بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أغسطس 2011

أخطار تهدد ليبيا الجريحة.........................؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نعم والف نعم نحن ندعم ليبيا ضد الغزو
نكرر : ان الثورة لا يمكن ان تدعم من قبل امريكا واوربا الاستعمارية ودول مجلس التعاون، واذا دعمت حركة مسلحة من هذه الجهات فيقينا انها ردة انموذجية نحو عهد الاستعمار.

ان اسوأ موجه في السياسة هو الحقد ......قائد الثورة الروسية لينين


لم تغب عن بالنا لحظة واحدة حقيقة ان ما يجري في الوطن العربي من احداث محشو بالغام خطيرة جدا، تهدد المستقبل العربي برمته، خصوصا ما يجري في ليبيا. واذا اكدنا ان ما حصل ويحصل في ليبيا يختلف تماما عما حدث ويحدث في تونس ومصر من حيث واقع ما يجري والاهداف الستراتيجية، وهو ما يحاول البعض تجاهله بخلط كل الاوراق، فان ما يجب عدم اغفال النظر اليه هو ان الدور الاستعماري الامريكي في ليبيا واضح جدا وخطير جدا وهو دور يقوم على استغلال عذابات الشباب المنتفض خصوصا والشعب وتضحياته الكبرى عموما في مصر وتونس لاجل تسخيرها لاعادة استعمار ليبيا والجزائر من اجل النفط، وتقسيم اليمن من اجل اكمال الطوق حول مناطق النفط في الجزيرة العربية والعراق والخليج العربي، ومن اجل ضم البحرين الى ايران. اما اذا اغفلنا ذلك فسنجد انفسنا في فم الضبع الامريكي الصهيوني.


لقد تعاملنا منذ البداية مع الاحداث من منطلقين واضحين وبلا غموض : منطلق دعم الانتفاضات في تونس ومصر والعراق، ومنطلق التحذير من الدور الامريكي الخطير الذي يريد تجيير تضحيات الشباب المتنفض لصالح امريكا والكيان الصهيوني. فمن السذاجة وقلة الوعي وغياب التبصر قبول كل ما يجري وكأنه احداث عفوية او عمل وطني خالص، ولذلك فاننا نريد الان اعادة التأكيد على ثوابت البعث والمقاومة الخاصة بما يجري في الوطن العربي وهي ثوابت الموقف الوطني العام الصحيح :

1 – يجب ان نتذكر بقوة ان ما يجري في مصر وتونس يختلف تماما عما يجري في ليبيا، ففي مصر وتونس انتفاضات شبابية وطنية ضد نظامين من اعتى النظم الفاسدة والتي نصبتها امريكا ودافعت عنها وحمتها لعقود من الزمن، لذلك فان اسقاط النظامين مكسب كبير لحركة التحرر الوطني العربية، رغم ان ثمرات اسقاط النظامين لم تقع بعد في يد الشباب او الشعب العربي في تونس ومصر ومازلت المؤسسة العسكرية في القطرين تمسك بزمام الامور مع انها مؤسسة السادات مبارك في مصر ومؤسسة بن علي في تونس في الاطار العام. وبعد التخلص من بن علي ومبارك مازال النظام القديم موجودا بقوة ممثلا بالمؤسسة العسكرية التي كانت حامي النظام وسياساته مثل التطبيع مع الكيان الصهيوني والتبعية لامريكا. اما في ليبيا فان نظام القذافي، ومهما قيل في اخطاءه وممارساته ومهما رفضت وادينت ومهما اثير جدل حوله، فانه نظام ليس عميلا ولا تابعا للامبريالية الامريكية، وهذا فرق مهم لا يجوز تناسيه الان ونحن نواجه خيارات خطيرة.


2 - ان الانتفاضة في تونس ومصر كانت ومازالت سلمية فبالرغم من استخدام النظامين في تونس ومصر للعنف الذي وصل لقتل المئات وجرح الالاف، فان الانتفاضة رفضت الرد على عنف النظام بعنف مماثل. اما في ليبيا فان العنف وصل حدا صادما لكل انسان يحترم ادمية البشر، وقدر تعلق الامر بمن يطلق عليهم اسم (الثوار)، وهي تسمية اول من اطلقها الاعلام الامريكي والتابع لامريكا، فانا شخصيا شاهدت فلمين من قناة الرأي وقناة الجماهيرية تقشعر لهما ابدان كل انسان وتقدمان صورة حقيقية عن طبيعة هؤلاء البشر، ففي الفيلم الاول شاهدت مجموعة من المعارضين للقذافي تجادل في غرفة صغيرة حوال عشرين ليبيا من رجال الامن، وتابعت بدهشة ما كان يجري وانتهت تلك الصورة بذبح بعضهم بالسكاكين و شنق البعض الاخر منهم على اعمدة النور وسط حشد من الناس الذين كانوا يهللون للقتل ويصورون ذلك بالكاميرات! اما الفيلم الثاني فكان عن دبابة للجيش الليبي احترقت بعد اصابتها واحترق الجنود داخلها فما كان من (الثوار) طبقا للتقويم الامريكي، الا ان يخرجوا جثة متفحمة ويمثلوا بها، ووصل الامر حد انتراع قلب الجثة ودوسه بالقدم! هذان المشهدان اللذان رايتهما وتجاهلتهما قناتي الجزيرة والعربية لغرض في نفس يعقوب، ذكراني بما جرى في العراق عقب وقف اطلاق النار في حرب عام 1991 عندما حصل تمرد مسلح في الجنوب مستغلا غياب الجيش وقوى الامن فعاث المتمردون في الارض فسادا وارتكبوا مجازر بشعة ومثلت بالجثث، وقصة قتل الشاعر فلاح عسكر كانت حاضرة في ذهني وانا ارى عملية استخراج الجثة من الدبابة الليبية والعبث بها، اذا ان الشهيد الشاعر عسكر امسك به وملأت معدته بالبانزين بعد قطع لسانه وبدأ اطلاق الرصاص عليه فانفجر جسدة وتناثر ولم تبق هناك جثة!


3 – من المثير للدهشة ان من قام ضد القذافي بدأ ذلك بالهجوم على معسكرات الجيش واستولى على اسلحتها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وشرعوا باستخدامها فورا مما يدل على انهم محترفون عسكريون وليسوا مدنيين عزل، خصوصا اذا تذكرنا ان نظام القذافي حرم حيازة السلاح على مواطنيه واقتصرت الحيازة على القوات المسلحة، لذلك فان السؤال المهم هو كيف حصل ان معارضي القذافي استخدموا اسلحة ثقيلة كالدبابات والمدفعية؟ هل من سيطر عناصر مدربة تدريبا عاليا؟ ومن دربها ولاي غرض؟ ان هذه الملاحظة تضعنا رغما عنا في قلب فرضية قوية جدا وهي ان تلك العناصر دربت في الخارج او انها اصلا من الخارج، لاننا لم نشاهد ضباط وجنود الجيش الليبي الذين انضموا للمعارضة يقاتلون بل شاهدنا مدنيين وبعضهم يرتدي ملابس سلفيين.


4– نتيجة لما ورد في الفقرة 3 فان المواجهة في ليبيا ليست كالمواجهة في تونس ومصر، فالذي يحدث هو حرب دموية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، والحرب في قطر مثل ليبيا تسود فيه القبلية امر خطير جدا ويهدد وحدة ليبيا الوطنية والجغرافية، وهذا امر لم يحصل لا في تونس ولا في ليبيا، وبتأثير ذلك احيت بقوة القبلية والمناطقية – الجهوية – تمهيدا لتقسيم ليبيا الى اربعة ولايات كما اعترفت واشنطن.

نأتي الان الى الملاحظات الاخطر والاهم : فمن البديهي ان انتفاضة او ثورة وطنية لا يمكن ان تكتسب هذه الصفة الوطنية الا بموقف وطني واضح، والموقف الوطني تحديدا هو رفض الامبريالية والاستعمار الغربيين وهما الد اعداء الانسانية اللذان اذاقانا ومازالا يذيقاننا الامرين، كما هي حال العراق وفلسطين، فهل يمكن لثورة وطنية ان تكون مدعومة من الاستعمار الغربي والصهيونية؟ ان من لا يطرح هذا السؤال اما يريد تضليل نفسه قبل الاخرين او انه ساذج ولا يفهم في مبادئ السياسية والوطنية. ومن المؤسف ان مجموعة من الوطنيين العرب اعدت بيانا للتوقيع عليه يدين التدخل في ليبيا ويهاجم النظام لكنه لم يشر لا من بعيد ولا من قريب لطلب المعارضة التدخل العسكري المباشر الامريكي الاوربي مع انه موقف خطير ويحدد هوية المعارضة بدقة تامة ويسلط الضوء الكافي على حقيقة ما يحدث في ليبيا!


