وقوله تعالى { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } / النساء 36 /
ذي القربى القريب . والجنب الغريب . الجار الجنب يعني الصاحب في السفر
[ ش ( الجار الجنب ) البعيد عنك في الجوار أو النسب أو كما فسره البخاري . ( الصاحب بالجنب ) الرفيق الملازم في سفر أو غيره وقيل الزوجة . ( ابن السبيل ) المنقطع في سفره . ( ما ملكت أيمانكم ) من الأرقاء نساء أم رجالا ]
2407 - حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا واصل الأحدب قال سمعت المعرور بن سويد قال
Y رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألناه عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( أعيرته بأمه ) . ثم قال ( إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم )
[ ر 30 ]
16 - باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده
2408 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين )
[ 2412 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده رقم 1664 . ( مرتين ) مرة لنصح سيده ومرة لأحسان عبادة ربه سبحانه وتعالى ]
2409 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن صالح عن الشعبي
عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران )
[ ر 97 ]
2410 - حدثنا بشر بن محمد أخبرنا يونس عن الزهري سمعت سعيد ابن المسيب يقول قال أبو هريرة رضي الله عنه
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( للعبد المملوك الصالح أجران ) . والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك
[ ش أخرجه مسلم في الأيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده . . رقم 1665 . ( لولا . . ) لولا أن هذه الأمور لها أجر كبير وأنا مكلف بها أي وكوني مملوكا ربما منعني من القيام بها . ( وأنا مملوك ) حتى أحصل أجرين . وهذا الكلام من أبي هريرة رضي الله عنه فهو مدرج ]
2411 - حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده )
[ ش أخرجه مسلم في الأيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده . . رقم 1667 . ( نعم ما لأحدهم ) نعم الشيء الذي يحصله المملوك ]
17 - باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي وأمتي
وقال الله تعالى { والصالحين من عبادكم وإمائكم } / النور 32 / . وقال { عبدا مملوكا } / النحل 75 / . { وألفيا سيدها لدى الباب } / يوسف 25 / . وقال { من فتياتكم المؤمنات } / النساء 25 / . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( قوموا إلى سيدكم ) ر [ 2878 ] . و { اذكرني عند ربك } / يوسف 42 / سيدك . و ( من سيدكم )
[ ش ( عبادكم ) جمع العبد وهو المملوك . ( إمائكم ) جمع أمة وهي المملوكة . ( عبدا مملوكا ) انظر الباب 13 . ( ألفيا ) صادفا ولقيا . ( سيدها ) زوجها . ( فتياتكم ) جمع فتاة وهي الأمة . ( من سيدكم ) قطعة من حديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد وقال ( من سيدكم يا بني سلمة ) قلنا الجد بن قيس على أنا نبخله قال ( وأي داء أدوى من البخل بل سيدكم عمرو بن الجموح ] . [ عيني ]
2412 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نصح العبد سيده وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين )
[ ر 2408 ]
2413 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المملوك الذي يحسن عبادة ربه ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة له أجران )
[ ر 97 ]
2414 - حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يحدث
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي )
[ ش أخرجه مسلم في الألفاظ من الأدب وغيرها باب حكم إطلاق لفظ العبد والأمة . . رقم 2249 ]
2415 - حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أعتق نصيبا له من العبد فكان له من المال ما يبلغ قيمته يقوم عليه قيمة عدل وأعتق من ماله وإلا فقد عتق منه ما عتق )
[ ر 2359 ]
2416 - حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن عبد الله رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )
[ ر 853 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر رقم 1829 . ( بعلها ) زوجها ]
2417 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا سفيان عن الزهري حدثني عبيد الله سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وزيد بن خالد
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها - في الثالثة أو الرابعة - بيعوها ولو بضفير )
[ ر 2046 ]
18 - باب إذ أتاه خادمه بطعامه
2418 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه )
[ 5144 ]
[ ش ( أكلة ) لقمة . ( ولي علاجه ) تولى صنعه وتجهيزه ]
19 - باب العبد راع في مال سيده
ونسب النبي صلى الله عليه وسلم المال إلى السيد
2419 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم ابن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
Y أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ) . قال فسمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )
[ ر 853 ]
20 - باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه
2420 - حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا ابن وهب قال حدثني مالك بن أنس . قال وأخبرني ابن فلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحدثنا عبد الله ابن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه )
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب النهي عن ضرب الوجه رقم 2612 . ( ابن فلان ) هو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المدني . ( قاتل ) ضرب أحدا ]
بسم الله الرحمن الرحيم في المكاتب
21 - باب إثم من قذف مملوكه . وباب المكاتب ونجومه في كل سنة نجم
وقوله { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا واتوهم من مال الله الذي آتاكم } / النور 33 /
وقال روح عن ابن جريج قلت لعطاء أواجب علي إذا علمت له مالا أن أكاتبه ؟ قال ما أراه إلا واجبا . وقاله عمرو بن دينار . قلت لعطاء تأثره عن أحد قال لا . ثم أخبرني أن موسى بن أنس أخبره أن سيرين سأل أنسا المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر رضي الله عنه فقال كاتبه فأبى فضربه بالدرة ويتلو عمر { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } . فكاتبه
[ ش ( يبتغون الكتاب ) يطلبون المكاتبة وهي أن يؤدي العبد سيده مقدارا من المال يتفقان عليه على أقساط ويسمى كل قسط نجما فإذا أداها أصبح حرا . ( خيرا ) أمانة على أداء ما التزموه وقدرة على الكسب والاحتراف . ( آتوهم ) أعينوهم في أداء ما التزموه . ( علمت له مالا ) قدرة على كسب المال . ( قاله ) أي قال هذا القول وهو وجوب المكاتبة . ( تأثره ) ترويه عن أحد . ( أخبرني ) القائل هو ابن جريج والمخبر عطاء . ( بالدرة ) بالسوط ]
2421 - وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها
Y إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها وعليها خمسة أواق نجمت عليها في خمس سنين فقالت لها عائشة ونفست فيها أرأيت إن عددت لهم عدة واحدو أيبيعك أهلك فأعتقك فيكون ولاؤك لي ؟ فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا لا إلا أن يكون لنا الولاء قالت عائشة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ) . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأثق )
[ ر 444 ]
[ ش ( نفست فيها ) رغبت . ( أهلك ) أسيادك ومالكوك ]
22 - باب ما يجوز من شروط المكاتب ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله
فيه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
2422 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة
Y أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن بريرة جاءت تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من كتابتها شيئا قالت لها عائشة ارجعي إلى أهلك فإن حبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاءك لي فعلت . فذكرت ذلك بريرة لأهلها فأبوا وقالوا إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق ) . قال ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ما بال أناس يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق )
[ ر 444 ]
[ ش أخرجه مسلم في العتق باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 1504 . ( تحتسب عليك ) تطلب الثواب عند الله تعالى ولا يكون لها الولاء ]
2423 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y أرادت عائشة أم المؤمنين أن تشتري جارية لتعتقها فقال أهلها على أن ولاءها لنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يمنعك ذلك فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 2048 ]
[ ش أخرجه مسلم في العتق باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 1504 ]
23 - باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس
2424 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y جاءت بريرة فقالت إني كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت عائشة إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك فعلت ويكون ولاؤك لي . فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال ( خذيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ) . قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد فما بال رجال منكم يشترطون شروطا ليست في كتاب الله فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدكم أعتق يا فلان ولي الولاء فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 444 ]
24 - باب بيع المكاتب إذا رضي
وقالت عائشة هو عبد ما بقي عليه شيء . وقال زيد بن ثابت ما بقي عليه درهم
وقال ابن عمر هو عبد إن عاش وإن مات وإن جنى ما بقي عليه شيء
2425 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن
Y أن بريرة جاءت تستعين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت لها إن أحب أهلك أن أصب لهم ثمنك صبة واحدة فأعتقك فعلت فذكرت بريرة ذلك لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون ولاؤك لنا
قال مالك قال يحيى فزعمت عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق )
[ ر 444 ]
25 - باب إذا قال المكاتب اشتريني وأعتقني فاشتراه لذلك
2426 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبي أيمن قال
Y دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت كنت لعتبة بن أبي لهب ومات وورثني بنوه وإنهم باعوني من ابن أبي عمرو فأعتقني ابن أبي عمرو واشترط بنو عتبة الولاء فقالت دخلت بريرة وهي مكاتبة فقالت اشتريني وأعتقيني قالت نعم قالت لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي فقالت لا حاجة لي بذلك فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بلغه فذكر لعائشة فذكرت عائشة ما قال لها فقال ( اشتريها وأعتقيها ودعيهم يشترطون ما شاؤوا ) . فاشترتها عائشة فأعتقتها واشترط أهلها الولاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الولاء لمن أعتق وإن اشترطوا مائة شرط )
[ ر 444 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
55 - كتاب الهبة وفضلها
1 - باب فضلها والتحريض عليها
2427 - حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة )
[ 5671 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بقليل رقم 1030 . ( لا تحقرن ) لا تستصغرن شيئا تقدمه هبة فتمتنع منها والهبة في اللغة إيصال الشيء لغيره بما ينفعه سواء كان مالا أم غيره يقال وهبة الله مالا حلالا وولدا صالحا وعقلا سليما . وشرعا هي تمليك المال بلا عوض وفي معناها الهدية مع ملاحظة تكريم الموهوب له . ( فرسن شاة ) ما دون الرسغ من يدها وقيل هو عظم قليل اللحم والمقصود المبالغة في الحث على الإهداء ولو في الشيء اليسير وخص النساء بالخطاب لأنهن يغلب عليهن استصغار الشيء اليسير والتباهي بالكثرة وأشباه ذلك ]
2428 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة
Y ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار . فقلت يا خالة ما كان يعيشكم ؟ قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا
[ 6093 ، 6094 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق رقم 2972 . ( وما أوقدت . . ) كناية عن طبخ شيء من اللحم أو سواه . ( يعيشكم ) يقيتكم من الطعام . ( الأسودان ) غلب التمر على الماء فقيل أسودان وكان الغالب في تمر المدينة الأسود . ( منائح ) جمع منيحة وهي الشاة أو الناقة التي تعطي للغير ليحلبها وينتفع بلبنها ثم يردها على صاحبها وقد تكون عطية مؤبدة بعينها ومنافعها كالهبة . ( يمنحون ) من المنح وهو العطاء ]
2 - باب القليل من الهبة
2429 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت )
[ 4883 ]
[ ش ( ذراع ) اليد من الحيوان . ( كراع ) ما استدق من ساق الحيوان ]
3 - باب من استوهب من أصحابه شيئا
وقال أبو سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اضربوا لي معكم سهما )
[ ر 2156 ]
2430 - حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة من المهاجرين وكان لها غلام نجار قال لها ( مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر ) . فأمرت عبدها فذهب فقطع من الطرفاء فصنع له منبرا فلما قضاه أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد قضاه قال صلى الله عليه وسلم ( أرسلي به إلي ) . فجاؤوا به فاحتمله النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه حيث ترون
[ ر 370 ]
2431 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي عن أبيه رضي الله عنه قال
Y كنت يوما جالسا مع رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في منزل في طريق مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نازل أمامنا والقوم محرمون وأنا غير محرم فأبصروا حمارا وحشيا وأنا مشغول أخصف نعلي فلم يؤذنوني به وأحبوا لو أني أبصرته والتفت فأبصرته فقمت إلى الفرس فأسرجته ثم ركبت ونسيت السوط والرمح فقلت لهم ناولوني السوط والرمح فقالوا لا والله لا نعينك عليه بشيء فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته ثم جئت به وقد مات فوقعوا فيه يأكلونه ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم فرحنا وخبأت العضد معي فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عن ذلك فقال ( معكم منه شيء ) . فقلت نعم فناولته العضد فأكلها حتى نفدها وهو محرم
فحدثني به زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة
[ ر 1725 ]
[ ش ( أخصف ) أخرز وألزق . ( يؤذنوني ) يعلموني . ( فأسرجته ) شددت عليه سرجه والسرج ما يوضع على الدابة تحت الراكب . ( فعقرته ) جرحته حتى مات . ( فوقعوا فيه ) أخذوا من لحمه . ( فرحنا ) من الرواح وهو الذهاب آخر النهار . ( خبأت العضد ) أبقيتها . ( نفدها ) أتى عليها كلها ولم يبق منها شيئا ]
4 - باب من استسقى
وقال سهل قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( اسقني ) . [ ر 5314 ]
2432 - حدثنا خالد بن مخلد حدثا سليمان بن بلال قال حدثني أبو طوالة اسمه عبد الله بن عبد الرحمن قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول
Y أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا هذه فاستسقى فحلبنا له شاة لنا ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته وأبو بكر عن يساره وعمر تجاهه وأعرابي عن يمينه فلما فرغ قال عمر هذا أبو بكر فأعطى الأعرابي فضله ثم قال ( الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا ) . قال أنس فهي سنة فهي سنة ثلاث مرات
[ ر 2225 ]
5 - باب قبول هدية الصيد
وقبل النبي صلى الله عليه وسلم من أبي قتادة عضد الصيد . [ ر 2431 ]
2433 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس رضي الله عنه قال
Y أنفجنا أرنبا بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوركها وفخذيها قال فخذيها لا شك فيه فقبله . قلت وأكل منه ؟ قال وأكل منه ثم قال بعد قبله
[ 5171 ، 5215 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب إباحة الأرنب رقم 1953 . ( أنفجنا ) أثرناه من مكانه . ( بمر الظهران ) موضع قريب من مكة . ( فلغبوا ) تعبوا . ( بوركها ) ما فوق الفخذ ]
2434 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله ابن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس عن الصعب بن جثامة رضي الله عنهم
Y أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرد عليه فلما رأى ما في وجهه قال ( أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم )
[ ر 1729 ]
6 - باب قبول الهدية
2435 - حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2441 ، 2442 ، 3564 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب في فضل عائشة رضي الله عنها رقم 2441 ، 2442 . ( يتحرون ) من التحري وهو القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول . ( يوم عائشة ) يوم نوبتها ومبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها . ( يبتغون ) يطلبون . ( بذلك ) بتحريهم بهداياهم يوم عائشة . ( مرضاة ) سروره ورضاه ]
2436 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا جعفر بن إياس قال سمعت سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y أهدت أم حفيد خالة ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقطا وسمنا وأضبا فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الضب تقذرا قال ابن عباس فأكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 5074 ، 5087 ، 6925 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب إباحة الضب رقم 1946 ، 1947 . ( أضبا ) جمع ضب وهو دويبة تشبه الحرذون ومنها ما هو أكبر منه . ( تقذرا ) كراهية وتقززا منه ]
2437 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عنه ( أهدية أم صدقة ) . فإن قيل صدقة . قال لأصحابه ( كلوا ) . ولم يأكل وإن قيل هدية ضرب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب قبول النبي صلى الله عليه وسلم الهدية ورده الصدقة رقم 1077 ]
2438 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فقيل تصدق على بريرة قال ( هو لها صدقة ولنا هدية )
[ ر 1424 ]
2439 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال سمعته منه عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
Y أنها أرادت أن تشتري بريرة وأنهم اشترطوا ولاءها فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اشتريها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ) . وأهدي لها لحم فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم هذا تصدق على بريرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هو لها صدقة ولنا هدية ) . وخيرت
وقال عبد الرحمن زوجها حر أو عبد قال شعبة سألت عبد الرحمن عن زوجها قال لا أدري أحر أم عبد
[ ر 444 ]
2440 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فقال ( عندكم شيء ) . قالت لا إلا شيء بعثت به أم عطية من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة قال ( إنها قد بلغت محلها )
[ ر 1377 ]
7 - باب ن أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض
2441 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
[ ش ( صواحبي ) أرادت بقية أزواج النبي Y كان الناس يتحرون بهداياهم يومي . وقالت أم سلمة إن صواحبي اجتمعن فذكرت له فأعرض عنها صلى الله عليه وسلم . ( اجتمعن ) وقلن لي خبري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس بأن يهدوا له حيث كان . ( فذكرت له ) ما قلنه لها . ( فأعرض عنها ) لم يلتفت إلى ما قالته له ]
2442 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
Y أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها ( لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ) . قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال ( يا بنية ألا تحبين ما أحب ) . قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال ( إنها بنت أبي بكر )
قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن . وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة . وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة
[ ر 2435 ]
[ ش ( حزبين ) تثنية حزب وهو الطائفة والجماعة . ( ينشدنك الله العدل ) يسألنك بالله العدل بأن تسوي بينهن في كل شيء من المحبة وغيرها وهذا مما لا يملكه أحد ولا يكلف به وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال والأمور المادية . ( تناولت عائشة ) تعرضت لها بالقول . ( فسبتها ) نالتها بالكلام ضمن الحدود الشرعية . ( إنها بنت أبي بكر ) إنها شريفة عاقلة عارفة كأبيها ]
8 - باب ما لا يرد من الهدية
2443 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري قال حدثني ثمامة بن عبد الله قال
Y دخلت عليه فناولني طيبا قال كان أنس رضي الله عنه لا يرد الطيب قال وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب
[ 5585 ]
[ ش ( الطيب ) ما يتطيب به من العطور والأدهان ]
9 - باب من رأى الهبة الغائبة جائزة
[ ش ( الهبة الغائبة ) أي هبة ما هو غائب أو سيملك ]
2444 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال ذكر عروة أن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما ومروان أخبراه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه وفد هوازن قام في الناس
فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( أما بعد فإن إخوانكم جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا )
فقال الناس طيبنا لك
[ ر 2184 ]
10 - باب المكافأة في الهبة
2445 - حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها
لم يذكر وكيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة
[ ش ( يثيب عليها ) يكافئ صاحبها فيعطيه عوضا عنها ما هو خير منها أو مثلها . ( لم يذكر وكيع ) بن الجراح و ( محاضر ) بن المورع أي لم يسندا الحديث بل ذكراه مرسلا ]
11 - باب الهبة للولد وإذا أعطى بعض ولده شيئا لم يجز حتى يعدل بينهم ويعطي الآخرين مثله ولا يشهد عليه
