بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 يونيو 2011

قواعد تربية الطفل في القرآن والسنة/3

المطلب الثامن: الصدق

وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده

وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته .

المطلب التاسع: الحِكمة

وهي وضع كل شيء في موضعه، أو بمعنى آخر: تحكيم العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني

بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.

المبحث الأول: البناء العقائدي

المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة

المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال :

المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته .

المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :

المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:

المطلب السادس : الإيمان بالرسل عليهم السلام

المطلب السابع : الإيمان باليوم الآخر :

المطلب الثامن : الإيمان بالقدر خيره وشره

المطلب التاسع : تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة :

المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها

المبحث الثاني : البناء العبادي

المطلب الأول : تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل

المطلب الثاني: الصلاة

المطلب الثالث : الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه

المطلب الرابع : الزكاة

المطلب الخامس : الحج

المبحث الثالث: البناء الأخلاقي

المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال

المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال

المبحث الرابع: البناء البدني

المطلب الأول: أهداف التربية البدنية

المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام

المطلب الثالث : فوائد اللعب وقيمته

المطلب الرابع : قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية

المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم

المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه

المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها

المبحث الخامس : البناء العلمي

المطلب الأول : الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل

المطلب الثاني : العِلم في القرآن الكريم

المطلب الثالث : العِلم في السنة النبوية المطهرة

المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه

الفصل الثاني

بناء شخصية الطفل ( العقائدية ، والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.

المبحث الأول: البناء العقائدي

المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة

إن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ لأهمية في منهج التربية الإسلامية ، وأمر بالغ السهولة كذلك اذا ما وعى الوالدان واجباتهما في إداء هذه المهمة التي أوكلها الله عز وجل (1) لهما .

كما قال الإمام الغزالي : " وأعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسه ساذجه خاليه عن كل نقش وصوره . وهو قابل لكل ما نقش، ومائل الى كل ما يمال به اليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له . (2) .

قال تعالى: } يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا { (3)

وهي كما قال الشاعر : (1)

وينشا نأشئ الفنييان منا على ما كان عوده أبوه

وما دان الفتى بحجىً ولكن يعلمه التدين أقربوه

وقال بعضهم : (2)

إنَّ الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين اذا قومته الخشب

وينفع الأدب الأحداث في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب

[ وبالتالي ] " فإن هذه المرحلة هي أهم مرحلة وأخطرها ،وأنها المرحلة الأساسية في التلقين والتوجيه والتأسيس لهذه العقيدة السليمة ، التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل أساسي ، بالإستعانه بالمربين إن أمكن ذلك، وضمن المنهج الإسلامي الصحيح النابع من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، مع الإستفادة من تربية السلف وحسن تطبيقهم لهذا المنهج" (3)

ومرحلةُ الطفولة مهمة لأنَّ :

أولا : " مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .


ثانيا : مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .




ثالثا : مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية.

رابعا : أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية ، أو تشوش عليه عقيدته، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية

خامسا : غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً فعالا في المجتمع .

المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال :

من خلال سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومنهجه التربوي في تعليم أطفاله وأطفال الصحابة أُسس دينهم يتضح لنا كيفية غرس أركان الإيمان في الأطفال وذلك من خلال أسس وهي ما يلي :

الأساس الأول: إحياء بذرة الفطرة في نفس الطفل والتي تتمثل بتلقين الطفل كلمة التوحيد بالآذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى.

الفطرة هي: " الخلقة الثابتة المستقيمة التي وضعها الله –عز وجل- في الإنسان منذ ولادته،

" ولكي نحمي بذور الفطرة في نفوس الأطفال علينا منذ الأيام الأولى لولادته بالتأذين في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى. " (2)

قال تعالى : } فطرت الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله { (4)

عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسل – قال : (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه أو يمجّسانه ) (1)

قال الشوكاني " أي كل مولود يولد على الدين الحق فإذا لزم غيره فذلك لأصل ما يعرض له بعد الولادة من التغييرات من جهة أبويه أو سائر من يربيه. " (2)

الأساس الثاني : تثبيت اعتقادهم بالله الواحد الأحد ، وترسيخ حب الله تعالى :

لماذا نعلمهم حب الله تعالى :

أ-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه: { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ،ويَغفر لكم ذنوبَكم،واللهُ غفورٌ رحيم } (3)

ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم،وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا،ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام، ثم رزقنا بالكثير من فضله دون أن نستحق ذلك،ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا.

جـ - عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان من دعاء داود يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) (4) ولنا في ذلك أسوة الحسنة.

د- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن، وما أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .

هـ- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد،مع العلم بأن الآباء ، والأمهات، والمربين لا يدومون لأطفالهم، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت،والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم،...،إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهما عرفوا أن لهم صدراً حانياً، وعماداً متيناً، وسنداً قوياً هو الله -سبحانه وتعالى-.

و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان، وحرصوا على الصلاة وخشعوا فيها، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين، والمحسنين، والمتصدقين، والصابرين، والمقسطين، والمتوكلين، وأن الله مع الصابرين،وأن الله ولي المتقين، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا،...، إجتَهَدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات، ابتغاء مرضاته، وحبه، والفوز بولايته لهم، ودفاعه عنهم.

ز- لأنهم إذا أحبوا الله -جل وعلا- أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر

حـ- لأن حب الله يعني استشعار وجوده -عز وجل - معنا في كل وقت ومكان، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات، وعدم القلق أو الحزن

خ. الكرامة\ { ولقد كرَّمنا بني آدم} (1)... وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة،فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى، " (2) فيصبحوا من الذين قال عنهم :{إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم }(3)

المطلب الثالث : ترسيخ حب النبي – صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته .

قال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(1)

" إنَّ حب الرسول –صلى الله عليه وسلم- واجب على كل مسلم وهو يأتي بعد حُبِّهِ لله -سبحانه وتعالى- ،وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بِحُب الرسول –صلى الله عليه وسلم- وقرن حُبَّه-سبحانه وتعالى- بحب الرسول –صلى الله عليه وسلم- "(2)

" يعطي القرآن الكريم الصورة الواضحة المميزة عن أخلاقة [ محمد - صلى الله عليه وسلم-] وأفعاله وأقواله قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (3) ، ونحن نعيش بعيدين عنه بفاصلة زمنية هي أربعة عشر قرناً، ولقد أبقى القرآن الكريم الرسول العظيم – صلى الله عليه وسلم- حياً في قلوب المسلمين متعايشاً في مشاعرهم وتفكيرهم يفضون تجاهه بمشاعر الحب والتقدير ، واجنبا كمربين أن نرسخ في نفوس أطفالنا حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته، وأن نبين لهم أن حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يفوق كل حب ، وأنَّ حبه من الإيمان" (4) مصداقاً لقوله –صلى الله عليه وسلم- ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) (5)

ولكن تتحقق الاتباع بالآتي:

1) الاستجابة القوية لأوامره وتنفيذها، واجتناب نواهيه وبالبعد عنها، قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } (1)

2) التأسي برسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله باتخاذه القدوة الحسنة.

قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (3)

لكن علينا أن نُعلِم أطفالنا بأن يتخذوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – قدوتهم في الله ويتأسوا به ويسيروا على طريقه وبالتالي ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة والطمأنينة والسكينة والفلاح.

حب آل بيت النبي – رضوان الله عليهم :

قال تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } (4)

علينا أن نحب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ونسير حسب نهجهم.

ولنخبر أولادنا عنهم ولنتأس بهم لأنهم :

" أعلم المسلمين وأعبدهم وأورعهم وأتقاهم وأكرمهم وأحلمهم ، وأشجعهم الى جميع صفات الكمال " (5)

المطلب الرابع : الإيمان بالملائكة :

يجب على المربين التدرج في غرس العقيدة للطفل، ابتداءاً بغرس حب الله ورسوله وآله ثم ملائكته، وسوف نتكلم الآن -إن شاء الله تعالى- عن الإيمان بالملائكة. (1)

وعند التدرج يراعى الإستعداد العقلي لقبول ما يقال له ويبدأ بتوضيح :

أ‌) من هم الملائكة .

ب‌) وما هي صفاتهم

ت‌) وما يفعلون وكم عددهم.

الملائكة هم : " من العالم غير المنظور ، عالم الغيب أو عالم ما وراء الطبيعة ، ولا يَعلم حقيقتهم إلا الله سبحانه ، وهم من عباد الله المسخرين لطاعته والمجنّدين لتنفيذ أوامره.

قال تعالى : { عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } (2) وإنهم لا يتوالدون ولا يوصفون بذكروه ولا بأنوثه ... وقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور " (3)

والإيمان بهم هو التصديق الحازم بوجودهم وبصفاتهم وبأعمالهم .

من صفات الملائكة:

1) مخلوقون من نور.

2) أنهم متفاوتون في الخلق والأقدار تفاوتاً لا يعلمه إلا الله (4)

قال تعالى : { الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3) لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } (1)

4) منحوا القدرة على التشكل بأشكال مختلفة.

من أعمال الملائكة ووظائفهم :

1) " الوحِي : وهذه الوظيفة خاصة بجبريل – عليه السلام- فهو الذي ينزل على الأنبياء والرسل بالوَحِي.

2) تسجيل أعمال الناس.

3) الإستغفار للمؤمنين وطلب الرحمه لهم.

4) رعاية الجنة وأهلها" (2) قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }(3) والقيام بشؤون النار وأهلها قال تعالى : { كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17}سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} (4)

أعداد الملائكة :

الملائكة لا يحصون عدداً في علم المخلوقات، لكثرتهم الكاثرة ولأنهم من جنود الرحمن، قال تعالى: { وما يعلم جنود ربك إلا هو } (5)

الثمار التي يجنيها الأطفال من إيمانهم بالملائكة :

1) " الإيمان بالملائكة يدل على صدق الإيمان، لأن الملائكة ليسوا من عالم الشهادة بل هم من عالم الغيب، وقد أوجب الله الإيمان بهم، وقد جعل الله –سبحانه وتعالى- الإيمان بالغيب من ابرز صفات المؤمنين قال تعالى { الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ { 2} الَذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } (1)

2) تنمية الشعور بالمسؤوليه ودوام المراقبة لله سبحانه، لأن الله -عز وجل -قد وكل بنا الملائكة يحصون علينا أعمالنا صغيرها وكبيرها، وهم معنا يطلعون علينا ويسجلون ذلك في سجلات سوف تعرض علينا يوم القيامة ونحاسب عليها فيدفعنا ذلك لمحاسبة أنفسنا على اعمالنا والازدياد من أعمال الطاعة والخير والبعد عن المعاصي.

3) زيادة الشكر لله -عز وجل- وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومنها أعمال الملائكة التي تساعد المؤمن على الازدياد من اعمال الخير.

4) تقوية ثقة المؤمن بنصر الله وتأييده، وذلك عندما يعتقد المؤمن أن هناك ملائكة قد كلفوا بنصره وتأييده ، كما حدث ذلك لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر.

5) حمل الإنسان على التشبه بهم ، في الإقدام على الطاعات ، والابتعاد عن المعاصي." (2)

المطلب الخامس : الإيمان بالكتب السماوية:

من أركان العقيدة الإسلامية الإيمان بجميع الكتب السماوية قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (1)

" لا بد أن يؤمن المسلم بجميع كتب الله -سبحانه وتعالى- المنزّلة على رسله الكرام؛ ليبلغوا بها دينه وشرعه الى عباده ، وذلك حتى يكتمل ايمان المسلم وتصح عقيدته." (3)

" وهذه الكتب هي الصحف المنزلة على ابراهيم -عليه السلام- والتوراة المنزلة على موسى -عليه السلام- والزبور على داوود -عليه السلام- والإنجيل المنزل على عيسى بن مريم -عليه السلام- ثم خاتمها المصدق لها والمهيمن عليها ،... ، واشملها واكملها وأعظمها والموجه الى البشرية كاملة : القرآن الكريم المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – " (4)

ثمار الإيمان بالكتب السماوية :

(1) " يزيد من معرفة المؤمن بكتب الله التي أنزلها على عباده وما كان فيها من عقائد وشرائع ، وذلك من خلال ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة في ذلك.

(2) أنه يبين للمؤمن أن جميع العقائد التي دعت إليها هذه الكتب واحدة ولكن الشرائع مختلفة بحسب الزمان والمكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"