الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في كتاب السنة ، وفي باب الترغيب في الاتباع والترهيب من الابتداع ، وصلنا يوم الاثنين الماضي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ )) .
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود . عن عائشة أم المؤمنين ] .
أي هذا الدين دين الله ، أخطر ما في الأمر أن يضاف عليه أو أن يحذف منه ، فإن أضيف عليه أو حذف منه سيشوه حقيقته ، وصرنا في آخر الزمان إلى فرق ، وطوائف ، وملل ، ونحل ، وتمزق الدين .
( سورة الأنعام الآية : 159 ) .
لذلك أن نحافظ على أصل الدين دون أن نزيد عليه ، ودون أن نحذف منه ، هذا أخطر ما في الدعوة إلى الله ، إذاً :
(( مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ )) .
يجب أن نرده ، والله سبحانه وتعالى لا يقبل لصاحب بدعة توبة .
ذكرت البارحة فكرة دقيقة جداً : أن الإنسان إذا كان مبتدعاً لا يتوب من ذنبه ، لأنه يتوهم أنه على حق ، يظن بدعته حقاً ، أما إذا كان عقيدته صحيحة ، وإداركه سليم ، ذنبه يغفر ، يعلم أنه ذنب فيتوب منه ، وضربت على ذلك مثلاً :
الخطأ في الوزن ، والخطأ في الميزان ، الخطأ في الوزن لا يتكرر ، أما الخطأ في الميزان لا يصحح .
فالخطورة أن يكون الخطأ في العقيدة ، الخطورة أن نعتقد شيئاً ليس من الدين ، أن نعتقد شيئاً زائداً على الدين ، أن نلغي من الدين شيئاً .
فلذلك الفرق الضالة دينها رأيها ، ودينها هواها ، تبحث في النصوص ، فإن وافق هذا النص ما تهوى قبلته وروجته ، وإن خالف ما تهوى أهملته أو أنكرته ، إذاً هو صاحب دين جديد .
( سورة المؤمنون ) .
سيدنا الصديق قال : "إنما أنا متبع ، ولست بمبتدع " .
وقال بعض الحكماء : "ثلاث حكم تكتب على ظفر : اتبع لا تبتدع ، اتضع لا ترتفع ، الورع لا يتسع ".
(( مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ )) .
لا ينبغي أن نبجل مبتدعاً ، لا ينبغي أن نوقر مبتدعاً ، لا ينبغي أن نرحب بمبتدع، إنسان يدخل على الدين ما ليس منه ، أو يلغي منه ما هو فيه ، يجب ألا نتساهل في هذا الأمر ، الخطأ يغفر ، الذلة تغفر ، أما الابتداع لا يغفر ، لأن صاحبه لا يتوب ، يرى أنه على حق ، وخلافه على باطل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ستة لعنهم الله ، وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله ويعز به من أذل الله ، والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والتارك لسنتي )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
هؤلاء الستة لعنهم الله ، وتلعنهم الملائكة ، ويلعنهم الناس أجمعين ، من أضاف على كتاب الله ما ليس منه ، إما أن يأتي بمعنى ما ورد ، أو أن يضيف ما يتوهم أنها آية وليست من كتاب الله ، والله سبحانه وتعالى تولى حفظ كتابه .
لذلك لا يعني هذا أنه لم تجرِ محاولة ، جرت محاولات كثيرة ولكنها لم تنجح ، طبعت مئات آلاف النسخ بزيادة حرف ، أو حذف حرف ، من هذا التعديل :
( سورة آل عمران الآية : 84 ) .
طبع بالعهد العثماني خمسين ألف نسخة من كتاب الله حذفت غير ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ .
فأي إضافة ، أو أي حذف على كتاب الله هذا عمل من أخطر الأعمال .