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اعدلوا بين أولادكم في العطية )
[ ر 2447 ]
وهل للوالد أن يرجع في عطيته وما يأكل من مال ولده بالمعروف ولا يتعدى
واشترى النبي صلى الله عليه وسلم من عمر بعيرا ثم أعطاه ابن عمر وقال اصنع به ما شئت . [ ر 2009 ]
2446 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان بن بشير أنهما حدثاه عن النعمان بن بشير
Y أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن نحلت ابني هذا غلاما فقال ( أكل ولدك نحلت مثله ) . قال لا قال ( فارجعه )
[ 2447 ، 2507 ]
[ ش أخرجه مسلم في الهبات باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة رقم 1623 . ( نحلت ) أعطيت من النحلة وهي العطاء ]
12 - باب الإشهاد في الهبة
2447 - حدثنا حامد بن عمر حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول
Y أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال ( أعطيت سائر ولدك مثل هذا ) . قال لا قال ( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) . قال فرجع فرد عطيته
[ ر 2446 ]
13 - باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها
قال إبراهيم جائزة . وقال عمر بن عبد العزيز لا يرجعان . واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في أن يمرض في بيت عائشة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه )
وقال الزهري فيمن قال لامرأته هبي لي بعض صداقك أو كله ثم لم يمكث إلا يسيرا حتى طلقها فرجعت فيه قال يرد إليها إن كان خلبها وإن كانت أعطته عن طيب نفس ليس في شيء من أمره خديعة جاز قال الله تعالى { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا } . / النساء 4 /
[ ش ( صاقك ) مهرك . ( خلبها ) خدعها . ( فإن طبن ) المعنى إن طابت أنفسهن لكم عن شيء من المهر فوهبنه لكم بكل رضى . ( فكلوه هنيئا مريئا ) طيبا محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم ]
2448 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله قالت عائشة رضي الله عنها
Y لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان
بين العباس وبين رجل آخر فقال عبيد الله فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ قلت لا قال هو علي بن أبي طالب
[ ر 195 ]
2449 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه )
[ 2478 ، 2479 ، 6574 ]
[ ش ( أخرجه مسلم في الهبات باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة...رقم 1622 . ( العائد في هبته ) الذي يرجع في عطيته . ( يعود في قيئه ) يلعقه بعد أن ألقاه وهو مبالغة في قبح الرجوع بالهبة ]
14 - باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج فهو جائز إذا لم تكن سفيهة فإذا كانت سفيهة لم يجز
قال الله تعالى { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم } / النساء 5 /
[ ش ( السفهاء ) جمع سفيه وهو المبذر والذي لا يحسن التصرف في المال من الرجال أو النساء أو الصبيان . ( أموالكم ) أموالهم التي في أيديكم ]
2450 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله عن أسماء رضي الله عنها قالت
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب الحث في الإنفاق وكراهة الإحصاء رقم 1029 ] Y قلت يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير فأتصدق ؟ قال ( تصدقي ولا توعي فيوعى عليك )
2451 - حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام ابن عروة عن فاطمة عن أسماء
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك )
[ ر 1366 ]
2452 - حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن يزيد عن بكير عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أخبرته
Y أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال ( أو فعلت ) . قالت نعم قال ( أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك )
وقال بكر بن مضر عن عمرو عن بكير عن كريب إن ميمونة أعتقت
[ 2454 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين . . رقم 999 . ( وليدة ) أمة . ( يدور عليها فيه ) يبيت عندها . ( أشعرت ) أعلمت . ( أعظم لأجرك ) أكثر ثوابا لك ]
2453 - حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 2494 ، 2518 ، 2542 ، 2723 ، 3208 ، 3801 ، 3910 - 3912 ، 4413 ، 4414 ، 4472 - 4474 ، 4479 ، 6285 ، 6301 ، 6935 ، 6936 ، 7061 ، 7106 ]
[ ش ( أقرع بين نسائه ) من القرعة وهي أن يختار كل من المتقارعين شيئا معينا فيسمى سهمه أي نصيبه وتوضع في وعاء مغلق ثم يستخرج منها واحد فمن خرج سهمه كان هو صاحب القرعة . ( تبتغي ) تطلب . ( بذلك ) بهبتها يومها وليلتها . ( رضا ) سروره ]
15 - باب بمن يبدأ بالهدية
2454 - وقال بكر عن عمرو عن بكير عن كريب مولى ابن عباس إن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أعتقت وليدة لها فقال لها ( ولو وصلت بعض أخوالك كان أعظم لأجرك )
[ ر 2452 ]
2455 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة عن عائشة رضي الله عنها قالت
[ ر 2140 ] Y قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ قال ( إلى أقربهما منك بابا )
16 - باب من لم يقبل الهدية لعلة
وقال عمر بن عبد العزيز كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية واليوم رشوة
[ ش ( الهدية ) أي للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم . ( واليوم رشوة ) إذا أعطيت للحكام والموظفين ]
2456 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره
Y أنه سمع الصعب بن جثامة الليثي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار وحش وهو بالأبواء أو بودان وهو محرم فرده قال صعب فلما عرف في وجهي رده هديتي قال ( ليس بنا رد عليك ولكنا حرم )
[ ر 1729 ]
[ ش ( عرف في وجهي رده ) أثره وهو كراهتي لذلك . ( ليس بنا رد عليك ) أي لم نرد عليك رغبة منا في ذلك وكرها لهديتك . ( حرم ) محرمون ]
2457 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال
Y استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي . قال ( فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر يهدى له أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاه يتعر )
ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه ( اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ) . ثلاثا
[ ر 883 ]
[ ش ( استعمل ) وظف . ( الصدقة ) الزكاة . ( هذا لكم ) ما جمعته زكاة تأخذونه لتعطوه الفقراء المستحقين . ( منه ) من المال الذي يهدى له بسبب عمله ووظيفته . ( جاء به ) حشر مصاحبا له . ( رغاء ) صوت ذوات الخف . ( خوار ) صوت البقر . ( تيعر ) من اليعار وهو صوت الشاة . ( عفرة إبطيه ) بياض ما تحت الإبط وسمي عفرة لأنه بياض غير ناصع كأنه معفر بالتراب . ( ثلاثا ) أي كررها ثلاث مرات ]
17 - باب إذا وهب هبة أو وعد ثم مات قبل أن تصل إليه
وقال عبيدة إن مات وكانت فصلت الهدية والمهدى له حي فهي لورثته
وإن لم تكن فصلت فهي لورثة الذي أهدى . وقال الحسن إيهما مات قبل فهي لورثة المهدى له إذا قبضها الرسول
[ ش ( فصلت ) ميزت . ( الرسول ) الذي كلف بإيصال الهدية للمهدى له ]
2458 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر سمعت جابرا رضي الله عنه قال
Y قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا - ثلاثا ) . فلم يقدم حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا فأتيته فقلت إن النبي صلى الله عليه وسلم وعدني فحثى لي ثلاثا
[ ر 2174 ]
18 - باب كيف يقبض العبد والمتاع
وقال ابن عمر كنت على بكر صعب فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( هو لك يا عبد الله )
[ ر 2009 ]
2459 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن مليكة عن المسور
ابن مخرمة رضي الله عنهما قال
Y قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال ادخل فادعه لي قال فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال ( خبأنا هذا لك ) . قال فنظر إليه فقال ( رضي مخرمة )
[ 2514 ، 2959 ، 5464 ، 5524 ، 5781 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة رقم 1058 . ( أقبية ) جمع قباء وهو ثوب يلبس . ( رضي مخرمة ) أي هل رضيت ]
19 - باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت
2460 - حدثنا محمد بن محبوب حدثنا عبد الواحد حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال ( وما ذاك ) . قال وقعت بأهلي في رمضان قال ( تجد رقبة ) . قال لا قال ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ) . قال لا قال ( فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ) . قال لا قال فجاء رجل من الأنصار بعرق والعرق المكتل فيه تمر فقال ( اذهب بهذا فتصدق به ) . قال على أحوج منا يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال ( اذهب فأطعمه أهلك )
[ ر 1834 ]
20 - باب إذا وهب دينا على رجل
قال شعبة عن الحكم هو جائز . ووهب الحسن بن علي عليهما السلام لرجل دينه . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان له عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه ) . فقال جابر قتل أبي وعليه دين فسأل النبي صلى الله عليه وسلم غرماءه أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي
[ ش ( من كان . . ) أي من كان عليه لأحد حق فليعطه لصاحبه أو ليطلب منه أن يبرئ ذمته منه ]
2461 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس . قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال حدثني ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره
Y أن أباه قتل يوم أحد شهيدا فاشتد الغرماء في حقوقهم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ويحللوا أبي فأبوا فلم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطي ولم يكسره لهم ولكن قال ( سأغدو عليك ) . فغدا علينا حين أصبح فطاف في النخل ودعا في ثمره بالبركة فجددتها فقضيتهم حقوقهم وبقي لنا من ثمرها بقية ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فأخبرته بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر ( اسمع - وهو جالس - ياعمر ) . فقال ألا يكون ؟ قد علمنا أنك رسول الله والله إنك لرسول الله
[ ر 2020 ]
[ ش ( ألا يكون ) أي ليس غريبا أن يكون هذا وأنت رسول الله المؤيد بالمعجزات وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله ( اسمع يا عمر ) . تأكيد علمه رضي الله عنه وتقويته وزيادة الحجج لديه ]
21 - باب هبة الواحد للجماعة
وقالت أسماء للقاسم بن محمد وابن أبي عتيق ورثت عن أختي عائشة بالغابة وقد أعطاني به معاوية مائة ألف فهو لكما
[ ش ( القاسم بن محمد ) بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . ( ابن أبي عتيق ) هو أبو بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما . ( بالغابة ) موضع قريب من المدينة وهو من عواليها والغابة في الأصل الأشجار المتكاثفة التي تغيب ما فيها ]
2462 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام ( إن أذنت لي أعطيت هؤلاء ) . فقال ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحدا فتله في يده )
[ ر 2224 ]
22 - باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة
وقد وهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لهوازن ما غنموا منهم وهو غير مقسوم
[ ر 2184 ]
وقال ثابت بن محمد حدثنا مسعر عن محارب عن جابر رضي الله عنه أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقضاني وزادني
[ ر 432 ]
2463 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محارب سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول
Y بعت من النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا في سفر فلما أتينا المدينة قال ( ائت المسجد فصل ركعتين ) . فوزن قال شعبة أراه فوزن لي فأرجح فما زال معي منها شيئا حتى أصابها أهل الشأم يوم الحرة
[ ر 432 ]
[ ش ( منها ) من الثمن الذي أعطاه إياه . ( أصابها ) أخذها . ( يوم الحرة ) يوم الوقعة التي حصلت حوالي المدينة عند حرتها والحرة أرض ذات حجارة سوداء ]
2464 - حدثنا قتيبة عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ) . فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله في يده
[ ر 2224 ]
2465 - حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال أخبرني أبي عن شعبة عن سلمة قال سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين فهم به أصحابه فقال ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ) . وقال ( اشتروا له سنا فأعطوه إياه ) . فقالوا إنا لا نجد سنا إلا سنا هي أفضل من سنه قال ( فاشتروها فأعطوها إياه فإن من خيركم أحسنكم قضاء )
[ ر 2182 ]
23 - باب إذا وهب جماعة لقوم
2466 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم ( معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت ) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء جاؤونا تائبين وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفئ الله علينا فليفعل ) . فقال الناس طيبنا يا رسول الله لهم فقال لهم ( إنا لا ندري من أذن منكم فيه ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ) . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا . وهذا الذي بلغنا من سبي هوازن . هذا آخر قول الزهري يعني فهذا الذي بلغنا
[ ر 2184 ]
24 - باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق
ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ولم يصح
2467 - حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ سنا فجاء صاحبه يتقاضاه فقال ( إن لصاحب الحق مقالا ) . ثم قضاه أفضل من سنه وقال ( أفضلكم أحسنكم قضاء )
[ ر 2182 ]
2468 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن ابن عمر رضي الله عنهما
Y أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان على بكر لعمر صعب فكان يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أبوه يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أحد . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( بعينه ) . فقال عمر هو لك فاشتراه ثم قال ( هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت )
[ ر 2009 ]
25 - باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز
2469 - وقال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكنت على بكر صعب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ( بعينه ) . فابتاعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هو لك يا عبد الله )
[ ر 2009 ]
26 - باب هدية ما يكره لبسه
2470 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
Y رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد قال ( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة ) . ثم جاءت حلل فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حلة وقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ما قلت ؟ فقال ( إني لم أكسكها لتلبسها ) . فكساها عمر أخا له بمكة مشركا
[ ر 846 ]
2471 - حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يدخل عليها وجاء علي فذكرت له ذلك فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم قال ( إني رأيت على بابها سترا موشيا ) . فقال ( ما لي وللدنيا ) . فأتاها علي فذكر ذلك لها فقالت ليأمرني فيه بما شاء قال ( ترسل به إلى فلان أهل بيت بهم حاجة )
[ ش ( موشيا ) منقوشا ومخططا بألوان شتى . ( ما لي وللدنيا ) ليس لي حاجة بزخرف الدنيا ]
2472 - حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال سمعت زيد بن وهب عن علي رضي الله عنه قال
Y أهدى إلي النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي
[ 5051 ، 5502 ]
[ ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة باب تحريم استعمال إناء الذهب . . رقم 2071 . ( حلة ) ثوبان من جنس واحد . ( سيراء ) ذات خطوط يخالطها شيء من الحرير . ( نسائي ) زوجته وأمه وبنت عمه حمزة وزوجة أخيه عقيل رضي الله عنهم أجمعين ]
27 - باب قبول الهدية من المشركين
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل قرية فيها ملك أو جبار فقال أعطوها آجر ) . [ ر 2104 ]
وأهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم
[ ر 2474 ]
وقال أبو حميد أهدى ملك أيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساة بردا وكتب له ببحرهم
[ ر 1411 ]
[ ش ( أيلة ) بلدة كانت معروفة بساحل البحر في طريق المصريين إلى مكة ولعلها ما يسمى الآن أيلات . ( كتب له ببحرهم ) أي جعله حاكما على بلدهم وأرضهم ]
2473 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه قال
Y أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال ( والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا )
وقال سعيد عن قتادة عن أنس إن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ 3076 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه رقم 2469 . ( سندس ) الديباج الرقيق والديباج ثياب من الحرير الخالص . ( فعجب الناس منها ) أعجبهم حسنها . ( أكيدر دومة ) ملكها وهي مدينة بقرب تبوك ]
2474 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل ألا نقتلها ؟ قال ( لا ) . فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب السم رقم 2190 . ( يهودية ) اسمها زينب واختلف في إسلامها . ( أعرفها ) أعرف أثرها . ( لهوات ) جمع لهاة وهي ما يبدو من الفم عند التبسم وقيل هي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم ]
2475 - حدثنا أبو النعمان حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال
Y كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هل مع أحد منكم طعام ) . فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( بيعا أم عطية أو قال أم هبة ) . قال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حز النبي صلى الله عليه وسلم له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها إياه وإن كان غائبا خبأ له فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناه على البعير أو كما قال
[ ر 2103 ]
[ ش أخرجه مسلم في الأشربة باب إكرام الضيف وفضل إيثاره رقم 2056 . ( بسواد البطن ) ما في البطن من كبد وغيره وقيل هو الكبد . ( وايم الله ) من ألفاظ القسم وقيل هي جمع يمين ومعناها أيمن الله قسمي ]
28 - باب الهدية للمشركين
وقول الله تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم } / الممتحنة 8 /
[ ش ( تبروهم ) تحسنوا إليهم . ( تقسطوا ) تعاملوهم بالعدل ]
2476 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عبد الله ابن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
Y رأى عمر حلة على رجل تباع فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ابتع هذه الحلة تلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد . فقال ( إنما يلبس هذا من لا خلاق له في الآخرة ) . فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم منها بحلل فأرسل إلى عمر منها بحلة فقال عمر كيف ألبسها وقد قلت ما قلت فيها ؟ قال ( إني لم أكسكها لتلبسها تبيعها أو تكسوها ) . فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم
[ ر 846 ]
2477 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت
Y قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال ( نعم صلي أمك )
[ 3012 ، 5633 ، 5634 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين . . رقم 1003 . ( راغبة ) أي في الإسلام وقيل عنه أي كارهة له ]
29 - باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته
2478 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام وشعبة قالا حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العائد في هبته كالعائد في قيئه )
2479 - حدثنا عبد الرحمن بن المبارك حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس لنا مثل السوء الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه )
[ ر 2449 ]
[ ش ( ليس لنا مثل السوء ) لا ينبغي لنا أن نتصف بصفة ذميمة نشابه فيها أخس الحيوانات في أخس الأحوال ]
2480 - حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
عليه وسلم فقال ( لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه )
[ ر 1419 ] Y حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه منه وظننت أنه بائعه برخص فسألت عن ذلك النبي صلى الله
2481 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة
Y أن بني صهيب مولى ابن جدعان ادعوا بيتين وحجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى ذلك صهيبا فقال مروان من يشهد لكما على ذلك قالوا ابن عمر فدعاه فشهد لأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيبا بيتين وحجرة فقضى مروان بشهادته لهم
[ ش ( بني صهيب ) الرومي الصحابي المشهور . ( مولى ابن جدعان ) الذي اشتراه في الجاهلية وأعتقه . ( حجرة ) موضع منفرد في الدار ]
30 - باب ما قيل في العمرى والرقبى
أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له . { استعمركم فيها } / هود 61 / جعلكم عمارا
[ ش ( استعمركم فيها ) المعنى أذن لكم في عمارتها واستخرج قوتكم منها وقيل غير ذلك ]
2482 - حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه قال
Y قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرى أنها لمن وهبت له
[ ش أخرجه مسلم في الهبات باب العمرى رقم 1625 . ( قضى ) حكم . ( بالعمرى ) بصحتها والعمرى أن يقول رجل لآخر أعمرتك داري أي جعلتها لك مدة عمري . ( لمن وهبت له ) أي على التأبيد لا ترجع إلى الواهب أو ورثته ]
2483 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال حدثني النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العمرى جائزة ) . وقال عطاء
حدثني جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[ ش أخرجه مسلم في الهبات باب العمرى رقم 1625 ، 1626 . ( جائزة ) صحيحة ومشروعة ]
31 - باب من استعار من الناس الفرس
2484 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول
Y كان فزع بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال ( ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا )
[ 2665 ، 2702 ، 2707 ، 2711 ، 2712 ، 2751 ، 2806 ، 2807 ، 2875 ، 5686 ، 5858 ]
[ ش ( فزع ) خوف من العدو . ( من شيء ) يوجب الفزع . ( لبحرا ) واسع الجري ]
32 - باب الاستعارة للعروس عند البناء
[ ش ( البناء ) الزفاف والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها فيقال بنى الرجل على أهله ]
2485 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبي قال
Y دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره
[ ش ( أبي ) هو أيمن الحبشي المخزومي المكي . ( درع ) قميص المرأة . ( قطر ) نوع من غليظ الثياب القطنية فيه بعض الخشونة وفي نسخة ( درع قطن ) . ( تزهى ) تأنف وتتكبر . ( تقين ) تتزين لزفافها ]
33 - باب فضل المنيحة
2486 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي تغدو بإناء وتروح بإناء )
حدثنا عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك قال ( نعم الصدقة )
[ 5285 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب فضل المنيحة رقم 1019 ، 1020 . ( المنيحة ) وهي الناقة أو الشاة ذات الدر تعطي لينتفع بلبنها ثم ترد إلى أصحابها . ( اللقحة ) الحلوب من الإبل أو الشياه . ( الصفي ) الكثيرة اللبن . ( تغدو بإناء وتروح بإناء ) تحلب إناء بالغدو وإناء بالعشي ]
2487 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y لما قدم المهاجرون إلى المدينة من مكة وليس بأيديهم يعني شيئا وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة وكانت أمه أم أنس أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا فأعطاهن النبي صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد
قال ابن شهاب فأخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم فرد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه
وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا وقال مكانهن من خالصه
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم . . رقم 1771 . ( ثمار أموالهم ) يقاسمونهم عليها . ( المؤونة ) في الزراعة من السقي وغيره . ( عذاقا ) هو النحلة والمراد ثمرها . ( قتل أهل خيبر ) قتالهم . ( حائطه ) بساتنه ]
2488 - حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة )
قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة
[ ش ( خصلة ) صفة . ( منيحة العنز ) أنثى العنز تعطى لينتفع بلبنها ثم ترد . ( تصديق موعودها ) مصدقا بما وعد الله تعالى عليها من الأجر . ( تشميت العاطس ) أن يقول له يرحمك الله ونحوه وأصل الشماتة أن يفرح بالمصيبة تنزل بغيره فكانه يدعو له بدفع المصيبة . ( نبلغ خمس عشرة ) حسب اجتهاده ومبلغ علمه ولم يذكرها صلى الله عليه وسلم مع القطع بعلمه بها لحكمة الله ورسوله أعلم بها ولعلها الاجتهاد بأعمال البر عامة وحتى لا يقتصر الناس عليها ]
2489 - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال حدثني عطاء عن جابر رضي الله عنه قال
Y كان لرجال منا فضول أرضين فقالوا نؤاجرها بالثلث والربع والنصف فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن أبى فليمسك أرضه )
[ ر 2215 ]
2490 - وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثني عطاء بن يزيد حدثني أبو سعيد قال
Y جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة فقال ( ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل ) . قال نعم قال ( فتعطي صدقتها ) . قال نعم قال ( فهل تمنح شيئا ) . قال نعم قال ( فتحلبها يوم وردها ) . قال نعم قال ( فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا )
[ ر 1384 ]
[ ش ( تمنح منها ) تعطي صدقة وهدية . ( فتحلبها يوم وردها ) يوم مجيئها إلى الماء لتشرب فتعطي من لبنها من حضر من الفقراء والمساكين . ( يترك ) ينقصك ]
2491 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عمرو عن طاوس قال حدثني أعلمهم بذاك - يعني ابن عباس رضي الله عنهما -
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أرض تهتز زرعا فقال ( لمن هذه ) . فقالوا اكتراها فلان فقال ( أما إنه لو منحها إياه كان خيرا له من
أن يأخذ عليها أجرا معلوما )
[ ر 2205 ]
[ ش ( تهتز زرعا ) تتحرك وترتاح لأجل الزرع الذي عليها وكل من ارتاح لأمر اهتز له ]
34 - باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز
وقال بعض الناس هذه عارية وإن قال كسوتك هذا الثوب فهو هبة
[ ش ( على ما يتعارف الناس ) أي حسب عرفهم في اعتبار ذلك عارية أم هبة . ( بعض الناس ) قيل أراد بهم الحنفية ]
2492 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( هاجر إبراهيم بسارة فأعطوها آجر فرجعت فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة )
وقال ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( فأخدمها هاجر )
[ ر 2104 ]
35 - باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى والصدقة
وقال بعض الناس له أن يرجع فيها
[ ش ( كالعمرى ) انظر الحديث 2482 ]
2493 - حدثنا الحميدي أخبرنا سفيان قال سمعت مالكا يسأل زيد بن أسلم قال سمعت أبي يقول قال عمر رضي الله عنه
Y حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( لا تشتره ولا تعد في صدقتك )
[ ر 1419 ] . بسم الله الرحمن الرحيم
56 - كتاب الشهادات
1 - باب ما جاء في البينة على المدعي
لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب عما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لكم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل أحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى أن لا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم } / البقرة 282 /
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ولا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا } / النساء 135 /
[ ش ( مسمى ) معلوم . ( بالعدل ) بالحق والإنصاف لا يزيد ولا ينقص ولا يقدم ولا يؤخر . ( ليملل ) الإملال والإملاء بمعنى واحد وهو أن يقرأ على الكاتب ما يكتبه ليكون إقرارا منه على نفسه بما عليه . ( يبخس ) ينقص . ( سفيها ) مبذرا محجورا عليه لعدم حسن تصرفه في المال . ( ضعيفا ) عن الإملاء لصغر أو كبر . ( وليه ) القائم بأمره من والد أو وصي . ( تضل ) تنسى . ( تسأموا ) من السآمة وهي الملل . ( أقسط ) أعدل . ( أقوم ) أعون على إقامتها . ( أدنى أن لا ترتابوا ) أقرب إلى عدم الشك في قدر الحق أو أجله . ( قوامين بالقسط ) قائمين بالعدل . ( شهداء لله ) تشهدون بالحق إرضاء لله تعالى . ( الهوى ) الرغبة النفسية . ( أن تعدلوا ) كراهة أن تعدلوا فتميلوا عن الحق . ( تلووا ) تحرفوا وتتعمدوا الكذب . ( تعرضوا ) تمتنعوا عن أداء ما عندكم من الشهادة ]
2 - باب إذا عدل رجل أحدا فقال لا نعلم إلا خيرا أو قال ما علمت إلا خيرا
2494 - حدثنا حجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا ثوبان . قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله عن حديث عائشة رضي الله عنها وبعض حديثهم يصدق بعضا حين قال لها أهل الإفك
Y فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله فأما أسامة فقال أهلك ولا نعلم إلا خيرا وقالت بريرة إن رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا )
[ ر 2453 ]
[ ش ( قال لها ) قال عنها . ( أهل الإفك ) أصحابه الين تكلموا فيه والإفك الكذب والمراد هنا ما اتهمت به عائشة رضي الله عنها زورا وافتراء . ( استلبث ) من اللبث وهو الإبطاء والتأخر . ( يستأمرهما ) يشاورهما . ( أهله ) المراد عائشة نفسها . ( أهلك ) أي فكيف يطعن بها . ( أغمصه ) أعيبها به . ( تنام عن عجين أهلها ) تغفل عنه لبراءتها وطيب نفسها . ( الداجن ) الشاة التي ألفت البيوت . ( يعذرنا ) يلومه على فعله ولا يلومني إذا جازيته على صنعه . ( رجل ) هو رأس النفاق عبد الله بن أبي سلول الذي تولى حديث الإفك وأذاع به . ( ذكروا رجلا ) اتهموه بالفاحشة والمراد به صفوان بن المعطل رضي الله عنه ]
3 - باب شهادة المختبي
وأجازه عمرو بن حريث قال وكذلك يفعل بالكاذب الفاجر
وقال الشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة السمع شهادة
وقال الحسن يقول لم يشهدوني على شيء وإني سمعت كذا وكذا
[ ش ( المختبي ) المختفي عند تحمل الشهادة إذا كان من عليه الحق لا يعترف به ظاهرا فيمكن أن يختلي به صاحب الحق ويقرره وهو لا يعلم أن هناك شهودا فإذا أقر به سمع الشهود المختبئون إقراره وشهدوا به عليه ]
2495 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال سالم سمعت عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يقول
Y انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف هذا محمد فتناهى ابن صياد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو تركته بين )
[ ر 1289 ]
[ ش ( يؤمان ) يقصدان . ( طفق ) جعل . ( فتناهى ) انتهى عن زمزمته . ( بين ) لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم شأنه ]
2496 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
Y جاءت امرأة رفاعة القرظي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كنت عند رفاعة فطلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير إنما معه مثل هدبة الثوب فقال ( أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ) . وأبو بكر جالس عنده وخالد بن سعيد بن العاص بالباب ينتظر أن يؤذن له فقال يا أبا بكر ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي صلى الله عليه وسلم
[ 4960 ، 4961 ، 4964 ، 5011 ، 5456 ، 5487 ، 5734 ]
[ ش أخرجه مسلم في النكاح باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح . . رقم 1433 . ( امرأة رفاعة ) واسمها تميمة بنت وهب . ( فأبت ) من البت وهو القطع أي قطع طلاقي قطعا كليا والمراد أنه طلقها الطلقة الثالثة التي تحصل بها البينونة الكبرى . ( مثل هدبة الثوب ) طرفه الذي لم ينسج كنت بهذا عن استرخاء ذكره وأنه لا يقدر على الوطء . ( عسيلته ) تصغير عسلة وهي كناية عن الجماع فقد شبه لذته بلذة العسل وحلاوته ]
4 - باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء فقال آخرون ما علمنا ذلك يحكم بقول من شهد
قال الحميدي هذا كما أخبر بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة . وقال الفضل لم يصل فأخذ الناس بشهادة بلال
[ ر 388 ، 389 ، 1412 ]
كذلك إن شهد شاهدان أن لفلان على فلان ألف درهم وشهد آخران بألف وخمسمائة يقضى بالزيادة
2497 - حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال أخبرني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث
Y أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فأرسل إلى آل أبي إهاب يسألهم فقالوا ما علمنا أرضعت صاحبتنا فركب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف وقد قيل ) . ففارقها ونكحت زوجا غيره
[ ر 88 ]
5 - باب الشهداء العدول
وقول الله تعالى { وأشهدوا ذوي عدل منكم } / الطلاق 2 / . و { ممن ترضون من الشهداء } / البقرة 282 /
