بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

الحقيقة المرة/14

4. الوضع السياسي لأهل السنة في إيران :

فمع الحـزن الشديـد , إن الحكومة الإيرانية الأثنا عشرية قد استخدمت سياسة لتقسيم أهل السنة والجماعة, وذلك بإحياء الضغائـن بين القبائل السنية وتسليط كل قبيلة ضد أخرى إضافة إلى إثارة شباب أهل السنة ضد العلمـاء والأعيـان, ثم توجهت الحكومة بعد ذلك إلى رمي التهم لشباب أهل السنة مما أضطر عدد كبير منهم إلى الهرب واللجوء إلى دولة باكستـان ومن ثم إلى دول أوروبـا.

كما اغتصبت جميع الحقوق السياسية من علماء أهل السنة عكس علماء الشيعة تمـامـاً, حيث أنهم يتمتعون بجميع الإمكانيات السياسية والثقافية والاقتصادية , مما جعل الكثير من علمـائـهم يظهرون ويتواجدون على المستوى السياسي الإسلامي العربي والدولي , بل تم إلقاء القبض على أبرز شخصيات أهل السنة في إيران ممن راو فيهم النشاط السياسي.

أما إذا تعمقنا قليلاً إخواني في الله , فإن البرلمان الإيراني يقوم بحرمان أهل السنة من العضوية فيه إلا لإفراد قليلين تريدهم الحكومة الشيعية.

ومعلوم أن البرلمان يتشكل من أكثر من 300 مقعد وعلى هذا فأهل السنة على أقل تقدير لا يقلون عن 30% من تعداد السكان في دولة إيران. فلذلك فهم يستحقون 90 مقعداً تقريباً في البرلمان , ولكنهم حرموا من هذا الحق إذ لا يوجد لهم إلا 12 ناخباً , وليس لهم أي وزن في البرلمان بل ويستغلون وجودهم - أي الشيعة - لأهدافهم السياسية بما ينافي مصالح أهل السنة ويعرّض حقوقهم لمزيد من الخطر والضياع.

وكذلك فإن الشخص المنتخب في البرلمان والذي يطالب بحقوق أهل السنة المساكين لا يمكن أن يستمر أكثر من مرة واحده في الانتخاب, ثم يتابع بعد ذلـك للقضاء عليه وتعذيبه وإهانته كما فعلوا مع الشيخ العلامة/ نظر محمد البلوشي الذي ألقي القبض عليه وأدخل في أقوى السجون السياسية الإيرانية الشيعية.

5. المخطط الإيراني لتزويج الشيعيات الإيرانيات من أبناء السنة :

لقد اتخذت الحكومة الإيرانية وسائل أخرى للقضاء على أهل السنة والجماعة في إيران , منها تزويج السنة بالنساء الشيعيات , واللاتي يرسلن من قبل الحكومة بعد إعطائهن دروساً مكثفة وإقناعهن بأنهن داعيات إلى التشيع , وعليهن دعوة الأزواج وأهل بيوتهم وذريتهم إلى التشيع , وإظهار حسـن الأخلاق والمعاملة الحسنة مع الزوج وأن تساير الزوج في طبيعته وشخصيته.

فأحياناً تعـلن الحكومة الإيرانية في أحدى مدن أهل السنة مثلاً, عن وصول 100 امرأة " أي شيعية " فمن يرغب بالزواج فليبادر قبل فوات الفرصـة, فيبادر أهل السنة إلى الزواج وذلك بقصد الشهوة وقضاء الوطر من البيض الحسان , وهذا التزاوج كثيراً ما يتأثر به الأزواج وأهلهم فيميلون إلى معتقدات الشيعة. وأما الأبناء الذين يولدون من هذه المجندة الشيعية فيتشيعون حتمـاً ولا بـد.

