بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

نبذ من صحيبح الابخاري/35

- باب قتل النساء في الحرب

2852 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان
[ ر 2851 ]

147 - باب لا يعذب بعذاب الله

2853 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال
Y بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال ( إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج ( إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما )
[ ر 2795 ]

2854 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة
Y أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تعذبوا بعذاب الله ) . ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينة فاقتلوه )
[ 6524 ]

148 - باب { فإما منا بعد وإما فداء } / محمد 4 /

فيه حديث ثمامة . [ ر 450 ]
وقوله
تعالى { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض - يعني يغلب في الأرض - تريدون عرض الدنيا } . الآية / الأنفال 67 /
[ ش ( منا ) تمنون على أسرى المشركين فتطلقونهم بدون عوض . ( فداء ) تطلقون سراحهم مقابل مال يدفعونه أو أسرى من المسلمين يطلقونهم . ( ما كان . . ) وتمامها { والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم } . ( يكون له أسرى ) ويأخذ عنهم الفداء . ( يثخن في الأرض ) يكثر القتال في الكافرين . ( عرض الدنيا ) حطامها وهو المال وغيره ]

149 - باب هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة

فيه المسور عن النبي صلى الله عليه وسلم . [ ر 2581 ]

150 - باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق

2855 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود ) . فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي
صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتي بهم فقطه أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا
قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم وسعوا في الأرض فسادا
[ ر 231 ]
[ ش ( ابغنا ) أعنا من الإبغاء وهو الإعانة على الطلب . ( رسلا ) درا من اللبن . ( الصريخ ) الصوت الصارخ المستغيث . ( الطلب ) جمع طالب وهم الذين خرجوا يطلبون هؤلاء الباغين ليمسكوا بهم . ( ترجل ) ارتفعت شمسه واشتد حره ]

2856 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قرصت نملة نبيا من لأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح )
[ 3141 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب النهي عن قتل النمل رقم 2241 . ( بقرية النمل ) موضع اجتماعه . ( أمة ) الجيل من كل حي . ( تسبح ) تنزه وتقدس قال الله تعالى { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } / الإسراء 44 / . ( تفقهون ) تفهمون ]

151 - باب حرق الدور والنخيل

2857 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير
Y قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) . وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) . فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب . قال فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات
[ 2871 ، 2911 ، 3611 ، 4097 - 4099 ، 5739 ، 5974 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل جرير بن عبد الله
رضي الله عنه رقم 2476 . ( تريحني ) تريح قلبي وذهني من الضلال بسببه . ( ذي الخلصة ) بيت أصنام كانت تعبدها دوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم . ( أحمس ) قبيلة من العرب . ( أجوف ) مجوف أي خال عن كل ما يكون في البطن والمراد أنه فني بالكلية . ( أجرب ) أي مطلي بالقطران من الجرب أي إنها اسودت من الإحراق ]

2858 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y حرق النبي صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير
[ ر 2201 ]

152 - باب قتل النائم المشرك

2859 - حدثنا علي بن مسلم حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة قال حدثني أبي عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال
Y بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت يا أبا رافع وغيرت صوتي فقال ما لك لأمك الويل قلت ما شأنك ؟ قال لا أدري من دخل علي فضربني قال فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز قال فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه
[ ش ( رهطا ) جماعة من الرجال ما بين الثلاثة إلى التسعة . ( من الأنصار ) وهم عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة والأسود الخزاعي ومسعود بن سنان وعبد الله بن عقبة وكان معهم أسعد بن حرام حليف بني سوادة
رضي الله عنهم . ( رجل ) هو عبد الله بن عتيك . ( كوة ) ثقب في جدار البيت . ( الويل ) الهلاك . ( تحاملت عليه ) تكلفته على مشقة . ( قرع العظم ) أصابه وأصل القرع الضرب . ( دهش ) متحير مدهوش . ( فوثئت ) من الوثء وهو أن يصيب العظم صدع من غير بينونة . ( ببارح ) بذاهب . ( الناعية ) من النعي وهو الإخبار بالموت . ( قلبة ) علة ]

2860 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال
Y بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم
[ 3812 - 3814 ]

153 - باب لا تمنوا لقاء العدو

2861 - حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه
Y إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال ( أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتوهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف . ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم )

2862 - وقال موسى بن عقبة حدثني سالم أبو النضر كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تمنوا لقاء العدو )
[ ر 2663 ]

2863 - وقال أبو عامر حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا )
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب كراهة تمني لقاء العدو رقم 1741 ]

