بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 أبريل 2010

نبذ من صحيح البخاري/21

- حدثنا أحمد حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا ابن جريج أن أيوب أخبره قال سمعت ابن سيرين يقول
Y جاءت أم عطية رضي الله عنها امرأة من الأنصار من اللاتي بايعن قدمت البصرة تبادر ابنا لها فلم تدركه فحدثتنا قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا فإذا فرغتن فآذنني ) . قالت فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه فقال ( أشعرنها إياه ) . ولم يزد على ذلك ولا أدري أي بناته . وزعم أن الإشعار الففنها فيه . وكذلك كان ابن سيرين يأمر بالمرأة أن تشعر ولا تؤزر
[ ر 165 ]
[ ش ( بايعن ) أي النبي
صلى الله عليه وسلم . ( تبادر ابنا لها ) تسرع لتدرك ابنها . ( ولم يزد على ذلك ) أي ابن سيرين والقائل أيوب . ( زعم ) أي أيوب . ( تؤزر ) يوضع لها إزار ]

16 - باب هل يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون

1203 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن هشام عن أم الهذيل عن أم عطية رضي الله عنها قالت
Y ضفرنا شعر بنت النبي صلى الله عليه وسلم تعني ثلاثة قرون . وقال وكيع قال سفيان ناصيتها وقرنيها
[ ر 165 ]
[ ش ( ضفرنا ) جعلنا ضفائر . ( ناصيتها ) مقدمة رأسها ضفيرة . ( قرنيها ) جانبي رأسها ضفرتين ]

17 - باب يلقى شعر المرأة خلفها

1204 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن حسان قال حدثتنا حفصة عن أم عطية رضي الله عنها قالت
Y توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( اغسلنها بالسدر وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني ) . فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون والقيناها خلفها
[ ر 165 ]

18 - باب الثياب البيض للكفن

1205 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشان بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف ليس فيهن قميص ولا عمامة
[ 1212 - 1214 ، 1321 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب في كفن الميت رقم 941
( يمانية ) من صنع اليمن . ( سحولية ) بيض نسبة إلى السحول وهو ما تبيض به الثياب . ( كرسف ) قطن ]

19 - باب الكفن في ثوبين

1206 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال
Y بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته أو قال فأوقصته قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا )
[ 1207 - 1209 ، 1742 ، 1751 - 1753 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب ما يفعل بالمحرم إذا مات رقم 1206
( فوقصته ) من الوقص وهو كسر العنق ومثله ( أوقصته ) من ايقاص والوقص أفصح . ( سدر ) ورق شجر معين يدق ويستعمل في الغسل والتنظيف . ( ولا تحنطوه ) لا تضعوا له الحنوط وهو طيب يخلط للميت خاصة . ( لا تخمروا رأسه ) لا تضعوا له خمارا وهو غطاء الرأس . ( ملبيا ) يقول لبيك اللهم لبيك على الحالة التي مات عليها وهو محرم ]

20 - باب الحنوط للميت

1207 - حدثنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y بينما رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع من راحلته فأقصعته أو قال فأوقعصته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا )
[ ر 1206 ]
[ ش ( أقصعته ) من القصع وهو كسر العطش ويستعار لكسر الرقبة . ( أقعصته ) من الإقعاص وهو إعجال الهلاك أي لم يلبث أن مات ]

21 - باب كيف يكفن المحرم

1208 - حدثنا أبو النعمان أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم
Y أن رجلا وقصه بعيره ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبدا )
[ ش ( ولا تمسوه طيبا ) لا تضعوا له حنوطا أو ذا رائحة طيبة . ( ملبدا ) على حاله من الإحرام من التلبيد وهو أن يجعل المحرم في رأسه شيئا من الصمغ ليلتصق شعره فلا يسقط منه شيء وهو محرم . وفي رواية ( ملبيا ) من التلبية وهي قول الحاج لبيك اللهم لبيك... ]

1209 - حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو وأيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال
Y كان رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فوقع عن راحلته قال أيوب فوقصته وقال عمرو فأوقصعته فمات فقال ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة قال أيوب يلبي وقال عمرو ملبيا )
[ ر 1206 ]

22 - باب الكفن في القميص الذي يكف أو لا يكف ومن كفن بغير قميص

1210 - حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له . فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فقال ( آذني أصلي عليه ) . فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين ؟ فقال ( أنا بين خيرتين قال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فصلى عليه فنزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }
[ 4393 ، 4395 ، 5460 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2774
( آذني ) أعلمني . ( خيرتين ) تثنية خيرة أي مخير بين أمرين الاستغفار وعدمه كما في الآية المذكورة مالتوبة 80 / . ( منهم ) من المنافقين / التوبة 84 / ]

1211 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا رضي الله عنه قال

[ 1285 ، 2846 ، 5459 ]
[ ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم رقم 2773
( فأخرجه ) من قبره ( فنفث ) بصق بصاقا خفيفا . ( ريقه ) ماء فمه ]
Y أتى النبي عبد الله بن أبي بعدما دفن فأخرجه فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه

23 - باب الكفن بغير قميص

1212 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن هشام عن نروة عن عائشة رضي الله عنها قالت

[ ش ( سحول ) جمع سحل وهو الثوب الأبيض النقي ]
Y كفن النبي في ثلاثة أثواب سحول كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة

1213 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام حدثني ابي عن عائشة رضي الله عنها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة
[ ر 1205 ]

24 - باب الكفن ولا عمامة

1214 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة
[ ر 1205 ]

25 - باب الكفن من جميع المال

وبه قال عطاء والزهري وعمرو بن دينار وقتادة . وقال عمرو بن دينار الحنوط من جميع المال . وقال إبراهيم يبدأ بالكفن ثم بالدين ثم بالوصية . وقال سفيان أجر القبر والغسل هو من الكفن

1215 - حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا إبراهيم بن سعد عن سعد عن أبيه قال
Y اتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه فقال قتل مصعب بن عمير وكان خيرا مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي
[ 1216 ، 3819 ]
[ ش ( بردة ) كساء صغير مربع وقيل غير ذلك . ( عجلت لنا طيباتنا ) أعطينا حقنا من الطيبات في الدنيا فلم يبق لنا نصيب في لذائذ الآخرة ]

26 - باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد

1216 - حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم
Y أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه . وأراه قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام
[ ر 1215 ]

27 - باب إذا لم يجد كفنا إلا ما يواري رأسه أو قدميه غطى رأسه

1217 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق حدثنا خباب رضي الله عنه قال
Y هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها قتل يوم أحد فلم نجد ما نكفنه إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر
[ 3684 ، 3701 ، 3821 ، 3854 ، 6068 ، 6083 ، وانظر 5348 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب في كفن الميت رقم 940
( نلتمس وجه الله ) نطلب ذات الله تعالى ورضوانه لا متاع الدنيا . ( فوقع أجرنا ) ثبت ثوابنا واستحققناه بوعد الله
تعالى . ( أينعت ) أدركت ونضجت . ( يهدبها ) يجتنيها ويقطفها ]

28 - باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليه

1218 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل رضي الله عنه
Y أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتها أتدرون ما البردة ؟ قالوا الشملة قال نعم . قالت نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها إزاره فحسنها فلان فقال اكسينها ما أحسنها قال القوم ما أحسنت لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد قال إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل فكانت كفنه
[ 1987 ، 5473 ، 5689 ]
[ ش ( حاشيتها ) طرفها أو هدبها أي إنها جديدة لم تقطع من ثوب أو لم يتقطع هدبها لأنها لم تستعمل . ( الشملة ) كساء يشتمل به والاشتمال إدارة الثوب على الجسد كله . ( وإنها إزاره ) متزر به . ( فحسنها ) نسبها إلى الحسن . ( فلان ) قيل هو عبد الرحمن بن عوف وقيل هو سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنهما ]

29 - باب اتباع النساء الجنائز

1219 - حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن خالد عن أم الهذيل عن أم عطية رضي الله عنها قالت

[ ر 307 ]
[ ش ( لم يعزم علينا ) لم يوجب ولم يشدد علينا في المنع كما شدد في غيره من المنهيات ]
Y نهيما عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا

30 - باب حد المرأة على غير زوجها

1220 - حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قال
Y توفي ابن لأم عطية رضي الله عنها فلما كان اليوم الثالث ودعت بصفرة فتمسحت به وقالت نهينا أن نحد أكثر من ثلاث إلا بزوج
[ ر 307 ]
[ ش ( بصفرة ) نوع من الطيب أصفر اللون . ( نحد ) من الإحداد وهو ترك الزينة ]

1221 - حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أيوب بن موسى قال أخبرني حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة قالت
Y لما جاء نعي أبي سفيان من الشأم دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا )
[ ش ( نعي ) خبر موته . ( عارضيها ) جانبا الوجه من فوق الذقن إلى ما تحت الأذن . ( لغنية ) أي غير محتاجة لذلك ولا راغبة ولكنها أرادت بيان الحكم الشرعي قولا وعملا ]

1222 - حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة أخبرته قالت
Y دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ) . ثم دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست ثم قالت ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا )
[ 5024 ، 5030 ]
[ ش ( فمست ) به شيئا من جسدها ]

