باب { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر }
[ 4430 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور عن شعيب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات
باب سورة بني إسرائيل الإسراء
[ 4431 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال سمعت بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي قال بن عباس { فسينغضون إليك رؤوسهم } يهزون وقال غيره نغضت سنك أي تحركت { وقضينا إلى بني إسرائيل } أخبرناهم أنهم سيفسدون والقضاء على وجوه { وقضى ربك } أمر ربك ومنه الحكم { إن ربك يقضي بينهم } ومنه الخلق { فقضاهن سبع سماوات } خلقهن { نفيرا } من ينفر معه { وليتبروا } يدمروا { ما علوا } { حصيرا } محبسا محصرا { حق } وجب { ميسورا } لينا { خطئا } إثما وهو اسم من خطئت والخطأ مفتوح مصدره من الإثم خطئت بمعنى أخطأت { لن تخرق } لن تقطع { وإذ هم نجوى } مصدر من ناجيت فوصفهم بها والمعنى يتناجون { رفاتا } حطاما { واستفزز } استخف { بخيلك } الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر { حاصبا } الريح العاصف والحاصب أيضا ما ترمى به الريح ومنه { حصب جهنم } يرمى به في جهنم وهو حصبها ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من الحصباء والحجارة { تارة } مرة وجماعته تيرة وتارات { لأحتنكن } لأستأصلنهم يقال احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه { طائره } حظه وقال بن عباس كل سلطان في القرآن فهو حجة { ولي من الذل } لم يحالف أحدا
باب قوله { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام }
[ 4432 ] حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا يونس ح وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن بن شهاب قال بن المسيب قال أبو هريرة أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن قال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك
[ 4433 ] حدثنا أحمد بن صالح حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما كذبني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه زاد يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه لما كذبني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس نحوه { قاصفا } ريح تقصف كل شيء
باب { ولقد كرمنا بني آدم } كرمنا وأكرمنا واحد { ضعف الحياة } عذاب الحياة { وضعف الممات } عذاب الممات { خلافك } وخلفك سواء { ونأى } تباعد { شاكلته } ناحيته وهي من شكلته { صرفنا } وجهنا { قبيلا } معاينة ومقابلة وقيل القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها { خشية الإنفاق } أنفق الرجل أملق ونفق الشيء ذهب { قتورا } مقترا { للأذقان } مجتمع اللحيين والواحد ذقن وقال مجاهد { موفورا } وافرا { تبيعا } ثائرا وقال بن عباس نصيرا { خبت } طفئت وقال بن عباس { لا تبذر } لا تنفق في الباطل { ابتغاء رحمة } رزق { مثبورا } ملعونا { لا تقف } لا تقل { فجاسوا } تيمموا { يزجي } الفلك يجري الفلك { يخرون للأذقان } للوجوه
باب قوله { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } الآية
[ 4434 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان أخبرنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية أمر بنو فلان حدثنا الحميدي حدثنا سفيان وقال أمر
باب { ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا }
[ 4435 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مم ذلك يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أو مر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون محمد صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى
باب { وآتينا داود زبورا }
[ 4436 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته لتسرج فكان يقرأ قبل أن يفرغ يعني القرآن
باب { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا }
[ 4437 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله { إلى ربهم الوسيلة } قال كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم زاد الأشجعي عن سفيان عن الأعمش { قل ادعوا الذين زعمتم }
باب { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } الآية
[ 4438 ] حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه في هذه الآية { الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } قال كان ناس من الجن يعبدون فأسلموا
باب { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }
[ 4439 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنه { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به { والشجرة الملعونة } شجرة الزقوم
باب { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال مجاهد صلاة الفجر
[ 4440 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا }
باب { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }
[ 4441 ] حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي قال سمعت بن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود
[ 4442 ] حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة رواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } يزهق يهلك
[ 4443 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } { جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد
باب { ويسألونك عن الروح }
[ 4444 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال ما رابكم إليه وقال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
باب { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }
[ 4445 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما في قوله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { ولا تجهر بصلاتك } أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك فلا تسمعهم { وابتغ بين ذلك سبيلا }
[ 4446 ] حدثني طلق بن غنام حدثنا زائدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أنزل ذلك في الدعاء
باب تفسير سورة الكهف وقال مجاهد { تقرضهم } تتركهم { وكان له ثمر } ذهب وفضة وقال غيره جماعة الثمر { باخع } مهلك { أسفا } ندما { الكهف } الفتح في الجبل { والرقيم } الكتاب { مرقوم } مكتوب من الرقم { ربطنا على قلوبهم } ألهمناهم صبرا { لولا أن ربطنا على قلبها } { شططا } إفراطا { الوصيد } الفناء جمعه وصائد ووصد ويقال الوصيد الباب { مؤصدة } مطبقة آصد الباب وأوصد { بعثناهم } أحييناهم { أزكى } أكثر ويقال أحل ويقال أكثر ريعا قال بن عباس أكلها وقال غيره { ولم تظلم } لم تنقص وقال سعيد عن بن عباس الرقيم اللوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا وقال غيره وألت تئل تنجو وقال مجاهد { موئلا } محرزا { لا يستطيعون سمعا } لا يعقلون
باب { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }
[ 4447 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره عن علي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة قال ألا تصليان { رجما بالغيب } لم يستبن { فرطا } ندما { سرادقها } مثل السرادق والحجرة التي تطيف بالفساطيط { يحاوره } من المحاورة { لكنا هو الله ربي } أي لكن أنا { هو الله ربي } ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى { وفجرنا خلالهما نهرا } يقول بينهما { زلقا } لا يثبت فيه قدم { هنالك الولاية } مصدر الولي { عقبا } عاقبة وعقبى وعقبة واحد وهي الآخرة قبلا و { قبلا } وقبلا استئنافا { ليدحضوا } ليزيلوا الدحض الزلق
باب { وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } زمانا وجمعه أحقاب