154 - باب الحرب خدعة

2864 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله )
وسمى الحرب خدعة
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز الخداع في الحرب رقم 1740 . وفي الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل رقم 2918 . ( هلك ) مات . ( كسرى ) لقب ملك الفرس . ( قيصر ) لقب ملك الروم . ( كنوزهما ) جمع كنز وهو المال المدفون والمال الذي يجمع ويدخر . ( خدعة ) المرة الواحدة من الخداع معناه استعمل الحيلة في الحرب ما أمكنك فإذا أعيتك الحيل فقاتل وقيل معناه أن من خدع فيها مرة واحدة عطب وهلك ولا عودة له ]

2865 - حدثنا أبو بكر بن أصرم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة
[ 2952 ، 3422 ، 6255 ]

2866 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الحرب خدعة )
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز الخداع في الحرب رقم 1739 ]

155 - باب الكذب في الحرب

2867 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله ) . قال محمد بن سلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله ؟ قال ( نعم ) . قال فأتاه فقال إن هذا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - قد عنانا وسألنا الصدقة قال وأيضا والله لتملنه قال فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى ما يصير أمره قال فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله
[ ر 2375 ]
[ ش ( عنانا ) أتعبنا . ( لتملنه ) لتضجرن منه ]

156 - باب الفتك بأهل الحرب

2868 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من لكعب بن الأشرف ) . فقال محمد ابن مسلمة أتحب أن أقتله ؟ قال ( نعم ) . قال فأذن لي فأقول قال ( قد فعلت )
[ ر 2375 ]

157 - باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته

[ ش ( معرته ) شدته وما يكره منه من فساد ]

2869 - قال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال
Y انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبي بن كعب قبل ابن صياد فحدث به في نخل فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا صاف هذا محمد فوثب ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو تركته بين )
[ ر 1289 ]

158 - باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق

فيه سهل وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم . [ ر 2679 ، 3586 ]
وفيه يزيد عن سلمة . [ ر 3960 ]

2870 - حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال
Y رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت أقدامنا إن لاقينا
إن الاعدا قد بغوا علينا * إن أرادوا فتنة أبينا
يرفع بها صوته
[ ر 2681 ]

159 - باب من لا يثبت على الخيل

2871 - حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضي الله عنه قال
Y ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي . ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا ومهديا )
[ ر 2857 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل جرير بن عبد الله
رضي الله عنه رقم 2475 . ( ما حجبني ) ما منعني من دخول داره أي كان يأذن كلما استأذن وليس معناه أنه يدخل بدون استئذان أو يرى أزواجه ]

160 - باب دواء الجرح بإحراق الحصير وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه وحمل الماء في الترس

2872 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو حازم قال سألوا سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
Y بأي شيء دووي جرح النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ما بقي من الناس أحد أعلم به مني كان يجيء بالماء في ترسه وكانت - يعني فاطمة - تغسل الدم عن وجهه وأخذ حصير فأحرق ثم حشي به جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ر 240 ]

161 - باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه

وقال الله تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } / الأنفال 46 /
قال قتادة الريح الحرب
[ ش ( تفشلوا ) من الفشل وهو الفزع والجبن والضعف . ( ريحكم ) قوتكم ]

2873 - حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال ( يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا )
[ 4086 - 4088 ، 5773 ، 6751 ]
[ ش ( يسرا ) خذا بما فيه من التيسير . ( ولا تعسرا ) من التعسير وهو التشديد . ( بشرا ) من التبشير وهو إدخال السرور . ( ولا تنفرا ) من التنفير أي لا تذكرا شيئا يهربون منه . ( تطاوعا ) تحابا وليطع كل منكما الآخر ]

2874 - حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما يحدث قال
Y جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير فقال ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ) . فهزموهم قال فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن . فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبد الله ابن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا . فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه فقال كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددت أحياء كلهم وقد بقي لك ما يسؤوك . قال يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز اعل هبل اعل هبل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا تجيبونه ) . قالوا يا رسول الله ما نقول ؟ قال ( قولوا الله أعلى وأجل ) . قال إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا تجيبونه ) . قال قالوا يا رسول الله ما نقول ؟ قال ( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم )
[ 3764 ، 3817 ، 3840 ، 4285 ]
[ ش ( الرجالة ) جمع راجل وهو الذي يقاتل على رجليه . ( تخطفنا الطير ) من الخطف وهو استلاب الشيء وأخذه بسرعة معناه إن قتلنا وأكلت لحومنا الطير فلا تتركوا أماكنكم وقيل هو مثل يراد به الهزيمة . ( أوطأناهم ) مشينا عليهم بعد أن وقعوا قتلى على الأرض . ( النساء ) نساء المشركين . ( يشتددن ) يعدون . ( خلاخلهن ) جمع خلخال وهو ما يوضع في الرجل من الحلي . ( الغنيمة ) الزموها وحوزوها . ( أي قوم ) يا قوم . ( ظهر ) غلب . ( صرفت وجوههم ) قلبت وحولت إلى الموضع الذي جاؤوا منه . ( أخراهم ) جماعتهم المتأخرة . ( سجال ) مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء . ( مثلة ) وهي قطع الأنوف وبقر البطون نحو ذلك . . ( يرتجز ) من الرجز وهو نوع من أوزان الشعر . ( هبل ) اسم صنم كان في الكعبة . ( العزى ) تأنيث الأعز اسم صنم كان لقريش . ( مولانا ) ناصرنا ]

162 - باب إذا فزعوا بالليل

2875 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة عري وهو متلقد سيفه فقال ( لم تراعوا لم تراعوا ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجدته بحرا ) . يعني الفرس
[ ر 2484 ]

163 - باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس

2876 - حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة أنه أخبره قال
Y خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف قلت ويحك ما بك ؟ قال أخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم قلت من أخذها ؟ قال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها يا صباحاه يا صباحاه ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها فجعلت أرميهم وأقول
أنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن القوم عطاش وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم فابعث في أثرهم فقال ( يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم )
[ 3958 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم 1806 . ( الغابة ) موضع من المدينة على طريق الشام والغابة في الأصل الأشجار الكثيفة الملتفة . ( بثنية ) هي الطريق في الجبل أو بين الجبلين وقيل المرتفع منه . ( ويحك ) كلمة ترحم عكس ويل فهي كلمة عذاب . ( لقاح ) هي الإبل الحلوب الواحدة لقوح . ( غطفان وفزارة ) قبيلتان من العرب وكان على رأس المغيرين عيينة بن حصن الفزاري . ( لابتيها ) لابتي المدينة واللابة الحرة وهي أرض ذات حجارة سود . ( يا صباحاه ) كلمة يقولها المستغيث وكأنه ينادي الناس مستغيثا بهم في وقت الصباح . ( اندفعت ) أسرعت في السير . ( الرضع ) جمع راضع قيل هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه وغذي به والمعنى اليوم يوم هلاك اللئام وقيل غير ذلك . ( ملكت ) قدرت عليهم . ( فأسجح ) فارفق من الإسجاح وهو حسن العفو . ( يقرون ) يضافون والمعنى أنهم وصلوا إلى قومهم وهم يضيفونهم ويساعدونهم فلا فائدة في البعث في أثرهم ]

164 - باب من قال خذها وأنا ابن فلان

وقال سلمة خذها وأنا ابن الأكوع
[ ر 2876 ]

2877 - حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء رضي الله عنه فقال
Y يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين ؟ قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) . قال فما رئي من الناس يومئذ أشد منه
[ ر 2709 ]
[ ش ( بعنان ) وهو سير لجام الفرس . ( غشيه المشركون ) أحاطوا به ]

165 - باب إذا نزل العدو على حكم رجل

2878 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
Y لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قوموا إلى سيدكم ) . فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ( إن هؤلاء نزلوا على حكمتك ) . قال فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية قال ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك )
[ 3593 ، 3895 ، 5907 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد رقم 1768 . ( نزلوا على حكمك ) رضوا أن تحكم فيهم . ( المقاتلة ) البالغين الذين من شأنهم أن يقاتلوا . ( تسبى الذرية ) يؤخذ النساء والصبيان سبيا فيجعلون أرقاء ويوزعون على الغانمين المسلمين . ( بحكم الملك ) بالحكم الذي يريده الله تعالى ]

166 - باب قتل الأسير وقتل الصبر

2879 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال ( اقتلوه )
[ ر 1749 ]

167 - باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل

2880 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهداة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا . قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك . والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يويوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع
فقتله ابن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا . وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا
[ 3767 ، 3858 ، 6967 ]
[ ش ( رهط ) جماعة من الرجال ما دون العشرة وقيل ما دون الأربعين . ( سرية ) قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو وهذه السرية تسمى سرية الرجيع وكانت في صفر سنة أربع من الهجرة والرجيع اسم لماء بين مكة وعسفان . ( عينا ) جاسوسا يستطلع أخبار العدو . ( بالهدأة ) اسم موضع . ( فاقتصوا آثارهم ) اتبعوها . ( فدفد ) موضع مرتفع أو مكان مشرف . ( أعطونا بأيديكم ) استسلموا لنا . ( لكم العهد والميثاق ) لكم منا الذمة أن لا نغدر بكم . ( في سبعة ) في جملة سبعة . ( رجل آخر ) هو عبد الله ابن طارق البلوي . ( قسيهم ) جمع قوس وهو ما يرمى عنه بالنبل . ( فابتاع ) اشترى . ( موسى ) سكينا صغيرة من حديد . ( يستحد ) من الاستحداد وهو حلق شعر العانة وهي ما ينبت حول الفرج . ( فزعة ) خوفة . ( عرفها ) رأى أثرها . ( قطف ) عنقود . ( لموثق ) لمربوط في الحديد . ( ذروني ) اتركوني . ( الحل ) خارج الحرم . ( ما بي ) صلاتي واستمهالي . ( جزع ) خوف وضجر وهو ضد الصبر . ( أحصهم عددا ) استأصلهم بالهلاك ولا تبق منهم أحدا . ( مصرعي ) موتي وهلاكي . ( أوصال ) جمع وصل وهو المفصل أو مجتمع العظام . ( شلو ) عضو أو قطعة من اللحم . ( ممزع ) مقطع . ( مثل الظلة ) السحابة المظلة . ( الدبر ) ذكور النحل أو الزنابير واحدة دبرة ]

168 - باب فكاك الأسير

فيه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم

2881 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض )
[ 4879 ، 5058 ، 5325 ، 6752 ]
[ ش ( فكوا ) خلصوا . ( العاني ) الأسير وكل من وقع في ذل واستكانة وخضوع . ( الجائع ) من آدمي وغيره . ( عودوا ) من العيادة وهي زيارة المريض ]

2882 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال
Y قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله ؟ قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة . قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
[ ر 111 ]
[ ش ( فلق الحبة ) شقها في الأرض حتى تنبت ثم تثمر . ( برأ ) خلق . ( النسمة ) النفس ]

169 - باب فداء المشركين

2883 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه
Y أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ائذن فلنترك ابن أختنا عباس فدائه . فقال ( لا تدعون منها درهما )
[ ر 2400 ]
[ ش ( لابن أختنا ) فهم أخوال أبيه عبد المطلب . ( فداءه ) المال الذي يفتدي به نفسه من الأسر ]

2884 - وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال
Y أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين فجاءه العباس فقال يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا فقال ( خذ ) . فأعطاه في ثوبه
[ ر 411 ]

2885 - حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور
[ ر 731 ]

170 - باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان

2886 - حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو العميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال
Y أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اطلبوه واقتلوه ) . فقتله فنفله سلبه
[ ش انظر مسلم الجهاد والسير باب استحقاق القاتل سلب القتيل رقم 1754 . ( عين ) جاسوس . ( انفتل ) انصرف . ( فقتله ) أي سلمة بن الأكوع
رضي الله عنه . ( فنفله ) أعطاه والنفل ما يشترطه الإمام لمن يقوم بعمل ذي خطر . ( سلبه ) هو كل ما يكون مع المقتول من مركب أو سلاح أو متاع ]

171 - باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون

2887 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر رضي الله عنه قال
Y وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم
[ ر 1328 ]

172 - باب جوائز الوفد

هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم
[ ش يوجد في أكثر النسخ بعد ترجمة هذا الباب وبدون أحاديث باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم ]

2888 - حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال
Y اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) . فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال ( دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ) . وأوصى عند موته بثلاث ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ) . ونسيت الثالثة
وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن . وقال يعقوب والعرج أول تهامة
[ ر 114 ]
[ ش أخرجه مسلم في الوصية باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه رقم 1637 . ( خضب ) بلل ورطب . ( الحصباء ) الحصى الصغيرة . ( هجر ) أي يتكلم بما لا يعرف لشدة وجعه وفي نسخة ( أهجر ) بهمزة استفهام أي أنكر بعض الحاضرين على من قال لا تكتبوا وقال لا تجعلوا كلامه ككلام من خلط وهذى . ( أجيزوا الوفد ) أعطوه جائزته وهي العطية المستحقة والوفد قوم يجتمعون ويردون البلاد أو يقصدون الأمراء لزيارة أو شأن . ( الثالثة ) التي أوصى بها وقيل هي القرآن وقيل تجهيز جيش أسامة بنت زيد
رضي الله عنهما . ( العرج ) قرية على طريق مكة من المدينة ]

173 - باب التجمل للوفود

2889 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y وجد عمر حلى إستبرق تباع في السوق فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمل بها للعيد وللوفود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ) . فلبث ما شاء الله ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه بجبة ديباج فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ثم أرسلت إلي بهذه ؟ فقال ( تبيعها أو تصيب بها بعض حاجتك )
[ ر 846 ]
[ ش ( إستبرق ) ما غلظ من الحرير . ( ابتع ) اشتر . ( فتجمل ) فتزين ]

174 - كيف يعرض الإسلام على الصبي

2890 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أخبره
Y أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ابن صياد حتى وجدوه يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وقد قارب يزمئذ ابن صياد يحتلم فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتشهد أني رسول الله ) . فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله ؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( آمنت بالله ورسوله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ماذا ترى ) . قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خلط عليك الأمر ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني قد خبأت لك خبيئا ) . قال ابن صياد هو الدخ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله )
[ ش ( خبيئا ) وفي رواية ( خبأ ) وفي ثالثة ( خبأ ) أي أخفيت لك شيئا فاحزره ]

2891 - قال ابن عمر
Y انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب يأتيان النخل الذي فيه ابن صياد حتى إذا دخل النخل طفق النبي صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل ابن صياد أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمرة فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف وهو اسمه فثار ابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو تركته بين )
[ ر 1289 ]

2892 - وقال سالم قال ابن عمر
Y ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال ( إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور )
[ ر 3159 ]

175 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لليهود ( أسلموا تسلموا )

قاله المقبري عن أبي هريرة
[ ر 2996 ]
[ ش ( تسلموا ) في الدنيا من القتل والجزية وفي الآخرة من العقاب والخلود في النار ]

2893 - حدثنا محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال

[ ر 1511 ]
Y قلت يا رسول الله أين تنزل غدا ؟ في حجته قال ( وهل ترك لنا عقيل منزلا ) . ثم قال ( نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر ) . وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم . قال الزهري والخيف الوادي

2894 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
Y أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى فقال يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع وإن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين ؟ أفتاركهم أنا لا أبا لك فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا
[ ش ( الحمى ) موضعا يعينه الحاكم ويخصصه لرعي مواشي الزكاة وغيرها مما يرجع ملكه إلى بيت مال المسلمين ويمنع عامة الناس من الرعي فيه . ( اضمم جناحك ) هو كناية عن الرحمة والشفقة والمعنى كف يدك عن ظلم المسلمين . ( أدخل ) المرعى . ( رب الصريمة ) مصعر الصرمة أي صاحب القطيعة القليلة من الإبل . ( الغنيمة ) مصغر الغنم أي صاحب
الغنم القليلة . ( وإياي ونعم ) أحذرك تحذيرا بالغا أن تتركها تستوعب المرعى فلا يبقى متسع لصاحب الصريمة والغنيمة . ( لا أبا لك ) هو في الأصل دعاء عليه ولكن يراد باستعماله خلاف الحقيقة . ( وايم الله ) وعهد الله . ( الكلأ ) العشب . ( الورق ) الفضة . ( المال الذي لا أحمل عليه ) الإبل التي كان يحمل عليها ولا يجد ما يركبه من أجل الجهاد في سبيل الله تعالى ]

177 - باب كتابة الإمام للناس

2895 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس ) . فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة قال أبو معاوية ما بين ستمائة إلى سبعمائة
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الاستسرار بالإيمان للخائف رقم 149 . ( فقلنا ) كان هذا القول عند حفر الخندق . ( ابتلينا ) من الابتلاء وهو الاختبار والامتحان ومراده ما أصاب المسلمين بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الفتن ]

2896 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاجة قال ( ارجع فحج مع امرأتك )
[ ر 1763 ]

178 - باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر

2897 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ( ح ) . وحدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدعي الإسلام ( هذا من أهل النار ) . فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصبته جراحة فقيل يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إلى النار ) . قال فكاد بعض النار أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ( الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ) . ثم أمر بلالا فنادى بالناس ( إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر )
[ 3967 ، 6232 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه . . رقم 111 . ( شهدنا ) حضرنا . ( خيبر ) أي فتحها . ( يرتاب ) يشك ويرتد عن دينه . ( ليؤيد ) ينصر ويحمي . ( الفاجر ) من الفجور وهو الانطلاق في المحرمات والمعاصي ]

179 - باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو

2898 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد ابن هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه وما يسرني أو قال ما يسرهم أنهم عندنا ) . وقال وإن عينيه لتذرفان
[ ر 1189 ]

180 - باب العون بالمدد

2899 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان
قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرؤوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا . ثم رفع ذلك بعد
[ ر 2647 ]
[ ش ( استمدوه ) طلبوا منه المدد . ( فقنت ) دعا في القيام . ( رفع ) نسخت تلاوته ]

181 - باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثا

2900 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال
تابعه معاذ وعبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي
صلى الله عليه وسلم
[ 3757 ]
[ ش ( ظهر ) غلب . ( بالعرصة ) التي تكون لدى من غلب وهي البقعة الواسعة بغير بناء ]

182 - باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره

وقال رافع كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصبنا غنما وإبلا فعدل عشرة من الغنم ببعير
[ ر 2356 ]

2901 - حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا أخبره قال
Y اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين
[ ر 1687 ]

183 - باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم

2902 - قال ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله عليه وسلم
[ ش ( العدو ) الكفار من أهل الحرب . ( فظهر ) غلب . ( أبق ) هرب ]

2903 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع

قال أبو عبد الله عار مشتق من العير وهو حمار وحش أي هرب
Y أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله وأن فرسا لابن عمر عار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله

2904 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فأخذه العدو فلما هزم العدو رد خالد فرسه

184 - باب من تكلم بالفارسية والرطانة

وقوله تعالى { واختلاف ألسنتكم وألوانكم } / الروم 22 / . { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } / إبراهيم 4 /
[ ش ( الرطانة ) هي كل كلام غير عربي وتطلق على كل كلام لا يفهم . ( ألسنتكم ) لغاتكم . ( بلسان ) بلغة ]

2905 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y قلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم )
[ 3875 ، 3876 ]
[ ش ( بهيمة ) مصغر بهمة وهي ولد الضأن ذكرا أم أنثى . ( نفر ) جماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة وقيل إلى سبعة . ( سورا ) هو الطعام الذي يدعى إليه الناس . ( فحي هلا بكم ) فأقبلوا أهلا بكم ]

2906 - حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت
Y أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي وقميص أصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سنه سنه ) . قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعها ) . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ) . قال عبد الله فبقيت حتى ذكر
[ 3661 ، 5485 ، 5507 ، 5647 ]
[ ش ( فزبرني ) نهرني . ( أبلي ) من أبليت الثوب إذا جعلته عتيقا وأخلقي بمعناه والمعنى عيشي وخرقي ثيابك وارقعيها وهكذا . وفي نسخة ( وأخلفي ) من الخلف وهو العوض والبدل أي اكتسبي خلفه بعد بلائه . ( فبقيت حتى ذكر ) عاشت أم خالد حتى ذكر الراوي زمنا طويلا نسي طول مدته ويروى ( حتى ذكرت ) أي صارت مذكورة عند الناس لخروجها عن العادة . وفي نسخة ( دكن ) من الدكنة وهي غبرة أي اسود لونه من طول ما لبس ]

2907 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية ( كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة )
[ ر 1414 ]
[ ش ( بالفارسية ) أي هي كلمة فارسية في الأصل ولكنها عربت باستعمال العرب لها ]

185 - باب الغلول

وقول الله تعالى { ومن يغلل يأت بما غل } / آل عمران 161 /
[ ش ( يغلل ) من الغلول وهو الأخذ من الغنيمة خفية قبل قسمتها وكان من خان في شيء خفية فقد غل ]

2908 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان قال حدثني أبو زرعة قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال
Y قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال ( لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته بعير لها رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك )
وقال أيوب عن أبي حيان ( فرس له حمحمة )
[ ر 1337 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب غلظ تحريم الغلول رقم 1831 . ( فذكر الغلول ) تعرض لذكره وبيان حكمه . ( عظم أمره ) شدد في الانكار على فاعله . ( لا ألفين ) لا أجدن . ( ثغاء ) صوت الغنم . ( حمحمة ) صوت الفرس إذا طلب العلف . ( لا أملك لك شيئا ) من المغفرة لأن الشفاعة أمرها إلى الله تعالى . ( رغاء ) صوت البعير . ( صامت ) الذهب والفضة ونحوهما . ( رقاع ) جمع رقعة وهي الخرقة . ( تخفق ) تتحرك ]

186 - باب القليل من الغلول

ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرق متاعه وهذا أصح
[ ش ( ولم يذكر ) أي ولم يذكر ابن عمرو
رضي الله عنهما في حديثه الآتي أن النبي صلى الله عليه وسلم حرق متاع كركرة الذي وجدت عنده عباءة قد غلها أي أخذها من الغنيمة قبل قسمتها ]

2909 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال
كان على ثقل النبي
صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هو في النار ) . فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها
قال أبو عبد الله قال ابن سلام كركرة يعني بفتح الكاف وهو مضبوط كذا
[ ش ( ثقل ) العيال وما يثقل حمله من الأمتعة . ( هو في النار ) يعذب فيها يوم القيامة على قدر ذنبه ثم يخرج منها إن كان مات على الإسلام ]

187 - باب ما يكرؤه من ذبح الإبل والغنم في المغانم

2910 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وفي القوم خيل يسير فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله فقال ( هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ) . فقال جدي إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب ؟ فقال ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة )
[ ر 2356 ]

188 - باب البشارة في الفتوح

2911 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس قال قال لي جرير بن عبد الله رضي الله عنه
Y قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) . وكان بيتا فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري فقال ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) . فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره فقال رسول جرير يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب . فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات . قال مسدد بيت في خثعم
[ ر 2857 ]

189 - باب ما يعطى البشير

وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين نشر بالتوبة
[ ر 4156 ]
[ ش ( بالتوبة ) أي بقبول توبته لأجل تخلفه عن غزوة تبوك ]

190 - باب لا هجرة بعد الفتح

2912 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ( لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا )
[ ر 1510 ]

2913 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال
Y جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة فقال ( لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام )
[ ر 2802 ]

2914 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول
Y ذهبت مع عبيد بن نمير إلى عائشة رضي الله عنها وهي مجاورة بثبير فقالت لنا انقطعت الهجرة منذ فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة
[ 3687 ، 4058 ]
[ ش ( مجاورة ) نازلة . ( بثبير ) جبل في المزدلفة على يسار الذاهب منها إلى منى . ( انقطعت الهجرة ) انتهى حكمها الذي كان قبل الفتح وهو الوجوب والمراد الهجرة إلى المدينة ]

191 - باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن

2915 - حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا فقال لابن عطية وكان علويا
Y إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير فقال ( اتئو روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا ) . فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطيني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن أتخذ عندهم يدا فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق فقال ( ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم ) . فهذا الذي جرأه
[ ر 2845 ]
[ ش ( حجزتها ) الحجزة في الأصل معقد الإزار وقد يراد بها المعقد مطلقا ولعل هذا هو المراد هنا لأنه مر في موطن آخر أنها أخرجته من عقاصها وهي شعورها المضفورة . ( فهذا الذي جرأه ) أي قوله لأهل بدر ( اعملوا ما شئتم ) هو الذي جرأ حاطبا على ما فعل ]

192 - باب استقبال الغزاة

2916 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة
Y قال ابن الزبير لابن جعفر رضي الله عنهم أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس ؟ قال نعم فحملنا وتركك
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل عبد الله بن جعفر
رضي الله عنهما رقم 2427 . ( ابن الزبير ) هو عبد الله رضي الله عنهما . ( ابن جعفر ) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما . ( وتركك ) لأنه ليس من بني عبد المطلب وقد حمل واحدا أمامه وواحدا خلفه ]

2917 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال قال السائب بن يزيد رضي الله عنه
Y ذهبنا نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصبيان إلى ثنية الوداع
[ 4164 ]
[ ش ( نتلقى ) نستقبله عند رجوعه من تبوك . ( ثنية الوداع ) التي من جهة تبوك في طريق الذاهب من المدينة إلى الشام وكانوا إذا ودعوا مسافرا خرجوا معه إليها والثنية الطريق في الجبل وقيل ما ارتفع من الأرض ]

193 - باب ما يقول إذا رجع من الغزو

2918 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي
الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل كبر ثلاثا قال ( آيبون إن شاء الله تائبون عابدون حامدون لربنا ساجدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
[ ر 1703 ]

2919 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال حدثني يحيى ابن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من عسفان ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي فعثرت ناقته فصرعا جميعا فاقتحم أبو طلحة فقال يا رسول الله جعلني الله فداءك قال ( عليك المرأة ) . فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أشرفنا على المدينة قال ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) . فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة
[ ش ( مقفله ) مرجعه . ( عسفان ) موضع على مرحلتين من مكة . ( فصرعا ) وقعا . ( فاقتحم ) من قحم في الأمر إذا رمى نفسه من غير روية . ( عليك المرأة ) الزمها فأصلح شأنها . ( اكتنفنا ) أحطنا به . ( آيبون ) راجعون ]

2920 - حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة وإن أبا طلحة - قال أحسب قال - اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء ؟ قال ( لا ولكن عليك بالمرأة ) . فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) . فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة
[ 5623 ، 5831 ]
[ ش ( فقصد قصدها ) اتجه نحوها . ( بظهر المدينة ) بظاهرها مشرفين عليها ]

194 - باب الصلاة إذا قدم من سفر

2921 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ( ادخل المسجد فصل ركعتين )
[ ر 432 ]

2922 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب عن كعب رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس
[ ر 2606 ]
[ ش ( ضحى ) وقت ارتفاع النهار . ( يجلس ) للناس عند قدومه ليسلموا عليه ]

195 - باب الطعام عند القدوم

وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه
[ ش ( لمن يغشاه ) لأجل من يقدم عليه وينزل ضيفا لديه ]

2923 - حدثني محمد أخبرنا وكيع عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة
زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله اشترى مني النبي
صلى الله عليه وسلم بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين فلما قدم صرارا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين ووزن لي ثمن البعير

2924 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال
Y قدمت من سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صل ركعتين ) . صرار موضع ناحية بالمدينة
[ ر 432 ]
بسم الله الرحمن الرحيم

