بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أغسطس 2011

الدور السيء الذي لعبته قطر في احتلال ليبيا من قبل الناتو../منقول...

الجنون بعينه حينما صدّقت قطر نفسها أنها دولة.. الرئيس الأسد للمستشار الخاص لأمير قطر: لا مساومة على الثوابت السورية.. بقلم فاديا جبريل

(فاديا جبريل)

في إحدى زيارات الاستجمام لأمير قطر وعائلته إلى سورية، والتي دامت إحداها 15 يوماً، حاول أثناءها الشيخ حمد إدخال عدة شركات قطرية للاستثمار في سورية، إلا أن الردّ السوري كان أن من يعمل على الأراضي السورية من شركات استثمارية عليها أولاً أن تحلّ الإشكالات التي تحيط بعملها، وخاصة فيما يتعلّق بمشروع ابن هاني الذي تستثمره الديار القطرية..

القطريون حينها لم يستوعبوا أن سورية يحكمها منطق الدولة والمؤسسات لا العلاقات الشخصيّة، حتى تعِد وتتعهّد لهذا وذاك بمنحه مشروعاً استثمارياً في هذه المنطقة أو تلك، والذي يتابع الإنجازات خلال العقد الأخير سيدرك ذلك بكل وضوح، ويعرف أن سورية لم تكن ولن تكون "إمارة أو مقاطعة" لأحد إلا للسوريين أنفسهم الذين يعود لهم وحدهم القرار في البحث عن مشروعات تحقّق مكاسب اقتصادية واستثمارية.


في مراحل سابقة جاء المسعى السوري، ومن منطلق وطني وقومي، لحشد أطراف وقوى مساندة للمقاومة في ظل الموقف السعودي الرافض لنهج المقاومة، مبرراً في إعطاء تلك الإمارة دوراً تلعبه في قضايا الشرق الأوسط، إذ لم تستطع أن تخرج عن كونها "حاملة طائرات" أمريكية، وأن أمراءها ليسوا إلا موظفين إداريين وخدماً على تلك الحاملة.


وأيضاً لم يستوعب القطريون مسألة هامة أن سورية حينما تعطي دوراً لدولة ما، لن يكون ذلك على حساب المصالح السورية ولا على حساب العلاقات السياسية التي تربطها مع باقي الدول العربية.


وفي مرحلة أخرى اختارت سورية، وأيضاً من منطلق القرار العربي الموحّد، أن تعطي دوراً لقطر في حلّ الأزمة اللبنانية التي أعقبت حرب تموز، فكان "اتفاق الدوحة" كما أفلحت المحاولات السورية في إضفاء صبغة المقاومة على السلوك القطري، غير أن العقلية التي تحكم أمراء قطر جعلتهم يقفزون فوق الحقائق ونطاق المتاح ليتمدّدوا في مساحة سياسية لا تستوعبها الجغرافيا القطرية، التي لا تملك عمقاً ووعياً سياسياً واستراتيجياً وتاريخاً يؤهلها لتكون دولة فاعلة إقليمياً وعالمياً.


فقد تمدّد جنون العظمة القطري ليطال معادلة الـ"سين سين" والطلب بوقاحة أن تأخذ قطر دور الآخرين، ومحاولاتها المستميتة مع السوريين ليتركوا لها حلّ أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية، ولكن السوريين بثبات مواقفهم وسياستهم التي يحترمها القاصي والداني، أبلغوا القطريين أن لا مجال للدور القطري، فالعلاقات السورية السعودية ليست بهذا السوء الذي يدفع دولة باحثة عن أي دور، حتى مجرد الحضور، للدخول في مفاصل وتفاصيل هذه العلاقة.


كما دخل جنون العظمة لحكام قطر مراحل أخرى ظهرت في الأزمة الليبية والدور القطري المشين في جامعة الدول العربية الذي أعطى الغطاء للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا، والذي عبّرت سورية عن رفضها الشديد له ولأي نوع من أنواع التدخل في الشؤون الليبية.


هذه المواقف والثوابت السياسية السورية لم تستوعبها دولة قطر الوليدة، بل إن الذهنية التي تحكم "مشايخ" قطر جعلتهم يتعامون عن الوقائع والتحوّلات الجارية ليسبحوا في حالة وهمية رسمها لهم الأمريكان والصهاينة عن قدرة الإمارة على تغيير وجه المنطقة العربية، باستثمار نفط ليبيا وتقسيم مصر، والتآمر ضد سورية بدور لا تستوعبه الجغرافيا القطرية كما ذكرنا.


اليوم يبدو القطريون وكأنهم في سباق مع الزمن، تمثّل بحدة الهجمة القطرية عبر قناتها "الجزيرة"، والتي تزداد شراسة وعنفاً وإرهاباً وتحريضاً، والتي كانت مبنيّة على معلومات سوّقها بعض مرتزقة السياسة ومدمني التآمر في بعض الدول المجاورة أن النظام السوري سيسقط على أبعد تقدير في الجمعة الثالثة "جمعة الغضب"، وإن لم يسقط النظام تكون سورية قد دخلت حرباً طائفية لا تبقي ولا تذر، وفي كلتا الحالتين تكون قطر قد حدّدت كمية الغنائم التي يستحقها الدور القذر الذي لعبته.


هي قراءة غبيّة جاهلة لأمراء "أغرار" في السياسة، فسورية بشعبها وقيادتها صمدت وهي المتمرّسة والمعتادة على مواجهة وإجهاض المؤامرات ومحاولات الفتنة، والمحصّنة بوعي الشارع السوري.. وشعبية الرئيس الأسد التي قلبت الطاولة وخلطت أوراق المتآمرين أدخلت قطر ومن حولها في مرحلة للبحث عن المخرج. لذا أتت زيارة ولي العهد القطري غير المعلنة إلى دمشق في محاولة لإيصال عتب "الأمبرطورية القطرية" على القيادة السورية، وفي جلسة دامت لأكثر من ساعتين نُقل عتب أمير قطر على عدم مساندة سورية للدور القطري في ليبيا، والذي كان المأمول منه جني فوائد كبيرة من نفط وعائدات، أي بمعنى تقسيم الغنائم، إلا أن الجواب السوري الحازم والجازم كان: إن ما يحدث في ليبيا هو أكبر منكم بكثير، وإن ما يجري سينعكس سلباً عليكم والأيام القادمة ستحمل تلك الحقيقة بكل وضوح.


هذا الرد والزيارة أعقبه هجوم إعلامي غير مسبوق من "جزيرة حمد" على أمل مفقود في تليين الموقف السوري، ليسمع القطريون عبر وزير الخارجية حمد بن جاسم أثناء زيارة جسّ النبض لمعرفة أحوال القيادة تكراراً لما سمعه ولي العهد القطري.


إن غباء "أغرار" العمل السياسي وازدياد شراسة الحملة التخريبية، وتكشّف حجم المؤامرة، ما هو إلا انعكاس لحالة فقدان التوازن لدى المتآمرين، وسط الصمود السوري وقدرة السوريين على فضح المؤامرة ومراحلها، والتي ستكون إحدى نتائجها عودة قطر إلى حجمها الطبيعي، هذا القلق ازداد بعد الزيارة الاستطلاعية التي قام بها عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، حيث تبيّن فيها حقيقة ما تمتلكه سورية من الحقائق ومقومات المواجهة، وأن القادم من الأيام لن يكون في صالح من شارك في المؤامرة على سورية، كما استدعى هذا الأمر زيارة غير معلنة للمستشار الخاص لأمير قطر والذي سمع ما مفاده أن سورية أحبطت المؤامرة وأنها ماضية في الإصلاح، وأنها لن تقبل أي مساومة على الملفات المطروحة من دعم المقاومة والعلاقة الإستراتيجية مع إيران.


المرحلة القادمة ستحمل عناوين عدة، أكثرها محاولات قطر للخروج من المأزق السوري عبر التنصل من الدور القذر للجزيرة الذي أدّته وافتضح على الملأ، والعمل اليائس للفصل بين الجزيرة والموقف القطري الذي عبّر عنه وبرّره ولي العهد القطري أكثر من مرة. وأكده تالياً السفير القطري بدمشق بقوله لأوساط مقربة "إن الجزيرة رح تخرب بيتنا".


أخيراً جنون العظمة أفقد حكام الدوحة صوابهم، حتى ما عادوا يرون الحقيقة أن من صنع منهم دولة وأعطاهم أدواراً أثبتوا أنهم لا يستحقونها، بإمكانه أن يعيدهم إلى المربع الأول "حالة اللا دولة" وأن المشيخات والقبائل عندما تقرّر أن تقيم دولة عليها أن تبدأ من الداخل لا أن تتمدّد أفقياً وعمودياً وهي تفتقر لمقومات هذا التمدّد.


نقلاً عن موقع "جهينة نيوز"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"