Y خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائه فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وإن الجام لصاحبهم . قال وفيهم نزلت هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم }
[ ش ( تميم . . عدي ) كانا نصرانيين عندما حدثت القصة المذكورة في الحديث وتميم أسلم بعد ذلك رضي الله عنه وأما عدي فلم يسلم . ( جاما ) كأسا . ( مخوصا ) منقوشا فيه خطوط دقيقة طويلة كالخوص وهو ورق النخل . ( أوليائه ) من أولياء السهمي والرجلان هما عمرو بن العاص والآخر قيل هو المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهما ]
37 - باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة
2629 - حدثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب عنه حدثنا شيبان أبو معاوية عن فراس قال قال الشعبي حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما
Y أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما أحضر جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإني أحب أن يراك الغرماء قال ( اذهب فبيدر كل تمر على ناحيته ) . ففعلت ثم دعوته فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال ( ادع أصحابك ) . فما زال يكيل لهم حتى أدى أمانة والدي وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخوتي بتمرة فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة
قال أبو عبد الله أغروا بي يعني هيجوا بي . { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء }
[ ر 2020 ]
[ ش ( فبيدر ) اجعل كل صنف في بيدر يخصه والبيدر المكان الذي يجعل فيه التمر المقطوع والذي يداس فيه الزرع . ( أغروا بي ) لجوا في مطالبتي وألحوا . ( فأغرينا بينهم . . ) أثرنا وألقينا حتى أصبحت كأنها لازقة بهم والمراد النصارى المصرح بهم في أول الآية بقوله تعالى { ومن الذين قالوا إنا نصارى } / المائدة 14 / ] . بسم الله الرحمن الرحيم
60 - كتاب الجهاد والسير
1 - باب فضل الجهاد والسير
وقول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة لهم يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به - إلى قوله - وبشر المؤمنين } / التوبة 111 ، 112 /
قال ابن عباس الحدود الطاعة
[ ش ( إلى قوله ) وتتمتها { وذلك الفوز العظيم . التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله } . ( وعدا عليه حقا ) وعد به سبحانه وهو وعد ثابت متحقق لا محالة . ( في التوراة والإنجيل والقرآن ) أثبته في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن . ( فاستبشروا ) افرحوا . ( التائبون ) التاركون للذنوب والفواحش . ( السائحون ) الصائمون وقيل هم المهاجرون في طلب العلم أو الدعوة إلى الله تعالى . ( الحافظون لحدود الله ) العاملون بالأحكام التي أمر الله تعالى بها ]
2630 - حدثنا الحسن بن صباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال سمعت الوليد بن العيزار ذكر عن أبي عمرو الشيباني قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
Y سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال ( الصلاة على ميقاتها ) . قلت ثم أي ؟ قال ( ثم بر الوالدين ) . قلت ثم أي ؟ قال ( الجهاد في سبيل الله ) . فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني
[ ر 504 ]
2631 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا )
[ ر 1510 ]
[ ش ( لا هجرة ) من مكة أو غيرها من البلدان التي يستطيع فيها إقامة شعائر الدين . ( الفتح ) فتح مكة ]
2632 - حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
[ ر 1448 ] Y يا رسول الله ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قال ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور )
2633 - حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عفان حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة قال أخبرني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال
Y جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يعدل الجهاد قال ( لا أجده ) . قال ( هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر ) . قال ومن يستطيع ذلك . قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى رقم 1878 . ( لا أجده ) لا أجد عملا يعدل الجهاد . ( تفتر ) تنقطع . والمعنى أن المجاهد في عبادة ما دام في خروجه فلا يقابله إلا من استمر في العبادة من صيام أو قيام أو غير ذلك . ( ليستن ) يمرح بنشاط من الاستنان وهو العدو . ( طوله ) حبله الذي يشد به من طرف ويمسك طرفه الآخر ثم يرسل في المرعى . ( فيكتب له حسنات ) يكتب مرحه ورعيه حسنات لصاحبه ]
2 - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
وقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } / الصف 10 - 12 /
[ ش ( تجارة ) هي في الأصل تبادل الأموال بقصد الربح وسمي ما ذكر تجارة لما فيه من الربح العظيم في الدنيا والآخرة . ( تنجيكم ) تخلصكم . ( طيبة ) تستريح فيها النفوس وتطمئن بسكناها القلوب وتستلذ ببهجتها الحواس ]
2634 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه قال
Y قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) . قالوا ثم من ؟ قال ( مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )
[ 6129 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الجهاد والرباط رقم 1888 . ( شعب ) هو انفراج بين جبلين والمراد العزلة والانفراد عن الناس ]
2635 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أوغنيمة )
[ ر 36 ]
[ ش ( أعلم بمن يجاهد في سبيله ) الله أعلم بنيته إن كانت خالصة لإعلاء كلمته . ( كمثل الصائم القائم ) من حيث الأجر والمنزلة لأنه مثله في حبس نفسه عن شهواتها . ( توكل ) ضمن وتكفل على وجه التفضل منه سبحانه . ( مع أجر ) وحده إذا لم توجد غنيمة . ( أو غنيمة ) إن وجدت مع تحقيق الأجر ]
3 - باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
وقال عمر اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك
[ ر 1791 ]
2636 - حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول
Y كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة ) . شك إسحاق قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله ؟ قال ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ) . كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال ( أنت من الأولين ) . فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت
[ 2646 ، 2722 ، 2737 ، 2766 ، 5926 ، 6600 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الغزو في البحر رقم 1912 . ( تحت عبادة ) زوجته . ( تفلي رأسه ) تفتش عن القمل فيه وتلقيه منه وكانت أم حرام رضي الله عنه محرما منه صلى الله عليه وسلم فقد قيل إن أختها أم سليم كانت أخت أمه من الرضاعة وقيل غير ذلك وعلى كل فقد كان ذلك قبل أن يفرض الحجاب وهي خالة خادمه أنس رضي الله عنه وكانت العادة تقتضي المخالطة بين المخدوم وأهل الخادم . ( ثبج هذا البحر ) وسطه وظهره . ( الأسرة ) جمع سرير وهو يجلس عليه الملوك وأمثالهم والمعنى . أنهم لا يبالون في ركوبهم البحر في سبيل الله تعالى بشيء وفيه إشارة إلى منازلهم في الجنة وأنهم على سرر متقابلين . ( الأولين ) الذين يركبون البحر في سبيل الله تعالى قبل غيرهم ويستشهدون في هذا . ( في
زمن معاوية ) أي في ولايته وخلافة عثمان رضي الله عنهما . ( فصرعت ) فسقطت . ( فهلكت ) فماتت ]
4 - باب درجات المجاهدين في سبيل الله . يقال هذه سبيلي وهذا سبيلي
قال أبو عبد الله { غزى } / آل عمران 156 / واحدها غاز . { هم درجات } / آل عمران 163 / لهم درجات
2637 - حدثنا يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) . فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس ؟ قال ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سالتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن
ومنه تفجر أنهار الجنة )
قال محمد بن فليح عن أبيه ( وفوقه عرش الرحمن )
[ 6987 ]
[ ش ( الفردوس ) هو البستان الذي يجمع ما في البساتين كلها من شجر وزهر ونبات . ( أوسط الجنة ) أفضلها وخيرها . ( أراه ) أظنه وهذا من كلام يحيى بن صالح شيخ البخاري أي أظنه قال ( فوقه . . ) ( تفجر ) تنشق ]
2638 - حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء )
[ ر 809 ]
5 - باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة
2639 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب حدثنا حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )
[ 2643 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله تعالى رقم 1880 . ( لغدوة ) زمن ما بين طلوع الشمس إلى الزوال . ( روحة ) زمن ما بين الزوال إلى الليل والمعنى قضاء مثل هذا الوقت في سبيل الله أكثر ثوابا من التصدق بالدنيا وما فيها أو خير لمن فعل ذلك مما لو ملك الدنيا وما فيها ]
2640 - حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب . وقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله رقم 1882 . ( لقاب قوس ) قدر طولها أو ما بين الوتر والقوس . والمعنى فضل استعماله في سبيل الله تعالى يجازى عليه منزلة في الجنة وهي خير من الدنيا وما فيها ]
2641 - حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الروحة والغداوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها )
[ 2735 ، 3078 ، 6052 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله رقم 1881 ]
6 - باب الحور العين . وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين
{ وزوجناهم } / الدخان 54 / أنكحناهم
2642 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى )
[ 2662 ]
[ ش ( له عند الله خير ) ثواب مدخر على عمل صالح عمله في الدنيا ]
2643 - قال وسمعت أنس بن مالك
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد - يعني سوطه - خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل النار لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها )
[ ر 2639 ]
[ ش ( موضع قيد ) مقدار قيد وهو السوط المتخذ من الجلد الذي لم يدبغ . ( ما بينهما ) ما بين السماء والأرض . ( ريحا ) عطرا . ( لنصيفها ) خمارها وهو ما يغطى به الرأس ]
7 - باب تمني الشهادة
2644 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )
[ 2810 ، 6799 ، 6800 ، وانظر 36 ]
[ ش ( لا تطيب نفوسهم ) يسيئهم . ( أن يتخلفوا عني ) لا يخرجوا معي ويقعدوا خلافي في المدينة لعدم توفر النفقة لديهم أو السلاح أو العتاد . ( ما أحملهم عليه ) من مركب وغيره . ( سرية ) قطعة من الجيش . ( لوددت ) أحببت ورغبت ]
2645 - حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
Y خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها
خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له وقال ما يسرنا أنهم عندنا ) . قال أيوب أو قال ( ما يسرهم أنهم عندنا ) . وعيناه تذرفان
[ ر 1189 ]
8 - باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم
وقول الله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } / النساء 100 / . وقع وجب
[ ش ( يدركه الموت ) في الطريق . ( وقع ) ثبت ثوابه ]
2646 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثني الليث حدثنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قال
نام النبي صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يبتسم فقلت ما أضحكك ؟ قال ( أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة ) . قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها فأجابها مثلها فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال ( أنت من الأولين ) . فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت
[ ر 2636 ]
[ ش ( قافلين ) راجعين من غزوهم ]
9 - باب من ينكب في سبيل الله
2647 - حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال
Y بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومؤوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل - قال همام فأراه آخر معه - فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا . ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان
وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
[ 2659 ، 2899 ، 3860 - 3865 ، 3868 - 3870 ، وانظر 957 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم 766 . ( بني سليم ) الصحيح أنهم مبعوث إليهم والمبعوثون هم رجال من الأنصار كانوا يتعلمون القرآن ويأخذون العلم ويكونون قوة للمسلمين إذا نزلت فيهم نازلة أو دعا داعي الجهاد بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجد يدعونهم إلى الإسلام فلما نزلوا بئر معونة قصدهم عامر بن الطفيل ومعه أحياء من بني سليم وهم رعل وذكوان وبنو لحيان وعصية فقتلوهم . ( أومؤوا ) أشاروا . ( فأنفذه ) أصابه بجراحة نفذت من جوفه إلى الجانب الآخر من بدنه . ( فزت ) ربحت . ( نقرأ ) أي نزل المذكور قرآنا في حقهم ثم نسخت تلاوته . ( أربعين صباحا ) في قنوت صلاة الفجر ]
2648 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه فقال ( هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت )
[ 5794 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين رقم 1796 . ( المشاهد ) المغازي . ( دميت ) جرحت وظهر منها الدم ]
10 - باب من يجرح في سبيل الله تعالى
2649 - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك )
[ ر 235 ]
11 - باب قول الله تعالى { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } / التوبة 52 / . والحرب سجال
[ ش ( تربصون بنا ) تنتظرون أن يقع فينا . ( الحسنيين ) الظفر أو الشهادة ]
2650 - حدثنا يحيى بن نكير حدثنا الليث قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره
[ ر 7 ]
[ ش ( دول ) تتداولون الظفر مرة يكون لكم ومرة يكون له . ( تبتلى ) تختبر . ( العاقبة ) آخر الأمر ] Y أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة
12 - باب قول الله تعالى { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } / الأحزاب 23 /
[ ش ( قضى نحبه ) أجله فمات على الوفاء أو قتل في سبيل الله . ( ينتظر ) أجله وهو على العهد . ( تبديلا ) في عهدهم وحالهم ]
2651 - حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال سألت أنسا . حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال
وقال إن أخته وهي تسمى الربيع كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله Y غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه . قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } . إلى آخر الآية صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش وتركوا القصاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )
[ 3822 ، 4505 ، وانظر 2556 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم 1903 . ( انكشف المسلمون ) انهزموا . ( الجنة ) أريد الجنة وهي مطلوبي . ( أجد ) أشم . ( من دون أحد ) عند أحد ويحتمل أنه وجد ريحها حقيقة كرامة له ويحتمل أنه أراد أن الجنة تكتسب في هذا الموضع فاشتاق لها . ( بضعا ) من الثلاث إلى تسع . ( ببنانه ) أصابعه أو أطراف أصابعه . ( بالقصاص ) هو كسر سنها مماثلة بين الجناية والعقوبة . ( لأبره ) لأبر قسمه وحقق مراده ]
2652 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان - أراه - عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
Y نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }
[ 3823 ، 4506 ، وانظر 4402 ، 4702 ]
[ ش ( الصحف ) جمع صحيفة وهي قطعة من ورق أو غيره كتبت عليها بعض آيات القرآن أو سوره . ( المصاحف ) جمع مصحف وهو الكراسة أو مجمع الصحف . ( فقدت آية ) أي لم أجدها مكتوبة في الصحف . ( شهادة رجلين ) أي قبلها بدل شهادة رجلين . قال العيني وسبب كون شهادته بشهادتين أنه صلى الله عليه وسلم كلم رجلا في شيء فأنكره فقال خزيمة أنا أشهد فقال صلى الله عليه وسلم ( أتشهد ولم تستشهد ) . فقال نحن نصدقك على خبر السماء فكيف بهذا ؟ فأمضى شهادته وجعلها بشهادتين وقال له ( لا تعد ) . وهذا من خصائصه رضي الله عنه ]
13 - باب عمل صالح قبل القتال
وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم
وقوله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون . إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } / الصف 2 - 4 /
[ ش ( إنما . . ) أي تقاتلون وأنتم متلبسون بأعمالكم فإن كانت صالحة كافأكم الله تعالى عليها بالنصر . ( كبر ) عظم . ( مقتا ) بغضا شديدا . ( صفا ) صافين أنفسهم . ( مرصوص ) ثابت من غير فرجة بين لبناته ]
2653 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا شبابة بن سوار الفزاري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول
Y أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل وأسلم ؟ قال ( أسلم ثم قاتل ) . فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عمل قليلا وأجر كثيرا )
[ ش ( رجل ) هو الأصرم عمرو بن ثابت الأشهلي رضي الله عنه . ( مقنع ) وجهه مغطى ]
14 - باب من أتاه سهم غرب فقتله
2654 - حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك
Y أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ؟ قال ( يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى )
[ 3761 ، 6184 ، 6199 ]
[ ش ( تحدثني ) تخبرني . ( غرب ) لا يدري من رمى به . ( اجتهدت ) بذلت وسعي وطاقتي . ( أصاب ) كان نصيبه . ( الفردوس الأعلى ) أفضل مكان في الجنة والفرودس هو البستان الذي يجمع ما في البساتين من شجر وزهر ونبات ]
15 - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
2655 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنه قال
Y جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله ؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )
[ ر 123 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا . . رقم 1904 . ( رجل ) قيل هو لاحق بن ضميرة الباهلي رضي الله عنه . ( للمغنم ) أي من أجل الغنيمة . ( للذكر ) الشهرة بين الناس . ( ليرى مكانه ) مرتبته في الشجاعة ]
16 - باب من اغبرت قدماه في سبيل الله
وقول الله تعالى { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى قوله - إن الله لا يضيع أجر المحسنين } / التوبة 120 /
[ ش وتتمة الآية { ومن حولهم الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح } . ( يتخلفوا ) يتركوا الخروج معه إلى الجهاد . ( يرغبوا بأنفسهم ) يصونوها عن الشدائد التي رضيها لنفسه . ( ظمأ ) عطش . ( نصب ) تعب . ( مخمصة ) جوع . ( يطؤون موطئا ) ينزلون منزلا . ( يغيظ الكفار ) يرهب عدوهم . ( نيلا ) ظفرا ونصرا أو قتلا له أو أسرا أو غنيمة ]
2656 - حدثنا إسحاق أخبرنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرنا عباية بن رافع بن خديج قال
أخبرني أبو عبس هو عبد الرحمن بن جبر
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار )
[ ر 865 ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق