بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 يناير 2011

تونس الأبية....تونس العصية...تونس العزة.......

بسم الله الرحمن الرحيم : "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ولكن لاتشعرون।ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم و رحمة وأولئك هم المهتدون"
الى كل تونسي أبي
الى كل مسلم
الى كل أحرار العالم
دعوني يا أحبابي أترحم على كل الشهداء من أبناء وطني :اللهم تقبلهم شهداء يا رب العالمين ।اللهم ارحمهم واعف عنهم।وارزقهم الفراديس।
يا رب العالمين.....
لقد صنع الشباب ما لم يصنعه المثقفون।لم ينتظر الشباب كثيرا حتى ينتظم في أحزاب أو في مؤسسات المجتمع المدني.....!!! بل هب هبة واحدة يردد بصوت واحد "هذه هي السنة الدولية للشباب" ولابد لي أن أفعل شيئا لبلدي ....لحريتي المهدورة....قد يلتقي الخبز مع الحرية والكرامة....لكن الكرامة لا تعوض.......قد قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ا"
هكذا قالها أمير المؤمنين لعمرو بن العاص رضي الله عنهما।
ثم ما لبث أن نزل كل الناس....كل الناس ॥من أفراد بلدي......الى كل مدينة ...الى كل قرية....الى كل حي .....الى كل نهج ....يرددون قصيد
أبي القاسم الشابي
"اذا الشعب يوما يريد الحياه
فلا بد أن يستجيب القدر...
ولابد لليل أن ينجلي .....
ولابد للقيد أن ينكسر...."

أبو القاسم الشابي الذين حفظنا أشعاره ونحن صغار ।وفقهنا معناها ونحن كبار
"أنا ياتونس الخضراء قد سبحت
في حبك أي سباحة
شرعتي حبك العميق............
واني قد تذوقت مره وقراحه
لست أنصاع للواحي..........
فدماء العشاق دوما مباحه...
وبطول المدى تريك الليالي॥
صادق الحب والولاء وسجاحه।
وها نحن في منعرج خطير من تاريخ الشعب التونسي الحديث ان الشباب يا ساسة البلاد لا يريدون لتونس الا الخير: يريدون الحرية المسؤولة...يريدون الديمقراطية......يريدون تعدد الأحزاب.......يريد حرية الاعلام والصحافة.......يريدون استقلالية القضاء......يريدون أن لا يخرج القرار عن سيادة الشعب التونسي......فلا مزايدات......ولااقصاء لأحد.....تونس لكل التونسيين.......وكل من تخول له نفسه أن يتجاوز القانون عليه أن يقبل "تطبيق القانون"...... يريدون " حكومة وحدة وطنية" تمثل كل الأطياف والحساسيات و الأحزاب للشعب التونسي.
أدعو اخواني التونسيين أن نقبل بعصنا البعض। فلا كراهية ولا نقمة ولاحسد ولا شماتة ولاقتل ولاسفك للدماء।انما محبة وتعاون و تآزر। هكذا علم النبي االكريم صلى الله عليه وسلم صحابته। وهكذا أدبهم رضوان الله عليهم.
وفيما تتسارع الأحداث سيدخل" الغرب "على الخط اذا شعر" الغرب" أن الشعب التونسي لم يفقد القرار।بل قراره بيد شعبه تترجمه الحكومة المقبلة الوطنية ان شاء الله والبرلمان الذي يمثل حقيقة الشعب التونسي।وأناعلى يقين من أن لسان حالهم يقول دع الأمر يزداد سوءا حتى نجد" الحصان الأسود" الذي يحقق مصالحنا ويؤمنها।وباءذن الله سيصنع الشعب التونسي ربيع كرامته واصرار ا رادته।وسيعلم كل العالم أنه من يخون وطنه لايكون أهلا لأن يقود وطنه........
اللهم احفظ بلدنا تونس.....
اللهم اجعل تونس أمنا أمانا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين...
اللهم ارحم الشهداء يا رب العالمين وسائر المسلمين.........


الجمعة، 7 يناير 2011

الطفل في الاسلام/2

حقوق الطفل في الإسلام :

1 ـ على الأب أن يحسن اختيار أمه :
في اتفاقية حقوق الطفل لا يوجد أبداً إشارة إلى أن من حقه أن يكون ابن أبوين ، أربعون بالمئة من الأطفال لقطاء ، لا يوجد إشارة بالقانون والاتفاقية إلى أن هذا الطفل من حقه على مجتمعه أن يكون له أب يعترف به ، وأم تعتني به ، اللقطاء بحدائق الجامعات في بلد غربي ثلاثمئة وخمسين ألفاً ، بينما في بلد كبلدنا المسلم الذي فيه بقية مروءة ، بقية عفة ، أربعون حالة فقط ، هذا فضل الدين ، فضل الانضباط ، فضل الحياء ، فضل العفة ، لنا ميزات لا يعرفها إلا من غادر هذا البلد ؛ تماسك الأسرة ، الأب مقدس ، مرة حدثني أخ كريم سافر إلى باريس رأى شاباً على نهر السين ساهم الوجه قال له مالك وما تتمنى ؟ قال له أتمنى أن أقتل أبي ، كإنسان مسلم صعق ، لما ؟ قال أحب فتاة فأخذها مني ، أما آباء المسلمين همه الأول تزويج أولاده ، همه الأول يبيع بيته في دمشق ليسكن خارج دمشق كي يزوج أولاده ، أنا أتمنى على الأخوة الكرام لا تغفل عن ميزات المسلمين ، تتمتع بتماسك أسري ، الأب مقدس ، الأم مقدسة ، الأولاد مقدسون ، لذلك أول حق للطفل على أبيه أن يحسن اختيار أمه .
2 ـ حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان كي يستطيع أن ينمو :
الآن لا يوجد بأي اتفاقية طفولة حقوق للجنين ، حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان ، وهو شهر الصيام ، وهو ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، أن تفطر إذا كانت حاملاً أو مرضعاً ، هذا حق للجنين كي يستطيع أن ينمو ، وكي يستطيع بعد الولادة أن يرضع ، إذاً سمح للأم أن تفطر من أجل جنينها إن كانت حاملاً ، ومن أجل وليدها إن كانت مرضعاً ، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لا تجني أم على ولدها ))
[النسائي وأبو يعلى وأبو نعيم عن طارق المحاربي]
3 ـ عدم إسقاط الجنين :
أيها الأخوة ، حينما يؤذى الصغير يحاسب عنه الكبير ، الآن من تعدى على الجنين فأسقطه فعليه دية ، دية ، شيء بسيط يقول لك عملت كورتاج إجهاض ، وكل مؤتمرات السكان تدعو إلى الإجهاض الآمن ، يعني تحمل فتاة تذهب إلى مستشفى تطلب عملية إجهاض دون أن تسأل لماذا زنت ؟ مثلاً ، الإجهاض عندنا ممنوع في الإسلام بل إن إسقاط الجنين يوجب دية لأنه أزهق نفساً .
أيها الأخوة ، في حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها ، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى بدية للجنين .
لا يوجد بأي اتفاقية أن إنساناً أساء لامرأة فمات الذي في بطنها عليه دية ، دية قتيل .
أيها الأخوة ، الحامل إذا شربت دواء فألقت الجنين فعليها الدية والكفارة تدفع إلى ورثة الجنين ، الآن الحامل إذا ماتت وفي بطنها جنين ما الذي ينبغي أن نفعله ؟ ينبغي أن يشق بطنها طولاً وأن يخرج منه الجنين

4 ـ حفظ حق الجنين في الميراث إن مات والده و هو لم يولد بعد :
الآن مات أبوه ترك أموالاً يا ترى هذا الجنين ذكر أم أنثى ؟ لو أنه أنثى وحيدة تأخذ نصف المال ، قال : يفرض أن تكون أنثى حفظاً لحق الجنين ، الورثة يقتسمون الإرث على أن الذي في بطن الأم أنثى لأنه أعلى نسبة لها ، فإذا جاء ذكراً وزعوا الفرق على البقية ، هذا من أحكام توزيع الإرث .
5 ـ حق الطفل في النسب :
أيها الأخوة ، أما السقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، أما إذا نفخ فيه الروح يغسل ويصلى عليه ، احتراماً للسقط هكذا جاءت الشريعة ، الآن المولود ولد أولاً ينبغي أن يحنك ، أن نأتي بتمرة نأخذ قطعة منها نحنك بها فمه ، كي يذوق طعم الحلو مع قراءة الفاتحة والإخلاص وما شابه ذلك ، ثم يدعى له بالبركة ، الآن أهم حقٍّ حقه في النسب


6 ـ عدم الشك بنسبه أو رفضه :
أيها الأخوة ، الطفل حينما يكون له أب وأم مع الحليب يرضع الرحمة والحب للمجتمع ، أما هذا الذي يقسو على الناس قسوة لا حدود لها ، هذا الذي يقصف ليدمر شعوباً لعله لقيط ، لعله لم يذق طعم الحنان ، صدقوا أيها الأخوة حدثنا أستاذ في الجامعة قال : لو أن الأم أرضعت ابنها بقسوة لكان المولود قاسياً ، يشرب الحنان مع حليب أمه فإذا كان في المجتمع أربعون بالمئة من المواليد لقطاء أين الرحمة ؟ الآن القوي يذبح الضعيف بالعالم كله ، والغني يأكل الفقير ، لا يوجد رحمة أبداً ، ومن أجل حسم الخلافات جاء الحديث الشريف :
(( الولد للفراش ))
[مسلم عن أبي هريرة]
مادامت زوجتك وهذا فراشك فالذي ولد هو ابنك ، ولو كنت أبيض اللون وهو أسود ، وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول تعلم علم الوراثة ، فحينما ولد لإنسان غلام أسود عرض بأمه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : لعل ابنك هذا نزعة عرق فخرج لجد قديم من أجداده .
موضوع الشك والاتهام الولد للفراش والذي يرفض ابنه يكفر ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده ، هذا الذي يدعي نسباً لا يعرفه أو يجحده كان كافراً ، أما في العالم الغربي شاب أحب فتاة استأذن والده في الزواج منها ، قال له : لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري ، أبوه كان زير نساء ، فلما أحبّ ثانية قال يا أبي هذه فتاة أحببتها ، قال له : أيضاً هذه أختك وأمك لا تدري ، الثالثة كذلك فضجر من أبيه ، وشكا إلى أمه ، قالت له : خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري ، هذا العالم الغربي نراه قبلة لنا نقلده ، نراه الحضارة .
أيها الأخوة ، والله أحياناً يخجل الإنسان أن ينتمي لهذه المجتمعات ، كفى كفراً بامرئ ادعى نسباً لا يعرفه ، أو جحده وإن دق كفر ، إذا رفضت ابنك ، أحياناً يكون زواج خارج المحكمة يقول ليس ابني ، يعرف بماذا يتكلم أمام القاضي ؟ لا يوجد دليل ، هذه العقود خارج النطاق الشرعي لها مشكلة ، إذا قال ليس ابني انتهى الأمر لأنه لا يوجد دليل

7 ـ حق الطفل في الرضاعة

على كل أم أن ترضع ابنها لأن الثديين هدية من اللهتعالى :



أيها الأخوة ، يرضعن أولادهن صيغة جاءت في معرض الخبر بمعنى الأمر ، أيتها الوالدات أرضعن أولادكن ، لذلك الفرق بين الإرضاع الطبيعي والصناعي فرق كبير جداً ، أكثر الأطفال الذين يرضعون صناعياً كحليب البقر يصابون بآفات قلبية ووعائية حينما يكبرون ، لأن حليب البقر فيه خمسة أضعاف الحموض الأمينية التي في حليب الأم تتبدل نسبه في أثناء الرضعة الواحدة ، يبدأ بأربعين بالمئة دسم وستين بالمئة ماء ، ينتهي بستين بالمئة دسم أربعين بالمئة ماء ، معقم ، بادر في الصيف دافئ في الشتاء ، فيه مواد حافظة ، فيه مواد تمنع التصاق الجراثيم بالمعدة ، أكثر الأمراض الإنتانية بسبب الإرضاع الصناعي

حتى إن كل معمل حليب للأطفال أُلزم أن يكتب لا شيء يعدل حليب الأم

العقاب الإلهي للنساء اللواتي أبين إرضاع أولادهن ورم خبيث في الثدي :



بالمناسبة أكثر حالات سرطان الثدي تصاب به نساء أبين إرضاع أولادهن من أجل شكلهن ، فالعقاب الإلهي ورم خبيث في الثدي ، أما فطام الابن لا يمكن أن يكون قراراً من أمه وحدها ولا من أبيه ، قرار مشترك بالأحكام الفقهية .
ولما سيدنا عمر حرس قافلة سمع بكاء طفل فنبه أمه ، فبكى ثانية نبه أمه ، فبكى ، فغضب : قال : أرضعيه ، قالت ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال ولما ؟ قالت لأن عمر لا يعطي العطاء إلا بعد الفطام ، تروي الروايات أنه ضرب جبهته وقال ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ وصلى الفجر في أصحابه لم يفهم أصحابه قراءته من شدة بكائه ، لكنه دعا فقال يا رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها ؟
ماذا اتهم نفسه ؟ كم قتلت من أطفال المسلمين ، لأنه أعطى التعويض العائلي على الفطام لا على الولادة ، ثم أمر أن يكون التعويض فور الولادة .
8 ـ أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه :

حقه في التسمي في أمر نبوي أن يحسن الأب اختيار اسم ابنه ، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام غيّر بعض الأسماء واحدة اسمها عاصية قال : بل أنت جميلة ، شخص اسمه أصرم قال له : أنت أزرع ، غيّر النبي عليه الصلاة والسلام الأسماء ، من حق الابن على أبيه أن يختار له اسم يتباهى به ، ثم يعق له أي يذبح عقيقة تكريماً لهذا المولود ، ولإشعاره أنه كبير يسن أن يكنى بكنية ، يا أبا عمير ، طفل صغير يلعب بعصفور ، يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ تذبح له عقيقة وتختار له اسماً حسناً وتكنه .
أيها الأخوة ، ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره ذهباً إكراماً له ويغتل الذكر وجوباً ، كلها أحكام شرعية .
9 ـ حقه في الحضانة :

حقه في الحضانة ، الولد يحتاج إلى حنان ، إلى عطف ، إلى رعاية ، والشريعة قد كفلت له ذلك ، حضانه حتى يستقل بأمره ، يحفظ ويوقى من جميع الأضرار والشرور ، والأم هي الحاضنة الأولى ، وقد نصّ عليها في التشريع الإسلامي وفي حال السفر يختار له أفضل امرأة بعد أمه كي تكون حاضنة له ، هناك ترتيب جاء به الفقهاء الأم أولاً ، ثم أمهات الأم ، ثم الأب ثم أمهاته ، ثم الجد ثم أمهاته ، ثم الأخت من أبوين ، ثم الأخت من أب ، ثم الأخت من أم ، ثم الخالة ، ثم العمة ، ثم الأقرب فالأقرب .
حقه في الحضانة امرأة ترعاه ، تعتني به ، تحبه ، تقبله ، تشمه ، تضمه ، تطعمه ، تنظفه من حقه ، حدثني طبيب في شيكاغو أقسم بالله في ليلة واحدة ليلة الأحد هو كان في مستشفى بشيكاغو طبيب إسعاف ، الآن طبيب أطفال كبير في دمشق ، قال لي والله خمس عشرة حالة أطفال ضربوا بآلات حادة من آبائهم وأمهاتهم لأنهم نغصوا عليهم ليلتهم ، فجيء بهم إلى المستشفى ، الآن في العالم الغربي الطفل الصغير يضرب يضغط على الصفر ، تأتي الشرطة يشتكي على أبيه وأمه من قسوتهم ، من بعدهم عن الله ، من سوء تربيتهم ، هذا القانون ليس لنا هذا لغيرنا ، أي طفل في أستراليا أو أوربا في صفر أو واحد تأتي الشرطة يأخذون الأب يحاسبونه ، وقد يأخذونه منه لستة أشهر ، أطفالنا المسلمون في حفظ ، وحماية ، ورعاية ، وحضانة ، وكفالة ، والنبي الكريم قال لأم أنت أحق به ما لم تنكحِ ، إذا تزوجت تأت امرأة أخرى ، ما دام أنت غير متزوجة وانفصلت عن زوجك أنت الحاضنة الأولى .
هل تصدقون أن النبي عليه الصلاة والسلام استشار طفلاً نفسه ، سأله من تريد اختر ؟ فاختار الابن أمه ، يعني النبي عليه الصلاة والسلام استشار الطفل بالسنة السابعة مع من تحب أن تكون ؟ حتى السابعة من حق أمه حصراً لكن بعد السابعة يستشار ، مرة اختار الابن والده ، قالت الأم للقاضي سله لما اختار والده ؟ فسأله القاضي ، قال أمي تأخذني إلى تحفيظ القرآن والمعلم يضربني ، أما أبي يدعني ألعب مع الصبيان ، فأمر القاضي أن تكون الأم هي الحاضنة .
10 ـ حقه في النفقة عليه :

حق النفقة عليه ، أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، أحياناً يقول الناس العمل عبادة ، أنا أؤمن بهذا الكلام ، إذا كان الشاب اشتغل ، وهيأ مالاً لأولاده ، أطعمهم ، ألبسهم ، أكرمهم ، أي جعلهم يحسون أنهم في بحبوحة ، وفي جنة عمله هو عبادة ، أما أب كسول لا يعمل ، ما معه شيء دائماً ، فأولاده خرجوا من حاضنته ، التصقوا بأصدقائهم الأغنياء ، فالإنسان حينما لا ينفق على أولاده يخسرهم ، من هنا كان العمل عبادة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ))
.
[ أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]

11 ـ حق الطفل في المساواة بينه و بين إخوته :

يطعمه لكن لم ينتبه إلى دينه ، ولا إلى إيمانه ، ولا إلى أخلاقه ، ولا إلى عقيدته ، بل إن زكاة الفطر تجب على الصغير ، بل تجب على الجنين في بطن أمه ، والإسلام يهتم بمشاعر الصغار ، فأمر بالعدل التام بين الأولاد ، ليس للأب حق أن يُقبّل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضحك بوجه واحد دون الآخر ، ولا أن يحمل واحداً دون الآخر ، ولا أن يضم واحداً دون الآخر ، إلى هذا المستوى ، اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم .
12 ـ حقه في التربية :

له حق التربية ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ))
.
[ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا]

(( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )) .
[ أحمد و البيهقي و الدار قطني عن عمرو بن شعيب]
هناك أب عاتب ولده لأنه كان عاقاً ، فقال الولد : يا أبتِ إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً ، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً ، والجزاء من جنس العمل ، حينما ترعى ابنك في الأعم الأغلب بقناعتي تسعة وتسعين بالمئة إلا بحالات نادرة جداً يكون ابنك باراً بك ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يُعلم الصغار :
(( احفظ الله يَحْفَظْك احفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... )) .

[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
(( يا غلام سمِّ الله وكُلْ بيمنك وكل مما يليك ))
.

[ صحيح عن عمر بن أبي سلمة ]
أحياناً يكون إنسان بدعوة مع أولاده يتلقطون اللحم فقط ، فيحرج الأب إحراجاً كبيراً ، النبي عليه الصلاة والسلام رأى غلاماً تطيش يده في الصفحة قال له :
(( يا غلام سمِّ الله وكل بيمنك وكل مما يليك ))
.

علّم الطفل إن علمته تحبه ، إذا ما علمته تكرهه .
13 ـ حقه في الملاطفة و المداعبة :

هناك حق آخر عجيب حقه بالمداعبة والملاطفة ، الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن ، فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت واحداً منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من لا يَرحم لا يُرحم ))

[ البخاري و مسلم عن أبي هريرة]
أيها الأخوة ، كان النبي عليه الصلاة والسلام ، ينطلق من مسجده إلى العوالي ، يعني بآخر المدينة إلى ظئر إبراهيم مرضعة ولده ليُقبله ثم يرجع .
من ينتقل من المهاجرين إلى المخيم يركب ساعة ونصف ، يُقبل ابنه ويرجع هكذا النبي علمنا ، كان يأخذ الحسن بن علي والحسين فيقعدهما على فخذه يلاعبهما ويحملهما وحمل أمامة بنت زينب في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها .
مرة أطال السجود حتى خشي الصحابة شيء لعل النبي مات ، فرفع واحد رأسه فوجد النبي يصلي ساجداً والولد على ظهره ، فلما انتهت الصلاة سألوه وأخبرهم ، قال : إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله ، هذا أكبر داعية في الأرض ، أعظم نبي ، أكبر قائد ، يرتحله ابن ابنته على ظهره وهو في الصلاة ليؤخر السجود إكراماً له .
14 ـ حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه :

أيها الأخوة ، الآن حقه في الحفاظ عليه وعدم لعنه وسبه والدعاء عليه ، مما يدعو الآباء على أولادهم الله يعدمني إياك ، هذا الكلام القاسي لماذا ؟ أسمعه كلمة طيبة ينشأ الطفل مؤدباً ، ينشئ الطفل على حب ، اجعل البيت جنة ، هدئ حالك ، كن حليماً ، هذا السباب والكلام القاسي هذا يقيم شرخاً في العلاقة بين الأب وابنه ، لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم ، بعد وقت محدد الابن في البيت ، يأتي الساعة الثانية ما في ، بعد وقت محدد قد يكون العشاء ، قد يكون بعد العشاء بساعة الابن في البيت ، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم .
15 ـ حقه في العلاج :

حقه في العلاج ، لا تعذبوا صبيانكم ، مثلاً بنت يوجد بأسنانها حالة غير صحيحة تحتاج إلى تقويم ، لك أجر كبير هذه بنت ، صار في جرح فكانت المعالجة غير متقنة تحتاج إلى معالجة متقنة لا يكون في تشويه بوجهها ، هذا من واجبات الأب .
16 ـ احترام شخصية الصغير :

هناك شيء يكاد لا يصدق ، احترام شخصية الصغير ، طفل يجلس على يمينه وعلى يساره أشياخ كبار صحابة ، جاءت الضيافة ، قال له : أتأذن لي يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ سيد الخلق يستأذن طفلاً صغيراً ، قال له : لا والله لا آذن لك ، أعطاه إياه ، في مثل هذه التربية ؟ طفل تستأذنه ؟ أحياناً الأب العاقل يستشير ابنه يمنحه ثقة ، يضع المال بمكان ، بابا خذ وسجل حتى نضبط أمورنا ، تعمل ثقة كبيرة بالطفل ، لما تمنح ابنك ثقة يمنحك روحه . قال له : أتأذن لي يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ فقال هذا الغلام ما كنت لآثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه .
حقه في العلاج أن تعالجه ، في أمراض بالبداية سهل معالجتها إذا أهملت أصبحت عاهة دائمة بالطفل .
أيها الأخوة الكرام ، الموضوع طويل لكن نموذج ، هذه حقوق الطفل في الإسلام ، أي منها حقوق الطفل في العالم الغربي ؟ يتفقون على حقوق ، ونلزم بها ، وإذا ما طبقناها نعاقب ، وإذا تحفظنا عليها تقوم الدنيا ولا تقعد ، وعندنا دين من وحي السماء .
أيها الأخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .

حقوق الطفل في الاسلام/1

لقد جاءت شريعة الإسلام بكل ما يصلح أحوالنا ولم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأتت فيها بحكم وتوجيه.

جاءت شريعة الإسلام لإسعاد المجتمع، والأطفال من ضمن المجتمع فالحمد الله الذي رزقك زوجة ولوداً، وجعل لك ذرية، فكم من رجل عقيم لا يولد له ولد، وكم من امرأة كذلك، قال تعالى: يهب لمن يشاء إنثاً ويهب لمن يشاء الذكور (49) أو يزوجهم ذكراناً وإنثاً ويجعل من يشاء عقيماً [الشورى:50،49].

ونحن في زمن - مع الأسف - غابت فيه الشريعة واندثر العلم وانتشر الجهل.

إن رحلة الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده، تبدأ من حين البحث عن أم وزوجة صالحة { فاظفر بذات الدين تربت يداك } عن أم ودود ولود كما أمر النبي : { تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة } [رواه أحمد].

ويدعو الإنسان قبل وجود الطفل بقوله: رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء [آل عمران:38]. كما كان نبي الله زكريا يدعو.

فإذا وُجد هذا الطفل ذكراً كان أو أنثى؛ كان له من الحقوق والواجبات ما يضمن له صلاحه.

ولما كان يلحق البعض من العار بالبنات وكان وأد البنات سنة جاهلية؛ جاءت شريعة الإسلام بالتأكيد على تحريمه وهو من الكبائر [التكوير:8]. سؤال توبيخ لمن وأدها بأى ذنب قتلت كانت المرأة عند الولادة تأتي إلى الحفرة ومعها القابلة فإن كانت أنثى استخرجتها فرمتها في الحفرة مباشرة، وأهيل عليها التراب، وإن كان ذكراً أخذوه، ولما كانت البنات فيهن ضعف وهن عالة على الأب ولسن مثل الذكور في القوة والإعانة؛ عوضت الشريعة أبا البنات بأجر عظيم، وقد ولد للنبي أربع من البنات رضي الله عنهن، ولما ولد لإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله بنت قال: ( الأنبياء آباء البنات )، وقد جاء في البنات ما علمت، وهن من الأبواب الموصلة إلى الجنة قال : { من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا } وضم إصبعيه، [رواه مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: { من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن، من جزته ( يعني من ماله وغناه ) كُن له حجاباً من النار يوم القيامة } [حديث صحيح]. وإذا الموءدة سئلت

فإذا ولد المولود فإنه يجري له إجراءت كثيرة في الشريعة تدل على أن أمراً مهما قد حدث؛ فيحتفى به غاية الاحتفاء، ويكرم غاية التكريم من مبدأ أمره.

وإليك بعضاً مما جاءت به الشريعة:

1- التأذين في أذن المولود: ولعل سماع المولود هذا الأذان كما ذكر ابن القيم حتى يكون أول مايقرع مسامعه كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، مع ما فيها من هروب الشيطان من كلمات الأذان وينشأ على هذا.

والأذان يكون في الأذن اليمنى. فعن أبي رافع قال: ( رأيت رسول الله أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ) [رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح، وحسنه الألباني بشواهده في الإرواء:159].

2- تحنيك المولود: والتحنيك هدي نبوي كريم شرع للمولود عقب ولادته ومعناه: ( تليين التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ويفتح فم المولود، ثم يدلك حنكه بها بعد ولادته أو قريباً من ذلك بوضع شيء من هذه التمرة على الإصبع وتحرك يميناً وشمالاً ).

ولعل الحكمة والله أعلم في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين، وتسهيل عملية خروج الأسنان حتى لا يشق على الطفل.

ومن الأفضل أن يقوم به من يتصف بالتقوى والصلاح تبركاً وتيمناً بصلاح المولود وتقواه، ويدعى له بالبركة كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: ( ولد لي غلام فأتيت به النبي فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ) زاد البخاري: ( ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى ).

3- رضاعته من ثدي أمه: وهي حق من الحقوق الشرعية للطفل وهو مُلقى على عاتق الأم وواجب عليها؛ لقوله تعالى: والوالدت يرضعن أولادهن حوليين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [البقرة:233].

وإذا تم للرضيع حولان؛ فقد أتم الرضاعة وصار اللبن بعد ذلك بمنزلة سائر الأغذية، فلهذا كان الرضاع بعد الحولين غير معتبر فلا يحرم كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره الآية.

وللرضاعة من ثدي الأم فوائد كثيرة جسمية ونفسية على المولود، ولكي تنال الأم حقها كاملاً، بحسن الصحبة كما ورد في الحديث عنه عندما سُئل من أحق الناس بحسن صحبتي قال: { أمك، ثم أمك، ثم أمك } فتكون الأم قد حملت وولدت وأرضعت.

4- تسمية المولود بالإسم الحسن: والأسماء كثيرة لكن المطلوب ذلك الإسم الذي تتعبد الله عز وجل وتتقرب إليه به، وهو من حق الأب في حال الاختلاف، فيسميه أبوه وقد ورد تسميته في اليوم الأول أو السابع ويجوز قبل ذلك وبينهما وبعد ذلك والوقت فيه سعة ولله الحمد؛ ففي الحديث: { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه } [رواه أحمد].

ويسمى المولود بأحب الأسماء إلى الله ( عبدالله وعبدالرحمن ) لحديث: { إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل: عبدالله وعبدالرحمن } [رواه مسلم].

ويتجنب الأسماء القبيحة والمحرمة والمكروهة شرعاً. ولإشعار الطفل بالمسؤولية وبأنه كبير ولتزداد ثقته بنفسه شرعت تكنيته ( يلقب بأبي فلان )؛ لحديث النبي : { يا أبا عمير ما فعل النغير } كما أنها تبعده عن الألقاب السيئة.

5- حلق رأس المولود: وهو من الآداب المشروعة للوليد لقوله : { مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى } [رواه البخاري].

وإماطة الأذى هي حلق الرأس؛ لقول النبي لفاطمه رضي الله عنها عندما ولدت الحسن: { احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين } [رواه أحمد].

واختلف هل الحلق للذكر والأنثى أم لهما معاً؟ على قولين، والصواب أن الحلق يشمل الذكر والأنثى لما روى مالك في الموطأ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ( وزنت فاطمة رضي الله عنها شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة ).

6- العقيقة: ومما شرع للمولود أيضاً العقيقة وهي سنة مؤكدة، ولهذا أحب الإمام أحمد أن يستقرض الإنسان لها، وقال إنه أحيا سنة وأرجو أن يخلف الله عليه.

