33 - حدثنا سليمان أبو الربيع قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ 2536 ، 2598 ، 5744 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان خصال المنافق رقم 59
( آية ) علامة . ( كذب ) أخبر بخلاف الحقيقة قصدا . ( اخلف ) لم يف بوعده ] Y ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان )
34 - حدثنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
تابعه شعبة عن الأعمش
[ 2327 ، 3007 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان خصال المنافق رقم 58
( منافقا خالصا ) قد استجمع صفات النفاق . ( خصلة ) صفة . ( يدعها ) يتركها ويخلص نفسه منها . ( غدر ) ترك الوفاء بالعهد . ( خاصم ) نازع وجادل . ( فجر ) مال عن الحق واحتال في رده ] Y ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )
24 - باب قيام ليلة القدر من الإيمان
35 - حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه )
[ 1802 ، 1910 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان رقم 760
( من يقم ليلة القدر ) يحييها بالصلاة وغيرها من القربات . ( إيمانا ) تصديقا بأنها حق . ( واحتسابا ) يريد وجه الله تعالى لا رياء ويحتسب الأجر عنده ولا يرجو ثناء الناس ]
25 - باب الجهاد من الإيمان
36 - حدثنا حدمي بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عمارة قال حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
Y ( انتدب الله تعالى لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل )
[ 2635 ، 2741 ، 2955 ، 7019 ، 1025 ، وانظر 235 ، 2644 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله رقم 1876
( انتدب ) تكفل أو سارع بثوابه وحسن جزائه . ( أن أرجعه ) أي إلى بلده إن لم يستشهد . ( بما نال ) مع ما أصاب وأعطي . ( أو أدخله الجنة ) بلا حساب إن استشهد . ( ما قعدت خلف سرية ) ما تخلفت عن سرية وهي القطعة من الجيش . ( ولوددت ) أحببت ورغبت ]
26 - باب تطوع قيام رمضان من الإيمان
37 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 1904 ، 1905 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان رقم 759
( قام رمضان ) أحيا لياليه بالعبادة والقربات . ( إيمانا واحتسابا ) مصدقا بثوابه مخلصا بقيامه . ( ما تقدم من ذنبه ) من الصغائر ] Y ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
27 - باب صوم رمضان احتسابا من الإيمان
38 - حدثنا ابن سلام قال أخبرنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 1802 ، 1910 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان رقم 759 ] Y ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
28 - باب الدين يسر
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب الدين إلى الله الحنيفة السمحة )
[ ش ( الحنيفة السمحة ) الأعمال المائلة عن الباطل والتي لا حرج فيها ولا تضييق ]
39 - حدثنا عبد السلام بن مطهر قال حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ ش ( يسر ) ذو يسر . ( يشاد الدين ) يكلف نفسه من العبادة فوق طاقته والمشادة المغالبة . ( إلا غلبه ) رده إلى اليسر والاعتدال . ( فسددوا ) الزموا السداد وهو التوسط في الأعمال . ( قاربوا ) اقتربوا من فعل الأكمل إن لم تسطيعوه . ( واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة كأول النهار وبعد الزوال وآخر الليل ] Y ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )
29 - باب الصلاة من الإيمان
وقول الله تعالى { وكان الله ليضيع إيمانكم } / البقرة 143 / يعني صلاتكم عند البيت
40 - حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم
Y كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك
قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى { وكان الله ليضيع إيمانكم }
[ 390 ، 4216 ، 4222 ، 6825 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة رقم 525
( قبل ) نحو . ( يعجبه ) يحب ويرغب . ( قبل البيت ) جهة الكعبة . ( أول صلاة صلاها ) أي إلى الكعبة بعد تحويل القبلة . ( رجل ) هو عباد بن بشر رضي الله عنه وقيل غيره . ( أشهد بالله ) أحلف بالله . ( فداروا كما هم ) أي لم يقطعوا الصلاة بل داروا على ما هم عليه وأتموا صلاتهم . ( وأهل الكتاب ) والنصارى كذلك . ( ولى وجهه قبل البيت ) توجه نحوه . ( أنكروا ذلك ) لم يعجبهم وطعنوا فيه ]
30 - باب حسن إسلام المرء
41 - قال مالك أخبرني زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
[ ش ( فحسن إسلامه ) دخل فيه باطنا وظاهرا فاعتقد اعتقادا خالصا وعمل عملا صالحا . ( زلفها ) أسلفها وقدمها . ( القصاص ) المحاسبة والمجازاة بالمثل . ( يتجاوز ) يعفو ] Y ( إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها )
42 - حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب إذا هم العبد بحسنة كتبت له رقم 129 ] Y ( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها )
31 - باب أحب الدين إلى الله أدومه
43 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال ( من هذه ) . قالت فلانة تذكر من صلاتها قال ( مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا ) . وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه
[ 1100 ، وانظر 1869 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن رقم 785
( فلانة ) كناية عن علم مؤنث وقيل هي الحولاء بنت تويت رضي الله عنها . ( تذكر من صلاتها ) كثرة صلاتها وأنها لا تنام الليل . ( مه ) اسم فعل بمعنى اكفف . ( عليكم بما تطيقون ) اشتغلوا بما تسطيعون المداومة عليه من الأعمال . ( لا يمل الله حتى تملوا ) لا يقطع عنكم ثوابه إلا إذا انقطعتم عن العمل بسبب إفراطكم فيه . ( إليه ) إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية ( إلى الله ) ]
32 - باب زيادة الإيمان ونقصانه
وقول الله تعالى { وزنادهم هدى } / الكهف 13 / . { ويزداد الذين آمنوا إيمانا } / المدثر 31 /
وقال { اليوم أكملت لكم دينكم } / المائدة 3 / . فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص
44 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
قال أبو عبد الله قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي Y ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) صلى الله عليه وسلم ( من إيمان ) مكان ( من خير )
[ 7071 ، 7072 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 193
( برة ) قمحة . ( ذرة ) النملة الصغيرة وقيل أقل شيء يوزن وقيل غير ذلك ]
45 - حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له
Y يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت - لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . قال أي آية ؟ قال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } . قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة
[ 4145 ، 4330 ، 6840 ]
[ ش أخرجه مسلم أوائل كتاب التفسير رقم 3017
( رجلا من اليهود ) هو كعب الأحبار قال ذلك قبل أن يسلم . ( معشر ) الجماعة الذين شأنهم واحد . ( عيدا ) يوم سرور وفروح وتعظيم سمي كذلك لأنه يعود كل عام فيعود معه السرور . ( أي آية ) هي التي تعنيها وهي الآية الثالثة من المائدة . ( أكملت لكم دينكم ) بإرساخ قواعده وبيانها وإظهاره على الأديان كلها . ( وأتممت عليكم نعمتي ) بالهداية والتوفيق والنصر على الكفر وأهله وهدم معالم الجاهلية . ( قد عرفنا ذلك اليوم والمكان ) أشار عمر رضي الله عنه إلى أن يوم نزولها يوم عيد عند المسلمين فقد نزلت يوم الجمعة وهو يوم عيد لنا ويوم عرفة الذي يتحقق العيد بأوله ]
33 - باب الزكاة من الإسلام
وقوله تعالى { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } / البينة 5 /
[ ش ( حنفاء ) جمع حنيف وهو المائل عن الضلال إلى الهداية . ( دين القيمة ) الطريقة المستقيمة ذات القيمة الرفيعة ودين الأمانة التي تسلك سبيل العدل والاستقامة ]
46 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول
Y جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) فقال هل علي غيرها ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وصيام رمضان ) . قال هل علي غيره ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها ؟ قال ( لا إلا أن تطوع ) . قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفلح إن صدق )
[ 1792 ، 2532 ، 6556 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام رقم 11
( رجل ) قيل هو ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه . ( نجد ) ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق . ( ثائر الرأس ) شعره متفرق . ( دوي ) شدة الصوت وبعده في الهواء . ( يفقه ) يفهم . ( دنا ) قرب . ( يسأل عن الإسلام ) عن خصاله وأعماله . ( تطوع ) تأتي بشيء زائد عما وجب عليك من نفسك . ( أفلح إن صدق ) فاز بمقصوده من الخير إن وفى بما التزم ]
34 - باب اتباع الجنائز من الإيمان
47 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط )
تابعه عثمان المؤذن قال حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[ 1260 ، 1261 ]
[ ش ( إيمانا واحتسابا ) مؤمنا لا يقصد مكافأة ولا مجاملة . ( قيراطين ) مثنى قيراط وهو اسم لمقدار يقع على القليل والكثير وقد يقال لجزء من الشيء ]
35 - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
وقال إبراهيم التيمي ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا . وقال ابن أبي ملكية أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل ويذكر عن الحسن ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق . وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } / آل عمران 135 /
[ ش ( مكذبا ) روي بفتح الذال المشددة أي يكذبني من رأى عملي مخالفا لقولي وروي بكسرها أي لم أبلغ غاية العمل فإني أكذب نفسي . ( ما خافه ) أي ما خاف الله تعالى . ( يصروا ) يستمروا ]
48 - حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن زبيد قال سألت أبا وائل عن المرجئة فقال حدثني عبد الله
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
[ 5697 ، 6665 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم رقم 64
( المرجئة ) الفرقة الملقبة بذلك من الإرجاء وهو التأخير سموا بذلك لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان يقولون لا يضر مع الإيمان معصية . ( سباب المسلم ) شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه ويؤذيه . ( فسوق ) فجور وخروج عن الحق . ( كفر ) أي إن استحله . والمراد إثبات ضرر المعصية مع وجود الإيمان ]
49 - أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس قال أخبرني عبادة بن الصامت
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال ( إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس )
[ 1919 ، 5702 ]
[ ش ( لأخبركم بليلة القدر ) أي بتعيين ليلتها . ( فتلاحى ) تنازع وتخاصم . ( فلان وفلان ) عبد الله بن أبي حدرد وكعب بن مالك رضي الله عنهما . ( فرفعت ) فرفع تعيينها عن ذكري . ( عسى أن يكون ) رفعها ( خيرا لكم ) حتى تجتهدوا في طلبها فتقوموا أكثر من ليلة . ( التمسوها ) اطلبوها وتحروها ]
36 - باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة
وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ثم قال ( جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم ) . فجعل ذلك كله دينا وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان [ ر 53 ] . وقوله تعالى { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } / آل عمران 85 /
[ ش ( ذلك ) إشارة إلى ما سيذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ( يبتغ ) يطلب ]
50 - حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان ؟ قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالعبث ) . قال ما الإسلام ؟ قال ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) . قال ما الإحسان ؟ قال ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . قال متى الساعة ؟ قال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ) . ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم { إن الله عنده علم الساعة } الآية ثم أدبر فقال ( ردوه ) فلم يروا شيئا فقال ( هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم )
قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان
[ 4499 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان رقم 9 و 10 . وأخرجه عن عمر رض الله عنه في الباب نفسه رقم 8
( بارزا ) ظاهرا لهم وجالسا معهم . ( فأتاه جبريل ) أي في صورة رجل . ( ما الإيمان ) أي ما حقيقته وكذلك ( ما الإسلام ) و ( ما الإحسان ) . ( كأنك تراه ) تكون حاضر الذهن فارغ النفس مستجمع القلب كما لو كنت تشاهد الحضرة الإلهية . ( متى الساعة ) في أي زمن تقوم القيامة . ( بأعلم من السائل ) لا أعلم عنها أكثر مما تعلم وهو الجهل بوقتها لأن الله تعالى اختص بذلك . ( أشراطها ) علاماتها جمع شرط . ( تلد الأمة ربها ) الأمة المملوكة والرب السيد والمراد أنه يكثر العقوق وتفسد الأمور وتنعكس الأحوال حتى يصبح السيد مسودا والأجير الصعلوك سيدا . ( تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان ) تفاخر أهل البادية بالأبنية المرتفعة بعد استيلائهم على البلاد وتصرفهم في الأموال ومعنى البهم السود وهي أسؤوها عندهم . ( في خمس ) أي علم وقت الساعة داخل في أمور خمسة وهي المذكورة في الآية { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } / لقمان 34 / . ( الغيث ) المطر . ( ما في الأرحام ) من ذكر وأنثى ]
51 - حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبيد الله أن عبد الله بن عباس أخبره قال أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له سألتك هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم . وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
[ ر 7 ]
37 - باب فضل من استبرأ لدينه
52 - حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبها استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
[ 1946 ]
[ ش أخرجه مسلم في المساقاة باب أخذ الحلال وترك الشبهات رقم 1599
( بين ) ظاهر بالنسبة إلى ما دل عليه . ( كشبهات ) موجودة بين الحل والحرمة ولم يظهر أمرها على التعيين . ( اتقى ) حذرها وابتعد عنها . ( استبرأ لدينه وعرضه ) طلب البراءة في دينه من النقص وعرضه من الطعن والعرض هو موضع الذم والمدح من الإنسان . ( الحمى ) موضع حظره الإمام وخصه لنفسه ومنع الرعية منه . ( يوشك ) يقرب . ( يواقعه ) يقع فيه ( مضغة ) قطعة لحم بقدر ما يمضغ في الفم ]
38 - باب أداء الخمس من الإيمان
53 - حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال
Y كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من القوم ) أو من الوفد ) ؟ قالوا ربيعة . قال ( مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى ) فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة . وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال ( أتدرون ما الإيمان بالله وحده ) . قالوا الله ورسوله أعلم قال ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغن الخمس ) . ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزقت . وربما قال ( المقير . وقال ( احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم )
[ 87 ، 500 ، 1334 ، 2928 ، 3319 ، 4119 ، 4111 ، 5822 ، 6838 ، 7117 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين / رقم 17
( سهما ) نصيبا . ( الوفد ) اسم جمع لوافد بمعنى قادم والوفد الجماعة المختارة من قومهم لينوبوا عنهم في الأمور المهمات . ( غير خزايا ولا ندامى ) غير أذلاء بمجيئكم ولا نادمين على قدومكم . ( فصل ) واضح بحيث ينفصل به المراد عن غيره . ( تعطوا من المغنم الخمس ) تدفعوا خمس ما تغنمون في الجهاد للإمام ليصرفه في مصارفه الشرعية . ( الحنتم ) جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم . ( الدباء ) اليقطين إذا يبس اتخذ وعاء . ( النقير ) أصل النخلة ينقر ويجوف فيتخذ منه وعاء . ( المزفت ) ما طلي بالزفت . ( المقير ) ما طلي بالقار وهو نبت يحرق إذا يبس وتطلى به الأوعية والسفن . والمراد بالنهي عن هذه الأوعية النهي عن الانتباذ فيها لأنها يسرع فيها الإسكار فربما شرب ما انتبذ فيها دون أن ينتبه إليه فيقع في الحرام ثم ثبتت الرخصة في الانتباذ في كل وعاء مع النهي عن شرب كل مسكر . ومعنى الانتباذ أن يوضع الزبيب أو التمر في الماء ويشرب نقيعه قبل أن يختمر ويصبح مسكرا . ( من وراءكم ) الذين بقوا في ديارهم من قومكم ]
39 - باب ما جاء أن الأعمال بالنية الحسنة ولكل امرىء ما نوى
فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام . وقال الله تعالى { كل يعمل على شاكلته } / الإسراء 84 / على نيته ( نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة ) . وقال ( ولكن جهاد ونية )
[ ر 3017 ]
[ ش ( شاكلته ) طريقته وعلى ما ينوي ]
54 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الأعمال بالنية ولكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
[ ر 1 ]
55 - حدثنا حجاح بن منهال قال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة )
[ 3784 ، 5036 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين رقم 1002
( أهله ) هم الزوجة والولد وغيرهما ممن هم في رعايته . ( يحتسبها ) يريد بها وجه الله تعالى ]
56 - حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص أنه أخبره
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك )
[ 1233 ، 2591 ، 2593 ، 3721 ، 4147 ، 5039 ، 5335 ، 5344 ، 6012 ، 6352 ]
[ ش أخرجه مسلم في الوصية باب الوصية بالثلث رقم 1628
( في في امرأتك ) في فم امرأتك أي ثتاب على ما تنفقه على زوجتك من طعام وغيره أو المراد ما تطعمه زوجتك بيدك مؤانسة وحسن معاشرة ]
40 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدين النصحية لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
وقوله تعالى { إذا نصحوا لله ورسوله } / التوبة 91 /
[ ش الحديث أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان أن الدين النصحية رقم 55
قال العيني إن البخاري رحمه الله تعالى ختم كتاب الإيمان بهذا الحديث لأنه عظيم جليل حفيل عليه مدار الإسلام . . وقيل يمكن أن يستخرج منه الدليل على جميع الأحكام
( نصحوا ) نصح له تحرى ما ينبغي له وما يصلح وأراد له الخير وأخلص في تدبير أمره . ونصح العبد لله تعالى وقف عند ما أمر وما نهى وفعل ما يجب واجتنب ما يسخط . ونصح لرسوله صلى الله عليه وسلم صدق بنبوته والتزم ما جاء به وتخلق بأخلاقه بقدر طاقته ]
57 - حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
Y بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان أن الدين النصيحة رقم 56 ]
58 - حدثنا أبو النعمان قال حدثنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة قال سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة قام فحمد الله وأثنى عليه وقال
Y عليكم بإتقاء الله وحده لا شريك له والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير فإنما يأتيكم الآن . ثم قال استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو . ثم قال أما بعد فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أبايعك على الإسلام فشرط علي ( والنصح لكل مسلم ) . فبايعته على هذا ورب هذا المسجد إني لناصح لكم . ثم استغفر ونزل
[ 501 ، 1336 ، 2049 ، 2565 ، 2566 ، 6778 ]
[ ش ( قام ) أي جرير بن عبد الله وقد كان المغيرة واليا على الكوفة في خلافة معاوية رضي الله عنهم واستناب عند موته ابنه عروة وقيل استناب جرير بن عبد الله ولذا قام وخطب هذه الخطبة بعد موت المغيرة . [ فتح ] ( الوقار ) الرزانة . ( السكينة ) السكون والهدوء . ( استعفوا ) اطلبوا له العفو من الله تعالى ] . بسم الله الرحمن الرحيم
3 - كتاب العلم
1 - باب فضل العلم
وقول الله تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير } / المجادلة 11 / . وقوله تعالى { وقل رب زدني علما } / طه 114 /
2 - باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل
59 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح ( ح ) . وحدثني إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي قال حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال
Y بينما النبي صلى الله عليه وسلم في جلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة ؟ . فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال . وقال بعضهم بل لم يسمع . حتى إذ قضى حديثه قال ( أين - أراه - السائل عن الساعة ) . قال ها أنا يا رسول الله قال ( فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ) . قال كيف إضاعتها ؟ قال ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
[ 6131 ]
[ ش ( فمضى ) استمر . ( قضى ) انتهى منه . ( أراه ) أظنه قال هذا . قال في الفتح والشك من محمد بن فليح - أحد رجال السند - ورواه الحسن بن سفيان وغيره عن عثمان بن أبي شيبة عن يونس بن محمد عن فليح ولفظه ( أين السائل ) ولم يشك . ( وسد ) أسند . ( غير أهله ) من ليس كفأ له ]
3 - باب من رفع صوته بالعلم
60 - حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال
Y تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سفرناها فأدركنا - وقد أرهقتنا الصلاة - ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ( ويل للأعقاب من النار ) . مرتين أو ثلاثا
[ 96 - 161 ]
[ ش أخرجه مسلم في الطهارة باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما رقم 241
( تخلف ) تأخر خلفنا . ( أرهقتنا ) أعجلتنا لضيق الوقت . ( نمسح ) نغسل غسلا خفيفا كأنه مسح . ( ويل ) عذاب وهلاك ]
4 - باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا
وقال لنا الحميدي كان عند ابن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا . وقال ابن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق . وقال شقيق عن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كلمة . وقال حذيفة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين . وقال أبو العالية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه . وقال أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى . وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم تعالى
61 - حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ) . فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال ( هي النخلة )
[ 62 ، 72 ، 131 ، 2095 ، 4421 ، 5129 ، 5133 ، 5771 ، 5792 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب مثل المؤمن مثل النخلة رقم 2811
( مثل المسلم ) من حيث كثرة النفع واستمرار الخير . ( فوقع الناس ) ذهبت أفكارهم وجالت . ( البوادي ) جمع بادية وهي خلاف الحاضرة من المدن . ( فاستحييت ) أي أن أقول هي النخلة توقيرا لمن هم أكبر مني في المجلس ]
5 - باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم
62 - حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي ) . قال فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال ( هي النخلة ) . [ ر 61 ]
6 - باب ما جاء في العلم . وقوله تعالى { وقل رب زدني علما } / طه 114 /
القراءة والعرض على المحدث ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة قال للنبي صلى الله عليه وسلم آلله أمرك أن نصلي الصلوات ؟ قال ( نعم ) . قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه . واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان ويقرأ ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرىء فيقول القارىء اقرأني فلان
حدثنا محمد بن سلام حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال لا بأس بالقراءة على العلم . وحدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان قال إذا قرىء على المحدث فلا بأس أن يقول حدثني . قال وسمعت أبا عاصم يقول عن مالك وسفيان القراءة على العالم وقراءته سواء
[ ش هذه الترجمة والآية بعدها لا توجدان في بعض النسخ وترجمة الباب ما بعد الآية ]
63 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث عن سعيد هو المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول
Y بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الأبيض المتكىء . فقال له الرجل ابن عبد المطلب ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( قد أجبتك ) . فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك . فقال ( سل عما بدا لك ) . فقال أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال ( اللهم نعم ) . قال أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال ( اللهم نعم ) . قال أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال ( اللهم نعم ) . قال أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم نعم ) . فقال الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر
رواه موسى وعلي بن الحميد عن سليمان عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
[ ش ( فأناخه في المسجد ) أبركه في رحبة المسجد . ( عقله ) ثنى ركبته وشد حبلا على ساقه مع ذراعه . ( متكىء ) مستو على وطاء وهو ما يجلس عليه . ( بين ظهرانيهم ) بينهم وربما أدار بعضهم له ظهره وهذا دليل تواضعه صلى الله عليه وسلم . ( ابن عبد المطلب ) يا بن عبد المطلب . ( قد أجبتك ) سمعتك . ( تجد ) تغضب . ( أنشدك ) أسألك . ( هذا الشهر ) أي رمضان . ( الصدقة ) أي الزكاة . ( رسول ) مرسل . ( أخو بني سعد ) واحد منهم ]
7 - باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
وقال أنس نسخ عثمان المصاحف فبعث بها إلى الآفاق
[ ر 4702 ]
ورأى عبد الله بن عمر ويحيى بن سعيد ومالك ذلك جائزا . واحتج بعض أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث كتب لأمير السرية كتابا وقال ( لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا ) . فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
[ ش ( المناولة ) هي في اصطلاح المحدثين أن يرفع الشيخ إلى الطالب أصل سماعه مثلا ويقول هذا سماعي وأجزت لك روايته عني . ( جائزا ) أي يحل محل السماع عندهم . ( السرية ) القطعة من الجيش . والمراد بها هنا سرية عبد الله بن جحش الأسدي رضي الله عنه وكانت في رجب من السنة الثانية قبل بدر الكبرى ]