31 - باب زيارة القبور

1223 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال ( اتقي الله واصيرري ) قالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك فقال ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى )
[ ر 1194 ]
[ ش ( إليك عني ) اسم فعل بمعنى تنح وابعد . ( إنما الصبر ) الكامل الأجر والثواب . ( الصدمة الأولى ) أول وقوع المصيبة الذي يصدم القلب فجأة وأصلها من الصدم وهو الضرب في الشيء الصلب ]

32 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه ) . إذا كان النوح من سنته

لقول الله تعالى { قوا أنفسكم وأهليكم نارا } / التحريم 6 / . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته ) . [ ر 853 ]
فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة
رضي الله عنها { لا تزر وازرة وزر أخرى } / الأنعام 164 / . وهو كقوله { وإن تدع مثقلة - ذنوبا - إلى حملها لا يحمل منه شيء } / فاطر 18 /

وما يرخص من البكاء في غير نوح

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها )
[ ر 3157 ]
وذلك لأنه أول من سن القتل
[ ش ( من سنته ) أي يعذب الميت ببكاء الأهل إذا كان من عادة المتوفي في حياته أن ينوح أو يقر أهله على النوح عند فقد أحد أو إذا كان أوصى بالنوح عليه قبل موته والنوح البكاء مع ارتفاع الصوت . ( قوا . . ) احفظوا أنفسكم من النار بترك المعاصي واحفظوا أهليكم منها بأمرهم ونهيهم . ( فإذا ) أي إذا لم يكن النوح من سنته فلا شيء عليه لأنه لا تؤاخذ نفس بغير ذنبها كما قالت عائشة
رضي الله عنها مستدلة بقوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } . ( ذنوبا ) هذا اللفظ ليس من التلاوة وإنما هو من تفسير مجاهد . ومعنى الآية إن تدع نفس - أثقلتها ذنوبها - غيرها أن يحمل بعض ما عليها لا تجاب إلى طلبها . ( لا تقتل . . ) أي لا يقتل إنسان بغير حق إلا كان على قابيل - الذي قتل أخاه ظلما - نصيب من الذنب والعقاب . ( أول . . ) أول من ابتدع القتل ظلما بقتله أخاه ]

1224 - حدثنا عبدان ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن أبي عثمان قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
Y أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنا لي قبض فائتنا فأرسل يقرىء السلام ويقول ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) . فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا ؟ فقال ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )
[ 5331 ، 6228 ، 6279 ، 6942 ، 7010 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب البكاء على الميت رقم 923
( ابنة ) هي زينب
رضي الله عنها . ( قبض ) قرب أن يقبض أي يموت . ( لله ما أخذ وله ما أعطى ) له الخلق كله يتصرف به إيجادا وعدما . ( بأجل مسمى ) مقدر بوقت معلوم محدد . ( ولتحتسب ) تطلب بصبرها الأجر والثواب من الله تعالى ليحسبه لها من أعمالها الصالحة . ( تتقعقع ) تتحرك وتضطرب ويسمع لها صوت . ( شن ) السقاء البالي . ( ففاضت عيناه ) نزل الدمع من عيني النبي صلى الله عليه وسلم . ( ما هذا ) استفهام تعجب لما يعلم من سنة صبره ونهيه عن البكاء . ( هذا رحمة ) هذه الدمعة أثر رحمة وليست من الجزع وقلة الصبر ]

1225 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا ففليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عيناه تدمعان قال فقال ( هل منكم رجل لم يقارف الليلة ) . فقال أبو طلحة أنا قال ( فانزل ) . قال فنزل في قبرها
[ 1277 ]
[ ش ( شهدنا بنتا ) هي أم كلثوم زوج عثمان بن عفان
رضي الله عنهما . ( لم يقارف الليلة ) لم يفعل ذنبا كبيرا ولا صغير وقيل معناه لم يجامع ]

1226 - حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال
Y توفيت ابنة لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه )
فقال ابن عباس
رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال أذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال ادعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت أرتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه )
قال ابن عباس
رضي الله عنهما فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ) . وقالت حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر أخرى } . قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك والله هو أضحك وأبكى
قال ابن أبي ملكية والله ما قال ابن عمر
رضي الله عنهما شيئا
[ ر 1228 ، 1230 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 927 ، 928 ، 929
( ثم حدث ) أي ابن عباس
رضي الله عنهما . ( صدرت ) رجعت من حج . ( بالبيداء ) مفازة بين مكة والمدينة . ( بركب ) أصحاب إبل مسافرين عشرة فما فوقها . ( سمرة ) شجرة عظيمة . ( وا أخاه ) أندب أخي في الإسلام . ( حسبكم القرآن ) يكفيكم بيان القرآن في أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ]

1227 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته
Y أنها سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها فقال ( إنهم يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها )
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 932 ]

1228 - حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر حدثنا أبو إسحاق وهو الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال
Y لما أصيب عمر رضي الله عنه جعل صهيب يقول وا أخاه فقال عمر أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت ليعذب ببكاء الحي )
[ ر 1226 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 927 ]

33 - باب ما يكره من النياحة على الميت

وقال عمر رضي الله عنه دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة . والنقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت
[ ش ( أبي سليمان ) هو خالد بن الوليد
رضي الله عنه . ( ما لم . . ) أي ما لم يرفعن أصواتهن أو يضعن التراب على رؤوسهن ]

1229 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن المغيرة رضي الله عنه قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول ( من نيح عليه يعذب بما نيح عليه )
[ ش أخرجه مسلم شطره الأول في المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم رقم 4 . وشطره الثاني في الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 933
( ليس ككذب على أحد ) فهو كذب في التشريع وأثره عام على الأمة فإثمه أكبر وعقابه أشد . ( فليتبوأ مقعده ) فليتخذ لنفسه مسكنا . ( بما نيح ) بسبب النوح عليه ]

1230 - حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه )
تابعه عبد الأعلى حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة وقال آدم عن شعبة ( الميت يعذب ببكاء الحي عليه )
[ ر 1226 ]

1231 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر قال
Y سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جيء بأبي يوم أحد قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي ثوبا فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع فسمع صوت صائحة فقال ( من هذه ) . فقالوا ابنة عمرو أو أخت عمرو قال ( فلم تبكي ؟ أو لا تبكي فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع )
[ ر 1187 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام رقم 2471
( مثل به ) من التمثيل بالقتيل وهو قطع أنفه وأذنه وما أشبه ذلك . ( سجي ) غطي . ( صائحة ) امرأة تصيح . ( ابنة عمرو ) عمة جابر واسمها فاطمة . ( أخت عمرو ) عمة عبد الله أبي جابر ]

34 - باب ليس منا من شق الجيوب

1232 - حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان حدثنا زبيد اليامي عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
[ 1235 ، 1236 ، 3331 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب . . رقم 103
( ليس منا ) من أهل سنتا المهتدي بهدينا . ( لطم ) اللطم ضرب الوجه بباطن الكف . ( الجيوب ) جمع جيب وهو فتحة الثوب من أعلاه ليدخل فيه الرأس والمراد شق الثياب عامة . ( بدعوى الجاهلية ) قال في بكائه ونوحه ما كان يقوله أهل الجاهلية كقولهم يا سندنا وعضدنا وأمثال هذه العبارات ]

35 - باب رثى النبي صلى الله عليه وسلم خزامة بن سعد

1233 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفاتصدق بثلثي مالي ؟ قال ( لا ) . قلت بالشطر ؟ فقال ( لا ) . ثم قال ( الثلث والثلث كبير أو كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك ) . فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي ؟ قال ( إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة ) . يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة
[ ر 56 ]
[ ش أخرجه مسلم في الوصية باب الوصية بالثلث رقم 1628
( يعودني ) يزروني في مرضي . ( بلغ بي من الوجع ) وصل أثر الوجع نهايته . ( ذو مال ) عندي مال كثيرر . ( الشطر ) النصف . ( عالة ) فقراء . ( يتكففون ) يطلبون الصدقة من أكف الناس . ( أخلف بعد أضحابي ) أبقى في مكة وينصرف معك أصحابي من المهاجرين وكان مرضه في مكة . ( أن تخلف ) يطول عمرك أي لن تموت بمكة وهذا من إخباره بالمغيبات
صلى الله عليه وسلم . ( اللهم امض لأصحابي هجرتهم ) أتممها لهم ولا تنقصها عليهم فيرجعون إلى المدينة من الإمضاء وهو النفاذ . ( لا تردهم على أعقابهم ) بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم فيخيب قصدهم . ( البائس ) المسكين . ( يرثي له ) يرق له ويترحم عليه ]

36 - باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة

1234 - وقال الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى رضي الله عنه قال
Y وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصالقة والحالقة والشاقة
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب رقم 104
( وجع ) مرض . ( امرأة من أهله ) هي زوجته أم عبد الله صفية بنت دمون . ( بريء ) لا أرضى بفعله بل أتبرأ منه . ( الصالقة ) التي ترفع صوتها عند المصيبة من الصلق وهو الصياح والولولة . ( الحالقة ) التي تحلق شعرها عند المصيبة ويمكن أن يقاس عليها بالمقابل وهو من يمتنع عن حلق شعره المعتاد عند المصيبة . ( الشاقة ) التي تشق ثيابها عند المصيبة ]

37 - باب ليس منا من ضرب الخدود

1235 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
[ ر 1232 ]

38 - باب ما ينهى من الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة

1236 - حدثنا عمرو بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
[ ر 1232 ]

39 - باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن

1237 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها قالت
Y لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب شق الباب فأتاه رجل فقال إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن فذهب ثم أتاه الثانية لم يطعنه فقال ( انههن ) . فأتاه الثالثة قال والله غلبنا يا رسول الله فزعمت أنه قال ( فاحث في أفواههن التراب ) . فقلت أرغم الله أنفك لم تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء
[ 1243 ، 4015 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب التشديد في النياحة رقم 935
( فاحث ) ضع والمراد تسكيتهن . ( فقلت ) أي عائشة
رضي الله عنها للرجل . ( أرغم الله أنفك ) ألصقه بالرغام وهو التراب إهانة وذلا ودعت عليه لأنه أحرج النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة تردده إليه ونقله فعلهن دون جدوى . ( العناء ) المشقة والتعب ]

1238 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عاصم الأحول عن أنس رضي الله عنه قال
Y قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا حين قتل الفراء فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حزنا قط أشد منه
[ ر 957 ]

40 - باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة

وقال محمد بن كعب القرظي الجزع القول السيء والظن السيء وقال يعقوب عليه السلام { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } / يوسف 86 /
[ ش ( الجزع . . ) أي أن يوقل قولا سيئا يبعث فيه الحزن ويظن سيئا كاليأس من تعويض المصاب ما هو أنفع . ( بثي ) شدة حزني ]

1239 - حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان بن عيينة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
Y اشتكى ابن لأبي طلحة قال فمات وأبو طلحة خارج فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا ونحته في جانب البيت فلما جاء أبو طلحة قال كيف الغلام ؟ قالت قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح . وظن أبو طلحة أنها صادقة . قال فبات فلما أصبح اغتسل فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما )
قال سفيان فقال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن
[ 5153 ]
[ ش أخرجه مسلم فب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رقم 2144
( اشتكى ) مرض . ( هيأت شيئا ) أعدت طعاما أصلحته أو أصلحت حالها وتزينت تعرضا للجماع . ( نحته ) جعلته في جانب البيت بحيث لا يرى لأول وهلة . ( هدأت نفسه ) سكنت وأرادت بالموت وظن هو بالنوم لوجود العافية . ( صادقة ) بالنسبة لما فهمه . ( اغتسل ) أي من الجنابة وهو كناية عن أنه جامع أهله تلك الليلة . ( رجل ) عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج . ( لهما ) من ولدهما عبد الله الذي حملت به تللك الليلة ودعا لهما النبي
صلى الله عليه وسلم بالبركة فيها . ( قرأ القرآن ) حفظه وختمه ]

41 - باب الصبر عند الصدمة الأولى

وقال عمر رضي الله عنه نعم العدلان ونعم العلاوة { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } / البقرة 156 - 157 / . وقوله تعالى { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } / البقرة 45 /
[ ش ( العدلان ) المثلان ومراده بهما الصلوات والرحمة لمن صبر واحتسب عند المصيبة . ( العلاوة ) ثناء الله تعالى عليهم بالهداية والعدلان في الأصل ما يوضع على شقي الدابة من الحمل والعلاوة ما يوضع عليه بعد تمام الحمل كالزاد وغيره . ( صلوات ) مغفرة . ( استعينوا ) على تحمل ما يستقبلكم من البلايا والمصائب . ( لكبيرة ) ثقيلة وشاقة . ( الخاشعين ) الخاضعين المستسلمين لأمر الله
تعالى ]

1240 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن ثابت قال
Y سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصبر عند الصدمة الأولى )
[ ر 1194 ]

42 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنا بك لمحزنون )

وقال ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( تدمع العين ويحزن القلب )
[ ر 1242 ]

1241 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن حسان حدثنا قريش هو ابن حيان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله ؟ فقال ( يا ابن عوف إنها رحمة ) . ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون )
رواه موسى عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب رحمته
صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال رقم 2315
( ظئرا ) زوج مرضعته وهي خولة بنت المنذر الأنصارية النجارية . ( تذرفان ) يجري دمعهما . ( وأنت ) تفعل كما يفعل الناس عند المصائب . ( بأخرى ) أتبع الدمعة بأخرى أو بالكلمة التي قالها بأخرى ]

43 - باب البكاء عند المريض

1242 - حدثنا أصبغ عن ابن وهب قال أخبرني عمرو عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
Y اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال ( قد قضى ) . قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ( ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه )
وكان عمر
رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب البكاء على الميت رقم 924
اشتكى ) مرض . ( غاشية أهله ) أهله الذين يغشونه أي يحضرون عنده لخدمته . ( قضى ) حياته وخرج من الدنيا فمات . ( بهذا ) بسبب ما يقوله اللسان من خير أو سوء . ( يضرب فيه ) أي بسبب البكاء على الصفة المنهي عنها ]

44 - باب ما ينهى عن النوح والبكاء والزجر عن ذلك

1243 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول
Y لما جاء قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبنني أو غلبنا الشك من محمد بن حوشب فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فاحث في أفواههن التراب ) . فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء
[ ر 1237 ]

1244 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية رضي الله عنها قالت
Y أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتان . أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى
[ 4610 - 6789 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب التشديد في النياحة رقم 936
( البيعة ) المعاهدة على الإسلام والطاعة . ( فما وفت ) بترك النوح ممن بايعين ]

45 - باب القيام للجنازة

1245 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم )
قال سفيان قال الزهري أخبرني سالم عن أبيه قال أخبرنا عامر بن ربيعة عن النبي
صلى الله عليه وسلم . زاد الحميدي ( حتى تخلفكم أو توضع )
[ 1246 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب القيام للجنازة رقم 958
( تخلفكم ) تتجاوزكم فتجعلكم خلفها أو تصبح خلفكم . ( توضع ) على الأرض والأمر بالقيام للجنازة للاستحباب وليس للوجوب وقال بعضهم إنه منسوخ فلا يستحب أيضا ]

46 - باب متى يقعد إذا قام للجنازة

1246 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأى أحدكم جنازة فإن يكن ماشيا معها فليقم حتى يخلفها أو تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه )
[ ر 1245 ]

1247 - حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه قال
Y كنا في جنازة فأخذ أبو هريرة رضي الله عنه بيد مروان فجلسنا قبل أن توضع فجاء أبو سعيد رضي الله عنه فأخذ بيد مروان فقال قم فوالله لقد علم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك فقال أبو هريرة صدق
[ 1248 ]
[ ش ( توضع ) عن الأعناق إلى الأرض . ( عن ذلك ) عن القعود قبل أن توضع والنهي ليس للتحريم ]

47 - باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع عن مناكب الرجال فإن قعد أمر بالقيام

1248 - حدثنا مسلم يعني ابن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

[ ر 1247 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب القيام للجنازة رقم 959 ]
Y ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع )

48 - باب من قام لجنازة يهودي

1249 - حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y مرت بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا له فقلنا يا رسول الله إنها جنازة يهودي ؟ قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا )
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب القيام للجنازة رقم 960
( له ) أي قمنا لأجل قيامه
صلى الله عليه وسلم ]

1250 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة قال سمعت عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال
Y كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما فقيل لهما إنهما من أهل الأرض أي من أهل الذمة فقالا إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال ( ألست نفسا )
وقال أبو حمزة عن الأعمش عن عمرو عن ابن ليلى قال كنت مع قيس وسهل
رضي الله عنهما فقالا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم . وقال زكرياء عن الشعبي عن ابن أبي ليلى كان ابن مسعود وقيس يقومان للجنازة
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب القيام للجنازة رقم 961 ]

49 - باب حمل الرجال للجنازة دون النساء

1251 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق )
[ 1253 ، 1314 ]
[ ش ( وضعت الجنازة ) أي الميت على النعش . ( قدموني ) عجلوا بي لثواب العمل الصالح الذي أسلفته . ( يا ويلها ) يا حزنها وهلاكها . ( صعق ) من الصعق وهو أن يغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ]

50 - باب السرعة بالجنازة

وقال أنس رضي الله عنه أنتم مشيعون وامش بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها . وقال غيره قريبا منها
[ ش ( مشيعون ) من التشييع وهو التوديع وشيعت الضيف إذا خرجت معه عند رحيله إكراما له . ( بين يديها ) قدامها أي طالما أن الإسراع في الجنازة مطلوب فلا يتيسر المشي في جهة معينة فيمشي حيث يتيسر له ]

1252 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صحالة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم )
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب الإسراع في الجنازة رقم 944
( تقدمونها ) تسرعون بها إليه . ( تضعونه عن رقابكم ) تستريحون من صحبة ما لا خير فيه ]

51 - باب قول الميت وهو على الجنازة قدموني

1253 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق )
[ ر 1251 ]

52 - باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام

1254 - حدثنا مسدد عن أبي عوانة عن قتادة عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكنت في الصف الثاني أو الثالث
[ 1257 ، 1269 ، 3664 - 3666 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب في التكبير على الجنازة رقم 952
( صلى على النجاشي ) صلاة الجنازة وهو غائب والنجاشي لقب ملك الحبشة واسمه أصحمة ]

53 - باب الصفوف على الجنازة

1255 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثما معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y نعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه النجاشي ثم تقدم فصفوا خلفه فكبر أربعا
[ ر 1188 ]

1256 - حدثنا مسل حدثنا شعبة حدثنا الشيباني عن الشعبي قال
Y أخبرني من شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قبر منبوذ فصفهم وكبر أربعا . قلت من حدثك ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما
[ ر 819 ]

1257 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش فهلم فصلوا عليه ) . قال فصففنا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه ونحن صفوف . قال أبو الزبير عن جابر كنت في الصف الثاني
[ ر 1254 ]
[ ش ( رجل صالح ) المراد به النجاشي أصحمة
رحمه الله تعالى . ( الحبش ) صنف مخصوص من السودان . ( فهلم ) تعالوا يستعمل للواحد والمثنى والجمع ]

54 - باب صفوف الصبيان مع الرجال على الجنائز

1258 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني عن عامر عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر قد دفن ليلا فقال ( متى دفن هذا ) . قالوا البارحة . قال ( أفلا آذنتموني ) . قالوا دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك . فقام فصففنا خلفه قال ابن عباس وأنا فيهم فصلى عليه
[ ر 819 ]
[ ش ( قد دفن ) الميت فيه . ( البارحة ) أقري ليلة مضت من برح إذا زال ]

55 - باب سنة الصلاة على الجنائز

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى على الجنازة ) . [ ر 1261 ] . وقال ( صلوا على صاحبكم ) . [ ر 2168 ] . وقال ( صلوا على النجاشي ) . [ ر 1257 ] . سماها صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود ولا يتكلم فيها وفيها تكبير وتسليم
وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهرا ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها ويرفع يديه
وقال الحسن أدركت الناس وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم وإذا أحدث يوم العيد أو عند الجنازة يطلب الماء ولا يتيمم وإذا انتهى إلى الجنازة وهم يصلون يدخل معهم بتكبيرة
وقال ابن المسيب يكبر بالليل والنهار والسفر والحضر أربعا
وقال أنس
رضي الله عنه تكبيرة الواحدة استفتاح الصلاة
وقال
تعالى { ولا تصل على أحد منهم مات أبد } / التوبة 84 /
وفيه صفوف وإمام
[ ش ( أحقهم . . ) أي أولى الناس بالصلاة على الجنائز هم الذين يصلون بالناس الصلوات الخمس . ( يطلب الماء ) أي يشترط الوضوء لصلاة العيد والجنازة ولا يكفي التيمم ومذهب أبي حنيفة
رحمه الله تعالى أنه يتيمم لهما إذا خاف فوتهما إن توضأ لأن كلا منهما إذا فاتت لا بدل لها أي لا تقضى . ( بتكبيرة ) أي ثم يأتي بعد سلام الإمام بما فاته من التكبيرات . ( منهم ) أي من المنافقين . ( وفيه ) أي وفي عمل صلاة الجنازة . وما ذكره من الآثار وغيرها الغرض منه إثابت إطلاق اسم الصلاة على تكبيرات الجنازة ]

1259 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الشيباني عن الشعبي قال
Y أخبر من مر مع نبيكم صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ فأمنا فصففنا خلفه . فقلنا يا أبا عمرو من حدثك ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما
[ ر 819 ]

56 - باب فضل اتباع الجنائز

وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه إذا صليت فقد قضيت الذي عليك
وقال حميد بن هلال ما علمنا على الجنازة إذنا ولكن من صلى ثم رجع فله قيراط
[ ش ( صليت ) أي على الميت فقد أديت حقه الواجب عليك بأخوة الإسلام . ( إذنا ) أي لا يحتاج إلى إذن من أولياء الميت حتى ينصرف بعد الصلاة ولا يتبع الجنازة . ( قيراط ) أجر واحد ]

1260 - حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت نافعا يقول حدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول
Y من تبع جنازة فله قيراط . فقال أكثر أبو هريرة علينا . فصدقت يعني عائشة أبا هريرة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله . فقال ابن عمر رضي الله عنهما لقد فرطنا في قراريط كثيرة
{ فرطت } / الزمر 56 / ضيعت من أمر الله
[ ر 47 ]
[ ش ( أكثر ) من روايته للحديث وابن عمر
رضي الله عنهما لا يتهم أبا هريرة ولكن يخشى أن يشتبه عليه الحديث بغيره . ( فرطنا في قراريط كثيرة ) أضعنا على أنفسنا الكثير من الأجر لعدم مواظبتنا على اتباع الجنائز وحضور دفنها . ( فرطت ) اللفظ من قوله تعالى { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } ]

57 - باب من انتظر حتى تدفن

1261 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال قرأت على ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه أنه سأل أبا هريرة رضي الله عنه فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد قال حدثني أبي حدثنا يونس قال ابن شهاب وحدثني عبد الرحمن الأعرج أن أبا هريرة
رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان ) . قيل وما القيراطان ؟ قال ( مثل الجبلين العظيمين )
[ ر 47 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها رقم 945
( من شهد ) حضر وفي رواية عند مسلم ( من صلى ) . كما جاء في التعليق باب 55 ]

58 - باب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز

1262 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن عامر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرا فقالوا هذا دفن أو دفنت البارحة قال ابن عباس رضي الله عنهما فصففنا خلفه ثم صلى عليها
[ ر 819 ]
[ ش ( فصففنا خلفه ) أي وأنا منهم وأنا صبي صغير وهذه مناسبة الحديث للباب ]

59 - باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد

1263 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أنهما حدثاه
Y عن أبي هريرة قال نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه فقال ( استغفروا لأخيكم )
وعن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة
رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم صف بهم بالمصلى فكبر عليه أربعا
[ ر 1188 ]

1264 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
Y أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا فأمر بهما فرجما قريبا من موضع الجنائز عند المسجد
[ 3436 ، 4280 ، 6433 ، 6450 ، 6901 ، 7104 ]
[ ش ( فرجما ) فأقيم عليهما حد الرجم وهو الرمي بالحجارة حتى الموت . ( موضع الجنائز ) أي في المسجد ]

60 - باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور

ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول ألا هل وجدوا ما فقدوا فأجابه الآخر بل يئسوا فانقلبوا
[ ش ( صائحا ) من مؤمني الجن أو من الملائكة . ( وجدوا ما فقدوا ) أي حصلوا ما طلبوا . ( بل يئسوا . . ) من تحقيق طلبهم فرجعوا دون جدوى ]

1265 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن شبيان عن هلال هو الوزان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ) . قالت ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا
[ ر 425 ]
[ ش أخرجه مسلم في المسجد ومواضع الصلاة باب النهي عن بناء المساجد على القبور رقم 529
( اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ) جعلوها جهة قبلتهم يسجدون لها . ( لولا ذلك ) أي خشية اتخاذ قبره مسجد . ( لأبرزوا ) لكشفوه ولم يبنوا عليه حائلا ]

61 - باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها

1266 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حسن حدثنا عبد الله بن بريدة عن سمرة رضي الله عنه قال
Y صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها وسطها
[ ر 325 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه رقم 964 ]

62 - باب أين يقوم من المرأة والرجل

1267 - حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا حسن عن ابن بريدة حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال
Y صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها وسطها
[ ر 325 ]

63 - باب التكبير على الجنازة أربعا

وقال حميد صلى بنا أنس رضي الله عنه فكبر ثلاثا ثم سلم فقيل له فاستقبل القبلة ثم كبر الرابعة ثم سلم

1268 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات
[ ر 1188 ]

1269 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر أربعا
وقال يزيد بن هارون وعبد الصمد عن سليم أصحمة . وتابعه عبد الصمد
[ ر 1254 ]

64 - باب يقرأ فاتحة الكتاب على الجنازة

وقال الحسن يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول اللهم اجعله لنا فرطا وسلفا وأجرا
[ ش ( فرطا ) هو الذي يتقدم الواردين فيهيىء لهم المنزل . ( سلفا ) سابقا إلى الجنة من أجلنا . ( أجرا ) سببا للثواب على صبرنا في مصيبتنا ]

1270 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد عن طلحة قال صليت خلف ابن عباس رضي الله عنهما
حدثنا محمد بن كثبر أخبرنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال
Y صليت خلف ابن عباس رضي الله عنهما على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب فقال ليعلموا أنها سنة
[ ش ( فقرأ ) جهرا . ( أنها سنة ) أي قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة هي الطريقة المشروعة ]

65 - باب الصلاة على القبر بعد ما يدفن

1271 - حدثنا حجاح بن منهال حدثنا شعبة قال حدثني سليمان الشيباني قال سمعت الشعبي قال
Y أخبرني مع من مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ فأمهم وصلوا خلفه . قلت من حدثك هذا يا أبا عمرو ؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما
[ ر 819 ]

1272 - حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن أسود رجلا أو امرأة كان يقم المسجد فمات ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بموته فذكره ذات يوم فقال ( ما فعل ذلك الإنسان ) . قالوا مات يا رسول الله . قال ( أفلا آذنتموني ) . فقالوا إنه كان كذا وكذا قصته . قال فحقروا شأنه قال ( فدلوني على قبره ) . فأتي قبره فصلى عليه
[ ر 446 ]
[ ش ( يقم ( يكنس . ( فحقروا شأنه ) لم يهتموا به كثيرا بحيث يوقظون من أجله رسول الله
صلى الله عليه وسلم ]

66 - باب الميت يسمع خفق النعال

1273 - حدثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
Y ( العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك في النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس . فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين )
[ 1308 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم 2870
( تولي ) تولى مشيعوه وذهبوا . ( قرع نعالهم ) صوتها عند المشي . ( لا دريت ولا تليت ) دعاء عليه أي لا كنت داريا ولا تاليا فلا توفق في هذا الموقف ولا تنتفع بما كنت تسمع أو تقرأ . ( يليه ) من ملائكة وغيرهم . ( الثقلين ) الإنس والجن سموا بذلك لثقلهم على الأرض ]

67 - باب من أحب الدفن ليلا في الأرض المقدسة أو نحوها

1274 - حدثنا محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه عينه وقال ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة . قال أي رب ثم ماذا ؟ قال ثم الموت . قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر ) . قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر )
[ 3226 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب من فضائل موس
صلى الله عليه وسلم رقم 2372
( صكه ) لطمه على وجهه فأصاب عينه وفقأها . ( متن ) ظهر . ( يدنيه ) يقربه . ( رمية بحجر ) أي بحيث لو رمى رام حجر من الموضع لوصل إلى بيت المقدس . ( ثم ) هناك . ( الكثيب ) الرمل المجتمع ]

68 - باب الدفن بالليل

ودفن أبو بكر رضي الله عنه ليلا . [ ر 1321 ]

1275 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y صلى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل بعد ما دفن بليلة قام هو وأصحابه وكان قد سأله عنه فقال ( من هذا ) . فقالوا فلان دفن البارحة فصلوا عليه
[ ر 819 ]

69 - باب بناء المسجد على القبر

1276 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية وكانت أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها فرفع رأسه فقال ( أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الحلق عند الله )
[ ر 417 ]
[ ش ( أتتا أرض الحبشة ) لما هاجرتا إليها قبل زواجهما بالنبي
صلى الله عليه وسلم ]

70 - باب من يدخل قبر المرأة

1277 - حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن أنس رضي الله عنه قال
Y شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عيناه تدمعان فقال ( هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة ) . فقال أبو طلحة أنا قال ( فأنزل في قبرها ) . فنزل في قبرها فقبرها
قال ابن مبارك قال فليح أراه يعني الذنب
قال أبو عبد الله { ليقترفوا } / الأنعام 113 / أي ليكسبوا
[ ر 1225 ]
[ ش ( أراه ) أي أظن مراده بقوله لم يقارف لم يكتسب ذنبا وأتى البخاري بالمفردة القرآنية ليؤيد كلام ابن المبارك ]

71 - باب الصلاة على الشهيد

1278 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم
[ 1280 - 1283 ، 1286 - 1288 ، 3851 ]
[ ش ( اللحد ) هو الشق في جانب القبر . ( شهيد على هؤلاء ) أشهد لهم أنهم بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالى وأشفع لهم وأصونهم من مكاره ذلك اليوم ]

1279 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال ( إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها )
[ 3401 ، 3816 ، 3857 ، 6062 ، 6218 ]
[ ش ( أهل أحد ) شهداء غزوة أحد . ( فرط لكم ) سابقكم لأهييء لكم طيب المنزل والمقام . ( حوضي ) في الجنة . ( اعطيت مفاتيح خزائن الأرض ) إخبار عما سيفتح لأمته من بعده من الخزائن والملك . ( تنافسوا فيها ) أن تتنازعوا وتختصموا على الدنيا وما فيها من ملك وخزائن من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به ]

72 - باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر

1280 - حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا الليث حدثنا ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب
Y أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد
[ ر 1278 ]

73 - باب من لم ير غسل الشهداء

1281 - حدثنا أبو الوليد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب عن جابر قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ادفنوهم في دمائهم ) . يعني يوم أحد ولم يغسلهم
[ ر 1278 ]

74 - باب من يقدم في اللحد

وسمي اللحد لأنه في ناحية وكل جائر ملحد { ملتحدا } / الكهف 27 / معدلا ولو كان مستقيما كان ضريحا
[ ش ( ناحية ) جانب مائل عن وسط القبر . ( كل جائر ) كل مائل عن الاستقامة يسمى ملحدا وكذلك الظالم لأنه مال وعدل عن الحق . ( ملتحدا ) من قوله تعالى { ولن تجد من دونه ملتحدا } . والمعنى لن تجد من دون الله تعالى ملجأ تعدل إليه عنه سبحانه . ( ضريحا ) أي لو كان الشق غير مائل إلى ناحية يسمى ضريحا لأن الضريح شق مستو من الأرض ]

1282 - حدثنا ابن مقاتل ( أخبرنا عبد الله ) أخبرنا ليث بن سعد حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد قي ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم

1283 - وأخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقتلى أحد ( أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه . قال جابر فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة . وقال سليمان بن كثير حدثني الزهري حدثني من سمع جابر رضي الله عنه
[ ر 1278 ]
[ ش ( نمرة ) ثوب مخطط من صوف أو غيره ]

75 - باب الإذخر والحشيش في القبر

1284 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
Y ( حرم الله مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي أحلت لي ساعة من نهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف ) . فقال العباس رضي الله عنه إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا ؟ فقال ( إلا الإذخر )
وقال أبو هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لقبورنا وبيوتنا ؟
وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم مثله
وقال مجاهد عن طاوس عن ابن عباس
رضي الله عنهما لقينهم وبيوتهم
[ 1736 ، 1984 ، 2301 ، 4059 ، وانظر 1510 ]
[ ش ( حرم الله مكة ) جعلها حراما يحرم فيها فعل ما سيذكر . ( أحلت لي ) أبيح لي القتال فيها . ( ساعة من نهار ) فترة من نهار وهي من ضحوة النهار حتى ما بعد العصر من يوم فيح مكة . ( يختلى ) يقطع . ( خلاها ) الرطب من الكلأ الذي ينبت بنفسه . ( يعضد ) يكسر ويقطع . ( ولا ينفر صيدها ) لا يزعج من مكانه ولا يحل صيده . ( تلتقط ) تؤخذ . ( لقطتها ) ما سقط فيها . ( إلا لمعرف ) من يعرفها وينادي عليها حتى يجيء صاحبها ولا يأخذها للتمليك . ( لصاغتنا ) جمع صائغ يستعملونه لحاجتهم في الصياغة ( لقينهم ) حدادهم يستعمله في إيقاد النار . . ]

76 - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة

1285 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه فالله أعلم وكان كسا عباسا قميصا
قال سفيان وقال أبو هارون وكان على رسول الله
صلى الله عليه وسلم قمصان فقال له ابن عبد الله يا رسول الله ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك . قال سفيان فيرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس عبد الله قميصه مكافأة لما صنع
[ ر 1211 ]
[ ش ( أبو هارون ) موسى بن أبي عيسى الحناط المدني من أتباع التابعين . وفي بعض النسخ ( أبو هريرة ) ورجح الشراح أنه تصحيف ]

1286 - حدثنا مسدد أخبرنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال
Y لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن علي دينا فاقض واستوص بأخوتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر في قبر ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه
[ ش ( حضر أحد ) حضر وقت الغزوة التي وقعت عند جبل أحد . ( آخر ) هو عمرو بن الجموح
رضي الله عنه . ( لم تطب نفسي ) لم تكن نفسي مسترريحة وما أحببت . ( هنية ) تصغير هنا أي قريبا . ( غير أذنه ) فيها تغير بسبب التصاقها بالأرض ]

1287 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال

[ ر 1278 ]
Y دفن أبي مع رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة

77 - باب اللحد والشق في القبر

1288 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا الليث بن سعد قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين رجلين من قتلى أحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد فقال ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) . فأمر بدفنهم بدمائهم ولم يغسلهم
[ ر 1278 ]

78 - باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام

وقال الحسن وشريح وإبراهيم وقتادة إذا أسلم أحدهما فالولد مع المسلم . وكان ابن عباس رضي الله عنهما مع أمه من المستضعفين ولم يكن مع أبيه على دين قومه . وقال ( الإسلام يعلو ولا يعلى )
[ ش ( أحدهما ) أحد الأبوين . ( وقال ) أي رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومناسبة هذا الحديث للباب أن الصبي يعلو بإسلامه فيصلى عليه ]

1289 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره
Y أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن الصياد الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال لابن الصياد ( تشهد أني رسول الله ) . فنظر إليه ابن صياد فقال أشهد أنك رسول الأميين . فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه وقال ( آمنت بالله وبرسله ) . فقال له ( ماذا ترى ) . قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( خلط عليك الأمر ) . ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( إني قد خبأت لك خبيئا ) . فقال ابن صياد هو الدخ . فقال ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . فقال عمر رضي الله عنه دعني يا رسول الله أضرب عنقه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله )
وقال سالم سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما يقول انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزو أو زمرة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقال لابن صياد يا صاف وهو اسم ابن صياد هذا محمد صلى الله عليه وسلم فثار ابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو تركته بين )
وقال شعيب في حديثه فرضه رمرمة أو زمزمة . وقال عقيل رمرمة . وقال معمر رمزة
[ 2495 ، 2869 ، 2890 ، 2891 ، 5821 ، 6244 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب ذكر ابن صياد رقم 2930 ، 2931
( رهط ) ما دون العشرة من الرجال . ( ابن صياد ) هو من اليهود وقيل من بني النجار وابنه عمارة شيخ مالك من خيار المسلمين . عيني . ( أطم ) بناء من حجر كالقصر وقيل هو الحصن . ( بني مغالة ) قبيلة من الأنصار . ( الحلم ) البلوغ . ( الأميين ) العرب نسبة إلى الأمية وهي عدم القراءة والكتابة . ( فرفضه ) تركه ليأسه من إسلامه . ( يأتيني صادق وكاذب ) أرى رؤيا ربما تصدق فتقع وربما تكذب فلا تقع . ( خلط عليك الأمر ) خلط عليك شيطانك ما يلقي إليك . ( خبيئا ) شيئا مخبأ في نفسي . ( الدخ ) أراد أن يقول الدخان فلم يستطع ولم يهتد إلى ذلك . ( اخسأ ) اسكت صاغرا مطرودا . ( فلن تعدو قدرك ) لن تجاوز كونك كاهنا ولن يبلغ قدرك أن تعلم الغيب من قبل الوحي ولا من قبيل الإلهام . ( إن يكنه ) إن كان هذا هو الدجال . ( فلن تسلط عليه ) لست أنت الذي يقتله وإنما يقتله عيسى بن مريم عليه السلام . ( يختل ) يستغفل . ( قطيفة ) كساء له خمل . ( رمزة ) من الرمز وهو الإشارة والزمرة من المزمار . ( يتقي يجذوع النخل ) يخفي نفسه بها . ( فثار ) نهض بسرعة . ( بين ) أظهر لنا من حاله ما نطلع به على حقيقة أمره . ( فرضه ) دقه . ( رمرمة أو زمزمة ) الصوت الخفي ]

1290 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد وهو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
Y كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له ( أسلم ) . فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ( الحمد لله الذي أنقذه من النار )
[ 5333 ]

1291 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عبيد الله
Y سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء
[ 4311 ، 4312 ، 4321 ]
[ ش ( أمي ) لبابة أم الفضل
رضي الله عنها . ( المستضعفين ) المسلمين الذين بقوا بمكة مستذلين لصد المشكرين لهم وضعفهم عن الهجرة . ( أنا من الولدان وأمي من النساء ) أي المذكورين في قوله تعالى { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله غفورا رحيما } / النساء 98 - 99 / . ( حيلة ) قدرة ونفقة . ( سبيلا ) طريقا إلى أرض الهجرة ]

1292 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال ابن شهاب
Y يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام يدعي أبواه الإسلام أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام إذا استهل صارخا يصلي عليه ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) . ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه { فطرة الله التي فطر الناس عليها } الآية
[ ش أخرجه مسلم في القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة . . رقم 2658
( لغية ) من الغواية وهي الضلالة أي كل مولود يصلى عليه إذا كان أحد أبويه مسلما ظاهرا وإن كان مولودا من كافرة أو زانية أو نحوهما . ( فطرة الإسلام ) ملته وطريقته . ( استهل صارخا ) علمت حياته عند الولادة بصراخ أو غيره . ( سقط ) جنين سقط قبل تمامه . ( يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) يجعلانه يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا حسب ملتهما بترغيبهما له في ذلك أو بتبعيته لهما . ( تنتج البهيمة ) تلد الدابة العجماء . ( بهيمة جمعاء ) تامة الأعضاء مستوية الخلق . ( تحسون ) تبصرون . ( جدعاء ) مقطوعة الأذن أو الأنف أو غير ذلك أي إن الناس يفعلون بها ذلك فكذلك يفعلون بالولود الذي يولد على الفطرة السليمة . ( اقرؤوا إن شئتم ) أن تتأكذوا هذا المعنى . ( فطرة الله ) ملة الإيمان والتوحيد ومعرفة الخالق سبحانه . ( فطر الناس ) خلقهم . ( الآية ) الروم 30 ]

1293 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبدد الرحمن
Y أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) . ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }
[ 1319 ، 4497 ، 6226 ]
[ ش ( لا تبديل لخلق الله ) لا تفاوت بين الناس في أصل خلقتهم ولا يستطيع أحد أن يغير طبيعة نفوسهم حقيقة . ( القيم ) المستقيم والمقوم لأمور الناس ]

79 - باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله

1294 - حدثنا إسحق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره
Y أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية بن المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فأنزل الله تعالى فيه { ما كان للنبي } الآية
[ 3671 ، 4398 ، 4494 ، 6303 ]
[ ش ( أشهد لك بها ) أحاجج لك بها وأدافع عنك . ( أترغب عن ملة ) أتعرض عن طريقة . ( أنه عنك ) أنه عن الاستغفار لك . ( الآية ) التوبة 113 . وهي بتمامها { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } . أي ثبت لهم أنهم من أهل النار بموتهم على الكفر والشرك ]

80 - باب الجريد على القبر

وأوصى بريدة الأسلمي أن يجعل في قبره جريدان . ورأى ابن عمر رضي الله عنهما فسطاطا على قبر عبد الرحمن فقال انزعه يا غلام فإنما يظله عمله . وقال خارجة بن يزيد رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان رضي الله عنه وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوره . وقال عثمان بن حكيم أخذ بيدي خارجة فأجلسني على قبر وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال إنما كره ذلك لمن أحدث عليه . وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يجلس على القبور
[ ش ( الجريد ) غصون النخل الذي جرد منه الخوص أي الورق . ( فسطاطا ) خيمة من شعر أو غيره لها أورقة حولها . ( يجاوزه ) يقفز من فوقه لارتفاعه . ( أحدث عليه ) أي كره الجلوس على القبر لمن فعل ما لا يليق به كالبول وغيره ]

1295 - حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم

[ ر 213 ]
[ ش ( بقبرين يعذبان ) يعذب من دفن فيهما ]
Y أنه مر بقبرين يعذبان فقال ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) . ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين ثم غرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ فقال ( لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا )

81 - باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله

{ يخرجون من الأجداث } / المعارج 43 / الأجداث القبور . " بعثرت " / الانفطار 4 / أثيرت بعثرت حوضي أي جعلت أسفله أعلاه . الإيفاض الإسراع . وقرأ الأعمش " إلى نصب " / المعارج 43 / إلى شيء منصوب يستبقون إليه والنصب واحد والنصب مصدر . " يوم الخروج " / ق 43 / من القبور . " ينسلون " / يسن 51 / يخرجون
[ ش ( الإيفاض ) يشير إلى معنى قوله تعالى { كأنهم إلى نصب يوفضون } . ونصب ونصب بمعنى وهما قراءتان متواترتان ]

1296 - حدثنا عثمان قال حدثني جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال
Y كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ( ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتب شقية أو سعيدة ) . فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال ( أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ) . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى } . الآية
[ 4661 - 4666 ، 5863 ، 6231 ، 7113 ]
[ ش أخرجه مسلم في القدر باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه ورزقه . . رقم 2647
( بقيع الغرقد ) مقبرة أهل المدينة والبقيع موضع من الأرض فيه أصول شجر والغرقد شجر له شوك كان ينبت في ذلك المكان بكثرة فأضيف إليه . ( مخصرة ) ما يتوكأ عليه من عصا وغيرها . ( فنكس ) خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض . ( ينكت ) يضرب في الأرض . ( منفوسة ) مخلوقة . ( كتب ) قدر وعين . ( نتكل على كتابنا ) نعتمد على ما قدر علينا . ( أعطى واتقى ) أعطى الطاعة واتقى المعصية أي جاهد نفسه فبذل الطاعة واجتنب المعصية . ( الآية ) أي وما بعدها / الليل 5 - 10 / . وستأتي الآيات وشرحها في روايات الحديث

82 - باب ما جاء في قاتل النفس

1297 - حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

[ 5700 ، 7545 ، 6276 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه رقم 110
( بملة غير الإسلام ) كأن يقول هو يهودي إن فعل كذا وأمثال هذا . ( كما قال ) أي فيحكم عليه بالذي نسبه لنفسه ]
Y ( من حلف بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال . ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم )

1298 - وقال حجاج بن منهال حدثنا جرير بن حازم عن الحسن حدثنا جندب رضي الله عنه في هذا المسجد فما نسينا وما نخاف أن يكذب جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

[ 3276 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه رقم 113
( برجل ) من الأمم السابقة . ( بدرني ) استعجل الموت ولم يصبر حتى أقبض روحه من غير سبب منه ]
Y ( كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة )

1299 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم

[ ر 5442 ]
[ ش ( يطعنها ) يقتلها بآلة جارحة من الطعن وهو القطع ]
Y ( الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار )

83 - باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين

رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ر 1210 ]

1300 - حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال
Y لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقال قال يوم كذا وكذا كذا وكذا ؟ أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( أخر عني يا عمر ) . فلما أكثرت عليه قال ( إني خيرت فاخترت لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها ) . قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا - إلى وهم فاسقون } . قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله أعلم
[ 4394 ]
[ ش ( قوله ) أقواله القبيحة في النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . ( خيرت ) بين الاستغفار وعدمه بقوله تعالى { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } / التوبة 80 / . ( فاخترت ) الاستغفار لهم . ( الآيتان ) في رواية ( الآيات ) التي نزلت في شأن المنافقين ومنها الآية المذكورة وتتمتها { ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون } / 84 / . ( براءة ) هي سورة التوبة المفتتحة بقوله تعالى { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين }

84 - باب ثناء الناس على الميت

1301 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
Y مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) . ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت ؟ قال ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض )
[ 2499 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب فيمن يثني عليه خير أو شر من الموتى رقم 949
( فأثنوا عليه خيرا ) وصفوها بفعل الخير . ( فأثنوا عليها شرا ) وصفوها بفعل الشر . ( شهداء الله في الأرض ) أي يقبل قولكم في حق من تشهدون له أو عليه ]