مما يتبع هذا العمل أن تأتي بمخالفة للغة ، كما نسمع من قراءات معاصرة أن تأتي بمعنى ما أراده الله عز وجل ، ولا أراده حفاظ كتاب الله ، ولا ورد في اللغة ، إما أن تدعي أنها آية محذوفة ترجعها إلى مكانها ، أو أن تدعي أن هناك معان ليست موافقة لما هم عليه علماء المسلمين منذ أن ظهروا ، منذ أن جاءت هذه الدعوة وإلى الآن .
(( الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
أي إن لم تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى أنت تكذب بالقدر ، إن جعلت مع الله آلهة أخرى ، إن جعلت الإنسان يفعل أفعاله ، يخلق أفعاله ، أنت كذبت بقدر الله تعالى ، إن أعطيت الإنسان أن يفعل شيئاً بإرادة مستقلة عن إرادة الله ، أنت كذبت بالقدر ، لأن الله عز وجل :
(( ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن )) .
[ أخرجه أبو داود عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم ] .
لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله .
(( والمتسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله ويعز به من أذل الله )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( إِنَّ من إِجلالِ اللهِ عز وجل : إِكرامَ ذي الشَّيْبَة المسلم )) .
[أخرجه أبو داود عن أبي موسى الشعري ] .
إنسان متقدم في السن مسلم ، إن من إجلال الله عز وجل إجلال ذي الشيبة المسلم، فإذا أذلّ الإنسان مسلماً ، إنسان له مكانته ، من أهل العلم ، أو إنسان متقدم في السن نشأ في طاعة الله ، وأمضى حياته في طاعة الله ، إذلال هذا الإنسان يهتز له عرش الرحمن ، بل إنه من إكرام الله عز وجل أن تكرم ذا الشيبة المسلم ، لذلك :
(( ما أكرم شاب شيخا لِسنِّه إِلا قيَّضَ اللهُ لهُ مَن يُكرمهُ عندَ سِنِّه)) .
[أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك ] .
(( والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله ويعز به من أذل الله )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
بالتاريخ القريب المعاصر في الصومال أحد طغاتها ، جمع العلماء في ساحة المدينة وأحرقهم بالبنزين ، وقال : سأصحح القرآن بالقلم الأحمر ، وقُتل هذا بالصومال .
إذاً :
(( والمتسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله ويعز به من أذل الله والمستحل لحرم الله عز وجل )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
هناك حدود يستحلها ، لا يعبأ بها ، يجترئ على الله عز وجل .
(( والمستحل من عترتي )) .
كلمة عترتي ترد كثيراً في النصوص الصحيحة ، شرحت على الشكل التالي : عترة الرجل أخص أقاربه ، وعترة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب ، وقيل : هم أهل بيته المقربون ، وهم أولاده وأولاد علي و أولاد أولاده ، وقيل : هم الأقربون والأبعدون من رسول الله .
ولبعض العلماء رأي آخر جليل ، يقول : "عترتي هم أهل بيتي ، ومن اتبع سنتي وعمل شريعتي إلى يوم القيامة" ، وهذا من أدق التعاريف ، عترة النبي هم أهل بيته ، ومن اتبع سنته ، ومن عمل بشريعته إلى يوم القيامة .
أنا أذكر قبل عشرين أو ثلاثين عاماً كان هناك ما يسمى بنقيب الأشراف ، عندنا مفتي ، وعندنا قاضي القضاة ، وعندنا نقيب الأشراف ، وهذا الذي ينتهي نسبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام له مكانه خاصة ، ومعاملة خاصة .
إذاً إكرام أهل بيت النبي من إكرام النبي .
(( والتارك لسنتي )) .
النبي له فعل ، والشيء الدقيق جداً أن الله ربط محبته باتباع سنة نبيه ، هناك علاقة ترضية :
( سورة آل عمران الآية : 31 ) .
فالذي لا يتبع النبي بالتأكيد لا يحب الله ، فمن أحب الله اتبع سنة نبيه .
(( والتارك لسنتي )) .
[ ابن ماجه عن عائشة] .
وقد قال الله عز وجل :
( سورة الأنفال الآية : 33 ) .