ان ما جرى في واقع الاحداث الليبية هو التالي الذي يؤكد ان ما يجري هو تمرد مسلح مدعوم من الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية :

1 - لقد اعلنت امريكا واتحاد اوربا، وهما القطبان التقليديان للاستعمار العالمي، دعمهما لمناهضي القذافي رسميا وعمليا وادى ذلك الى اصدار مجلس الامن قرارا يدين النظام تماما كما فعل المجلس مع العراق تمهيدا لشن الحرب عليه، واستخدم البند السابع الذي يبيح استخدام القوة ضد ليبيا تماما كما حصل للعراق.


2 - تجري الان عملية اعداد جدي امريكي اولاربي لفرض حظر جوي على ليبيا تطالب به المعارضة وتكرر طلبها كل ساعة، بل هناك دعوة لفرض حظر حتى على تحرك الدبابات الليبية داخل اراضي ليبيا، وهذا مشابه تماما لما حصل للعراق والهدف منه تمكين المعارضة من الانتصار على القذافي بعد تجريده من السلاح ومنعه من استخدامه. فهل امريكا واوربا جمعية خيرية تساعد المظلومين وهي التي ذبحت الشعب العراقي ورمته في اسوأ كارثة في تاريخه تماما مثملا فعلت مع شعبنا الفلسطيني بتأسيس الكيان الصهيوني ودعمه وتمكينه من التوسع واخر دعم هو دعم الحرب الاجرامية على غزة؟ هل تدعم امريكا عدوة كل العرب الشعب الليبي ضد القذافي وهي التي تحارب كل العرب في العراق وفلسطين والسودان وغيره؟ ام انها تدعم احتياطيها (الغالي) في ليبيا؟


3 – ليبيا بلد نفطي وهي بذلك تشبه العراق، والقذافي امم النفط وتلك لمن يعرف معنى الوطنية خطوة وطنية عظيمة دون ادنى شك، والان تجري عملية واضحة الهدف منذ بدات المعارضة حركتها المسلحة وهي السيطرة على مناطق النفط من قبلها والدفاع المستميت عنها، تماما كما حاولت امريكا وبريطانيا ان تفعلا في عام 1998 في عملية عسكرية اطلقت عليها تسمية (عملية ثعلب الصحراء) وهي حرب استمرت اربعة ايام كانت تهدف الى دخول العراق من الكويت والسعودية وغزو الجنوب وفرض سيطرتها على حقول النفط ودعم التمرد المسلح بالقوة والذي كانت تنتظره لاجل تقطيع اوصال العراق وتحويله الى ثلاثة دول دولة كردية في الشمال تقام على قاعدة فصل الشمال بالقوة منذ عام 1991، ودولة شيعية في الجنوب تقيمها القوات الامريكية البريطانية، فتعزل بغدا والوسط، ويقسم العراق، ويصبح نفط الجنوب تحت سيطرة امريكا وتتحرك قوات البيشمركة الكردية في الشمال لاحتلال كركوك للسيطرة في نفطها.

لكن عملية ثعلب الصحراء فشلت لان الشعب العراقي بقي متماسكا ولم يحصل تمرد مسلح في الجنوب ونجح الجيش في التحوط في الجنوب ولم تؤدي عمليات القصف الجوي والصاروخي الضخمة والتي استمرت اربعة ايام الى حصول ثغرة تنفذ منها امريكا. والان ما يجري في ليبيا هو صراع على النفط الليبي فامريكا ومعها اوربا تحاول اعادة استعمار ليبيا لاجل اعادة السيطرة على نفطها مستغلة تحرك المعارضة المسلح والذي خلق بيئة مناسبة للغزو، تماما كما فعلت في العراق بعد غزوه في عام 2003 وكانت اول خطوة هي احتلال منابع النفط في الجنوب وقبل التقدم لاحتلال البصرة وغيرها.


4 - نأتي الان الى جوهر الموضوع الذي يحدد هوية معارضي القذافي : لقد كرر من يسمون من قبل امريكا واوربا الاستعمارية ب (الثوار) الدعوة لتدخل حلف الناتو والتدخل الامريكي المباشر وارسلوا وفدا الى عدة دول منها فرنسا لطلب الدعم لهم وطلبوا ايضا فرض مناطق حظر جوي على ليبيا، ورفعوا العلم الملكي وهو علم ليبيا تحت ظل الاحتلال الاستعماري، وملأت المياه الاقليمية الليبية بالبوارج والفرقاطات الحربية الامريكية والاوربية التابعة للناتو، واخذ قادة من يسمون من قبل امريكا واوربا الاستعمارية ب (الثوار) بالذهاب الى تلك السفن الحربية واخذ السلاح وغيره منها، واتصل السفير الامريكي في ليبيا بالقائد العسكري لمن يسمون من قبل امريكا واوربا الاستعمارية ب (الثوار) وهو عمر الحريري، وطلب هذا القائد الدعم الامريكي! هذه حقائق صدرت عن معارضي القذافي وتكررت حد الرسوخ في ذهن المتلقي. والسؤال المركزي هنا هو : هل طلب الدعم الامريكي والاوربي تعبير عن هوية وطنية لمعارضي القذافي؟ ام انهم ينتمون لما اصبح شهيرا باسم (خيار الجلبي)؟ والجلبي هو احمد الجلبي احد زعماء ما كان يسمى (المعارضة العراقية) في الخارج والذي اعلن ب (فخر) بانه لفق اكاذيب وسلمها للامريكيين كي يقنعهم بغزو العراق. ان من يطلب الدعم الامريكي ليس سوى احد منفذي خيار الجلبي.


5 – دعى مجلس التعاوم الخليجي الى فرض منطقة حظر طيران على ليبيا تماما كما فعل هذا المجلس مع العراق في عام 1991، وهذا المجلس تابع لامريكا في كل شيء كما هو معروف وفيه اخطر القواعد الامريكية، مثل قاعدة سيلية المقامة في قلب قناة (الجزيرة) القطرية، والتي انطلقت منها عملية غزوالعراق وفيها اديرت معركة احتلال العراق، فهل هذا مؤشر تقدمي وتحرري ام انه مؤشر على سواد وجه (جلبي) ليبيا؟ وهذا الشيء يقال عن الجامعة العربية التي بادرت بحماس لطلب التدخل في ليبيا وعمرو موسى يصرخ انه سيرشح للرئاسة في مصر وكأنه يريد ابلاغ امريكا بانه سيبقى تابعا لها ومنفذا لكل ما تامره به.


6 – اعترف ساركوزي الرئيس الفرنسي بالمعاضة الجلبية في ليبيا على انها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي رغم عدم اجراء انتخابات لتنال هذه اللقب في حالة فوزها! وهذا الاعتراف مؤشر اخر على للهوية الحقيقية للمعارضة الليبية وتنكشف اهمية ذلك بتذكر ان ساركوزي هو يميني متطرف يدعم السياسات الاستعمارية الامريكية ويدعم الكيان الصهيوني اكثر من اسلافه.


اذن كيف نصنف الصراع في ليبيا؟ من خلال الملاحظات السابقة فان ما يجري في ليبيا هو عمل استعماري خالص وانموذجي استغل اخطاء القذافي لتحشيد ليبيين عاديين وغير عملاء مع العملاء ضده ولكنه سخر رفضهم لاجل تحول العمل الى تمرد مسلح ودموي بشع تستغله الان امريكا للعودة الى ليبيا، وهذا امر لم يعد غامضا ومن يتجاهله اما حاقد تسيره احقاد مدمرة قال فيها لينين (ان اسوأ موجه في السياسة هو الحقد)، او انه عميل لا يريد للناس ان يدركوا الحقيقة فيتحدث عن اضطهاد الناس من قبل القذافي لكنه يجير ذلك من اجل غزو ليبيا وليس اسقاط النظام فقط.

مرة اخرى لابد من التذكير بان المعارضة الوطنية ومهما اختلفت مع النظام في بلدها فانها تصطف مع النظام في البلد ضد الغزو اذا وقع غزو اجنبي خصوصا اذا كان استعماريا، دون ان يعني ذلك انها تتفق مع النظام وتقبل سياساته وانها تنازلت عن تقييمها السابق له. وهنا نذكّر بموقف معارضين عراقيين شرفاء للنظام الوطني في العراق الذي اسقطه الغزو الامريكي - البريطاني عارضوه عقودا وبعضهم حمل السلاح وقاتل النظام من شمال العراق، ولكن حينما اصبح الغزو واضحا وقريبا غيروا موقفهم فورا وتبنوا الوطني الوحيد الصحيح وهو التصالح مع النظام لاجل صد الغزو الاجنبي الاستعماري.


وللتاريخ نذكر بان من المعارضين للرئيس الشهيد صدام حسين السادة عبدالجبار الكبيسي وعوني القلمجي ود. فاضل الربيعي من التحالف الوطني العراقي والسادة د. يوسف حمدان ود. ماجد عبالرضا رحمه الله من الحزب الشيوعي العراق، اما زاروا بغداد للتضامن مع النظام الوطني او عادوا الى بغداد للمشاركة في مقاومة الغزو المتوقع. هذه هي الوطنية، وهذا هو الحد الفاصل بين الوطنية وبين خيار الجلبي. وهذا الموقف هو الذي زاد من قبح وسواد وجه من كان ينتمي للمعارضة العراقية التي دخلت العراق محمية بجزم الاحتلال فاستحقت احتقار الشعب لها، بينما دخل التاريخ موقف كل من الكبيسي والقلمجي والربيعي وحمدان وعبدالرضا كوطنيين سمو فوق جراحات الصراعات القديمة ووضعوا مصلحة العراق واستقلاله فوق اي اعتبار.

وهذا الموقف الوطني لتلك النخبة من وطنيي العراق رايناه يتكرر مع كل الوطنيين العرب المعارضين للنظام الوطني فتدفقوا بالمئات على بغداد يدعمون الرئيس الشهيد صدام حسين بقوة وبلا تردد دون ان يكون ذلك تنازلا عن رايهم في الرئيس والنظام في القضايا الاخرى، فلقد فرضت الاولويات عليهم انزال مناهضة النظام في بغداد لتحت ورفع مقاومة الاحتلال والغزو لفوق.


الان نقول بفخر الثوار الذين يقاتلون امريكا منذ عام 1991 وحتى الان واذلوا امريكا والحقوا بها اخطر هزيمة في تاريخها باننا نقف مع القذافي ليس في علاقته بالشعب الليبي بل في موقفه من الاحتلال، فنحن ضد الاحتلال ونقاتل الاحتلال في كل مكان وليس هناك احتلال محمود واحتلال مذموم فكل احتلال عمل اجرامي يدمر الشعوب وحريتها واستقلالها ويذبح الالاف وربما الملايين كما حصل في العراق. وموقفنا الداعم للقذافي مبني على حقيقة انه الحاكم لقطر عربي معرض للغزو ولذلك لامجال لنا اذا اردنا رفض ومقاومة احتلال ليبيا من دعم القذافي في هذا الامر بالذات وليس في غيره.

اما الموقف من صله القذافي بالشعب الليبي فقد قال قائدنا المجاهد المرابط في ارض الرباط عزة ابراهيم باننا ندعم القذافي لاجل مقاومة الغزو لكننا ندعوه للاستجابة للمطاليب المشروعة للشعب الليبي واعتماد لغة الحوار مع ابناء الشعب لتلبية مطالبهم. هذا هو الخيار الوطني والقومي الوحيد تجاه ليبيا، وهذا هو الذي يمنع اي وطني من السقوط في خيار الجلبي والوقوع في فخ امريكا تحت تاثير العواطف السياسية.

ليبيا واللعب ع المكشوف...//منقول........................؟؟؟؟؟؟؟؟

ليبيا واللعب ع المكشوف


أصبحت خيوط الملعب واضحة المعالم في ليبيا، وأصبح اللاعبون لا يلجئون للتمويه أو التحايل على الحكم وهو الجمهور، بل إن كل خيوط اللعبة إتضحت ولا زالت تتضح يوماً تلو يوم مع تواتر وتسلسل الأحداث في ليبيا، أو بأحداث الثورة التي تشهدها ليبيا وهي حالة مغايرة ومختلفة كلياً عما حدث في تونس ومصر، وما يحدث حالياً في اليمن، والاختلاف هنا في الآليات والأهداف والمسار.
منذ الأسبوع الأول من الثورة الليبية والأمور تتشابك في دائرة حلقاتها مفقودة، حيث تسارعت وتيرة الأحداث نحو منحى أعاد للأذهان المشهد العراقي كما وأسلفت في العديد من المقالات السابقة بأن ما يحدث في ليبيا مغاير لما حدث في تونس ومصر وما يحدث الآن في اليمن.
فمنذ أن بسط الثوار سيادتهم ونفوذهم على بنغازي وبين ليلة وعشاها ظهرت مئات الأعلام والرايات الليبية القديمة التي تعود للعهد الملكي، وهو ما لفت النظر إليه بشدة، وترك العديد من التساؤلات المشفوعة بالريبة والشك، أضف إليها هرولة البدلوماسيين الليبيين في الغرب لإعلان البراءة من نظام القذافي، ولحق بهم مفارز السيادة الحكومية الليبية كوزير الداخلية، وقادة الجيش والعديد من الشخصيات المؤثرة في السياسة الليبية، وكذلك بدء التدخل الدولي من خلال التسارع في استصدار القرارات الدولية، واقتراح بعض المشاريع السياسية الدولية تحت جنح المحكمة الجنائية والحظر حتى تعالت وأصبحت تطرح موضوع التدخل العسكري، ودعوة بعض قادة ما يسمي المجلس الوطني المؤقت في بنغازي لتدخل عسكري من قبل هيئة الأمم المتحدة، وتحول مسار الثورة في ليبيا من مسار سلمي شعبي شبابي حاز على تعاطف الجميع إلي مسار عسكري مسلح بين قوتين تمارسان عملية الكر والفر وأطماع السيطرة والحسم وهو ما أدي إلي إنطباع بأن هناك تدخل عسكري مبطن في الحالة الليبية من قوى خارجية، تستهدف السيادة الجغرافية والسيادية لليبيا وهو ما إنعكس على يقين بعض فئات الشعب الليبي فحول إلتفافها ودعمها لعقيد ليبيا الذي أصبح أكثر تماسكاً وقوة في الفترة الأخيرة. وهو ما يفسر بأن هناك حالة تخوف لدى من لا يؤمنون بالنوايا الأمريكية تجاه الأمة العربية، وعزز لديهم الشك باليقين بأن ما يحدث في ليبيا مغاير لما حدث في تونس ومصر، وأن هناك مخطط يستهدف ليبيا جغرافياً واقتصادياً.
في خضم هذه الحالة كان موقف جامعة الدول العربية من أحداث ليبيا حيث سارع الأمين العام عمر موسى لإعلانه عن تجميد عضوية ليبيا وهو ما لم يحدث مع تونس ومصر، ولم يحدث حتى راهن اللحظة مع اليمن والبحرين وعُمان، أو ما يحدث مع العراق التي لم تحرك الجامعة العربية مما يحدث به بل إنها لم تعلن عن نقل القمة العربية المحدد لها ببغداد، بل أجلتها تحت ضغط الأحداث التي تدور في أرجاء منطقتنا العربية، بالرغم من أن عقد القمة في المنطقة الخضراء هو تكريس للاحتلال الأمريكي للعراق، وتأكيد على شرعية هذه المنطقة التي صنعها الاحتلال لعملائه. ولا زالت تمارس نفس الدور الصامت الذي مارسته مع تونس ومصر، وهو ما يطرح بعض التساؤلات لدى العديد من ابناء الأمة العربية.
الاتجاه الآخر الذي لا أثق به شخصياً وهو ما عمق لدى الشك والريبة الموقف الخليجي عامة، والقطري خاصة وما صرح به وزير خارجية قطر أمس حول ليبيا، وشرعية نظامها، وهو موقف ليس نتاج مشاعر شخصية بل نتاج مواقف سياسية قطرية في المنطقة والدور المشبوه الذي لعبته مو مواقفها وسياساتها من القضايا العربية بدءاً من موقفها من احتلال العراق وتسهيل تدميره باستضافتها للقواعد الامريكية، وكذلك موقفها السلبي في تكريس الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، وكذلك تكريس الانقسام العربي بين مولاه وومانعة، أضف لذلك علاقاتها المشبوهة بالكيان الصهيوني ونوعية هذه العلاقة، وحجمها وهو ما يعزز مفهوم المؤامرة في تدخل قطر باي قضية تتدخل فيها، لأنها تمثل دور الجزرة لأمريكا في المنطقة، ودورها بمضمونة لا يختلف عن الدور الإسرائيلي مع اختلاف اللهجة والرداء، ولذلك أنظر لتصريحات وزير خارجيتها بمنطق الريبة والخشية على ليبيا.
إذن ما يحدث في ليبيا يتطلب منا إعادة النظر في قراءة المشهد، وإعادة صياغة المفهوم الثوري الذي نصبوا إليه وفق رؤيتنا وفهمنا للمفهوم الثوري الشعبي الذي حرر تونس ومصر من أنظمة الفساد، أما المفهوم الثوري الذي يحاول خلق عراق آخر في منطقتنا العربية من خلال ليبيا فهو مفهوم يحتاج اليقظة والحرص وإعادة النظر في تفهمه والتعامل معه.
فثوار ليبيا أخطأوا أخطاء استراتيجية وخطيرة في تحويل مسار ثورتهم الشبابية الشعبية إلى مواجهة عسكرية فتحت منافذ وآفاق تتسلل منها قريحة الولايات المتحدة الأمريكية لالتهام بلد عربي آخر غني بالثروات وذو أهمية جغرافية، وهو الشيء الذي لا يمكن استصاغته أو قبولة بأي حال من الأحوال، بل إن دكتاتورية القذافي وفساد واستبداد نظامه لا يبرر السماح للولايات المتحدة بالتسلل إلي ليبيا تحت مرآي ومسمع منا بثوب المنقذ، فتجربة العراق لا زالت ماثلة أمامنا ولا زال العراق يرزح تحت نير ديمقراطيتهم المخادعة.
من هنا علينا استدراك ما يحدث في ليبيا، واستدراك قراءة المشهد والسيناريو جيداً وإلا سنجد أنفسنا نبحث عن تحرير فلسطين – العراق – ليبيا.




الدور السيء الذي لعبته قطر في احتلال ليبيا من قبل الناتو../منقول...

الجنون بعينه حينما صدّقت قطر نفسها أنها دولة.. الرئيس الأسد للمستشار الخاص لأمير قطر: لا مساومة على الثوابت السورية.. بقلم فاديا جبريل

(فاديا جبريل)

في إحدى زيارات الاستجمام لأمير قطر وعائلته إلى سورية، والتي دامت إحداها 15 يوماً، حاول أثناءها الشيخ حمد إدخال عدة شركات قطرية للاستثمار في سورية، إلا أن الردّ السوري كان أن من يعمل على الأراضي السورية من شركات استثمارية عليها أولاً أن تحلّ الإشكالات التي تحيط بعملها، وخاصة فيما يتعلّق بمشروع ابن هاني الذي تستثمره الديار القطرية..

القطريون حينها لم يستوعبوا أن سورية يحكمها منطق الدولة والمؤسسات لا العلاقات الشخصيّة، حتى تعِد وتتعهّد لهذا وذاك بمنحه مشروعاً استثمارياً في هذه المنطقة أو تلك، والذي يتابع الإنجازات خلال العقد الأخير سيدرك ذلك بكل وضوح، ويعرف أن سورية لم تكن ولن تكون "إمارة أو مقاطعة" لأحد إلا للسوريين أنفسهم الذين يعود لهم وحدهم القرار في البحث عن مشروعات تحقّق مكاسب اقتصادية واستثمارية.


في مراحل سابقة جاء المسعى السوري، ومن منطلق وطني وقومي، لحشد أطراف وقوى مساندة للمقاومة في ظل الموقف السعودي الرافض لنهج المقاومة، مبرراً في إعطاء تلك الإمارة دوراً تلعبه في قضايا الشرق الأوسط، إذ لم تستطع أن تخرج عن كونها "حاملة طائرات" أمريكية، وأن أمراءها ليسوا إلا موظفين إداريين وخدماً على تلك الحاملة.


وأيضاً لم يستوعب القطريون مسألة هامة أن سورية حينما تعطي دوراً لدولة ما، لن يكون ذلك على حساب المصالح السورية ولا على حساب العلاقات السياسية التي تربطها مع باقي الدول العربية.


وفي مرحلة أخرى اختارت سورية، وأيضاً من منطلق القرار العربي الموحّد، أن تعطي دوراً لقطر في حلّ الأزمة اللبنانية التي أعقبت حرب تموز، فكان "اتفاق الدوحة" كما أفلحت المحاولات السورية في إضفاء صبغة المقاومة على السلوك القطري، غير أن العقلية التي تحكم أمراء قطر جعلتهم يقفزون فوق الحقائق ونطاق المتاح ليتمدّدوا في مساحة سياسية لا تستوعبها الجغرافيا القطرية، التي لا تملك عمقاً ووعياً سياسياً واستراتيجياً وتاريخاً يؤهلها لتكون دولة فاعلة إقليمياً وعالمياً.


فقد تمدّد جنون العظمة القطري ليطال معادلة الـ"سين سين" والطلب بوقاحة أن تأخذ قطر دور الآخرين، ومحاولاتها المستميتة مع السوريين ليتركوا لها حلّ أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، ولكن السوريين بثبات مواقفهم وسياستهم التي يحترمها القاصي والداني، أبلغوا القطريين أن لا مجال للدور القطري، فالعلاقات السورية السعودية ليست بهذا السوء الذي يدفع دولة باحثة عن أي دور، حتى مجرد الحضور، للدخول في مفاصل وتفاصيل هذه العلاقة.


كما دخل جنون العظمة لحكام قطر مراحل أخرى ظهرت في الأزمة الليبية والدور القطري المشين في جامعة الدول العربية الذي أعطى الغطاء للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا، والذي عبّرت سورية عن رفضها الشديد له ولأي نوع من أنواع التدخل في الشؤون الليبية.


هذه المواقف والثوابت السياسية السورية لم تستوعبها دولة قطر الوليدة، بل إن الذهنية التي تحكم "مشايخ" قطر جعلتهم يتعامون عن الوقائع والتحوّلات الجارية ليسبحوا في حالة وهمية رسمها لهم الأمريكان والصهاينة عن قدرة الإمارة على تغيير وجه المنطقة العربية، باستثمار نفط ليبيا وتقسيم مصر، والتآمر ضد سورية بدور لا تستوعبه الجغرافيا القطرية كما ذكرنا.


اليوم يبدو القطريون وكأنهم في سباق مع الزمن، تمثّل بحدة الهجمة القطرية عبر قناتها "الجزيرة"، والتي تزداد شراسة وعنفاً وإرهاباً وتحريضاً، والتي كانت مبنيّة على معلومات سوّقها بعض مرتزقة السياسة ومدمني التآمر في بعض الدول المجاورة أن النظام السوري سيسقط على أبعد تقدير في الجمعة الثالثة "جمعة الغضب"، وإن لم يسقط النظام تكون سورية قد دخلت حرباً طائفية لا تبقي ولا تذر، وفي كلتا الحالتين تكون قطر قد حدّدت كمية الغنائم التي يستحقها الدور القذر الذي لعبته.


هي قراءة غبيّة جاهلة لأمراء "أغرار" في السياسة، فسورية بشعبها وقيادتها صمدت وهي المتمرّسة والمعتادة على مواجهة وإجهاض المؤامرات ومحاولات الفتنة، والمحصّنة بوعي الشارع السوري.. وشعبية الرئيس الأسد التي قلبت الطاولة وخلطت أوراق المتآمرين أدخلت قطر ومن حولها في مرحلة للبحث عن المخرج. لذا أتت زيارة ولي العهد القطري غير المعلنة إلى دمشق في محاولة لإيصال عتب "الأمبرطورية القطرية" على القيادة السورية، وفي جلسة دامت لأكثر من ساعتين نُقل عتب أمير قطر على عدم مساندة سورية للدور القطري في ليبيا، والذي كان المأمول منه جني فوائد كبيرة من نفط وعائدات، أي بمعنى تقسيم الغنائم، إلا أن الجواب السوري الحازم والجازم كان: إن ما يحدث في ليبيا هو أكبر منكم بكثير، وإن ما يجري سينعكس سلباً عليكم والأيام القادمة ستحمل تلك الحقيقة بكل وضوح.


هذا الرد والزيارة أعقبه هجوم إعلامي غير مسبوق من "جزيرة حمد" على أمل مفقود في تليين الموقف السوري، ليسمع القطريون عبر وزير الخارجية حمد بن جاسم أثناء زيارة جسّ النبض لمعرفة أحوال القيادة تكراراً لما سمعه ولي العهد القطري.


إن غباء "أغرار" العمل السياسي وازدياد شراسة الحملة التخريبية، وتكشّف حجم المؤامرة، ما هو إلا انعكاس لحالة فقدان التوازن لدى المتآمرين، وسط الصمود السوري وقدرة السوريين على فضح المؤامرة ومراحلها، والتي ستكون إحدى نتائجها عودة قطر إلى حجمها الطبيعي، هذا القلق ازداد بعد الزيارة الاستطلاعية التي قام بها عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، حيث تبيّن فيها حقيقة ما تمتلكه سورية من الحقائق ومقومات المواجهة، وأن القادم من الأيام لن يكون في صالح من شارك في المؤامرة على سورية، كما استدعى هذا الأمر زيارة غير معلنة للمستشار الخاص لأمير قطر والذي سمع ما مفاده أن سورية أحبطت المؤامرة وأنها ماضية في الإصلاح، وأنها لن تقبل أي مساومة على الملفات المطروحة من دعم المقاومة والعلاقة الإستراتيجية مع إيران.


المرحلة القادمة ستحمل عناوين عدة، أكثرها محاولات قطر للخروج من المأزق السوري عبر التنصل من الدور القذر للجزيرة الذي أدّته وافتضح على الملأ، والعمل اليائس للفصل بين الجزيرة والموقف القطري الذي عبّر عنه وبرّره ولي العهد القطري أكثر من مرة. وأكده تالياً السفير القطري بدمشق بقوله لأوساط مقربة "إن الجزيرة رح تخرب بيتنا".


أخيراً جنون العظمة أفقد حكام الدوحة صوابهم، حتى ما عادوا يرون الحقيقة أن من صنع منهم دولة وأعطاهم أدواراً أثبتوا أنهم لا يستحقونها، بإمكانه أن يعيدهم إلى المربع الأول "حالة اللا دولة" وأن المشيخات والقبائل عندما تقرّر أن تقيم دولة عليها أن تبدأ من الداخل لا أن تتمدّد أفقياً وعمودياً وهي تفتقر لمقومات هذا التمدّد.


نقلاً عن موقع "جهينة نيوز"

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"