64 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق
[ 2781 ، 4162 ، 6836 ]
[ ش ( رجلا ) هو عبد الله بن حذاقة السهمي . ( يدفعه ) يعطيه . ( عظيم البحرين ) أميرها . ( كسرى ) لقب ملك الفرس . ( كل ممزق ) غاية التمزيق ومنتهاه وهو هنا التفريق والتشتيت ]
65 - حدثما محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال
Y كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا - أو أراد أن يكتب - فقيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول الله كأني أنظر إلى بياضه في يده . فقلت لقتادة من قال نقشه محمد رسول الله ؟ قال أنس
[ 2780 ، 5534 ، 5537 ، 6743 ]
[ ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة باب تحريم خاتم الذهب على الرجال رقم 2092
( مختوما ) مطبوعا عليه بتوقيع المرسل . ( نقشه ) محفور عليه والنقش في اللغة التلوين ]
8 - باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها
66 - حدثنا إسماعيل قال حدثني الك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل إثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه ) . [ 462 ]
[ ش أخرجه مسلم في السلام باب من أتى مجلسا فوجد فرجة فجلس فيها رقم 2176
( نفر ) عدة رجال من الثلاثة إلى العشرة . ( فرجة ) فراغا بين شيءين . ( الحلقة ) كل مستدير خالي الوسط . ( فأوى إلى الله ) انضم والتجأ . ( فآواه الله ) ضمه إلى رحمته . ( فاستحيا ) من المزاحمة فتركها . ( فاستحيا الله منه ) قبله ورحمه . ( فأعرض ) ترك مجلس النبي صلى الله عليه وسلم من غير عذر . ( فأعرض الله عنه ) سخط عليه ]
9 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( رب مبلغ أوعى من سامع )
[ ر 1654 ]
[ ش ( أوعى ) أحفظ وأكثر فهما ]
67 - حدثنا مسدد قال حدثنا بشر قال حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه
Y ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه - أو بزمامه - قال أي يوم هذا . فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال ( أليس يوم النحر ) . قلنا بلى قال ( فأي شهر هذا ) . فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال ( أليس بذي الحجة ) . قلنا بلى قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه )
[ 105 ، 1654 ، 3025 ، 4144 ، 4385 ، 5230 ، 6667 ، 7009 ]
[ ش ( إنسان ) قيل هو بلال وقال في الفتح لكن الصواب أنه هنا أبو بكرة . ( بخطتمه أو بزامه ) هما بمعنى واحد وهو خيط تشد فيه حلقة تجعل في أنف البعير . ( يوم النحر ) أي اليوم الذي تنحر فيه الأضاحي أي تذبح وهو اليوم العاشر من ذي الحجة . ( حرام ) يحرم عليكم المساس بها والاعتداء عليها . ( كحرمة ) كحرمة تعاطي المحظورات في هذا اليوم . ( في بلدكم هذا ) مكة وما حولها . ( الشاهد ) الحاضر . ( أوعى له ) أفهم للحديث المبلغ ]
10 - باب العلم قبل القول والعمل
لقول الله تعالى { فاعلم أنه لا إله إلا الله } / محمد 19 / . فبدأ بالعلم
( وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة )
وقال جل ذكره { إنما يخشى الله من عباده العلماء } / فاطر 28 / . وقال { وما يعقلها إلا العالمون } / العنكبوت 43 / . { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } / الملك 10 / . وقال { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } / الزمر 9 /
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقهه ) . [ ر 71 ] و ( إنما العلم بالتعلم )
وقال أبو ذر لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها
وقال ابن عباس { كونوا ربانين } / آل عمران 79 / حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره
[ ش ( حظ وافر ) نصيب كامل . ( سهل الله له . . ) وفقه للأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة . والحديث أخرجه الترمذي في العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم 2683 . وانظر مسلم كتاب الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن رقم 2699
( إنما يخشى . . ) الذين يخافون الله تعالى ويخشونه حق الخشية هم الذين عرفوا قدرته وسلطانه وهم العلماء . ( وما يعقلها . . ) لا يعقل الأمثال المضروبة والمذكورة في الآيات السابقة إلا العلماء . ( لو كنا . . ) لو كنا نسمع سمع من يدرك ويفهم أو نعقل عقل من يميز ما كنا في عداد أصحاب النار . قال في الفتح وهذه أوصاف أهل العلم فالمعنى لو كنا من أهل العلم لعلمنا ما يجب علينا فعملنا به فنجونا . ( إنما العلم . . ) لا يحصل العلم إلا بالتعلم قال في الفتح هو حديث مرفوع أورده ابن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية - رضي الله عنه - بلفظ ( يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) . إسناده حسن . ( الصمصامة ) السيف القاطع الذي لا ينثني . ( أنفذ ) أمضي وأبلغ . ( تجيزوا علي ) تكملوا قتلي . ( ربانيين ) جمع رباني نسبة إلى الرب سبحانه وتعالى . ( بصغار العلم ) بمبادئه الأولية ومسائله الهامة والسهلة الواضحة ]
11 - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا
68 - حدثنا محمد بن يوسف قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال
Y كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا
[ 70 ، 6048 ]
[ ش ( يتخولنا بالموعظة ) يتعهدنا مراعيا أوقات نشاطنا ولا يفعل ذلك دائما . ( كراهة السآمة ) لا يحب أن يصيبنا الملل ]
69 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو التياح عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ 5774 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب في الأمر بالتسير وترك التنفير رقم 1734
( بشروا ) من البشارة وهي الإخبار بالخير . ( ولا تنفروا ) بذكر التخويف وأنواع الوعيد ] Y ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )
12 - باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة
70 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن نصور عن أبي وائل قال
Y كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم ؟ قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا
[ ر 68 ]
[ ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب الاقتصاد في الموعظة رقم 2821 ]
13 - باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
71 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )
[ 2948 ، 3442 ، 6882 ، 7022 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب النهي عن المسألة رقم 1037
( يفقهه ) يجعله فقيها والفقه الفهم . ( أنا قاسم ) أقسم بينكم ما أمرت بتبلغيه من الوحي ولا أخص به أحدا دون أحد . ( والله يعطي ) كل واحد منكم فهما على قدر ما تعلقت به إرادته سبحانه . ( قائمة على أمر الله ) حافظة لدين الله الحق وهو الإسلام وعاملة به . ( حتى يأتي أمر الله ) يوم القيامة ]
14 - باب الفهم في العلم
72 - حدثنا علي حدثنا سفيان قال قال لي ابن أبي نجيح عن مجاهد قال
Y صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمار فقال ( إن من الشجرة شجرة مثلها كمثل المسلم ) . فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هي النخلة )
[ ر 61 ]
[ ش ( بجمار ) جمع جمارة وهي قلب النخلة وشحمتها . ( فسكت ) أي استحياء ]
15 - باب الاغتباط في العلم والحكمة
وقال عمر تفقهوا قبل أن تسودوا
[ ش ( تسودوا ) تصبحوا سادة ورؤساء لأنهم ربما استنكفوا عن الفقه والعلم عندئذ ]
73 - حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثني إسماعيل بن أبي خالد على غير ما حدثناه الزهري قال سمعت قيس بن أبي حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود قال
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها )
[ 1343 ، 6722 ، 6886 ]
[ ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين باب من يقوم بالقرآن ويعلمه رقم 816
( لا حسد ) المراد حسد الغطبة وهو أن يرى النعمة في غيره فيتمناها لنفسه من غير أن تزول عن صاحبها وهو جائز ومحمود . ( فسلط على هلكته في الحق ) تغلب على شح نفسه وأنفقه في وجوه الخير . ( الحكمة ) العلم الذي يمنع من الجهل ويزجر عن القبيح ]
16 - باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر
وقوله تعالى { هل أتبعك على أن تعلمني مما عملت منه رشدا } / الكهف 66 /
[ ش ( رشدا ) صوابا أرشد به ]
74 - حدثني محمد بن عزيز الزهري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب حدث أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس
Y أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال هل تعلم أحد أعلم منك ؟ قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك سلتقاه وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال لموسى فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ؟ فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره . قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله تعالى في كتابه )
[ 78 ، 122 ، 2147 ، 2578 ، 3104 ، 3219 ، 3220 ، 4448 - 4450 ، 6295 ، 7040 ]
[ ش ( تمارى ) تجادل . ( سأل موسى السبيل إلى لقيه ) طلب من الله تعالى أن يدله على طريقة لقائه . ( ملأ ) جماعة . ( بلى عبدنا خضر ) أي بلى يوجد من هو أعلم منك وهو عبدنا خضر . ( الحوت آية ) علامة على مكان وجوده والحوت السمكة الكبيرة . ( يتبع أثر الحوت ) ينتظر فقده . ( فتاه ) صاحبه الذي يخدمه ويتبعه . ( اوينا ) نزلنا والتجأنا . ( نبغي ) نطلب . ( فارتدا على آثارهما قصصا ) رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر أي يتبعانه . ( شأنهما ) خبرهما وما جرى بينهما . ( الذي قص ) أي ما ذكره في سورة الكهف ]
17 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم علمه الكتاب )
75 - حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال
Y ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( اللهم علمه الكتاب )
[ 143 ، 3546 ، 6842 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رقم 2477
( ضمني ) أي إلى صدره . ( علمه الكتاب ) حفظه ألفاظه وفهمه معانيه وأحكامه ]
18 - باب متى يصح سماع الصغير
76 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال
Y أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يؤمئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي
[ 471 ، 823 ، 1758 ، 4150 ]
[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب سترة المصلي رقم 504
( أتان ) أنثى الحمار . ( ناهزت الاحتلام ) قاربت البلوغ . ( بين يدي ) أمام . ( أرسلت ) أطلقت . ( ترتع ) تمشي مسرعة أو تأكل ما تشاء . ( ذلك ) مروي من قدام الصف ]
77 - حدثني محمد بن يوسف قال حدثنا أبو مسهر قال حدثني محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال
Y عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو
[ 186 ، 5993 ]
[ ش ( عقلت ) حفظت وعرفت . ( مجة ) مج الشراب رماه من فمه والمجة اسم للمرة أو للمرمي . ( دلو ) هو الوعاء الذي يستقى به الماء من البئر ]
19 - باب الخروج في طلب العلم
ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد
78 - حدثنا أبو القاسم خالد بن خلي قال حدثنا محمد بن حرب قال قال الأوزاعي أخبرنا الزهري عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس
Y أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال أبي نعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه يقول ( بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال هل تعلم أحد أعلم منك ؟ قال موسى لا فأوحى الله تعالى إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك سلتقاه فكان موسى صلى الله عليه وسلم يتبع أثر الحوت في البحر فقال فتى موسى لموسى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه )
[ ر 74 ]
20 - باب فضل من علم وعلم
79 - حدثنا محمد بن العلاء قال حدثما حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
قال أبو عبد الله قال إسحاق وكان منها طائفة قيلت الماء قاع يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب بيان مثل ما بعث به النبي Y ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما قبعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به ) صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم رقم 2282
( الغيث ) المطر الذي يأتي عند الاحتياج إليه . ( نقية ) طيبة . ( الكلأ ) نبات الأرض رطبا كان أم يابسا . ( العشب ) النبات الرطب . ( أجادب ) جمع أجدب وهي الأرض التي لا تشرب الماء ولا تنبت . ( قيعان ) جمع قاع وهي الأرض المستوية الملساء . ( فذلك ) أي النوع الأول . ( فقه ) صار فقيها بفهمه شرع الله تعالى . ( من لم يرفع بذلك رأسا ) كناية عن شدة الكبر والأنفة عن العلم والتعلم . ( قيلت الماء ) شربته . ( قاع الصفصف ) ما ذكر من معانيهما تفسير من البخاري رحمه الله تعالى بطريق الاستطراد ومن عادته أن يفسر ما وقع في الحديث من الألفاظ الواردة في القرآن وربما فسر غيرها بالمناسبة . والقاع الصفصف واردان في قوله تعالى { فيذرها قاعا صفصفا } / طه 106 / ]
21 - باب رفع العلم وظهور الجهل
وقال ربيعة لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه
80 - حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا عبد الوراث عن أبي التياح عن أنس قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا )
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب رفع العلم وقبضه رقم 2671
( أشراط ) علامات جمع شرط . ( يرفع العلم ) يفقد يموت حملته . ( يشرب الخمر ) يكثر شربه وينتشر . ( يظهر الزنا ) يفشو في المجتمعات والزنا هو الوطء من غير عقد الزواج المشروع ]
81 - حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
[ 4933 ، 5255 ، 6423 ]
[ ش ( لا يحدثكم أحد بعدي ) قيل قال هذا لأهل البصرة وكان آخر من مات فيها من الصحابة وقيل غير ذلك . ( لخمسين امرأة القيم الواحد ) وهو الذي يقوم بأمورهن وذلك بسبب كثرة الفتن والحروب التي يذهب فيها الكثير من الرجال ] Y ( من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد )
22 - باب فضل العلم
82 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر أن ابن عمر قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الريح يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( العلم )
[ 3478 ، 6604 ، 6605 ، 6624 ، 6627 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل عمر رضي الله عنه رقم 2391
( بقدح ) وعاء يشرب به . ( الري ) الشبع من الماء والشراب . ( يخرج في أظفاري ) كناية عن المبالغة في الارتواء . ( فضلي ) ما زاد عني من اللبن . ( أولته ) عبرته وفسرته ]
23 - باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها
83 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح ؟ فقال ( اذبح ولا حرج ) . فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي ؟ قال ( ارم ولا حرج ) . فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم ولا أخر إلا قال ( افعل ولا حرج )
[ 124 ، 1649 - 1651 ، 6288 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي رقم 1306
( فنحرت ) ذبحت . ( ولا حرج ) ولا إثم ]
24 - باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس
84 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حجته فقال ذبحت قبل أن أرمي ؟ فأومأ بيده قال ( ولا حرج ) . قال حلقت قبل أن أذبح ؟ فأومأ بيده ( ولا حرج )
[ 1634 - 1636 ، 1647 ، 1648 ، 6289 ]
[ ش ( فأومأ ) فأشار ]
85 - حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم قال سمعت أبا هريرة
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج ) . قيل يا رسول الله وما الهرج ؟ فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل
[ انظر 989 ]
[ ش ( يقبض العلم ) يذهب ويفقد بموت العلماء . ( الفتن ) جمع فتنة وهي الإثم والضلال والكفر والفضيحة والعذاب وهي أيضا الاختبار والمراد هنا المعاني الأولى . ( الهرج ) الفتنة واختلاط الأمور وكثرة الشر ومن ذلك القتل . انظر 80 - 81 ]
86 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت
Y أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس . فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقلت سبحان الله قلت آية ؟ فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال ( ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم - مثل أو - قريب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري بأيهما قالت أسماء - فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال ثم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به . أما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته )
[ 182 ، 880 ، 1005 ، 1006 ، 1012 ، 1178 ، 2383 ، 2384 ، 6857 ، وانظر 712 ]
[ ش ( أخرجه مسلم في الكسوف باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف رقم 905
( ما شأن الناس ) ما الذي حصل لهم حتى قاموا مضطربين فزعين . ( آية ) أي هذه علامة على قدرة الله تعالى يخوف بها عباده . ( تجلاني الغشي ) أصابني شيء من الإغماء . ( تفتنون ) تختبرون وتمتحنون . ( المسيح الدجال ) سمي مسيحا لأنع ممسوح العين وقيل غير ذلك . والدجال صيغة مبالغة من الدجل وهو الكذب والتمويه وخلط الحق بالباطل . ( قريب ) هكذا في رواية بدون تنوين على نية الإضافة لفظا ومعنى وفي رواية ( قريبا ) بالتنزين . ( بالبينات ) المعجزات الدالة على نبوته . ( المرتاب ) الشاك المتردد ]
25 - باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم
وقال مالك بن الحويرث قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم )
[ ر 602 ]
87 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن أبي حمزة قال
Y كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس فقال إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( من الوفد أو من القوم ) . قالوا ربيعة فقال ( مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى ) . قالوأ إنا نأتيك من شقة بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله تعالى وحده قال ( هل تدرون ما الإيمان بالله وحده ) . قالوا الله ورسوله أعلم قال ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغنم ) . ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت . قال شعبة ربما قال ( النقير ) . وربما قال ( المقير ) . قال ( احفظوه وأخبروه من وراءكم )
[ ر 53 ]
[ ش ( أترجم ) أعبر للناس ما أسمع منه . ( شقة بعيدة ) سفر بعيد ]
26 - باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله
88 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث
Y أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف وقد قيل ) . ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره
[ 1947 ، 2497 ، 2516 ، 2517 ، 4816 ]
[ ش ( ابنة لأبي إهاب ) واسمها غينة وكنيتها أم يحيى وأبو إهاب لا يعرف اسمه وقيل إنه من الصحابة . ( كيف وقد قيل ) أي كيف تبقيها عندك تباشرها وتفضي إليها وقد قيل إنك أخوها . ( زوجا ) اسمه ظريب ]
27 - باب التناوب في العلم
89 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ( ح ) . قال أبو عبد الله وقال ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس عن عمر قال
Y كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا فقال أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم . قال فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت لا أدري ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم أطلقت نساءك ؟ قال ( لا ) . فقلت الله أكبر
[ 2336 ، 4629 - 4631 ، 4895 ، 4920 ، 5505 ، 6829 ، 6835 ]
[ ش ( جار لي ) هو عتبان بن مالك رضي الله عنه وقيل غيره . ( عوالي المدينة ) جمع عالية وهي قرى قريبة منها من فوقها من جهة الشرق ]
28 - باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
90 - حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال
Y قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال ( أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة )
[ 670 ، 672 ، 5759 ، 6740 ]
[ ش ( رجل ) هو حزم بن أبي كعب وقيل غيره . ( لا أكاد أدرك الصلاة ) أتأخر عن صلاة الجماعة أحيانا فلا أدركها . ( مما يطول ) بسبب تطويل . ( فلان ) هو معاذ بن جبل رضي الله عنه . ( إنكم منفرون ) تتلبسون بما ينفر أحيانا . ( فليخفف ) أي بحيث لا يطيل الصلاة ]
91 - حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال ( اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه ) . قال فضالة الإبل ؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه فقال ( وما لك ولها معها سقاءها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها ) . قال فضالة الغنم ؟ قال ( لك أو لأخيك أو للذئب )
[ 2243 ، 2295 - 2297 ، 2304 ، 2306 ، 4986 ، 5761 ]
[ ش ( رجل ) هو عمير والد مالك . ( اللقطة ) اسم للشيء الملقوط الذي يوجد في غير حرز ولا يعرف الواجد مالكه . ( وكاءها ) هو الخيط الذي يربط به الوعاء ويشد . ( وعاءها ) الظرف الموضوعة فيه . ( عفاصها ) الوعاء الذي يكون فيه النفقة وقيل السدادة التي يسد فيها فم الوعاء . ( عرفها ) ناد عليها مبينا بعض صفاتها . ( ربها ) مالكها . ( فضالة الإبل ) أي ما حكم التقاط الإبل الضالة . ( وجنتاه ) مثنى وجنة وهي ما ارتفع من الخد . ( سقاءها ) جوفها الذي تشرب فيه الماء فيكفيها أياما . ( حذاؤها ) خفها الذي تمشي عليه وتضرب به من يفترسها . ( فذرها ) فدعها . ( لك أو لأخيك أو للذئب ) أي إما أن تأخذها أو يلتقطها غيرك أو يأكلها الذئب إن تركت ]
92 - حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى قال
Y سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكبر عليه غضب ثم قال للناس ( سلوني عما شئتم ) . قال رجل من أبي ؟ قال ( أبوك حذاقة ) . فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله ؟ فقال ( أبوك سالم مولى شيبة ) . فلما رأى عمر ما في وجهه قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله تعالى . [ 6861 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إمثار سؤاله رقم 2360
( كرهها ) كره السؤال عنها لما قد يكون في الجواب عنها ما يسوء السائل أو يكون السؤال سببا في تحريم أو وجوب وزيادة تكليف مما لا ضرورة فيه ولا حاجة إليه . ( رجل ) هو عبد الله بن حذاقة السهمي . ( آخر ) هو سعد بن سالم . ( ما في وجهه ) من أثر الغضب . ( نتوب إلى الله تعالى ) مما حصل منا وأغضبك ]
29 - باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث
93 - حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك
Y أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبد الله بن حذاقة فقال من أبي ؟ فقال ( أبوك حذاقة ) . ثم أكثر أن يقول ( سلوني ) . فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسكت
[ 515 ، 6864 ، وانظر 4345 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله رقم 2359
( فبرك ) فجلس جاثيا . ( فسكت ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
30 - باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه
فقال ( ألا وقول الزور ) . [ ر 2511 ] فما زال يكررها . وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هل بلغت ) . ثلاثا . [ ر 4141 ]
[ ش ( فقال ) أي النبي صلى الله عليه وسلم . ( الزور ) الكذب والميل عن الحق ]
94 - حدثنا عبده قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
Y أنه كان إذا سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا
95 - حدثنا عبده بن عبد الله حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 5890 ] Y أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا
96 - حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال
Y تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ( ويل للأعقاب من النار ) مرتين أو ثلاثا . [ ر 60 ]
31 - باب تعليم الرجل أمته وأهله
97 - أخبرنا محمد هم ابن سلام حدثنا المحاربي قال حدثنا صالح بن حيان قال قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران )
ثم قال عامر أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة
[ 2406 ، 2409 ، 2413 ، 2849 ، 3262 ، 4795 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس رقم 154
( رجل من أهل الكتاب ) التوراة أو الإنجيل ذكرا كان أم أنثى . ( مواليه ) جمع مولى وهو السيد المالك للعبد أو المعتق له . ( أمة ) مملوكة . ( يطؤها ) ممتكن من جماعها شرعا بملكه لها . ( فأدبها ) رباها ونشأها على التخلق ببالأخلاق الحميدة . ( أعطيناكها ) أي هذه الفتوى والخطاب لرجل من أهل خراسان سأله عمن يعتق أمته ثم يتزوجها . فتح الباري ]
32 - باب عظة الإمام النساء وتعليمهن
98 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن أيوب قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس قال
Y أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم - أو قال عطاء أشهد على ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - خرج ومعه بلال فظن أنه لم يسمع فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه
وقال إسماعيل عن أيوب عن عطاء وقال ابن عباس أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم
[ 825 ، 921 ، 932 ، 936 ، 945 ، 1364 ، 1381 ، 4613 ، 4951 ، 5541 ، 5542 ، 5544 ، 6894 ]
[ ش أخرجه مسلم في أول العيدين وفي باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها رقم 884
( خرج ) من بين صفوف الرجال إلى صفوف النساء . ( لم يسمع ) أي النساء كما في رواية . ( القرط ) ما يعلق في شحمة الأذن لدى النساء . ( يأخذ ) ما يتصدق به ]
33 - باب الحرص على الحديث
99 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال
Y قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد ظننت - يا أبا هريرة - أن لا تسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه )
[ 6201 ]
[ ش ( أسعد ) أفعل من السعادة وهي خلاف الشقاوة أو من السعد وهو اليمن والخير . ( بشفاعتك ) مشتقة من الشفع وهو ضم الشيء إلى مثله وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى وشفاعته صلى الله عليه وسلم توسله إلى الله تعالى أن يرحم العباد في مواقف عدة من مواقف يوم القيامة . ( ظننت ) علمت . ( خالصا ) مخلصا والإخلاص في الإيمان ترك الشرك وفي الطاعة ترك الرياء ]
34 - باب كيف يقبض العلم
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفنت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا
حدثنا العلاء بن عبد الجبار قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك يعنب حديث عمر بن عبد العزيز إلى قوله ذهاب العلماء
[ ش ( دروس العلم ) ذهابه وضياعه . ( ولتفشوا ) من الإفشاء وهو الإشاعة . ( لا يهلك ) لا يضيع . ( سرا ) مكتوما ]
100 - حدثنا إسماعيل بن أويس قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
قال الفربري حدثنا عباس قال حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن هشام نحوه
[ 6877 ]
[ ش أخرجه مسلم في العلم باب رفع العلم وقبضه رقم 2673
( انتزاعا ) محوا من صدور العلماء . ( بقبض العلماء ) بموتهم . ( رؤوسا ) جمع رأس وفي رواية ( رؤوساء ) جمع رئيس والمعنى واحد . ( الفريري ) هو أحد من سمع الصحيح عن البخاري ورواه عنه ]
35 - باب هل يجعل للنساء يوم على حده في العلم
101 - حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثني ابن الأصبهاني قال سمعت أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري
Y قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ( ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار ) . فقالت امرأة واثنين ؟ فقال ( واثنين )
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه رقم 2633
( غلبنا عليك الرجال ) أفادوا منك أكثر منا لملازمتهم لك وضعفنا عن مزاحتمهم . ( يوما ) تعلمنا فيه وتخصنا به . ( من نفسك ) من اختيارك أو من أوقات فراغك . ( تقدم ) يموت لها في حياتها . ( حجابا ) حاجزا يحجبها ]
102 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت أبا حازم عن أبي هريرة قال
[ 1192 ، 6880 ، وانظر 1193 ]
[ ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه رقم 2634
( الحنث ) الإثم أي ماتوا قبل أن يبلغوا لأن الإثم إنما يكتب بعد البلوغ وكأن السر فيه أن لا ينسب إليهم إذ ذاك عقوق فيكون الحزن عليهم أشد . [ فتح الباري ] Y ( ثلاثة لم يبلغوا الحنث )
36 - باب من سمع شيئا فراجعه حتى يعرفه
103 - حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر قال حدثني ابن أبي ملكية
Y أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حوسب عذب ) . قالت عائشة فقلت أوليس يقول الله تعالى { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . قالت فقال ( إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك )
[ 4655 ، 6171 ، 6172 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب إثبات الحساب رقم 2876
( من حوسب ) نوقش الحساب . ( يسيرا ) سهلا والآية من سورة الانشقاق 8 . ( ذلك ) أي الحساب اليسير . ( العرض ) عرض الناس على الميزان . ( نوقش ) استقصي معه الحساب ]
37 - باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب
قاله ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
104 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثني الليث قال حدثني سعيد عن أبي شريح
Y أنه قال لعمرو بن سعيد - وهو يبعث البعوث إلى مكة - ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال ( إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد فيها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب )
فقيل لأبي شريح ما قال عمرو ؟ قال أنا أعلم منك يا أبا شريح لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة
[ 1735 ، 4044 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها رقم 1354
عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي يعرف بالأشدق وكان واليا على المدينة أيام يزيد بن معاوية قال في الفتح ليست له صحبة ولا كان من التابعين بإحسان . ( يبعث البعوث ) يرسل الجيوش لقتال عبد الله بن الزبير لأنه امتنع من مبايعة يزيد واعتصم بالحرم . ( ووعاه ) فهمه وحفظه . ( يسفك ) يريق . ( يعضد ) يقطع . ( ترخص لقتال ) احتج لجواز القتال فيها وأنه رخصة عند الحاجة بقتلاه صلى الله عليه وسلم . ( الشاهد ) الحاضر . ( لا يعيذ عاصيا ) لا يحميه من العقوبة . ( فارا بدم ) قاتلا عمدا اتجأ إليه خوف القصاص . ( فارا بجزية ) سارقا احتمى به حتى لا يقام عليه الحد ]
105 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة
Y ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) . وكان محمد يقول صدق رسول اللهص كان ذلك ( ألا هل بلغت ) . مرتين
[ ر 67 ]
38 - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم
106 - حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت ربعي بن جراش يقول سمعت عليا يقول
Y قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار )
[ ش أخرجه مسلم في المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 1
( فليلج ) فليدخل . وهذا الحديث قال عنه العلماء إنه متواتر لكثرة طرقه كما سترى ]
107 - حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن جامع بن شداد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قلت للزبير
Y إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان ؟ قال أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار )
[ ش ( فلان وفلان ) قال العيني سمي منهما في رواية ابن ماجهعبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ( فليتبوأ ) أمر من التبوء وهو اتخاذ المباءة من المنزل والمعنى ليتخذ لنفسه منزلا ]
108 - حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوراث عن عبد العزيز قال أنس
Y إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار )
[ ش أخرجه مسلم في المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 2
( ليمنعني أن أحدثكم ) أي أخشى أن يجرني كثرة الحديث إلى الكذب . ( تعمد ) قصد ]
109 - حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )
[ ش ( من يقل علي ما لم أقل ) ينسب إلي قولا لم أقهل بل يفتريه من عند نفسه ]
110 - حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة
Y عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
[ 5844 ]
[ ش أخرجه مسلم في المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 3
( ولا تكنوا بكنيتي ) وهي أبا القاسم والكنية كل اسم علم يبدأ بأب أو أم . وذهب الحنفية إلى أن هذا منسوخ وقال المالكية هو خاص بحياته صلى الله عليه وسلم وحمله بعضهم على الكراهة وقال الشافعية بالتحريم مطلقا . ( فقد رآني ) أي رؤيا حقيقية وليست بأضغاث أحلام ولا من تشبيه الشيطان ]
39 - باب كتابة العلم
111 - حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطراف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال
[ 2882 ، 6507 ، 6517 ]
[ ش ( كتاب ) شيء مكتوب من عند رسول الله Y قلت لعلي هل عندكم كتاب ؟ قال لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة . قال قلت فما في هذه الصحيفة ؟ قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر صلى الله عليه وسلم . ( الصحيفة ) الورقة المكتوبة وكانت معلقة بسيفه . ( العقل ) الدية . ( فكاك الأسير ) ما يخلص به من الأسر ]
112 - حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة
Y أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث - عام فتح مكة - بقتيل منهم قتلوه فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فركب راحلته فخطب فقال ( إن الله حبس عن مكة القتل أو الفيل - شك أبو عبد الله - وسلط عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ألا
انها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد فمن قتل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل ) . فجاء رجل من أهل اليمن فقال اكتب لي يا رسول الله فقال ( اكتبوا لأبي فلان ) . فقال رجل من قريش إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا الأذخر إلا الأذخر )
قال أبو عبد الله يقال يقاد بالقاف فقيل لأبي عبد الله أي شيء كتب له ؟ قال كتب له هذه الخطبة
[ 2302 ، 6486 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها رقم 1355
( خزاعة ) اسم قبيلة وبنو ليث قبيلة أيضا . ( راحلته ) المركب من الإبل . ( حبس ) منع . ( الفيل ) هو الحيوان المعروف والمراد حبس أهله الذين أرادوا غزو مكة كما ثبت في القرآن . ( لا يختلي ) لا يقطع . ( ساقطتها ) ما سقط فيها من المتلكات المنقولة . ( لمنشد ) لمعرف على الدوام . ( فهو ) أي أهله ووليه . ( يعقل ) يعطي العقل وهو الدية . ( يقاد ) من القود وهو قتل القاتل قصاصا . ( رجل من أهل اليمن ) هو أبو شاه . ( رجل من قريش ) هو العباس بن عبد المطلب . ( الإذخر ) نبت طيب الرائحة معروف في أرض الحجاز ]
113 - حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال
Y سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب
تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة
114 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال
Y لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ( اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده ) . قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كناب الله حسبنا . فاختلفوا وكثر اللغط قال ( قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ) . فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه
[ 2888 ، 2997 ، 4168 ، 4169 ، 5345 ، 6932 ]
[ ش ( بكتاب ) ما يكتب عليه . ( كتابا ) فيه بيان لمهمات الأحكام . ( غلبه الوجع ) أي اشتد عليه الألم فلا داعي لأن نكلفه ما يشق عليه والحال أن عندنا كتاب الله . ( حسبنا ) كافينا . ( اللغط ) الجلبة والصياح واصوات مبهمة لا تفهم . ( لا ينبغي ) لا يليق . ( الرزية ) المصيبة . ( ما حال ) وهو اختلافهم ولغطهم ]
40 - باب العلم والعظة بالليل
115 - حدثنا صدقة أخبرنا ابن عبيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت
Y استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ( سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
[ 1074 ، 3404 ، 5506 ، 5864 ، 6658 ]
[ ش ( ماذا أنزل الليلة من الفتن ) ما أكثر ما أعلم به الملائكة من الفتن المقدورة هذه الليلة . ( وماذا فتح من الخزائن ) ماذا قدر من الرحمة . ( صواحبات الحجر ) صواحبات جمع صاحبة والمراد زوجاته صلى الله عليه وسلم والحجر جمع حجرة وهي مساكنهن
قال في الفتح أي ينبغي لهن أن لا يتغافلن عن العبادة ويعتمدن على كونهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . ( كاسية في الدنيا ) ظاهرها التقوى والصلاح أو تلبي الثياب الرقيقة والتي لا تستر . ( عارية يوم القيامة ) أي معاقبة بفضيحة التعري أو عارية من الحسنات ]
41 - باب السمر في العلم
[ ش ( السمر ) الحديث في الليل قبل النوم ]
116 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن سالم وأبي بكر سليمان بن أبي حثمة أن عبد الله بن عمر قال
Y صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال ( أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على الأرض أحد )
[ 539 ، 576 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب قوله صلى الله عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض...رقم 2537
( رأس مائة سنة ) أي بعد مرور مائة سنة . ( ممن هو على ظهر الأرض ) أي تلك الليلة ]
117 - حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
Y بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال ( نام الغليم ) . أو كلمة تشبهها ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة
[ 138 ، 181 ، 665 - 667 ، 693 ، 695 ، 821 ، 947 ، 1140 ، 4293 - 4296 ، 5575 ، 5861 ، 5759 ، 7014 ]
[ ش ( الغليم ) تصغير غلام والمراد ابن عباس . ( ركعتين ) هما سنة الفجر . ( غطيطه أو خطيطه ) هما بمعنى واحد وهو صوت نفس النائم . وقيل الغطيط أشد من الخطيط . ( إلى الصلاة ) هي صلاة الفجر ]
42 - باب حفظ العلم
118 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال
Y إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات - إلى قوله - الرحيم } . إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون
[ 1942 ، 2223 ، 6921 ]
[ ش ( ولولا آيتان ) أي تحذرانمن كتمان العلم . ( يتلو ) يقرأ الآيتين وتتمتهما { والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } / البقرة 159 - 160 /
( الصفق ) هو ضرب اليد على اليد والمراد التجارة وأطلق عليها لاعتيادهم فعله عند عقد البيع . ( في أموالهم ) مزارعهم . ( بشبع بطنه ) يقنع بما يسد جوعه . ( يحضر ) يشاهد من أحواله صلى الله عليه وسلم ]
119 - حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا ابن أبي فديك بهذا أو قال غرف بيده فيه
[ 3448 ]
[ ش ( فغرف بيديه ) قال في الفتح لم يذكر المغروف منه وكأنها إشارة محضة . قلت وهذا معجزة له Y قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديث كثيرا أنساه ؟ قال ( أبسط رداءك ) . فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال ( ضمه ) فضممته فما نسيت شيئا بعده صلى الله عليه وسلم وكرامة لأبي هريرة رضي الله عنه ]
120 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
Y حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم
[ ش ( وعاءين ) نوعين من العلم والوعاء في الأصل الظرف الذي يحفظ فيه الشيء . والمراد بالوعاء الذي نشره ما فيه أحكام الدين وفي الوعاء الثاني أقوال منها أنه أخبار الفتن والأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقيل غير ذلك . ( بثثته ) نشرته وأذعته . ( قطع هذا البلعوم ) هو مجرى الطعام وكنى بذلك عن القتل ]
43 - باب الإنصات للعلماء
121 - حدثنا حجاج قال حدثنا شعبة قال أخبرني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن جرير
Y أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع ( استنصت الناس ) . فقال ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
[ 4143 ، 6475 ، 6669 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعد كفارا رقم 65
( استنصت الناس ) اطلب منهم أن يسكتوا ويستمعوا لما أقوله لهم . ( كفارا ) تفعلون مثل الكفار ]
44 - باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم ؟ فيكل العلم إلى الله
122 - حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال
Y قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر ؟ فقال كذب عدو الله حدثنا ابن أبي كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال يا رب وكيف به ؟ فقيل له احمل حوتا في مكتل فإا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحمل حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا . ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به قال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ؟ فإني نسيت الحوت قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب أو قال تسجى بثويه فسلم موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام ؟ فقال أنا موسى فقال موسى بني إسرائيل ؟ قال نعم قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟ قال إنك لن تسطيع معي صبرا يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه لا أعلمه . قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ؟ قال ألم أقل لك إنك لن تسطيع معي صبرا ؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت - فكانت الأولى من موسى نسيانا - فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذخ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده فقال موسى أقتلت نفسا زكية بغير نفس ؟ قال ألم لك إنك لن تسطيع معي صبرا ؟ - قال ابن عيينة وهذا أؤكد - فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضفوهما فوجد فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال الخضر بيده فأقامه فقال له موسى لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما ) . [ ر 74 ]
[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب من فضائل الخضر عليه السلام رقم 2380
( نوف البكالي ) هو تابعي من أهل دمشق فاضل عالم لا سيما بالإسرائيليات وكان ابن امرأة كعب الأحبار ويل غير ذلك . [ فتح ]
( كذب عدو الله ) أي أخبر بما هو خلاف الواقع . ومراد ابن عباس رضي الله عنهما الزجر والتحذير لا المعنى الحقيقي لهذه العبارة . ( فعتب ) لم يرض منه بذلك وأصل العتب المؤاخذة . ( بمجمع البحرين ) ملتقى البحرين وفي تسمية البحرين أقوال . ( مكتل ) وعاء يسع خمسة عشر صاعا . ( فانسل ) خرج برفق وخفة . ( سربا ) مسلكا يسلك فيه . ( نصبا ) تعبا . ( مسا ) أثرا وفي رواية ( شيئا ) . ( مسجى ) مغطى . ( وأنى بأرضك السلام ) كيف تسلم وأنت في أرض لا يعرف فيها السلام . ( نول ) أجر . ( فعمد ) قصد . ( الأولى ) المسألة الأولى . ( زكية ) طاهرة لم تذنب . ( وهذا أوكد ) أي قوله . ( ألم أقل لك ) لزيادة لك فهذا أوكد في العتاب . ( استطعما ) طلبا طعاما . ( ينقض ) يكاد يسقط . ( قال الخضر بيده ) أشار بها . ( من أمرهما ) ممن الأعاجيب والغرائب ]
45 - باب من سأل وهو قائم عالما جالسا
123 - حدثنا عثمان قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال
Y جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله ؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما فقال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى )
[ 2655 ، 2958 ، 7020 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا رقم 1904
( غضبا ) انتقاما حالة الغضب . ( حمية ) محاماة عن العشيرة . ( كلمة الله ) كلمة التوحيد ودعوة الإسلام . ( العليا ) العالية فوق كل ملة ومذهب ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق