بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 4 ديسمبر 2010

وما قدروا الله حق قدره............

فصل ( الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه )

قال في حديث الصور : " فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، كان آخرا كما كان أولا ، طوى السماوات والأرض كطي السجل للكتاب ، ثم دحاهما ، ثم تلقفهما ثلاث مرات ، وقال : أنا الجبار . ثلاثا ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، فلا يجيبه أحد ، ثم يقول تعالى مجيبا لنفسه : لله الواحد القهار " .

وقد قال تعالى : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الزمر : 67 ] . وقال تعالى : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين . وقال تعالى : لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [ ص: 337 ] [ غافر : 15 ، 16 ] .

وثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقبض الله تعالى الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك ، أنا الجبار ، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون " .

وفيهما عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين ، وتكون السماوات بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك " .

وفي " مسند أحمد " ، و " صحيح مسلم " ، من حديث عبيد الله بن مقسم ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [ الزمر : 67 ] . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ، ويحركها ، يقبل بها ويدبر " يمجد الرب نفسه : أنا الجبار ، أنا المتكبر ، أنا الملك ، أنا العزيز ، أنا الكريم " فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، حتى قلنا : ليخرن به . وهذا لفظ أحمد ، وقد ذكرنا الأحاديث المتعلقة [ ص: 338 ] بهذا المقام عند تفسير هذه الآية من كتابنا " التفسير " بأسانيدها وألفاظها ، بما فيه كفاية ، ولله الحمد .

قال في حديث الصور : " ويبدل الله الأرض غير الأرض فيبسطها ، ويسطحها ، ويمدها مد الأديم العكاظي ، إلى آخر الكلام ، كما تقدم ، قال تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [ إبراهيم : 48 ] " الآية .

وفي " صحيح مسلم " عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض والسماوات؟ فقال : " هم في الظلمة دون الجسر " .

وقد يكون المراد بذلك تبديلا آخر غير هذا المذكور في هذا الحديث ، وهو أن تبدل معالم الأرض فيما بين النفختين; نفخة الصعق ، ونفخة البعث ، فتسير الجبال وتمد الأرض ، ويبقى الجميع صعيدا واحدا ، لا اعوجاج فيه ولا روابي ولا أودية ، كما قال تعالى : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا [ طه : 105 - 107 ] . أي لا انخفاض فيها ولا ارتفاع . وقال تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون [ النمل : 88 ] وقال تعالى : وسيرت الجبال فكانت سرابا [ النبإ : 20 ] . وقال تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوش [ القارعة : 5 ] . وقال تعالى : [ ص: 339 ] وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [ الحاقة : 14 ] . وقال تعالى : ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [ الكهف : 47 ] الآيات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"