لو كانت سنتك مطبقة في حياتهم ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾ ، ولو أن النبي انتقل إلى الرفيق الأعلى ، الآن إذا كانت السنة مطبقة في بيتنا ، بأعمالنا ، باحتفالاتنا ، بأفراحنا ، بأتراحنا ، أما إذا كان هناك عرس و فيه تصوير فيديو ، والنساء كاسيات عاريات، وهذا الشريط متداول ، أي سنّة هذه ؟ هذه مخالفة كبيرة ، إذا كان الصرعات الحديثة في الأزياء يطبقها المسلمون ، أو المسلمات ، ويبرزن مفاتهن في الطرقات ، أي سنّة هذه ؟ هذا الإنسان إذا صلى وخالف السنة نقول له : اتبع سنة رسول الله من أجل أن تتصل بالله ، أما هذه الصلاة لا تجدي .
(( والتارك لسنتي )) .
فالإنسان ينتبه هل يحيي سنة النبي في بيته ، في عمله ، في زواجه ، في احتفالاته ؟ أم يأتي ببدع ما أنزل الله بها من سلطان ؟ يعمل عيد ميلاد للأولاد ، اعمل عيد مولد هذا أقوى ، واجمع أصدقاء ابنك ، أو صديقات ابنتك ، واعمل احتفالاً واقرأ المولد ، ووزع الحلوى ، وأطعمهم الطعام ، عرف هؤلاء برسول الله ، لعل المسلمين يهتمون بعيد الميلاد وهذا انحراف خطير .
وعن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده قال :
(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني أخاف على أمتي من ثلاث : من زلة عالم ، ومن هوى متبع ، ومن حكم جائر )) .
[ مسند البزار عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده ].
طبعاً قالوا : لكل جواد كبوة ، ولكل عالم هفوة ، ولكل حسام نبوة ، وقد قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بمفرده ، بينما أمته معصومة بمجموعها ، معنى ذلك أن الإنسان إذا تكلم الحق سكت الناس ، أما إذا تكلم غير الحق لا ينبغي أن يسكت أحد ، فإن تكلموا ، وانتقدوا ، وبينوا فالأمة بخير ، الآن عندنا ما يسمى بالإجماع السكوتي ، إنسان ألف كتاباً ، لم يتكلم أي إنسان كلمة معناها صحيح ، إنسان ألقى خطبة ، عمل مقالة بمجلة ، قُرئت المقالة لم يتكلم أحد ، و لم يعلق أي إنسان أي تعليق ، معنى هذا أن هذا الشيء صحيح ، هذا من نعمة الله .
(( لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ )) .
[أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ] .
هكذا قال عليه الصلاة والسلام :
(( لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ )) .
إنسان أتحفنا بشيء جديد ، قراءات معاصرة ، سمح للبنت أن يراها أبوها كما خلقها الله ، سمح لها أن تسبح في البحر بثياب السباحة الفاضحة ، وهذا من الدين مثلاً ، لم يسكت أحد ، الكل تكلموا ، ونددوا ، وبينوا ، إذاً لم يعد هناك إجماع سكوتي ، سكوت المسلمين نوع من الإجماع السلبي ، لأن الأمة لا تجتمع على خطأ ، فلذلك :
(( إني أخاف على أمتي من ثلاث : من زلة عالم )) .
[ مسند البزار عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده ].
نحن عندنا قاعدة ذهبية ، نحن لا نعرف الحق بالرجال نعرفهم بالحق ، الحق هو الأصل ، فإذا تكلمت الحق فعلى العين والرأس ، و إن تكلمت خلاف كتاب الله صححنا لك .
إنسان ابتدع أن هناك إعجازاً رياضياً بالقرآن ، مقبول ، لا يوجد مشكلة ، لكن هداه فكره إلى أنه قد حدد يوم القيامة فخالف آية كريمة .
( سورة الزخرف الآية : 85 ) .
أحياناً الإنسان يغلط غلطة كبيرة ، فإذا سكت الناس كانت الأمة ليست على خير أما إذا تكلموا ولم يقبلوا هذا الكلام فنحن في صحة جيدة .
(( إني أخاف على أمتي من ثلاث : من زلة عالم ، ومن هوى متبع )) .
[ مسند البزار عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده ].
هناك صرعات بالعصر ، نقتبسها ، ونعتني بها ، ونأتي بها إلى بيوتنا ، ونسهر حتى الساعة الخامسة بعد صلاة الفجر ، وقد ننسى أن نصلي الفجر ، ونتبع هذه الصرعات ، وهذه المحطات ، التي تبث عبر الفضاء ويقول : نحن نستخدم الحضارة الحديثة ، هذا كلام فارغ .
(( ومن هوى متبع ، ومن حكم جائر )) .
حديث آخر :
(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ صَوْماً ، وَلَا صَلَاةً ، وَلَا صَدَقَةً ، وَلَا حَجّاً ، وَلَا عُمْرَةً ، وَلَا جِهَاداً ، وَلَا صَرْفاً ، وَلَا عَدْلاً ، يَخْرُجُ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ )) .
[ ابن ماجه عن حذيفة] .
لو صلى ، ولو صام ، إذا جاء بفكر مناهض للفكر الإسلامي ، إذا جاء بعقيدة زائغة ، إذا جاء بتصور ، أحياناً تسمع كل يوم شيئاً جديداً خلاف القرآن ، خلاف السنة ، هؤلاء البنات لسن بنات النبي ، لما قال :
( سورة الأحزاب الآية : 59 ) .
هذه الآية غلط ؟ أما قال : ﴿ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ﴾ ، بنات النبي متبنيات كلهن يخرج معنا كل يوم شيء جديد ، لم يرد في القرآن ، لم يرد في السنة ، من أفكار أناس ضعيفي التفكير .
(( لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ صَوْماً ، وَلَا صَلَاةً ، وَلَا صَدَقَةً ، وَلَا حَجّاً ، وَلَا عُمْرَةً ، وَلَا جِهَاداً ، وَلَا صَرْفاً ، وَلَا عَدْلاً ، يَخْرُجُ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ )) .
[ ابن ماجه عن حذيفة] .
الحديث الأخير :
((رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لبلال بن الحارث يوماً : اعلم يا بلال، قال : ما أعلم يا رسولَ الله ؟ قال : اعلم أنَّ من أحيا سُنَّة من سُنَّتي أمِيتَتْ بعدي ، كان له من الأجرِ مِثْلُ مَنْ عمل بها مِنْ غير أن يَنْقُص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن ابتدَع بِدْعَة ضلالَة لا يرضاها الله ورسولُه كان عليه مِثْلُ آثام مَنْ عمل بها ، لا ينقصُ ذلك من أوزارِ الناس شيئاً )) .
[ أخرجه ابن ماجه والترمذي عن عمرو بن عوف ] .
يتضح من هذه الأحاديث أننا يجب أن نحرص على سنة النبي ، وأن نتمسك بها ، وأن نتبعها ، وأن نرفض كل بدعة ، وكل ضلالة ، وفي نهاية المطاف الحديث الشريف :
(( كل محدثَة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار)) .
[ أخرجه مسلم والنسائي عن جابر بن عبد الله] .
طبعاً البدعة هنا المقصود بها في الدين ، في عقيدة المسلمين ، أو في عباداتهم ، أما أن تأتي بجديد في شأن الدنيا لا يوجد مانع ، كبرنا الصوت لا يوجد مانع ، دفأنا المسجد ، كيفنا المسجد ، استعملنا الماء السخان في أيام البرد الشديدة ، الماء البارد في أيام الحر الشديدة، هذا ليس بدعاً في الدين ، هذا من أمور الدنيا ، مطلوب في الدنيا أن نحسن دنيانا ، أن نطورها ، أن نعتني بمساجدنا ، ليس هذا هو المقصود ، المقصود أن تأتي في العقيدة ، أو في العبادة بشيء لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق