له : أنت أزرع ، غيّر النبي عليه الصلاة والسلام الأسماء ، من حق الابن على أبيه أن يختار له اسم يتباهى به ، ثم يعق له أي يذبح عقيقة تكريماً لهذا المولود ، ولإشعاره أنه كبير يسن أن يكنى بكنية ، يا أبا عمير ، طفل صغير يلعب بعصفور ، يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ تذبح له عقيقة وتختار له اسماً حسناً وتكنه .
أيها الأخوة ، ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره ذهباً إكراماً له ويغتل الذكر وجوباً ، كلها أحكام شرعية .
9 ـ حقه في الحضانة :

حقه في الحضانة ، الولد يحتاج إلى حنان ، إلى عطف ، إلى رعاية ، والشريعة قد كفلت له ذلك ، حضانه حتى يستقل بأمره ، يحفظ ويوقى من جميع الأضرار والشرور ، والأم هي الحاضنة الأولى ، وقد نصّ عليها في التشريع الإسلامي وفي حال السفر يختار له أفضل امرأة بعد أمه كي تكون حاضنة له ، هناك ترتيب جاء به الفقهاء الأم أولاً ، ثم أمهات الأم ، ثم الأب ثم أمهاته ، ثم الجد ثم أمهاته ، ثم الأخت من أبوين ، ثم الأخت من أب ، ثم الأخت من أم ، ثم الخالة ، ثم العمة ، ثم الأقرب فالأقرب .
حقه في الحضانة امرأة ترعاه ، تعتني به ، تحبه ، تقبله ، تشمه ، تضمه ، تطعمه ، تنظفه من حقه ، حدثني طبيب في شيكاغو أقسم بالله في ليلة واحدة ليلة الأحد هو كان في مستشفى بشيكاغو طبيب إسعاف ، الآن طبيب أطفال كبير في دمشق ، قال لي والله خمس عشرة حالة أطفال ضربوا بآلات حادة من آبائهم وأمهاتهم لأنهم نغصوا عليهم ليلتهم ، فجيء بهم إلى المستشفى ، الآن في العالم الغربي الطفل الصغير يضرب يضغط على الصفر ، تأتي الشرطة يشتكي على أبيه وأمه من قسوتهم ، من بعدهم عن الله ، من سوء تربيتهم ، هذا القانون ليس لنا هذا لغيرنا ، أي طفل في أستراليا أو أوربا في صفر أو واحد تأتي الشرطة يأخذون الأب يحاسبونه ، وقد يأخذونه منه لستة أشهر ، أطفالنا المسلمون في حفظ ، وحماية ، ورعاية ، وحضانة ، وكفالة ، والنبي الكريم قال لأم أنت أحق به ما لم تنكحِ ، إذا تزوجت تأت امرأة أخرى ، ما دام أنت غير متزوجة وانفصلت عن زوجك أنت الحاضنة الأولى .
هل تصدقون أن النبي عليه الصلاة والسلام استشار طفلاً نفسه ، سأله من تريد اختر ؟ فاختار الابن أمه ، يعني النبي عليه الصلاة والسلام استشار الطفل بالسنة السابعة مع من تحب أن تكون ؟ حتى السابعة من حق أمه حصراً لكن بعد السابعة يستشار ، مرة اختار الابن والده ، قالت الأم للقاضي سله لما اختار والده ؟ فسأله القاضي ، قال أمي تأخذني إلى تحفيظ القرآن والمعلم يضربني ، أما أبي يدعني ألعب مع الصبيان ، فأمر القاضي أن تكون الأم هي الحاضنة .
10 ـ حقه في النفقة عليه :

حق النفقة عليه ، أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، أحياناً يقول الناس العمل عبادة ، أنا أؤمن بهذا الكلام ، إذا كان الشاب اشتغل ، وهيأ مالاً لأولاده ، أطعمهم ، ألبسهم ، أكرمهم ، أي جعلهم يحسون أنهم في بحبوحة ، وفي جنة عمله هو عبادة ، أما أب كسول لا يعمل ، ما معه شيء دائماً ، فأولاده خرجوا من حاضنته ، التصقوا بأصدقائهم الأغنياء ، فالإنسان حينما لا ينفق على أولاده يخسرهم ، من هنا كان العمل عبادة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ))
.
[ أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]

11 ـ حق الطفل في المساواة بينه و بين إخوته :

يطعمه لكن لم ينتبه إلى دينه ، ولا إلى إيمانه ، ولا إلى أخلاقه ، ولا إلى عقيدته ، بل إن زكاة الفطر تجب على الصغير ، بل تجب على الجنين في بطن أمه ، والإسلام يهتم بمشاعر الصغار ، فأمر بالعدل التام بين الأولاد ، ليس للأب حق أن يُقبّل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضحك بوجه واحد دون الآخر ، ولا أن يحمل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضم واحداً دون الآخر ، إلى هذا المستوى ، اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم .
12 ـ حقه في التربية :

له حق التربية ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ))
.
[ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا]

(( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )) .
[ أحمد و البيهقي و الدار قطني عن عمرو بن شعيب]
هناك أب عاتب ولده لأنه كان عاقاً ، فقال الولد : يا أبتِ إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً ، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً ، والجزاء من جنس العمل ، حينما ترعى ابنك في الأعم الأغلب بقناعتي تسعة وتسعين بالمئة إلا بحالات نادرة جداً يكون ابنك باراً بك ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يُعلم الصغار :
(( احفظ الله يَحْفَظْك احفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... )) .

[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
(( يا غلام سمِّ الله وكُلْ بيمنك وكل مما يليك ))
.

[ صحيح عن عمر بن أبي سلمة ]
أحياناً يكون إنسان بدعوة مع أولاده يتلقطون اللحم فقط ، فيحرج الأب إحراجاً كبيراً ، النبي عليه الصلاة والسلام رأى غلاماً تطيش يده في الصفحة قال له :
(( يا غلام سمِّ الله وكل بيمنك وكل مما يليك ))
.

علّم الطفل إن علمته تحبه ، إذا ما علمته تكرهه .
13 ـ حقه في الملاطفة و المداعبة :

هناك حق آخر عجيب حقه بالمداعبة والملاطفة ، الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن ، فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت واحداً منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من لا يَرحم لا يُرحم ))

[ البخاري و مسلم عن أبي هريرة]
أيها الأخوة ، كان النبي عليه الصلاة والسلام ، ينطلق من مسجده إلى العوالي ، يعني بآخر المدينة إلى ظئر إبراهيم مرضعة ولده ليُقبله ثم يرجع .
من ينتقل من المهاجرين إلى المخيم يركب ساعة ونصف ، يُقبل ابنه ويرجع هكذا النبي علمنا ، كان يأخذ الحسن بن علي والحسين فيقعدهما على فخذه يلاعبهما ويحملهما وحمل أمامة بنت زينب في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها .
مرة أطال السجود حتى خشي الصحابة شيء لعل النبي مات ، فرفع واحد رأسه فوجد النبي يصلي ساجداً والولد على ظهره ، فلما انتهت الصلاة سألوه وأخبرهم ، قال : إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله ، هذا أكبر داعية في الأرض ، أعظم نبي ، أكبر قائد ، يرتحله ابن ابنته على ظهره وهو في الصلاة ليؤخر السجود إكراماً له .
14 ـ حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه :

أيها الأخوة ، الآن حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه ، مما يدعو الآباء على أولادهم الله يعدمني إياك ، هذا الكلام القاسي لماذا ؟ أسمعه كلمة طيبة ينشأ الطفل مؤدباً ، ينشئ الطفل على حب ، اجعل البيت جنة ، هدئ حالك ، كن حليماً ، هذا السباب والكلام القاسي هذا يقيم شرخاً في العلاقة بين الأب وابنه ، لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم ، بعد وقت محدد الابن في البيت ، يأتي الساعة الثانية ما في ، بعد وقت محدد قد يكون العشاء ، قد يكون بعد العشاء بساعة الابن في البيت ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم .
15 ـ حقه في العلاج :

حقه في العلاج ، لا تعذبوا صبيانكم ، مثلاً بنت يوجد بأسنانها حالة غير صحيحة تحتاج إلى تقويم ، لك أجر كبير هذه بنت ، صار في جرح فكانت المعالجة غير متقنة تحتاج إلى معالجة متقنة لا يكون في تشويه بوجهها ، هذا من واجبات الأب .
16 ـ احترام شخصية الصغير :

هناك شيء يكاد لا يصدق ، احترام شخصية الصغير ، طفل يجلس على يمينه وعلى يساره أشياخ كبار صحابة ، جاءت الضيافة ، قال له : أتأذن لي يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ سيد الخلق يستأذن طفلاً صغيراً ، قال له : لا والله لا آذن لك ، أعطاه إياه ، في مثل هذه التربية ؟ طفل تستأذنه ؟ أحياناً الأب العاقل يستشير ابنه يمنحه ثقة ، يضع المال بمكان ، بابا خذ وسجل حتى نضبط أمورنا ، تعمل ثقة كبيرة بالطفل ، لما تمنح ابنك ثقة يمنحك روحه . قال له : أتأذن لي يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ فقال هذا الغلام ما كنت لآثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه .
حقه في العلاج أن تعالجه ، في أمراض بالبداية سهل معالجتها إذا أهملت أصبحت عاهة دائمة بالطفل .
أيها الأخوة الكرام ، الموضوع طويل لكن نموذج ، هذه حقوق الطفل في الإسلام ، أي منها حقوق الطفل في العالم الغربي ؟ يتفقون على حقوق ، ونلزم بها ، وإذا ما طبقناها نعاقب ، وإذا تحفظنا عليها تقوم الدنيا ولا تقعد ، وعندنا دين من وحي السماء .
أيها الأخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .

حقوق الطفل في الاسلام/1

لقد جاءت شريعة الإسلام بكل ما يصلح أحوالنا ولم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأتت فيها بحكم وتوجيه.

جاءت شريعة الإسلام لإسعاد المجتمع، والأطفال من ضمن المجتمع فالحمد الله الذي رزقك زوجة ولوداً، وجعل لك ذرية، فكم من رجل عقيم لا يولد له ولد، وكم من امرأة كذلك، قال تعالى: يهب لمن يشاء إنثاً ويهب لمن يشاء الذكور (49) أو يزوجهم ذكراناً وإنثاً ويجعل من يشاء عقيماً [الشورى:50،49].

ونحن في زمن - مع الأسف - غابت فيه الشريعة واندثر العلم وانتشر الجهل.

إن رحلة الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده، تبدأ من حين البحث عن أم وزوجة صالحة { فاظفر بذات الدين تربت يداك } عن أم ودود ولود كما أمر النبي : { تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة } [رواه أحمد].

ويدعو الإنسان قبل وجود الطفل بقوله: رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء [آل عمران:38]. كما كان نبي الله زكريا يدعو.

فإذا وُجد هذا الطفل ذكراً كان أو أنثى؛ كان له من الحقوق والواجبات ما يضمن له صلاحه.

ولما كان يلحق البعض من العار بالبنات وكان وأد البنات سنة جاهلية؛ جاءت شريعة الإسلام بالتأكيد على تحريمه وهو من الكبائر [التكوير:8]. سؤال توبيخ لمن وأدها بأى ذنب قتلت كانت المرأة عند الولادة تأتي إلى الحفرة ومعها القابلة فإن كانت أنثى استخرجتها فرمتها في الحفرة مباشرة، وأهيل عليها التراب، وإن كان ذكراً أخذوه، ولما كانت البنات فيهن ضعف وهن عالة على الأب ولسن مثل الذكور في القوة والإعانة؛ عوضت الشريعة أبا البنات بأجر عظيم، وقد ولد للنبي أربع من البنات رضي الله عنهن، ولما ولد لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله بنت قال: ( الأنبياء آباء البنات )، وقد جاء في البنات ما علمت، وهن من الأبواب الموصلة إلى الجنة قال : { من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا } وضم إصبعيه، [رواه مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: { من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن، من جزته ( يعني من ماله وغناه ) كُن له حجاباً من النار يوم القيامة } [حديث صحيح]. وإذا الموءدة سئلت

فإذا ولد المولود فإنه يجري له إجراءت كثيرة في الشريعة تدل على أن أمراً مهما قد حدث؛ فيحتفى به غاية الاحتفاء، ويكرم غاية التكريم من مبدأ أمره.

وإليك بعضاً مما جاءت به الشريعة:

1- التأذين في أذن المولود: ولعل سماع المولود هذا الأذان كما ذكر ابن القيم حتى يكون أول مايقرع مسامعه كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، مع ما فيها من هروب الشيطان من كلمات الأذان وينشأ على هذا.

والأذان يكون في الأذن اليمنى. فعن أبي رافع قال: ( رأيت رسول الله أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ) [رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح، وحسنه الألباني بشواهده في الإرواء:159].

2- تحنيك المولود: والتحنيك هدي نبوي كريم شرع للمولود عقب ولادته ومعناه: ( تليين التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ويفتح فم المولود، ثم يدلك حنكه بها بعد ولادته أو قريباً من ذلك بوضع شيء من هذه التمرة على الإصبع وتحرك يميناً وشمالاً ).

ولعل الحكمة والله أعلم في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين، وتسهيل عملية خروج الأسنان حتى لا يشق على الطفل.

ومن الأفضل أن يقوم به من يتصف بالتقوى والصلاح تبركاً وتيمناً بصلاح المولود وتقواه، ويدعى له بالبركة كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: ( ولد لي غلام فأتيت به النبي فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ) زاد البخاري: ( ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى ).

3- رضاعته من ثدي أمه: وهي حق من الحقوق الشرعية للطفل وهو مُلقى على عاتق الأم وواجب عليها؛ لقوله تعالى: والوالدت يرضعن أولادهن حوليين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [البقرة:233].

وإذا تم للرضيع حولان؛ فقد أتم الرضاعة وصار اللبن بعد ذلك بمنزلة سائر الأغذية، فلهذا كان الرضاع بعد الحولين غير معتبر فلا يحرم كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره الآية.

وللرضاعة من ثدي الأم فوائد كثيرة جسمية ونفسية على المولود، ولكي تنال الأم حقها كاملاً، بحسن الصحبة كما ورد في الحديث عنه عندما سُئل من أحق الناس بحسن صحبتي قال: { أمك، ثم أمك، ثم أمك } فتكون الأم قد حملت وولدت وأرضعت.

4- تسمية المولود بالإسم الحسن: والأسماء كثيرة لكن المطلوب ذلك الإسم الذي تتعبد الله عز وجل وتتقرب إليه به، وهو من حق الأب في حال الاختلاف، فيسميه أبوه وقد ورد تسميته في اليوم الأول أو السابع ويجوز قبل ذلك وبينهما وبعد ذلك والوقت فيه سعة ولله الحمد؛ ففي الحديث: { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه } [رواه أحمد].

ويسمى المولود بأحب الأسماء إلى الله ( عبدالله وعبدالرحمن ) لحديث: { إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل: عبدالله وعبدالرحمن } [رواه مسلم].

ويتجنب الأسماء القبيحة والمحرمة والمكروهة شرعاً. ولإشعار الطفل بالمسؤولية وبأنه كبير ولتزداد ثقته بنفسه شرعت تكنيته ( يلقب بأبي فلان )؛ لحديث النبي : { يا أبا عمير ما فعل النغير } كما أنها تبعده عن الألقاب السيئة.

5- حلق رأس المولود: وهو من الآداب المشروعة للوليد لقوله : { مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى } [رواه البخاري].

وإماطة الأذى هي حلق الرأس؛ لقول النبي لفاطمه رضي الله عنها عندما ولدت الحسن: { احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين } [رواه أحمد].

واختلف هل الحلق للذكر والأنثى أم لهما معاً؟ على قولين، والصواب أن الحلق يشمل الذكر والأنثى لما روى مالك في الموطأ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ( وزنت فاطمة رضي الله عنها شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة ).

6- العقيقة: ومما شرع للمولود أيضاً العقيقة وهي سنة مؤكدة، ولهذا أحب الإمام أحمد أن يستقرض الإنسان لها، وقال إنه أحيا سنة وأرجو أن يخلف الله عليه.

وهي عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة قال : { عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة } [رواه أحمد].

تذبح يوم السابع من ولادته؛ لقوله : { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح يوم سابعه ويسمى } [أخرجه الترمذي].

قال ابن القيم: ( إن التقيد بذلك استحباب وإلا فلو ذبح عنه في الرابع أو الثامن أو العاشر أو ما بعده أجزأت ). وله أن يأكل ويتصدق ويهدي من العقيقة ويكره كسر عظمها.

7- الختان: وقد ورد فيه أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : { الفطرة خمس... وذكر منها الختان } والأفضل في حق الولي أن يقوم بعملية الختان في الأيام الأولى من الولادة. ووقت الاستحباب اليوم السابع ويجوز قبله وبعده إلى البلوغ؛ فإذا قرب وقت البلوغ؛ دخل وقت الوجوب، وللختان حِكم دينية عظيمة وفوائد صحية؛ فهو رأس الفطرة، وشعار الإسلام وهو يميز المسلم عن غيره من أتباع الديانات والملل الأخرى، وهو يجلب النظافة، ويعدل الشهوة، ويقي صاحبه الأمراض بإذن الله.

8- النفقة: ومما جاءت به الشريعة وأوجبته في حق المولود على الوالد النفقة عليه حتى يبلغ الذكر وتتزوج الأنثى قال : { أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله } [رواه مسلم].

9- معانقتهم وملاعبتهم: من الحقوق التي أوجبها الإسلام للأطفال معانقتهم وتقبيلهم وملاعبتهم فقد قبّل النبي الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرع: ( إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً )، فنظر إليه رسول الله فقال: {} [رواه البخاري]. من لا يرحم لا يُرحم

وفيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاء أعرابي إلى النبي فقال: ( تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم ) فقال النبي : {} ). أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة

كما لا يجوز الدعاء على الولد ولا لعنه ولا سبه قال : { لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم } [رواه البخاري].

10- تعويذهم: في صحيح البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول: { إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: ( أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) } [رواه البخاري].

الخاتمة:

أيها الآباء... إن تربية الأولاد أمانة ومسؤولية لابد من القيام بها فكم ضيع الأمانة اليوم من المسلمين! ! أضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً - عاتب أحد الآباء ولده العاق فقال الولد: ( يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً، والجزاء من جنس العمل ).

أسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"