بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 أبريل 2010

نبذ من كتاب "الهم والحزن"/ لابن أبى الدنيا/2

- حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد أن شهاب بن عباد حدثه قال : حدثني ابن السماك قال :
Y وعظ عمر بن ذر يوما فجعل فتى من بني تميم يصرخ ويتغير لونه ولا أرى له دمعة تسيل ثم سقط مغشيا عليه ثم رأيته بعد في مجلس ابن أبي ذر يبكي حتى أقول الآن تخرج نفسه فذكرت ذلك لعمر بن ذر فقال : اي أخي إن العقل إذاطاش فقدت الحرقة وإذا فقدت الحرقة قلصت الدمعة وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته والله فحزن وبكى

103 - حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن محمد بن سعيد الأصبهاني عن عبد السلام بن حرب قال Y ذكر الحسن بن الحر رجلا من أهل الشام فذكر عبادته فقال له خلف بن حوشب فكيف كانت رقته ؟
قال : ذهبت رقته أما رأيت الثكلى تكمد

هل الحزن من أفضل العبادة ؟

104 - حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن علي بن ثابت عن سفيان الثوري قال : كان الحسن يقول Y أفضل العبادة طول الحزن

105 - حدثنا عبد الله قال : وحدثني فريج الرقاشي : قال سمعت صالح المري يقول لابنه وهو يقرأ Y هات مهيج الأحزان ومذكر الذنوب العظام

106 - حدثنا عبد الله حدثني المشرف بن أبان حدثني أبو بكر الرازي قال Y خرج فتح الموصلي يوم عيد فرجع فنظر إلى القتار يمنة ويسرة فرفع رأسه إلى السماء فقال :
إلهي تقرب المتقربون إليك بقربانهم وقد تقربت إليك بحزني يا حبيب قلبي ثم خر مغشيا عليه ثم رفع رأسه فقال : إلهي إلى كم تردادي في أزقة الدنيا محزونا ؟

107 - حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن إسماعيل عن يزيد بن تميم عن عبد الله بن داود عن بهيم بن أبي إسحاق الفزاري قال Y كانوا يستحبون أن يرى الرجل وهو محزون

أشد الناس هما المؤمن الصادق

108 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي حاتم الأزدي ثنا داود المحبر ثنا سليمان بن الحكم محدث عن الربيع بن خيثم قال Y ما أجد في الدنيا أشد هما من المؤمن شارك أهل الدنيا في هم المعاش وتفرد بهم آخرته

109 - حدثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن عبد الله ثنا إسماعيل بن بهرام عن الحسن بن حمد بن عثمان زوج ابنة الشعبي عن سفيان الثوري عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس قال Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أعظم الناس هما المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه وآخرته

110 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني ابن بكير النحوي عن شيخ من قريش قال Y كان إبراهيم خليل الرحمن لا يرفع طرفه إلى السماء إلا اختلاسا ويقول : اللهم لغم عيشي بالدنيا يطول حزني فيها

111 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين عن إسحاق بن منصور السلولي عن صالح المري عن هشام عن ابن سيرين عن ابي هريرة قال Y إن العبد ليذنب الذنب فإذا رآه الله قد أحزنه ذلك غفره له من غير أن يحدث صلاة ولا صدقة

قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر

112 - حدثنا عبد الله ثنا أبو حفص الصفار ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول Y إن الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله

أجر بكاء يعقوب على يوسف وسببه

113 - حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام عن ابي شهاب الحناط عن ليث عن ثابت البناني قال Y دخل جبريل على يوسف السجن فعرفه فقال : أيها الملك الطيبة ريحه الطاهرة ثيابه الكريم على ربه هل لكلم على بيعقوب
قال : نعم بكى عليك حتى ذهب بصره قال : فما بلغ من حزنه ؟ قال : حزن سبعين ثكلى قال : فماله على ذلك من الأجر ؟ قال : أجر مائة شهيد

114 - حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي رحمه الله عن ابي المنذر الكوفي عن أبيه قال Y لما جيء بالقميص إلى يعقوب فألقي على وجهه قال : ياهم اذهب عني فطالما حالفتني

115 - حدثنا عبد الله حدثني سلم بن جنادة عن شيخ من قريش حدثه عن هشام عن الحسن قال Y لما التقى يوسف و يعقوب قال يوسف يا أباه بكيت علي حتى ذهب بصرك ؟ قال : نعم قال : أفما علمت أن القيامة تجمعنا ؟ قال : خفت أن يحدث عليك حدث يحول بينك وبين الإسلام فيحال بيني وبينك

زوجوا الحور العين وأخدموا الغلمان

116 - حدثنا عبد الله حدثني ابو محمد علي بن الحسن بن مرجى بن وداع عن أبيه عن الحسن قال Y عيروا أعمالهم بالحزن فأعطوا الفرح والأمان تجشموا مشقة الدنيا وشغلوا فيها أنفسهم عنها لآخرتهم فأشعروا الخشية قلوبهم ذهلوا عن أزواجهم وأولادهم فزوجوا الحور العين وأخدموا الغلمان المخلدين في آخرتهم واختاروا التواضع لله في الدنيا فارتفعت عنده منازلهم خرجوا من الدنيا خميصة بطونهم خفيفة ظهورهم نقية جلودهم رضوا خالقهم فأرضاهم

117 - حدثنا عبد الله ثنا أبو عبد الله المديني عن محمد بن يزيد عن جعفر بن الحارث النخعي قال Y كبر يعقوب عليه السلام حتى سقط حاجباه على عينيه فلقيه رجل فقال : ما هذا ؟ قال : طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى الله إليه يا يعقوب تشكوني ؟ ! قال : رب خطيئة أخطأتها فاغفرها لي

118 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين ثنا راشد أبو سعيد حدثني عاصم الخلقاني قال : قال الربيع بن عبد الرحمن Y إن لله عبادا أخصموا له البطون عن مطاعم الحرام وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الكلام رجاء أن تبين ظلمة قبورهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها فهم في الدنيا مكتئبون وإلى الآخرة متطلعون بعدت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه ما راجت من عظيم الثواب فازدادوا والله بذلك جدا واجتهاد عند معاينة ما انطوت عليه آمالهم فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ذلك الموت عليهم
قال : ثم يبكى حتى يبل لحيته

119 - حدثنا عبد الله قال : قال محمد حدثنا داود بن المحبر ثنا شبيب بن شيبة قال Y تكلم رجل من الحكماء عند عبد الملك بن مروان فوصف المتقي فقال رجل : آثر الله على خلقه وآثر الآخرة على الدنيا فلم تكترثه المطالب ولم تغنه المطامع نظر ببصر قلبه إلى معالي إرادته فسما نحوها متلمسا لها فدهره محزون يبيت إذا نام الناس ذا شجون ويصبح مغموما في الدنيا مسجون انقطعت من همته الراحة دون ميته فشفاه القرآن ودواؤه الكلمة من الحكمة والموعظة الحسنة لا يرى منها الدنيا عوضا ولا يستريح إلى لذة سواها
فقال عبد الملك : أرخى بالا وأنعم عيشا

حال من ملأت الآخرة قلوبهم

120 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين حدثني إسماعيل بن زياد قال Y قدم علينا عبادان راهب من أهل الشام فينزل دير أبي كبشة فذكروا من حكمة كلامه ما حملني إلى لقائه فأتيته وهو داخل الدير وقد اجتمع إليه ناس وهو يقول : إن لله عبادا سمت بهم همهم نحو عظيم الذخائر فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطر والتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم سمو الهمة فإن استطعتموهم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض أمرهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم فاتخذوا الدنيا فيها مليا فالحزن بثهم والدموع والدوب وسيلتهم والإشفاق شغلهم وحسن الظن بالله قربانهم يحزنون لطول المكث في الدنيا إذا فرح فهم فيها مسجونون وإلى الآخرة متطلعون فما سمعت موعظة قط كانت آخذ لقلب منها

اجعل الله همك

121 - حدثنا عبد الله قال : محمد ثنا أبو عمر العمري قال : حدثنا أصحابنا أن حكيما لقي حكيما فلما أرادا أن يفترقا قال أحدهما لصاحبه أوصني ؟ قال Y أجعل الله همك واجعل الحزن على ذنبك فكم من حزين قد وفد به حزنه على سرور الأبد وكم من ذي فرح قد نقله فرحه إلى طول الشقاء وكم من قوم قد أخر عنهم ما قد عجل لغيرهم نظرا من السيد لهم وتحننا منه عليهم فملوا ذلك وأحبوا تعجل ما أخر عنهم فأبدلوا بالرضا السخط وبالمحبة البغضة وبالسكينة الخفة وسلبوا صالح العبادة وحلاوة الطاعة ففقدوا ما عرفوا فندموا على ما أحبوا من تعجيل الدنيا فلم تغن عنهم الندامة ووهنا في قلوبهم فخرجوا من الدنيا متلاومين لم يصبروا على ما اختير لهم ولم يدركوا ما استعجلوا أولئك الذين خسروا في الآخرة وضل سعيهم في العاجلة

122 - حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام عن عون بن موسى عن معاوية بن قرة قال Y بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين

123 - حدثنا عبد الله حدثني ابو حذيفة الفزاري عبد الله بن مروان عن سفيان بن عيينة قال Y قيل للحسن : إن عندنا قوما يبكون ليسوا بذلك ونرى قوما أفضل منهم لا يبكون ؟

124 - حدثنا عبد الله حدثني مفضل البصري قال : قيل لعبيد الله بن شميط Y كان أبوك يبكي ؟ قال : عمله يبكي

شدة أحزان عتبة الغلام

125 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين حدثني شعيث بن محرز عن عبد الواحد بن زيد قال Y ما رأيت شابا آخذ القلب ولا أطول حزنا من عتبة الغلام فلربما حدثته بالحديث فيبكي حتى أقول الآن يموت

126 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد عن داود المحبر عن عبد الواحد بن زيد قال Y ربما سهرت ليلتي مفكرا في طول حزنه يعني عتبة لقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى وقال : إنما أبكي على تقصيري

هموم عطاء السليمي

127 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين أخبرني سجف بن منظور ثنا سوار العنبري قال Y ما رأيت عطاء السليمي قط إلا وعيناه تفيضان وما كنت أشبه عطاء إذا رأيته إلا بالمرأة الثكلى وكأن عطاء لم يكن من أهل الدنيا

128 - حدثنا عبد الله حدثني محمد ثنا شعيث بن محرز ثنا صالح بن بشير المري قال Y لما مات عطاء بن السليمي حزنت عليه حزنا شديدا فرأيته في منامي فقلت : يا أبا محمد ألست في زمرة الموتى ؟ قال : بلى قلت فماذا صرت إليه بعد الموت ؟ قال : صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور قال : قلت : أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا قال : فتبسم وقال : أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحا دائما قلت : ففي أي الدرجات أنت ؟ قال : أنا مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

رجل يبكي ويضحك معا ! !

129 - حدثنا عبد الله حدثني ابو محمد علي بن الحسن عن عبد القدوس بن بكر بن خنسي عن مسعر قال Y قال جليس لعون بن عبد الله :
يا أبا عبد الله لقد عجبت من رجلين واشتد عجبي منهما رجل ليلة قائم ونهاره صائم واجتنب المحارم لا تلقاه أبدا إلا باكيا مهموما محزونا ورجل ليله نائم ونهاره لاعب ويرتكب المحارم لا تلقاه أبدا إلا أشرا بطرا مضحاكا
قال : لقد عجبت من عجب يبكي هذا ويحزن لشدة عقله وحسن علمه ويأشر هذا ويبطر ويضحك لقلة عقله وضعف علمه

من وحي الله إلى أنبيائه

130 - حدثنا عبد الله ثنا الحكم بن موسى عن الخليل عن صالح بن أبي شعيب قال Y أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام : أكحل عينيك بملمول الحزن إذا ضحك الباطلون

131 - حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن الحسين بن واقد الحنفي عن برد عن مكحول قال Y أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن أغسل قلبك قال : يا رب بأي شيء أغسله ؟ قال : بالغم والهم

132 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن قدامة الجوهري عن موسى بن داود قال Y استأذنت على عبد الله بن مرزوق فدخلت عليه فإذا هو قاعد كأن حزن الخلق عليه

133 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال قلت : لعبد العزيز بن أبي رواد Y ما أفضل العبادة ؟ قال :
طول الحزن في الليل والنهار
قال الصلت : وكان عبد الله بن مرزوق كأنه رجل واله كأنه رجل قد فاته شيء وكانت له شعيرات طوال عند صدغه فكان إذا ذكر فرق نتفها أو مدها ففاض دمعه

134 - حدثنا عبد الله قال : وحدثني محمد عن عمار بن عثمان عن مجاشع الدبري قال : قال لى مستورد المدني :
Y اجعل حزنك لنفسك فعن قليل يخلو بك عملك ثم لا يجدي عليك من الأعمال إلا مقبول

135 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم ثنا هارون أبو الطيب قال Y أوحى الله إلى بعض أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني في حظيرة القدس فكن في الدنيا مهموما محزونا فريدا وحيدا مستوحشا بمنزلة الطير الوحداني الذي يطير في القفار ويأكل من رؤوس الأشجار ويشرب من ماء العيون فإذا جنه الليل أوى وحده استئناسا بربه واستيحاشا من الطير

136 - حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني أحمد بن سهل الأردني قال Y مررت على راهب في جبل الأسود فناديته يا راهب يا راهب فأشرف علي من قلعة فقلت : بأي شيء تستجر الأحزان ؟ قال : بطول الغربة وما رأيت شيئا أجلب لدواعي الأحزان من أوكارها من طول الوحشة والغربة

من آداب حامل القرآن

137 - حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول أبو يعفور عن المسيب بن رافع قال : قال عبد الله Y ينبغني لحامل القرآن أن يعرف بحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون

وصف أهل الجنة في الدنيا

138 - حدثنا عبد الله قال : حدثني الحسن بن عبد العزيز عن الحارث بن مسكين عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال Y وصف أهل الجنة بالضحك والسرور والتفكه حتى يعلم أن حلوات الدنيا مرارات الآخرة ومرارات الدنيا حلوات الآخرة

صورة شدة حزن عمر بن الخطاب على أخيه

139 - حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن عبيد بن محمد القرشي عن إسماعيل بن ذكوان قال Y حزن عمر بن الخطاب حزنا شديدا فلم يكن شيء أحب إليه من أن يلقى حزينا وكان يقول : ما هبت الصبا إلا ذكرت زيدا

140 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي موسى مولى أكتل بن شماخ العكلي عن عبيدة بن حميد عن القاسم بن معن قال : قال عمر بن الخطاب Y رحم الله زيدا هاجر قبلي واستشهد قبلي ما هبت الرياح من تلقاء اليمامة إلا أتتني برثاه ولا ذكرت قول متمم بن نويرة إلا ذكرته
وقال غير محمد : ألا هاج لي شجنا :
( وكنا كند ما ني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل : لن يتصدغا )
( فلما تفرقنا كأني وما لكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا )

141 - حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن عبيد الوراق عن محمد بن عمر الأسلمي حدثني محمد بن أي حميد قال : قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة Y ما بلغ من حزنك على أخيك ؟
قال : لقد مكثت سنة ما أنا الليل حتى أصبح ولا رأيت نارا أرفعت بليل إلا ظننت أن نفسي ستخرج أذكر بها أخي أنه كان يأمر بالنر توقد حتى يصيح مخافة أن يبيت ضيفه قريبا منه فمتى يرى النار يأوي إلى الرجل وهو بالضيف يأتي متهجرا أسر من القوم يقدم عليهم من السفر البعيد فقال عمر : أكرم به

142 - حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن عبيد عن محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر المخرمي عن ابن أبي عون قال : وحدثني عبد العزيز بن الماجشون Y أن عمر قال : لمتمم : ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن ؟ قال : كانت عيني هذه قد ذهبت وأشار إليها فبكيت بالصحبحة فأكثرت البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وخرت بالدموع فقال عمر : إن هذا لحزن شديد

143 - حدثنا عبد الله حدثني أبي عن ابي المنذر الكوفي Y أن عمر كان يلقى متمما فيستنشده قصيدته في أخيه :
لعمري وما دهري بنا بين هالك
فإذا أنشده بكى

144 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني عمر بن بكير عن شيخ من قريش قال Y كان مع زيد بن الخطاب رجل باليمامة فقدم بعد قتل زيد فنظر إليه عمر فدمعت عيناه وقال : خلفت زيدا ثاويا وأتيتني

145 - حدثنا عبد الله ثنا محمد بن الحسين حدثني قال Y قالوا لراهب ما الذي بذذك وقشفك ؟ فبكى ثم ولى صرخا

فزع لذكر مواقف يوم القيامة

146 - حدثنا عبد الله ثنا علي بن عبد الله ثنا اسد بن موسى عن ضهرة ابن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن رشيد بن حباب قال Y مرض حازم بن الوليد بن بجير الأزدي فدعوت له طبيبا فنظر إليه فقال : ما بصاحبك هذا إلا الحزن فقال حازم : إني ذكرت مواقف يوم القيامة ففزع لذلك قلبي

داود الطائي الحزين المهموم

147 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثنا إسحاق بن منصور السلولي حدثنا أم سعيد بن علقمة النخعي وكانت أمه طائية قالت Y كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير فكنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ
قالت : وربما سمعته يقول في جوف الليل : اللهم همك عطل علي الهموم وحالف بيني وبين السهاد وشوقي إلى النظر إليك أوشق من وحال بيني وبينك اللذات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب
قالت : وربما ترنم في السحر بالشيء في القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا جع في ترنمه
وقالت : وكان يطوف في الدار وحده وكأنه لا يصبح فيها

148 - حدثنا عبد الله قال : حدثني بعض أصحابنا عن بشر بن الحارث قال : قال الفضيل بن عياض :
Y كما أن القصور لا تسكنها حتى تفرع كذلك القلب لا يسكنه الحزن والخوف حتى يفزع

149 - حدثنا عبد الله ثنا أبو بكر الصوفي قال : سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول Y ذهب الحزن اليوم من الأرض
حدثنا عبد الله حدثني أبو محمد علي بن الحسن عن

150 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد القرشي عن ابي أسامة قال : سمعت مسعرا يقول Y أشتهي أن أسمع صوت باكية حزينة

151 - حدثني عبد الرحمن بن صالح بن المحاربي عن مالك بن مغول عمن أخبره عن المسيب بن رافع قال : قال عبد الله Y ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما سكيتا لينا ولا ينبغني لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا

قراءة القرآن ثلاثة

152 - وحدثني عبدالرحمن بن صالح بن المحاربي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن الحسن قال Y قراءة القرآن ثلاثة : فرجل اتخذ بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب به ما عند الناس وقوم قرؤوا القرآن فحفظوا حروفه وضيعوا حدوده استدرجوا به الولاة واستطاعوا به على أهل بلادهم فتجد كثر هذا الضرب في حملة القرآن لا أكثرهم الله ورجل قرأ القرآن فبكى بما يعلم من دواء القرآن فوضعه على داء قلبه فسهر الله وهملت عيناه تسربلوا الحزن وارتدوا بالخشوع وكدوا في محاريبهم وحنوا في براينسهم فبهم يسقى الله الغيث وينزل النصر ويرفع البلاء
والله لهذا الضرب في حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر

153 - ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب قال : حدثني بكر بن مضر قال Y كان أبو الهيثم قد مات ولده وبقي له صبي صغير فمات فقام أصحابه يعزونه وهو في ناحية المسجد مكتئب حزين فقال : ما تركتني حزن يوم القيامة آسى على ما فاتني ولا أفرح بما أتاني