1302 - حدثنا عفان بن مسلم حدثنا داود بن أبي الفرات عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال
Y قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت . ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا فقال وجبت . فقال أبو الأسود فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) . فقلنا وثلاثة قال ( وثلاثة ) . فقلنا واثنان قال ( واثنان ) . ثم لم نسأله عن الواحد
[ 2500 ]

85 - باب ما جاء في عذاب القبر

وقوله تعالى { إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون } / الأنعام 93 / هو الهوان والهون الرفق
وقوله جل ذكره { سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم } / التوبة 101 /
وقوله تعالى { وحاق بآل فرعون سوء العذاب . النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } / غافر ( المؤمن ) 45 ، 46 /
[ ش ( غمرات الموت ) شدائده وسكراته وكرباته جمع غمرة وهي في الأصل ما يغمر من الماء . ( باسطو أيديهم ) كناية عن الشدة في قبض أرواحهم . ( الهوان ) الذل والإهانة . ( سنعذبهم مرتين . . ) هي في المنافقين والعذاب مرتين يكون في الخزي في الدنيا وعذاب القبر بعد الموت . ( حاق ) نزل . ( غدوا وعشيا ) صباحا ومساءا أي وهم في قبورهم . والمراد بحياة القبر حياة البرزخ التي تكون بين الموت والبعث يوم القيامة وفيها نعيم للمؤمنين الصالحين وجحيم للكافرين والفاسقين ]

1303 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة / بهذا وزاد { يثبت الله الذين آمنوا } نزلت في عذاب القبر
[ 4422 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم 2871
( أتي ) أتاه الملكان وأقعداه أو سألاه . ( بالقول الثابت ) الذي ثبت بالحجة عندهم وهي كلمة التوحيد التي تمكنت في قلوبهم . / إبراهيم 27 / ]
Y ( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } )

1304 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن صالح حدثني نافع
Y أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال ( وجدتم ما وعد ربكم حقا ) . فقيل له تدعو أمواتا ؟ فقال ( وما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون )
[ 3760 ، 3802 ، وانظر 1305 ]
[ ش ( أهل القليب ) قتلى المشركين يوم بدر والقليب البئر قبل أن تبنى جوانبه . ( ما وعد ربكم ) من العذاب على كفركم . ( فقيل له ) القائل هو عمر
رضي الله عنه ]

1305 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول حق ) . وقد قال الله تعالى { إنك لا تسمع الموتى }
[ 3759 ، وانظر 1304 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 932
( وقد قال الله تعالى ) هذا الكلام لعائشة
رضي الله عنها . ( لا تسمع الموتى ) إسماعا يستفيدون ممنه ويتعظون به . / النمل 80 / ]

1306 - حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
Y أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها عن عذاب القبر فقال ( نعم عذاب القبر حق ) . قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر
[ ر 997 ]

1307 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير
Y أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة . زاد غندر عذاب القبر حق
[ ش ( فذكر فتنة القبر ) بين ما يجري للمرء في قبره مفصلا . ( ضج المسلمون ضجة ) صاحوا وجزعوا جزعا عظيما ]

1308 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم
Y أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا )
قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال ( وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديث ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين )
[ ر 1273 ]

86 - باب التعوذ من عذاب القبر

1309 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال
Y خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال ( يهود تعذب في قبورها )
وقال النضر أخبرنا شعبة حدثنا عون سمعت أبي سمعت البراء عن أبي أيوب
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم 2769
( وجبت الشمس ) غربت ]

1310 - حدثنا معلى حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال حدثني ابنه خالد بن سعيد بن العاص
Y أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر
[ 6003 ]

1311 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )
[ ش أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب ما يستعاذ منه في الصلاة رقم 588
( أعوذ ) ألتجىء وأستجير . ( فتنة المحيا والممات ) ما يكون في الحياة من الابتلاء بالمصائب مع عدم الصبر وما يحدث من الإصرار على الفساد وترك طرق الهداية وما يكون بعد الموت من أهوال القبر وسؤال الملكين . ( فتنة المسيح الدجال ) ما يكون معه من أسباب الفتنة ومعنى الدجال الكذاب وسمي المسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة ]

87 - باب عذاب القبر من الغيبة والبول

1312 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس قال ابن عباس رضي الله عنهما
Y مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال ( إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ) . ثم قال ( بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ) . قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبره ثم قال ( لعله يخفف عنهما ما لم يبسا )
[ ر 213 ]

88 - باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي

1313 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة )
[ 3068 ، 6150 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم 2866
( عرض عليه مقعده ) أري مكانه . ( بالغداة والعشي ) وقت الصباح ووقت المساء . ( هذا مقعدك حتى يبعثك الله ) هذا مكانك الذي تبعث إليه يوم القيامة ]

89 - باب كلام الميت على الجنازة

1314 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق )
[ ر 1251 ]

90 - باب ما قيل في أولاد المسلمين

قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابا من النار أو دخل الجنة )
[ ر 101 ، 1193 ]

1315 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم )
[ ر 1191 ]

1316 - حدثنا أبو الوليد حدثما شعبة عن عدي بن ثابت
Y أنه سمع البراء رضي الله عنه قال لما توفي إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن له مرضعا في الجنة )
[ 3082 ، 5842 ]
[ ش ( إبراهيم ) ابن النبي
صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية رضي الله عنها ]

91 - باب ما قيل في أولاد المشركين

1317 - حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال
Y سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال ( الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين )
[ 6224 ]
[ ش أخرجه مسلم في القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة رقم 2660
( أعلم بما كانوا عاملين ) بما يكون منهم لو أبقاهم أحياء وقيل غير ذلك ]

1318 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي
Y أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين فقال ( الله أعلم بما كانوا عاملين )
[ 6225 ]
[ ش أخرجه مسلم في القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة رقم 2659
( ذراري ) جمع ذرية وهم الأولاد ]

1319 - حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن الوهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء )
[ ر 1292 ]

1320 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا أبو رجاء عن سمرة بن جندب قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة اقبل علينا بوجهه فقال ( من رأى منكم الليلة رؤيا ) . قال فإن رأى أحد قصها فيقول ( ما شاء الله ) . فسألنا يوما فقال ( هل رأى أحد منكم رؤيا ) . قلنا لا قال ( لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا ردل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد ) قال بعض أصحابنا عن موسى ( إنه يدخل ذلك الكوب في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله . قلت ما هذا ؟ قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه قلت من هذا ؟ قالا انطلق فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هذا ؟ قالا انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر - قال يزيد ووهب ابن جرير عن جرير بن حازم - وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت من هذا ؟ قالا انطلق فانطلقنا حتى انتهيا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها فصعدا بي في الشجرة وأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها فيها رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب قلت طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت . قالا نعم أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة والذي رأيته في الثقب فهم الزناة والذي رأيته في النهر آكلوا الربا والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام والصبيان حوله فأولاد الناس والذي يوقد النار مالك خازن النار والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين وأما هذه الدار فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا مكيائيل فارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا فوقي مثل السحاب قالا ذاك منزلك قلت دعاني أدخل منزلي قالا إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أتيت منزلك )
[ ر 809 ]
[ ش ( كلوب ) الحديدة التي ينشل بها اللحم ويعلق ومثله الكلاب . ( شدقه ) جانب فمه . ( يلتئم ) يصح ويبرأ . ( بفهر ) بحجر ملء الكف . ( فيشدخ ) من الشدخ وهو كسر الشيء الأجوف . ( تدهده ) تدحرج ]

92 - باب موت يوم الإثنين

1321 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y دخلت على أبي بكر رضي الله عنه فقال في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالت في ثلاثة أثواب سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة . وقال لها في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت يوم الإثنين . قال فأي يوم هذا ؟ قالت يوم الإثنين . قال أرجو فيما بيني وبين الليل . فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه به ردع من زعفران فقال اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيها . قلت إن هذا خلق ؟ قال إن الحي أحق بالجديد من الميت إنما للمهلة
فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء . ودفن قبل أن يصبح
[ ر 1205 ]
[ ش ( أرجو فيما بيني وبين الليل ) أتوقع أن تكون موتتي فيما بين ساعتي هذه وبين الليل . ( ردع ) لطخ وأثر . ( خلق ) بال غير جديد . ( للمهلة ) للقيح والصديد الذي يذوب من جسم الميت ]

93 - باب موت الفجأة البغتة

1322 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرني هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال ( نعم )
[ 2609 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه . وفي الوصية باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت رقم 1004
( رجلا ) هو سعد بن عبادة
رضي الله عنه . ( افتلتت نفسها ) ماتت فجأة ]

94 - باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما

{ فأقبره } / عبس 21 / أقبرت الرجل إذا جعلت له قبرا وقبرته دفنته . { كفاتا } / المرسلات 25 / يكونون فيها أحياء ويدفنون أمواتا
[ ش ( فأقبره ) جعله ذا قبر وأمر أن يقبر إذا مات . ( كفاتا ) من كفت الشيء إذا جمعته وضممته والمعنى تجمع أحياءكم في منازلهم فتحميهم وتجمع أمواتكم في قبورهم فتواري جثثهم وتستر حالهم ]

1323 - حدثنا إسماعيل حدثني سليمان عن هشام . وحدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء عن هشام عن عروة عن عائشة قالت
Y إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه ( أين أنا اليوم أين أنا غدا ) . استبطاء ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي
[ ر 850 ]
[ ش ( ليتعذر ) يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال لبيت عائشة
رضي الله عنها . ( استبطاء ) يستطيل اليوم اشتياقا لها . ( بين سحري ونحري ) بين صدري وعنقي . والسحر الرئة أو الصدر ]

1324 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن هلال عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أو خشي أن يتخذ مسجدا
وعن هلال قال كناني عروة بن الزبير ولم يولد لي
[ ر 425 ]
[ ش ( كناني ) جعل لي كنية ونسبني إليها . والكنية كل اسم علم بدأ بلفظ أب أو أم ]

1325 - حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو بكر بن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه
Y أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما
[ ش ( مسنما ) مرتفعا عن الأرض مقدار شبر أو أكثر مثل سنام البعير ]

1326 - حدثنا فروة حدثنا علي عن هشام بن عروة عن أبيه
Y لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه
[ ش ( الخائط ) جدار حجرة عائشة
رضي الله عنها . ( ففزعوا ) خافوا أن يكونوا هتكوا حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ]

1327 - وعن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أنها أوصت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكى به أبدا
[ 6896 ]
[ ش ( معهم ) مع النبي
صلى الله عليه وسلم وصاحبيه . ( صواحبي ) أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم . ( بالبقيع ) مقبرة أهل المدينة . ( لا أزكى به أبدا ) حتى لا يكون لي بسبب دفني معهم مزية وفضل دائم ربما لا أستحقه ]

1328 - حدثنا قتيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون الأودي قال
Y رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا عبد الله بن عمر اذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقل يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام ثم سلها أن أدفن مع صاحبي قالت كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسب فلما أقبل قال له ما لديك ؟ قال أذنت لك يا أمير المؤمنين قال ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع فإذا قبضت فاحملوني ثم سلموا ثم قل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فادفنوني وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين
إني لا أعلم أحدا أحق بهاذ الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة فاسمعوا له وأطيعوا فسمى عثمان وعليا وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص
وولج عليه شاب من الأنصار فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت ثم استخلفت فعدلت ثم الشهادة بعد هذا كله . فقال ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا علي ولا لي أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم حقهم وأن يحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خير الذين تبوؤوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله
صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من وراءهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم
[ 2887 ، 2991 ، 3497 ، 4606 ، 6897 ]
[ ش ( صاحبي ) رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه . ( أحق بهذا الأمر ) أولى بالخلافة . ( النفر ) عدة رجال دون العشرة . ( ولج ) دخل . ( القدم في الإسلام ) سابقة خير ومنزلة رفيعة فيه . ( وذلك كفافا ) أي ما ذكرت من أمور مع ما نالني من أمر الخلافة مثلا بمثل لا أثاب ولا أعاقب . ( تبوؤوا الدار والإيمان ) التزموا الإيمان واستقروا في دار الهجرة . ( بذمة الله وذمة رسوله ) الذمة العهد والمراد أهل الذمة من أهل الكتاب . ( من ورائهم ) يدافع عنهم . ( طاقتهم ) ما يستطيعون دفعه من الجزية ]

95 - باب ما ينهى من سب الأموات

1329 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا )
ورواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش . ومحمد بن أنس عن الأعمش . تابعه علي بن الجعد وابن عرعرة وابن أبي عدي عن شعبة
[ 6151 ]
[ ش ( أفضوا إلى ما قدموا ) وصلوا إلى ما عملوا من خير أو شر فيجازيهم الله تعالى به ]

96 - باب ذكر شرار الموتى

1330 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال أبو لهبد عليه لعنة الله للنبي صلى الله عليه وسلم تبا لك سائر اليوم فنزلت { تبت يد أبي لهب وتب }
[ 3335 ، 4492 ، 4523 ، 4687 - 4689 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب قوله تعالى { وأنذر عشيرتك الأقربين } رقم 208
( تبا ) هلاكا . ( سائر اليوم ) بقية اليوم . ( وتب ) خسر . وكان له الهلاك المخلد ] . بسم الله الرحمن الرحيم

30 - كتاب الزكاة

1 - باب وجوب الزكاة

وقول الله تعالى { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } / البقرة 43 /
وقال ابن عباس
رضي الله عنهما حدثني أبو سفيان رضي الله عنه فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف
[ ر 7 ]

1331 - حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن زكرياء بن إسحق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم )
[ 1389 ، 1425 ، 2316 ، 4090 ، 6937 ]
[ ش ( أطاعوه لذلك ) انقادوا وبادروا إلى الفعل . ( صدقة ) هي الزكاة ]

1332 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن ابن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضى الله عنه
Y أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة . قال ماله ماله . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أرب ماله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )
وقال بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب بهذا . قال أبو عبد الله أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو
[ 5637 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة . . رقم 13
( رجلا ) قيل هو أبو أيوب راوي الحديث وقيل هو لقيط بن صبرة وافد بني المنتفق . ( قال ماله ماله ) القائل من حضر من القوم وما للاستفهام والتكرار للتأكيد والمعنى أي شيء جرى له . ( أرب ماله ) أية حاجة يطلبها ويسأل عنها جاءت به . ( تصل الرحم ) تحسن لقرابتك . ( غير محفوظ ) أي محمد بن عثمان غير محفوظ والمحفوظ عمرو بن عثمان والحديث محفوظ عنه ووهم شعبة ]

1333 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة . قال ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) . قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا . فلما ولي قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )
حدثنا مسدد عن يحيى عن أبي حيان قال أخبرني أبو زرعة عن النبي
صلى الله عليه وسلم بهذا
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الذي يدخل به الجنة . . رقم 14
( أعرابي ) قيل هو سعد بن الأخرم . ( المكتوبة ) المفروضة وهي الصلوات الخمس . ( نفسي بيده ) أي أقسم بالله الذي حياتي بأمره . ( سره ) أحب ]

1334 - حدثنا حجاج حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو جمرة قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول
Y قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن هذا الحي من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر ولسنا نخلص إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بشيء نأخذه عنك وندعو إليه من ورءانا قال ( آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله - وعقد بيده هكذا - وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم . وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت )
وقال سليمان وأبو النعمان عن حماد ( الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله )
[ ر 53 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب النهي عن الانتباذ في المزفت . . رقم 17
( عقد بيده هكذا ) أي كما يعقد الذي يعد واحدة ]

1335 - حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق
[ 1388 ، 2786 ، 6526 ، 6855 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله . . رقم 20
( عناقا ) الأنثى من ولد المعز التي لم تبلغ سنة . ( شرح الله صدر أبي بكر ) لقتالهم . ( فعرفت أنه الحق ) بما ظهر من الدليل الذي أقامه أبو بكر
رضي الله عنه ]

2 - باب البيعة على إيتاء الزكاة

{ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين } / التوبة 5 /

1336 - حدثنا ابن نمير قال حدثني أبي حدثنا إسماعيل عن قيس قال قال جرير ابن عبد الله
Y بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
[ ر 57 ]
[ ش ( فإن تابوا . . ) فإن تركوا الكفر والتزموا شرائع الإسلام وفرائضه ثبتت لهم أخوة الدين ]

3 - باب إثم مانع الزكاة

وقوله تعالى { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم . يوم يحمى عليهم في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون } / التوبة 34 ، 35 /
[ ش ( يكنزون ) من الكنز وهو كل شيء مجموع بعضه إلى بعض وشرعا كل مال لم تؤد حقوقه من زكاة وغيرها . ( فتكوى ) من الكي وهو إلصاق الحار من الحديد أو النار بالعضو حتى يحترق الجلد . ( كنزتم لأنفسكم ) ثمرة ما ادخرتموه لأنفسكم ]

1337 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم تعط فيها حقها تطؤه بأضلافها وتنطحه بقرونها وقال ومن حقها أن تحلب على الماء ) . قال ( ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغت ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت )
[ 2908 ، 6557 ، وانظر 1391 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب إثم مانع الزكاة رقم 987
( تأتي الإبل ) التي كان يملكها في الدنيا يخلقها الله تعالى يوم القيامة . ( على خير ما كانت ) في الدنيا من القوة والسمن . ( تطؤه ) تدوسه وتعلوه . ( بأخفافها ) جمع خف وهو للإبل كالقدم من الإنسان . ( بأظلافها ) جمع ظلف وهو من الغنم كالخف من البعير . ( أن تحلب على الماء ) عند ورودها لتشرب ويعطى من لبنها من حضر من المساكين ومن ليس لديهم لبن . ( بشاة ) واحدة الغنم ذكرا أم أنثى . ( يعار ) هو صوت الغنم . ( ورغاء ) صوت الإبل ]

1338 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من آتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزميه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا { لا يحسبن الذين يبخلون } . الآية )
[ 4289 ، 4382 ، 6557 ]
[ ش ( مثل له ) صير له . ( شجاعا ) الحية الذكر أو الثعبان . ( أقرع ) لا شعر على رأسه لكثرة سمه وطول عمره . ( زبيبتان ) نابان يخرجان من فمه أو نقطتان سوداوان فوق عينيه وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه . ( يطوقه ) يجعل في عنقه كالطوق . ( شدقيه ) جانبي الفم . ( الآية ) آل عمران 180 . وتتمتها { بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير } ]

4 - باب ما أدى زكاته فليس بكنز

لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس فيما دون خمس أواق صدقة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"