وهي عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة واحدة قال : { عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة } [رواه أحمد].

تذبح يوم السابع من ولادته؛ لقوله : { كل غلام رهينة بعقيقته تذبح يوم سابعه ويسمى } [أخرجه الترمذي].

قال ابن القيم: ( إن التقيد بذلك استحباب وإلا فلو ذبح عنه في الرابع أو الثامن أو العاشر أو ما بعده أجزأت ). وله أن يأكل ويتصدق ويهدي من العقيقة ويكره كسر عظمها.

7- الختان: وقد ورد فيه أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : { الفطرة خمس... وذكر منها الختان } والأفضل في حق الولي أن يقوم بعملية الختان في الأيام الأولى من الولادة. ووقت الاستحباب اليوم السابع ويجوز قبله وبعده إلى البلوغ؛ فإذا قرب وقت البلوغ؛ دخل وقت الوجوب، وللختان حِكم دينية عظيمة وفوائد صحية؛ فهو رأس الفطرة، وشعار الإسلام وهو يميز المسلم عن غيره من أتباع الديانات والملل الأخرى، وهو يجلب النظافة، ويعدل الشهوة، ويقي صاحبه الأمراض بإذن الله.

8- النفقة: ومما جاءت به الشريعة وأوجبته في حق المولود على الوالد النفقة عليه حتى يبلغ الذكر وتتزوج الأنثى قال : { أفضل دينار ينفقه الرجل دينار على عياله } [رواه مسلم].

9- معانقتهم وملاعبتهم: من الحقوق التي أوجبها الإسلام للأطفال معانقتهم وتقبيلهم وملاعبتهم فقد قبّل النبي الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرع: ( إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً )، فنظر إليه رسول الله فقال: {} [رواه البخاري]. من لا يرحم لا يُرحم

وفيه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( جاء أعرابي إلى النبي فقال: ( تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم ) فقال النبي : {} ). أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة

كما لا يجوز الدعاء على الولد ولا لعنه ولا سبه قال : { لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، وإذا استجنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم } [رواه البخاري].

10- تعويذهم: في صحيح البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول: { إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: ( أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) } [رواه البخاري].

الخاتمة:

أيها الآباء... إن تربية الأولاد أمانة ومسؤولية لابد من القيام بها فكم ضيع الأمانة اليوم من المسلمين! ! أضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً - عاتب أحد الآباء ولده العاق فقال الولد: ( يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً، والجزاء من جنس العمل ).

أسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

السبت، 1 يناير 2011

دور و مكانة المرأة فى الاسلام

دور و مكانة المرأة فى الاسلام

الى الدرة المكنونة و الجوهره المصونة

الى من اخطأ الجميع فى حقها

الى من استهدفها اعداء الاسلام ليطعنوا الدين من خلالها

الى امى و اختى و ابنتى و زوجتى

تعالى لتعرفى قدرك عند الله ومكانتك الغاليه فى دينك ....الاسلام



قال الله تعالى فى كتابه الكريم..بسم الله الرحمن الرحيم (وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابنى لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون و عمله ونجنى من القوم الظالمين * ومريم ابنة عمران التى احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) فنرى هنا ان الله سبحانه وتعالى عندما اراد ان يضرب مثلا للذين امنوا رجالا ونساء فلم يذكر اسم نبى او صحابى او رجل صالح وانما ضرب المثل بأمرأتين وهذا اعظم تكريم للمرأة وهو ان نموذج الايمان يتمثل فى هاتين المرأتين الصالحتين.......

فالمرأة هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الاخر وهى الام و الاخت و الزوجه و الابنه و مصدر الحنان و العاطفه فى الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الام ووصى بها احسانا فى القرآن فأذا صلحت المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على اكتافها.

ونجد ايضا ان اخر وصايا الرسول (ص) قبل وفاته كانت (الا استوصوا بالنساء خيرا)...كما قال (رفقا بالقوارير)...وقال (ص) (اتقوا الله فى نسائكم فانما هن عوان عندكم)...فهنا نجد القيمه الكبيرة للمرأه عند النبى (ص) واهتمامه بها.

نجد ايضا ان هناك سورة فى القرآن اسمها سورة النساء وتتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين فى الارض وخاصة النساء.....فالاسلام هو الذى كرم المرأة واعاد اليها كرامتها بعد ان كانت مهانة و ذليله وبلا قيمه فى كل الامم التى عاصرت او سبقت عهد النبى....كانت مهانة عند اليهود و النصارى و الاغريق و الرومان و الفرس وغيرها من الحضارات القديمة وجاء الاسلام ليضع المرأة فى مكانها الطبيعى وليغير الصورة تماما...

فاذا استعرضنا تاريخ الامم المسلمة سنجد نماذج وصور لنساء خالدات عبر التاريخ :

- السيدة حواءخلقها الله تعالى لتكون سكن لسيدنا آدم بعد ان شعر بالوحدة فى الجنة.....وهى بريئة من كل التهم التى الصقت بها من كل الديانات الاخرى و التى حملتها مسئولية خروج آدم من الجنة.....اما القرآن فكان خطابه لآدم و حواء على السواء بل ووضع المسئوليه على آدم لانه الرجل......ورأينا كيف احبها آدم وعاشا سويا اكثر من تسعمائة عام وعمرا الارض سويا وانجبوا الذريه المؤمنه وزرعوا معا اول بذور الايمان و الاسلام فى الارض

- السيدة سارةزوجة سيدنا ابراهيم ثبتت معه على الايمان و التوحيد بالرغم من تكذيب كل الناس له ...وهاجرت معه لنشر الدين ورأينا كيف نجاها الله من يد فرعون مصر بكرامات لا يعطيها الله الا لانسانه مؤمنه و موصولة بالله....ثم رأينا كيف صبرت على عدم الانجاب حتى كافأها الله وهى فى التسعين من عمرها وانجبت سيدنا اسحاق ورأت حفيدها سيدنا يعقوب فى حياتها.

- السيدة هاجرزوجة سيدنا ابراهيم والتى انجب منها سيدنا اسماعيل ورحل بها الى مكه وكانت ارض صحراء لازرع بها ولاماء وتركهم هناك...فقالت له (آلله امرك بهذا؟) فقال لها (نعم)....فقالت له (اذن فلن يضيعنا)....انظر الى يقينها و ثقتها الشديدة بالله وقوة ايمانها واستسلامها لامر الله......ويكفى اننا نتذكرها حتى الان ونحن نحج بيت الله او نعتمر عند السعى بين الصفا و المروة ونتذكر سعيها فى طلب الماء لابنها الرضيع وعندما نشرب من زمزم نتذكر كيف ان الله كافأها على صبرها وسعيها....وايضا تضرب لنا السيدة هاجر مثلا رائعا فى ثباتها وتنفيذها لامر الله ومجاهدتها للشيطان عندما هم سيدنا ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل تنفيذا لامر الله له وكيف ظهر الشيطان للسيدة هاجر فى صورة رجل ليحنن قلبها على ابنها لكيلا تنفذ امر الله وكيف انها رجمته بالحصى...ونتذكر ذلك عند رمى الجمرات فى منى حتى الان فى مناسك الحج.

- السيدة ام موسىراينا كيف اوحى لها الله ان تضع وليدها فى صندوق وتقذفه فى اليم فاطاعت الله ونفذت امره والهمها الله الصبر وربط على قلبها حتى بعد ان التقطه حرس فرعون وجنوده فاعاده اليها لترضعه فى قصر فرعون

- آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون كرمها الله فى القرآن و كرمها النبى فى حديثه بان قال (كمل من النساء اربع منهن آسيا زوجة فرعون) والتى رفضت متاع الدنيا وزينتها ووقفت فى وجه فرعون وآمنت بالله وتحملت العذاب قى سبيل الله وثبتت على موقفها وسألت الله ان يبنى لها عنده بيت فى الجنه فنالت الشهادة ورأت بيتها فى الجنه عند موتها فابتسمت قبل ان تفارق الحياة.

- ماشطة بنت فرعون كيف ثبتت على ايمانها و توحيدها لله وتحدت فرعون وكيف صبرت على قتل ابنائها الخمسه حرقا فى الزيت المغلى امام عينيها ولم تقل كلمة الكفر وانطق الله ابنها الرضيع ليثبتها حتى استشهدت فى سبيل الله مع اولادها ....وفى رحلة المعراج الخالدة شم الرسول ريحها الطيبه فى الجنه.....

- زوجة سيدنا موسى وكيف صورها الله فى القرآن بقوله تعالى (وجاءته احداهما تمشى على استحياء) فكانت مثلا للحياء واختارت ان تتزوج سيدنا موسى لانه قوى وامين رغم انه لايملك شيئا

- زوجة سيدنا ايوبوراينا كيف صبرت معه على الضراء و الفقر وكيف كانت تخدمه وهو مريض وكيف وقفت بجانبه حتى اشتغلت كخادمه فى البيوت واضطرت لقص شعرها و بيعه لتنفق على البيت حتى رفع الله عنهم البلاء وعوضهم باحسن مما كان عندهم قبل الشدة

- امرأة عمران والتى ذكرها الله فى القرآن كيف نذرت ما فى بطنها خالصا لله ليكون خادما للمسجد فكافأها الله بالسيده مريم ثم سيدنا عيسى

- السيدة مريم العذراءخير نساء العالمين وراينا كيف كرمها القرآن وذكر لنا الله عفتها و طهارتها ونقاؤها وعبادتها وتبتلها لله وكان الله يرسل لها بالفاكهه فى غير اوانها واجرى الله معجرة ورزقها بمولود بغير اب وهو سيدنا عيسى وتكلم فى المهد لكى يرد على اليهود الذين اتهموها

- فى قصة اصحاب الاخدود هناك قصه شبيهه بقصة ماشطة بنت فرعون فايضا هناك امرأة كانت تحمل طفلا رضيعا وكانت سترمى فى النار فانطق الله رضيعها ليثبتها على الحق واستشهدت فى سبيل الله

واما فى امة الحبيب محمد فالنماذج كثيرة ولاتحصى ولنرى كيف حملت المرأة الدين على عاتقها

- امنا الحبيبه السيدة خديجه بنت خويلد كانت تسمى الطاهره وكانت صاحبة مال و جمال وحسب و نسب وكانت تدير تجارة و كانت شديدة الذكاء وكانت تتسم بالعفه و الطهر ولم تسجد لصنم قط فى الجاهليه وقد اختارت النبى (ص) زوجا لها بالرغم من انه لم يكن يمتلك شيئا ولكنه كان الصادق الامين فكان زواجا مثاليا وكانت اعظم قصة حب عرفها التاريخ .....السيدة خديجه كان لها دورا كبيرا مع النبى فى مساندته فى بداية الدعوة ووفرت له الجو المناسب ليقوم بدعوته فى ظل الايذاء الشديد من قريش ....وهى اول من دخل فى الاسلام واول من سجد لله....وصبرت على موت ولديها القاسم و عبد الله (والطاهر فى بعض الروايات) كما انها ربت على بن ابى طالب وزيد بن حارثه بين اولادها دون تفرقه...وصبرت على فراق ابنتيها رقيه و ام كلثوم عندما هاجرا الى الحبشه هربا من ايذاء قريش....السيدة خديجه دخل الاسلام على يديها الكثير من النساء...وكانت السند و العون و الصدر الحنون للرسول (ص) فى اصعب قترات الدعوة بمكه.....وصبرت عند محاصرة الكفار للمسلمين فى شعب ابى طالب وجاهدت بمالها فى سبيل الله ..... وعندما جاءها الموت ارسل الله سيدنا جبريل الى النبى يقول له (ان الله يقرىء خديجه السلام ويبشرها بقصر فى الجنه من قصب لاصخب فيه ولا نصب) ...وهذا اعظم تكريم لهذه المرأة العظيمه....وليعلم الجميع قدرها ..وظل النبى على حبه الشديد لها وكان دائم الذكر لها ولايامها و ذكرياتها حتى وفاته (ص)....حقا اعظم قصة حب فى التاريخ..

- السيدة عائشه كانت على درجه كبيرة من الذكاء و الفطنه بالرغم من صغر سنها ورصد لكل حركات النبى و سكناته فجعلها الله سببا فى نقل معظم احاديث النبى وعاداته و عباداته داخل البيت و خارجه واختارها الله لكى تنقل لنا الدين وتعلم الاجيال سنة النبى وتثبيتها بعد وفاته وكانت تسمى فقيهة الامه وقد عرفنا من خلالها كل خصوصيات النبى وعرفنا منها فقه المرأة المسلمة وقد اوصى الرسول بأن نأخذ احاديثه منها......وقد نزلت الايه الخاصه برخصة التيمم فى عدم وجود الماء بسبب السيدة عائشه عندما خرجت مع الرسول فى احدى الغزوات ولم تجد ماء للوضوء......ومن الجدير بالذكر ان النبى عندما جمع الجيش لفتح مكه لم يخبر احد انه متجه الى مكه لانه لايريد قريش ان تعلم حتى لايحدث قتال فخرج الجيش وهو لايعلم اين يتجه ولم يخبر النبى احد الا السيدة عائشه لثقته بها وعلمه انها تكتم الاخبارفكان لها دورا فى السياسة ايضا.........السيدة عائشه عندما ابتليت و اتهمت ظلما فى حادثة الافك نزلت براءتها من فوق سبع سموات بقرآن وآيات تتلى الى يوم القيامه........وعندما جاءت لحظة وفاة النبى(ص) اختار الله له ان يموت فى حضن السيدة عائشه وليس وهو يصلى او يقرأ القرآن ولكن فى حضن زوجته.....ونرى ايضا ايثارها لسيدنا عمر فى ان يدفن بجانب النبى بدلا منها.....وكانت بعد ذلك تستحى ان تخلع ثيابها فى الحجرة المدفون بها عمر....السيدة عائشه كانت تعطر الدراهم قبل ان تتصدق بها لانها تقع فى يد الله قبل يد الفقير........رحم الله السيدة عائشه امنا الحبيبه.