61 - كتاب الخمس

1 - باب فرض الخمس

2925 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من الغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت من فعل هذا ؟ فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد ابن حارثة فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما لك ) . فقلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت
معه شرب فدعا النبي
صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى وخرجنا معه
[ ر 1983 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب تحريم الخمور . . رقم 1979 . ( اجتب ) افتعل من الجب وهو القطع . ( الذي لقيت ) أثر ما أصابني من الحزن . ( شرب ) جمع شارب ]

2926 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم
المؤمنين
رضي الله عنها أخبرته
Y أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ . فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال فهما على ذلك إلى اليوم
[ 3508 ، 3810 ، 3998 ، 6346 ، 6349 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب قول النبي
صلى الله عليه وسلم لا نورث . . رقم 1759 . ( أفاء الله ) من الفيء وهو يأخذه المسلمون من عدوهم بدون قتال . ( فهجرت ) أي لازمت بيتها ولم تلتق به . ( فدك ) مكان بينه وبين المدينة مرحلتان . ( صدقته ) أملاكه التي صارت بعده صدقة موقوفة . ( فدفعها ) سلمها إليهما ليتصرفا فيها وينتفعا منها بقدر حقهما كما كان يتصرف النبي صلى الله عليه وسلم لا على أنها ملك لهما . ( تعروه ) تنزل به وتنتابه . ( نوائبه ) جمع نائبة وهي الحادثة التي تصيب الإنسان . ( على ذلك ) أي لم يغير حكمهما عما كان عليه زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ]

2927 - حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث فقال مالك
Y بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم فسلمت عليه ثم جلست فقال يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال اقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون ؟ قال نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ثم قال هل لك في علي وعباس ؟ قال نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ؟ قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك ؟ قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم - إلى قوله - قدير } . فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس أنشدكم بالله هل تعلمان ذلك ؟ قال عمر ثم توفي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا - يريد عليا - يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتهما إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك ؟ قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك ؟ قالا نعم قال فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها
[ ر 2748 ]
[ ش ( ذكرا ) شيئا منه . ( متع النهار ) ارتفع وطال ارتفاعه وذلك قبل الزوال . ( رمال سرير ) ما ينسج من ورق النخيل ليضطجع عليه . ( أدم ) جلد . ( يا مال ) مرخم يا مالك والترخيم حذف آخر الاسم تخفيفا . ( برضخ ) عطية قليلة غير مقدرة . ( هل لك في عثمان . . ) هل لك إذن فيهم ورغبة في دخولهم . ( تيدكم ) اسم فعل بمعنى اصبروا واتئدوا . ( أنشدكم ) أسألكم . ( هذا الأمر ) هذه المسألة وهي العمل في تركة رسول الله
صلى الله عليه وسلم . ( قرأ ) أي عمر رضي الله عنه وتتمة الآية { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير } / الحشر 6 / . ( أفاء ) من الفيء وهو ما يغنمه المسلمون من أعدائهم بدون قتال . ( أوجفتم ) من الإيجاف وهو السير السريع . ( ركاب ) الإبل التي يركب عليها أي فما حصلتموه بالقتال ولكن الله تعالى سلط رسوله عليهم وهزمهم . ( ما احتازها دونكم ) ما جمعها واستأثر بها وحده بل كان لكم منها نصيب . ( استأثر ) استبد وتخصص . ( بثها فيكم ) فرقها عليكم . ( هذا المال ) الذي هو نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( ولي ) وصيه الذي يتولى أموره من بعده . ( بار ) محسن صادق وفي من البر وهو الإحسان . ( فتلتمسان ) تطلبان ]

2 - باب أداء الخمس من الدين

2928 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي حمزة الضبعي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول

[ ر 53 ]
[ ش ( عقد بيده ) ثنى خنصره أي كأنه يقول هذه واحدة ]
Y قدم وفد عبد القيس فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا قال ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله - وعقد بيده - وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم . وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت )

3 - باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

2929 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة )
[ ر 2624 ]

2930 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر من شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني
[ 6086 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل الزهد والرقائق رقم 2973 . ( ذو كبد ) حي من إنسان أو حيوان . ( شطر شعير ) شيء من شعير وقيل نصف وسق منه أو نصف صاع . ( رف ) شبه الطاقة أو خشب يرفع عن الأرض إلى جنب الجدار يوقى به ما يوضع عليه . ( طال علي ) زمن بقائه . ( ففني ) فرغ وانتهى ما فيه قال العيني نقلا عن ابن بطال كان الشعير الذي عند عائشة غير مكيل فكانت البركة فيه من أجل جهلها بكيله وكانت تظن في كل يوم أنه سيفنى لقلة كانت تتوهمها فيه فلذلك طال عليها فلما كالته علمت مدة بقائه ففني عند تمام ذلك الأمد ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"