6. المخططات لتغيير خارطة أهل السنة في إيران :

وذلك أنهم قاموا بإنشاء مستوطنات في مناطق السنة , وبناء بيوت حكومية في المدن السنية وتوزيعها على الشيعة القاطنين بعيداً عن مدن أهل السنة , إضافة إلى جلب الأيـد العـاملة الشيعية إلى منـاطق السنة, وذلك لتكثيف العدد السكاني الشيعي فمن زار مثلاً مناطق أهل السنة في إيران يلاحظ نشاط الشيعة الرهيب في إقامة المستوطنات وخاصة في كردستان وتركمان وبلوشستان.

فمثلاً كانت مدينة زاهدان قبل 15 عام لا يسكنها شيعي واحـد لا يوجـد فيها شيعي واحـد؛ والآن يبلغ تعداد الشيعة إلى قرابة 10% من تعداد سكان مدينة زهدان , ومع تشجيع الحكومة الإيرانية للشيعة في سكنى المناطق السنية, ففي المقابل يمنعون السنة القادمين من خارج إيران من الإقامة والاستيطان في أماكن السنة وخاصة المهاجرين الأفغان السنة, حيث أن أهل السنة في إيران كانوا يرحبون بإخوانهم الأفغان في بداية هربهم من الروس لما يرونه من وجوب نصرتهم والوقوف معهم وخاصة لأن الذي يجمع بينهم هو الديـن الموحـد والعقيدة السنية المشتـركة , والعادات والتقاليد المتشابهة , وأحياناً تجمعهم لغة محلية مشتركة , ولقد عرفت الحكومة الأثنا عشرية الكـائدة لأهل السنة والجماعة خطورة نزول المهاجرين في مناطق السنة وأخذت تكيد لهم حتى ينفر السنة الإيرانيون من إخوانهم الأفغـان المهـاجرين.

فأذاعت الحكومة الإيرانية ونشرت عن كثير من الحوادث الإجرامية الشنيعة الكاذبة والملفقة وقالت أن أصحاب هذه الجرائم هم من الأفغان الذين قدموا إلى هذه البـلاد, وأيضاً من باب زيادة التنفير منهم يعلنون ويذيعون بين الناس أنهم " أي الأفغـان السنـة " مصابون بأمراض خطيرة معدية, حتى أنهم أحرقوا ستة من الأفغـان في إحدى المدن الإيرانية السنية ليظهروا للناس أن بهم من الأمراض الخطيرة المعدية وبحرقهم تموت الميكروبات والجراثيم التي يحملونها والتي لا يمكن القضاء عليها إلا بحرقهم! .

أقـول إخواني في الله ومع كثرة هذه الدعايـات الشيعيـة الكـاذبـة, أصبح أهل السنة في إيران ينفرون من إخوانهم الأفغان السنة نفوراً شديداً ويبلغون عنهم إذا رأوهم في قراهم أو مدنهم أو يحاولون طردهم من بلادهم؛ وفي المقابـل نجـد أن الشيعة الأفغان الذين هم من قبيلة " الهازارا " يصولون ويجولون في إيران وفي المدن الشيعية دون أية مضايقات , بل إن أكثر أماكن المتعة في المدن الإيرانية لا يتزاحم عليها إلا شيعة الأفغان الهازار.

7. حالة علماء أهل السنة في إيران :

فكم من علماء أفاضل ألقت عليهم الحكومة القبض بدعوى أنهم يحملون المعتقد الوهابي, وكم أغلقت مدارس بدعوى أن مؤسسيها وهابيون, وبلغ الحد بهم أن هدموا إحدى المدارس بالجرافات ليلاً بدعوى أن الذي أسسها ممن يحمل العقيـدة الوهـابية, بل بلغ الأمر بهم أنهم ألقوا القبض على الشيخ نظر محمد وهو عضو في مجلس الشورى الإيراني سابقاً ومن العلماء الصالحين وذلك لأنه تكمل عن فضل الصحابة رضوان الله عليهم وحكم فيمن سبهم أو لعنهم, وبعد ذلك بفترة قليلة ظهر الشيخ على شاشة التلفاز بعد القبض عليه ولمدة سبع دقائق يتحدث بأنه كان يعمل عميلاً للرئيس صدام حسين , وأنه من الاستخبارات العراقية. ثم لم يكتفوا بهذا الأمر وأخيـراً حكمت عليه المحكمة الإيرانية بالرجم بتهمة الزنا أيضاً! فهـكذا يكـذبـون ويعاملون علماء السنة.