154 - حدثني إبراهيم بن المستمر عن قال : ثنا سهل بن أبي الصلت السراج عن الحسن { السماء منفطر به } قال Y محزونة مثقلة بيوم القيامة

ما للمرأة الحزينة من الأجر ؟

155 - ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : ثنا زكريا بن منظور حدثني أبو سليمان النجار عن يعلى بن منية Y أن رجلا كانت له امرأة صالحة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وكانت امرأة صالحة ] وكان إذا دخل عليها قالت : مرحبا بسيدها وسيد أهل بيتها إن كان همك لآخرتك فزادك الله هما وإن كان همك لآخرتك فإن الله سيرزقك ويحسن إليك فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لها نصف أجر المجاهد في سبيل الله وهي عامل من عمال الله

156 - حدثني إبراهيم بن أبي عثمان عن موسى بن أيوب عن ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه قال Y لا يتم للمؤمن فرح يوم

157 - حدثني علي بن الجعد قال : أنا شعبة عن جابر قال : سمعت مجاهدا في قول الله تعالى Y { إن الله لا يحب الفرحين } قال : الأشرين

هل يسأل المؤمن ربه الحزن ؟ !

159 - حدثني سلمة بن شبيب قال : ثنا سهل بن عاصم قال : قال فضيل بن عياض قال لي علي ابني Y سل لي ربك طول الحزن فلعلي أن أنجو بطول الحزن غدا

160 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن هارون فقال ثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال سمعت معاوية بن حفص الشعيثي قال Y دخلنا على داود الطائي وهو يبكي ويقول : ألا حزين يسعد حزينا ؟ !
قال معاوية : وكانت من داود حسنة ولو كانت من غيره كانت هجنة

هل في الجنة أرفع من درجة العلماء ؟

161 - حدثني أبو جعفر قال : قال يزيد بن مذكور
Y رأيت الأوزاعي في منامي فقلت : أبا عمرو دلني على أمر أتقرب به إلى الله تعالى ؟ قال : ما رأيت درجة أرفع من درجة العلماء ومن بعدها المحزونين

162 - حدثني أبو جعفر قال : قال بشر بن الحارث Y الحزن ملك لا يسكن إلا قلبا مطهرا وهو أول درجة من درجات الآخرة

163 - وحدثني أبو جعفر قال : قال بشر بن الحارث
Y لا تغتم إلا بما يضرك [ غدا ] ولا تفرح إلا بما ينفعك غدا

164 - وحدثني الحسين بن علي البزاز قال Y قال رجل لبشر بن الحارث : أراك مهموما ؟ قال : إني مطلوب

الحزن والهم على ألسنة الصحابة والتابعين

165 - وحدثني أبو جعفر الأدمي قال : قال سيار أبو الحكم :
Y الفرح بالدنيا والحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبد إذا سكن أحدهما القلب خرج الآخر

166 - حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي قال : حدثني فرات بن سلمان عن ابي الأحوص عن سمير بن واصل قال : قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه Y إذا كان الرجل مقصرا في العمل ابتلي بالهم ليكفر عنه

167 - حدثني محمد بن إدريس قال : ثني محمد بن عبد الرحمن الجعفي عن عباية بن كليب عن الربيع بن سليمان بن جبير قال Y طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح

168 - حدثني محمد قال : حدثني أحمد بن أبي الحواري قال : ثنا أحمد بن وديع قال : قال أبو معاوية الأسود
Y إن لكل شيء نتاجا ونتاج العمل الصالح الحزن المحزون بأمر الله في علو من أمر الله

ذهاب الحزن من القلوب

169 - وحدثني محمد بن إدريس قال : سمعت عبدة بن سليمان قال : انبأنا مصعب ابن ماهان قال : قال سفيان الثوري Y ذهب الحزن من الناس ترى الرجل من المصلين ولا ترى فيه أثر الحزن والخوف قال : وإن كان الرجل ليصلي ثم تراه قاعدا قد وقدته صلاته حزينا

170 - حدثني ابن عبد الله قال : ثنا أسد بن موسى قال : ثنا ضمرة Y عن سفيان { وكانوا لنا خاشعين } قال : الحزن الذائع في القلب

من أسباب حزن المؤمن

171 - حدثني علي قال : ثنا أسد قال : المبارك بن فضالة قال : سمعت الحسن يقول Y والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا وكيف لا يحزن المؤمن وقد جاءه من الله تعالى أنه وارد جهنم ولم يأته أنه صادر عنها والله ليرين في دينه ما يحزنه وليظلمن فما ينتصر ابتغاء الثواب من الله تعالى فهو فيها حزين ما دام فيها فإذا فارقها يعني عاد إلى الراحة والكرامة

172 - حدثني سلمة بن شبيب قال : ثنا الحميدي عن سفيان بن عيينة عن أبيه قال : سمعت مسامة بن عبد الملك يقول Y إن أقل الناس هما في الآخرة أقلهم هما بالدنيا

173 - حدثنا عمر بن أبي الحارث البخاري قال : ثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي داود قال : حدثنا محمد بن مروان قال : كان عطاء الأزرق إذا لقينا قال Y جعل الله الهم منا ومنكم والآخرة

174 - حدثني أبو عثمان الفارسي قال : ثنا معتمر بن سليمان عن الفرات بن سليمان الحسن Y إن الناس كانوا مسرة وألين لا يزيد الرجل ليس من حزن كمن لم يحرن والناس اليوم لا قلت الأمانة واشتد الشح وفشيت القطيعة وظهرت البدع وتركت السنن فإنا لله وإنا إليه راجعون رجل اليوم بصير بهذا الدين يضع بصره إلا وهو محزون مما يراعى من الناس وممن يراعى من والمعارف ظهرت النكر فلا تكاد تعرف شيئا

175 - حدثني أبو حاتم الرازي قال : حدثني محمد بن الهيثم عن عباية بن كليب عن [ رجل ] يكنى أبا حفص قال Y عرس الحسن على ابنه فجعل الناس يدخلون عليه يهنئونه فدخلت عجوز يقال لها برزة ودخلت عليه وهو يبكي فقالت : يا أبا سعيد هذا يوم فرح وسرور ! ! قال : ويحيى يا برزة كل حزن يوم القيامة يبلى إلا حزن الذنوب

هل في الدنيا راحة ؟

176 - ثنا أبو حاتم قال : ثنا إسحاق بن بهلول قال : ثنا عباية بن كليب قال : ثنا عباد المنقري عن الحسن قال Y طلبوا اللذة فأخطأوها إنما اللذة هناك

177 - حدثني عمر بن أبي الحارث قال : ثنا بن حميد قال : ثنا حكام قال : ثنا الحسن بن عمير قال Y اشترى عمر بن عبد العزيز جارية أعجمية فقالت أرى الناس فرحين ولا أرى هذا فرحا ؟ فقال : ما تقول لكع ؟ فقيل : إنها تقول كذا وكذا فقال : حدثوها أن الفرح أمامها

رجل ذهب عقله من شدة الحزن

178 - حدثني محمد بن إدريس حدثني عبد العزيز القرشي مولى عبد الرحمن بن سمرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حدثنا عمار أبو المعتمر قال : سمعت بشر بن منصور قال : قلت لعطاء السليمي Y يا عطاء ما هذا الحزن ؟ قال
ويحك الموت في عنقي والقبر بيتي وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي وربي لا أدري ماذا يصنع بي ثم تنفس فغشي عليه فترك خمس صلوات فلما أفاق فقال : إذا ذهب عقلي علي شيئا ؟ ثم فغشى عليه صلاتين

179 - حدثني الحسن أبو عبد الله قال : عن طلحة بن زيد قال : ثنا ثور بن يزيد عن الهيثم قال Y مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل [ مغتم ] فقال : الحمد الله [ الذي يرى أنه العجز والحزن ] على وجوههم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"