بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 مايو 2011

الثورات العربية :واقع ورهان//قراءة تحليلية

لعل المطلع اليوم على الساحة العربية يلحظ اكتساح الثورات العربية واجهة الأحداث العالمية لالأن هذا الأمر لم يكن منتظرا .بل لأن هذه الثورات أسقطت كل حسابات الدول الغربية في الماء.لماذا ؟ لأنها غير بعيد كانت تناصر هذه الأنظمة البائدة الدكتاتورية.بل كانت تعتبرها مثالا يحتذى به في الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة.حتى ولو كانت سجونها ومعتقلاتها تذيق المظلومين ألوانا من العذاب والتعذيب.أين كانت أمريكا وأخواتها عندما كانت هذه الأنظمة العربية التي سقطت و ستسقط باذن الله تعالى تعصف بشعوبها.وتصادر أموالها الى ذات البلدان التي تزعم أنها ديمقراطية وأنها حريصة كل الحرص على تصدير قيم العدالة والحرية والمساواة؟؟؟ألم تكن تعلم أن حجم الأموال المصدرة يفوق دخل رئيس دولة من هذه الدول العربية؟؟أبدا انها كانت تعلم ولكن طالما أن هذا النظام أو ذاك أو أي نظام آخر يخدم مصلحتها فانها لن تتوانى لحظة في نصرته.هكذا هي حساباتهم.وهذا ما يريدونه.فكل ما يخدم النظام الرأسمالى العالمي (الليبرالية) ويفتح بلده سوقا مفتوحا منتهكا للبضاعة العالمية الغربية هو نظام مرضي عنه.وكل من يخالف ذلك فتحرك له فزاعة الارهاب.حتى لوقلنا "السعب يريد الكرامة...الشعب يريد العدالة...الشعب يريد المساواة..الشعب يريد الحرية...السعب يريد...."سيهللون لهذه الشعارات.ولكن حذار فلن تسمح الدول الغربية لهذه الشعارات أن تكون من حق الشعوب الا بالقدر الذي يخدم مصلحتها فقط.ذاك خط أحمر بالنسبة لها....
على هذا يبدو واقع الثورات العربية واقعا مكتسيا لأصناف من المخاطر منها ما يتعلق بالبنى الرجعية التي لاتريد التقدم لأن التقدم يضر بمصالحها.ومنها من جمع له المال والشرف والمنزلة الاجتماعية والمناصب الواهية والعلاقات المشبوهة الداخلية والخارجية.و منها أنظمة مهترئة تحاول أن تصدر الفوضى الى هذه الثورات حتى لا تعطي مثالا لشعوبها .فتثور هي كذلك.ومنها عصابات الارهاب الدولي.اذ أن الارهاب أصبح صناعة دولية فزاعة يخوف بها البعض البعض الآخر.فكل من تريد أن تقصية ألحق به هذه التهمة.وكل له التهم.بل أعد له ملفا مصطنعا وكاذبا بفعل التكنولوجيا والثورة الرقمية .ثم قل ما شئت .وافعل ما شئت.فان الرأي العام يصدق كل شيء من أجل الحياة.. ومن أجل صناعة بث الخوف والفزع في قلوبهم. الخوف الذي كسر حاجزه التونسي والمصري .والليبي.و اليمني .و العربي...........
حتى ولو كان من اتهمت قد تربى في تربة الوطنية.فنهل من معينها.وسرى حب الوطن في دمائه..ما الذي يعطي للمواطنة مفهوما ان لم تكن مجموع القيم التي تربينا عليها .وهي الاخلاص.والوفاء .والدفاع عن الوطن ببسالة الشجعان.؟؟
لقد أصبح التوافق الوطني ضرورة ملحة أكثر من ذي قبل.وعليه فانه لايمكن لأي مشروع ديمقراطي أن ينجح في أي دولة عربية الا اذا تحددت ضوابط المشروع الديمقراطي.ومنها الارادة الصادقة لانجاح المشروع اليمقراطي بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي تضع في كل مرة طرفا من الأطراف الوطنية موضوع مساءلة. ومنها كتابة دستور يحد من صلاحيات السلط ويفصل بينها.ومنها استقلال القضاء
فهل يعقل أن يشرف على القضاء وزارة العدل في أي بلد .ونحن نزعم استقلال القضاء ؟؟؟أبدا..لابد للمجلس الأعلى للقضاء أن يكون منتخبا من القضاة أنفسهم مستقلا نزيها شفافا محايدا يجري أحكامه طبقا للقواعد القانونية.وذاك هو الضامن الوحيد لكرامة الشعب لا للقضاة فقط...
ومنها أيضا استقلال الاعلام القائم على قاعدتي الواجب والحق.فلا توظف الحكومة أي حكومة كانت الاعلام لصالحها...مثلما نرى المشهد في عديد الدول العربية.فالمشهد الاعلامي لم يتغير مطلقا سوى بعص المساحيق...ومنها اجراء انتخبات نزيهة حرة مسؤلة قائمة على تكافئ الفرص وعلى المو ضوعية....
والى ذلك المستوى تبقى الرهانات الداخلية والخارجية قائمة الى حين أن تصنع الشعوب العربية ربيع ثوراتها حلما متبخرا ....بكل لوعة أقول ذلك...
رحم الله شهداءنا وحفظ الله بلدنا تونس وسائر بلاد الاسلام والمسلمين...وأقام الله الحق بحكمته وتقديره.شاء من شاء وأبى من أبى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"