بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الأسرة في الاسلام:الواقع /الآفاق/التحديات

الأسرةفي الاسلام:الواقع/الآفاق/التحديات
1*الأسباب/2*العلاقات بين الأزواج/3*العلاقات بين الآباء والأبناء/4*آثار الاحسان الى الوالدين
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي صدق فقال:"المال والبنون زينة الحياة الدنياو البافيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا"
الحمد لله الذي تجلت رحماته وبركاته على كل المخلوقين.فهو الأولى -جل وعلا-بالعبادة الى يوم الدين"والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاو جعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة.ورزقكم من الطيبات.أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون "
الحمد لله الذي هدانا بعلمه وحكمته وتدبيره وتقديره ورحمته الى الايمان وحقت كلماته على الكافرين"أفمن كان مؤمنا كمن فاسقا لايستوون".وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين.
ثم أما بعد:ان خير الكلام كلام رب العالمين وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم.من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونستعيذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
لعل من الأسباب التي تدعونا الى الحديث عن هذا الموضوع ما يلى:
1*الأسباب:أولا:-واقع الأسرة في البلاد العربية الاسلامية الذي يشهد تحديات وافدة قوامها العولمة :العالم اليوم أصبح قرية صغيرة لا تصدر لك السلع فقط.وانما تأتيك بالقيم والأذواق والعادات وأنماط التفكير.تقتحم هذه العولمة بيتك عبر وسائل الاعلام والوسائل المتطورة .فيصطدم ما عندنا بما يفد علينا.ماهو أسلوب المعالجة ؟ وهل نلغي الواقع ؟!!قد لايكون هذا أسلوب تفكير سليم منطقي.لا بل ليس هو أداة منهجية لتفكير سليم.المسلم يواجه التحديات والصعوبات بنظرة متأنية موضوعية سليمة رصينة وفق منهج القرآن والسنة.عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"كلكم راع.وكلكم مسؤول عن رعيته.الامام راع وهو مسؤول عن رعيته.والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته.والمرأة راعية في بيت زوجهاو مسؤولة عن رعيتها.والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
ثانيا-:أهمية كيان الأسرة في أنه يلقن الأبناء منابع الخير والفضيلة ابتداء من توحيد الله الى صقل السلوك بالتعلم الى فنون المعاملات القائمة على أسس اسلامية.
ثالثا-:أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اسلامية .
رابعا-:ما أفرزه واقع الأسرة من علاقات بين الآباء والأبناء.فهو أحيانا واقع تسلط الآباء.وأحيانا يكون الواقع واقع عقوق للوالدين أو نشوز للزوجة.
قال جل وعلا:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونسآء واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام.ان الله كان عليكم رقيبا"سورة النساء1
يقول جل وعلا " يا أيها الناس "اتقوا ربكم"بمعنى اخشوه .والخشية هي مجاهدة النفس لتماهي عبادة الله وتشابهها في السر والعلن.هذه الدعوةالى الخشيةمقترنة بتذكير الله جل وعلا للعبد من أنه تعالى قد خلق الانسان من نفس واحدة هي نفس آدم عليه السلام.وخلق حواء من آدم عليهما السلام .وكل من يأتي من بعدهما الى قيام الساعة هو من أبنائهما."فالنساء شقائق الرجال".وفي رواية الامام مسلم من طريق أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ان المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فان استمعت بها استمتعت بهاو فيها عوج.واذا ذهبت تقيمها كسرتها.وكسرها طلاقها".
ولا يفهم من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنقص حق المرأة أبدا.وانما هو بحكمة الله يشير الى طبيعة المرأة.يدعونا الى حسن الصبر والتوجيه والارشادوالحوار والتفاهم دائما وأبدا معهن لأنهن أمهات أبنائنا.هي مفاتيح لفهم الحياة وللحفاظ على شرط وجود الأسرة في الاسلام.قال صلى الله عليه وسلم:"اني أحرج فيكم حق الضعيفين:اليتيم والمرأة"ومعنى أحرج فيكم أي ألحق بكم الحرج اذا ضيعتم حقوق اليتيم والمرأة.ثم ان الله-جل وعلا-دعانا الى أن نصل آباءنا وأمهاتنا وكل من وصل لنا برحم.فقال:"واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام".ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة فقال:"لما فرغ الله من الخلق .تعلقت الرحم بحقويه.وقالت :هذا مقام العائذ بك.قال :أماترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟قالت:بلى قال:فذاك لك".فالله -جل وعلا- رقيب على أعمالنا و سلوكنا ونواياناو كل ما نفعل.هذا هو التأصيل الشرعي للحديث عن الأسرة في الاسلام.
فماهي أسس العلاقات بين الأزواج في الاسلام؟
يقول الله-جل وعلا-:"الرجال قوامون على النسآء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله.واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن.فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.ان الله كان عليا كبيرا"سورة النساء34 .
فالأساس الأول:-هو المعاشرة الطيبة بالكلمة الحسنة والاحسان.قال تعالى:"وعاشروهن بالمعروف"سورة النساء19
الأساس الثاني:-هو أن القوامة أي العصمة بيد الرجل.
الأساس الثالث:-الانفاق.وفي الأصل على الرجل.قال -جل وعلا-:"
وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"سورة البقرة233 .وعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنها-قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"كفى بالمرء اثما أن يضيع من يقوت"/حديث حسن صحيح رواه أبو داود وغيره.والمقصد من ذلك أن تقوم العلاقات بين الأزواج على التفاهم والتحابب والاحسان وخفض الجناح والاعتبار بما جاء في القرآن والسنة النبوية.عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه-قال:قلت :يارسول الله ماحق زوجة أحدناقال :أن تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح (أي لا تلعنها ولاتقل لها قبحك الله)ولاتهجر الا في البيت".وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال:"أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا.وخياركم خيارهم لنسائهم".
وأما واجب الآباء نحو الأبناءفهو اجمالا:
1-تربيتهم تربية اسلامية صحيحة بمنهج الله تعالى.قال تعالى:"وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"سورةطه132 .
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر. وفرقوا بينهم في المضاجع".
2-تعليمهم التوحيد
3-اقامة الصلاة
4-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
5-الصبر
6-صقل الجوارح بتعليمهم التواضع وحسن الخلق.
قال تعالى على لسان النبي لقمان عليه السلام:"واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله .ان الشرك لظلم عظيم....يابني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله .ان الله لطيف خبير.يابني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر.واصبر على ما أصابك.ان ذلك من عزم الأمور.ولاتصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا.ان الله لايحب كل مختال فخور.واقصد في مشيك .واغضض من صوتك .ان أنكر الأصوات لصوت الحمير"سورة لقمان12-15-16-17-18.
أضف الى ذلك حسن الانفاق عليهم وتعويدهم السلوك الحسن.
وفي مقابل ذلك على الأبناء أن يتبعوا نهج الله في معاملتهم لآبائهم ولايغتروا بالمناصب ولا بالزوجة الحسناء.فكل ذلك لاينجيك من حساب الله .قال- جل وعلا-:"وقضى ربك أن لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا.اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما.وقل لهما قولا كريما.واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.ربكم أعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للأوابين غفورا..."سورة الاسراء23-24-25
فسبحان من لو شاء لهدى الناس أجمعين ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
الحمد لله على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد قدرته وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.الله صل عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين.
لعل من آثار الاحسان الى الوالدين ما يلى:
1-الفوز بطاعة الله تعالى ورضاه.قال صلى الله عليه وسلم:"من أرضى والديه فقد أرضى الله ومن أسخط والديه فقد أسخط الله"/رواه البخاري.
2-بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة في وقتها.سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: ما أفضل الأعمال يا رسول الله؟قال:الصلاة في وقتها.ثم أي ؟قال:بر الوالدين.ثم أي؟ قال:الجهاد في سبيل الله."
3-الاحسان الى الوالدين مبلغ الى الجنة.قال صلى الله عليه وسلم لرجل جاء يسأله عن رغبته في الجهاد:ألك والدان حيان؟ قال:أمي يارسول الله.قال:ويحك الزم رجلها فثم الجنة".
4-الفوز بمنزلة المجاهد:جاء رجل الى النبي.فقال :اني أشتهي الجهاد ولاأقدر عليه.فقال صلى الله عليه وسلم:هل بقي من والديك أحد؟قال أمي. قال:فاسأل الله في برها فان فعلت ذلك فأنت حاج و ومعتمر ومجاهد"/رواه الطبراني.
5-الفوز ببر الأبناء والسعة في الرزق وطول العمر.قال صلى الله عليه وسلم:"برواآباؤكم تبركم أبناؤكم"-"من سره أن يمد له في عمره و يزاد له في رزقه فليبر والديه"/مسند الامام أحمد.
فاللهم ارحمنا وارحم والدينا و اخواننا وأخواتنا وزوجاتنا وأبناءنا ومن وصل لنا برحم ومن أحببناه فيك ومن أحبنا فيك ياأرحم الراحمين.واحفظ بلادنا وسائر بلاد الاسلام.ووفق رئيسنا.واحفظه بعنايتك يارب العالمين.وأعز الاسلام والمسلمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم "قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"