بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

التقوى: منهج حياة وضابط سلوكي/الأسباب.المفهوم.المجالات.الآثار.

...التقوى:منهج حياة وضابط سلوكي....
الأسباب.المفهوم.المجالات.الآثار....
....الحمد لله رب العالمين.

الحمد لله الذي قبل عمل المتقين.فقال:"انما يتقبل الله من المتقين".الحمد الله الذي شرع هذا الدين هداية للمتقين.ونستعينه.ونستهديه.ونتوكل عليه.ونعتصم به. ونفوض اليه الأمر كله عاجله وآجله
. ونلجئ اليه ظهورنا .ونشهد أن لا اله الاالله وحده لاشريك له.ونشهد أن سيدنا محمداعبده ورسوله.اللهم صل عليه وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين يا رب العالمين.
ثم أما بعد أيها :الاخوة المؤمنون أحييكم بتحية الاسلام.فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1-ماهي الأسباب الداعية الى الخوض في هذه المسألة؟
2-ماهو مفهوم التقوى؟ وماهي صفات المتقين؟
3-ماهي مجالاتها في مستوى الممارسة؟
4-ماهي آثارها؟
ثم ان أصدق الحديث كلام الله.وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم.من يهده الله فلا مضل له.ومن يضلل فلا هادي له.ونستعيذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
*يقول الله جل وعلا:"الم. ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين.الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون.أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"سورة البقرة 1-5
*ويقول تعالى:"ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وأنتم مسلمون"سورة آل عمران 102
*ويقول جل وعلا:"سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين.الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس والله يحب المحسنين.والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون."سورة آل عمران133-135
* ويقول جل وعلا:"ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة.وخلق منها زوجها.وبث منهما رجالا كثيرا ونسآء.واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام .ان الله كان عليكم رقيبا"سورة النساء1
*و يقول جل وعلا:"فاتقوا الله ما استطعتم"سورة التغابن 16
ان الأسباب الداعية الى الى تناول هذه المسألة نذكر على سبيل الذكر الحصر لاالذكر ما يلي:
أ-استعار ثقافة هذا الزمن التي يحي فيها المؤمن بالفتن المضلة والشهوات المزلة.فثقافة العصر -الا ما رحم ربي-لاتخاطب العقل بقدر ما تخاطب فيه الهاب غرائزه وشهواته.
ب-قد يؤدي ذلك الى ضياعه وهوانه وضعفه وفقدان منهج لحياته .
ج-ايجاد معادلة في مستوى العقيدة والجوارح والعمل.
التقوى :لغة:وقاه الله وقيا.ووقاية.وواقية.صانه.وقيت الشيء أقيه اذا صنته وسترته عن الأذى.
وتوقى واتقى :استبق نفسك ولا تعرضها للأذى والتلف.وتحرز من الآفات.واتقها.وقاه ما يكره:حماه منه .وفي الحديث النبوي"من عصى الله لم يقه من واقية الا باحداث توبة".قال الله تعالى:"ما لهم من الله من واق" أي من حافظ.
*قال تعالى :"وآتاهم تقواهم"أي جزاء تقواهم .وقيل معنى ألهمهم تقواهم.وقال تعالى:"هو أهل التقوى وأهل الغفرة"أي أصل التقوى .ومما تقدم انحصر معنى التقوى في أربعة معانى لغوية هي الصون والحفظ-الحذر-الجزاء-الأصل.
والتقوى اصطلاحا هي أن يراك الله حيث أمرك وأن لايراك حيث نهاك.وهي معنى جامع مانع .هي القيام في الأرض بالطاعات لعمارتها على أساسين اثنين:
أ-صحة العقيدة بترسيخ مبدأ التوحيد
ب-العمل الصالح.قال الله تعالى:"فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا".جاء في الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه سال أبيا عن التقوى؟فقال:هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال عمر:نعم.قال:فما عملت فيه؟ قال:شمرت وحذرت-وفي رواية اجتهدت-قال:فذاك التقوى".
وذكر الامام علي كرم الله وجهه تعريفا للتقوى فقال:"هي الايمان بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد للرحيل".
وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل يا رسول الله:"من أكرم الناس؟"قال:"أتقاهم ".فقالوا :"ليس عن هذا نسألك.قال:"فيوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله"قالوا ليس عن هذا نسألك.فقال فعن نعادن العرب تسألونني:خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا"رواه مسلم.
صفات المتقين هي :
*الايمان بالله.قال ابن عباس"المتقون" هم الذين لا يشركون بالله:الايمان بالغيب أي التصديق بكل ما غاب عن المسلم :التصديق بالله عز وجل وبأن القيامة حق والملائكة حق والكتاب والنبيين وكل ما قدر الله تعالى.قال ابن جرير الايمان بالغيب قولا و اعتقادا و عملا".ويذكر النبي صلى الله عليه وسلم معنى للايمان"ما غاب عن العبد من أمر الجنة و أمرالنار وما ذكر في القرآن"
*اقامة الصلاة والانفاق بمعنييه الزكاة والصدقة.قال ابن عباس"يقيمون الصلاة "أي يقيمون الصلاة بفروضها :اتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والاقبال عليها"
*الايمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام أجمعين.
*اليقين من وقوع وعد الله تعالى: القيامة وما يليها من حساب وخلود في الجنة أو في النار.فكل هذا يندرج ضمن صفات المتقين.أضف الى ذلك صفات أخرى.وهي :-كظم الغيظ
-العفو عن الناس-االاستغفار من الذنوب وعدم الاصرار على المعصية.ومجالات التقوى:هي علاقة الفرد بربه.وعلاقة الفرد بذاته وبعائلته و مجتمعه.
فسبحان من لو شاء لهدى الناس أجمعين ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
الحمد لله على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد قدرته.أحمده حمدا يليق بمقامه ويناسب حضرته.وأشهد أن لااله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله.اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين يا رب العالمين.
لعل من آثار التقوى ما يلى:
*التمكين في الأرض.ولنا في ذلك الاعتبار مما وقع مثلا للنبي يوسف عليه وسلم قال الله تعالى :"وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.نصيب برحمتنا من نشاء.ولا نضيع أجر المحسنين"/-"انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين".
*القيام بالضوابط الشرعية أي الحدود.
*العلم والحكمة.قال الله تعالى:"واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيءعليم"سورة البقرة281
*الفرقان والحق والنور.قالالله تعالى:"ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا"
*فلاح الأعمال.قال الله تعالى:"....اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم".
*التكريم في المحشر والحساب والفوز بجوار الله تعالى .قال الله تعالى:"يوم نحشر المتقين الى الرحمان وفدا"/-"ان المتقين في جنات ونهر"/-"ان للمتقين مفازا"
*بلوغ درجة الولاية قال الله تعالى :"الله ولي المتقين".
وأنا أختم بمارواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟قال:" كل مخموم القلب صدوق اللسان.قالوا قد عرفنا صدوق اللسان.فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي.النقي.لااثم فيه ولابغي.ولاغل ولاحسد."رواه البخاري في كتاب الزهد باسناد صحيح.
فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين.اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.اللهم اجعل قلوبنا نقية وأنفسنا زكية .اللهم جنبنا الاثم والبغي.واغمر قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك صلى الله عليه وسلم.اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.ووفق رئيسنا لما فيه صالح البلاد والعباد يا أرحم الراحمين يا رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"