بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أبريل 2010

تعظيم الله تعالى في القلوب/2

و انظر الى ذلك الأعرابي في الصحراء يراود امرأة عن نفسها فقالت له :
ويلك أتريد الفاحشة قال: نعم قالت : اسمع إذا جن الظلام و نام الأنام وسكن المكان فتعال إلي أمكنك من نفسي
فأرخى الليل سدوله و نامت العيون و سكن المكان و تسلل إليها في جنح الظلام حتى إذا ما وصل إليها قالت له ويلك أما عاد يرانا احد قال لا ما عاد يرانا ,
و انظروا إنما يفكر بالبشر الذين يرون
ماعاد يرانا إلا هذه الكواكب في السماء
فقالت ويلك أين مكوكبها , أين الله , فبكى و تاب

إذا ما خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى العصيان
فاستحيي من نظر الإله و قل لها
إن الذي خلق الظلام يراني

و كذلك من تعظيمك لأمر الله سبحانه و تعالى إن تعظم كتابه إن كتاب الله عز و جل هو كلامه
ليس من شيء حولك إلا وهو مخلوق إلا شيء واحد أتدري ما هو ؟!
انه كلام الله


فتعظيمك لهذا القرآن هو تعظيم لله تبارك و تعالى
و إن من تعظيم كلام الله تبارك و تعالى إن نعظم الزمان الذي نزل فيه
فقد نزل في رمضان
وان نعظم الليلة التي نزل فيها القرآن إنها ليلة القدر خير من ألف شهر
و إن نعظم الرسول الذي نزل عليه هذا الكلام
قال تبارك و تعالى : ( و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم)
فهو عظيم و إنما عظمته من عظمة المولى جل جلاله

إذاً
لا بد من تعظيم هذا القرآن تعظيم هذا القرآن برفعه حسا و رفعه معنى تعظيم هذا القرآن بالإقبال عليه و عدم هجرانه بتعظيم هذا القرآن بالإتمام بأمره و الانتهاء عما نهى عنه تعظيم هذا القرآن بتصديق أخباره
تعظيم هذا القرآن بان تكون دروسنا حياتنا دائما حينما نتقدم أو نتأخر نستشهد بما في هذا القرآن لأن الله اخبر إن الهداية في هذا القرآن قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان
بل اخبر بما هو أعظم من ذلك إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم

وهكذا فان الإنسان كلما أنصت للقرآن و كلما التفت إلى كلام الله سبحانه و تعالى كلما وجد خيرا و بركة ورحمة

كيف أنت أيها العبد حينما تستمع إلى نداء الله سبحانه وتعالى لك يتوجه إليك و هو العظيم عز و جل ( يا أيها الذين آمنوا )
عشرات الآيات في القرآن الكريم تناديك ( يا أيها الذين آمنوا )
كيف تجد نفسك أمام هذا النداء العظيم من الله تبارك و تعالى
إن الناس ينادونك
إن أباك يناديك , أمك تناديك
مديرك في العمل يناديك
اجعل هناك مقارنة شجاعة صريحة
بين تأثرك استماعك إنصاتك تجاوبك مع نداء اؤلئك و مع نداء الله عز وجل وهو يقول : ( يا أيها الذين آمنوا )
انه ليس خطاب من والد و لا من مدير و لا من أمير و لا من ملك من ملوك الدنيا انه رب العالمين
و لذلك سيتعلق قلبك بكلامه و بكتابه فلا تقرأ القرآن إلا و يهتز قلبك و تدمع عينك و يقشعر جسدك و بدنك لان هذا الكتاب يأخذ عظمته من عظمة الله

و هكذا كان أهل الإيمان رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم إذا جاء الأمر و النداء من الله سبحانه و تعالى تفرقت قلوبهم لتسمع ماذا يأمر الله عز وجل به أو ماذا ينهى الله عز وجل عنه

و ما أجمل قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه و أرضاه إذا سمعت قول الله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا) فأرعي لها سمعك
فهي إما خير تؤمر به
أو شر تنهى عنه


إذا وجب عليك أن تقرأ هذا القرآن أن تدمن قراءة هذا القرآن إذا صح هذا التعبير أن تتفيء ظلال القرآن دائما و أبداً أن يكون الوقت الأساسي أو وقت أساسي من وقتك لقراءة هذا القرآن

ثم يتلوا هذه القراءة تدبر للمعاني
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته)
ثم يتلو ذاك التدبر عمل
و تخلق بأخلاق هذا القرآن و لذلك لما سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت: ( كان خلقه القرآن )
ثم دعوة الناس إلى هذه المائدة العظيمة التي هي مائدة الله سبحانه و تعالى .

إن من تعظيم الله عز وجل تعظيم نبيه عليه الصلاة و السلام النبي الأمي الذي عرفنا بربنا ودلنا على خالقنا
و تحمل من اجلنا الكثير
( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله, و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم )
ثم إن من تعظيم الله سبحانه و تعالى
أن تعظم من عظمهم الله و تعالى وممن عظمهم الله عز وجل لو كان من الصالحين من عباده
أُحب الصالحين و لست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
و اكره من تجارته المعاصي و لو كنا سويا في البضاعة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"