[ ش ( ذوي عدل ) صاحبي عدل والعدل عدم فعل الكبيرة أو الإصرار على الصغيرة . ( ممن ترضون . . ) أي من ترضون دينه وعدالته ]
2498 - حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
Y إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة
[ ش ( يؤخذون بالوحي ) ينزل الوحي بما يكشف حالهم وما يعاملون به . ( قربناه ) أكرمناه بما يستحق . ( وليس . . ) لا نعلم شيئا مما في نفسه فلا نحاسبه عليه ]
6 - باب تعديل كم يجوز ؟
2499 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال
Y مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال ( وجبت ) . ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا أو قال غير ذلك فقال ( وجبت ) . فقيل يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت ؟ قال ( شهادة القوم المؤمنون شهداء الله في الأرض )
[ ر 1301 ]
[ ش ( شهادة القوم ) أي مقبولة وقد شهدوا بذلك )
2500 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال
Y أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضي الله عنه فمرت جنازة فأثني خيرا فقال عمر وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثني شرا فقال وجبت فقلت ما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) . قلنا وثلاثة قال ( وثلاثة ) . قلت واثنان قال ( واثنان ) . ثم لم نسأله عن الواحد
[ ر 1302 ]
[ ش ( ذريعا ) واسعا أو سريعا . ( خيرا ) بخير ]
7 - باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض والموت القديم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أرضعتني وأبا سلمة ثويبة )
[ ر 5057 ]
[ ش ( المستفيض ) الشائع الذائع ]
والتثبيت فيه
2501 - حدثنا آدم حدثنا شعبة أخبرنا الحكم عن عراك بن مالك عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y استأذن علي أفلح فلم آذن له فقال أتحتجبين مني وأنا عمك فقلت وكيف ذلك قال أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي . فقالت سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( صدق أفلح ائذني له )
[ 4518 ، 4815 ، 4941 ، 5804 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل رقم 1445 . ( صدق ) أي في قوله أنا عمك ]
2502 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا همام حدثنا قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم في بنت حمزة ( لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب هي بنت أخي من الرضاعة )
[ 4812 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة رقم 1447 . ( يحرم من الرضاع . . ) أي يقوم الرضاع مقام النسب في التحريم في النكاح إلا في بعض الصور تعرف في كتب الفقه ]
2503 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة قالت عائشة فقلت يا رسول الله أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك . قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أراه فلانا ) . لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة لو كان فلان حيا - لعمها من الرضاعة - دخل علي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعم إن الرضاعة تحرم ما يحرم من الولادة )
[ 2938 ، 4811 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة رقم 1444 . ( أراه ) أظنه ]
2504 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان بن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق أن عائشة رضي الله عنها قالت
Y دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل قال ( يا عائشة من هذا ) . قلت أخي من الرضاعة قال ( يا عائشة انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة )
تابعه ابن مهدي عن سفيان
[ 4814 ]
[ ش أخرجه مسلم في الرضاع باب إنما الرضاعة من المجاعة رقم 1455 . ( انظرن ) تأملن وتفكرن . ( فإنما الرضاعة ) التي تثبت بها الحرمة . ( المجاعة ) جوع الرضيع الذي يسده اللبن ولا يكون ذلك إلا في الصغر ]
8 - باب شهادة القاذف والسارق والزاني
وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون . إلا الذين تابوا } / النور 4 ، 5 /
وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته
وأجازه عبد الله بن عتبة وعمر بن العزيز وسعيد بن جبير وطاوس ومجاهد والشعبي وعكرمة والزهري ومحارب بن دثار وشريح ومعاوية بن قرة
وقال أبو الزناد الأمر عندنا بالمدينة إذا رجع القاذف عن قوله فاستغفر ربه قبلت شهادته
وقال الشعبي وقتادة إذا أكذب نفسه جلد وقبلت شهادته
وقال الثوري إذا جلد العبد ثم أعتق جازت شهادته وإن استقضي المحدود فقضاياه جائزة
وقال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف وإن تاب ثم قال لا يجوز نكاح بغير شاهدين فإن تزوج بشهادة محدودين جاز وإن تزوج بشهادة عبدين لم يجز وأجاز شهادة المحدود والعبد والأمة لرؤية هلال رمضان
وكيف تعرف توبته
[ ش ( لهم ) للقاذفين وهم الذين يتهمون المؤمنين والمؤمنات بالزنا وليس لديهم بينة على ذلك . ( أجازه ) أي الحكم بقبول شهادة المحدود إن تاب . ( استقضي ) جعل قاضيا فإذا قضى في شيء فقضاؤه صحيح ونافذ . ( بعض الناس ) أراد به أبا حنيفة رحمه الله تعالى . ( وكيف تعرف توبته ) أي كيف تعرف توبة القاذف وقد اختلف الفقهاء في ذلك فمنهم من قال توبته أن يكذب نفسه فيما رمى به ومنهم من قال أن يحسن حاله ويزداد خيرا ]
وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم الزاني سنة . ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام كعب بن مالك وصاحبيه حتى مضى خمسون ليلة
[ ر 4156 ]
2505 - حدثنا إسماعيل قال حدثني ابن وهب عن يونس . قال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير
Y أن امرأة سرقت في غزوة الفتح فأتي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمر فقطعت يدها قالت عائشة فحسنت توبتها وتزوجت وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 3288 ، 3526 ، 4053 ، 6405 ، 6406 ، 6415 ]
[ ش ( امرأة ) اسمها فاطمة بنت الأسود . ( حسنت توبتها ) استقام حالها ولم تسرق ثانية . ( فأرفع حاجتها ) أخبره بما جاءت تطلب ]
2506 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضي الله عنه
Y عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر فيمن زنى ولم يحصن بجلد مائة وتغريب عام
[ ر 2190 ]
[ ش ( يحصن ) يتزوج . ( بجلد مائة ) يضرب مائة جلدة . ( تغريب عام ) يبعد عن البلد التي زنا فيها سنة ]
9 - باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد
2507 - حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال
Y سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله ثم بدا له فوهبها لي فقالت لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وأنا غلام فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا قال ( ألك ولد سواه ) . قال نعم قال فأراه قال ( لا تشهدني شهادة جور ) . وقال أبو حريز عن الشعبي ( لا أشهد على جور )
[ ر 2446 ]
[ ش ( الموهبة ) الهبة . ( جور ) هو الظلم والميل عن الحق ]
2508 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال سمعت زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . قال عمران لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن )
[ 3450 ، 6064 ، 6317 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم رقم 2535 . ( قرني ) أهل قرني وهم أصحابي والقرن مائة سنة أو أهل زمان واحد سموا بذلك لاقترانهم في الوجود وقيل غير ذلك . ( يلونهم ) يأتون بعدهم قربين منهم . ( يظهر فيهم السمن ) المعنى أنهم يحبون التوسع في المآكل والمشارب التي هي أسباب السمن وقيل غير ذلك ]
2509 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )
قال إبراهيم وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد
[ 3451 ، 6065 ، 6282 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم رقم 2533 . ( تسبق . . ) كناية عن التسرع في الشهادة والحلف والحرص عليها ولو لم يطلب إليها وهو عنوان قلة الورع والمبالاة في الدين . ( يضربوننا . . ) يؤنبوننا بالضرب على التسرع بالشهادة والحلف حتى لا يصبح ذلك عادة لنا ]
10 - باب ما قيل في شهادة الزور
لقول الله تعالى { والذين لا يشهدون الزور } / الفرقان 72 /
وكتمان الشهادة
{ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم } / البقرة 283 /
{ تلووا } / النساء 135 / ألسنتكم بالشهادة
[ ش ( الزور ) الكذب والباطل . ( آثم قلبه ) فاجر مليء بالإثم والذنب . ( تلووا ) تحرفوا ]
2510 - حدثنا عبد الله بن منير سمع وهب بن جرير وعبد الملك بن إبراهيم قالا حدثنا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال
Y سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور )
تابعه غندر وأبو عامر وبهز وعبد الصمد عن شعبة
[ 5632 ، 6477 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها رقم 88 . ( الكبائر ) جمع كبيرة وهي كل فعل قبيح نهى عنه الشرع وشدد النهي عنه وأعظم أمره . ( عقوق ) هو كل فعل يتأذى به الوالدان تأذيا شديدا وهو ليس من الأفعال الواجبة شرعا أصله من العق وهو القطع لأن العاق يقطع ما بينه وبينهما من صلة . ( الزور ) الكذب والباطل ]
2511 - حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) . ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال - ألا وقول الزور ) . قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته يسكت
وقال إسماعيل بن إبراهيم حدثنا الجريري حدثنا عبد الرحمن
[ 5631 ، 5918 ، 6521 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها رقم 87 . ( أنبئكم ) أخبركم . ( أكبر الكبائر ) أشنعها أكثرها إثما . ( ثلاثا ) كرر الجملة ثلاث مرات ]
11 - باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات
وأجاز شهادته قاسم والحسن وابن سيرين والزهري وعطاء
وقال الشعبي تجوز شهادته إذا كان عاقلا
وقال الحكم رب شيء تجوز فيه
وقال الزهري أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة أكنت ترده ؟
وكان ابن عباس يبعث رجلا إذا غابت الشمس أفطر ويسأل عن الفجر فإذا قيل له طلع صلى ركعتين
وقال سليمان بن يسار استأذنت على عائشة فعرفت صوتي قالت سليمان ادخل فإنك مملوك ما بقي عليك شيء
وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة
[ ش ( عاقلا ) فطنا يدرك الأمور بالقرائن . ( رب . . ) يتسامح بشهادة الأعمى في الأشياء التي يكون فيها التخفيف والمسامحة . ( ابن عباس ) أي بعد ما
عمي في آخر حياته . ( ما بقي . . ) أي من مال الكتابة وهي أن يتعاقد المملوك مع سيده على أن يؤدي له قدرا من المال فإذا أداه أصبح حرا . ( منتقبة ) قد وضعت النقاب على وجهها والنقاب ما يغطى به الوجه ]
2512 - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
Y سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال ( رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا )
وزاد عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال ( يا عائشة أصوت عباد هذا ) . قلت نعم قال ( اللهم ارحم عبادا )
[ 4750 ، 4751 ، 4755 ، 5976 ]