- امنا السيده ام سلمة صبرت على فراق ابنها الصغير قبل الهجرة ثم صبرت على وفاة زوجها ابوسلمه حتى كافأها الله بالزواج من النبى وكان لها دورا سياسيا خطيرا فى صلح الحديبيه عندما احس المسلمون بأن بنود الصلح كان بها اجحافا لهم وانهم لن يعتمروا هذا العام فلم يطيعوا الرسول ويتحللوا من الاحرام فدخل الرسول خيمته وطلب من السيدة ام سلمة ان تشير عليه ماذا يفعل فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه ويتحلل من الاحرام وعندئذ سيضطر الجميع الى التحلل من الاحرام....لقد حلت المشكله ببساطة شديدة

- امنا السيدة حفصة كانت تسمى الصوامه القوامه من كثرة عبادتها....وقد تم حفظ النسخه الاولى من القرآن والتى جمعت فى عهد ابى بكر فى بيتها بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب وسميت بحارسة القرآن

- امنا السيدة جويريه بنت الحارث اسلم كل قومها بأسلامها وزواجها من النبى(ص)

- امنا السيدة زينب بنت جحش بنت عم النبى زوجها الله للنبى من فوق سبع سموات لمنع التبنى فى الاسلام بعد ان كانت متزوجه من زيد بن حارثه ....وكانت كثيرة الانفاق فى سبيل الل

- امنا السيدة سودة بنت زمعه بسببها رخص النبى فى امكان القيام بطواف الافاضه اثناء الاقامه بمنى فى الحج

- امنا السيده ام حبيبه بنت ابى سفيان زعيم قريش اسلمت وتركت اهلها و هاجرت الى الحبشه مع غيرها من النساء المهاجرات مثل السيده رقيه و السيده اسماء بنت عميس

- امنا السيده صفيه بنت حيى ابن اخطب زعيم اليهود تحملت اضطهاد والدها واخفت تعلقها بالاسلام حتى كافأها الله بزواجها من النبى (ص)

- السبب فى اسلام عمر بن الخطاب كان اخته فاطمه بنت الخطاب

- السبب فى اسلام عثمان كانت عمته وكانت تخفى اسلامها دلته على طريق ابى بكر الذى اسلم على يديه

- اول شهيد فى الاسلام كانت امرأة وهى السيده سميه ام عمار بن ياسروبشرها النبى بالجنه

- السيده نسيبه بنت كعب (ام عماره) كان لها دورا كبيرا فى الجهاد مع النبى فى غزواته وكانت تحمل السلاح وتحارب و خاصة فى غزوة احد فى الدفاع عن النبى واصيبت فى كتفها حتى قال لها النبى (من يتحمل ما تتحملين يا ام عمارة)....واستشهد ابنها بعد ذلك على يد مسيلمه الكذاب وكان لها دورا كبيرا فى قتل مسيلمه...

- اول شهيد على ارض قارة اوروبا كانت السيده ام حيرام بنت ملحان فى فتح قبرص وقد تنبأ لها النبى بذلك فى حياته

- اغلى مهر فى التاريخ كان للسيده ام سليم بنت ملحان عندما اراد ابو طلحه ان يتزوجها قبل اسلامه فقالت (له مهرى هو اسلامك) فاسلم وتزوجها وكان اغلى مهر فى التاريخ

- السيده صفيه بنت عبد المطلب عمة النبى ربت ابنها الزبير بن العوام على الجهاد فكان خير المقاتلين وكان لها دورا كبيرا فى الدفاع عن بيوت المسلمين اثناء غزوة الخندق عندما اراد اليهود ان يتسللوا الى الحصن الذى به بيوت نساء المسلمين فى غياب الرجال فقتلت اليهودى الذى تسلل ودخل الحصن وقطعت رأسه ورمتها على باقى اليهود فظنوا ان هناك جيشا مسلما كاملا داخل الحصن

- السيده اسماء بنت ابى بكرذات النطاقين ودورها فى هجرة النبى مع ابيها ابى بكر وكيف كانت تعلم مكانهم ولم تخبر احد وتحملت الاذى من ابى جهل وكانت توصل لهم الطعام وتحمله لمسافات طوياه فى الصحراء وهى حامل فى الشهر السابع وعمرها ثلاثه و عشرون عاما..... وكانت كثيرة العباده ...كثيرة الانفاق فى سبيل الله.....وربت ابنها عبد الله بن الزبير على الجهاد فكان خير المجاهدين

- السيدة ام هانىء ودورها السياسى فى فتح مكه عندما اهدر الرسول دم احد الكفار وامر بقتله ولكنه استجار بالسيدة ام هانىء فاعطته جوارها.....فقبل النبى ذلك و قال لقد اجرنا من اعطيتيه جوارك ياام هانىء....وكان ذلك سببا فى اسلام الرجل

- السيده فاطمه بنت النبى وزوجة الامام على...كانت احب الناس اجمعين للنبى.....لانها كانت اشبههم بالنبى خلقا واقتداء به فى كل شىء....وقد ذكرها النبى فى حديثه (كمل من النساء اربع ومنهن فاطمه بنت محمد)....وهى ام الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه

- السيده زينببنت النبى كان لها دورا عظيما فى اسلام زوجها ابو العاصى عندما ظل كافرا مدة طويله وظلت تدعوه الى الدين حتى بعد الهجرة عندما هاجرت وتركته ظلت صابرة حتى اتى الى المدينه فأجارته وظلت تدعوه حتى اسلم

- السيده خوله بنت ثعلبه نزل فيها قرآنا فى سورة المجادله عندما كانت تشتكى زوجها للنبى

- السيده رفيدهكانت اول ممرضه و طبيبه فى الاسلام وكانت تخرج مع المسلمين فى الغزوات لتمرض جرحاهم وامرها النبى ان تنصب خيمتها فى المسجد لعلاج سيدنا سعد بن معاذ عندما اصيب فى غزوة الخندق



- الخنساء ودورها فى الجهاد وكيف قدمت اربعه من اولادها ليجاهدوا ويستشهدوا فى سبيل الله فى يوم واحد فى معركة القادسيه امام الفرس

- السيده خوله بنت الازورودورها فى القتال فى معركة اليرموك امام الروم عندما حاربت وهى ملثمه فظنها الناس انها خالد بن الوليد

- حتى هند بنت عتبه بعد ان اسلمت وحسن اسلامها كان لها دورا كبيرا فى الهاب حماسة الجيش فى معركة اليرموك ...كما كان لها دورا فى العمل وكانت اول امرأة تقترض من بيت المال لاقامة المشروعات الاقتصاديه

- فى احد ايام الخليفه عمربن الخطاب قام خطيبا فى الناس وذلك ليحدد المهور فى الزواج فقاطعته امرأة اثناء الخطبه وجادلته واستشهدت بآيه من القرآن....فقال عمر (اصابت امرأة واخطأ عمر).....

- ابنة بائعة اللبن التى رفضت ان تخلط اللبن بالماء فزوجها سيدنا عمر لابنه عاصم وجاء من نسلهم عمر بن عبد العزيز

- فاطمه زوجة لخليفه عمر بن عبد العزيزكيف تركت المال و الثراء و الرفاهيه وعاشت معه حياة الزهد الشديد

- عند نزول آية الحجاب قامت النساء يشق ملابسهن لعمل الخمار و التنفيذ فى الحال

- كان النبى يجعل للمرأة دورا كبيرا فى الغزوات

- النبى قام بغزوة كاملة وطرد يهود بنو قينقاع من المدينه من اجل امرأة ...حاول اليهود كشف عورتها

- الخليفه المعتصم قام بفتح عموريه بسبب استنجاد امرأة مسلمه به عندما قالت (وامعتصماه)

- رأينا كيف كان للمرأة دورا فى الدعوة الى الله وفى الجهاد و فى السياسه و فى العلم و فى العمل و فى العبادة و فى تربية الرجال.......فكان اول من امن بالله امراة و اول من سجد لله امرأة و اول شهيد امرأة

- عندما قال الرسول (ص) ان (المرأة خلقت من ضلع اعوج) كان يقصد ان المرأة تغلب عليها العاطفه فى تصرفاتها وذلك مناسبا للدور الذى تقوم به من تربية الاطفال و لتكون سكن لزوجها وهذا يزيدها تكريما ولاينقص من قدرها.......وكذلك عندما قال النبى (ص) ان (النساء ناقصات عقل و دين) فذلك لان العاطفه عندهم تغلب على العقل كما قلنا ويأتى عليهم ايام الحيض لاصلاة فيها و لا مس للمصحف فذلك نقص فى الكم و ليس الكيف....وذلك لان اعداء الاسلام استغلوا هذه الاحاديث وقلبوا معانيها للطعن فى الدين

- ولذلك فقد ركز الغرب على المرأة وذلك لتدمير الامه الاسلاميه لانه يعرف ان المرأة هى عصب المجتمع فشوة صورة الدين فى نظرها وصور لها الاسلام على انه سجن و قيود و تزمت و تخلف ورجعيه فخلعت حجابها و ضاع حياؤها وزاحمت الرجل فى كل مجالات العمل التى لاتليق بها واهملت بيتها و ضاع ابناؤها وسارت وراء القيم الغربيع المنحله وقلدت المرأة الغربيه......مع ان المرأة الغربيه فى غاية الاهانه فانها ان لم تعمل لتكسب...فانها لن تستطيع ان تعيش وستداس بالاقدام ....كما انها باعت جسدها و اصبح سلعه تشترى وتباع ...ووسيلة لبيع كل السلع.....حتى اذا تقدم بها العمر تدخل دار المسنين فلا يوجد تكافل ولا بر والدين ولااى شىء....حتى اذا ماتت ارسل احد ابنائها مصاريف الجنازة.....فمن كرم المرأة اذا ومن اهانها؟

- اختى فى الله اعلمى قدرك عند الله واعملى لرفعة دينك وليكن اللقاء مع النبى و زوجاته عند الحوض وفى الجنه بأذن الله

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من صور تكريم الله تعالى للمرأة/3


لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.
وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة.
وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.
وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله-تعالى-وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض.
وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها.
وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة.
وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.
وإذا كانت بعيدة عن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك.
وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة.

ثم إن للمرأة في الإسلام حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين يأثم تاركه ذكراً أم أنثى.
بل إن لها ما للرجال إلا بما تختص به من دون الرجال، أو بما يختصون به دونها من الحقوق والأحكام التي تلائم كُلاً منهما على نحو ما هو مفصل في مواضعه.

ومن إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها، ويحميها من الألسنة البذيئة، والأعين الغادرة، والأيدي الباطشة؛ فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، وعن كل ما يؤدي إلى فتنتها.

ومن إكرام الإسلام لها:
أن أمر الزوج بالإنفاق عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها.

بل ومن المحاسن-أيضاً-أن أباح للزوجين أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة سعيدة؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع محاولات الإصلاح، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق.
وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها، سيئاً في معاشرتها، فلها أن تفارقه على عوض تتفق مع الزوج فيه، فتدفع له شيئاً من المال، أو تصطلح معه على شيء معين ثم تفارقه.

ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا مسوغ، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للحاكم أمرها؛ لأنها إنسان مكرم داخل في قوله-تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الإسراء.
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه، بل هو تكليف واجب.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها) رواه البخاري ومسلم.
فهذا الحديث من أبلغ ما يمكن أن يقال في تشنيع ضرب النساء؛ إذ كيف يليق بالإنسان أن يجعل امرأته - وهي كنفسه - مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه، مع أنه يعلم أنه لا بد له من الاجتماع والاتصال الخاص بها.
ولا يفهم مما مضى الاعتراض على مشروعية ضرب الزوجة بضوابطه، ولا يعني أن الضرب مذموم بكل حال.
لا، ليس الأمر كذلك؛ فلا يطعن في مشروعية الضرب إلا من جهل هداية الدين، وحكمة تشريعاته من أعداء الإسلام ومطاياهم ممن نبتوا من حقل الغرب، ورضعوا من لبانه، ونشأوا في ظله.
هؤلاء الذين يتظاهرون بتقديس النساء والدفاع عن حقوقهن؛ فهم يطعنون في هذا الحكم، ويتأففون منه، ويعدونه إهانة للمرأة.
وما ندري من الذي أهان المرأة؟ أهو ربّها الرحيم الكريم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟
أم هؤلاء الذين يريدونها سلعة تمتهن وتهان، فإذا انتهت مدة صلاحيتها ضربوا بها وجه الثرى؟
إن هؤلاء القوم يستنكفون من مشروعية تأديب المرأة الناشز، ولا يستنكفون أن تنشز المرأة، وتترفع على زوجها، فتجعله-وهو رأس البيت-مرؤوساً، وتصر على نشوزها، وتمشي في غلوائها، فلا تلين لوعظه، ولا تستجيب لنصحه، ولا تبالي بإعراضه وهجره.
تُرى كيف يعالجون هذا النشوز؟ وبم يشيرون على الأزواج أن يعاملوا به الزوجات إذا تمَرَّدْنَ ؟
لعل الجواب تضمنه قول الشنفرى الشاعر الجاهلي حين قال مخاطباً زوجته:

إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عنه *** فلم أنكر عليك فطلقيني
فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي *** بسوطك-لا أبا لك- فاضربيني

نعم لقد وجد من النساء - وفي الغرب خاصة - من تضرب زوجها مرة إثر مرة، والزوج يكتم أمره، فلما لم يعد يطيق ذلك طلَّقها، حينئذٍ ندمت المرأة، وقالت: أنا السبب؛ فلقد كنت أضربه، وكان يستحيي من الإخبار بذلك، ولما نفد صبره طلَّقني!
وقالت تلك المرأة القوامة: أنا نادمة على ما فعلت، وأوجه النصيحة بألا تضرب الزوجات أزواجهن!
لقد أذن الإسلام بضرب الزوجة كما في قوله-تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) النساء: 34.
وكما في قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: (ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح).
ولكن الإسلام حين أذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام، والتعذيب، وإهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها.
وإنما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها:
أ- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها.
ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم.
ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه.
د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه.
هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد.
و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز.
فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه.
أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك.
أما الشافعي وأبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي.
وقال النووي-رحمه الله-في شرح حديث حجة الوداع السابق: (وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله).
ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل.
ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ ولا هجران-فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟
هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟
إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوزها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وتفرق شملها، وتناثرت أجزاؤها.
وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأعظم كان ارتكاب الأخف حسناً جميلاً، كما قيل:
وعند ذكر العمى يستحسن العورُ.
فالضرب طريق من طرق العلاج يجدي مع بعض النفوس الشاردة التي لا تفهم بالحسنى، ولا ينفع معها الجميل، ولا تفقه الحجة، ولا تقاد بزمام الإقناع.
ثم إذا أخطأ أحد من المسلمين سبيل الحكمة، فضرب زوجته وهي لا تستحق، أو ضربها ضرباً مبرحاً-فالدين براء من تبعة هذه النقائص، وإنما تبعتها على أصحابها.
هذا وقد أثبتت دراسات علم النفس أن بعض النساء لا ترتاح أنفسهن إلا إذا تعرضن إلى قسوة وضرب شديد مبرح، بل قد يعجبها من الرجل قسوته، وشدته، وعنفه؛ فإذا كانت امرأة من هذا النوع فإنه لا يستقيم أمرها إلا بالضرب.
وشواهد الواقع والملاحظات النفسية على بعض أنواع الانحراف تقول: إن هذه الوسيلة قد تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وإصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته؛ فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب أن يكون قواماً عليها إلا حين يقهرها عضلياً.
وليست هذه طبيعة كل امرأة، ولكن هذه الصنف من النساء موجود، وهو الذي يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة؛ ليستقيم على الطريقة.

