بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 أبريل 2010

نبذ من كتاب "الهم والحزن " لابن أبي الدنيا/1

بسم الله الرحمن الرحيم

سند الكتاب

أنبأك أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه فأقربه قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي في المحرم سنة أربعين وثلثمائة قال : حدثنا أبو بكرعبد الله بن بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي قال

متواصل الأحزان دائم الفكرة

1 - حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح الروسي قال : حدثنا جميع بن عم الجعلي قال : حدثني رجل من بني تميم يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة التيمي عن الحسن بن علي عليه السلام عن خاله هند بن أبي هالة قال Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة

هل يحب الله كل قلب حزين

2 - ثنا الحسن بن مهدي البصري قال : ثنا عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء رضي الله عنه Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يحب كل قلب حزين

الهم و الحزن يكفران الذنوب

3 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال : ثنا الحسين بن علي العجلي عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له مايكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه

حديث آدم عليه السلام عن الهم والحزن

4 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني عبد الله بن الفرج العابد عن فتح الموصلي قال Y قال آدم عليه السلام : كنا نسلا من الهم والحزن في الجنة أما إلى الدنيا فليس لنا فيها إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدارالتي أخرجنا منها

5 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني عبد الله بن الفرج عن فتح الموصلي قال Y قال آدم عليه السلام : بني طال حزني أخرج منها أبوك لزهقت نفسك

صور من أحزان يعقوب على يوسف عليهما السلام

6 - حدثني عبد الله بن رجاء قال : حدثني أحمد بن بشير عن هشام عن الحسن قال Y كان [ منذ خرج يوسف عليه السلام من عند ] يعقوب عليهما السلام إلى أن رجع ثمانين سنة فما فارق الحزن قلبه وما زال يبكي حتى ذهب بصره

7 - حدثني سفيان بن وكيع قال : ثنا ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن العلاء بن عبد الرحمن قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
Y ما اكتحل رجل بمثل ملمول الحزن

القلب الخالي من الحزن خراب

8 - ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي و نعيم بن هيصم وغيرهما قالوا ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار قال Y إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب

الدنيا والآخرة ضرتان

9 - ثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال : ثنا أبو الحسين العكلي ثنا سميل بن عبد الله قال : سمعت مالك بن دينار يقول Y حزنك على الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك وفرحك بالدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك

10 - حدثني أحمد بن العباس النميري قال : حدثني محمد بن طفيل قال : قال فضيل بن عياض Y فرحك بالدنيا يذهب بحلاوة العبادة وهمك بالدنيا يذهب بالعبادة كلها

11 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن الفزاري قال Y سمع الحسن رجلا يقول : واحزناه على الحزن فقال له الحسن :
يا هذا فهلا على ما سلف من عمله فيك

قل واحزناه على الحزن

12 - ثني أبو بكر الصيرفي قال : سمعت أبي قال Y سمع ابن السماك رجلا يقول : واحزناه فقال : قل واحزناه على الحزن ألا أكون من أهله وهل رأيت محزونا

13 - قال : وبلغني عن حامد بن عمر البكرواي قال : سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول لسفيان بن عتيبة Y يا أبا محمد واحزناه على الحزن
فقال سفيان بن عيينة : هل حزنت قط لعلم الله فيك
قال عبد الله : تركتني لا أفرح

14 - حدثني عياش القطان قال : حدثني قاسم الخواص قال : قال محمد بن رافع Y أباك قط سابق علم الله فيك

الأحزان في الدنيا ثلاثة

15 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن عبد [ الله ] بن صالح بن مسلم العجلي قال Y كان يقال : الأحزان في الدنيا ثلاثة : خليل فارق خليله ووالد ثكل ولده ورجل افتقر بعد غنى

هل الدعاء يستجاب عند الأحزان ؟

16 - حدثني عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا أبو النضر عن صاللح المري عن يزيد الرقاشي قال Y الدعاء المستجاب الذي تهيجه الأحزان ومفتاح الرحمة التضرع