[ 4448 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل فقال بن عباس كذب عدو الله حدثني أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى يا رب فكيف لي به قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر { فاتخذ سبيله في البحر سربا } وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى { لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به فقال له فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } قال رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى ثوبا فسلم عليه موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال { إنك لن تستطيع معي صبرا } يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه فقال موسى { ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا } فقال له الخضر { فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا } فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال وهذا أشد من الأولى { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } قال مائل فقام الخضر فأقامه بيده فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك } إلى قوله { ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير فكان بن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين
باب { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا } مذهبا يسرب يسلك ومنه { وسارب بالنهار }
[ 4449 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن بن جريج أخبرهم قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال إنا لعند بن عباس في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس جعلني الله فداءك بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل أما عمرو فقال لي قال قد كذب عدو الله وأما يعلى فقال لي قال بن عباس حدثني أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى رسول الله عليه السلام قال ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك قال لا فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله قيل بلى قال أي رب فأين قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به فقال لي عمرو قال حيث يفارقك الحوت وقال لي يعلى قال خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح فأخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا فذلك قوله جل ذكره { وإذ قال موسى لفتاه } يوشع بن نون ليست عن سعيد قال فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كأن أثره في حجر قال لي عمرو هكذا كأن أثره في حجر وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال قد قطع الله عنك النصب ليست هذه عن سعيد أخبره فرجعا فوجدا خضرا قال لي عثمان بن أبي سليمان على طنفسة خضراء على كبد البحر قال سعيد بن جبير مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال هل بأرضي من سلام من أنت قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه فأخذ طائر بمنقاره من البحر فقال والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر عرفوه فقالوا عبد الله الصالح قال قلنا لسعيد خضر قال نعم لا نحمله بأجر فخرقها ووتد فيها وتدا قال موسى { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا } قال مجاهد منكرا { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } لقيا غلاما فقتله قال يعلى قال سعيد وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين { قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس } لم تعمل بالحنث وكان بن عباس قرأها زكية { زاكية } مسلمة كقولك غلاما زكيا فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال سعيد بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال يعلى حسبت أن سعيدا قال فمسحه بيده فاستقام { لو شئت لاتخذت عليه أجرا } قال سعيد أجرا نأكله { وكان وراءهم } وكان أمامهم قرأها بن عباس أمامهم ملك يزعمون عن غير سعيد أنه هدد بن بدد والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور { ملك يأخذ كل سفينة غصبا } فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول سدوها بقارورة ومنهم من يقول بالقار { كان أبواه مؤمنين } وكان كافرا { فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا } أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه { فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة } لقوله { أقتلت نفسا زكية } { وأقرب رحما } هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر وزعم غير سعيد أنهما أبدلا جارية وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد أنها جارية
باب { فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } إلى قوله { عجبا } { صنعا } عملا { حولا } تحولا { قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } { إمرا } و { نكرا } داهية { ينقض } يناقض كما تناقض السن { لتخذت } واتخذت واحد { رحما } من الرحم وهي أشد مبالغة من الرحمة ونظن أنه من الرحيم وتدعى مكة أم رحم أي الرحمة تنزل بها
[ 4450 ] حدثني قتيبة بن سعيد قال حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر فقال كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فقيل له أي الناس أعلم قال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه وأوحى إليه بلى عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب كيف السبيل إليه قال تأخذ حوتا في مكتل فحيثما فقدت الحوت فاتبعه قال فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها قال فوضع موسى رأسه فنام قال سفيان وفي حديث غير عمرو قال وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين قال فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ موسى قال { لفتاه آتنا غداءنا } الآية قال ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به قال له فتاه يوشع بن نون { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } الآية قال فرجعا يقصان في آثارهما فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا قال فلما انتهيا إلى الصخرة إذ هما برجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى قال وأني بأرضك السلام فقال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال له الخضر يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه قال بل أتبعك قال { فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا } فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهما سفينة فعرف الخضر فحملوهم في سفينتهم بغير نول يقول بغير أجر فركبا السفينة قال ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر لموسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت } الآية فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فقطعه قال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } إلى قوله { فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } فقال بيده هكذا فأقامه فقال له موسى إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما قال وكان بن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا
باب { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا }
[ 4451 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال سألت أبي { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } هم الحرورية قال لا هم اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأما النصارى كفروا بالجنة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب والحرورية { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } وكان سعد يسميهم الفاسقين
باب { أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم } الآية
[ 4452 ] حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا المغيرة قال حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرؤوا إن شئتم { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } وعن يحيى بن بكير عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد مثله
باب تفسير سورة مريم قال بن عباس { أسمع بهم وأبصر } الله يقوله وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون { في ضلال مبين } يعني قوله { أسمع بهم وأبصر } الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره { لأرجمنك } لأشتمنك { ورئيا } منظرا وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } وقال بن عيينة { تؤزهم أزا } تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وقال مجاهد { لدا } عوجا قال بن عباس { وردا } عطاشا { أثاثا } مالا { إدا } قولا عظيما { ركزا } صوتا وقال مجاهد { فليمدد } فليدعه { غيا } خسرانا { بكيا } جماعة باك { صليا } صلى يصلى { نديا } والنادي واحد مجلسا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق