بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

نبذ من صحيح البخاري/39

- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين )
[ ر 1800 ]

3104 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد ابن جبير قال قلت لابن عباس فقال حدثنا أبي بن كعب
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن موسى قال لفتاه آتنا غداءنا وقال أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره . ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به )
[ ر 74 ]
[ ش ( لم يجد موسى النصب ) لم يشعر بالتعب . ( المكان الذي أمره الله به ) أي المكان الذي بين الله تعالى له أنه يجد الخضر فيه بوجود العلامة في الحوت ]

3105 - حدثنا عبد الله بن أبي مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
Y رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال ( ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان )
[ ر 2937 ]

3106 - حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استنجح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا )
[ 3128 ، 3138 ، 5300 ، 5301 ، 5937 ، 5938 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء رقم 2012 . ( استنجح ) أظلم . ( جنح الليل ) ظلامه وقيل أول ما يظلم . ( فكفوا صبيانكم ) ضموهم وامنعوهم من الانتشار . ( أوك . . ) من الإيكاء وهو الشد والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها . والسقاء ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك . ( خمر ) من التخمير وهو التغطية . ( تعرض عليه شيئا ) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه امتثالا لأمر الشارع ]

3107 - حدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) . فقالا سبحان الله يا رسول الله قال ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا )
[ ر 1930 ]

3108 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال
Y كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) . فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان . فقال وهل بي جنون ؟
[ 5701 ، 5764 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب فضل من يملك نفسه عند الغضب . . رقم 2610 . ( يستبان ) يشتم كل واحد منهما الآخر . ( أوداجه ) جمع ودج وهو عرق يكون على جانب العنق وانتفاخها كناية عن شدة الغضب ودليل عليه . ( ما يجد ) أي ما فيه من الغضب . ( هل بي جنون ) أي حتى أتعوذ ؟ قال النووي
رحمه الله تعالى في شرح مسلم وأما قول هذا الرجل الذي اشتد غضبه هل ترى بي من جنون ؟ فهو كلام من لم يفقه في دين الله تعالى ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالجنون ولم يعلم أن الغضب من نزعات الشيطان ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله ويتكلم بالباطل ويفعل المذموم وينوي الحقد والبغض وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب . ثم قال ويحتمل أن هذا القائل . . كان من المنافقين أو من جفاة الأعراب والله أعلم ]

3109 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه )
قال وحدثنا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن عباس مثله
[ ر 141 ]

3110 - حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة فقال ( إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه ) . فذكره
[ ر 449 ]
[ ش ( فشد علي ) حاول وسعى جهده . ( فذكره ) أي فذكر الحديث بتمامه ]

3111 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو )
[ ر 583 ]

3112 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب )
[ 3248 ، 4274 ]
[ ش ( يطعن ) يضرب . ( الحجاب ) الجلدة التي فيها الجنين وتسمى المشيمة . وقيل الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود ]

3113 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال
Y قدمت الشأم فقلت من ها هنا ؟ قالوا أبو الدرداء قال أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة وقال الذي أجاره الله على لسان نبيه
صلى الله عليه وسلم يعني عمارا
[ 3532 ، 3533 ، 3550 ، 5922 ]
[ ش ( قال ) أي أبو الدرداء
رضي الله عنه . ( أفيكم ) أي في العراق . ( الذي أجاره الله ) منعه وحماه والظاهر أن أبا الدرداء رضي الله عنه سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم

3114 - قال وقال الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الأسود أخبره عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الملائكة تتحدث في العنان -
والعنان الغمام - بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة )
[ ر 3038 ]
[ ش ( فتقرها ) يقال قررت الكلام في أذن الأصم إذا وضعت فمك على صماخه فتلقيه فيه . ( الكاهن ) هو الذي ينظر في النجوم ويدعي معرفة أخبار
المستقبل . ( كما تقر القارورة ) أي كما يطبق رأس القارورة على رأس الوعاء الذي يفرغ منها فيه والقارورة الزجاجة . وقيل يلقيها فتستقر في أذنه كما يستقر الشيء في قراره

3115 - حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان )
[ 5869 ، 5872 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب رقم 2994 . ( التثاؤب ) فتح الفم مع أخذ النفس وإخراج صوت أحيانا . ( من الشيطان ) أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها والتثاؤب يكون مع ميل الإنسان إلى الكسل والنوم والتثاقل عن الطاعات . ( ها ) صوت المتثائب ويعني إذا بالغ في التثاؤب . ( ضحك الشيطان ) فرحا بالتغلب عليه ]

3116 - حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت

[ 3612 ، 3838 ، 6291 ، 6489 ، 6495 ]
[ ش ( أخراكم ) احذروا الذين من ورائكم متأخرين عنكم والخطاب للمسلمين أراد اللعين تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا فرجعت الطائفة المستقدمة قاصدين لقتال من خلفهم ظانين أنهم من المشركين . ويحتمل أن يكون للكافرين أي فاقتلوا أخراهم . ( فاجتلدت ) تقاتلت الطائفتان المسلمتان أو اقتتل أولى الكفار وأخرى المسلمين . ( ما احتجزوا ) ما امتنعوا منه . ( منه ) من الذي قتله ويقال هو عقبة بن مسعود
Y لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاحتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال أي عباد الله أبي أبي فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم . قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله رضي الله عنه . ( بقية خير ) بقية دعاء واستغفار لقاتل أبيه . وقيل ما زال فيه شيء من حزن على قتل أبيه من المسلمين ]

3117 - حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها
Y سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة فقال ( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم )
[ ر 718 ]

3118 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى ابن أبي كثير قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره )
[ 5415 ، 6583 ، 6585 ، 6594 ، 6595 ، 6603 ، 6637 ]
[ ش ( الرؤيا ) اسم لما يتخيله النائم ويراه في منامه . ( الصالحة ) الحسنة السالمة من التخليط وربما جاءت في اليقظة كما رآها في المنام . ( الحلم ) ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم . ( يخافه ) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء ]

3119 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير . في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة شيءة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك )
[ 6040 ]
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء رقم 2691 . ( عدل ) مثل . ( رقاب ) جمع رقبة إي إنسان مملوك عبد أو أمة والمراد ثواب عتقهم ]

3120 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص قال
Y استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك رسول الله قال ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) . قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك )
[ 3480 ، 5735 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عمر
رضي الله عنه رقم 2396 . ( يستكثرنه ) يطلبن منه الكثير من العطاء أو من الحديث . ( يبتدرن الحجاب ) يتسارعن ويتسابقن للاختباء . ( أضحك الله سنك ) دعاء بمزيد السرور واستمراره . ( يهبن ) من الهيبة وهي الخوف مع الإجلال والوقار . ( أفظ وأغلظ ) من الفظاظة وهي عبارة عن شدة الخلق وخشونة الجانب وأغلظ بمعناها . ( فجا ) طريقا واسعا ]

3121 - حدثني إبراهيم بن حمزة قال حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استيقظ - أراه - أحدكم من
منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه )
[ ش أخرجه مسلم في الطهارة باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار رقم 238 . ( فليستنثر ) من الاستنثار وهو إخراج ما في الأنف بنفس . ( خيشومه ) هو الأنف وقيل أقصى الأنف . والله تعالى - ورسوله - أعلم بحقيقة هذه البيتوتة ونحن نؤمن بما قاله رسول الله
صلى الله عليه وسلم إيمانا جازما ونمتثل ما أمرنا به مع تسليمنا أنه صلى الله عليه وسلم قد خصه الله تعالى بعلوم وأسرار تقصر عن فهمها وإدراك كهنها عقول عامة البشر ]

12 - باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم

لقوله { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم بقصون عليك آياتي -
إلى قوله - عما يعملون } / الأنعام 130 - 132 / . { بخسا } / الجن 13 / نقصا
قال مجاهد { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا } / الصافات 158 / قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن . قال الله { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } / الصافات 158 / ستحضر للحساب . { جند محضرون } / يس 75 / عند الحساب
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين . ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون . ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل } . ( نسبا ) قرابة . ( سروات ) أي ساداتهم جمع سراة وهي جمع سري وهو السيد العظيم ]

3122 - حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له
Y إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه ( لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) . قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ر 584 ]

13 - باب قول الله جل وعز { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن - إلى قوله - أولئك في ضلال مبين } / الأحقاف 29 - 32 /

{ مصرفا } / الكهف 53 / معدلا . { صرفنا } أي وجهنا
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين . قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه بهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم . يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم . ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء } . ( نفرا ) ما دون العشرة . ( قضي ) فرغ من تلاوته . ( ولوا ) رجعوا . ( لما بين يديه ) لما سبقه من كتب . ( فليس بمعجز في الأرض ) ليس له مهرب من قضاء الله تعالى ولا منجى من عذابه . ( أولياء ) أنصار يحمونه
من الله تعالى ]

14 - باب قول الله تعالى { وبث فيها من كل دابة } / البقرة 164 /

قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر منها
يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود . { آخذ بناصيتها } / هود 56 / في ملكه وسلطانه . يقال { صافات } بسط أجنحتهن { يقبضن } / الملك 19 / يضربن بأجنحتهن
[ ش ( الثعبان ) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى { فإذا هي ثعبان مبين } / الأعراف 107 / و / الشعراء 32 / . ( يقال . . ) هذا من كلام البخاري . ( آخذ بناصيتها ) الناصية في الأصل ما يبرز من الشعر في مقدم الرأس ويكون حذاء الجبهة ]

3123 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر
عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
رضي الله عنهما
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول ( اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل )
قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الحيات . قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر . وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب . وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي . وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب
[ 3134 ، 3135 ، 3792 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب قتل الحيات وغيرها رقم 2233 . ( ذا الطفيتين ) نوع من الحيات خبيث في ظهره خطان أبيضان والطفية خوصة المقل وهو نوع من الشجر . ( الأبتر ) نوع من الحيات القصيرة الذنب . ( يطمسان البصر ) يمحوان نوره . ( يستسقطان الحبل ) أي إذا نظرت إليهما الحامل أسقطت ولدها خوفا وذعرا . ( ذوات البيوت ) الحشرات التي تسكن في البيوت والمراد الحيات الطوال البيض يقال لها الجنان وقلما تضر . ( العوامر ) أي التي تعمر طويلا ]

15 - باب خبير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

3124 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
[ ر 19 ]
[ ش ( شعف الجبال ) أعلاها ]

3125 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم )
[ 3308 ، 4127 - 4129 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه رقم 52 . ( نحو المشرق ) أي يأتي من جهة المشرق . ( الفخر ) الإعجاب بالنفس . ( الخيلاء ) الكبر واحتقار غيره . ( الفدادين ) جمع الفداد وهو الشديد الصوت من فدا إذا رفع صوته وهو دأب أصحاب الإبل وعادتهم . ( أهل الوبر ) كناية عن سكان الصحاري والوبر شعر الإبل . ( السكينة ) التواضع والطمأنينة والوقار ]

3126 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال
Y أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال ( الإيمان يمان هنا هنا ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر )
[ 3307 ، 4126 ، 4997 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه رقم 51 . ( عند أصول أذناب الإبل ) أي إنهم يبعدون عن المدن لرعي إبلهم فيجهلون معالم دينهم . ( قرنا الشيطان ) جانبا رأسه والمراد ظهور ما لا يحمد من الأمور والمزيد من تسلط الشيطان وانتشار الكفر . أو المراد أن الشيطان ينتصب في محاذاة الشمس عند طلوعها فتطلع بين جانبي رأسه فإذا سجد عبدة الشمس لها عند الشروق كان السجود له . ( ربيعة ومضر ) بدل من الفدادين ]

3127 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا )
[ ش أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة باب استحباب الدعاء عند صياح الديك رقم 2729 . ( نهيق الحمار ) صوته المنكر ]

3128 - حدثنا إسحاق أخبرنا روح أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ]
قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر ( واذكروا اسم الله )
[ ر 3106 ]

3129 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت ) . فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله ؟ قلت نعم قال لي مرار فقلت أفأقرأ التوراة ؟
[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق باب الفأر وأنه مسخ رقم 2997 . ( فقدت أمة ) ذهبت طائفة منهم لا يعلم ما وقع لهم . ( لا أراها ) لا أظنها مسخها الله تعالى إلا لجنس الفأر . ( لم تشرب . . ) أي وقد كانت هذه الألبان محرمة على بني إسرائيل . ( الشاء ) الغنم جمع شاة . ( كعبا ) هو كعب بن ماتع المشهور بكعب الأحبار . ( قال لي مرار ) أي كرر سؤاله مرات . ( أفأقرأ التوراة ) القائل أبو هريرة يرد على كعب أي هل أنا أقرأ التوراة حتى أنقل منها ؟ لا أقول إلا ما سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم . والظاهر من الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك اجتهادا منه وظنا قبل أن يخبر من الله تعالى أنه لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وعليه فهذه الحيوانات كانت قبل أن يكون المسخ لبعض الأمم ومن مسخ منهم قردة أو خنازير أو غيرها فقد انقرض ولم يبق له وجود . [ انظر مسلم القدر باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عما سبق به القدر رقم 2663 ] ]

3130 - حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ ( الفويسق ) . ولم أسمعه أمر بقتله . وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله
[ ر 1734 ]

3131 - حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ
[ 3180 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب استحباب قتل الوزغ رقم 2237 . ( الأوزاغ ) جمع وزغ وهو سام أبرص ويسميه العامة في دمشق أبا بريص ]

3132 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل )
تابعه حماد بن سلمة أبا أسامة
[ ش انظر شرح 3123 . ( يلتمس ) يطلب ويصيب . ( أبا أسامة ) يريد أن حمادا تابع أبا أسامة في روايته إياه عن هشام واسم أبي أسامة حماد بن أسامة ]

3133 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة قالت
Y أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الأبتر وقال ( إنه يصيب البصر ويذهب الحبل )
[ ش انظر شرح 3123 ]

3134 - حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة
Y أن ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى قال إن النبي صلى الله عليه وسلم هدم حائطا له فوجد فيه سلخ حية فقال ( انظروا أين هو ) . فنظروا فقال ( اقتلوه ) . فكنت أقتلها لذلك فلقيت أبا لبابة فأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقتلوا الجنان إن كل أبتر ذي طفيتين فإنه يسقط الولد ويذهب البصر فاقتلوه )
[ ش ( سلخ حية ) جلدها . ( الجنان ) جمع جان وهي الحية البيضاء أو الصغيرة التي تسكن البيوت ]

3135 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر
Y أنه كان يقتل الحيات فحدثه أبو لبابة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها
[ ر 3123 ]

16 - باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم

3136 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور )
[ ر 1732 ]

3137 - حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة )
[ ر 1730 ]

3138 - حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال

عن عطاء ( فإن الشيطان )
[ ر 3106 ]
[ ش ( أجيفوا ) أغلقوا وردوا . ( اكفتوا . . ) ضموهم وامنعوهم من الحركة . ( خطفة ) هي استلاب الشيء وأخذه بسرعة . ( الرقاد ) النوم . ( الفويسقة ) الفأرة ]
Y ( خمروا الآنية وأوكوا السقية وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت ) . قال ابن جريج وحبيب

3139 - حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
Y كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت { والمرسلات عرفا } . فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من جحرها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا ودخلت جحرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وقيت شركم كما وقيتم شرها )
وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله . قال وإنا لنتلقاها من فيه رطبة . وتابعه أبو عوانة عن مغيرة . وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله
[ ر 1733 ]
[ ش ( جحرها ) الجحر هو الثقب في الأرض تتخذه الحية ونحوها مأوى لها ]

3140 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض )
قال وحدثنا عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله
[ ر 2236 ]

3141 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة )
[ ر 2856 ]
[ ش ( فلدغته ) قرصته . ( بجهازه ) أمتعة سفره . ( فهلا نملة واحدة ) أي فهلا أحرقت النملة التي آذتك وحدها إذ لم يصدر جناية من غيرها ]

17 - باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء

3142 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عتبة بن مسلم قال أخبرني عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء )
[ 5445 ]
[ ش ( فليغمسه ) فليغطه وليدخله فيه . ( داء ) سبب المرض . ( شفاء ) سبب الشفاء من ذلك الداء الذي في إحدى الجناحين ]

3143 - حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( غفر لأمرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك )
[ 3280 ]
[ ش ( مومسة ) زانية أو هي المجاهرة بالفجور . ( ركي ) بئر . ( يلهث ) يخرج لسانه من شدة العطش . ( فأوثقته ) ربطته . ( بخمارها ) بغطاء رأسها ]

3144 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظته من الزهري كما أنك ها هنا أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة رضي الله عنهم
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة )
[ ر 3053 ]

3145 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب
[ ش أخرجه مسلم في المساقاة باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه رقم 1570 ]

3146 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن يحيى قال حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية )
[ ر 2197 ]

3147 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان قال أخبرني يزيد بن خصيفة قال أخبرني السائب بن يزيد سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط )
فقال السائب أنت سمعت هذا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ قال إي ورب هذه القبلة
[ ر 2198 ] . بسم الله الرحمن الرحيم

64 - كتاب الأنبياء

1 - باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته

{ صلصال } / الحجر 26 / طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ويقال منتن يريدون به صل كما يقال صر الباب وصرصر عند الإغلاق مثل كبكبته يعني كببته . { فمرت به } / الأعراف 189 / استمر بها الحمل فأتمته . { أن لا تسجد } / الأعراف 12 / أن تسجد
[ ش ( صلصال ) الصلصال الصوت وصلصل أخرج صوتا ]

2 - باب قول الله تعالى

{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } / البقرة 30 /
قال ابن عباس { لما عليها حافظ } / الطارق 4 / إلا عليها حافظ . { في كبد } / البلد 6 / في شدة خلق . { ورياشا } / الأعراف 26 / المال . وقال غيره الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس . { ما تمنون } / الواقعة 58 / النطفة في أرحام النساء
وقال مجاهد { إنه على رجعه لقادر } / الطارق 8 / النطفة في الإحليل
كل شيء خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله
تعالى
{ في أحسن تقويم } / التين 4 / في أحسن خلق . { أسفل سافلين } / التين 5 / إلا من آمن . { خسر } / العصر 2 / ضلال ثم استثنى إلا من آمن . { لازب } / الصافات 11 / لازم . { ننشئكم } / الواقعة 61 / في أي خلق نشاء . { نسبح بحمدك } / البقرة 30 / نعظمك
وقال أبو العالية { فتلقى آدم من ربه كلمات } / البقرة 37 / فهو قوله { ربنا ظلمنا أنفسنا } / الأعراف 23 / . { فأزلهما } / البقرة 36 / فاستنزلهما . { يتسنه } / البقرة 259 / يتغير . { آسن } / محمد 15 / متغير . والمسنون المتغير . { حمأ } / الحجر 26 / جمع حمأة وهو الطين المتغير . { يخصفان } الأعراف 22 / أخذ الخصاف من ورق الجنة يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض . { سوآتهما } / الأعراف 22 / كناية عن فرجهما . { ومتاع إلى حين } / الأعراف 24 / ها هنا إلى يوم القيامة الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده . { قبيله } / الأعراف 27 / جيله الذي هو منهم
[ ش ( خليفة ) خلقا يخلف بعضهم بعضا . ( رياشا ) قرأ بهذا الحسن البصري وغيره وهي قراءة غير متواترة فلا تقرأ قرآنا ولا تصح بها الصلاة ويحتج بها في اللغة والأحكام . والقراءة المتواترة { ريشا } والريش والرياش اللباس الفاخر والأثاث والمال والخصب والحالة الجميلة . والريش أيضا كسوة الطائر . ( النطفة ) أي لقادر على أن يرجع النطفة إلى الإحليل وهو الذكر . ( كل شيء خلقه . . ) يشير بهذا إلى قوله تعالى { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } / الذاريات 49 / . والمعنى جعلنا كل شيء نوعين وصنفين مختلفين كالذكر والأنثى والليل والنهار ونحو ذلك لتعلموا أن خالق الأزواج فرد لا نظير له ولا شريك معه . والشفع الزوج والوتر الفرد . ( لازب ) شديد متماسك الأجزاء . ( فأزلهما ) دعاهما إلى الزلة وهي الخطيئة ]

3148 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن )
[ 5873 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب يدخل الجنة أقوام . . رقم 2841 . ( تحيتك ) أي ما يحيونك به هو تحيتك وتحية ذريتك من بعدك . ( على صورة آدم ) على هيئته في الطول والحسن والجمال والسلامة من النقائص والعيوب . ( ينقص ) من حيث الطول واستقر على القدر المألوف الآن ]

3149 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة - الألنجوج عود الطيب - وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء )
[ ر 3073 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر وباب في صفة الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا رقم 2834 ( الألنجوج ) تفسير للألوة وقوله عود الطيب تفسير له والظاهر أنه تفسير من أحد الرواة . ( في السماء ) أي علوا وارتفاعا ]

3150 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن أم سليم قالت
Y يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت ؟ قال ( نعم إذا رأت الماء ) . فضحكت أم سلمة فقالت تحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فبم يشبه الولد )
[ ر 130 ]

3151 - حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس
رضي الله عنه قال
Y بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خبرني بهن آنفا جبريل ) . قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) . قال أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي رجل فيكم عبد الله بن سلام ) . قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله ) . قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه
[ 3699 ، 3723 ، 4210 ]
[ ش ( أشراط الساعة ) علاماتها . ( آنفا ) الآن وأول وقت يقرب مني مما مضى . ( تحشر ) تجمع . ( فزيادة كبد الحوت ) هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي أطيبها وألذها . ( غشي المرأة ) جامعها . ( ماؤه ) منيه . ( بهت ) جمع بهوت وهو كثير البهتان وهو أسوأ الكذب أي كذابون وممارون لا يرجعون إلى الحق . ( ووقعوا فيه ) أي ذموه وطعنوا فيه ]

3152 - حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . يعني ( لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها )
[ 3218 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر رقم 1470 . ( يخنز اللحم ) ينتن وقيل سبب ذلك أنهم نهوا عن ادخار السلوى فادخروه فأنتن والله أعلم . ( لولا حواء ) أي أنها بدأت بالخيانة وكانت خيانتها في دعوتها آدم عليه السلام إلى الأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها ]

3153 - حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام قالا حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء )
[ 4889 ، 4890 ، 5672 ، 5785 ، 5787 ، 6110 ]
[ ش ( استوصوا بالنساء ) تواصوا فيما بينكم بالإحسان إليهن . ( ضلع ) أحد عظام الصدر والمعنى أن في خلقهن عوجا من أصل الخلقة . ( أعوج شيء في الضلع أعلاه ) أي وكذلك المرأة عوجها الشديد في خلقها وفكرها . ( تقيمه ) تجعله مستقيما . ( كسرته ) أي وكذلك المرأة إن أردت منها الاستقامة التامة في الخلق أدى الأمر إلى طلاقها ]

3154 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب حدثنا عبد الله
Y حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة . وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار )
[ ر 3036 ]

3155 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله وكل في الرحم ملكا فيقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد أن يخلقها قال يا رب أذكر يا رب أنثى يا رب شقي أم سعيد فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه )
[ ر 312 ]

3156 - حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه

[ 6173 ، 6189 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا رقم 2805 . ( تفتدي به ) من الافتداء وهو خلاص نفسه من الهلاك الذي وقع فيه . ( صلب آدم ) ظهر والصلب كل ظهر له فقار والمراد أنه أخذ عليه العهد منذ خلق أباه آدم . ( فأبيت إلا الشرك ) رفضت الأمر وأتيت بالشرك ]
Y ( أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به ؟ قال نعم قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك )

3157 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل )
[ 6473 ، 6890 ]
[ ش أخرجه مسلم في القسامة باب بيان إثم من سن القتل رقم 1677 . ( كفل ) جزء ونصيب من إثم قتلها . ( سن القتل ) ابتدع القتل على وجه الأرض ]

3 - باب الأرواح جنود مجندة

3158 - قال قال الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف ) . وقال يحيى بن أيوب حدثني يحيى ابن سعيد بهذا
[ ش ( الأرواح ) جمع روح وهو الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة . ( جنود مجندة ) جموع مجتمعة وأنواع مختلفة . ( تعارف ) توافقت صفاتها وتناسبت في أخلاقها . ( ائتلف ) من الألفة وهي المحبة والمودة . ( تناكر ) تنافرت في طبائعها . ( اختلف ) تباعد وتباغض . انظر مسلم البر والصلة الأرواح جنود مجندة [ 2638 ] ]

4 - باب قول الله تعالى { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } / هود 25 /

قال ابن عباس { بادئ الرأي } / هود 27 / ما ظهر لنا . { أقلعي } / هود 44 / أمسكي . { وفار التنور } / هود 40 / نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض . وقال مجاهد { الجودي } / هود 44 / جبل بالجزيرة . { دأب } / المؤمن 31 / مثل حال
[ ش ( بادئ ) هذه قراءة أبي عمرو البصري وقراة حفص ( بادي ) وهما متواترتان والمعنى اتباعهم لك كان برأيهم الذي ظهر لهم دون تعمق وروية . ( أقلعي ) كفي عن المطر . ( التنور ) اسم فارسي معرب وفسره عكرمة بوجه الأرض . ( دأب ) يفسر الدأب الوارد في قوله تعالى { مثل دأب قوم نوح } بالحال والدأب أيضا العادة ]

5 - باب قول الله تعالى { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم } / نوح 1 / . إلى آخر السورة

{ واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله - إلى قوله - من المسلمين } / يونس 71 - 72 /
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون . فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلى على الله وأمرت أن أكون من المسلمين } . ( نبأ نوح ) خبره وقصته . ( كبر ) عظم وثقل . ( مقامي ) مكثي بينكم وقيامي فيكم واعظا وموجها ومذكرا بالله تعالى . ( فأجمعوا أمركم ) اعزموا على تدبيركم وما أنتم عليه من كيد ومكر بي وبأصحابي . ( وشركاءكم ) واجمعوا أنصاركم واستعينوا بآلهتكم . ( غمة ) خفيا وملتبسا . ( اقضوا إلي ) امضوا إلي بما في أنفسكم من مكروه وما تتوعدون به من قتل وطرد . ( تنظرون ) تؤخرون . ( توليتم ) أعرضتم . ( فما سألتكم من أجر ) ما طلبت منكم عوضا على نصحي وتبليغي فأخاف أن يفوتني بإعراضكم ]

3159 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال سالم وقال ابن عمر رضي الله عنهما
Y قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال ( إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور )
[ 6708 ، 6972 ، وانظر 2892 ، 3256 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته وما معه رقم 169 . ( ذكر الدجال ) أي ذكر بعد الفراغ من خطبته ما يكون من أمر الدجال وفتنته والدجال من الدجل وهو التلبيس والتمويه . ( لأنذركموه ) من الإنذار وهو التحذير والتخويف ]

3160 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قومه إنه أعور وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه )
[ 6712 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته وما معه رقم 2936 ]

3161 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى هل بلغت ؟ فيقول نعم أي رب فيقول لأمته هل بلغكم ؟ فيقولون لا ما جاءنا من نبي فيقول لنوح من يشهد لك ؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فنشهد أنه قد بلغ وهو قوله جل ذكره { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } ) . والوسط العدل
[ 4217 ، 6917 ]
[ ش ( أنه قد بلغ ) أي قومه ما أرسل به إليهم . ( وهو قوله ) أي هذا هو مصداق قوله تعالى أو هو المراد به . والآية من / البقرة 143 / ]

3162 - حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن عبيد حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال ( أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بم ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ؟ ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا ؟ فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك ؟ فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقال يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه ) . قال محمد بن عبيد لا أحفظ سائره
[ 3182 ، 4435 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 194 . ( فنهس ) من النهس وهو الأخذ بأطراف الأسنان . ( صعيد ) أرض واسعة مستوية . ( تدنو ) تقرب . ( من روحه ) جعل فيك الروح بقدرته وخلقك من دون أب معجزة وإكراما وتشريفا . ( غضب ) المراد بالغضب إرادة الانتقام وإيصال العذاب لمن عصاه . ( نفسي نفسي ) أي أطلب منجاتها لأنها تستحق أن يشفع لها . ( سائره ) أي باقي الحديث لأنه مطول علم من سائر الروايات ]

3163 - حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبو أحمد عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { فهل من مدكر } مثل القراءة العامة
[ 3167 ، 3196 ، 4588 - 4593 ]
[ ش ( مدكر ) متعظ معتبر يخاف العقوبة / القمر 15 / . ( قراءة العامة ) أي القراءة المشهورة التي يقرأ بها عامة القراء الذين رووا القراءات المتواترة ]

6 - باب

{ وإن إلياس لمن المرسلين . إذ قال لقومه ألا تتقون . أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين . الله ربكم ورب آبائكم الأولين . فكذبوه فإنهم لمحضرون . إلا عباد الله المخلصين . وتركنا عليه في الآخرين } قال ابن عباس يذكر بخير { سلام على أهل ياسين . إنا كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين } / الصافات 123 - 132 /
يذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس
[ ش ( أتدعون بعلا ) أتعبدون بعلا وهو اسم لصنم كانوا يعبدونه وقيل البعل الرب بلغة أهل اليمن . ( تذرون ) تتركون عبادته . ( لمحضرون ) في العذاب بالنار . ( آل ياسين ) أي آل إلياس عليه السلام وهي قراءة متواترة وقراءة حفص ( إل ياسين ) قيل هو لغة في إلياس مثل إسماعيل ]

باب ذكر إدريس عليه السلام

وهو جد أبي نوح ويقال جد نوح عليهما السلام
وقول الله تعالى { ورفعناه مكانا عليا } / مريم 57 /

3164 - قال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري ( ح ) . حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال قال أنس كان أبو ذر رضي الله عنه يحدث
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا ؟ قال هذا جبريل قال معك أحد ؟ قال معي محمد قال أرسل إليه ؟ قال نعم فافتح فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا يا جبريل ؟ قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح )
قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم
ولم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السادسة . وقال أنس ( فلما مر جبريل بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا ؟ قال هذا إدريس ثم مررت بموسى ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا ؟ قال عيسى ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا ؟ قال هذا إبراهيم )
قال وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي
صلى الله عليه وسلم ( ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام )
قال ابن حزم وأنس بن مالك
رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ففرض الله علي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى أمر بموسى فقال موسى ما الذي فرض على أمتك ؟ قلت فرض عليهم خمسين صلاة قال فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فذكر مثله فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك )
[ ر 342 ]
[ ش ( جنابذ ) جمع جنبذة وهي القبة ]

8 - باب قول الله تعالى { وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله } / الأعراف 65 /

وقوله { إذ أنذر قومه بالأحقاف - إلى قوله - كذلك نجزي القوم المجرمين } / الأحقاف 21 - 25 /
فيه عن عطاء وسليمان عن عائشة عن النبي
صلى الله عليه وسلم
[ ر 3034 ، 4551 ]
[ ش ( وإلى عاد ) أي وأرسلنا إلى عاد . ( أخاهم ) واحدا منهم . ( إلى قوله ) والآيات بتمامها { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلقه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم . قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين . قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون . فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم . تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين } . ( بالأحقاف ) جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه اعوجاج . ( خلت النذر ) مضى المنذرون . ( بين يديه ) قبله . ( خلفه ) زمانه أي وكلهم أنذر نحو إنذاره . ( لتأفكنا ) لتصرفنا . ( العلم عند الله ) بوقت مجيء العذاب لا عندي . ( عارضا ) يشبه سحابا عرض في أفق السماء . ( ممطرنا ) يحمل لنا المطر . ( تدمر ) تهلك . ( لا يرى إلا مساكنهم ) لأنها قائمة وأما الناس فقد غطتها الرمال . ( المجرمين ) الذين يجرمون مثل جرمهم من كل أمة . ( فيه ) أي في هذا الباب الشامل على عذاب القوم بالريح والتعوذ من ذلك ]

9 - باب قول الله تعالى

{ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } شديدة { عاتية } قال ابن عيينة عتت على الخزان { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما } متتابعة { فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } أصولها { فهل ترى لهم باقية } بقية / الحاقة 6 - 8 /
[ ش ( عاتية ) من عتا يعتو إذا جاوز الحد في الشيء . ( الخزان ) جمع خازن وهم الملائكة الموكلون بالريح أي فلم تطعهم وجاوزت المقدار المحدد لها بأمر الله تعالى وتسخيره . ( سخرها ) أرسلها وسلطها . ( حسوما ) من الحسم وهو القطع والمنع أي قطعت الخير عنهم بتتابعها . ( صرعى ) جمع صريع وهو القتيل الملقى . ( أعجاز نخل ) أصولها وجزوعها . ( خاوية ) ساقطة وشبهوا بالنخل لعظم أجسامهم وطولها ]

3165 - حدثني محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور )
[ ر 988 ]

3166 - قال وقال ابن كثير عن سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال
Y بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال ( إنما أتألفهم ) . فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال ( من يطع الله إذا عصيت ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني ) . فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال ( إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الومية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )
[ ر 4094 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم 1064 . ( بذهبية ) قطعة من ذهب . ( صناديد ) رؤساء جمع صنديد . ( غائر العنين ) عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة ضد الجاحظ . ( مشرف الوجنتين ) عاليهما والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين وقيل لحم جلد الخدين . ( كث اللحية ) كثير شعرها . ( ضئضئ ) هو الأصل والعقب وقيل هو كثرة النسل . ( لا يجاوز حناجرهم ) لا يفقهون معناه ولا ينتفعون بتلاوته . ( يمرقون ) يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء . ( الرمية ) الصيد المرمي . ( قتل عاد ) أي أستأصلهم بالكلية بأي وجه ولا أبقي أحدا منهم ]

3167 - حدثنا خالد بن يزيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال سمعت عبد الله قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ]

10 - باب قصة يأجوج ومأجوج

وقول الله تعالى { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض }
قول الله تعالى { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا . إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا . فأتبع سببا - إلى قوله - آتوني زبر الحديد } واحدها زبرة وهي القطع { حتى إذا ساوى بين الصدفين } يقال عن ابن عباس الجبلين والسدين الجبلين { خرجا } أجرا { قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا } أصبب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر . وقال ابن عباس النحاس . { فما اسطاعوا أن يظهروه } يعلوه اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع . { وما استطاعوا له نقبا . قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } ألزقه بالأرض وناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد . { وكان وعد ربي حقا . وتركنا لعضهم يومئذ يموج في بعض } / الكهف 83 - 99 / . { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } / الأنبياء 96 / . قال قتادة حدب أكمة قال رجل للنبي
صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال ( رأيته )
[ ش ( يأجوج ومأجوج ) قيل في بيانهما أقوال كثيرة والظاهر - والله أعلم - أنهما أمتان من البشر كثير عددهم كبير شرهم وفسادهم حبسهم الله
تعالى في جزء من أرضهم رحمة ببقية خلقه وسيخرجون في يوم من الأيام ويكون خروجهم علامة من العلامات القريبة لقيام الساعة أعاذنا الله تعالى من شرها وحمانا من ويلاتها وحفظنا من المفسدين في الأرض في كل زمان ومكان
( إلى قوله ) وتتمة الآيات { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما . قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا . قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا . وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا . ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا . كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا . ثم أتبع سببا
حتى إذا بلغ بين السدين وجد دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا . قالوا
يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما } . ( يسألونك ) أي اليهود وقيل زعماء المشركين . ( ذكرا ) شيئا من خبره . ( مكنا له ) جعلنا له السلطان . ( وآتيناه ) سهلنا عليه أمر السير في الأرض وأعطيناه أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه . ( حمئة ) حارة . ( قلنا ) أي ألهمه الله
تعالى ذلك . وقيل كان نبيا وكان ذلك القول وحيا له . ( يسرا ) قولا جميلا لينا . ( سترا ) أبنية يستترون فيها من الشمس لأنهم كانوا في أرض لا يستقر عليها بناء . ( بما لديه ) من السلاح والعدة والعدد أو بصلاحيته للحكم . ( خبرا ) علما . ( يفقهون ) يفهمون . ( مكني ) قواني به . ( خير ) أي مما ستعطونني . ( ردما ) سدا كبيرا وحاجزا منيعا . ( الصدفين ) طرفي الجبلين . ( الصفر ) الجيد من النحاس . ( بعضهم ) بعض الخلق أو بعض يأجوج ومأجوج . ( يومئذ ) يوم القيامة أو يوم فتح الردم . ( يموج ) يضطرب ويختلط وهم حيارى . ( حدب ) جانب وجهة . ( ينسلون ) يسرعون . ( السد ) سد يأجوج ومأجوج . ( البرد ) ثوب مخطط . ( المحبر ) له خطوط خط أبيض وخط أسود أو أحمر ]

3168 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) . وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم إذا كثر الخبث )
[ 3403 ، 6650 ، 6716 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج رقم 2880 . ( ويل ) كلمة تستعمل للحزن والهلاك والمشقة . ( ردم ) سد . ( حلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ) يعني جعل الإصبع السبابه في أصل الإبهام وضمها حتى لم يبق بينهما إلا خلل يسير والمعنى أنه لم يبق لمجيء الشر إلا اليسير من الزمن . ( الخبث ) الفسوق والفجور والمعاصي ]

3169 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ) . وعقد بيده تسعين
[ 6717 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج رقم 2881 . ( تسعين ) هو مثل قوله في الحديث قبله حلق بإصبعه . . ]

3170 - حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ قال ( أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا . ثم قال والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ) . فكبرنا فقال ( أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) . فكبرنا فقال ( أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ) . فكبرنا فقال ( ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود )
[ 4464 ، 6165 ، 7045 ]
[ ش ( لبيك ) أنا ملازم طاعتك لزوما بعد لزوم . ( سعديك ) أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإسعادا بعد إسعاد . ( بعث النار ) حزبها وأهلها . ( فعنده ) أي عند قول الله تعالى لآدم عليه السلام . ( سكارى ) جمع سكران وهو الذي غطى أثر الشراب عقله أي هم أشبه بالسكارى من شدة الأهوال وليسوا سكارى حقيقة ]

11 - باب قول الله تعالى { واتخذ الله إبراهيم خليلا } / النساء 125 /

وقوله { إن إبراهيم كان أمة قانتا } / النحل 120 / . وقوله { إن إبراهيم لأواه حليم } / التوبة 114 / . وقال أبو ميسرة الرحيم بلسان أهل الحبشة
[ ش ( خليلا ) شديد المحبة له . ( أمة ) إماما يقتدى به في الخير أو لأنه قد اجتمع فيه خصال من خصال الخير والأخلاق الحميدة ما يجتمع في أمة كاملة . ( قانتا ) يخضع لله تعالى ويواظب على طاعته وحده . ( لأواه ) متضرع كثير الدعاء والبكاء وفسره أبو ميسرة بما ذكر ]

3171 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن إناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم } )
[ 3263 ، 4349 ، 4350 ، 4463 ، 6159 - 6161 ]
[ ش ( محشورون ) مجموعون يوم القيامة . ( غرلا ) جمع أغرل وهو الذي لم يختن والمعنى أنهم يحشرون كما خلقوا لم يفقد منهم شيء وليس معهم شيء . ( فاعلين ) قادرين أن نفعل ما نشاء أو فاعلين ما وعدنا به الأنبياء / الأنبياء 104 / . ( ذات الشمال ) أي إلى النار . ( مرتدين على أعقابهم ) تاركين لأحكام الإسلام وشرائعه مهملين لها أو منكرين وليس لهم من الإسلام إلا الاسم والانتساب . ( العبد الصالح ) عيسى عليه السلام . ( شهيدا ) أشهد على أعمالهم التي عملوها حين كنت بين أظهرهم . ( إلى قوله ) وتتمتها { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد . إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } / المائدة 117 ، 118 / . ( توفيتني ) أخذتني إليك . ( الرقيب ) الراعي والحفيظ ]

3172 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار )
[ 4490 ، 4491 ]
[ ش ( قترة ) سواد الدخان و ( غبرة ) غبار ولا يرى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه ولعل المراد هنا ما يغشى الوجه من شدة الكرب وما يعلوه من ظلمة الكفر . ( الأبعد ) أي من رحمة الله تعالى . ( بذيخ ) الذيخ ذكر الضبع الكثير الشعر أري أباه على غير هيئته ومنظره ليسرع إلى التبرء منه . ( متلطخ ) متلوث بالدم ونحوه ]

3173 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال ( أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستسقم )

3174 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي اله عنهما
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال ( قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط )
[ ر 1524 ]
[ ش ( الأزلام ) القداح جمع زلم وهي قطع خشبية مكتوب عليها افعل لا تفعل ونحو ذلك كانوا يستقسمون بها في أمورهم من الاستقسام وهو طلب معرفة ما قسم له مما لم يقسم . ( إن استقسما ) ما استقسما . ( قط ) في أي زمن مضى ]

3175 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي
Y قيل يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال ( أتقاهم ) . فقالوا ليس عن هذا نسألك قال ( فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ) . قالوا ليس عن هذا نسألك قال ( فعن معادن العرب تسألون ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) صلى الله عليه وسلم
[ 3194 ، 3203 ، 3301 ، 4412 ]
[ ش أخره مسلم في الفضائل باب من فضائل يوسف عليه السلام رقم 2378 . ( معادن العرب ) أصولهم التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها . ( فقهوا ) فهموا وعلموا عملوا ]

3176 - حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم )
[ ر 809 ]

3177 - حدثني بيان بن عمرو حدثنا النضر أخبرنا ابن عون عن مجاهد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما

[ ر 1480 ]
[ ش ( فانظروا إلى صاحبكم ) يريد نفسه
Y وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو ك ف ر قال لم أسمعه ولكنه قال أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي ) صلى الله عليه وسلم والمعنى أنه شبيه بإبراهيم عليهما الصلاة والسلام فإذا نظر إليه فكأنما رئي إبراهيم عليه السلام . ( فجعد آدم ) مكتنز اللحم أسمر البشرة . ( مخطوم ) مزموم . ( بخلبة ) هي الليفة ]

3178 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم )
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد ( بالقدوم ) مخففه . تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد . وتابعه عجلان عن أبي هريرة . رواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة
[ 5940 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب من فضائل إبراهيم الخليل
صلى الله عليه وسلم رقم 2370 . ( اختتن ) قطع قلفة الذكر وهي الجلدة التي تغطي الحشفة قبل قطعها . ( بالقدوم ) آلة يستعملها النجارون ]

3179 - حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا )
حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال ( لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ثنتين
منهن في ذات الله
تعالى . قوله { إني سقيم } . وقوله { بل فعله كبيرهم هذا } . وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه ؟ قال أختي فأتى سارة فقال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعي الله ولاأضرك فدعت الله فأطلق . ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر ) . قال أبو هريرة تلك أمكم يا بني ماء السماء
[ ر 2104 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب من فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام رقم 2371 . ( كذبات ) أي فيما يظهر للناس وبالنسبة لفهم السامعين وهي ليست كذبا في حقيقة الأمر لأنها من المعاريض . ( ذات الله ) أي لأجله . ( سقيم ) مريض قال ذلك لقومه حتى لا يخرج معهم ويبقى ليكسر الأصنام / الصافات 89 / و / الأنبياء 63 / . ( فأخذ ) اختنق حتى ضرب برجله الأرض كأنه مصروع . ( مهيا ) كلمة يستفهم بها معناها ما حالك وما شأنك . ( تلك ) أي هاجر عليها السلام . ( بني ماء السماء ) أراد بهم العرب لأنهم يعيشون بالمطر ويتبعون مواقع القطر في البوادي لأجل المواشي ]

3180 - حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه أخبرنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ . وقال ( كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام )
[ ر 3131 ]

3181 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال
Y لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه ؟ قال ( ليس كما تقولون { لم يلبسوا إيمانهم بظلم } بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"