أحزان على ضياع صلاة الجمعة

17 - ثني الحسن بن الصباح قل : ثنا زيد بن الحباب عن مرجي عن غالب القطان عن بكر بن عبد الله
Y في الرجل يخرج إلى الصلاة فتفوته في الجماعة فإذا حزن لذلك أعطاه الله فضل الجماعة

18 - حدثني هاشم بن القاسم أبو محمد قال : حدثني أبي قال : حدثني محمد بن هانئ قاال : حدثنا يوسف بن أسباط عن وهيب بن الورد قال Y من توضأ في بيته وأسبغ في الوضوء ثم خرج يريد الصلاة في جماعة فستقبلهم منصرفين فأحزنه ذلك عطاه الله أجرين اجرا لحزنه وأجرا لما فاته من الجماعة

الحزن جلاء القلوب :

19 - حدثني محمد بن الحسين قاال : حدثني جعفر بن جسر بن فرقد قال : حدثني حماد بن واقد قال : سمعت ابا عبيدة الخواص يقول Y الحزن جلاء القلوب به تستلين مواضع الفكرة ثم [ بكى ]

من أقواال الصالحين عن الحزن

20 - حدثنا أحمد بن بجير عن ابي إسحاق الطالقاني عن عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري قال Y كان يقال الحزن على قدر البصر

21 - حدثنا أحمد بن حاتم الطويل قال : ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال Y ما عبد الله بمثل طول الحزن

22 - حدثنا عاصم بن عمر بن علي عن حفص بن قرير قال Y كان رجل منا يجالس الحسن قال : سمعت الحسن يقول :
إن أكثر ما يرى للعبد في صحيفته يوم القيامة مما يسر به الهم و الحزن

هل الهم والحزن يزيدان الحسنات ؟

23 - حدثني أبو الحارث بن يونس عن خلف بن خليفة عن منصور بن زاذان قال Y الهم والحزن يزيدان في الحسنات والأشر والبطر يزيدان في السيئات

24 - حدثنا أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم عن بشر بن سلم الكوفي عن مسعر عن بكير أو أبي بكير عن إبراهيم التيمي قال Y ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا :
{ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن }
وينبغني لمن لم يشفق أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا :
{ إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين }

حديث القرآن عن الحزن

25 - حدثني المثنى بن معاذ العنبري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس
Y { الحمد لله الذي أذهب عنا } قال : حزن النار

26 - حدثني الخليل بن عمرو عن عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية Y { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : الموت

27 - حدثني محمد بن ناصح قال : ثنا بقية بن الوليد عن مجاشع بن عمرو عن من حدثه عن سعيد بن جبير Y { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } قال : هم الخبر في الدنيا

حزن هؤلاء لا يبلى أبدا

28 - حدثني أبو عبد الله الكوفي عن الحسن بن مالك قال : قال بكر العابد Y كل حزن يبلى إلا حزن الذنوب

29 - حدثنا أبو بكر الشيباني قال : قال فضيل بن عياض Y كل حزن يبلى إلا حزن التائب

30 - حدثني إبراهيم بن عبد الله عن عبد الملك بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله قال Y دخلت عجوز على الحسن من جيرانه وكان لها فضل وكان الحسن يقطع بها عامة نهاره فإذا الحسن يبكي فقالت له : ما يبكيك ؟
قال : ويحك إن كل حزن يبلى إلا حزن الذنوب
قال الحسن : طلبوا اللذة فأخطأوها إنما اللذة هناك

حزن لك وحزن عليك

31 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني مسكين بن عبيد الصوفي قال : حدثني المتوكل بن حسين العابد قال : قال إبراهيم بن أدهم :
Y الحزن حزنان فحزن لك وحزن عليك فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة وخيرها والحزن الذي هو عليك حزنك على الدنيا وزينتها

32 - قال محمد بن الحسين ثنا الصلت بن حكيم قال : ثنا عامر بن يساف عن مالك بن دينار قال Y الحزن حزنان فحزن حائل وحزن جامد فالحزن الحائل ما جمد في البدن ورتع فذاك الذي ما ترى صاحبه إلا كئيبا محزونا مغموما حيث ما رأيته يطلب قلبه لو علم أن قلبه يصح على مزبلة لأتاها فذاك الحزن النافع

حزن الآخرة يطرد فرح الدنيا

33 - حدثني أبو محمد علي بن الحسن عن شجاع بن الوليد قال : ثنا أبو سمير عن مالك بن دينار قال Y إن لكل شيء لقاحا وإن هذا الحزن بلقاح العمل الصالح إنه لا يصير أحد على هذا الأمر إلا يحزن ووالله ما اجتمعا في قلب عبد قط حزن الآخرة وفرح بالدنيا إن إحدهما ليطرد صاحبه

34 - ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن مهدي عن الأسود بن شيبان قال Y كان عمار بن ياسر رضي الله عنه رجلا طويل الحزن والكآبة وكان عامة كلامه : عائذ بالرحمن من فتنة

الهموم والأحزان في حياة البصري

35 - ثنا أبو عبد الله بن إبراهيم عن إسماعيل بن إبراهيم عن يونس قال : قال الحسن Y إن المؤمن والله لا يصبح إلا حزينا ولا يمسي إلا حزينا
قال : وكان الحسن قل ما تلقاه إلا وكأنه أصيب بمصيبة حديثا

36 - ثنا أحمد بن إبراهيم عن علي بن حفص عن سليمان بن المغيرة عن يونس قال Y ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن
وكان يقول : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم شيئا

37 - حدثني الحسن بن الصباح أبو علي عن قبيصة عن سفيان عن يونس قال Y كان الحسن رجلا محزونا

38 - حدثني أبو عبد الرحمن القرشي وغيره عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحجاج بن دينار قال Y كان الحكم بن حجل صديقا لابن سيرين فلما مات محمد حزن عليه حتى جعل [ يعاد ] كما يعاد المريض
قال : فحدث بعد ذلك فقال : رأيت أخي محمدا في المنام في قصر فقلت : أي أخي قد اراك في حال تسرني فما صنع الحسن
قال : رفع فوقي بسبعين درجة
قال : قلت : ولم ذلك ؟ وقد كنا نرى أنك أفضل منه ؟ قال : ذاك بطول حزنه

رفع منازل الأبرار بالحزن

40 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين حدثني راشد [ بن ] سعيد حدثني معلى بن عيسى ثنا مالك بن دينار قال Y رأيت الحسن في منامي مشرق اللون شديد بياض الوجه تبرق مجاري دموعه من شدة بياضها على سائر وجهه
قال : فقلت : يا أبا سعيد ألست عندنا من الموتى ؟ قال : بلى قال : قلت فماذا صرت إليه بعد الموت في الآخرة فو الله لقد كان طال حزنك وبكاؤك في أيام الدنيا ؟
فقال مبتسما : رفع الله لنا ذلك الحزن والبكاء علم الهداية إلى طريق منازل الأبرار فحللنا بثوابه مساكن المتقين وأيم الله إن ذلك الأمر [ من ] فضل الله علينا
قال : فقلت : فماذا تأمرني به يا أبا سعيد ؟
قال : ما آمرك به : أطول الناس حزنا في الدنيا أطولهم فرحا في الآخرة

رجل كأن عليه حزن الخلائق

41 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال : [ قال ويسمع ] قال لي عبد الواحد بن زيد
Y لو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج ولو رأيت يزيد الرقاشي لقلت مبتلى

42 - قال : وأخبرني محمد بن الحسين عن أبي عمر الضرير عن صالح المري عن عبيد الله بن العيزار قال Y ما رأيت الحسن إلا صاريا بين عينيه عليه كأنه رجل أصيب بمصيبة فإذا ذكر الآخرة وذكرت بين يديه جاءت عيناه بادمع

43 - حدثنا عبد الله حدثني ابو موسى هارون بن سفيان ثنا عبد الله بن نفيل ثنا النضر بن عربي قال Y دخلت على عمر بن عبد العزيز وكان لا يكاد يبكي إنما هو منتفض أبدا كأن عليه حزن الخلق

44 - حدثنا عبد الله حدثني سفيان الرؤاسي ثنا ابن عيينة عن عمر بن ذر قال : قال مولى لعمر بن عبد العزيز له حين رجع من جنازة سليمان Y ما لي أراك مغتما ؟ فقال عمر : لمثل ما أنا فيه يغتم ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في شرق ولا غرب إلا وأانا أريد أن أودي إليه حقه غير كاتب إلي فيه ولا طالبه مني

