بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 نوفمبر 2012



                       مراتب الشهداء والفضائل //الجزء الثاني

الأحد، 25 نوفمبر 2012



         المرأة في الاسلام//الجزء الثاني



                      المرأة في الاسلام//الجزء الأول



                                    فتح مكة  : سيرة وعبر


 




   عنوان الخطبة الجمعية: مراتب الشهداء ومنازل الفضلاء//الجزء الأول

الجمعة، 23 نوفمبر 2012


الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على النبي المصطفى، وبعد،،،تمر الأمة الإسلامية هذه الأيام بحدث عظيم يرجع إلى الأمم الماضية، وهو يوم عاشوراء، فأحببت في هذه العجالة أن أذكر أهم الوقفات من وجهة نظري، والتي استنبطتها من السنة النبوية تجاه هذا اليوم:1 ـ يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر، ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة _رضي الله عنها_: "أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية" متفق عليه بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيداً كما ثبت في الصحيحين.2 ـ يوم عاشوراء ربط بين أهل الإيمان بعضهم البعض ولو اختلفت الأنساب واللغات بل والأزمنة، فأصله ارتبط بموسى ومن معه من المؤمنين، ثم امتد لكل من شاركهم في الإيمان.3 ـ يربي في قلوب المؤمنين المحبة بينهم ووحدة الهم، فبصيامه يتذكر الإنسان ذلك الحدث التأريخي الذي مر على إخوانه في الدين مع موسى _عليه السلام_ من محاربة لهم وإيذاء على أيدي أهل الكفر.4 ـ يوم عاشوراء يدل على أن الأنبياء بعضهم أولى ببعض كما في رواية "أنا أولى بموسى منكم".وهذه الولاية لاتحادهم في الدين والرسالة.5 ـ صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم، ويدل لذلك رواية الصحيحين "أنتم أحق بموسى منهم".وهذا من مميزات الأمة المحمدية عند الله، ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة.6 ـ يوم عاشوراء يربي المسلم على أخوة الدين فقط، ولذلك قال _صلى الله عليه وسلم_: "أنتم أحق بموسى منهم" وما ذلك إلا لرابطة الدين التي بيننا، و إلا فإن أهل الكتاب أقرب لموسى _عليه السلام_ من حيث النسب.7 ـ يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بنصرة الله لأوليائه، وهذا يجدد في النفس كل سنة البحث عن هذه النصرة وأسبابها.8 ـ يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بهزيمة الله لأعدائه، وهذا يجدد في النفس الأمل ويبعث التفاؤل.9 ـ يوم عاشوراء دليل على تنوع النصر بالنسبة للمسلمين، فقد لا يكون النصر على الأعداء بهزيمتهم والغنيمة منهم، بل أحياناً يكون النصر عليهم بهلاكهم وكفاية المسلمين شرهم كما حدث مع موسى _عليه السلام، وكما حدث مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الخندق.10 ـ يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة، ويدل لهذه المخالفة ما يلي:أ ـ لما قيل للنبي _صلى الله عليه وسلم_: "إن اليهود والنصارى اتخذوه عيداً، قال: صوموه أنتم".ب ـ أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ "أن يصام يوم قبله أو يوم بعده" رواه أحمد في المسند وفيه مقال.11 ـ من تأمل الأحاديث في يوم عاشوراء تبين له أن أصل مخالفة المسلمين للمشركين أمر متقرر عند الصحابة، ويدل لذلك أنهم لما علموا صيام أهل الكتاب مع صيامهم مباشرة سألوا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فقالوا: "إن اليهود والنصارى يصومون هذا اليوم" فكأنهم قالوا: أنت يا رسول الله علمتنا مخالفة اليهود والنصارى، وهم الآن يصومون، فكيف نخالفهم؟.12 ـ يوم عاشوراء دليل على أن اتخاذ المناسبات أعياداً عادة لليهود خاصة منذ القديم، ولذلك اتخذوا يوم عاشوراء عيداً كما في حديث أبي موسى _رضي الله عنه_ قال: "كان أهل خيبر يصومون عاشوراء ويتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم" رواه مسلم.وأما هذه الأمة فجعل الله لها عيدين لا ثالث لهما.13 ـ يوم عاشوراء دليل على التناقض في حياة اليهود والنصارى، حيث كانوا يحرصون على صيام عاشوراء وهو ليس بواجب حتى في ملتهم، وإنما إقتداء بموسى _عليه السلام_ وتركوا مع ذلك أهم المهمات فيما يتعلق بأصل الدين وعبادة الله واتباع رسوله _صلى الله عليه وسلم_.14 ـ يوم عاشوراء دليل على أن الواجبات في الشريعة لا يعدلها شيء من حيث الفضل والمنزلة، ولذلك لما شرع الله لهذه الأمة صيام رمضان جعل الأمر في يوم عاشوراء اختيارياً، ولذلك قال _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث القدسي "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه" متفق عليه.15 ـ يوم عاشوراء دليل على أن النوافل بعضها فوق بعض، وبيان ذلك:أن من صام عرفة كفر عنه سنة قبله وسنة بعده.ومن صام يوم عاشوراء كفر عنه سنة قبله.فالمؤمن يسعى للأفضل والأكمل.16 ـ صيام يوم عاشوراء دليل على يسر الشريعة، ولذلك قال _صلى الله عليه وسلم_: " فمن شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يترك فليتركه " متفق عليه.17 ـ صيام يوم عاشوراء دليل على عظم كرم الله _سبحانه_، وأنه يعطي الجزاء الأوفى على العمل القليل فتكفير سنة كاملة بصيام يوم واحد.18 ـ صيام يوم عاشوراء دليل على إثبات النسخ في شريعة هذه الأمة المحمدية قبل وفاة النبي _صلى الله عليه وسلم_، وذلك لأنه كان واجباً ثم نسخ إلى الاستحباب.19 ـ إثبات النسخ في صيام يوم عاشوراء أو غيره من الأحكام دليل على حكمة الله _سبحانه وتعالى_، وأنه _سبحانه_ يمحو ما يشاء ويثبت، ويخلق ما يشاء ويختار.20 ـ صيام يوم عاشوراء دليل على أن الشكر يكون بالفعل كما هو بالقول حتى عند الأمم السابقة، فقد صامه موسى _عليه السلام_ شكراً لربه _سبحانه_، وهذا منهج الأنبياء كما فعل داود _عليه السلام_ وختاماً بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ في صلاته بالليل، فلما سئل عنها قال: أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه.21 ـ من تأمل الأحاديث تبين له أنه لا ينكر على من تركه، فقد كان ابن عمر _رضي الله عنهما_ يترك صيامه إلا إن وافق عادته في الصيام" رواه البخاري.ومع ذلك لم ينكر عليه بقية الصحابة _رضي الله عنهم_.22 ـ صيام يوم عاشوراء تربية للناس على فتح باب المسابقة والتنافس في الخيرات، فقد دل النبي _صلى الله عليه وسلم_ على فضل عاشوراء ثم ترك الأمر راجع إلى اختيار الشخص حتى يتبين المسابق للخيرات مع غيره.23 ـ صيام يوم عاشوراء تربية للناس على اختلاف الأفعال مع عدم إنكارهم على بعضهم البعض ما دام أن الأمر فيه مندوحة في الاختلاف، ولذلك كان بعض الصحابة يصومه والبعض لا يصومه، ولم ينقل تخطئة بعضهم البعض أو اتهام بنقص الإيمان أو غيره.24 ـ صيام يوم عاشوراء فيه سرعة الاستجابة لله ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_ في الأوامر، فقد جاء في الصحيحين من حديث سلمة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء أن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل".فاستجاب الناس لذلك ولم يستفصلوا أو يناقشوا وبادروا للعمل، وعلى هذا يجب أن يكون سلوك المسلم في تطبيقه أوامر الله.25 ـ كان الصحابة _رضي الله عنهم_ يربون صبيانهم على صيامه كما في حديث الربيع بنت معوذ _رضي الله عنها_ قالت: "فكنا نصومه ونصوم صبياننا" متفق عليه.26 ـ في تعويد الصحابة _رضي الله عنهم_ صبيانهم على صيام يوم عاشوراء دليل على أنه ينبغي إظهار بعض شعائر الدين في المجتمع حتى عند غير المكلفين حتى يتربى لديهم الانتماء لهذا الدين وأهله.27 ـ التربية الجادة على التحمل والصبر، ولذلك كان الصحابة _رضي الله عنهم_ يعودون صبيانهم على الصيام حتى قالت الربيع بنت معوذ _رضي الله عنها_: "فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه اللعبة من العهن" متفق عليه.28 ـ يوم عاشوراء دليل علة قبول خبر أهل الكتاب ما لم ينفه شرعنا، ويدل لذلك أن يوم عاشوراء يوم أنجى الله فيه موسى من الغرق إنما هو خبر أهل الكتاب، ويحتمل أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أوحي إليه يصدقهم، وفي ذلك من العدل حتى مع الأعداء ما لا يخفى.29 ـ نحن أحق بموسى _عليه السلام_ من أهل الكتاب الذين كذبوه من عدة أوجه:1 ـ أننا صدقنا به وآمنا به ولو لم نره، بخلاف من كذبه من قومه.2 ـ أنه دعا لتوحيد الله كما دعا إليه نبينا، بل لا يختلف عنه شيئاً في هذه الجهة.3 ـ أننا نشهد أنه بلغ دين الله وأدى حق الرسالة.4 ـ أننا لا نؤذيه _عليه السلام_ بسب أو قدح، بخلاف من قال موسى آدر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا" (الأحزاب: من الآية69).5 ـ أننا نشهد أنه لو كان حياً زمن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لما وسعه إلا إتباع النبي_صلى الله عليه وسلم_.6 ـ أننا نؤمن بما جاء به _عليه السلام_ في باب العقيدة ولو لم نقرؤه أو نطلع عليه.7 ـ أن نشهد أن كل من كان من أمته ولم يتبع النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن موسى _عليه السلام_ منه براء.8 ـ أن الذي جاء به النبي _صلى الله عليه وسلم_، والذي جاء به موسى _عليه السلام_ يخرج من مشكاة واحدة كما قال النجاشي " متفق عليه. هذه بعض الفوائد والوقفات أسأل الله أن ينفعنا بها، وأن يتولانا بحفظه، وأن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه _صلى الله عليه وسلم_.


أخي المسلم : حرصا مني على تعميم الفائدة ، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة و الموضوعة الخاصة بيوم عاشوراء ، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث مع ذكر المصادر التي حكمت بعدم صحتها حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي : 1 ) حديث : (( من وسع على عياله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته ))انظر : كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2/572 وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم 1 / 111 وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني 1/601 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 98 و كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام ابن عدي 5 / 211 و كتاب الضعفاء للعلامة العقيلي 3 / 252 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 6 / 307 و كتاب العلل المتناهية للإمام ابن الجوزي 2 / 552 و كتاب المقاصد الحسنة للعلامة السخاوي 1 / 764 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 360 و كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي 1 / 188 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 100 و كتاب وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 157 و كتاب أطراف الغرائب و الأفراد للعلامة أبو طاهر المقدسي 3 / 370 و كتاب أسنى المطالب للحوت 1 / 292 و كتاب معرفة التذكرة للعلامة ابن القيسراني 1 / 237 2 ) حديث : (( من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السموات السبع و من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالحمد مرة و مرة ( قل هو الله أحد ) غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماضية و خمسين مستقبلة و بنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور و من سقى شربة ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين ))انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 150 و كتاب الموضوعات للإمام ابن الجوزي 2 / 45 و كتاب تلخيص كتاب الموضوعات للإمام الذهبي 1 / 184 3 ) حديث : (( من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر و العصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي عشر مرات و قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة و المعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات و ذلك البيت ... الخ ))انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1 / 47 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 474 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 90 و كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2 / 46 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 89 4 ) حديث : (( صلاة الخصماء و هي أربع ركعات يصليها في يوم عاشوراء ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 111 و كتاب القصاص و المذكرين للإمام ابن الجوزي 1 / 312 5 ) حديث : (( صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110 6 ) حديث : (( صلاة يوم عاشوراء عند الإشراق يصلي ركعتين في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي وفي الثانية (لو أنزلنا هذا القرآن) إلى آخر سورة الحشر ويقول بعد السلام يا أول الأولين ويا آخر الآخرين لا إله إلا أنت خلقت أول ما خلقت في هذا اليوم وتخلق آخر ما تخلق في هذا اليوم أعطني فيه خير ما أوليت فيه أنبيائك وأصفيائك من ثواب البلايا وأسهم لنا ما أعطيتهم فيه من الكرامة بحق محمد عليه الصلاة والسلام ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 1107 ) حديث : (( صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110 8 ) حديث : (( صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 110 9 ) حديث : (( من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد ))انظر : كتاب الموضوعات العلامة ابن الجوزي 2 / 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149 10 ) حديث : (( من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك ))انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 96 و كتاب الآثار المرفوعة 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149 كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114 11 ) حديث : (( من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة ))انظر : كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ص 402 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/149 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/108 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/202 12 ) حديث : (( من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة ))انظر : كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1 / 265 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 92 و 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149 13 ) حديث : (( إن الوحوش كانت تصوم يوم عاشوراء ))انظر : كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/156 وكتاب تذكرة الموضوعات للعلامة محمد بن طاهر الفتني ص 118 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 94 14 ) حديث : (( أن الصرد أول طائر صام يوم عاشوراء ))انظر : كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 555 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 156 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 97 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 415 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 15 ) حديث : (( من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت ))انظر : وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97 16 ) حديث : (( من أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف ))انظر : وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و 92 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 113 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97 17 ) حديث : (( من عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم ))انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 151 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 114 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 97 18 ) حديث : (( من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه ))انظر : كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 306 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 98 و 632 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري 1 / 332 و كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة للعلامة الزركشي 1 / 159 19 ) حديث : (( ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل ))انظر : كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1 / 440 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 39 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 2 / 451 20 ) حديث : (( خلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء ونجاه الله من النار يوم عاشوراء وفدى إسماعيل يوم عاشوراء وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء وأعطى الملك سليمان يوم عاشوراء وولد النبي يوم عاشوراء واستوى الرب على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء ))انظر : كتاب المجروحين لإمام ابن حبان 1 / 266 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2 / 149 و كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2 / 115 21 ) حديث : (( أن الله خلق السموات و الأرض يوم عاشوراء ))انظر : كتاب المنار المنيف للإمام لأبن القيم 1 / 52 و كتاب كشف الخفاء للعلامة العجلوني 2 / 557 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة العلامة الملا علي القاري 1 / 427 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب الموضوعات للعلامة لابن الجوزي 2 / 114 22 ) حديث : (( إن في يوم عاشوراء توبة آدم ، واستواء سفينة نوح على الجودي ، ورد يوسف على يعقوب ، ونجاة إبراهيم من النار ))انظر : كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي ص 96 وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/148 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/109 وكتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية 25/300 23 ) حديث : (( في أول يوم من رجب ركب نوح في السفينة فصام هو و جميع من معه وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم فاستوت السفينة على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحش والدواب فصاموا شكرا لله ))انظر : كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 99 و كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي 5 / 62 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 96 24 ) حديث : (( فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء ))كتاب الكامل في الضعفاء لإمام ابن عدي 3 / 199 و كتاب الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة اللكنوي 1 / 94 و وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/ 93 و كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي 5 / 62 و كتاب معرفة التذكرة العلامة ابن القيسراني 3 / 1629هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة ، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها ، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغـني عن الضعيف.و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 الحب فطرة فطر الله _تعالى_ الناس عليها يقابلها البغض، وهما من أعمال القلوب التي ترتبط بالعبادة والتكليف في الإسلام، بل هما أوثق عرى الإيمان، كما في الحديث "أوثق عرى الإسلام: أن تحب في الله، وتبغض في الله" صحيح الجامع. وقد جاءت شريعة الإسلام بمنهج قويم يرعى هذين الطبعين في النفس بما يقومهما ويوجههما التوجيه الصحيح، فلا يقع فيهما إفراط وغلو، ولا تفريط وانحلال،ومن ثم ينبغي للمسلم أن يتعلم منهج الإسلام في الحب والكره، أو يسأل عنه لا سيما فيما يشتبه عليه من أمور، وفي وقت الفتن، وقد وقعت بسبب الضلال عن منهج الإسلام في ذلك انحرافات عدة وفتن كثيرة، بل استغل أعداء الإسلام ذلك في إيقاع الفتن بالأمة ونشر الضلال بين أبنائها، وذلك في جوانب كثيرة، ولعل من أبرز الأمثلة في ذلك حب آل البيت، حيث غالت فرق في بعض آل البيت حتى ادعى بعضهم فيهم أو في أفراد منهم الألوهية، ومنهم من زعم لهم العصمة.. إلى آخر ما هو معروف في تاريخ الملل، ومنهم من فرط.  ونحن هنا نود أن نلقي نظرة سريعة إلى هذه القضية، نتعرف فيها موقف أهل السنة والجماعة منها، عبر مقتطفات من كلام بعض العلماء، ليكون المسلم على بصيرة من دينه، ويعرف الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والصدق من الزور، وخصوصاً في هذا اليوم الذي يقيم الشيعة فيه مآتم حزن على مقتل الحسين _رضي الله عنه_ بدعوى المحبة الشديدة، وفي المقابل تحتفل فئات في عدد من الدول الإسلامية، بيوم عاشوراء، وتخصص فيه أنواع من الحلوى والأطعمة، ولا يعلم أكثرهم أصل الاحتفال به.  منشأ الضلال والافتراء في احتفالات عاشوراء:قال الشيخ علي محفوظ: "لقد أحدث الشيطان الرجيم بسـبب قتل الحسين - رضي الله عنه - بدعتين:الأولى:الحزن والنوح واللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي، وما إلى ذلك من سب السلف، ولعنهم ، وإدخال البريء مع المذنب، وقراءة أخبار مثيرة للعواطف مهيجة للفتن وكثير منها كذب، وكان قصد من سن هذه السنة السيئة في ذلك اليوم فتح باب الفتنة والتفريق بين الأمة، وهذا غير جائز بإجماع المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة وتجديد المصائب القديمة من أفحش الذنوب وأكبر المحرمات. والثانية:بدعة السرور والفرح، واتخاذ هذا اليوم عيداً يلبس فيه ثياب الزينة، ويوسع فيه على العيال... وذلك أنه كان بالكوفة قوم من الشيعة يغلون في حب الحسين وينتصرون له، رأسهم المختار بن عبيد الكذاب الرافضي الذي ادعى النبوة، وقوم من الناصبة يبغضون علياً وأولاده، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "سيكون في ثقيفة كذاب ومبير" والمبير المسرف في إهلاك الناس... فكان ذلك الشيعي هو الكذاب، وهذا الناصبي هو المبير، فأحدث هؤلاء الحزن، وهؤلاء السرور... وهذه كلها بدع أصلها من خصوم الحسين، كما أن بدعة الحزن وما إليه من أحبابه، والكل باطل وبدعة وضلالة. قال العلامة ابن العز الحنفي: إنه لم يصح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ في يوم عاشوراء غير صومه"، كتاب (الإبداع في مضار الابتداع ص 270). عقيدة أهل السنة في محبة أهل البيت:يقول الشيخ عبد المحسن العباد: "عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول ، فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبد المطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ، ويُثنون عليهم، ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله ، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولصُحبَتِه إيَّاه، ولقرابَتِه منه، ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولقربه من رسول الله ، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن، ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان، فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئاً، وقد قال الله _عزَّ وجلَّ_: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ"، وقال _صلى الله عليه وسلم_ في آخر حديث طويلٍ رواه مسلم في صحيحه (2699) عن أبي هريرة _رضي الله عنه_: "ومَن بطَّأ به عملُه لَم يُسرع به نسبُه"). (انظر: فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، إعداد الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر). وقال شـيخ الإسـلام ابنُ تيـمية – رحـمه الله - في العـقيدة الواسـطية: "ويُحــبُّون (يعني: أهل السـُّـنَّة والجـماعة) أهلَ بيت رسول الله ويتوَلَّوْنَهم، ويحفـظون فيهم وصيَّة رسول الله ، حيث قال يوم غدير خُـمّ: "أُذكـِّرُكم الله في أهل بيتِي"، وقال أيضاً للعباس عمّه - وقد اشـتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم - فقال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي"، وقال: "إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم"، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة _رضي الله عنها_، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق _رضي الله عنها_، التي قال فيها النَّبِيُّ : "فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام"، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصـب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل". وقال أيضاً كـما في مجموع فتاواه (28/491): "وكذلك أهل بيت رسول الله تجبُ مَحبَّتُهم وموالاتُهم ورعايةُ حقِّهم". تهمة رموا بها غيرهم.. وهم واقعون فيها: أما اتهام الرافضة وبعض الصوفية أهل السنة بجفائهم أهل البيت وغير ذلك من البهتان فكذب، فأهل السنة محبون لأهل البيت أشد من غيرهم، ويعرفون لهم الحق الشرعي الذي لا غلو فيه ولا تفريط، والدلائل كثيرة لا يتسع لها المقام، لكن من أمثلة ذلك تسمية كثير من أهل السنة أولادهم بأسماء أهل البيت، بل كثير من الأفاضل والعلماء، وهذا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - له ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبد الله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.وعلى الضد فعقائد الرافضة اليوم منطوية على بغض السلف الصالح، وعلى الأخص أبو بكر وعمر وعثمان وأزواج رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أمهات المؤمنين، ومبنية على إنكار القرآن الموجود بأيدي الناس وسنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والعقائد التي أخذوها عن عبد الله بن سبأ وتوارثوها عن اليهودية البغيضة، وهم في ذلك مخالفون لآل البيت، فلقد ذكر الشيعة أنفسهم بأن علياً رضي الله عنه سمى أبناءه بأسماء الخلفاء الراشدين السابقين الثلاثة، بأبي بكر وعمر وعثمان، وابنه الحسين كذلك سمى أبناءه بأي بكر وعمر، وكذلك الآخرون من أبناء علي وأبناء الحسين سموا أبناءهم بأسماء هؤلاء الأخيار البررة تحبباً إليهم وتبركاً بهم (انظر الشيعة والتشيع، لإحسان إلهي ظهير)، فكيف يدعي الرافضة محبة آل البيت وهم يخالفونهم؟ ومن أولى إذن بآل البيت ومحبتهم؛ من يخالفهم أم من يقتدي بهم ؟! ادعاء المحبة.. والمتاجرة بها:دعوى المحبة لأهل البيت كانت مدخلاً لأعداء الدين للترويج للفتن والضلالات بهدف هدم الدين ونشر الفرقة بين المسلمين؛ لأن فكرة المحبة لها سوق كبير بين الناس لا سيما العامة، ومن هذا المدخل ولج اليهودي ابن سبأ بفتنة التشيع التي صارت داء مزمناً أصاب وحدة المسلمين وأضل بها فريقاً منهم، وهي فتنة كانت لها أهداف كبيرة ما زالت قائمة إلى اليوم، ويسعى أنصارها إلى إحيائها كلما مر عليهم زمان كبتوا فيه، حتى إذا وجدوا مخرجاً أظهروا باطلهم وضلالهم يبغون به فتنة الناس وإغواءهم، قال الدكتور محمد عبدالله الغريب ما مختصره: "لقد اندحر الباطل ممثلاً بالجيش الفارسي الجرار أمام الجيش الإسلامي الذي يرفع ألوية الحق خفاقة لا تقهر...وليس من سبيل أمام معظم الفرس المغلوبين إلا أن يتظاهروا بالدخول في الإسلام، وبدأت محاولات الفرس في الانتقام من المسلمين، وكانوا يعلمون علم اليقين أن الفاروق عمر وراء فتح بلادهم ووال ملكهم، فكان اغتياله باكورة حربهم لهذا الدين وحملته، ...واستمر الرافضة المجوس في حرب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد وفاته، ومن منهجهم في التشيع شتم عمر، وما ذلك إلا لأنه طهر الأرض من ظلمهم وأطفأ نار بيوتهم. ماذا وراء تشيع المجوس لآل البيت: في عام 35 هـ وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان _رضي الله عنهما_ فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فأعلنوا أنهم شيعة علي، والوقوف مع علي _رضي الله عنه_ حق لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجاً لدى جميع الناس وخاصة عند العامة، ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وأراد المجوس من وراء الدعوة لآل البيت تحقيق الأهداف التالية: - لا بد من عائلة مقدسة تتولى شؤون الدين، ... وفي تشيعهم لآل البيت إحياء لعقائد زرادشت ومانو ومزدك، ..وقالوا للناس بأن آل البيت هم ظل الله في الأرض، وأن أئمتهم معصومون، وتتجلى فيهم الحكمة الإلهية - تزوج الحسين _رضي الله عنه_ شهربانو ابنة يزدجرد ملك إيران بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج من الأسباب التي ساعدت على وقوف الإيرانيين مع الحسين بالذات؛ لأنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه) وجاء دور المجوس (ص 53- 58).  ولا ندري.. ما آخرها؟:واليوم بعد أن لاحت الفرصة للرافضة لتجميع صفوفهم، ولا سيما في العراق ودول الخليج، بعد قيام دولتهم في إيران، تجد منهم سعياً دؤوباً للهيمنة والانتشار، حتى علا صوتهم، وصار لهم ولباطلهم وزن وقدر في بلاد السنة، ومن مظاهر ذلك تسليط الضوء على احتفالاتهم ومآتمهم في ذكرى مقتل الحسين _رضي الله عنه_ في عاشوراء، وخصوصاً في العراق، حيث يركزون على مظهر الأعداد التي تبلغ مئات الآلاف للدلالة على كثرة عددهم،وفي دول أخرى صاروا يطالبون بإقامة أعياد رسمية تعطل فيها الدوائر والمصالح الحكومية، ويخصص لهم برامج لبث مراسم احتفالاتهم بذكرى مقتل الحسين، وأنشؤوا الكثير من المواقع التي تدعو إلى باطلهم وزروهم، هذا غير الانتشار الصامت لهم في البلاد المحيطة، وكأن الناس نسيت أو تناست مواقف الرافضة من الغدر والخيانة على مدى التاريخ، وأولها خزيهم لآل البيت، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين _رضي الله عنهم أجمعين_، ولا ندري متى آخرها ولا ما آخرها؛ فنشاطهم مريب يحتاج إلى وقفة حذر، وراجع في ذلك على سبيل المثال كتاب (الرافضة في بلاد الحرمين) للشيخ ناصر بن سليمان العمر، ففيه حقائق محزنة، ونذر خطر كبير، حري بالمسلمين أن ينتبهوا لها.


 أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه .جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه، أغـــرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عـلـيـه وسلم: "فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه (البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330). وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"( رواه مسلم، ح: 1162 ) وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"( رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/422 بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة"( رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم ). ويصور ابن عباس رضي الله عنه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيـامـه فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشــوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان" رواه البخاري، ح/2006) قال بن حجر رحمه الله تعالى : ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين، ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق، ثم إنه محفوف بالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم. ( الفتح: 4/292).  ثانياً: حالات صوم عاشوراء .مرّ صوم يوم عاشوراء بأحوال عدة (انظر: اللطائف: 102 ـ 109 )الحالة الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر الناس بصومه.الحالة الثانية : لما قدم الـمدينة وجد اليهود يصومونه، فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.الحالة الثالثة : لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة (الفتح: 4/289 )ويشهد لـهـــذه الحالات أحاديث، منها: حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت قريش تصوم عـاشـــــوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: "من شاء صامه، ومن شاء تركه" (رواه مسلم، ح: 1125 ). وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان منكم صائماً فليتمَّ صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه"، فكنا بعد ذلـك نـصـومـه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب بهم إلى المسجد، ونصنع لهم اللعبة مـن العهن، فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم"(رواه مسلم 1136 " )الحالة الرابعة : الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء: "كان النبي صلى الله علـيـه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء"( كما صح عن ابن عباس في البخاري: ح 5917) حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.ويشهد لذلك أحاديث منها: عـــــن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عــاشــــوراء، وأمــــر بصيامه، قالوا: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فــإذا كــان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا الـيـوم الـتـاســع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رســـول الله صلى الله عليه وسلم(رواه مسلم، ح/1134 )  ثالثاً: كيفية مخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء .يـظـهـر مما تقدم من الأحاديث ـ والله أعلم ـ أن الأكمل هو صوم التاسع والعاشر؛ لأنه هو الذي عزم على فعله النبي صلى الله عليه وسلم.  رابعاً: أعمال الناس في عاشوراء في ميزان الشرع.الناظر في حال الناس اليوم يرى أنهم يخصصون عاشوراء بأمور عـديـدة ، ومنها : الصيام ـ وقد عرفنا مشروعيته ، ومنها: إحـيـاء لـيـلــة عـاشــوراء، والحرص على التكلف في الطعام، والذبح عموماً لأجل اللحم، وإظهار البهجة والـســــرور، ومنها: ما يقع في بلدان كثيرة من المآتم المشتملة على طقوس معينة مما يفعله الروافض وغيرهم. وحتى نعرف مدى شرعية تلك الأعـمــال فتكون مقربة إلى الله، أو عدم مشروعيتها لتصير بدعاً ومحدثات تُبعِد العبد عن الله؛ فإنــه لا بد أن نعلم جيداً أن للعمل المقبول عند الله ـ تعالى ـ شروطاً مـنـهـا: أن يـكـــون الـعـامـــل متابعاً ـ في عمله ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم .وإذا نظرنا في أفعال الناس في عاشوراء ـ سواء ما كان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب(انظر في بدع عاشوراء: المدخل، لابن الحاج: 1/208، 209 ) ـ رأينا أنها على صور عدة:أ - مـا كــان مـنـها في باب العبادات؛ حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة الـقـبـور فيه، والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء ... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّ عليه، كما حث عـلـى الـصـيـام فـيــــه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها.  ب - ما كـان مـن بـاب العادات التي تمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك:الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحن الحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والـذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة. وهــــذه فـي أصـلـهــا نشأت وظهرت رد لفعل مآتم الرافضة التي يقيمونها حزناً على مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فكان من الناصبة(هم الذين يناصبون آل البيت العداء، في مقابل الرافضة الذين غلوا فيهم ) أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا فـي التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً ـ كما تقدم ( كما ذكره شيخ الإسلام في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: 2/129 ـ 134).  أما الاغتسال والاكتحال والاختضاب فلم يثبت فـيــه شيء البتة، ولمَّا أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال: "وكــــل هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه" (منهاج السنة النبوية 7/39 ). وبذلك يعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام، وهذا منهج الرسول صلى الله عـلـيـــه وسلم، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِير)[الأحزاب: 12]. وكم فات علـى أولـئـك المنشغلين بتلك البدع من اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته!  - مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية) :أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضـي الله عنه ـ ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـــرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء ...، وابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفـضـل بناته، وما وقـــع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله ـ عز وجل ـ مـن قـتـلـتـه فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.والذي ينبغي عنــد ذكـر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، وأنـه ـ تعالى ـ يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله ـ تعالى ـ.  ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر ـ رضي الله عنهم ـ، وكلهم أفضل منه .. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصـــل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية(الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية: 25/307 ـ 314، واقتضاء الصراط المستقيـم: 2/129-131 ) .  قال ابن رجــب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخــاذه مأتماً كما تفعله الرافضــة؛ لأجــل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه .. فـهــو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟"( لطائف المعارف: 113) .والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم تـرتـبــط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى ، ولا بصيام النبي صلى الله عـلـيــه وسلم، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله ـ عز وجل ـ.



بدعة الحزن في شهر محرم عند الرافضة:في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي عرف بـ( عاشوراء) أكرم الله سبحانه وتعالى الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- بالشهادة، وذلك سنة 61هـ، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته، وأعلى درجته، فإنه هو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء، كما قال صلى الله عليه وسلم لما سُئِل: أي الناس أشد بلاءً؟ فقال: (الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقّة خفف عنه، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض، وليس عليه خطيئة).
فكان الحسن والحسين -رضي الله عنهما- قد سبق لهما من الله سبحانه وتعالى ما سبق من المنزلة العالية، ولم يكن قد حصل لهما من البلاء ما حصل لسلفهما الطيب، فإنهما ولدا في عز الإسلام، وتربيا في عز وكرامة، والمسلمون يعظمونهما ويكرمونهما، ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستكملا سن التمييز، فكانت نعمة الله عليهما أن ابتلاهما بما يلحقها بأهل بيتهما، كما ابتلي من كان أفضل منهما، فإن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أفضل منهما وقد قُتِلَ شهيدًا، وكان مقتل الحسين مما ثارت به الفتن بين الناس، كما كان مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من أعظم الأسباب التي أوجبت الفتن، وبسببه تفرقت الأمة إلى اليوم.
فلما قتل عبد الرحمن بن ملجم أمير المؤمنين على بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبايع الصحابة للحسن ابنه الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). فنزل عن الولاية، وأصلح الله به بين الطائفتين، ثم إنه مات -رضي الله عنه- وقامت طوائف كاتبوا الحسين ووعدوه بالنصر والمعاونة إذا قام بالأمر، ولم يكونوا من أهل ذلك، بل لما أرسل إليهم ابن عمه أخلفوا وعده، ونقضوا عهده، وأعانوا عليه من عدوه أن يدفعوه عنه، ويقاتلوه معه.
وكان أهل الرأي والمحبة للحسين كابن عباس وابن عمر وغيرهما، قد أشاروا عليه بأن لا يذهب إليهم، ولا يقبل منهم، ورأوا أن خروجه إليهم ليس بمصلحة، ولا يترتب عليه ما يسر، وكان الأمر كما قالوا، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.
فلما خرج الحسين -رضي الله عنه- ورأى أن الأمور قد تغيرت، طلب منهم أن يدعوه يراجع، أو يلحق ببعض الثغور، أو يلحق بابن عمه يزيد، فمنعوه هذا وهذا، حتى يستأسر، وقاتلوه، فقاتلهم فقتلوه وطائفة ممن معه، مظلومًا شهيدًا شهادة أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه.
فأوجب ذلك شرًا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إمَّا ملحدة منافقة، وإما ضالَّة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية؛ من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء؛ من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله).ا.هـ .
وهذا مخالف لشرع الله؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة -إن كانت جديدة- إنَّما هو الصبر والاسترجاع والاحتساب؛ كما قال تعالى: (....وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا برئ من الصالقة والحالقة والشاقة)، وقال صلى الله عليه وسلم:(النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة، وعليها سربال من قطران ودرع من جرب).
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف له خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيرًا منها).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت).
فكيف إذا انظم إلى ذلك ظلم المؤمنين، ولعنهم وسبهم، وإعانة أهل الشقاق والإلحاد على ما يقصدونه في الدين من الفساد، وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى.
فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاء قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدين.
ولم يعرف المسلمين أكثر كذبًا وفتنًا، ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شر من الخوارج المارقين، وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)، وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمته المؤمنين، كما أعانوا المشركين من أعداء الإسلام على ما فعلوه ببغداد وغيرها بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ولد العباس بن عبد المطلب وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين، من القتل والسبي وخراب الديار، وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام.
وهذه الطائفة هم الرافضة: الذين اشتهروا دون غيرهم من الطوائف بسبِّ الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- ولعنهما وبغضهما وتكفيرهما والعياذ بالله، ولهذا قيل للإمام أحمد: من الرافضي؟ قال:(الذي يسبّ أبا بكر وعمر).
وبهذا سميت الرافضة، فإنهم رفضوا زيد بن علي لما تولى الخليفتين أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- لبغضهم لهما، فالمبغض لهما هو الرافضي، وقيل: إنما سموا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
وأصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه عبد الله بن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في علي -رضي الله عنه- بدعوى الإمام بالنص، وادَّعى العصمة له.
ولهذا لما كان مبدأه من النفاق قال بعض السلف: حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق، وحب بني هاشم إيمان، وبغضهم نفاق.
وهذه الفرقة هي التي وصفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: (إن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة، بل هم من أعظم الطوائف كذبًا وجهلاً، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد، كما دخل فيهم النصيرية، والإسماعيلية وغيرهم، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه، فهم كما قال فيهم الشُّعبي -رحمه الله- وكان من أعلم الناس بهم: لو كانوا من البهائم لكانوا حمرًا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخمًا) ا.هـ. .
وأما في الوقت الحاضر: فيستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل؛ فيصنعون ضريحًا من الخشب مزينًا بالأوراق الملونة، ويسمونه ضريح الحسين أو كربلاء، ويجعلون فيه قبرين، ويطلقون عليه اسم (التعزية)، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضر، ويسمونهم فقراء الحسين.
وفي اليوم الأول من الشهر: تكنس البيوت وتغسل وتنظف، ثم يوضع الطعام، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب وأوائل البقرة وسورة الكافرون والإخلاص والفلق والناس، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويوهب ثواب الطعام للموتى.
وفي خلال هذا الشهر تمنع الزينة، فتضع النساء زينتهن، ولا يأكل الناس اللحوم، ولا يقيمون ولائم الأفراح، بل ولا يتم فيه عقود الزواج، وتمنع الزوجة من زوجها إن كان لم يمض على زواجهما أكثر من شهرين، ويكثر ضرب الوجوه والصدور وشق الجيوب والنياحة، ويبدأ اللعن على معاوية وأصحابه ويزيد وسائر الصحابة.
وفي العشر الأول من الشهر: تشعل النيران، ويتواثب الناس عليها، والأطفال يطوفون الطرقات، ويصيحون: يا حسين يا حسين. وكل من يولد في هذا الشهر يعتبر شؤمًا سيئ الطالع، وفي بعض المناطق تدق الطبول والدفوف، وتصدح الموسيقى وتنشر الرايات، وينصب الضريح ويمر الرجال والنساء والصبيان من تحته، يتمسحون بالرايات ويتبركون، معتقدين أنهم بذلك لا يصيبهم مرض وتطوع أعمارهم.
وفي بعض البلدان يخرج الناس في ليلة عاشوراء معصبين عيني الرجل يطوفون الطرقات، فإذا ما قاربت الشمس على البزوغ عادوا إلى بيوتهم.
وفي يوم عاشوراء تطهى أطعمة خاصة، ويخرج أهل القرى والمدائن إلى مكان خاص يسمونه (كربلاء) فيطوفون حول الضريح الذي يقيمونه ويتبركون بالرايات وتدق الطبول وتضرع الدفوف، فإذا غربت الشمس دفن هذا الضريح، أو ألقي في الماء، وعاد الناس إلى بيوتهم، ويجلس بعض الناس على الطرقات بمشروبت يسمونها (السلسبيل)، ويسقونها للناس بدون مقابل، ويجلس بعض الوعاظ في الأيام العشر الأول فيذكرون محاسن الحسين، ومساوئ ينسبونها لمعاوية ويزيد، ويصبون عليها وعلى أصحابها اللعنات.
ويروون في فضل عاشوراء وشهر المحرم أحاديث موضوعة وضعيفة وروايات مكذوبة.
وبعد أربعين يومًا من عاشوراء: يحتفلون يومًا واحدًا يسمونه الأربعين، يجمعون فيه الأموال، ويشترون بها أطعمة خاصة يدعون الناس إليها.
وهذه البدع تعمل في الهند والباكستان، وفي البلدان التي يقطنها الشيعة ولاسيما إيران والعراق والبحرين.
وإقامتهم لحفلات العزاء والنياحة والجزع، وتصوير الصور، وضرب الصدور، وما أشبه ذلك مما يصدر منهم في يوم عاشوراء وما قبله من شهر محرم، إنما يعتقدون بذلك القربة إلى الله وتكفير السيئات والذنوب التي صدرت منهم في السنة كلها، ولم يعلموا أن فعلهم هذا مما يوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى.
وصدق الله تعالى القائل في محكم كتابه: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ......).وقال عز وجل من قائل: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).   
بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب:تقدم في المبحث السابق ذكر بدعة الحزن في يوم عاشوراء عند الرافضة، وفي هذا المبحث سنتكلم -إن شاء الله- عن الذين عارضوا الرافضة، فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح، وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء؛ كالاكتحال، والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعياد والأفراح.
وكان أول ظهورهم على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بعث علي -ضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي، ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، أحد بني كلاب.
فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا! قال: (إنَّما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد! فقال: (من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني؟) فسأله رجل قتله -أحسبه خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فمنعه، فلما ولَّى قال: (إن من ضئضئ هذا -أو في عقب هذا- قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
وفي رواية لمسلم: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسمًا، أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله! اعدل! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أعدل) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله! ائذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء -وهو القدح- ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدم. آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس).
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين، وكان رأسهم المختار بن عبيد الكذاب، وقوم من الناصبة المبغضين لعلي -رضي الله عنه- وأولاده، منهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيكون في ثقيف كذاب ومبير)، فكان ذلك هو الكذاب وهذا الناصبي هو المبير، فأحدث أولئك الحزن، وأحدث هؤلاء السرور، وهذه بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين -رضي الله عنه- وتلك بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل له، وكل بدعة ضلالة، ولم يستحب أحد من الأئمة الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا، ولا في شيء من استحباب ذلك حجَّة شرعية.
ولا شك في أن النواصب وكذلك الرافضة مبتدعون في فعلهم هذا مخطئون خارجون عن السنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضُّو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئًا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود تصوم عاشوراء، فقال: (ما هذا؟) فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى -عليه السلام- من الغرق فنحن نصومه، فقال: (نحن أحق بموسى منكم) فصامه وأمر بصيامه.
وكانت قريش أيضًا تعظمه في الجاهلية.
واليوم الذي أمر الناس بصيامه كان يومًا واحدًا فإنه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في شهر ربيع الأول، فلما كان في العام القابل صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، ثم فرض شهر رمضان ذلك العام فنسخ صوم عاشوراء أي وجوبه.
وقد تنازع العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجبًا أو مستحبًا؟ على قولين مشهورين، أصحهما: أنه كان واجبًا، ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحبابًا، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة بصيامه، بل كان يقول: (هذا يوم عاشوراء، وأنا صائم فيه، فمن شاء صام) متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام: (صوم يوم عاشوراء يكفر سنة، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين).
ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم وبلغه أن اليهود يتخذونه عيدًا قال: (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع)؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيدًا.
وكان من الصحابة والعلماء من لا يصومه، ولا يستحب صومه، بل يكره إفراده بالصوم، كما نقل ذلك عن طائفة من العلماء، ومن العلماء من يستحب صومه.
والصحيح أنه يستحب لمن صامه أن يصوم معه التاسع؛ لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع).
فهذا الذي سنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما سائر الأمور: مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة إما حبوب وإما غير حبوب، أو تجديد لباس، أو توسيع نفقة، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به، أو قصد الذبح، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال، أو الاختضاب، أو الاغتسال، أو التصافح، أو التزاور، أو زيارة المساجد والمشاهد، ونحو ذلك، فهذه من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون، ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين المشهورين.
فيجب على الإنسان طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع دينه وسبيله، واقتفاء هداه ودليله، وعليه أن يشكر الله على ما عظمت به النعمة.
قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).وقال صلى الله عليه وسلم: (إن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). 


 بسم اله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين  


*موضوع الدرس  ليوم الجمعة :  9 محرم 1434 هجري   

شرح الحديث النبوي  من كتاب العلم من صحيح البخاري  //  باب كيف يقبض العلم //

*موضوع الخطبة الجمعية ليوم الجمعة 9 محرم 1434 هجري  : 

" مراتب الشهداء ومنازل الفضلاء"

1- معنى الشهادة في الاسلام
2-نماذج من القصص في حب الشهادة
3-فضائل الشهادة في سبيل الله  




الخميس، 22 نوفمبر 2012


المدرسة الإعدادية                                          السنة الدراسية 212/2013

الأستاذ : هشام لطيف                                               السنة التاسعة




         الدرس :   انتاج فقرة حجاجية



1-نشاط التعرف :

*ادرس خصائص كلّ فقرة والمقومات التي تنبني عليها

أ-   زعموا أنه كان بأرض سكاوندجين مكان كثير الصيد...وذات يوم نصب صياد شبكته ونثر عليها الحبّ وكمن قريبا منها فلم يلبث قليلا حتي مرّت به حمامة يقال لها المطوّقة...ومعها حمام كثير, فعميت هي وأصحابها عن الشرك فوقعن علي الحبّ يلتقطنه فعلقن في الشبكة كلّهن...قالت المطوّقة : "نتعاون جميعا فنقلع الشبكة"فقلعنها وعلون في الجوّ فأيس الصياد منهن وانصرف."
ابن المقفع -كليلة ودمنة- بتصرف


ب-   ومن أهم أجزاء هذا القصر وأعظمها قاعة الاستقبال, وهي ذات شكل مربّع كل ضلع منها لا يقل عن اثني عشر مترا تعلوها قبّة من الخشب المزخرف...وللقصر هواء واسع يتوسّطه صفّان من الأعمدة الرخامية وعليه قبّة من الخشب النفيس...
شريف يوسف مجلة آفاق عربية عدد3


ج-   إنّ عالم المرأة اليوم غير عالم الأمس إذ شهدت حياتها تحولات عميقة.فبفضل التربية والتعليم والعمل تبدلت أحوالها فتزايد عدد المتعلمات والعاملات وصارت المرأة العربية تشارك في الحياة العامة, فقد دخلت ميادين جديدة كانت وقفا علي الرجال دون النساء, وتغيرت معها صورتها الاجتماعية.لذلك يجب أن يواكب هـذا التطور المادي تطور في العقلية."
عبد القادر عرابي مجلة المستقبل العربي عدد 135
.
الفقرة الثالثة :
الفقرة الثانية :
الفقرة الأولي :



ب-الإنتاج الجزئي:


1) رتب الفقرة الحجاجية المشوشة ؟
إنّ كثيرا من شرور العالم سببهـا الملل.
من أجل هذا أصبح الناس في حاجة إلى التجديد.
فكسلُ التلميذ وانصرافه عن الدروس نوعٌ من الملل, وخمول الموظف وقعوده عن الجدّ في العمل نوع من الملل والجمودُ الفكريُّ والاجتماعي نوع من الملل.
2) أكمل المقوّم الناقص :
من العبث طرح قضية المرأة على أنها قضية خاصة بالنساء وقد تكفلت كتابات كثيرة ومواقف عدة بتأييد هذا الاتجاه.فالمرأة في أمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا وأفريقيا قد وقع عليها ما وقع علي الرجل في بلدانها من تعسّف تحوّل إلى تخلف إنساني.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- .
ج- الإنتاج الكامل :
*حررّ فقرة حجاجية قصيرة تثبت فيها لزميلك في الدراسة ألاّ فرق بين الفتى والفتاة إلاّ بالكدّ والعمل والاجتهاد.

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012







                                          شعب الشهداء  لايركع الا الله تعالى

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012


                         بسم الله الرحمن الرحيم 

        والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

           السلام عليكم رحمة الله وبركاته

  غزة لا تريد سياحا ...........غزة تريد سلاحا...........


الى أحبابنا المسلمين في كل مكان ......في ليبيا .......في العراق........في اليمن ......في الصومال......في السودان...في بورما..........في سوريا ............في فلسطين..................الى  المجاهدين  في غزة..............
ونحن نتابع هذه الأيام الأخيرة  مايجري في غزة .........اذ صنعت المقاومة باذن الله ما عجزت عنه جيوش حكام العرب ......صنعت المعجزة .........ضربت بالصواريخ عمق الصهاينة...........وهذا والله لشرف كبير أسقط مقولة -ان مايسمى باسرائيل لا يقهر-صحيح أن مشاهد القتل والدمار  تؤذي وتجعلنا نتألم لمصاب اخوتنا............لم يترك لهم خوفهم التمييز بين صغير وكبير ولاشيخ ولاامرأة ولاصحافي.....حتى الأغصان في غزة تخيفهم...........ولم يتركوا بيتا الاهدموه على رؤوس أصحابه............ومازاد المجاهدون في غزة ذلك الا اصرارا واباء وعزة وتحديا..........
لكن سرعان ما تحركت المصالح  وحب الدنيا و ارضاء المارد الأكبر  بتعلة حقن الدماء...........وهي وعود كاذبة.هكذا تعلمنا  عندما كنا صغارا نلج قاعة الدرس عند المؤدب لنواصل حفظ سورة البقرة.مازالت تلك الآيات قد وعاها قلبي وحفظها ربي في عقلي.قال تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاى حتى تتبع ملتهم.  قل ان هدى الله هو الهدى.  ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لانصير" البقرة 119.
وكأن الأحباب في غزة  قد رفع عنهم الحصار.  وكانوا يعيشون كما يعيش المترفون أبدا......وأنت ترى كثيرا من حكام العرب يهرولون اليوم الى غزة لمساندة اخوانهم هكذا يزعمون    ...........في نفس الوقت تراهم يبيعون  الغاز والبترول .لمن ؟؟للعدو الصهيوني بغية ماذا؟؟بغية تقتيل المسلمين في فلسطين..................انه النفاق بعينه..............ان الذي ينصر قضية المسلمين في فلسطين لايصافح العدو الصهيوني........ولايقبل أن تتخذ  بلاده   مركزا للقيادات العسكرية الأمريكية  ولا يقبل أن يطبع مع الصهاينة....ورأيت في أشبال أبناء غزة  أسودا يعلومننا معنى الحياة...  معنى أن يولد الانسان وهو في رحم أمه مشروع شهادة    ..
ورأيت في نساء غزة الا باء والعزة والعفة والتضحية والصبر والشهامة والمروؤة.خلاف كثير من النساء اللاتي ينفقن أموالهن في العمليات الجراحية وفي التخسيس وفي التفاهات والمظاهر الخداعة..........ورأيت في شيوخ غزة التاريخ يقص حكايات بطولات  الأجداد وينظر بعين حالمة الى المقبل من الأيام.............ورأيت في شباب غزة ما بنقص الأمة كلها .......حب الآخرة وترك الدنيا....
وماآلمني هو أن كثيرا من العلماء والشيوخ   والدعاة  والفقهاء ممن هم في القنوات الفضائية صباح مساء..........اذتعلق الأمر بالجهاد خفتت الدعوة...............ومروا خلسة حتى لايبهرهم وميض البنادق والصواريخ والدبابات والطائرات الحربية الا ما مارحم ربي.............أقولها اخلاصا لله وأمضي....................
يار ب انك تعلم مابقلبي................وما بقلب كل مؤمن............اللهم أحينا شهداء وأمتنا شهداء وابعثنا شهداء .يارب الأرض والسماء
اللهم ان قلوبنا وألسنتنا وعقولنا وجوارحنا مع اخواننا في غزة الاباء.اللهم فك حصارهم.وارحم كبارهم وصغارهم.وانصر يار ب المجاهدين الذين يعلون كلمتك كلمة الحق يارب العالمين...اللهم سدد صواريخ المقاومة.....وأمددهم بالملائكة يا رب العالمين....اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين..........................
                  

                  أخوكم في الله الأستاذ : هشام لطيف
                                                      

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"