والذين يولعون بالغرب، ويولون وجوههم شطره يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن
ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع الإحصاءات التي تدل على وحشية الآخرين الذين يرمون المسلمين بالوحشية.
أ- نشرت مجلة التايم الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي.انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع إعداد لجنة المؤتمر النسائي الأول ص45.
ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن 40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي. انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص46.
ج- دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% يقومون بضرب النساء وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن.
وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د.جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته.
وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جداً، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليماً؟
د- وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء أن 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء، وأن 83% دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصيبن بها كان دخولهن نتيجة الضرب.
وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة.
وقالت جانيس مور-وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نسائهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى دخول عشرات منهن إلى المستشفيات للعلاج.
وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة.
وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل.
وقالت جانيس مور: إننا نقدر بأن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهن.انظر من أجل تحرير حقيقي ص16-21 وانظر المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص56-57.
هـ - وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبدالسلام البسيوني ص36-66 ما يلي:
- ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق.
- 772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م.
- يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للإهانة المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً.
- أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك-أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة-يتعرضن لسوء المعاملة كل عام.
- في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية.
- تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثمان ثوان.
- مائة ألف ألمانية يضربهن أزواجهن سنوياً، ومليونا فرنسية.
-60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس أثناء الليل-هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن.
وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه ليس بعد الكفر ذنب.
ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر؟

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر

ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن أنقذها من أيدي الذين يزدرون مكانها، وتأخذهم الجفوة في معاشرتها؛ فقرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، وإقامة سياج بينها وبين ما يخدش كرامتها.
ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228.
فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرياسة هو الرجل الذي شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفاع الأذى عنها.
وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء: 34.
بل إن الله-عز وجل-قد اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة.
ومن تلك الخصائص ما يلي:
أ- أنه جُعل أصلها، وجعلت المرأة فرعه، كما قال-تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) النساء: 1.
ب- أنها خلقت من ضلعه الأعوج، كما جاء في قوله-عليه الصلاة والسلام-: (استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ استوصوا بالنساء خيراً).
ج- أن المرأة ناقصة عقل ودين، كما قال-عليه الصلاة والسلام-: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن).
قالت امرأة: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين).
فلا يمكن-والحالة هذه-أن تستقل بالتدبير والتصرف.
د- نقص قوَّتها، فلا تقاتل ولا يُسهَم لها.
هـ- ما يعتري المرأة من العوارض الطبيعية من حمل وولادة، وحيض ونفاس، فيشغلها عن مهمة القوامة الشاقة.
و- أنها على النصف من الرجل في الشهادة-كما مر-وفي الدية، والميراث، والعقيقة، والعتق.
هذه بعض الخصائص التي يتميز بها الرجل عن المرأة.
قال الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-: (ولا ينازع في تفضيل اللهِ الرجلَ على المرأة في نظام الفطرة إلا جاهل أو مكابر؛ فهو أكبر دماغاً، وأوسع عقلاً، وأعظم استعداداً للعلوم، وأقدر على مختلف الأعمال).

وبعد أن استبان لنا عظم شأن القوامة، وأنها أمر يأمر به الشرع، وتقره الفطرة السوية، والعقول السليمة-فهذا ذكر لبعض ما قاله بعض الغربيين من الكتاب وغيرهم في شأن القوامة؛ وذلك من باب الاستئناس؛ لأن نفراً من بني جلدتنا لا يقع الدليل موقعه عندهم إلا إذا صدر من مشكاة الغرب.
أ- تقول جليندا جاكسون حاملة الأوسكار التي منحتها ملكة بريطانيا وساماً من أعلى أوسمة الدولة، والتي حصلت على جائزة الأكاديمية البريطانية، وجائزة مهرجان مونتريال العالمي تقول: (إن الفطرة جعلت الرجل هو الأقوى والمسيطر بناءً على ما يتمتع به من أسباب القوة تجعله في المقام الأول بما خصه الله به من قوة في تحريك الحياة، واستخراج خيراتها، إنه مقام الذاتية عند الرجل التي تؤهله تلقائياً لمواجهة أعباء الحياة وإنمائها، واطراد ذلك في المجالات الحياتية).
ب- الزعيمة النسائية الأمريكية (فليش شلافي) دعت المرأة إلى وجوب الاهتمام بالزوج والأولاد قبل الاهتمام بالوظيفة، وبوجوب أن يكون الزوج هو رب الأسرة وقائد دفتها.
ج- وفي كتاب صدر أخيراً عن حياة الكاتبة الإنجليزية المشهورة (أجاثا كريستي) ورد فيه قولها: (إن المرأة الحديثة مُغَفَّلة؛ لأن مركزها في المجتمع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؛ فنحن النساء نتصرف تصرفاً أحمق؛ لأننا بذلنا الجهد خلال السنين الماضية؛ للحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجل.
والرجال ليسوا أغبياء؛ فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقاً من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج.
ومن المحزن أن نجد بعد أن أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف الضعيف أننا نعود اليوم لنساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده).
د- وتقول طبيبة نفسية أمريكية: (أيما امرأة قالت: أنا واثقة بنفسي، وخرجت دون رقيب أو حسيب فهي تقتل نفسها وعفتها).
هذا ما يقول العقلاء من أولئك القوم، فماذا يقول العلم الحديث في ذلك الشأن؟
لقد أثبت العلم الحديث أخيراً وَهْمَ محاولات المساواة بين الرجل والمرأة، وأن المرأة لا يمكن أن تقوم بالدور الذي يقوم به الرجل؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب-وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال، والقيام بنفس الأدوار.
وقد أجرى طبيب الأعصاب في جامعة (بيل) الأمريكية بحثاً طريفاً رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، فوجد أن الرجال بصفة عامة يستعملون الجانب الأيسر من المخ، أما المرأة فتستعمل الجانبين معاً.
وفي هذا دليل-كما يقول أستاذ جامعة بيل-أن نصْفَ مُخِّ الرجل يقوم بعمل لا يقدر عليه مُخُّ المرأة إلا بشطريه.
وهذا يؤكد أن قدرات الرجل أكبر من قدرات المرأة في التفكير، وحل المشكلات.
وهذا ما اكتشفه البروفيسور ريتشارد لين من القسم السيكيولوجي في جامعة ألستر البريطانية حيث يقول: (إن عدداً من الدراسات أظهرت أن وزن دماغ الرجل يفوق مثيله النسائي بحوالي أربع أوقيات).
وأضاف لين: (أنه يجب الإقرار بالواقع، وهو أن دماغ الذكور أكبر حجماً من دماغ الإناث، وأن هذا الحجم مرتبط بالذكاء).
وقال: (إن أفضلية الذكاء عند الذكور تشرح أسباب حصول الرجال في بريطانيا على ضعفي ما تحصل عليه النساء من علامات الدرجة الأولى).
وسواء صح ما قالوه أم لم يصح فإن الله-سبحانه-أخبرنا في كتابه بالاختلاف بين الجنسين على وجه العموم فقال-عز وجل-: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى) آل عمران: 36.
فكل ميسر لما خلق له، وكل يعمل على شاكلته.
ولا يفهم من خلال ما مضى أن ضعف المرأة ونقصها الخلْقي يعد من مساوئها بل هو من أعظم محاسنها.
قال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-: (ألا ترى أن الضعف الخِلْقيَّ والعجز عن الإبانة في الخصام عيب ناقص في الرجال مع أنه يعد من جملة محاسن النساء التي تجذب إليها القلوب.
قال جرير:

إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحين قتلانا
يَصْرَعْن ذا اللب حتى لا حراك به *** وهن أضعف خلق الله أركانا

وقال ابن الدمينة:

بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له *** ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
فلم يعتذرْ عُذْرَ البريء ولم تزل *** به سكتة حتى يقال مريب

فالأول تشبيب بهن بضعف أركانهن، والثاني بعجزهن عن الإبانة في الخصام كما قال-تعالى-: (وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) الزخرف: 18.
ولهذا التباين في الكمال والقوة بين النوعين صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (اللعن على من تشبه منهما بالآخر).
وقال-رحمه الله-بعد أن ذكر بعض الأدلة على فضيلة الذكر على الأنثى: (فإذا عرفت من هذه أن الأنوثة نقص خلقي، وضعف طبيعي-فاعلم أن العقل الصحيح الذي يدرك الحكم والأسرار يقضي بأن الناقص الضعيف بخلقته وطبيعته يلزم أن يكون تحت نظر الكامل في خلقته، القوي بطبيعته؛ ليجلب له ما لا يقدر على جلبه من النفع، ويدفع عنه ما لا يقدر على دفعه من الضر).

ومن إكرام الإسلام للمرأة: أن أباح للرجل أن يعدد، فيتزوج بأكثر من واحدة، فأباح له أن يتزوج اثنتين، أو ثلاثاً، أو أربعاً، ولا يزيد عن أربع بشرط أن يعدل بينهن في النفقة، والكسوة، والمبيت، وإن اقتصر الزوج على واحدة فله ذلك.
هذا وإن في التعدد حكماً عظيمة، ومصالح كثيرة لا يدركها الذين يطعنون في الإسلام، ويجهلون الحكمة من تشريعاته، ومما يبرهن على الحكمة من مشروعية التعدد مايلي:
1- أن الإسلام حرم الزنا، وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوق الحصر والعد، والتي منها: اختلاط الأنساب، وقتل الحياء، والذهاب بالشرف وكرامة الفتاة؛ إذ الزنا يكسوها عاراً لا يقف حده عندها، بل يتعداه إلى أهلها وأقاربها.
ومن أضرار الزنا: أن فيه جناية على الجنين الذي يأتي من الزنا؛ حيث يعيش مقطوع النسب، محتقراً ذليلاً.
ومن أضراره: ما ينتج عنه من أمراض نفسية وجسدية يصعب علاجها، بل ربما أودت بحياة الزاني كالسيلان، والزهري، والهربس، والإيدز، وغيرها.
والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّد في تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد فيه الإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهو الزواج، حيث شرع الزواج، وأباح التعدد فيه كما مضى.
ولا ريب أن منع التعدد ظلم للرجل وللمرأة؛ فمنعه قد يدفع إلى الزنا؛ لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في كل زمان ومكان، ويتجلى ذلك في أيام الحروب؛ فَقَصْر الزواج على واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وذلك يسبب لهن الحرج، والضيق، والتشتت، وربما أدى بهن إلى بيع العرض، وانتشار الزنا، وضياع النسل.
2- أن الزواج ليس متعة جسدية فحسب: بل فيه الراحة، والسكن، وفيه-أيضاً-نعمة الولد، والولد في الإسلام ليس كغيره في النظم الأرضية؛ إذ لوالديه أعظم الحق عليه؛ فإذا رزقت المرأة أولاداً، وقامت على تربيتهم كانوا قرة عين لها؛ فأيهما أحسن للمرأة: أن تنعم في ظل رجل يحميها، ويحوطها، ويرعاها، وترزق بسببه الأولاد الذين إذا أحسنت تربيتهم وصلحوا كانوا قرة عين لها؟ أو أن تعيش وحيدة طريدة ترتمي هنا وهناك؟ !.
3- أن نظرة الإسلام عادلة متوازنة: فالإسلام ينظر إلى النساء جميعهن بعدل، والنظرة العادلة تقول بأنه لابد من النظر إلى جميع النساء بعين العدل.
إذا كان الأمر كذلك؛ فما ذنب العوانس اللاتي لا أزواج لهن؟ ولماذا لا يُنظر بعين العطف والشفقة إلى من مات زوجها وهي في مقتبل عمرها؟ ولماذا لا ينظر إلى النساء الكثيرات اللواتي قعدن بدون زواج؟.
أيهما أفضل للمرأة: أن تنعم في ظل زوج معه زوجة أخرى، فتطمئن نفسها، ويهدأ بالها، وتجد من يرعاها، وترزق بسببه الأولاد، أو أن تقعد بلا زواج البتة؟.
وأيهما أفضل للمجتمعات: أن يعدد بعض الرجال فيسلم المجتمع من تبعات العنوسة؟ أو ألا يعدد أحد، فتصطلي المجتمعات بنيران الفساد؟.
وأيهما أفضل: أن يكون للرجل زوجتان أو ثلاث أو أربع؟ أو أن يكون له زوجة واحدة وعشر عشيقات، أو أكثر أو أقل؟.
4- أن التعدد ليس واجباً: فكثير من الأزواج المسلمين لا يعددون؛ فطالما أن المرأة تكفيه، أو أنه غير قادر على العدل فلا حاجة له في التعدد.
5- أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل: وذلك من حيث استعدادها للمعاشرة؛ فهي غير مستعدة للمعاشرة في كل وقت، ففي الدورة الشهرية مانع قد يصل إلى عشرة أيام، أو أسبوعين كل شهر.
وفي النفاس مانع-أيضاً-والغالب فيه أنه أربعون يوماً، والمعاشرة في هاتين الفترتين محظورة شرعاً، لما فيها من الأضرار التي لا تخفى.
وفي حال الحمل قد يضعف استعداد المرأة في معاشرة الزوج، وهكذا.
أما الرجل فاستعداده واحد طيلة الشهر، والعام؛ فبعض الرجال إذا منع من التعدد قد يؤول به الأمر إلى سلوك غير مشروع.
6- قد تكون الزوجة عقيماً لا تلد: فيُحْرَمُ الزوج من نعمة الولد، فبدلاً من تطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى ولود.
وقد يقال: وإذا كان الزوج عقيماً والزوجة ولوداً؛ فهل للمرأة الحق في الفراق؟.
والجواب: نعم فلها ذلك إن أرادت.
7- قد تمرض الزوجة مرضاً مزمناً: كالشلل وغيره، فلا تستطيع القيام على خدمة الزوج؛ فبدلاً من تطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى.
8- قد يكون سلوك الزوجة سيئاً: فقد تكون شرسة، سيئة الخلق لا ترعى حق زوجها؛ فبدلاً من تطليقها يبقي الزوج عليها، ويتزوج بأخرى؛ وفاء للزوجة، وحفظاً لحق أهلها، وحرصاً على مصلحة الأولاد من الضياع إن كان له أولاد منها.
9- أن قدرة الرجل على الإنجاب أوسع بكثير من قدرة المرأة: فالرجل يستطيع الإنجاب إلى ما بعد الستين، بل ربما تعدى المائة وهو في نشاطه وقدرته على الإنجاب.
أما المرأة فالغالب أنها تقف عن الإنجاب في حدود الأربعين، أو تزيد عليها قليلاً؛ فمنع التعدد حرمان للأمة من النسل.
10- أن في الزواج من ثانية راحة للأولى: فالزوجة الأولى ترتاح قليلاً أو كثيراً من أعباء الزوجية؛ إذ يوجد من يعينها ويأخذ عنها نصيباً من أعباء الزوج.
ولهذا، فإن بعض العاقلات إذا كبرت في السن وعجزت عن القيام بحق الزوج أشارت عليه بالتعدد.
11- التماس الأجر: فقد يتزوج الإنسان بامرأة مسكينة لا عائل لها، ولا راع، فيتزوجها بنيَّة إعفافها، ورعايتها، فينال الأجر من الله بذلك.
12- أن الذي أباح التعدد هو الله-عز وجل-: فهو أعلم بمصالح عباده، وأرحم بهم من أنفسهم.
وهكذا يتبين لنا حكمة الإسلام، وشمول نظرته في إباحة التعدد، ويتبين لنا جهل من يطعنون في تشريعاته.

ومن إكرام الإسلام للمرأة أن جعل لها نصيباً من الميراث؛ فللأم نصيب معين، وللزوجة نصيب معين، وللبنت وللأخت ونحوها نصيب على نحو ما هو مُفَصَّل في مواضعه.
ومن تمام العدل أن جعل الإسلام للمرأة من الميراث نصف ما للرجل، وقد يظن بعض الجهلة أن هذا من الظلم؛ فيقولون: كيف يكون للرجل مثل حظ الأنثيين من الميراث؟ ولماذا يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل؟.
والجواب أن يقال: إن الذي شرع هذا هو الله الحكيم العلم بمصالح عباده.
ثم أي ظلم في هذا؟ إن نظام الإسلام متكامل مترابط؛ فليس من العدل أن يؤخذ نظام، أو تشريع، ثم ينظر إليه من زاوية واحدة دون ربطه بغيره، بل ينظر إليه من جميع جوانبه؛ فتتضح الصورة، ويستقيم الحكم.
ومما يتبين به عدل الإسلام في هذه المسألة: أن الإسلام جعل نفقة الزوجة واجبة على الزوج، وجعل مهر الزوجة واجباً على الزوج-أيضاً-.
ولنفرض أن رجلاً مات، وخلَّف ابناً، وبنتاً، وكان للابن ضعف نصيب أخته، ثم أخذ كل منهما نصيبه، ثم تزوج كل منهما؛ فالابن إذا تزوج مطالب بالمهر، والسكن، والنفقة على زوجته وأولاده طيلة حياته.
أما أخته فسوف تأخذ المهر من زوجها، وليست مطالبة بشيء من نصيبها لتصرفه على زوجها، أو على نفقة بيتها أو على أولادها؛ فيجتمع لها ما ورثته من أبيها، مع مهرها من زوجها، مع أنها لا تُطَالب بالنفقة على نفسها وأولادها.
أليس إعطاء الرجل ضعف ما للمرأة هو العدل بعينه إذاً؟

هذه هي منزلة المرأة في الإسلام؛ فأين النظم الأرضية من نظم الإسلام العادلة السماوية، فالنظم الأرضية لا ترعى للمرأة كرامتها، حيث يتبرأ الأب من ابنته حين تبلغ سن الثامنة عشرة أو أقل؛ لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها، ولقمة تسد جوعتها، وربما كان ذلك على حساب الشرف، ونبيل الأخلاق.
وأين إكرامُ الإسلام للمرأة، وجَعْلُها إنساناً مكرماً من الأنظمة التي تعدها مصدر الخطيئة، وتسلبها حقها في الملكية والمسؤولية، وتجعلها تعيش في إذلال واحتقار، وتعدها مخلوقاً نجساً؟.
وأين إكرام الإسلام للمرأة ممن يجعلون المرأة سلعة يتاجرون بجسدها في الدعايات والإعلانات؟.
وأين إكرام الإسلام لها من الأنظمة التي تعد الزواج صفقة مبايعة تنتقل فيه الزوجة؛ لتكون إحدى ممتلكات الزوج؟ حتى إن بعض مجامعهم انعقدت؛ لتنظر في حقيقة المرأة وروحها أهي من البشر أو لا؟ !.
وهكذا نرى أن المرأة المسلمة تسعد في دنياها مع أسرتها وفي كنف والديها، ورعاية زوجها، وبر أبنائها سواء في حال طفولتها، أو شبابها، أو هرمها، وفي حال فقرها أو غناها، أو صحتها أو مرضها.
وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة في بعض بلاد المسلمين أو من بعض المنتسبين إلى الإسلام-فإنما هو بسبب القصور والجهل، والبُعد عن تطبيق شرائع الدين، والوزر في ذلك على من أخطأ والدين براء من تبعة تلك النقائص.
وعلاج ذلك الخطأ إنما يكون بالرجوع إلى هداية الإسلام وتعاليمه؛ لعلاج الخطأ.
هذه هي منزلة المرأة في الإسلام على سبيل الإجمال: عفة، وصيانة، ومودة، ورحمة، ورعاية، وتذمم إلى غير ذلك من المعاني الجميلة السامية.
أما الحضارة المعاصرة فلا تكاد تعرف شيئاً من تلك المعاني، وإنما تنظر للمرأة نظرة مادية بحتة، فترى أن حجابها وعفتها تخلف ورجعية، وأنها لابد أن تكون دمية يعبث بها كل ساقط؛ فذلك سر السعادة عندهم.
وما علموا أن تبرج المرأة وتهتكها هو سبب شقائها وعذابها.
وإلا فما علاقة التطور والتعليم بالتبرج والاختلاط وإظهار المفاتن، وإبداء الزينة، وكشف الصدور، والأفخاذ، وما هو أشد؟ !.
وهل من وسائل التعليم والثقافة ارتداء الملابس الضيقة والشفافة والقصيرة؟!.
ثم أي كرامة حين توضع صور الحسناوات في الإعلانات والدعايات؟!
ولماذا لا تروج عندهم إلا الحسناء الجميلة، فإذا استنفذت السنوات جمالها وزينتها أهملت ورميت كأي آلة انتهت مدة صلاحيتها؟ !.
وما نصيب قليلة الجمال من هذه الحضارة؟ وما نصيب الأم المسنة، والجدة، والعجوز؟.
إن نصيبها في أحسن الأحوال يكون في الملاجىء، ودور العجزة والمسنين؛ حيث لا تُزار ولا يُسأل عنها.
وقد يكون لها نصيب من راتب تقاعد، أو نحوه، فتأكل منه حتى تموت؛ فلا رحم هناك، ولا صلة، ولا ولي حميم.
أما المرأة في الإسلام فكلما تقدم السن بها زاد احترامها، وعظم حقها، وتنافس أولادها وأقاربها على برها-كما سبق-لأنها أدَّت ما عليها، وبقي الذي لها عند أبنائها، وأحفادها، وأهلها، ومجتمعها.
أما الزعم بأن العفاف والستر تخلف ورجعية-فزعم باطل، بل إن التبرج والسفور هو الشقاء والعذاب، والتخلف بعينه، وإذا أردت الدليل على أن التبرج هو التخلف فانظر إلى انحطاط خصائص الجنس البشري في الهمج العراة الذين يعيشون في المتاهات والأدغال على حال تقرب من البهيمية؛ فإنهم لا يأخذون طريقهم في مدارج الحضارة إلا بعد أن يكتسوا.
ويستطيع المراقب لحالهم في تطورهم أن يلاحظ أنهم كلما تقدموا في الحضارة زادت نسبة المساحة الكاسية من أجسادهم، كما يلاحظ أن الحضارة الغربية في انتكاسها تعود في هذا الطريق القهقرى درجة درجة حتى تنتهي إلى العري الكامل في مدن العراة التي أخذت في الانتشار بعد الحرب العالمية الأولى، ثم استفحل داؤها في السنوات الأخيرة.
وهكذا تبين لنا عظم منزلة المرأة في الإسلام، ومدى ضياعها وتشردها إذا هي ابتعدت عن الإسلام.
هذه نبذة يسيرة، وصور موجزة من تكريم الإسلام للمرأة.

مكانة المرأة في الإسلام /2

مكانة المرأة في الإسلام

الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد ملء السماوات والأرض فكل الحمد لك اللهم لك الشكر ملء السماوات والأرض فكل الشكر لك نحمدك على نعمة الإسلام والإيمان والقرآن ونحمدك على أن هديتنا للإسلام وجعلتنا من أمة خير الأنام صلوات الله وسلامه عليه نشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسأل الله عز وجل أن يجعل هذه الدقائق في ميزان الحسنات في يوم تعز فيه الحسنات في يوم الحسرات وأن يجعل من تسبب في ذلك بشيء قليل أو كثير يجعل هذه في ميزانه وأن يجعلها له من الباقيات الصالحات هو ولي ذلك والقادر عليه أيتها الأخوات المؤمنات إدارة ومعلمات وطالبات ومنسوبات أوصيكن ونفسي بتقوى الله عز وجل وأن نقدم لأنفسنا أعمال تبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور) يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر يوم الحاقة والطامة والقارعة والزلزلة والصاخة (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)

أيتها الأخوات من أنتن لولا الإسلام والإيمان والقرآن؟ أنتن بالإسلام وبالإيمان والقرآن شيء وبدونها والله لا شيء، ولعلكنَّ تُعِرنني أسماعكنَّ قليلا، لتعرفن تلك النعمة التي أنتنَّ تعِشْنَها في هذه الأيام، يوم تسمعْن لحال المرأة في عصور الجاهلية، وأنتنَّ تتبوأن نعمة الهداية. كيف كانت المرأة؟ كانت سلعة تُباع وتُشترى، يُتشاءم منها وتُزدرى، تُبَاع كالبهيمة والمتاع، تُكْرَه على الزواج والبِغَاء، تُورث ولا تَرث، تُملَك ولا تَمْلِك، للزوج حق التصرف في مالها –إن ملكت مالها- بدون إذنها، بل لقد أُخْتلِفَ فيها في بعض الجاهليات، هل هي إنسان ذو نفس وروح كالرجل أم لا؟ ويقرر أحد المجامع الروسية أنها حيوان نَجِس يجب عليه الخدمة فحسب، فهي ككلب عَقُور، تُمنَع من الضَّحِك –أيضا-؛ لأنها أحبولة شيطان، وتتعدد الجاهليات، والنهاية والنتيجة واحدة. جاهلية تبيح للوالد بيع ابنته، بل له حق قتلها ووأدها في مهدها، ثم لا قِصاص ولا قَصاص فيمن قتلها ولا دِيَة، إن بُشِّر بها ظلَّ وجهه مسودًا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به، أيُمْسِكَه على هونٍ، أم يدسُّه في التراب.
وعند اليهود إذا حاضت تكون نجسة، تنجس البيت، وكل ما تَمسُّه من طعام أو إنسان أو حيوان، وبعضهم يطردها من بيته؛ لأنها نجسة، فإذا تطهَّرت عادت لبيتها، وكان بعضهم ينصب لها خيمة عند بابه، ويضع أمامها خبزا وماء كالدابة، ويجعلها فيها حتى تطهر.
وعند الهنود الوثنيين عُبَّاد البقر يجب على كل زوجة يموت زوجها أن يُحرق جسدها حية على جسد زوجها المحروق.
وعند بعض النصارى أن المرأة ينبوع المعاصي، وأصل السيئات، وهي للرجل باب من أبواب جهنم، هذا كله قبل بعثة محمد –صلى الله عليه وسلم-.

فهل أتاكنَّ أيتها المؤمنات المسلمات القانتات، بل هل أتاكنَّ يا بنات حواء في هذا العالم كله أنباء ما جاء به نبي الرحمة والهدى محمد –صلى الله عليه وسلم- من التعاليم في حقِّكنَّ فحمدتنَّ الله على ما تبوأتنَّ به من هذه النعمة. بعد تلك المهانة والذِلَّة، يأتي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليرفع مكانة المرأة، ليُعلي شأنها، فإذا به –صلى الله عليه وسلم- يبايع النساء بيعة مستقلة عن الرجال، وإذا بالآيات تتنزل، وإذا المرأة فيها إلى جانب الرجل تكُلَّف كما يُكَلَّف الرجل إلا فيما اختصت به. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم من نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) (وَاللهُ جَعَلَ لَكُم منْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم منْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) صفات صالحة في الرجال، ما ذكرها الله إلا وذكر في جانبها النساء، والصالحة كذلك. (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ) (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) وإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مدة ليست باليسيرة يقول: "إنما النساء شقائق الرجال" وإذا به -صلى الله عليه وسلم- بعدها يقول في خطبته الشهيرة: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عَوَان "يعني أسيرات، ثم يقول -صلى الله عليه وسلم- رافعًا شأن المرأة، وشأن من اهتم بالمرأة على ضوابط الشرع: " خياركم خياركم لنسائهم، خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" صلوات الله وسلامه عليه. يأتيه [ابن عاصم المنقري]؛ ليحدثه عن ضحاياه، وعن جهله المُطْبِق، ضحاياه المؤودات فيقول : لقد وأدت يا رسول الله اثنتي عشرة منهن، فيقول –صلى الله عليه وسلم-: "من لا يَرحم لا يُرحم ،من كانت له أنثى فلم يَئدْها، ولم يُهِنْها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله –عز وجل وتعالى- بها الجنة ". ثم يقول –صلوات الله وسلامه عليه-: "من عَالَ جاريتيْن حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضمَّ بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه" ثم يقول –صلى الله عليه وسلم:" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم لا يفتر، أو كالصائم لا يفطر" أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-: أمٌّ مكرَّمَة مع الأب، أُمِرْنَا بحسن القول لهما (فَلاَ تَقُل لهما أُفٍّ) وحسن الرعاية (وَلاَ تَنْهَرْهُمَا) وحسن الاستماع إليهما والخطاب (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) وحسن الدعاء لهما (وَقُل رّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبّيَانِي صَغِيرًا). أمٌّ مكرَّمة مقدَّمة على الأبِّ في البرِّ. "من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك". يأتي [جاهمة] إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد الجهاد في سبيل الله من >اليمن<، قد قطع الوِهَاد والوِجَاد حتى وصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أردت يا رسول الله أن أغزو وجئت لأستشيرك، فقال -صلى الله عليه وسلم-": هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: الْزمها؛ فإن الجنة عند رجليها " أو كما قال صلى الله عليه وسلم. بل أوصى –صلى الله عليه وسلم- بالأم وإن كانت غير مسلمة. فها هي [أسماء] تقول: "قدمت أمي عليَّ، وهي ما زالت مشركة، فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: قدمت أمي وهي راغبة أَفأَصِلُها؟ قال: نعم –صلى الله عليه وسلم-، صِلي أمك".
ليس هذا فحسب، بل أنزل الله فيكِ سورة كاملة باسم سورة النساء، وخصَّكِ بأحكام خاصة، وكرَّمك، وطهَّرك، واصطفاك، ورفع منزلتك، ووعظك، وذكَّرك، وجعلك راعية ومسؤولة، وأرجو من الله –عز وجل- أن تكوني كذلك، فالأمل –والله- فيكن –أيتها المؤمنات المتعلمات- كبير، والمسئولية –والله- عليكن عظيمة وجسيمة. راعيات في المدارس، راعيات في البيوت، فلتكنَّ قدوات، قدوات في المظاهر، وقدوات في المخابر، قدوات في القول، وفي العمل، وفي كل أمورِكن؛ فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي رفع شأنكن بهذا الدين يقول: "وما من راعٍ استرعاه الله رعية فضيَّعهم، أو بات غاشًا لهم إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة ". منذ بزوغ فجر الرسالة –يا أيتها المسلمة- والمرأة مُكرَّمة معزَّزة تقوم بدورها إلى جانب الرجل تؤازره، تشد من عزمه، تقوي همَّته، تناصره، تحفظه إن غاب، تسرُّهُ إذا حضر إليها، ثم تنال بعد ذلك نصيبها في شرف الدعوة إلى الله –عز وجل- . وتنال نصيبها من الإيذاء في سبيل الله. فها هي [سمية]، ما سمية؟! سمية أول شهيدة في الإسلام، وهاهو ابنها وزوجها يُعذَّبون، يُلبسون أذرع الحديد، ثم يُصهرون في الشمس، في رمضاء <مكة>، وما أدراكم ما تلك الرمضاء؟! ثم يمرُّ –صلى الله عليه وسلم- وهم يُعذَّبون بـ>الأبطح<، وهو في بداية دعوته لا يملك لنفسه شيئًا بل لا يملك ما يدفع به عنهم وعنها، فيقول: "اصبروا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة" وذات يوم بالعشي يأتي [أبو جهل] إلى [سمية]، فيسبها، ويشتمها، ويتكلم بكل كلمة وَقِحَة ومهينة، وهي ثابتة بإيمانها، راسخة بيقينها، لا تلتفت إلى وقاحته، ولا تنظر إلى سفالته، وإنما رنت عينها مباشرة إلى جِنَانٍ ذاكية، وإلى منازل ذاكية، في دار النعيم والرِّضوان والتكريم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها، نظرت إلى هناك ولم ترد عليه ليتقدم -أخزاه الله- إلى تلك العجوز الضعيفة الكبيرة فيطعنها بالحربة في موطن عِفَّتِها، لم يرحم ضعفها ولا عَجْزَهَا لتسقط؛ فتكون أول شهيدة في الإسلام، ثم يموت زوجها بعد ذلك بالعذاب فيحتسبها، ثم يحتسبه أبناء هذا الرجل، ويشاء الله أن يعيش ابنها [عمار] حتى يرى قاتل أمه يوم >بدر < مجدلاً على الأرض، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له: " قتل الله قاتل أمك يا عمار، قتل الله قاتل أمك يا عمار".
أخواتي المؤمنات؛ ونَعِمَت المرأة في ظل الإسلام قرونًا، ولا زالت تنعم بذلك حتى جاءت جاهلية هذا القرن والذي قبله، فوأدت المرأة وأدًا معنويًا، أمثل خطرًا من وأد الجاهلية. فإن الموءودة في الجنة كما أخبر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم-.
أما موءودة هذا القرن فهي التي وأدت نفسها، وباعت عفَّتها، وأهدرت حياءها، لا تجد الجنة، ولا تجد ريحها، كاسية عارية، مائلة مُمِيلة، لا تجد عرف الجنة، وإن ريح الجنة ليوجد من مسافة كذا وكذا، أصغت بأذنها إلى الدعاة على أبواب جهنم، فقذفوها في جهنم، فشقيت وخسرت دنياها وأخراها، فهي تعض أصابع الندم هنا ويوم القيامة، نسأل الله –عز وجل- أن يتجاوز عنَّا، وعن العاصيات من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-. يا أمَةَ الله تجيء جاهلية هذا القرن في صور متعددة؛ في صورة المشفق عليك، الضاحك ظاهرًا، وهو يريد قتلك باطنًا.
إذا رأيت نِيُوبَ اللَّيثِ بارزةً *** فلا تظنِّين أنَّ اللَّيث يبتسمُ
جاءت هذه الجاهلية في صورة المشفق عن طريق مجلة، أو عن طريق صفحة جريدة، أو أغنية فاجرة، أو مسلسلة، أو تمثيلية، أو جهاز استقبال، يريدون منكِ أن تكوني عاهرة، سافرة، فاجرة، يريدون أن تكوني بهيمة في مِسْلاخِ بشر. حاشاك يا ابنة الإسلام، ويا حفيدة [سمية] و[أسماء].

اسمعي لقائلهم سمع الكبار يوم يقول وهو أحد الكفار الذي يتربص بك وبأخواتك وبالمؤمنين الدوائر يقول: لا تستقيم حالة الشرق الإسلامي لنا حتى يُرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويُغطَّى به القرآن، وحتى تؤتى الفواحش والمنكرات. وخاب وخَسِر.
ويقول الآخر: مزِّقيه مزِّقيه بلا ريث، فقد كان حارسًا كذابًا -يخاطب بذلك الحجاب-.
ويقول الآخر: إلى متى تحملين هذه الخيمة؟.
ويقول آخر: ينبغي أن تبحثي عن قائد يقودك إلى المدرسة والكليَّة .
ويقول آخر: لابد أن نجعل المرأة رسولاً لمبادئنا، ونخلِّصها من قيود الدين. خاب وخسر.
ويقول الآخر: إن الحجاب خاص بزوجات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
فأين تنطلي مثل هذه الأمور؟ وأين هذا من القرآن؟ إنه لم يعرف القرآن، ولو عرف القرآن لقرأ قول الله في القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ)
ويقول أحدهم -وهو [قاسم أمين]، من الذين تأثروا بالغرب- يقول: إن الحجاب ضرر على المرأة؛ فهو معرقل لحياتها اليومية يضرب بالآيات عرض الحائط، ويحكِّم عقله، وينظر إلى الغرب الهائم. فعامله الله –عز وجل- بما يستحق.
وآخر يقول: كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية مالا يفعله ألف مدفع؛ فأغرقوهم في الشهوات والملذَّات.
كيف جاءت هذه الأمور؟ إنها لم تأتنا إلا من أعداء الإسلام، على طريقة من؟! على طريقة الذين رُبُّوا على أفكار أولئك.
يخرج [سعد زغلول] منفيًا مُرتبًا له من مصر إلى بريطانيا أيام الاحتلال، ليعود من هناك وهو بطل وزعيم وطني قومي، وقد رُتِّب له الأمر، فإذا بسرادق النساء في استقباله، وإذا بزوجته [صفية زغلول] –انتسبت إليه، ولا تنسب إلى أبيها على طريقة الغربيات الكابرات- تأتي معه على ظهر الباخرة، وتصل إلى هناك، ولمَّا وصلت إلى هناك، وجاءوا لاستقباله إذا الأمر مرتب، ينزل وينطلق مباشرة إلى سرادق النساء، إلى سرادق الحريم المحجبات فتقوم [هدى شعراوي] –عاملها الله بما يستحق- تقوم إليه محجبة، فينطلق إليها ليمد يده –وقد مدَّ اليهودي قبل ذلك يده فدفع ثمن ذلك نفسه- يمد يده إلى حجابها ويرفع ذلك، وهي تضحك وتصفِّق، ويضحك ويصفِّق، ثم يصفِّق النساء لِيُعْلِنَّ الرَّذيلة من ذلك اليوم، وليبدأنَ في تقليد الكافرات، هذا هو عمله، فماذا فعلت؟ التي قامت بالدور بعد ذلك [هدى] و[صفيَّة] ، انطلقا في مظاهرة ظاهرها وهدفها مناوأة الاحتلال الإنجليزي، وانطلقا إلى ميدان الإسماعيلية، ليقفا في ذلك الميدان محجبات سود كالغربان، كما أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- ولكن لحاجة في نفسهن، رمين الحجاب ودُسْنَهُ بالأقدام، ثم أحرقْنَه في تلك الساحات، ليُعلنَّ التمرد على القيم والأخلاق الإسلامية، فماذا كان بعد ذلك؟! حصل في <مصر> ما حصل ، حصل فيها أن بدأ التغريب هناك على يد هؤلاء، وبين أيادي المؤمنات، وعلى مرأى المسلمين والمسلمات.
ماذا حصل؟! انطلقوا مباشرة، فإذا بالرجل ينطلق إلى جنب المرأة مباشرة، وإذا به يعمل معها، وإذا بها يخالطها في المدرسة تلميذًا ومعلِّمًا فيما بعد، وإذا بالأمور تنفرط، ليس هناك فتدب العدوى إلى بلاد عربية ، حتى يكاد لا يَسْلَم من ذلك بلد إلا من رحم الله، وقليل ما هم. وإذا بنا نئن ونشكو من اختلاط ، من رذيلة توأد، ومن طهر وعفاف يوأد، وإذا الفساد ينتشر، وإذا الداعية يطيح هنا وهناك، فإذا الآذان صُمَّت، واتجهت تقلِّد الغرب حتى في لباسها، قامت تقلدهم في الموضة والأزياء. جاءت هذه الصرعات فاستنفذت البيوت واستنفذت ميزانيات الأسر. حتى إنك لترى التي بلغت الخامسة عشر لا زال لباسها من فوق ركبتها، وتقول: لازلت صغيرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وما –والله- ذكرت من هؤلاء سواءً [هدى] أو [قاسم] أو [زغلول] أو غيرهم من الدعاة هنا وهناك إلا نماذج للدعاة على أبواب جهنم الذين ألقوا بحجابهم، وداسوه بالأقدام إنما يتَحَدَّوْن مشاعر المسلمين، والذين يكتبون لتحرير المرأة، والذين وقفوا بذلك الميدان وسموه ميدان التحرير إنما هو التحرر من الفضيلة والخُلُق والطُّهر ولاشك، يكتبون، والله يكتب ما يُبيِّتون هم وأذنابهم إلى يوم يبعثون. (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُم أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُم آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ) (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ). أختي المؤمنة؛ هل لهؤلاء ومن على أدرابهم من الكُتَّاب والراقصات والعاهرات أهلٌ لأن يَكُنَّ قدوة للصالحات المؤمنات القانتات الصابرات الخاشعات ؟ نعوذ بالله من الانتكاس ، ونسأل الله الثبات حتى الممات . أنت الطهر ، وأنت الفضيلة ، وأنت السُّمُوُّ ، والطهر لا يقتدي بالرِّجس والمهين ، والفضيلة لا تقتدي بالرذيلة ، والسمو لا يقتدي بالسُّفْل . خابوا وخسروا وتعسوا وانتكسوا .
أغيظيهم وقولي بلسان حالك ومقالك:
دعهم يعضوا على صُمِّ الحَصَى كمدًا *** من مات من غيظه منهم له كفن
إن آمالنا في المسلمة المتعلِّمة والمعلِّمة أن تكون أقوى من التحدِّيات، آمالنا في المسلمة في كل مكان وآمالنا في المسلمة في هذه الجزيرة أن تكون أقوى من التحديات، تعتز بدينها، تتمسك بعقيدتها ومبادئها وأخلاقها، بل وتدعو إليها؛ فذلك من دينها.
هاهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخبر ليلة الإسراء أنه كما قال: "فلما كانت الليلة التي أُسْرِيَ بي أتت علىَّ رائحة طيِّبة ، فقلت: ما هذا الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها" أتدرون ما خبر هذه المرأة؟ وما خبر هذه الماشطة؟ اسمعنَ إليها؛ فلعل فيها ما يثبِّت المرأة أمام شهواتها، وأمام رغباتها، والترغيب والترهيب عمومًا. هذه كانت تمشط بنت فرعون، ذات يوم من الأيام، وبينما هي تمشِّط بنت فرعون –وهو الذي يقول: أنا ربكم الأعلى- وإذا بالمِدْرَى يسقط من يديها، -المشط أو المِفْرَق التي تفرق به الشعر يسقط من يديها-، ويوم سقط من يديها قالت: باسم الله –وقد كانت تخفي إيمانها قبل ذلك- فقالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: باسم الله ربي، ورب أبيك، وربك رب العالمين جميعًا، فقالت: إذاً أخبره بذلك، قالت: افعلي، فذهبت وأخبرت أباها، فجاء في تكبُّره وتجبُّره، ووقف عندها، وقال: أو إنَّ لك ربًا غيري؟ أو إن لك ربًا غيري؟! قالت: ربي وربك ورب الجميع رب العالمين سبحانه وبحمده، فاغتاظ، وقال: أما أنت بمنتهية؟ قالت: لا، فقال: إذًا أعذب أو أقتل، قالت: (اقْضِ مَا أَنتَ قَاض إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا) فانطلق يعذِّبها، أوتد يديْها ورجليْها، وصنف عليها أنواع العذاب، فكانت تمزج حلاوة إيمانها بمرارة العذاب، فتطفو حلاوة الإيمان على مرارة العذاب، فتشتاق وتقول: إنما هي ساعات، وإلى جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. يرسل عليها العقارب لتلسعها علَّه أن يصل إلى قلبها، ثم يقول: أما أنت بمنتهية؟ فتقول: ربي وربك الله رب العالمين، فيعود ليرسل عليها الحيَّات لتنهشها، ثم يقول: أما أنت بمنتهية؟ فتقول: ربي وربك الله رب العالمين، ينوِّع عليها العذاب، ويصنف عليها ذلك، وهي راسخة بإيمانها وعقيدتها، قد علمت إنما هي سويعات، ثم تعود إلى الله –عز وجل- فماذا حصل؟ قال: إذاً أقتلك وأحرقك بالنَّار، قالت: (فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فأمر ببقرة من نحاس، قيل أنه قدِر على صورة بقرة، وقيل: إنها بقرة أُذِيبت، ثم جيء بها وبأولادها ليقفوا على طرف هذه النار، يقف على طرف هذه النار، ثم يأخذ واحدًا من أولادها، وقبل أن يأخذه قالت: لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قالت: أن تجمع عظامي مع عظام أولادي، ثم تدفننا في ثوب واحد، قال: ذلك لك علينا من الحق ، ثم رمى الولد الأول فوقفت ، فوقف أخوه الثاني وقال: اصبري يا أماه، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت، ثم رمى بالثاني، فقال الثالث: اصبري يا أماه؛ فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت. ويرمي بهم واحداً بعد الآخر، وهي تقول: ربي وربك الله رب العالمين. لم يبقَ سوى طفل على ثديها رضيع لم ينطق بعد في شهوره الأولى، فما كان منها إلا أن ترددت أن تلقي بنفسها مع أولادها من أجل هذا الرضيع، ويشاء الله، فيطلق الثدي وينطقه الله الذي تعبده؛ ربها ورب كل شيء، فيقول: يا أماه اقتحمي؛ لَعذابُ الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة، فتقتحم مع طفلها لتلقى الله- عز وجل-، راسخة ثابتة بإيمانها؛ فعليها رحمة الله ورضوانه. لم يقف الأمر عند ذلك، بل كانت [آسيا بنت مزاحم] زوج فرعون، والتي ربت [موسى] –صلوات الله وسلامه عليه- والتي قالت: (قُرَّتُ عَيْنٍ لي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) كانت تراقب الموقف وهي مؤمنة، ولم تعلن إيمانها بعد؛ خوفًا من أن يفتنها عن دينها، ولما رأت من الماشطة ما رأت، فقوي في قلبها إيمانها، وتعلقت بربها؛ رب العالمين. فجاء إليها ليخبرها متبجحًا وقد علمت ما حصل، فقال: فعلت بالماشطة كذا وكذا، فقالت: الويل لك، ما أجرأك على الله! الويل لك ما أجرأك على الله! الويل لك، ما أجرأك على الله! قال: لقد اعتراك جنون الماشطة، قالت: بل آمَنْتُ بالله ربي ورب الماشطة، وربك رب العالمين. آمنت بالله رب العالمين، فذهب إلى والدتها، وقال: لأذيقنَّها ما ذاقته الماشطة أو لترجع، فجاءت أمها –برحمتها وشفقتها عليها- تعرض عليها أن تتنازل عن دينها –وهي إنما تتنازل عن الجنة التي عرضها السماوات والأرض- فماذا كان منها؟ قالت: يا أماه أما أن أكفر بالله، فوالله لا أكفر بالله، عندها بدأ في التعذيب، أوتد يديْها ورجليها، وعرَّضها لأشعة الشمس، ووكَّلَ من يعذبها يصنف عليها أنواع العذاب ويقول: أما أنت بمنتهية؟ فتقول: لن أنتهي حتى ألقى الله –أو كما قالت- فيأتي بعد ذلك، ويقول: لأرمينك بكذا وكذا من الصخور – يهدِّد – قالت: لا أرجع عن ذلك أبدًا، فماذا يحصل بعد ذلك؟ كان الذين يعذبونها في حرارة الشمس ينصرفون عنها ويذهبون بعيدًا عنها؟ فإذا ذهبوا، نزلت الملائكة لتظلَّها بأجنحتها، ثم يرجع إليها ويعرض عليها مرة أخرى، فترفض فيرمي بالصخرة عليها لتلقى الله –عز وجل- ثابتة بإيمانها. هذا خبر من قبلنا من الأمم.

