بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 مايو 2010

حكمة ربانية

* من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

38ـ باب

من أطاع العلماء والأمراء

في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله

فقد اتخذهم أربابا من دون الله

وقال ابن عباس " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر .

وقال الإمام أحمد عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلي رأي سفيان والله تعالى يقول ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63) أتدري ما الفتنة

الفتنة : الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " .

عن عدي بن حاتم " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية31) فقلت له إنا لسنا نعبدهم قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت بلى قال قتلك عبادتهم " رواه أحمد والترمذي وحسنه .

39ـ باب

قول الله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:60)

وقوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة:11)

وقوله (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا)(لأعراف: من الآية56) وقوله (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ )(المائدة: من الآية50) .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .

وقال الشعبي " كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي نتحاكم إلي محمد لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة قوال المنافق نتحاكم إلي اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة فاتفقا أن يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه فنزلت (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ ) الآية .

وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال أحدهما نترافع إلي النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر إلي كعب بن الأشرف ثم ترافعا إلي عمر فذكر له أحدهما القصة فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم " أكذلك قال نعم فضربه بالسيف فقتله " .

40ـ باب

من جحد شيئاً من الأسماء والصفات

وقول الله تعالى( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ )(الرعد: من الآية30)

وفي صحيح البخاري قال علي " حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله " .

وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس " أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكاراً لذلك فقال ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند متشابهة " انتهى .

ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر " الرحمن " أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم ( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ) .

41ـ باب

قول الله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا)(النحل: من الآية83)

قال مجاهد ما معناه " هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي " وقال عون بن عبد الله " يقولون لولا فلان لم يكن كذا " وقال ابن قتيبة " يقولون هذا بشفاعة آلهتنا "

وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه أن لله تعالى قال " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ...." الحديث وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلي غيره ويشرك به .

قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة والملاح حاذقاً ونحو ذلك ما هو جار ألسنة كثير

42ـ باب

قول الله تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية22)

قال ابن عباس في الآية " الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت قول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك رواه بن أبي حاتم .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم .

وقال ابن مسعود " لأن أ؛لف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً " .

وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان " رواه أبو داود بسند صحيح .

وجاء عن إبراهيم النخعي " أنه يكره أن يقول أعوذ بالله وبك ويجوز أن يقول بالله ثم بك قال ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا ولولا الله وفلان " .

43ـ باب

ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

عن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف به بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله رواه ابن ماجه بسند حسن .

44ـ باب

قول ما شاء والله وشئت

عن قتيلة " أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت " رواه النسائي وصححه .

وله أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال اجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده " .

ولابن ماجه : عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال " رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزيز بن الله قالوا وإنكم لأنتم لقوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت إنكم لأنتم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال هل أخبرت بها أحداً قلت نعم قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا وأن أنهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده " .

45ـ باب

من سب الدهر فقد آذى الله

وقول الله تعالى (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)(الجاثـية: من الآية24) .

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم بسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار"

وفي رواية " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر"

46ـ باب

التسمي بقاضي القضاة ونحوه

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك لا مالك إلا الله " قال سفيان " مثل شاهان شاه " وفي رواية : أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه " قوله " أخنع " يعني: أوضع .

47ـ باب

احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك

عن أبي شريح " أنه كان يكنى أبا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الله هو الحكم وإليه الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضى كلا الفريقين فقال ما أحسن هذا فما لك من الولد قال شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قلت شريح قال فأنت أو شريح " رواه أبو داود وغيره .

48ـ باب

من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

وقول الله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة:65) .

عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض أنه قال رجل في غزوة تبوك " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول إنما كانا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) ما يلتفت إليه وما يزيده عليه .

49ـ باب

قول الله تعالى (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي)(فصلت: من الآية50) .

قال مجاهد " هذا بعملي وأنا محقوق به " وقال ابن عباس " يريد من عندي "

وقوله (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي )(القصص: من الآية78) قال قتادة " على علم مني بوجوه المكاسب " .

وقال آخرون " على علم من الله أني له أهل " وهذا معنى قول مجاهد " أوتيته على شرف" .

وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال أي شيء أب إليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال فمسحه فذهب عنه قذره فأعطى لوناً حسناً وجلد حسناً قال فأي المال أحب إليك قال الإبل أو البقر شك إسحاق فأعطى ناقة عشراء وقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه فذهب عنه وأعطى شعراً حسناً فقال أي المال أحب إليك قال البقر أو الإبل فأعطى بقرة حاملاً قال بارك الله لك فيها فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطى شاة والداً فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله عز وجل المال فقال إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله ما كنت قال ثم إنه أتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله إلي ما كنت قال ثم إنه أتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك وأعطاك المال شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك " أخرجاه .

