بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

الحقيقة المرة/18

الشيــــعة الزَيـْـدِيــة

وحديثنا عن الشيعة الزيدية سيكون بحول الله تحت العناصر التالية :

1. التعريف بالشيعة الزيدية .

2. أشهر دعاة وشخصيات الشيعة الزيدية .

3. فرق الشيعة الزيدية .

4. أئمة يتحولون من المعتقد الزيدي إلى المنهج السلفي القويم .

5. عقائد الشيعة الزيدية .

6. العلاقة بين الشيعة الزيدية والمعتزلة .

7. أماكن تواجد و انتشار الشيعة الزيدية .

ومن أراد التوسع فعليه بكتاب الإمام زيد لمحمد أبو زهرة , وكتاب تاريخ الفرق الزيدية لدكتورة فضيلة عبد رب الأمير , وكتاب إسلام بلا مذاهب لمصطفى الشكعة , وكتاب تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبو زهرة , وكتاب سلسلة ماذا تعرف عن للشيخ أحمد الحصين , وكتاب دراسة عن الفرق لأحمد جيلي .

1. التعريف بالشيعة الزيدية :

تعتبر الشيعة الزيدية على ما فيها من ضلال وانحراف من أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة , حيث يتصف مذهبهم بالابتعاد عن الغلو الذي وقعت فيه بقية فرق الشيعة .

ونسبتها ترجع إلى زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية متميزة في السياسة والحكم , وقد جاهد من أجلها وقُتل في سبيلها , وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .

2. أشهر دعاة وشخصيات الشيعة الزيدية :

فترجع الشيعة الزيدية إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما المولود في عام 80هـ , الذي قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام حكم هشام بن عبد الملك , فقد دفعة أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا أنه لا يتبرأ من الشيخين أبو بكر وعمر ولا يلعنهما رضي الله عنهما , بل يترضى عنهما فاضطر إلى مقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس , حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته في عام 122 هـ رحمة الله عليه .

وقد تنقل زيد بن علي في البلاد الشامية والعراقية باحثا عن العلم أولاً , وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانياً , فقد كان تقياً ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً ملماً بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما تلقى الرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الإثنى عشر عند الشيعة الإمامية .

وكذلك أتصل زيد بن علي بواصل بن عطاء رأس المعتزلة في زمانه , وتدارس معه العلوم فتأثر به وبأفكاره التي انتقلت بعد ذلك إلى الفكر والمعتقد الشيعي الزيدي , وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ بين زيد وواصل , وهناك من يؤكد وقوع الاتصال ولكنه بدون تأثر في المعتقد , ونحن نقول الله أعلم بالصواب .

أما ابنه يحيى بن زيد , فقد خاض المعارك مع والده لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث لاحقته سيوف الأمويين فقُتل هناك في عام 125هـ .

خرج بعد ذلك محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي المعروف " بالنفس الزكية " بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان , وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور .

أما أحمد بن عيسى بن زيد حفيد مؤسس الزيدية فقد أقام بالعراق , وأخذ عن تلاميذ الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه فكان مما أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره .

كذلك من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم المرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما , والذي تشكلت له طائفة زيدية عُرفت باسم القاسمية , ثم جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الذي عُقدت له الإمامة في بلاداليمن فكان ممن حارب الشيعة الإسماعيلية القرامطة فيها , كما تشكلت فرقة زيدية عُرفت باسم الهادوية وقد انتشرت في اليمن والحجاز وما حولها .

كما ظهر للشيعة الزيدية إخواني في الله , في بلاد الديلم وجيلان إمام يدعوا إلى معتقد الشيعة الزيدية هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي رضي الله عنهما والذي كان يُلقب بالناصر الكبير .

كذلك من أئمتهم إخواني في الله محمد بن إبراهيم بن طباطبا الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة .

وكذلك من شخصياتهم البارزة مقاتل بن سليمان , ومحمد بن نصر , وأبو الفضل بن العميد , والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه .

وأستطاع الشيعة الزيدية في دولة اليمن استرداد السلطة من الأتراك العثمانيين حين قاد إمامهم يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك العثمانيين في عام 1322هـ وأسس دولة شيعية زيدية استمرت حتى عام 1962م , حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الشيعة الزيود , ولكن لا زالت دولة اليمن هي معقل الشيعة الزيود وفيها مركزهم وثقلهم .