بـل إن الأمـر أدهـى من ذلـك وأمـر إخواني في الله, وذلك بأنهم قبضوا على أحد علماء السنة في إحدى المناطق السنية, لأنـه يتكلم في خطبته يوم الجمعة عن ولايـة الفقيـه حيث قال ناصحاً إخوانه من أهل السنة , لا يجوز لنا الاعتقاد في العصمة لأحد من الناس بعد نبينا صلى الله عليه وسلم كـائـناً مـن كـان, وبعد هذه الخطبة دخل السجن ثم لم يمكث الشيخ في السجن أقل من أسبوع حتى أعلن توبته في المذياع وأمـر الناس بولاية الفقيه على الملأ , ثم بعد أن سأله أحد كبار العلماء عن سبب رجوعه عن رأيه؟ قال : والله ما رجعت عن اعتقادي ولكنني اضطررت لذلـك عندما أدخلوا علي في السجن 10 من الرجال , وهم من رجال الحرس الثوري ومعهم من يرتدي العمامة السوداء وهو يحثهم على فعل الفاحشة بي , أو أن أرجع عن قولي أمام الناس وهو يقول لهم " أي ذلـك العالم الشيعي لهؤلاء الشباب العشرة " أنتم في فعلكم هذا مثابون عند الله عز وجل! بل وليس عليكم غسل بعد هذا الفعل عيـاذاً بالله تعـالى .

كذلك من أساليب حكومة الآيات الخبيـثـة إخواني في الله, تشكيل جيش إيراني جديد يسمى " البسيج " في عموم مناطق إيران ويتألف من السنة في مناطق السنة من غير أن تصرف لهم رواتب , حيث يقولون " أي تقول لهم الحكومة الشيعية لهذا الجيش السني " أخرجوا رواتبكم بأنفسكم بعد أن تعطيهم الأسلحة كالرشاشات, ومن أجل أن يحصل هذا الجيش على رواتبهم يضعون الحواجز على الطرق في مناطق أهل السنة, ثم يوقفون السيارات والمـارين ويطلبون من أصحاب السيارات غرامـات ماليـة. وبسبب هذا الجيش كم من حوادث قتل حدثت بين أبنـاء أهل السنة, بل إن البسيج أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم على مـرئى من الحكومة, فعلى سبيل المثـال عند إحدى محطات البنزين التقى بسيج قرية مع بسيج قرية أخرى وبسبب خلاف وقع بينهما لم ينتهي هذا الخلاف إلا وفي المحطة أكثر من 12 قتيـلاً من المسلمين من هذا الجيش.

وبعد هذه الحادثة المروّعة قام بعض أهل العلم والحكمة من علماء السنة , بتوضيح الأمر للناس وبيّنوا قصد الحكومة من إنشـاء هذا البسيج " أي هذا الجيش " في مناطق السنة, فتخلى الكثير ممن يعمل في البسيج عن وظيفته وأعادوا الأسلحة إلى الحكومة الأثنا عشرية, كذلك فإن الحكومة الإيرانية وضعت إغراءات لمن يعتنق التشيع ويظهر ذلـك , وخاصة لعلماء السنة مثل إجراء المرتبات لهم وإعطائهم بعض الإمتيازات ومن المحزن إن إحدى القبائل تشيع نصف رجالها تقريبا بل إن هناك منطقة تشيع أكثر من 80% من عدد سكانها , وعندها وعلى الفور قامت الحكومة بإعطائهم الأراضي الزراعية مع مكائن الماء وتسوير هذه الأراضي لهم.

8. حالة علماء أهل السنة في إيران :

فقد وصل الأمر بهم إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات في حق علماء أهل السنة فقط بتهمة الوهابية. ففي إحدى السنوات قامت الدولة الإيرانية الأثنا عشرية بإعدام ثلاثة من العلماء البارزين من أهل السنة والجماعة وهم كل من الشيخ الفاضل ناصر سُبحاني , والذي كان من العلماء الجيدين والبارزين في كوردستان إيران الذي أعدم قبل سنوات في شهر رمضان المبارك, وكذلـك الشيخ الفاضل عبدالحق المتخرج من جامعة أبي بكر الإسلامية بكراتشي في باكستان , بعد أن أمضى قرابة السنة في أشد السجون الإيرانية حيث حكموا عليه بالإعـدام بتهمة نشر التوحيـد الذي يحارب التوسل بالأموات والوهابية ونشر المعتقد الوهابي, وكذلك الشيخ عبدالوهـاب صديقي أحد العلماء الذين تخرجوا قبل سنوات من الجامعة الأشرفية في لاهـور ببكستان , حيث أعدم بسبب نشاطه الدعوي بين أهل السنة.

9. سجون الآيات والمعممين :

أمـا أوضاع إخوانـنـا أهل السنة في سجون الآيـات فهم في أشد حالات البؤس والحرمان, حيث أن المعتقدات لبرودة الهواء فيها تنتشر الروائح الكريهة والمتعفنة في جميع أرجائها , مما أدى إلى إصابة الكثير منهم بأمراض مزمنـة, كذلك لم يكن يؤذن للمعتقلين برؤية الشمس فضـلاً عن التمتع بحرارتها , حيث كانوا يعصبون الأعين حين الخروج لقضاء الحاجة ولـم يكونوا يسمحون بالخروج لقضاء الحاجة والتوضأ إلا أربع مرات في اليوم والليلة فقط.

وأما الاغتسال وغسل الثياب فلم يكونوا يسمحون بذلك إلا مرتين في الشهر, ولم تكن المدة المقررة لهذا الأمر تتجـاوز خمسة عشر دقيقة, كما كانوا يؤذون المسجونين بإذاعة الأناشيد , ومراسيم عزاء الحسيـن في صالات الزنازين عن طريق مكبرات الصوت من الصبـاح إلى منتصف الليـل, ومن الأساليب التي كانـوا يستخدمونها للتعذيـب النفسي الآتيان بالأخبار الكـاذبة المحزنة , وإخراج البعض من الزنزانة ليلاً ومعنى ذلك في عرف السجون الإيرانية أنه قد صدر حكم الإعدام على ذلك السجين وحان وقت تنفيذه عليه.

ومنها كذلك سب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم , وافتراء البهتان العظيم على أم المؤمنـين عائشة الطيبة الطـاهرة رضي الله عنها, ومن أشد العذاب النفسي لإخواننا داخل معتقلات الشيعة هو أن يرى أخاه يقتل ظلماً أو يرى أختاً له يعتدي على عرضها وتهتك حرمتها ثم تقتـل مظلومة وهو لا يملك أن يدافع عنه أو عنها. وكـان التعذيب إخواني في الله يبلغ أقصاه حينما كانت تختلط صرخات امرأة مسكينة بضربات البنادق وهتافات الحرس الخاص قائلين باللغة الفارسية " الله أكبـر خميني رهبر " يعني الله أكبر الخميني زعيم ومعنى رهبر " أي زعيم أو قائد ", ويذكر لنا ممن نحبهم في الله أنه في إحدى الليالي إنطفئت المصابيح داخل المعتقل في حوالي الساعة العاشرة والنصف, فقال الإخوة نقضي الوقت في إنشاد الأشعار الدينية إلى أن يعود الكهرباء , وبعد ساعتين وعلى فجأة علت صرخات نساء من الزنازين المجاورة فلم يملك الإخوة أنفسهم من البكاء لأنهم لم يكونوا يستطيعون إنقـاذ أولئك المسكينـات من أيدي أولئك الذئاب المفترسة, فلما أصبحنا سألنا رجلاً كان يأتينا عن سبب هذه الأصوات فقال لقد رأيت أسوء من هذا بكثير والسبب أن الحرس الشيعة المتواجدون في داخل السجن يعتقدون أنه لا يجوز إعدام الفتيات الأبكار , فإذا أرادوا أن يعدموا بكراً عقد عليها لأحد الحراس عقد متعة وبعد الاعتداء عليها يعدمونها.