50ـ باب

قول الله تعالى (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (لأعراف:190) .

قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب .

وعن ابن عباس في الآية قال " لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً ثم حملت فأتهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى ( جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا )(لأعراف: من الآية190) رواه ابن أبي حاتم .

وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله " لئن آتيتنا صالحاً " قال " أشفقا أن لا يكون إنساناً " وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما .

51ـ باب

قول الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ )(لأعراف: من الآية180) .

ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس ( يلحدون في أسماءه ) " ويشركون " وعنه " سموا اللات من الإله والعزى من العزيز "

وعن الأعمش : " يدخلون فليها ما ليس منها "


52ـ باب

لا يقال : السلام على الله

في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " كنا إذا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام " .

53ـ باب

قول : الله اغفر لي ان شئت

في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له " .

ولمسلم " وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه "

54ـ باب

لا يقول عبدي وأمتي

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقل أحدكم أطعم ربك وضيء ربك وليقل سيدي ومولاي ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي " .

55ـ باب

لا يرد من سأل بالله

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سأل بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح .

56ـ باب

لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة رواه أبو داود .

57ـ باب

ما جاء في اللو

وقول الله تعالى ( يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا)(آل عمران: من الآية154)

وقوله (الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا)(آل عمران: من الآية168)

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " .

58ـ باب

النهي عن سب الريح

عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به " صححه الترمذي .

59 باب

قول الله تعالى ( يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)(آل عمران: من الآية154)

وقوله ( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)(الفتح: من الآية6) .

قال ابن القيم في الآية الأولى فسر هذا الظن بأنه سحبانه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل وأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسوله وأن يظهره الله على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .

ر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب إلي الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سالم .

فإن تنتج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً .

60ـ باب

ما جاء في منكري القدر

وقال ابن عمر " والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهمم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره "

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال لابنه " يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني "

وفي رواية لأحمد " إن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلي يوم القيامة" .

وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار" .

وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال " أتيت أبي بن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي فقال لو أنفقت مثل أحد ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار قال فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم " حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه .

61ـ باب

ما جاء في المصورين

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " أخرجاه .

ولهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله " .

ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم "

ولهما عنه مرفوعاً " من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنفاخ".

ولمسلم عن أبي الهياج قال " قال لي علي ألا أبعثك على ما بعثتني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته .

62ـ باب

ما جاء في كثرة الحلف

وقول الله تعالى ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم)(المائدة: من الآية89)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب " أخرجاه

وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمنه ولا يبيع إلا بيمنه " رواه الطبراني بسند صحيح .

وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن "

وفيه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته "

وقال إبراهيم " كانوا يضربوننا على الشهادة والعد ونحن صغار" .

63ـ باب

ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه

وقوله تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (النحل:91) .

وعن بريدة رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً فقال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلي ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلي الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم إلي التحول من دارهم إلي دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين .

فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم .

وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تحفروا ذمة الله وذمة نبيه وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا رواه مسلم .

64ـ باب

ما جاء في الاقسام على الله

عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك " رواه مسلم .

وفي حديث أبي هريرة " أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته " .

65ـ باب

لا يستشفع بالله على خلقه

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال " جاء أعرابي إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نهكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك أتردي ما لله إن شأن الله أعظم من ذلك أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه " وذكر الحديث رواه أبو داود .

66 باب ـ

ما جاء حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد

وسده طرق الشرك

عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال " انطلقت في وقد بني عامر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالى قلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً فقال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان " رواه أبو داود بسند جيد .

وعن أنس رضي الله عنه " أن ناساً قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتين التي أنزلني الله عز وجل " رواه النسائي بسند جيد .


67ـ باب

ما جاء في قول الله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(الزمر: من الآية67)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال " جاء حبر من الأحبار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(الزمر: من الآية67) وفي رواية لمسلم " والجبال والشجر على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الله " .

في رواية للبخاري " يجعل السموات على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع " أخرجاه .

ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً " يطوى الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوى الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون " .

وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال " ما السموات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم " .

وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد حدثني أبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما السموات السبع في الكرسي إلا دراهم سبعة ألقيت في ترس " .

وقال : قال أبو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض" .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال " بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وين كل سماء ومساء خمسمائة عام وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم " أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أب وائل عن عبد الله .

قاله الحافظ الذهب رحمه الله تعالى قال : وله طرق .

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل تدرون كم بين السماء والأرض قلنا الله ورسوله أعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة وبين كل سماء إلي سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل مساء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم " أخرجه أبو داود وغيره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"