بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أبريل 2010

تعظيم الله /3

وإذا أردت أن تعرف درجة تعظيمك لله سبحانه و تعالى
انظر إلى تعظيمك لعباد الله سبحانه و تعالى الصالحين
النبي صلى الله عليه و سلم أقام غزوة كاملة هي غزوة مؤتة ليحارب الكفار النصارى
من أجل ماذا ؟
من اجل شخص واحد ,
شخص واحد في العدد لكنه أفضل من كل الكفار على وجه هذه البسيطة
شخص واحد آمن بالله عز و جل
لان الكفار قتلوا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا واحد ادخل في معركة الله اعلم بنهاياتها و نتائجها من اجل شخص واحد
لان هذا الشخص معظم عند الله عز وجل فيجب أن أعظمه
فدخل في هذه المعركة و انتصر في هذه المعركة ( اعني في معركة مؤتة )
* * *
و قد قال ابن عمر رضي الله عنه و أرضاه لما نظر الكعبة ما أعظمك و أعظم حرمتك و إن المؤمن عند الله عز وجل اشد حرمة منك
فأحب كل من يكون قريب لله عز و جل تنعم و تشعر بالسعادة ثم تأتي يوم القيامة فتقف بين يدي ربك العظيم مالك يوم الدين يوم أن يكرمك العظيم سبحانه و تعالى فينادي في الخلائق أين المتحابون فيّ اليوم أظلهم تحت ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي ,

و إن من تعظيم الله سبحانه وتعالى تعظيم الذي شاب شيبة في الإسلام
النبي صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الذي يرويه أبو داوود :
( إن من إجلال الله تعالى إجلال الحاكم المقسط و إجلال ل ذي الشيبة المسلم و إجلال حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه )
لماذا اجل هؤلاء ؟!
لان الله عز و جل يجلهم لان الله سبحانه و تعالى يعظمهم فعظم أمر الله تبارك و تعالى بتعظيمك لهؤلاء
وعندما تعيش مع الله تعظيما في قلبك له سبحانه و تعالى ستحب كل من كان طائعا لله و ستحذر من أن تنال أو تسخر أو تستهزئ أو تقف عدوا لرجل أو لامرأة إنما هم من المقربين من الله ,

ولذلك النبي صلى الله عليه و سلم يخبر عن الله عز و جل في بيان تعظيمه لأوليائه فيقول الله عز وجل في الحديث القدسي
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )
لان الله عز وجل يدافع عنهم ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
انك حينما تعظم هؤلاء فانك تعظم المولى سبحانه و تعالى
انك حينما تعظم أهل العلم فتوقرهم و تبجلهم فأنت بذلك إنما تعظم العظيم الذي وهبهم هذا العلم ,
هذا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كما ذكر ذلك ابن عساكر يجيء إلى اعلم الأمة بالحلال و الحرام إلى معاذ ابن جبل فيأخذ بخطام ناقته و يبجله و يوقره فيقول يا ابن عم رسول الله دع الدابة اترك لا تفعل هذا يا ابن عم رسول الله قال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فأخذ معاذ رضي الله عنه يد ابن العباس فقبله و قال هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم


وهكذا كل من عظم الله فله مكانه و لذلك كان من أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله لتكون أوثق عرى الإيمان بالله سبحانه و تعالى ,
* * *
إن الذي يعظم الله عز و جل و يعظم شرائعه و يعظم حرماته هو ذاك الذي إذا انتهكت حرمات الله تعالى غضب لها هاهو ذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فداه أبي وأمي كم أوذي كم وكل به صلى الله عليه و سلم كم سب كم شتم
هذا يأتيه فيجذب ردائه فيرى الصحابة أثره على عنقه عليه الصلاة و السلام فيلتفت مبتسما
هو الذي صلى الله عليه و سلم أوذي دهرا وحورب دهراً فلما لقي أعدائه قال اذهبوا فانتم الطلقاء
ما كان ينتقم لنفسه عليه الصلاة و السلام كما قالت أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها
( و لكن إذا انتهكت حرمات الله لا يقوم لغضبه شيء حتى ينتقم هو لله عز وجل) كما ورد ذلك في الشمائل عند الترمذي و غيره
لماذا غضب النبي صلى الله عليه و سلم ؟
حينما شفع بعض الصحابة رضي الله عنهم و منهم أسامة ابن زيد رضي الله تعالى عنه و أرضاه في المرأة المخزومية التي سرقت فقرر النبي صلى الله عليه و سلم بتقرير الله عز و جل أن تقطع يدها فأرادوا أن يشفعوا في حد من حدود الله فغضب النبي صلى الله عليه و سلم
لماذا غضب هكذا من عنده !
لا غضب لأنهم أرادوا أن يخترقوا شيئا قرر الله سبحانه وتعالى أن ينفذ , أرادوا أن يشفعوا في شيء وفي حد من حدود الله سبحانه وتعالى قرر الله عز وجل أن تنفذ وأن تقر

وهو القائل عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داوود بسند حسن عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى فقد ضاد الله عز و جل )
يا لله من هذا الحديث , فقد ضاد الله عز و جل أترى يا عبد الله أترى ان هذا العبد يقف ضد الله !
من ذا الذي يقف ضد الله ؟!
إن الذي يشفع في حد من حدود الله لكي يوقف هذا الحد فإنه يقف ضد الله !
النبي صلى الله عليه و سلم يعظم هذه القضية .. لماذا ؟
لارتباطها بتعظيم الله فما أراد الله عز و جل تهوينه يهونه و ما أراد الله عز و جل تعظيمه و تبجيله و عدم المساس به يجب أن يعظم
لذلك غضب النبي صلى الله عليه و سلم و قال مقولته العظيمة
و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد فاطمة بنت محمد ! بنتي !
سرقت لقطعت يدها , لماذا ؟
لان أمر الله سبحانه و تعالى أعظم من كل شيء
و رضا الله عز و جل اكبر من كل شيء

فيا عبد الله عظم الله جل و علا بتعظيم حدوده و تعظيم حرماته و هذا من وقار الله عز و جل قال ربنا و تعالى( مالكم لا ترجون لله وقارا )
ما لكم لا تعظمون أمره و نهيه ؟
ما لكم لا توقرون شرعه فمن توقير الله توقير شرعه و دينه


الكبرياء ردائي و العظمة إزاري ,
فمن نازعني واحدا منهما عذبته
هكذا ناداك ملك الملوك جل في كبريائه و عظمته
يا من ذهبت تنازعه في كبريائه و عظمته
قف أيها الضعيف
قف أيها الفقير
أتراك تسامي عظمة من خضعت له الأفلاك
و أذعنت لطاعته الأملاك
أتراك تسامي عظمة من اخضع ذرات الكون لسلطانه
و سبح بحمده و ثنائه موجودات الكون و إنسانه
أتراك تسامي من يعلم مثاقيل الجبال
و عدد حبات الرمال
و مكاييل البحار و كل ما سكن في الليل و النهار
قف أيها الغافل و اخضع لعظمت من عنت له الوجوه
فأنت الضعيف إذا تحرك بك نفر
و أنت الضعيف إذا نزل بك ضر
فاخضع لمن ذلت لعظمته الأكوان
و قف عند بابه ضعيفا كسيرا أيها الإنسان ,



وهكذا أخ الإيمان وقفنا على إضاءات من تعظيم الرحمن
فهل بعد هذا بعد أن عرفت عظمت الذي تعبد له وتسجد
عظمة الذي تركع له سبحانه و تعالى و تسلم وجهك
بعد ان عرفت عظمة الله تعالى أما آن لك أن تخشع
أما آن لك أن تسير إلى الله تعالى سيرا حسنا
هب البعث لم تبعث لنا رسلا و جامحة النار لم تضرم
أليس من الوادم المستحق طاعة رب الورى الأكرم
أليس جديرا بنا جميعا أنا و أنت أن نعظمه تعالى لذاته لأسمائه و صفاته أن نعظمه سبحانه و تعالى لكلامه ,
أن نعظمه عز وجل على نعمه التي أولاها وأعطانا إياها
(و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
أو ليس جديرا بنا أن نعظمه سبحانه و تعالى و قد آتانا من العافية ما آتانا فأطلق ألسنتنا بذكره و أطلق الله لنا قوة فجعلها في عبادته و شكره
أما آن لنا عبد الله أن نقلع عن معاصي الله أن نترك هذه المعاصي أن نئوب إليه و أن نتوب تعال معي أخي ,
حتى نعظم الله تعالى حق تعظيمه اسأله عز و جل بمنه وكرمه وبأسمائه وصفاته أن يتقبلنا و إياكم على طاعته
و أن يوفقنا لتعظيمه و إجلاله هو أهل لان يحمد وهو أهل لان يعبد هو أهل التقوى و أهل المغفرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"