هل للمؤمن راحة دون لقاء الله ؟

45 - حدثنا عبد الله أخبرني صالح بن مالك عن أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال Y والذي نفسي بيده ما أصبح في هذه القرية من مؤمن إلا وقد أصبح مهموما محزونا ففروا إلى ربكم وافزعوا إليه فإنه ليس لمؤمن راحة دون لقائه

46 - حدثنا عبد الله ثنا أبو بكر الليثي ثنا أبو النضر عن الأشجعي عن شجاع أبي مروان عن الحسن قال Y حق لامرئ الموت مورده والساعة موعده والوقوف بين يدي مشهده أن يطول حزنه

من معاني الحزن عند السلف الصالح

47 - حدثنا عبد الله حدثني ابو إسحاق بن أبي عثمان هذا هو إبراهيم سعيد عن موسى بن أيوب عن المعتمر عن تميم الكلاعي عن ابن الاوزاعي قال Y سئل أبي عن الخشوع فقال : الحزن

48 - حدثنا عبد الله حدثني إسحاق بن إبراهيم عن سفيان بن عيينة قال : قال مالك بن دينار Y أنضجني الحزن

49 - حدثنا عبد الله حدثني أبو يعقوب القارئ عن سعيد القمي قال : قال عابد بالبحرين Y الحزن أهدأ للبدن والشوق أهدأ للعقل

هل تعرف أكبر هم المؤمن ؟

50 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني يزيد بن خليفة بياع الحرير قال : سمعت رجلا من العباد يقول Y ما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الذكر وإن أكبر أمر المؤمن في نفسه لهمه معاده والمؤمن من ربه على كل خير ولبئس معول المؤمن رجاء لا يشوبه بمخافة

51 - حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن بن يونس عن عبد الله بن نمير عن الأعمش قال Y كنت إذا رأيت مجاهدا [ ظننت أنه خربندة قد ضل حماره فهو مهتم ]

52 - [ حدثنا عبد الله ] قال : حدثني محمد بن الحسين حدثني موسى بن عيسى حدثني الوليد بن مسلم Y أنه رأى رجلا دنس الهيئة دسم الثياب قال الوليد :
فقلت له : ما لي لا أرى عليك زي أهل الإسلام ؟ قال : وما أنكرت من ذلك ؟ لعلك تريد حسن الخضاب ونقاء الثوب ! !
قلت : نعم فبكى وقال : كيف سيتبين حزني على مصيبتي فيما سلفت من ذنوبي والشاهد الله قال : وغشي عليه

53 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن سهل الأردني حدثني عباد بن عباد أبو عتبة الخواص قال Y رأيت شيخا في بيت المقدس كأنه قد احترق بالنار عليه مدرعة سوداء وعمامة سوداء طويل الصمت كريه المنظر كثير الشعر شديد الكآبة فقلت : رحمك الله لو غيرت لباسك هذا فقد علمت ما جاء في البياض فبكى وقال : هذا أشبه بلباس أهل المصيبة فإنما أنا وأنت في الدنيا في حداد وكا ي بي وبك قد دعينا قال : فما تم كلامه حتى غشي عليه

54 - حدثنا عبد الله الحسين محمد بن الحسين حدثني القاسم بن الضحاك بن مختار بن فلفل قال : قال داود الطائي لعقبة بن موسى وكان صديقا له :
Y يا عقبة كيف يتسلى من الحزن من تتجدد عليه المصائب في كل وقت قال : فخر عقبة مغشيا عليه وكان عقبة من المجتهدين

55 - حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن علي عن محمد بن كثير ولم يسمعه منه عن الأوزاعي قال : قال بلال بن سعد Y واحزناه على ألا أحزن

56 - حدثنا عبد الله وسمعت من يذكر عن رابعة سمعت رجلا يقول :
Y واحزناه فقالت : لا تقل هكذا وقل : واقلة حزناه إنك لو كنت حزينا لم ينفعك عيش

57 - حدثنا عبد الله قال : حدثني أبو محمد عبد الرحيم بن يحيى الديبلي عن عثمان أبي سعيد البصري عن مبارك بن فضالة عن حميد بن هلال قال Y دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوي وقد سله الحزن وكانت له أخت يقال لها : سارة تندف تحته القطن غدوة وعشية فقال له الحسن : كيف أنت يا علاء ؟ فقال : واحزناه على الحزن
فقال الحسن : قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن

قدر الحزن المطلوب

58 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثني مطيع الفارسي قال : قال لي بعض العباد
Y بحسبك حزنك على طول الحزن فلرب همة جرت سرور الأبد

59 - حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني يزيد الحموي قال : سمعت أبا عبد الرحمن المغازلي يقول : قال لي بعض العباد Y ما انتفع محزون بنفسه في شيء من أمر الدنيا وذلك أنه إذا سر غلب الحزن السرور

فضل الحزين يوم القيامة

60 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد حدثني يزيد حدثني أبو الوليد العباس بن المؤمل الصوفي قال وقد كان أمر هارون بالمعروف فحسبه دهرا قال Y أتاني آت في منامي فقال :
كم للحزين غدا يوم القيامة من فرحة تستوعب طول حزنه في دار الدنيا قال : فاستيقظت فزعا فلم ألبث أن فرج الله وأخرجني مما كنت فيه من ذلك الحبس ففرح بذلك أصحابنا وأهلونا
قال : فرأيت في المنام كأن ذلك الآتي قد أتاني فقال : بشر المحزونين بطول الفرح غدا عند مليكهم فعلمت والله أن الحزن إنما هو على خير الآخرة لا على الدنيا
قال يزيد : فكأن أبو الوليد إنما هو دهره باكي العين أو يتبع جنازة أو يعود مريضا أو يلتزم الجبان وكان محزونا جدا

حديث داود عليه السلام إلى ربه

61 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن علي المقدمي حدثني محمد بن سالم المدني حدثني السري بن يحيى عن عبد الله بن شوذب قال Y قال داود النبي صلى الله عليه وسلم : أي رب أين ألقاك ؟ قال : تلقاني عند المنكسرة قلوبهم

62 - حدثنا عبد الله حدثنا أزهر بن مروان البصري ثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال : سمعت مالك بن دينار يقول Y بقدر ما تفرح للدنيا كذلك تخرج حلاوة الآخرة من قلبك

حال المؤمن آناء الليل وأطراف النهار

63 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني يوسف بن الحكم الرقي قال : قال فياض بن محمد بن سنان قال لي مغيث الأسود وكان من خيار موالي بني أمية قال : قال لي بدير الخلق :

قلت : وما أنكرت ؟ قال ظننت أن حزنك لنفسك فإذا أنت إنما تحزن لغيرك أما علمت أن المريد حزنه عليه جديد آناء الليل وآناء النهار ساعات فرحه عنده ساعات خلله هو وآله هو باك محزون ليس له على الأرض قرار وإنما تراه والها يفر بدينه مشغولا طويل الهم قد علاه بثه همته الآخرة والوصلة إليها يسأل النجاة من شرها ثم قال : هاه هاه واسبل دموعه فلم يزل يبكي حتى غشي عليه
Y مالي أراك طويل الحزن ؟ قال : قلت له : طالت غيبتي وبعدت شقتي وشق علي السفر جدا قال : إنا لله وإنا إليه راجعون لقد ظننت أنك من عمال الله في أرضه ! !

باب ما جاء في الكمد

64 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الحسن بن الربيع حدثني محمد بن صبيح قال Y سألت عمر بن ذر فقلت :
أيهما أعجب إليك للخائفين طول الكمد أو إسبال الدمعة ؟ قال : فقال : أو ما علمت أنه إذا رق فذرى شفى وسلى وغذا كمد غص فشح فالكمد أعجب إلي لهم

65 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد عن بعض أصحابه قال Y كان فضيل و سفيان قاعدين : فذكر أشياء فجعل فضيل يبكي و سفيان لا يبكي فقيل له في ذلك فقال : إذا لم نسبل الدموع كان أكمد للقلب وأبقى ليحزن فيه

هل البكاء مسلاة ؟

66 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد عن يزيد الخمري حدثني بحر أبو يحيى قال : سمعت عابدا ببيت المقدس يقول Y البكاء مسلاة ونفرح وإنما الأمر في احتجاب الكمد والأحزان ثم بكى

67 - حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن يوسف بن عبد الصمد عن ثور بن يزيد قال : قرأت في بعض الكتب :
Y إن المؤمن يحزن حتى ينسى الحزن في قلبه

68 - حدثنا عبد الله حدثني شيخ يكنى بأبي يعقوب قال : قال بعض الحكماء Y الحزن انكسار القلب فإذا علا الحزن قلبا أبهته وحيره فانهدت منه القوة فسمي الكمد

ماهي نهاية الحزن ؟

69 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد بن الحسين ثنا أحمد بن سهل قال : قلت لأبي عتيبة الخواص Y إلى ما ينتهي الحزن ؟ قال : إلى الكمد قلت : مثل أي شيء ؟ قال : مثل أن تكون دهرك كمدا حزينا مجددا لنفسك مصيبة في إثر مصيبة قال : وكان أبو عتيبة قد بكى حتى سقطت أشفار عينيه

70 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد حدثني زيد بن موسى قال Y سألت راهبا فقلت : إلام ينتهي الحزن ؟ فقال : إلى الكمد قلت : إلام ينتهي الكمد ؟ قال : إلى تلف الأنفس قلت : وكيف ذاك ؟ قال : ينقي الحزن فضول البدن من الورك وغيره حتى يخلق الدرن بجلده وعظمه وتتراكم الأوجاع على القلب بما يهده من دواعي الفكر فينغل القلب عند ذلك ويقرح فإن أنظمأ جسا فهذى أي مات وإن اتفقا فهو الداء الذي ليس ينفعه داواء

71 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين عن عبدي الله بن محمد عن أبيه قال : قال الفضل الرقاشي Y إذا كمد الحزن فتر وإذا فتر انقطع

72 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد عن [ محمد بن ] عبد العزيز بن سليمان قال Y كانت شعوانة قد كمدت حتى انقطعت عن الصلاة والعبادة فأتاها آت في منامها فقال لها :
( أذري جفونك أما كنت شاجية ... إن النياحة قد تشفي الحزينينا )
( جدي وقومي وصومي الدهر دائبة ... فإنما الدؤوب من فعل المطيعينا )
فأصبحت فأخذت في الترنم والبكاء فسلت وراجعت الدؤب والعمل

73 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد بن الحسين أنه سمع أبا عبد الرحمن العيشي يقول Y كان يقال إذا بكى الكمد تفرج وإذا تفرد العبد تعبد

74 - حدثنا عبد الله قال : حدثني بعض أصحابنا قال : قال بعض الحكماء Y بكاء الخوف مر وبكاء المحزون حلو

75 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين حدثني خالد بن يزيد عن ابي إسحاق الحميسي عن يزيد الرقاشي قال :
Y نعم معول الكمد البكاء

حديث العلماء عن الحزن

76 - حدثنا عبد الله حدثني أبو محمد عن عثمان بن أبي سعيد البصري قال Y سئل بعض العلماء عن الحزن أي شيء هو ؟ قال : هو الأسف فقيل له : المحزون يتهنأ بما فيه ؟ قال : لا قيل : ولم ذاك ؟ قال : لأن المحزون خائف ومن خاف اتقى ومن اتقى حذر ومن حذر حاسب نفسه
وسئل عالم آخر عن الحزن ما هو ؟ وما موقعه من القلب ؟
قال : أما موقعه في القلب فهو مخافة أن يقذف وأما ما هو فهو التعظيم لرب العالمين والحياء عنه ثم أرخى عينيه ثم قال : لو أن محزونا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة ببكائه
وسئل عالم آخر عن المحزونين لأي شيء حزنوا ؟
قال : حزنوا على أنفسهم وتلهفوا عليها أن لا تكون مطابقة لرب العالمين

77 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد بن الحسين حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال Y أتينا عابدا مرة فقال العابد : إنما البكاء شفاء القلوب وراحتها ولكن ضناها ونكايتها في الحزن والكمد

رجل يبكي لذنبه طول الليل

78 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد بن الحسين قال : سمعت أبا جعفر القارئ في جوف الليل يبكي ويقول Y
( ابك لذنبك طول الليل مجتهدا ... إن البكاء معول الأحزان )
( لاتنس ذنبك في النهار وطوله ... إن الذنوب تحيط بالإنسان )
ثم يبكي بكاءا شديدا ويردد ذلك

79 - حدثنا عبد الله قال : كتب إلي إسحاق بن موسى الأنصاري يذكر أن عباد ابن كليب حدثهم قال Y كنت بعبادان فرأيت شابا من قريش عليه جبة صوف وحوله رجال فقلت في نفسي : هذا الشاب يلبس الصوف ثم قلت : ما أراني إلا قد اغتبته فدنوت منه فسمعته يقول : إن لله عبادا يستريحون إلى الغموم فقلت : يرحمك الله تلبس الصوف فقال : أما أناعبد فإذا عتقت لبست فذكرت ذلك لشريك فقال : ماأكره لبس الصوف لمثل هذا ما خرج هذا الكلام إلا من كنز

لبس ما يلبس العبيد ليحزن

80 - حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن منصور بن أبي ثويرة عن فضيل بن عياض قال Y لبس سليمان جبة صوف فقيل له : لو لبست ألين من هذا ؟ قال : إنما أنا عبد ألبس ما يلبس العبيد فإذا مت لبست جبة لا تبلى حواشيها

81 - حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إبراهيم عن إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن الحكم قال Y إن الرجل إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يغفرها عنه ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه

حزن الحزن

82 - حدثنا عبد الله قال : كتب إلي أبو موسى الأنصاري قال : قلت لأبي خالد الأحمر Y الرجل يكون له حظ من صلاة الليل وتلاوة القرآن والرقة عند تلاوته فيفقد ذلك فيحزن عليه ؟ قال : ذلك حزن الحزن

هل حزنت لضياع العمر ؟

83 - حدثنا عبد الله حدثني عبد الله بن عيسى الطفاوي عن عبيد الله بن شميط بن عجلان قال : سمعت أبي يقول Y كل يوم ينقص من عمرك وأنت لا تحزن وكل يوم وأنت تستوفي رزقك وأنت لا تحزن

84 - حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثني مروان بن أبي بكر قال : سمعت رجلا يقول Y خذل قوم فهم مسرورون مغتبطون وعصم آخرون فهم مغمومون محزونون

لا راحة للمؤمن دون لقاء الله

85 - حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن محمد ثنا حجاج بن سعيد بن زربي عن الحسن أنه ذكر يوم فقال قول أهل الجنة Y
{ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } فقال الحسن : أحزان أهل الدنيا يقطعها الموت لكن أحزان لأخرة وحق للمؤمن أن يحزن وجهنم أمامه مسيرة ثلاثة آلاف سنة ألف سنة في هبوط وألف سنة على متنها وألف سنة في الصعود

من أحاديث البشارة للمؤمنين

86 - حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل عن هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال : قال أبو بكر الصديق :
Y يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ؟ : { من يعمل سوءا يجز به } فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألست تحزن ؟ ! ألست تنصب ؟ ! ألست يصيبك الأذى ؟ ! فذاك الذي تجزون به

ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا

87 - حدثن عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا الوليد بن مسلم ثنا إسماعيل بن رافع الأنصاري حدثني ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال Y قدم علينا سعد بن مالك بعد ما كف بصره فأتيت منتسبا فانتسبت له فقال : مرحبا يا ابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا

شدة كمد يعقوب على يوسف عليهما السلام

88 - حدثنا عبد الله ثنا فضيل بن عبد الوهاب عن هشيم عن جويبر عن الضحاك
Y { وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } قال : كميد

89 - حدثنا عبد الله ثنا علي بن الجعد عن بعض اصحابه عن همام عن قتادة قال Y كظم على الحزن فلم يقل إلا خيرا

90 - حدثنا عبد الله ثنا فضيل عن هشيم عن جويبر عن الضحاك
Y { يا أسفى على يوسف } قال : يا حزناه

وصف الأولياء الأتقياء

91 - حدثنا عبد الله حدثني أبو زكريا البلخي ثنا معتمر بن سليمان عن الفرات ابن سليمان أن الحسن بن أبي الحسن كان يقول Y إن لله عبادا هم والجنة كمن رآها فهم فيها متكئون وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة أما الليل فصافة أقدامهم مفترشوا جباههم يناجون ربهم في فكاك رقابهم وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر الناظر فيقول مرضى وما بهم من مرض ويقول قد خولطوا أوقد خالط القوم أمر عظيم

92 - حدثنا عبد الله ثنا سعيد بن سليمان عن مبارك بن فضالة قال : سمعت الحسن يقول Y فضح الموت الدنيا فلم يدع لذي لب فيها فرحا

الحزين ينشغل عن الدنيا بالآخرة

93 - حدثنا عبد الله ثنا أبو عبد الله المديني عن شجاع بن الوليد عن يزيد بن توبة عن الحسن قال Y من عرف ربه أحبه ومن أبصر الدنيا زهد فيها والمؤمن لا يلهو حتى يغفل وإذا تفكر حزن

94 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن يزيد بن الطيب قال : سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول Y شغل الموت قلوب المتقين عن الدنيا فو الله ما رجعوا منها إلى سرور بعد معرفتهم بغصصه وكربه

أين الراحة والفرح ؟

95 - حدثنا عبد الله أنبأنا إسحاق بن إبراهيم أنا علي بن بزيع الهلالي عن أبي حمزة الهجيمي قال : قال عامر بن عبد قيس Y إلهي خلقتني ولم تؤامرني في خلقي وخلقت معي عدوا وجعلته يجري مني مجرى الدم وجعلته يراني ولا أراه ثم قلت لي استمسك إلهي : كيف أستمسك بأن لم تمسكني إلهي في الدنيا الغموم والأحزان في الآخرة العقاب والحساب فأين الراحة والفرح ؟

96 - حدثنا عبد الله حدثني سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن محمد ابن أبي منصور قال Y سمعت أبا عبد الرحمن الزاهد يقول : إلهي غيبت عني أجلي وأحصيت علي عملي ولا أدري إلى أي الدارين تبعثني فقد أوقفتني مواقف المحزونين أبدا ما أبقيتني

العباد الزهاد وحديث عن الحزن

97 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر عن مسمع بن عاصم قال Y سألت عابدا من اهل البحرين قلت : ما بال الحزين يجيبه قلبه إذا شاء وتهطل عيناه عند كل حركة ؟
قال : أخبرك عن ذلك رحمة الله إن الحزين يدابه الحزن فجال في بدنه فأعطى كل عضو بقسطه ثم إلى القلب والرأس فسكنهم فمتى جرى القلب بشيء تجري فهاجت الحرقة صاعدة فاستثارت الدموع من شئون الرأس حتى تسلمها إلى العين فتذريها فتنير الجفون ثم خنقته عبرته فقام

98 - حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني حكيم بن جعفر قال Y قال لي أبو عبد الله البراثي لا تند العين حتى يحترق القلب فإذا احترق القلب تلهب شعلة فهاج إلى الرأس دخانة فاستنزل الدموع من الشئون إلى العين فسحته

99 - حدثنا عبد الله قال : أخبرني محمد عن مالك بن ضيغم عن أبيه قال Y كان يقال : إن كثرة الدموع وقلتها على قدر احتراق القلب فإذا احترق القلب كله لم يشأ الحزين أن يبكي إلا بكى والقليل من التذكرة تحزنه

100 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد عن راهويه قال : قلت لسفيان بن عيينة Y ألا ترى إلى أبي علي يعني فضيلا لا تكاد تجف له دمعة ؟
فقال سفيان : إذا فرح القلب نزفت العينان ثم تنفس سفيان تنفسا منكرا

101 - حدثنا عبد الله قال : وأخبرني محمد حدثني خلف البراثي قال Y سألت رجلا من العباد عن الشهيق الذي يعتري الباكي بعد البكاء ؟ قال : إذا كان بدء البكاء تنفسا وزفيرا وآخره شهيقا فذاك بكاء موجع مقلق وإن كانت دمعته سائله في هدوء ورفق فتلك رقة في القلوب تبعثها إلى العيون وفي كل خير وثواب

حزن وبكاء في مجلس الوعظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"