بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 يوليو 2010

الاسراء والمعراج/3

الصفات التي وصف بها النبي بعض الرسل

قال ابن إسحاق : وزعم الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة فقال أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أفتى كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى ابن مريم ، فرجل أحمر بين القصير والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس تخال رأسه يقطر ماء وليس به ماء أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي


عن دخول بيت المقدس وصفة الأنبياء

فصل وذكر فيه أنه دخل بيت المقدس ، ووجد فيه نفرا من الأنبياء فصلى بهم وفي حديث الترمذي الذي قدمناه عن حذيفة أنه أنكر أن يكون صلى بهم وقال ما زال من ظهر البراق حتى رأى الجنة والنار وما وعده الله تعالى ، ثم عاد إلى الأرض وزيادة العدل مقبولة ورواية من أثبت مقدمة على رواية من نفى ، وذكر فيه صفة الأنبياء وقال في عيسى : كأن رأسه يقطر ماء وليس به ماء وكأنه خرج من ديماس والديماس الحمام وأصله دماس ويجمع على دماميس وقد قيل في جمعه دياميس ومثله قيراط ودينار وديباج الأصل فيها كلها : التضعيف ثم قلب الحرف المدغم ياء فلما جمعوا وصغروا ، ردوه إلى أصله فقالوا : قراريط ودنانير [ وقريريط ودنينير ] ، غير أنهم لم يقولوا : دنانير ولا قياريط ، كما قالوا : دياميس وقالوا : دبابيج ودبابيج وأصل الدمس التغطية ومنه ليل دامس وفي هذه الصفة من صفات عيسى عليه السلام إشارة إلى الري والخصب الذي يكون في أيامه إذ أهبط إلى الأرض والله أعلم .

وذكر في صفة موسى أنه آدم طوال ولوصفه إياه بالأدمة أصل في كتاب الله تعالى ، قاله الطبري عند تفسير قوله تخرج بيضاء من غير سوء قال في خروج يده بيضاء آية في أن خرجت بيضاء مخالفا لونها لسائر لون جسده وذلك دليل بين على الأدمة التي هي خلاف البياض .

وذكر إبراهيم فقال لم أر رجلا أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه يعني : نفسه وفي آخر هذا الكلام إشكال من أجل أن أشبه منصوب في الموضعين ولكن إذا فهمت معناه عرفت إعرابه ومعناه لم أر رجلا أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم به منه ثم كرر أشبه توكيدا فصارت لغوا كالمقحم وصاحبكم معطوف على الضمير الذي في أشبه الأول الذي هو نعت لرجل وحسن العطف عليه وإن لم يؤكد بهو كما حسن في قوله تعالى : ما أشركنا ولا آباؤنا من أجل الفصل بلا النافية ولو أسقط من الكلام أشبه الثاني ، لكان حسنا جدا ، ولو أخر صاحبكم فقال ولا أشبه به صاحبكم منه لجاز ويكون فاعلا بأشبه الثانية ويكون من باب قولهم ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من زيد وهي مسألة عذراء لم تفترعها أيدي النحاة بعد ولم يشف منها متقدم منهم ولا متأخر من رأينا كلامه فيها وقد أملينا في غير هذا الكتاب فيها تحقيقا شافيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"