فما خبر من بعد البعثة؟ إن الخبر ليستلزم أن نقف عند [خديجة] –رضي الله عنها- تلك المؤمنة صاحبة الثراء، وصاحبة الجاه، وصاحبة المال، التي تزوجت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكانت أول مؤمنة به، وآزرته في محنته، وثبَّتته يوم خاف، ويوم عاصرت نزول القرآن من أول لحظاته، كانت أول مثبت للنبي –صلى الله عليه وسلم-، وهي التي جاء النبي –صلى الله عليه وسلم- منها الولد، وكان يذكر ذلك لها بعد موتها، رضي الله عنها، وصلى الله عليه وسلم. جاء إليها يومًا من الأيام، وهي تبكي بعد موت ابنها [القاسم]، فيقول: ما بك؟ قالت: دَرَّت لُبَينَة القاسم، فكان بودِّي لو عاش حتى يستكمل رضاعته، فقال –صلى الله عليه وسلم-: إن له في الجنة مرضعًا تستكمل له رضاعته، فهان عليها ما كان، ثم قامت معه حتى أنزل عليه الوحي، وجاء إليها يرتعش خائفًا مرتعدًا؛ لما رأى جبريل وهو يقول له: اقرأ، وهو يقول لها: زملوني ، دثِّروني، فيقول لها: والله يا خديجة لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتحمل الكلَّ، وتُقْرِى الضَّيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق. وقفت معه –صلى الله عليه وسلم- فقاسمته شدَّته ومحنته، وما تراجعت عن ذلك مع أنها صاحبة الجاه، وصاحبة السؤدد، وصاحبة المال، فزادت ذلك سؤددًا ومالاً وجاهًا يوم ارتقت لأن أفقد ولدي خير لي من أن أفقد حيائي وديني، إن الله خاطب رسوله فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ) ووالله ما أنا بخير منهن. فتخلقي بأخلاق أهل الإسلام، وارجعي إلى سِيَر هؤلاء الأعلام . وادعي إلى الله –عز وجل- فإنك مسؤولة عن علمك، ماذا عملت به أيتها المؤمنة فما عسى يكون الجواب؟ المرأة المسلمة على ثغرة عظيمة. فاللهَ اللهَ أن تؤتى البيوت من قِبَلِك. واللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبَلِك. واللهَ اللهَ أن يؤتى أبناء المسلمين من قبلك. هاهي مَثَل لك؛ لأن الخير يستمر في الأمة إلى قيام الساعة والأمثلة كثيرة في هذا العصر والذي قبله.
هاهي [بنان الطنطاوي]؛ ابنة الشيخ الوقور [على الطنطاوي] غفر الله لنا وله، وتجاوز عنا وعنه؛ زوجة [عصام العطار] علمت مسؤولية الزوجة في البيت، وآمنت بربها، ودعت بما تستطيع، وهيأت لذلك الداعية أن يدعو إلى الله –عز وجل-. انطلق يرد الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الغواية إلى الهدى والهداية، فأغاظ ذلك المنافقين، والذين يَشْرَقُونَ بالنور، والذين ما يعيشون إلا في الظلام، فما كان منهم إلا أن سجنوه في سجن من السجون، فأرسلت إليه رسالة، فما فحوى هذه الرسالة يا أيتها الداعية، يا أيتها المعلِّمة، يا أيتها المتعلِّمة؟ اسمعي إلى هذه الرسالة ماذا تقول لزوجها وهو في سجنه؟ تقول له: لا تحزن ولا تفكِّر فيَّ، ولا في أهلك، ولا في مالك، ولا في ولدك، ولكن فكِّر في دينك وواجبك ودعوتك؛ فإننا –والله- لا نطلب منك شيئًا يخصُّنا، وإنما نطلبك في الموقف السليم الكريم الذي يبيِّض وجهك، ويرضي ربك الكريم، يوم تقف بين يديْه حيثما كنت، وأينما كنت، أما نحن فالله معنا، ويكتب لنا الخير، وهو أعلم وأدرى سبحانه وأحكم.
انظر إلى هذه الكلمات، كيف وقفت معه وهو بعيد عنها، وقفت معه لأنها تعلم أنها على ثغرة وأنَّ ثغرةً ذهبت فسدَّت تلك الثغرة، ثم يشاء الله أن يخرج من ذلك السجن ليُشرَّد في ديار الغرب، وما أُخرج وما نُقِم منه إلا أن قال: ربي الله، واعتز بدينه ومبادئه، شُرِّد في بلاد الغرب ، ويبتليه الله –عز وجل- هناك أيضًا ليرفع درجته بإذن الله –عز وجل- ، ويوم ابتلاه الله –عز وجل- هناك بكونه يعيش بين الكفار، وكونه مشردًا عن أهله وغيرهم، يُبتلى بالشلل، يُشلُّ في ديار الغرب، لا أهل، ولا صاحب، ولا صديق، لكن له الله الذي أُخْرِج من أجله، وله الله الذي سُجِنَ من أجله، وله الله الذي دعا من أجله. فماذا فعلت هذه الزوجة؟ بعيدة عنه، بعيدة بجسمها لكن قلبها معه، وروحها معه، هدفها وهدفه واحد؛ وهو نشر دين الله، ولقاء الله، والتعامل مع الله –عز وجل-.
كتبت إليه رسالة هناك وقالت: لا تحزن يا [عصام]، ولا تأس، يرفع الله من يبتليه، إن عجزت عن السير سرت بأقدامنا، وإن عجزت عن الكتابة كتبت بأيدينا، والله معك، الله الله معك ولن يَتِرَك، ولن يضيع لك ما أنت فيه. ثم تنطلق بعد ذلك لتلحق به في ديار الغرب إلى هناك، لا لتجلس بجانبه تندب حظَّها، ولا لتجلس بجانبه وتقول: جَنَت الدعوة عليه، لا ، وإنما لتجلس بجانبه هناك، لتأخذ أفكاره، وتأخذ علمه، فيكتب هو بيدها، ويسير بقدمها، فتنشئ مركزًا إسلاميًا في ديار الكفر، فلا إله إلا الله . كم من تائبة تابت على يديها هناك، وكم من ضالة كافرةٍ لا تعرف شيئًا إلا الحياة البهيمية ردها الله على يد [بنان الطنطاوي]، هناك مع زوجها تستشيره ليعطيها المعلومات، فتنطلق ويأبى أولئك الذين يَشْرَقُون بهذا الدين أن يروا للخير قولة أو جولة، ويأتي ثلاثة رجال يبحثون عن ذلك المشلول في تلك البلاد، وما وجدوه إلا أن دلُّوا على شقته، فجاءوا فاقتحموها، وتقدموا على هذه الداعية المسكينة -امرأة في بيت غربة، وبعيدة، لكن معها الله الذي قدمت نفسها له- فإذا بها يُطلق عليها خمس رصاصات؛ في العنق، وفي الكتف، وفي الإبط، لتسقط مُدْرَجة بدمائها. أسأل الله أن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى. أسأل الله أن يكتب لها ولمن بعدها من أهلها النعيم المقيم السرمدي الأبدي الذي لا يزول. وأسأل الله أن يوقظ في بنات المسلمين ومعلمات ومتعلمات المسلمين نماذج مثل تلك النماذج، وأَعْظَمَ من تلك النماذج.

إن الأمة تنتظر منك الكثير والكثير. اعلمي أخيرًا أن طريق الجنة صعب، وأنه محفوف بالمكاره، لكن آخره السعادة الدائمة؛ أخبر بذلك من؟ أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه [مسلم] يوم يقول: "إن الله –عز وجل- لما خلق الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر ما أعددت لعبادي الصالحين فيها، فذهب؛ فإذا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فرجع إلى ربه، وقال: يا رب وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ،" لِما فيها من النعيم، ثم حفَّها الله بالمكاره، بما تكره النفس من التكاليف؛ من الأوامر ، من النواهي ، من الضوابط الشرعية التي يتنقل الإنسان بينها وفيها، حفَّها بهذا كله. ثم قال: ارجع فانظر إليها، فنظر إليها، فإذا هي حفَّت بكل ما تكرهه النفس، فماذا قال؟ رجع إلى ربه، وقال: وعزتك وجلالك قد خشيت ألا يدخلها أحد. النفس يا أيها الأحبة ، والله لا يدخلها إلا من زكىَّ نفسه . اسمعوا إلى الله وهو يقسم، يٌقسم مرات بعد مرات، يقسم بالضحى، وله أن يقسم بما شاء (وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) ثم يقول هناك: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) ثم الجواب يأتيك بعد هذه الأقسام المتعددة المغلظة العظيمة من الرب العظيم يقول: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) فوالله لن يفلح إلا من زكَّى نفسه بالإيمان بالله، والدعوة إلى الله -عز وجل-. وطريق النار سهل، ولكنه محفوف بالشهوات ، وآخره الشقاء الأبدي السرمدي الذي لا يزول. "لمَّا خلق الله النار -في نفس الحديث السابق- قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب إليها، فإذا هي سوداء مظلمة، يحطم بعضها بعضًا، ترمي بشرر كالقصر، كأنه جِمَالت صُفْر، فرجع إلى ربه وقال: وعزتك وجلالك ما يسمع بها أحد فيدخلها، ثم حفَّها الله بالشهوات، وبكل ما تشتهيه النفس، وبكل ما ترتاح له النفس، وبكل ما تهواه النفس، ثم قال: ارجع فانظر إليها، فرجع فنظر إليها، فإذا هي قد حفت بكل ما تشتهيه النفس، فرجع إلى ربه وقال: لقد خشيت ألا يبقى أحد إلا دخلها". إن التعامل مع الله عظيم، وإن المتعامل مع الله لا يخيبه الله رجلاً كان أو امرأة، فيا أيتها المؤمنة انوِالخير، واعملي الخير، فوالله لن تزالي بخير ما نويت الخير، وما عملت الخير.
اسمعي لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من همَّ بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات، ومن همَّ بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له سيئة واحدة". فضلا من الله ومِنَّة.
فيا ويل ويا ويل ويا ثبور من غلبت آحاده عشراته. حسنة واحدة، أو سيئة واحدة تغلب عشرات الحسنات. يا ويل من كان حاله على ذلك. فانتبهن وتقربن إلى الله -عز وجل- بما يرضى الله. تقربن إليه بالفرائض؛ فإن أحب ما يتقرب به إلى الله الفرائض، ثم تقربن بالنوافل؛ فإنه لا تزال المرأة تتقرب، والرجل يتقرب بالنوافل حتى يحبه الله، "فإذا أحببته -كما قال-: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه". فالهِمَّة الهمة؛ فإنها طريق إلى القمة. أسرعي ولا تنظري إلى الخلف، لا تنظري إلى أي عائق، واعلمي أن شبرًا بذراع، وأن ذراعًا بباع، وأن مشيًا بهرولة. فضلا من الله ومِنَّة. اصبري، وجِدِّي، ولا تسأمي، ولا تملي بالنصح، بالدعوة، بالقيام، بما أوجب الله عليكِ، فلا تنظري إلى لوم لائم، ولا إلى عتاب عاتب، ولا إلى هوى نفس أو شيطان. وإذا اجتمعت عليكِ هذه كلها، فانظري إلى منازل زاكية في جنان ورضوان. أدنى أهل الجنة فيها من يأتي بعد ما دخل أهل الجنة، فيقول الله له: ادخل الجنة، فيقول: يا رب وقد أخذ الناس منازلهم وسكنوا مساكنهم - يخيَّل إليه أنها ملأى- فيقول الله: ألا ترضى أن يكون لك مثل مَلِك من ملوك الدنيا؟ قال: بلى رضيت يا رب، قال: فإن لك مثله ومثله ومثله ومثله، وفي الخامسة يقول: رضيت يا رب رضيت. فيقول: ولك عشرة أمثاله، وما اشتهت نفسك، ولذَّت عينك وأنت فيها.

قولي خيرًا، وادعي خيرًا، وتكلمي خيرًا أو اصمتي؛ فكم كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان، وإن المرء ليقول الكلمة من سخط الله يكتب الله –عز وجل- لها بها سخطه إلى أن يلقاه.

أخيرًا. توبي إلى الله، واستغفري الله؛ فإن الشيطان قد قطع علي نفسه عهدًا، فقال: وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، والله يقطع العهد على نفسه –ورغمت أنف إبليس- وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
فاللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا، أرسل السماء علينا مدرارًا، وأقرَّ أعيننا بصلاح المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا أن تجعلنا من الصالحين، وأولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن تجعلنا ممن باع نفسه لله، فجعل همَّه الله والدار الآخرة.
أسأل الله أن يرينا من بنات المسلمين، وأمهات المسلمين، وأخوات المسلمين ما تقَرُّ به الأعين، صالحات، قانتات، تائبات، عابدات. أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، من كان سببًا في هذا الاجتماع، ومن ساهم فيه بأي مساهمة صَغُرَت أو كَبُرَت أن تجعل له ذلك في ميزان الحسنات عظيمًا عظيمًا؛ فأنت أهل التقوى، وأهل المغفرة. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين .

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"