ومن المآسي إخواني في الله التي تحصل في حق المسلمين في داخل سجون الآيات والمعممين أن رجلاً عمره حوالي الستين سنة تقريبا ضرب بالأسلاك القوية 1800 ضربة على ظهره وقدميه , وكان يحمل معه في خرقة قطعات من لحم أقدامه التي تناثرت من ضربات الأسلاك , ومع ذلك فإن الرجل كان يقول أشد ما يؤلمني أنهم دعوني مرة وقالوا إمـا أن تعترف وإمـا أن نعذب امرأتك فقد أتينا بها وهي الآن في الغرفة المجاورة, وعنـد ذلك سمعت صراخ امرأة من تلك الغرفة فاستسلمت لهم خوفـاً على امرأتي وقلت لهم أكتبوا ما تشاءون لأوقع عليه على أن تخلوا سبيل امرأتي, ولـكن بعد ذلـك سالت امرأتي عن الأمر عند مجيئها لزيارتي فنفت ذلـك فعلمت أن المرأة لم تكن امرأتي وعملهم هذا كـان احتيالاً لأخذ الاعتراف مني. ثـم إنه بـلغ التعذيب من هذا الرجل المسكين أن أخذ كمية من " النورة " ثم بلعها محاولاً الانتحار, ولكن لم يشأ الله له أن يموت.

ويـروي أحـد المعتقلين بعد خروجه من سجون الآيات قائلاً: أنه كان هناك رجلاً كانوا قد ضربوه بالأسلاك 45 يومـاً متتابعة كل يوم 200إلى300 جلدة وفي إحدى الليالي استيقظنا من النوم حوالي الساعة الثانية والنصف مسـاءً فإذا بحريق وقع في غرفتنا وإذا بهذا الرجل قد لف نفسه في بطانية وصب عليها النفط وأحرق نفسه وإذا به يلفظ أنفساه الأخيرة وهو يقول بصوتٍ هـامس: " طوبى لي طوبى لي طوبى لي نجوت منهم " فحاولنا أن نطفأ الحريق فلم نستطع واضطررنا أن نلقي بأنفسنا من النافذة فبادرنا الحراس بإطلاق النار علينا ظانين أننا نريد الفرار فلما علموا بالأمر توجهوا إلى الزنزانة وكان الرجل قد مات فألقوه من النافذة وأخذوا يشتمونه ويهينونه وأصدروا الأمر بحجز أمواله لأنه كان قد اعتدى على بيت المـال وذلك لإحراقه البطانية!.. انتهى

كما وصفت طالبه عمرها 26 عـاماً تم احتجازها في سجن " إيوين " وهو من أشرس السجون الإيرانية, أول مرة تعرضت لها فيها للضرب فقالت: عصبوا عيني وأمروني بالاستلقاء على الأرض وبدأ أحدهم بضرب أخمص قدمي بسلك ثقيل , كنت ألبس جوارب ولكن الضربة الأولى كانت من الألم بحيث قفزت واقفة وبدأت أجري حول الغرفة , وبعد ذلك قيدوا يدي خلف ظهري وربطوا رجلي بعد إزالة جواربي وغطوا رأسي ببطانية ثم انهالوا علي بالضرب على ظهري وأقدامي لا أدري إلى متى أستمر الضرب؟ إلا أنني تظاهرت بالإغماء من شدة الألم , فما كان منهم إلا أن زادوا ضربي قسوةً متهميني بمحاولة خداعهم. وعندما كفوا عن ضربي في النهاية كان الدم يسيل بغزارة من قدمي وخاصةً حول الأظافر عندها قالوا بأنهم ذاهبون لتناول الغداء وتركوني جالسة على كرسي , ولكنني لم أكن قادرة على الاستقرار عليه من شدة خوفي وارتجافي ولما ذهبت إلى المرحاض كان هناك دم مختلط ببولي , وبعد عودتهم استأذنتهم بالاستلقاء على الأرض من شدة ألمي ولكنهم لم يسمحوا لي بذلـك.. انتهى كلامها من تقرير منظمة العفو الدولي .

10. هدم أكبر مسجد لأهل السنة على يد الشيعة :

حيث قامت السلطات الإيرانية الاثنا عشرية بهدم المسجد المسمى بـ " فيض " الخاص في أهل السنة في مدينة مشهد الإيرانية , والهجوم المسلح وإراقة دماء المصلين في مسجد " المكي " أكبر مسجد جامع لأهل السنة في زاهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية, واحتلال المسجد والمدرسة الدينية التابعة له من قبل الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية.

ويعود سبب ذلك , إخواني في الله , إلى فراغ إيران من الحرب الخارجية من جهة " أي مع العراق ", وعدم تحملها لأهل السنة في المدن الإيرانية ومنها مدينة مشهد , إضافة إلى حشود المصلين الذين كانوا يملئون المسجد عند أداء الفرائض في كل مكان بالمقارنة بعدد المصليـن الشيعة الذين لا يعدون صلاة الجمعة فرضاً عينياً وذلك بسبب غيبة الإمام المنتظر بزعمهم هذا من جانب, ومن جانب أخر وجود هذا المسجد لأهل السنة في قلب مدينة مشهد وقرب مزار الإمام الرضا , بالإضافة إلى وجوده بالقرب من بيت والد خامئني مرشد الثورة الحـالي وإحاطة المسجد بجيران في غاية التعصب الأثنا عشري, حيث أصبح المسجد مركز تجمع لأهل السنة حيث يلتقون لأداء الصلاة فيه لذا غيرت الحكومة قبل سنة واحدة خط سير الطائرات الذاهبة إلى الحج والتي كانت تحمل حجاج السنة من بلوشستان وخراسان من مشهد إلى كرمان كي لا يجتمع أهل السنة في مسجدهم في مشهد كل هذا جعل الدولة الإيرانية تفكر في هدم المسجد. عندها اقترحت المخابرات الإيرانية أن تدفع مبلغاً من المال يأخذه أهل السنة مقابل هذا المسجد, ولـكن علماء السنة أفتوا بأن تبديل المسجد أو بيعه غـيـر جـائـز , وعلى الفور صادرت المخابرات الإيرانية الأثنا عشرية تلك الفتـوى, بعد ذلك اقترحت الحكومة الإيرانية أن يعطى لأهل السنة أرضاً في أطراف مدينة مشهد , مقابل أن يتخلى أهل السنة عن مسجدهم فلم يلقى هذا العرض قبولاً من هيئة أمناء المسـجد ومن علماء السنة في بلوشستان وخراسان. وعندها حاصرت المخابرات الإيرانية مسجد " فيض " لأهل السنة في مشهد حصاراً عنيفاً , ثم استقدمت خمسة عشر جرافة كبيرة وبعد منع الناس من التردد حول المسجد بدأت الجرافات في العمل من خارج المسجد طوال الليل في هدم الجدران والأبواب باتجاه الداخل , دون أن يفرغ المسجد من المصاحف والسجادات والكتب الموجودة فيه , وأقتيد إلى السجن كل من كان في المسجد غير من قتل تحت الجرافات حيث أنتشر هذا الخبر المؤلم كالصاعقـة في المناطق السنية. وتفجر حزن أهل السنة حيث كانوا يبكون في كل مكـان , وبدئوا بإغلاق محلاتهم التجارية في بعض المدن السنية وبخاصة مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية وقد كان الناس يلقى بعضهم بعضاً بوجوهٍ حزينة وبغيض مكظوم..فإنا لله وإنـا إليـه راجعون.

11. مقترحات تخدم إخواننا وأحبابنا أهل السنة في إيران :

ومنها:-

أولاًً- معالجة الفقر في المناطق السنية سواء كان في كردستان أو بلوشستان أو تركمان صحراء أو بندر عباس, ولا تكون تلك المساعدات بـتـاتـاً بتوزيع المـال مجاناً, بل بإيجاد مصانع ومعامل تكون بأشراف أيادي مؤمنة أمينة من أبناء المنطقة, ليتوفر العمل والرزق الحلال لعموم أهل السنة في تلك البلاد مما يمنحهم الاستقلال النفسي والمادي , ويكون بنفس الوقت مصدراً غنياً لصاحب رأس المال " أي التاجر الذي شارك في هذا الخير " من خارج البلاد وأعان إخوانه هناك.

ثانياً- إيجاد الإعلام اللازم باللغة الفارسية, وذلك عن طريق الإذاعات والقنوات الخاصة بأهل السنة خراج إيران, حيث يجب أن تغطي هذه الإذاعة دولة إيران, بل ويجب أن تغطي كل من الهند وباكستان مروراً بأفغانستان والجمهوريات المسلمة في آسيا الوسطى , حيث يتكلم في هذه البلاد الملايين من المسلمين باللغة الفارسية.

ثالثاً- ترجمة كتب العقيدة إلى اللغة الفارسية مثل كتب شيخ الإسلام أبن تيمية , وكتب أئمة الدعوة النجدية وعلى رأسهم الإمام محمد أبن عبدالوهاب وتلاميذه رحمة الله عليهم. وكذلك ترجمة كتب الأئمة المعاصرين أمثال الإمام عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والمحدّث محمد ناصر الدين الألباني وغيرهم من الأئمة الذين تركوا مدارس علمية مؤصلة على معتقد أهل الحديث رحمة الله عليهم.

رابعاً- تخصيص دعاة من أبناء المنطقة البارزين والذين اشتهروا في الدعوة إلى معتقد أهل السنة وتفريغهم للدعوة بين أبناء أهل السنة في إيران, وصرف المرتبات الجيدة والكافية لهم ولأهلهم حتى يتفرغ أولئك الدعاة للدعوة والتدريس وترتيب النشاطات الدعوية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي تعود لإخواننا أهل السنة هناك بالخير والمنفعة.

خامساً- دعوة علماء أهل السنة في إيران واستضافتهم وذلك بدعوتهم إلى المؤتمرات الإسلامية المنعقدة في بلاد أهل السنة في جميع أنحاء العـالم من قبل الجهـات الحكومية الرسمية كرابطة العالم الإسلامي أو المجمعات الفقهية أو وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشـاد , وهذا الأمر يرفع معنويات العلماء والشيوخ من إخواننا, حيث يولد لهم شعوراً بالتواصل والتقارب بينهم وبين إخوانهم من أهل السنة في جميـع أرجـاء الأرض.

سادساً- تخصيص منح دراسية وهي ما تسمى بكفالة طالب العلم للطلاب الذين يدرسون داخل المناطق السنية الإيرانية , حيث أن طلاب أهل السنة في أكبر مدرسة دينية وهي التي بناها الشيخ عبدالعزيز رحمه الله في زاهدان لا يجدون الفطور حتى أنه بلغ بهم الأمر أنهم لا يأكلون إلا مرتين يومياً فقط.

سابعاً- وهذا أمر مهم, مشاركة المكتبات ودور النشر من دول الخليج وخاصةً دور النشـر الموجودة في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية في معرض الكتاب الدولي الذي ينعقد في طهران في كل عـام. وهذا يفيـد أهل السنة كثيـراً حيث من خلاله تشترى كتب التوحيد وكتب السنة النقية الصافية وهو والله من أعظم الجهـاد والقربـات إلى الله تعـالى.

ثامناً- تخصيص دروس في العقيدة في الحرمين الشريفين في موسم الحج وغيره من المواسم باللغة الفارسية , وهذا مهم جداً لأن كثيراً من الشيعة أنفسهم في إيران كرهوا هذا المذهب الشيعي واشمئزوا منه ولكنهم لا يجدون البديل فهذه الدروس مفيدة ونافعة بأذن الله تعالى.

تاسعاً- وهذا أمـر مهـم جداً , ألا وهو طبع كتب العلماء الذين خرجوا من التشيع, وتحولوا من التشيع وأصبحوا من أهل السنة ثم ألفوا ردوداً على مذهبهم السابق, كآية الله البرقعي , زميل الخميني , الذي ألـّـف كتباً مهمة رداً على التشيع, ونشر هذه الكتب أحبابي في الله باللغتين الفارسية بين الحجاج الإيرانيين والعربية بين الشيعة العرب, إضافةً إلى نشر تسجيلاته " أي تسجيلات ذلك الإمام البرقعي " في تفسير القرآن حيث يرد فيها رحمه الله على أهل الخرافة والشيعة ردوداً قيّمة.

عاشراً- زيارة علماء السنة وبعض طلاب العلم من الدول المجاورة لإيران لإخوانهم وأحبابهم العلماء في إيران والتعرف على أحوالهم , والقيام بزيارات ميدانية مركزة ودراسة أوضاع المدارس والمساجد الخاصة بإخواننا هناك في إيران، ممـا ينتج عنه الشـعور بالجسـد الواحـد الذي أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الخاتمة :

وآسفـاه, فإن للنصارى دولتهم التي تدافع عنهم وتناصرهم وتؤازرهم, وللشيوعيين دولتهم, ولليهود دولتهم, وللشيعة دولتهم؛ أمـا أبناء السنة هناك فلا بواكي لهم وهذه هي أحوال وأوضاع إخواننا المسلمين هنـاك, وهـا قد وصلت أصواتـهم المخنـوقة بالعبرات, وآهاتـهم الحـارة ومآسيهم وهموهم التي أستـمـرت عبـر السنيـن, ونحن في غفلة عنهم, ولا أقول إلا الـلـهـم إني أبرأ إليك ممـا فعل هؤلاء, واعتذروا إليك مما صنع هؤلاء, ولا عذر بعد العلم إخواني في الله.

الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أحفظ نسائهم وأبنائهم ودينهم وأعراضهم وأموالهم ومدارسهم ومسـاجدهم من كيـد الحاقدين الخبثـاء, الـلـهم علـّق قلوبهم بكتابك, الـلـهم علـّق قلوبهم بكتابك وبسنة نبيك صلى الله عليه وسلم, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم وأنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان, الـلـهم عليـك باليهود والشيعة والنصارى والهندوس والعلمانيين والشيوعيين والصوفية وكل فرق الضلال الذيـن تحزبوا على الموحـدين القـائمين بدينك يــا عزيز يــا قهار, الـلـهم وفق ولاة أمورنـا من العلماء والأمراء لينصروا أهل السنة في كل مكان, الـلـهم ارفع سيف الحق بيد الأمراء ليدفعوا الظلم والشرك عن البلاد والعباد, الـلـهم وأجمع الأمـة خلف العلمـاء الأوليـاء, الـلـهم أيدهم بتأييدك ويسر لهم البطانة الناصحة الأمينة وأصرف عنهم كيـد الأشـرار وخبـث الفجـار، الـلـهم أحفظ البلاد والعبـاد من كـل بـدعة وشـرك ومنكـر, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"