بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

سيدي محرز بن خلف


...-سيدي محرز بن خلف رضي الله عنه-...
....بسم الله الرحمن الرحيم....
...."لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة..."-"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما".
تزخر بلادنا تونس بعديد الصالحين الذين خطت تجاربهم مخطوطات الاعتبار.وحملت الناس على محاكاتهم في أفعالهم الصالحة.ومن هؤلاء :سيدي محرز بن خلف رضي الله عنه.
1-نسبه:هو محرز بن خلف بن رزين بن يربوع بن حنظلة بن اسماعيل بن عبد الصمد بن أبي بكر الصديق.يرتفع نسبه في سلسلة ثابتة تنحدر من أول الخلفاء الراشدين:أبي بكر الصديق رضي الله عنه.فكان حليما متسامحا دارئا للسيئة بالحسنة.ويتأكد نسبه من جهة أمه الى مكان علمي مرموق يسوده العلم بالدين والتفقه فيه والسعي الى النهل من المعرفة والعمل على نشر ذلك.
كان سيدي محرز-رضي الله عنه-يملك دارا بباب سويقة .وهو تصغير لسوق يأتيه المتسوقون للتزود.وهي ترجع في الملكية الى سيدي محرز غير خاضعة للآداء والضرائب
مثل بقية عقاراته وأر اضيه تبعا للمرسوم الملكي الصنهاجى الذي أصدره المعز بن باديس.كان يعلم الطلبة بأريانة ثم بالمرسى ثم استقر بداره.كان عالما فقيها لغويا لا يلحن الحديث.ولقد شهد له كثير من جلة العلماء بذلك.
2-مناقبه:كان صاحب مناقب وفضائل يجمع بين الدين والدنيا عالما في علوم الشريعة وعلوم الاجتماع البشرية.وكان يسمى "بسلطان المدينة".وله منزلة مميزة وتقدير كبيرعند أهل تونس قاطبة.وبرزت مظاهر الاقتداء به لا في صلاحه وعلمه فقط بل كانوا يحتمون به من ظلم الظالمين .ونظرا لما كان عليه من مناقب وصفات فقد أصدر الأمير المعز بن باديس ظهيرا في رعايته وتكريمه ورعاية جميع أقاربه وجميع من بنتسب اليه.
وكان ذلك سنة(410 هجري/1019ميلادي).وفيه يقول:"ان الله يمن على من يشاء من عباده ويختص من يشاء من عباده بخصوصيته. وقد جعلكم في أهل خاصته بالعلم والعبادة والورع والزهادة".
ولسيدي محرز مقام معلوم "بجامع الزيتونة المعمور"حذو سارية زرقاء يغلب بياضها على زرقتها من جهة الباب الشرقي لبيت الصلاة. وهناك أيضا المقصورة الشرقية المعروفة بمقصورة سيدي محرز بن خلف-رضي الله عنه-.
قال عنه المؤرخ الشيخ محمد النيفر رحمه الله:"كان عالما فقيها غلب عليه الزهد والعبادة.واشتهرت فضائله.وكان الناس يرجون بركته ويخشون دعوته".وقد اعتنى بذكره والتاريخ له وبيان فضائله عدد كبير من المؤرخين على رأسهم القاضي عياض في
"المدارك".
3-سيدي محرز ورسالة الصالحين:
كانت خصاله في هذا الشأن عظيمة.فقد كان يرنو الى نشر العلم والمعرفة ومقاومة أمية الصغاروالكبار.فقد سعى الى وضع مؤلف فقهي يدرسه وينشره بين الناس.وقد أصدر له عبد الله بن أبي زيد كتاب "الرسالة في الفقه".فانتشر في الأقطار.وعم به النفع.ولايزال.
ولقد حيي سيدي محرز في أجواء شحنت بالطائفية والتصعب العرقي والمذهبي والديني.
فتصدى لها ونبذها و دعا الى التعايش السلمي بين النا س لأن الأرض أكثر اتساعا من ضيق أفكار المتعصبين ولأن رسالة الانسان في الأرض هي العمار لا الافساد.
لقد تعايشت كل الديانات في بلدي تونس.ولاتزال.ذلك أن الاسلام لا ينبذ الديانات .بل ينبذ
التعصب والتعطش للدماء البريئة .لقد أخرجه-في تلك الحقبة-شيخنا محرز بن خلف من ظلام الخوف والحيرةوالهلع الى الأمن والطمأنينة والسلام.

لقد علمتنا سيرة الشيخ محرز بن خلف أهمية أن يدعو الداعية العالم الى العمار لا الى الافساد والى الاصلاح لا الى الخطيئة والى العلم والمعرفة لاالى الجهل والتعنت والتعصب والى نبذ الكراهية والأحقاد وترسيخ معاني المحبة و التعاون.لقد وقف بنا الشيخ عند قمة الهرم:المعنى التليد للاسلام:التوحيد والعمل الصالح.
-حقا لقد كان الشيخ محرز بن خلف خير خلف لخير سلف رضي الله عنه-

هناك تعليق واحد:

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"