3. فرق الشيعة الزيدية :

فقد جاء من بعد زيد فرق متعددة ألتزم بعضها الآراء التي جاء بها زيد , والبعض الآخر انحرف ومال عن تلك الآراء ويبرز من هذه الجماعات أو الفرق ثلاث فرق هي : الجارودية والسليمانية والصالحية .

أ‌. الجارودية :

هم أتباع أبي لجارود زياد بن المنذر الكوفي المتوفى عام 150 وقيل 160 هـ , وقد وصف المحدثون أبا الجارود بأنه كذاب وليس بثقة , وأنه كان رافضيا يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أصحاب رسول الله , وقال عنه الإمام بن حجر : رافضي , وكذلك كذبه الإمام يحيى بن معين رحمة الله على أهل الحديث .

وغلت جماعات من الجارودية , فقالت بغيبة الأئمة ونادت برجعتهم , وزعمت طائفة أخرى من الجارودية أن علم ولد الحسن والحسين رضي الله عنهما كعلم النبي صلى الله عليه وسلم , بل ردد بعضهم عبارات شبيه بعبارات الرافضة الإثنى عشرية في هذا الصدد فقالوا : الحلال حلال آل محمد - صلى الله عليه وسلم – والحرام حرامهم , والأحكام أحكامهم , وعندهم جميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم , كله كامل عند صغيرهم وكبيرهم , الصغير منهم والكبير كلهم في العلم سواء لا يفضل الكبير منهم الصغير . أهـ

وهذه العقيدة هي نفس عقيدة الشيعة الإثنى عشرية [1] , حيث أنه جاءت روايات كثيرة في كتب الشيعة الإثنى عشرية من أشهر كتبهم مثل كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني , وكتاب بحار الأنوار للمجلسي , نفس هذه الروايات تبين أن الحلال ما أحله آل محمد صلى الله عليه وسلم , وأن الحرام ما حرمه آل محمد صلى الله عليه وسلم .

ب‌. السليمانية :

أو الجريرية , فهم أتباع سليمان بن جرير , وهم يثبتون إمامة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , غير أن سليمان بن جرير هذا ذهب إلى تكفير عثمان بن عفان رضي الله عنه , كما كفر عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين ,{ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } [2] , كما أنه في نفس الوقت رفض آراء ومعتقدات الشيعة الإثنى عشرية في عقيدة التقية والبداء .

ت‌. الصالحية :

وهم أتباع الحسن بن صالح , وهو كوفي ولد في عام 100 هـ , وتوفي في عام 160هـ , وقد خرج له الإمام البخاري ومسلم في باب الأدب , وقد وثقه الجمهور وقيل أنه ثقة فقيه عابد , لكنه رُمي بالتشيع , وقد ذهبت فرقة الصالحية مذهب ومعتقد السليمانية في الإمامة ولكنهم توقفوا في أمر عثمان بن عفان وفي الحكم عليه بالإيمان أو الكفر – عياذا بالله من هذا الضلال - .

4. أئمة يتحولون من المعتقد الشيعي الزيدي إلى المنهج السلفي القويم :

قد ظهر ذلك التيار المتفتح على أهل السنة , ويمثل هذا التيار علماء أجلاء , أمثال العلامة بن الوزير , والعلامة الأمير الصنعاني , والعلامة الإمام الشوكاني رحمة الله عليهم .

أما الإمام بن الوزير : هو محمد بن إبراهيم الذي تتلمذ على علماء الشيعة , والذي أكتسب نظرة واسعة تجاوزت حدود المذهب الشيعي الزيدي , وقد رفض هذا الإمام عصبية المتكلمين في زعمهم أن آيات الصفات وأمثالها من الآيات التي تتناول قضايا العقيدة من الأمور المتشابهة , وفي الوقت ذاته دافع ابن الوزير رحمة الله عليه دفاعا حاراً وقوياً عن المحدثين وأهل الحديث رحمة اله عليهم , كما أنه رجح أقوال أهل السنة ورجال الحديث في مسائل العقيدة على آراء المعتزلة والزيدية , وعموما فإن الإمام ابن الوزير ارتفع في معالجته لمشكلات العقيدة وقضاياها عن المنهج الكلامي الجدلي وعن العصبية المذهبية , ودعى إلى نصر منهج السلف وأهل السنة والجماعة , كما هو واضح في كتابه " إيثار الحق على الخلق " وكتابه " ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان " فرحمة الله عليه وأسأل الله عز وجل أن يغمسه في أنهار الجنة .

الإمام الشهير الأمير الصنعاني : الذي تبحر في مختلف العلوم , وأخذ كابن الزير عن علماء من مختلف الفرق والمذاهب , وقد اهتم هذا الإمام بالفقه والحديث , ورجحهما على علم الكلام , واشتهر بكتابيه , كتاب " سبل السلام " وكتاب " إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد " , وقد كان , رحمة الله عليه, متفتح الفكر على أهل السنة وعلى مذهب السلف على الخصوص , كما تصدى رحمة الله عليه للبدع والخرافات في العقائد , وهاجم أنواع الشرك والضلال في كتابه العظيم " تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد " .

أما الإمام الثالث فهو الإمام العلم الحجة الإمام الشوكاني : رحمة الله عليه , الذي بلغت مؤلفاته إلى أكثر من مائة مؤلف في الفقه وأصوله والتفسير والحديث والتاريخ والتراجم , ومن أشهرها كتابه " فتح القدير " في التفسير , وكتاب " نيل الأوطار بشرح منتقى الأخبار " في فقه الحديث , وكتاب " إرشاد الفحول في علم الأصول " و " القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد " و " إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات " .

وقد اشتهر الإمام الشوكاني , أحبتي في الله , بآرائه القوية والجريئة في ذم التقليد , والقول ببطلانه , والهجوم على القائلين به , والدعوة إلى وجوب الاجتهاد , ورغم أنه دعى إلى الاهتمام بالعلوم جميعها إلا أنه ذم علم الكلام وحذر من الاشتغال به , وبين ضلال من اتخذوه منهجا لفهم العقيدة وتأسيس الإيمان , ورحمة الله على أبا عبد الله , الإمام مالك حينما قال : " ما أرى لمن دخل في علم الكلام إلا أن يُضرب بالنعال وبالجريد ويُقال له هذا جزاء من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتغل بعلم الكلام " .

كما حارب الإمام الشوكاني البدع والمنكرات في العقائد والعبادات , فنهى عن الاستعانة بصالحي الأموات أو النذر لهم أو اتخاذ قبورهم مساجد وغيرها مما وقع فيه بعض الصوفية من منكرات ومخالفات للشرع , أسأل الله عز وجل , أن يغفر لهؤلاء العلماء ولكل من نصر سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودعى إلى توحيد الله عز وجل في كل مكان وفي كل زمان .

5. عقائد الشيعة الزيدية :

تعتقد الشيعة الزيدية بنفس العقائد وبنفس الأصول الخمسة التي هي عند فرقة المعتزلة وهي :

1. التوحيد : ومعناه نفي صفات الله تعالى .

2. العدل : ومعناه نفي القدر .

3. المنزلة بين المنزلتين : ومعناه أن مرتكب الكبيرة ليس بمسلم ولا كافر ولكنه في منزلة بين المنزلتين .

4. إنفاذ الوعيد : ومعناه أن صاحب الكبيرة مخلد في نار جهنم , عياذا بالله , وأهل السنة لا يعتقدون بهذا أبداً , وإنما يقولون إن الذي يأتي بالكبيرة من دون استحلال لها فأمره إلى الله عز وجل فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم أدخله الجنة وإن شاء غفر الله له لأصل الإيمان المستقر في قلبه فأدخله الجنة إبتداءاً , وهذا من وسطية أهل السنة أسأل الله أن يثبتنا على عقيدتهم إلى أن نلقاه .

5. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وفي هذا يرون وجوب الخروج على الولاة إذا ظلموا وإن لم يأتوا بالكفر الصريح .

كما أن بعض الشيعة الزيدية يعتقدون بعصمة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها , وبعصمة علي والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين , ويجيزون الإمامة في كل ولد فاطمة , سواء كانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين . ويرون أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع لعصاة الأمة , وأن الإنسان لا يدخل الجنة إلا بعمله .

كما يطعنون في الصحابة رضي الله عنهم , حيث يقول الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل" : " إن أكثر الزيدية طعنت في الصحابة طعناً طعن الإمامية – أي طعن الشيعة الإمامية - ) أهـ .

ويقول صالح بن مهدي المقبلي , وهو من أكابر علماء اليمن في كتابه " دليل العلم الشامخ " ما لفظه : ( إن الزيدية ليس لهم قاعدة محددة فإنهم أحيانا يطعنون في بعض خيار الصحابة كأبي هريرة وجرير البجلي وأم المؤمنين حبيبة رضي الله عنهم لأنهم رووا ما يخالف هواهم وإذا جاءهم الحديث على ما يوافق هواهم قبلوه من طريق ذلك الصحابي وإن كان أقل فضلا ورتبة ممن طعنوا فيه ) انتهى كلامه رحمة الله عليه .

والزيدية في الوقت الحاضر يخالفون أسلافهم فهم أقرب إلى الشيعة الإمامية , حيث يحصرون الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها فقط , وقد تحول كثير من الشيعة الزيدية إلى المعتقد الشيعي الإثنى عشري بعد قيام الثورة الإيرانية الخمينية الشيطانية في عام 1979م , وصار هؤلاء دعاة إلى الرفض وذلك بنشر كتبهم والدعاية لهم , وتمجيد هذه الثورة الخمينية الشيطانية .

وصدق نشوان الحميري حين قال : " وليس باليمن من فرق الزيدية غير الجارودية وهم في صنعاء وصعده وما يليها " أهـ كلامه رحمة الله عليه .فهؤلاء أخوة للرافضة ويجتمعون في نهر واحد وهو نهر الباطل .

كما يجوز لدى الشيعة الزيدية وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين , وتقول الشيعة الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل , إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً , بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه .

كما أن الشيعة الزيدية يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله , ومسألة الاختيار في الأعمال , ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منزلة بين المنزلتين تماما كما تقول المعتزلة في هذه المسألة .

وكذلك يخالفون الشيعة الإثنى عشرية في زواج المتعة ويستنكرونه استنكارا شديداً , ويتفقون مع باقي فرق الشيعة في زكاة الخمس , وفي جواز التقية إذا لزم الأمر .

وكذلك تختلف الشيعة الزيدية مع أهل السنة في بعض الأعمال التعبدية مثل قولهم " حي على خير العمل " في الأذان على طريقة جميع فرق الشيعة الأخرى , وكذلك فإن صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات , كما أنهم يرسلون أيديهم في الصلاة ولا يضعونها على صدورهم متفقون مع بقية فرق الشيعة , كما أن الشيعة الزيدية يعدون صلاة التراويح مع الجماعة من البدع , ويرفضون الصلاة خلف الفاجر , ويقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته , وهذا رد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , حينما ذكر صلى الله عليه وسلم أنه يكون أمراء يأخذون من الدنيا ولا يعطون لرعيتهم , فقال أحد الصحابة : ما تأمرنا يا رسول الله , قال : ( اسمعوا وأطيعوا إلى أن تلقوني على الحوض ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم , فالشيعة الزيدية يوجبون الخروج على الإمام الظالم الجائر وإن لم يبلغ الكفر , ولا يتبعونه أبداً , كما أنهم لا يقولون بعصمة الأئمة عن الخطأ , وأنهم لا يُغالون برفع أئمتهم على غرار ما تفعله معظم فرق الشيعة الأخرى .

ولكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم فاطمة وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين , كما أن الشيعة الزيدية لا يقرون بخروج المهدي المنتظر في آخر الزمان أبداً .

6. العلاقة بين الشيعة الزيدية والمعتزلة :

فهناك إرتباط وثيق إن لم نقل اتفاق تام بين آراء الزيدية وآراء المعتزلة في مسائل الاعتقاد , وقد أرجع الشهرستاني هذا الارتباط إلى ما زعمه من تلمذة زيد بن علي على يد واصل بن عطاء وأخذه الاعتزال منه , إذ يقول الشهرستاني : " وزيد بن علي لما كان مذهبه هذا المذهب أراد أن يحصل الأصول والفروع حتى يتحلى بالعلم فتتلمذ في الأصول لواصل بن عطاء الغزال الألفق رأس المعتزلة ورئيسهم .... فأقتبس منه الاعتزال وصار أصحابه كلهم معتزلة ) أهـ .

7. أماكن تواجد و انتشار الشيعة الزيدية :

حيث قامت للزيدية دولة أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان , كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية في اليمن في القرن الثالث الهجري , وانتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقاً وأمتدت إلى الحجاز ومصر غرباً وتركزت في أرض اليمن .

ويوجد الزيدية في اليمن الشمالي التي تسمى اليوم الجمهورية اليمنية وخاصة في صنعاء والحديدة وجعده , كما أن لهم تواجد بنسبة ضئيلة في مدينة نجران في جنوب المملكة العربية السعودية .



[1] راجع قسم الشيعة الإثنى عشرية من هذه الموسوعة .

[2] سورة الفتح آية 18 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"