بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 يونيو 2011

تربية الأطفال/6

المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربية البدنية

الطعام والشراب ضرورة وحاجة للإنسان فلا حياة، ولا استمرار لهذه الحياة إلا بهما .

قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (1)

ولقد وضع الإسلام قواعده الخاصة بالتغذية وطلب من المسلمين أن ينفذوها، وعلى المربين تطبيقها وتعليمها لأطفالهم ومنها :

1) " غسل اليدين قبل الطعام وبعده

2) الإعتدال بالطعام لأن كثرة الطعام تؤدي الى أمراض منها البدانة والسمنة واضطراب في الجهاز الهضمي ،ومرض النُقرص (المُلوك) .

3) اجتناب الأطعمة او الأشربة المحرمة

قال تعالى : { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2)

قال تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } (3)

4) الإسلام يطلب مضغ الطعام وينهي عن أكل الطعام الحار ويكره الأكل والشرب متكئاً." (4)

قال رسول الله – صلى الاله عليه وسلم – : (لا آكل متكئاً ) (5)

المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم

إنَّ الإسلام دعا الى راحة الجسم بالنوم وقتاً كافياً ، وبعد العناء والكد في النهار.

وفوائد النوم عديدة منها :

1) سكون الجوارح وإراحتها مما يعرض لها من التعب

2) هضم الغذاء

3) علاج القلق

النوم من أعظم الأمور أهمية في حياة الطفل ،فهو مهم له حتى ينمو حيث إن هرمون النمو لا يفرز إلا بعد تقريباً خمس ساعات من النوم المتواصل العميق ،* وقد حض الإسلام عند النوم أن ينام الفرد على الجانب الأيمن ، والعلم الحديث اكتشف الأهمية الكبيرة للجسم عند نومه على هذا الجانب، فلنحرص على نوم أطفالنا على هذا الجانب.

* وعلينا أن نعلمه الأدعية الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأذكار قبل النوم قال سول الله – صلى الله عليه وسلم-( إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاه ، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : اللهم أسلمت نفسي اليك ، وفوضت أمري اليك والجأت ظهري اليك رهبه ورغبة اليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا اليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، فإن متَّ، متَّ على الفطره ، فاجعلهن آخر ما تقول ) (1)

وعلينا أن نرشد أبناءنا الى بعض الأمور الهامة :

1) أن يجعل لنفسه موعد ثابت يذهب الى النوم

2) لا يأكل أو يشرب قبل النوم مباشره وخاصة الشاي ، واللحوم لما تؤدي الى التخمه. (1)

المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه

" لقد عني الإسلام بالطهارة والنظافة عناية بالغه لأن النظافة إحدى العناصر المهمة في تكوين الجانب الصحي ،وتجعل الإنسان بمأمن من التلوث بالأمراض السارية والأوبئة الفتّاكة.

قال تعالى : { وثيابك فطهر {4}والرجز فاهجر } (1)

وعلينا أن نغرس في أطفالنا حب النظافة ونشعرهم بأهميتها الكبيرة.

ومن واجب المربين أن يعلموا أولادهم ان النظافة نوعان :

أ) نظافة السرائر : وتتمثل في تطهير القلب والصدر من الأخلاق المذمومة مثل الكذب والحقد

ب) نظافة الظاهر : مثل نظافة الجسم بالإغتسال وتقليم الأظافر والحلق ونظافة الثوب ونظافة الأسنان ." (2)

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك عند كل صلاه ) (3)

ففي السواك فوائد منها :

(1) "نظافة الأسنان بإزالة العوالق بينها

(2) تقوية اللثة "(4)

ونعلمه الإستنجاء وأهميته ، وايضاً نعلم أطفالنا بعض الآداب عند قضاء الحاجة منها :

1) " أن يدخل الطفل الحمام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى

2) أن يقول دعاء دخول المرحاض ،ودعاء الخروج منه " (5)

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) (1)

عن عائشة- رضي الله عنها -قالت كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال:( غفرانك )(2)

المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها

*من طرق الوقاية من الأمراض إبعاد الطفل عن المناطق الموبوءة بالأمراض أو عدم إختلاطهم بالمرضى .

ومعالجتهم من الأمراض عن طريق:

-العلاج النفسي والروحي بالصبر والتوكل على الله ، والعلاج بالقرآن فهو شفاء لكل داء قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (3) .

- التداوي بالأدوية المختلفة (4)فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) (5) واستشارة الطبيب في مرض الطفل

المبحث الخامس : البناء العلمي

المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل:

العِلم: هو إدراك الشيء بحقيقته ، وهو نور الله يقذفه في قلب من يحب.

والعِلم تحصيل وبالتالي يحتاج إلى جهد مخطط ، ولفظ العلم جاء في القرآن الكريم في أماكن عدّه لأهمية العِلم ، قال تعالى: { فاعلم أنه لا إله إلا الله }(2)

" فالإسلام يدفع الإنسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء سواء أكان هذا العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من أنواع المعارف والعلوم .

وقد دعا الإسلام إلى :

1) " التدبر في خلق الإنسان ووصف تكوينه العقلي والجسمي قال تعال: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ {5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }(1)

إنَّ معرفة الإنسان لنفسه تدعوه إلى حتمية الإيمان بالله الخالق المبدع ، وهذا المجال تناولته علوم الطب وعلم النفس.

2) التأمل في الكائنات الحية كالنباتات مما تناوه علوم النبات قال تعالى : { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً {25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً {27} وَعِنَباً وَقَضْباً {28} وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً {29} وَحَدَائِقَ غُلْباً {30} وَفَاكِهَةً وَأَبّاً {31} مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }(2)

3) دعا الإسلام إلى الإمعان في تكوين الحيوان ، مما تناوله علم الحيوان قال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }(3)

4) الكون وما فيه من الأجرام السماويه مما ساعد علماء الفلك التوصل إلى أنَّ فضاء الكون تسبح في أجزاءه أعداد تفوق الحصر من المجرات قال تعالى: { لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }(4)

5) وصف للأرض التي نعيش عليها، وما فيها من جبال وأنهار وسهول وصحاري ووديان ، مما تناولته علوم الجغرافيا وطبقات الأرض" (5) قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }(6)

المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم

" عندما أنزل الله تبارك وتعالى – القرآن دعا فيه إلى العلم ونوّه فيه بالمعرفة وأشاد بدور العلماء في خدمة الحقيقة ، لأنهم قادة الفكر ، وصانعوا الحضارة ، وأهم ورثة الأنبياء ، وجعلهم الله –سبحانه وتعالى- في مصاف الملائكة " (2) ، قال تعالى: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(3)

وأول خمس آيات نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم- تدعوه إلى العلم قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (4)

قال سيد قطب : " تبرز حقيقة التعليم ، تعليم الأب للإنسان بالقلم ، لأنَّ القلم كان ولا يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان " (5)

" والقرآن الكريم يرى أن مادة العلم مادة الخشية من الله –سبحانه وتعالى- ، قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } (6)

" وقد خص الله –سبحانه وتعالى- في كتابه العلماء بمناقب منها :

1) الإيمان : قال تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } (1)

2) التوحيد : قال تعالى: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (2)

3) الخشوع والبكاء: قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } (3)

4) الخشية: قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } (4)

المطلب الثالث : العِلم في السنة النبوية المطهرة

كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يطلب المزيد من العلم" (7) . قال تعالى: { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } (8)

والسنة النبوية تحثُ على تعليم الصغار، وقد كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول النصائح الشرعية والعلمية للأطفال.

قال النبي ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) (1)

كذلك فالرسول في معركة بدر طلب من قريش لافتداء اسراهم أن يعلموا غلمان الصحابة ، وهذا يدل على مدى اهتمام رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بالعلم والتعليم (2)

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ( من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين ) (3)

المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه

لا يوجد سن معينه ملزمه يبدأ عنها تعليم الطفل إنما تعليمه يحدد وفق مراحل نموه العقلي والفكري ( 4) " فيعلم أولاً الطفل النطق ، ثمَّ الكلام ثمَّ يؤخذ بتعليمة القراءه والكتابة ومعرفة أمور دينه ، ويكون العلم النافع الذي يعمل على تفتح اذهانهم وتقوية أبدانهم .

يبدأ بتعليم الطفل في مراحل الطفولة الأولى بما يتفق مع نموه العقلي والفكري، والسبب في ذلك أنَّ مرحلة الطفولة هي مجال إعداد وتدريب وتعليم " (5) " والبدء بتعليمه في مراحل الطفولة حيث يكون الولد أصفى وأقوى ذاكرة وأنشط تعليماً .

وما أحسن ما قال بعضهم :

أراني أنسى ماتعلمت في الكبر ولست بناسي ما تعلمت في الصغر

وما العلم إلاّ بالتعليم في الصبا وما الحلم إلاّ بالتحلم في الكبر " (6)

وللجميع دور في التربية العلمية للطفل تبدأ بالوالدين والأهل ثمَّ يأتي دور المدرسة والمعلم والمنهاج والمسجد والإعلام ، فكل هؤلاء يشكل ركيزه مهمة، فإذا اجتمعوا شكلوا قوة عظيمة تنشأ أجيال ذات عقيدة راسخة وإيمان قوي وعلم متين، وبالتالي نكون أمة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي لم تخلق عبثاً لنحقق ما أمرنا به الله –سبحانه وتعالى – وهو الاستخلاف في الأرض .

قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث

الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية

المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم

المطلب الأول: التسلط أو السيطرة

المطلب الثاني: الحماية الزائدة

المطلب الثالث: الإهمــــــال

المطلب الرابع: التدليل

المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي

المطلب السادس: التذبذب في المعاملة

المطلب السابع: التفرقة

المطلب الثامن:الإسراف في القسوة

المطلب التاسع : الإعجاب الزائد بالطفل :

المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل كيف تقلل منها:

المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء:

المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:

المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.

المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الأجيال

المطلب الخامس : ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي

المبحث الثالث: دور المرأة في التربية

المطلب الأول:أهمية الأم في تربية الطفل

المطلب الثاني: مقترحات تربوية للأم

الفصل الثالث

الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية

المبحث الأول : الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم


" تتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل، إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات ، أو لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما يَنحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس، بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم .

الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او أحدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلباً على شخصية الأبناء :


المطلب الأول: التسلط أو السيطرة :

ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة، او إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته، ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات، كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين.
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا " (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm

" ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية أ) ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين ب) لا يستطيع ان يُبدع او ان يفكر جـ) عدم قدرته على إبداء الرأي والمناقشة د) تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة .
هـ) تفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز .
و) وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين، لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.

المطلب الثاني: الحماية الزائدة

يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده، حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره : كَحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته أ) فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة ب) يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها جـ) إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط د) كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء هـ) ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .

المطلب الثالث: الإهمــــــال

يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم

فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها،
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور

والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي

ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به، تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك، وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل

ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.

المطلب الرابع: التدليل

ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو، وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك.


عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه .


وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إمّا لإنه طفلهما الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس، او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما .
ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته، ودائما خير الأمور الوسط لا افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم ، كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ ، وعندما يتزوج يُحَمّل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .

المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي

ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة، ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه .
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم

وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته، وعدم الشعور بالأمان، يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.

المطلب السادس: التذبذب في المعاملة

ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى

وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني
فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك

وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة، وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ، ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس .

.

أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة .

وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فأدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .

المطلب السابع: التفرقة

ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها.

نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة

وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى إلاّ ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها ." (1)

المطلب الثامن:الإسراف في القسوة

" للصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه أضرار منها:
1- قد يؤدى بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب فى معترك الحياة الاجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm

2- يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه

3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه


4- شعوره الحاد بالذنب


5- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"