بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 سبتمبر 2010

تعريف الفكاهة والظرف

عرف العرب الفكاهة، كما عرفتها الأمم الأخرى، وبخاصة بعد فتحهم العراق وفارس والشام ومصر، حيث تأثروا بما لدى تلك الأمم من حياة اجتماعية وثقافية جديدة، جعلتهم يصيرون إلى شيء من حياة الترف والبذخ، قادتهم إلى الاهتمام بألوان الفكاهة والترويح المختلفة، وقد شغف الخاصة والعامة على حدٍّ سواء بمجالس القصص والحكايات والهزل والنوادر.
وقد ظهرت في التراث العربي كثير من الشخصيات الفكاهية، وقد اشتهر منها أشعب وأبودلامة وأبو العِبَر. وتناول كثير من الأدباء العرب الفكاهة، لما لها من مزايا، واتخذ التأليف في هذا الباب صورتين: فريق من الكتاب عرض للفكاهة في ثنايا كتبه، كما فعل الجاحظ في كتاب الحيوان، وأبوحيان التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه: الأغاني، وغيرهم.
وهناك فريق آخر من الكُتَّاب، أفردوا الفكاهة بكتب خاصة، منهم: الجاحظ في كتابه: البخلاء وأبو الطيب محمد بن إسحاق الوشاء، في كتابه: الموشى أو الظَّرف والظُّرفاء. وأبو منصور الثعالبي في كتابه: لطائف اللطف. وأبو الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي في كتابيه: أخبار الحمقى والمُغفلين، وأخبار الظُّراف والمُتماجنين، والخطيب البغدادي في كتابه: التطفيل وحكايات الطُّفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم.
هي لون هزليٌ أدبيٌ موجه، يقوم على النقض المضحك أو التجريح الهازئ، معتمداً على أساليب ووسائط فنية مختلفة). والأساليب والوسائط التي يمكن أن توظف لصنع الوجه الساخر في الكلام كثيرة، ومنها: الصورة، والمبالغة الفنية، والتصوير الكاريكاتوري، والحوار، والحكاية، والمفردة ونحو ذلك. فالسخرية بهذا قد تكون في الشعر وقد تكون في النثر، وقد تكون لوناً أدبياً مميزاً في أدب أديب أو أمة، وقد تكون مجرد اتجاه يطبع الأسلوب بطابعه عند هذا الأديب أو ذاك.وبالنسبة للتداخل بين السخرية والفكاهة فإنه لا يقف هذا على بعض الصحفيين أو المهتمين بالأدب فحسب، بل يتعدّاهم إلى كثير من الأدباء والأكاديميين ممن عنوا بالفكاهة والسخرية في الأدب؛و من الادباء من يذهب الى ان دراسة التناقض الفكاهي و الدباعة و المزاح و الهزل و التهكم و السخرية على ان جميعها فكاهة , لان كاتبها يريد بها الفكاهة مهما اختلف الاسم. لكن الفكاهة شيء والسخرية شيء آخر. ويبدو أن منشأ الخلط بينهما يعود إلى النظر إلى «الضحك» بصفته الغاية الكبرى والأساسية من الفكاهة والسخرية على حد سواء. وهذا التصور أدى بطبيعة الحال إلى تجاهل الفروق اللغوية والنفسية والدلالية الدَّقيقة الأخرى، ولهذا فإنه لا ينبغي أن يُذهب إلى إنكار الصلة الوثيقة بين السخرية والفكاهة وبين الإضحاك؛ فصاحب السخرية كصاحب الفكاهة محتاج إلى شيء من خفّة الروح، ولكن هذه الخفة في «الفكاهة» بريئة من المعنى الخفي، وغايتها المرح والانشراح. أما السخرية فإنها غير بريئة منه سواء أكان ذلك ظاهراً جليًّا، أم خفيًّا لا يدرك إلا بمزيد عناية وتأمل.إن الضحك المنبعث من الفكاهة ضحك سارٌ ومبهج، لكن السخرية مؤلمة موجعة، كئيبة ولو انبعث منها أو معها الضحك فإنما هو ضحك حارٌ كالبكاء ـ كما يقول الشاعر المتنبي ـ. والسخرية بعد ذلك شعور عميق لاصق بطباع الإنسان؛ ينبعث من أعماق نفسه، ومن ثمّ فهي موقف فكريٌ فردي تجاه الأشياء والموجودات؛ لذا يندر أن تعمّ السخرية فتصبح شعوراً ينتظم الجماعة برمتها، بل إن الجماعة تحتوي السخرية ولا تستطيبها.أمّا الفكاهة والمضاحكة فشيء سطحيٌ وعارض، وإن رفدهما حسٌ مرهف ونفس مرحة طروب، والضحك سلوك اجتماعي لا يمارسه الإنسان إلا مع الجماعة، والفكاهة ظاهرة تستطيبها الجماعات وتفسح لها مجالسها، وتختفي بها وتهمشُّ لأصحابها مهما بلغت من الجدّ والوقار.كما أن السخرية شيء غير الهجاء برغم الصلة الكبيرة بينهما، وكثيراً ما يستخدم الهجاء أدوات السخرية وينهج نهجها، ولكن يبقى بينهما خلافٌ بين وإن اتفقا في الدوافع والبواعث؛ فالأديب حين يسخر «يتناول بعد ما بيّن الأشياء والطبيعة، ويركض في حلبة يتقابل عند طرفيها الواقع من ناحية ومُثل الكمال من ناحية أخرى. وقد يفعل ذلك جاداً أو متفاكهاً مداعباً، أي أنه قد يستوحي إرادته ومشاعره أو يستملي عقله؛ فإن كانت الأولى فهو هاجٍ منتقم، وإن كانت الثانية فهو ساخر...2-أنواع الفكاهةتأخذ الفكاهة الكلامية عدة أشكال، فقد تكون هذه الفكاهة لطيفة ورقيقة أو قد تكون فظّة ولاذعة ولايوجد فرق واضح بين مختلف أنواع الفكاهة هذه.
1-الظرف. يختلف هذا النوع عن معظم الفكاهة في كونه يعتمد على خلفية ذهنية ورصيد من الخبرة في الحياة اليومية أكثر من اعتماده على أوجه التضارب التي تنشأ بطبيعة الحال في كثير من المواقف، ومعظم الفكاهة تجلب الابتسامة ولكن الظّرف ما يجعل الناسينخرطون في ضحك فجائي.
2-التهكّم. يُظْهِر التهكُّم الضعف الإنساني ويجعل منه موقفاً مضحكًا. ويحاول التهكّم عادة أن يعالج الحماقة بأن يجعل الناس يضحكون عليها.
3-السخرية. وهي أكثر قسوة من التهكم إذ إنها غالبا ما تأخذ شكل خطاب لاذع.
4-الفكاهة التهكّمية. وتحمل في طيّاتها عكس ما يبدو منها ظاهريا. فقد تبدأ هذه السخرية مديحًا أو حديثًا عاديًا، ولكنها تخفي وراء ذلك نقدا لاذعاً. ويتم التعبير عن التورية التهكّمية عادة بوساطة نبرة صوتية معيّنة، كما أنها غالبا ما تكون تعبيرا عن واقع الأمر بصورة تخفف من وطأة تأثيره.
5-المحاكاة التهكّمية والساخرة. وهي تغيير كلمات الشخصية و اخذها على غير معناها لخلق نتائج كوميدية.
6-المحاكاة. وهي تقليد لعادات شخص آخر أو حركاته أو حديثه من أجل خلق أثر كوميدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"