[ ش ( أسقطتهن ) نسيتهن . ( عباد ) بن بشر . ( تهجد ) من الهجود وهو الصلاة في الليل بعد النوم ويطلق الهجود على النوم وتركه ]
2513 - حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا - حتى يؤذن أو قال - حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ) . وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت
[ ر 592 ]
2514 - حدثنا زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال
Y قدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقبية فقال لي أبي مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول ( خبأت هذا لك خبأت هذا لك )
[ ر 2459 ]
12 - باب شهادة النساء
وقوله تعالى { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان } / البقرة 282 /
2515 - حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ) . قلن بلى قال ( فذلك من نقصان عقلها )
[ ر 298 ]
13 - باب شهادة الإماء والعبيد
وقال أنس شهادة العبد جائزة إذا كان عدلا . وأجازه شريح وزرارة بن أوفى . وقال ابن سيرين شهادته جائزة إلا العبد لسيده . وأجازه الحسن وإبراهيم في الشيء التافه . وقال شريح كلكم بنو عبيد وإماء
[ ش ( جائزة ) صحيحة . ( عدلا ) غير مرتكب لكبيرة أو مصر على صغيرة . ( التافه ) الذي لا يؤبه به والحقير من الأمور والأشياء . ( بنو عبيد وإماء ) لأن أباكم آدم عبد لله تعالى وأمكم حواء أمه له تعالى ]
2516 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي ملكة عن عقبة ابن الحارث . وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال سمعت ابن أبي مليكة قال حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه
Y أنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهاب قال فجاءت أمة سوداء فقالت قد أرضعتكما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قال فتنحيت فذكرت ذلك له قال ( وكيف وقد زعمت أن قد أرضعتكما ) . فنهاه عنها
[ ر 88 ]
14 - باب شهادة المرضعة
2517 - حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال تزوجت امرأة فجاءت امرأة فقالت إني قد أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( وكيف وقد قيل دعها عنك ) . أو نحوه
[ ر 88 ]
15 - باب تعديل النساء بعضهن بعضا
2518 - حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود وأفهمني بعضه أحمد بن يونس حدثنا فليح بن سليمان عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه قال الزهري وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن عائشة قالت
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحهم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أيتنا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض وإنما يدخل فيسلم ثم يقول ( كيف تيكم ) . لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت
فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فقال ( كيف تيكم ) . فقلت ائذن لي إلى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوي فقلت لأمي ما يتحدث به الناس ؟ فقالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها . فقلت سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا ؟ قالت فبت الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة ابن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال أسامة أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال ( يا بريرة هل رأيت شيئا يريبك ) . فقالت بريرة لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الدواجن فتأكله . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي ) . فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك . فقام سعد ابن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك . فقام أسيد بن الحضير فقال كذبت لعمر الله والله لتقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين . فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي قد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء قالت فتشهد ثم قال ( يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه )
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } . ثم تحولت إلى فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي ( يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله ) . فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } . الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة . فأنزل الله تعالى { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة - إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } . فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال ( يا زينب ما علمت ما رأيت ) . فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا . قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع
قال وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة وعبد الله ابن الزبير مثله . قال وحدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر مثله
[ ر 2453 ]
[ ش ( طائفة ) قطعة . ( أوعى ) أحفظ وأحسن إيرادا وسردا للحديث . ( اقتصاصا ) حفظا وتتبعا لأجزائه . ( زعموا ) قالوا والزعم قد يراد به القول المحقق الصريح وقد يراد به غير ذلك . ( أنزل الحجاب ) أنزلت الآيات التي تفرض الحجاب على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى النساء المؤمنات . ( قفل ) رجع . ( آذن ) أعلم . ( جاوزت الجيش ) خرجت من معسكرهم وابتعدت . ( شأني ) حاجتي التي خرجت من أجلها . ( عقد ) ما يوضع في العنق من الحلي والزينة . ( جزع أظفار ) خرز في سواده بياض كالعروق نسبة إلى بلدة باليمن يؤتى به منها . ( فالتمست ) طلبت . ( فحبسني ابتغاؤه ) أخرني طلبه والبحث عنه . ( لم يغشهن اللحم ) لم يغط جسمهن أي لم يكن سمينات . ( العلقة ) القليل من الطعام الذي يسد الجوع . ( فلم يستنكر القوم ) لم يشعروا بخفة الوزن ولم يختلف عليهم وجودها فيه وعدمه . ( استمر ) ذهب ومضى . ( فأممت منزلي ) قصدت مكاني الذي كنت فيه . ( باسترجاعه ) بقوله { إنا لله وإنا إليه لراجعون } . ( فوطئ يدها ) وضع قدمه على يد الراحلة ليسهل الركوب عليها . ( معرسين ) من التعريس وهو النزول ويغلب على النزول في آخر الليل . ( نحر الظهيرة ) النحر أعلى الصدر أو أوله ونحر كل شيء أوله أو أعلاه والمراد بنحر الظهيرة وقت اشتداد الحر وبلوغ الشمس منتهاها في الارتفاع . ( فهلك من هلك ) تسبب بالهلاك لنفسه وبالحديث في شأني . ( تولى الإفك ) تصدى له وتصدر الحديث عنه والإفك البهتان والكذب والمراد افتراؤهم على أم المؤمنين رضي الله عنها الوقوع في الفاحشة . ( فاشتكيت ) مرضت . ( يفيضون ) يشيعون من الإفاضة وهي التوسعة والتكثير . ( يريبني ) يشككني ويوهمني حصول أمر . ( تيكم ) إشارة للمؤنث . ( بشيء من ذلك ) الذي يقوله أهل الإفك . ( نقهت ) برئت من مرضي ولم يرجع لي كمال الصحة . ( المناصع ) مواضع خارج المدينة كانوا يخرجون إليها لقضاء حاجتهم . ( متبرزنا ) الموضع الذي نتبرز فيه من البراز وهو اسم لما يخرج من الإنسان من فضلات وقد يطلق على الموضع الذي يتبرز فيه . ( الكنف ) جمع كنيف وهو الساتر سمي به المكان المتخذ لقضاء الحاجة لأن قاضي الحاجة يستتر به . ( البرية ) الصحراء خارج المدينة . ( التنزه ) طلب النزاهة أي البعد عن البيوت لإلقاء الفضلات . ( مرطها ) كساء من صوف أو غيره يلتحف به أو يؤتزر . ( يا هنتاه ) يا هذه نداء للبعيد خاطبتها بذلك لبعدها عما يخوض فيه الناس . ( إلى أبوي ) أن آتي أبوي . ( أستيقن الخبر ) أحصل على حقيقته . ( وضيئة ) جميلة حسنة من الوضاءة وهي الحسن . ( ضرائر ) جمع ضرة وهي من كانت تشاركها في زوجها أخرى أو زوجات سميت بذلك لأنها تتضرر بغيرها بالغيرة والقسم ونحو ذلك . ( أكثرن عليها ) القول في عيبها ونقصها . ( يرقأ ) يتقطع . ( لا أكتحل بنوم ) استعارة لعدم النوم من كثرة الهم والحزن . ( استلبث الوحي ) أبطأ
نزوله وتأخر . ( الود ) الثقة بهم والمحبة لهم وحسن الصلة . ( قبل ذلك ) قبل أن يقول ما قاله الآن ولا تعني نفي الصلاح عنه بعده وإنما تعني أنه لم يسبق منه موقف يتعلق بالحمية لقومه . ( احتملته الحمية ) أغضبه التعصب لقومه وحمله على الجهالة . ( هموا ) تناهضوا للنزاع وقصدوا المحاربة . ( فخفضهم ) تلطف بهم حتى سكتوا . ( فالق ) من فلق إذا شق . ( ألممت ) فعلت ذنبا ليس من عادتك من الإلمام وهو النزول النادر غير المتكرر . ( قلص ) انقبض وارتفع . ( وقر ) ثبت واستقر . ( ما تصفون ) ما تذكرون عني مما يعلم الله تعالى براءتي عنه . / يوسف 18 / . ( ما رام مجلسه ) ما فارقه ولا قام منه . ( البرحاء ) العرق الشديد من البرح وهو شدة الحر أو الكرب أو غير ذلك من الشدائد . ( ليتحدر ) ينزل ويقطر . ( الجمان ) الؤلؤ واحده جمانة . ( سري ) كشف وأزيل . ( عصبة ) جماعة من العشرة إلى الأربعين . ( الآيات ) النور 11 - 20 . ( يأتل ) يحلف . ( أولو الفضل ) أصحاب الإحسان والصدقة . ( السعة ) البحبوحة في العيش والمال . / النور 22 / . ( تساميني ) تضاهيني بجمالها ومكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم من السمو وهو العلو والارتفاع . ( فعصمها ) حفظها ومنعها من الخوض في الباطل . ( الورع ) شدة المحافظة على الدين ]
16 - باب إذا زكى رجل رجلا كفاه
وقال أبو جميلة وجدت منبوذا فلما رآني عمر قال عسى الغوير أبؤسا كأنه يتهمني قال عريفي إنه رجل صالح قال كذاك اذهب وعلينا نفقته
[ ش ( منبوذا ) لقيطا وهو الولد الصغير الذي لا يعرف له أب . ( عسى الغوير أبؤسا . . ) الغوير تصغير غار والأبؤس جمع بؤس وهو الشدة وهو مثل يضرب لكل من دخل في أمر لا يعرف عاقبته وأصله أنه كان أناس في غار فأتاهم عدو فقتلهم فيه . ومعنى تمثيل عمر رضي الله عنه به أنه اتهمه أن يكون اللقيط ولده فأتى به ووضعه ليأخذه على هيئة اللقيط ليفرض له عطاء من بيت المال ]
2519 - حدثنا ابن سلام أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال
Y أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك ) . مرارا ثم قال ( من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه )
[ 5714 ، 5810 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط رقم 3000 . ( أثنى ) مدح . ( ويلك ) الويل الحزن والهلاك ويستعمل بمعنى التفجع والتعجب . ( قطعت عنق صاحبك ) تسببت بهلاكه لأنه ربما أخذه العجب بسبب مدحك له . ( مرارا ) أي كرر قوله مرات . ( لا محالة ) لا بد منه ألبتة . ( أحسب ) أظن . ( حسيبه ) كافيه . ( لا أزكي على الله أحدا ) لا أقطع له ولا أجزم على عاقبة أحد بخير أو غيره ]
17 - باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما يعلم
2520 - حدثنا محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكرياء حدثنا بريد ابن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال
Y سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في مدحه فقال ( أهلكتم - أو قطعتم ظهر الرجل )
[ 5713 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط رقم 3001 . ( يطريه ) من الإطراء وهو المبالغة في المدح . ( قطعتم ظهر الرجل ) أثقلتموه بالإثم لأنه ربما حمله إطراؤهم له على العجب والكبر وسلك سبيل المتكبرين فيقع في الإثم الكبير الذي يقطع الظهر ]
18 - باب بلوغ الصبيان وشهادتهم
وقول الله تعالى { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا } / النور 59 /
وقال مغيرة احتلمت وأنا ابن ثنتي عشرة سنة . وبلوغ النساء في الحيض
لقوله تعالى { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم - إلى قوله - أن يضعن حملهن } / الطلاق 4 /
وقال الحسن بن صالح أدركت جارة لنا جدة بنت إحدى وعشرين سنة
[ ش ( الحلم ) البلوغ مبلغ الرجال ويكون ذلك بخروج مادة المني من الذكر وبالحيض من الأنثى أو ببلوغهما خمسة عشر عاما عند الشافعي رحمه الله تعالى . ( فليستأذنوا ) في الدخول عليكم في جميع الأوقات . ( يئسن ) انقطع حيضهن وليس لهن أمل أن يحضن بعده . وتتمة الآية { إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } . ( ارتبتم ) شككتم في عدتهن . ( لم يحضن ) لصغرهن . ( أولات الأحمال ) الحبالى صاحبات الحمل . ( أجلهن ) انقضاء عدتهن . ( يضعن ) يلدن ]
2521 - حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة قال حدثني عبيد الله قال حدثني نافع قال حدثني ابن عمر رضي الله عنهما
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه . ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني . قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث . فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة
[ 3871 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب بيان سن البلوغ رقم 1868 . ( عرضه ) استعرضه مع الجيش . ( فلم يجزه ) لم يأذن له بالخروج للمعركة لصغره أو لم يقدر له عطاء كغيره لأنه لم يعتبره من المقاتلين . ( يفرضوا ) يقدروا لهم عطاء في ديوان الجند إذا حضروا المعارك ]
2522 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
Y يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )
[ ر 820 ]
19 - باب سؤال الحاكم المدعي هل لك بينة ؟ قبل اليمين
2523 - حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف على يمين وهو فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) . قال فقال الأشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألك بينة ) . قال لا قال فقال لليهودي ( احلف ) . قال قلت يا رسول الله إذن يحلف ويذهب بمالي قال فأنزل الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية
[ ر 2229 ]
2 - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( شاهداك أو يمينه ) . [ ر 2525 ]
وقال قتيبة حدثنا سفيان عن ابن شبرمة كلمني أبو الزناد في شهادة الشاهد ويمين المدعي فقلت قال الله تعالى { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } / البقرة 282 / . قلت إذا كان يكتفى بشهادة شاهد ويمين المدعي فما يحتاج أن تذكر إحداهما الأخرى ما كان يصنع بذكر هذه الأخرى
[ ش ( ممن ترضون ) من حيث الدين والعدالة . ( تضل ) تنسى ]
2524 - حدثنا أبو نعيم حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كتب ابن عباس رضي الله عنهما
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه
[ ر 2379 ]
2525 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال قال عبد الله
Y ( من حلف على يمين يستحق بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان ) . ثم أنزل الله تصديق ذلك { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم - إلى - عذاب أليم } . ثم إن الأشعث بن قيس خرج إلينا فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن ؟ فحدثناه بما قال فقال صدق لفي أنزلت كان بيني وبين رجل خصومة في شيء فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( شاهداك أو يمينه ) . فقلت له إنه إذن يحلف ولا يبالي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ) . فأنزل الله تصديق ذلك ثم اقترأ هذه الآية
[ ر 2229 ]
21 - باب إذا ادعى أو قذف فله أن يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة
2526 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
Y أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( البينة أو حد في ظهرك ) . فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل يقول ( البينة وإلا حد في ظهرك ) . فذكر حديث اللعان
[ 4470 ، 5001 ]
[ ش ( قذف ) رماها بالزنى واتهمها به . ( البينة ) أقم البينة وهي أربعة شهود عدول من الرجال . ( حد في ظهرك ) جزاؤك حد القاذف وهو ثمانون جلدة على ظهرك وأعضائك إن لم تحضر البينة . ( يلتمس ) يطلب . ( فذكر حديث اللعان ) أي فذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما حديث اللعان وهو الذي ذكره البخاري في تفسير سورة النور رقم 4470 ]
22 - باب اليمين بعد العصر
2527 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابن السبيل ورجل بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل ساوم رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها )
[ ر 2230 ]
23 - باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين ولا يصرف من موضع إلى غيره
قضى مروان باليمين على زيد بن ثابت على المنبر فقال أحلف له مكاني فجعل زيد يحلف وأبى أن يحلف على المنبر فجعل مروان يعجب منه
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( شاهداك أو يمينه ) . [ ر 2525 ] . فلم يخص مكانا دون مكان
[ ش ( يعجب منه ) أي لم يأبى أن يحلف على المنبر وكان امتناع زيد رضي الله عنه عن الحلف على المنبر حتى لا يتهاون الناس في الحلف عليه وربما حلفوا كاذبين فتذهب من نفوسهم هيبته ووقاره وخاصة أنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
2528 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف على يمين ليقتطع بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان )
[ ر 2229 ]
24 - باب إذا تسارع قوم إلى اليمين
2529 - حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف
[ ش ( فأسرعوا ) إلى الحلف . ( يسهم ) يقرع . ( أيهم يحلف ) قبل الآخر ]
25 - باب قول الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا }
2530 - حدثني إسحاق أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام قال حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي سمع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول
الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . وقال ابن أبي أوفى الناجش آكل ربا خائن
[ ر 1982 ]
[ ش ( الناجش ) هو الذي يزيد في ثمن السلعة لا بقصد الشراء وإنما ليغري آخر بشرائها ] Y أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطها فنزلت { إن
2531 - حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف يمينا كاذبا ليقطع مال رجل - أو قال أخيه - لقي الله وهو عليه غضبان ) . وأنزل الله تصديق ذلك في القرآن { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } . الآية فلقيني الأشعث فقال ما حدثكم عبد الله اليوم ؟ قلت كذا وكذا قال في أنزلت
[ ر 2229 ]
26 - باب كيف يستحلف
قال الله تعالى { يحلفون بالله لكم } / التوبة 62 / . وقوله تعالى { ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } / النساء 62 / . يقال بالله وتالله ووالله
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر )
[ ر 2527 ] . ولا يحلف بغير الله
2532 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن عمه أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول
Y جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأله عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) . فقال هل علي غيرها ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وصيام رمضان ) . قال هل علي غيره ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفلح إن صدق )
[ ر 46 ]
2533 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية قال ذكر نافع عن عبد الله رضي الله عنه
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت )
[ 3624 ، 5757 ، 6270 - 6272 ، 6966 ]
[ ش ( حالفا ) يريد أن يحلف . ( ليصمت ) ليسكت ولا يحلف أصلا ]
27 - باب من أقام البينة بعد اليمين
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لعل بعضكم ألحن بحجته من بعض )
[ ر 2534 ]
وقال طاوس وإبراهيم وشريح البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة
[ ش ( البينة . . ) أي إذا حلف المدعى عليه اليمين ثم أقام المدعي البينة العادلة قبلت بينته وردت يمين المدعى عليه لأنه قد تبين كذبها بإقامة البينة العادلة ]
2534 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب عن أم سلمة رضي الله عنها
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها )
[ ر 2326 ]
[ ش ( ألحن بحجته ) أفطن وأفصح ببيان حجته وإظهار أن الحق له ]
28 - باب من أمر بإنجاز الوعد
وفعله الحسن . وذكر إسماعيل { إنه كان صادق الوعد } / مريم 54 / . وقضى ابن الأشوع بالوعد وذكر ذلك عن سمرة بن جندب . وقال المسور ابن مخرمة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له قال ( وعدني فوفى لي )
[ ر 2943 ]
قال أبو عبد الله ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع
[ ش ( ذكر . . ) أي ذكر الله تعالى في كتابه إسماعيل عليه السلام ووصفه بالوفاء بالوعد . والمعنى أنه لم يعد شيئا إلا أوفى به . ( قضى ) حكم بإنجاز الوعد ]
2535 - حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره قال
[ ر 7 ] Y أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له سألتك ماذا يأمركم ؟ فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة نبي
2536 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك ابن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف )
[ ر 33 ]
2537 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال
Y لما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي فقال أبو بكر من كان له على النبي صلى الله عليه وسلم دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا . قال جابر وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعد في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة
[ ر 2174 ]
2538 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سعيد بن سليمان حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال
Y سألني يهودي من أهل الحيرة أي الأجلين قضى موسى ؟ قلت لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله فقدمت فسألت ابن عباس فقال قضى أكثرهما وأطيبهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال فعل
[ ش ( الأجلين ) المشار إليهما بقوله تعالى { ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك } . / القصص 27 / . ( حبر العرب ) المراد ابن عباس رضي الله عنهما والحبر هو العالم في الدين . ( رسول الله ) المراد كل رسول ويتناول هذا موسى عليه السلام بالأولى لأن الكلام عنه ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق