باب قوله { هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب }
[ 4530 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة أو كلمة نحوها ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } قال روح فرده خاسئا
باب قوله { وما أنا من المتكلفين }
[ 4531 ] حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يري بينه وبين السماء دخانا من الجوع قال الله عز وجل { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } قال فدعوا { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون } أفيكشف العذاب يوم القيامة قال فكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون }
باب تفسير سورة الزمر وقال مجاهد { أفمن يتقي بوجهه } يجر على وجهه في النار وهو قوله تعالى { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة } ذي عوج لبس { ورجلا سلما لرجل } مثل لآلهتهم الباطن والإله الحق { ويخوفونك بالذين من دونه } بالأوثان خولنا أعطينا { والذي جاء بالصدق } القرآن { وصدق به } المؤمن يجئ يوم القيامة يقول هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه { متشاكسون } الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف { ورجلا سلما } ويقال سالما صالحا { اشمأزت } نفرت { بمفازتهم } من الفوز { حافين } أطافوا به مطيفين بحفافيه بجوانبه { متشابها } ليس من الاشتباه ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق
باب { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
[ 4532 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن بن جريج أخبرهم قال يعلى إن سعيد بن جبير أخبره عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } ونزل { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله }
باب { وما قدروا الله حق قدره }
[ 4533 ] حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }
باب قوله { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينة
[ 4534 ] حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن بن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض
باب { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون }
[ 4535 ] حدثني الحسن حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا عبد الرحيم عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش فلا أدري أكذلك كان أم بعد النفخة
[ 4536 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق
باب تفسير سورة المؤمن غافر قال مجاهد { حم } مجازها مجاز أوائل السور ويقال بل هو اسم لقول شريح بن أبي أوفى العبسي
يذكرني حاميم والرمح شاجر
فهلا تلا حاميم قبل التقدم { الطول } التفضل { داخرين } خاضعين وقال مجاهد { إلى النجاة } الإيمان { ليس له دعوة } يعني الوثن { يسجرون } توقد بهم النار { تمرحون } تبطرون وكان العلاء بن زياد يذكر النار فقال رجل لم تقنط الناس قال وأنا أقدر أن أقنط الناس والله عز وجل يقول { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } ويقول { وأن المسرفين هم أصحاب النار } ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه
[ 4537 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال حدثني عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم }
باب تفسير سورة حم السجدة فصلت وقال طاوس عن بن عباس { ائتيا طوعا } أعطيا { قالتا أتينا طائعين } أعطينا
[ 4537 ] وقال المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس أني أجد في القرآن أشياء تختلف علي قال { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } { ولا يكتمون الله حديثا } { والله ربنا ما كنا مشركين } فقد كتموا في هذه الآية وقال { أم السماء بناها } إلى قوله { دحاها } فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } إلى قوله { طائعين } فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء وقال { وكان الله غفورا رحيما } عزيزا حكيما { سميعا بصيرا } فكأنه كان ثم مضى فقال { فلا أنساب بينهم } في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور { فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم في النفخة الآخرة { أقبل بعضهم على بعض يتساءلون } وأما قوله { ما كنا مشركين } { ولا يكتمون الله حديثا } فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم فقال المشركون تعالوا نقول لم نكن مشركين فختم على أفواههم فتنطق أيديهم فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا وعنده { يود الذين كفروا } وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحا الأرض ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله { دحاها } وقوله { خلق الأرض في يومين } فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلقت السماوات في يومين { وكان الله غفورا رحيما } سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله قال أبو عبد الله حدثنيه يوسف بن عدي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بهذا وقال مجاهد { لهم أجر غير ممنون } محسوب { أقواتها } أرزاقها { في كل سماء أمرها } مما أمر به { نحسات } مشائيم { وقيضنا لهم قرناء } قرناهم بهم { تتنزل عليهم الملائكة } عند الموت { اهتزت } بالنبات { وربت } ارتفعت وقال غيره { من أكمامها } حين تطلع { ليقولن هذا لي } أي بعملي أنا محقوق بهذا { سواء للسائلين } قدرها سواء { فهديناهم } دللناهم على الخير والشر كقوله { وهديناه النجدين } وكقوله { هديناه السبيل } والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه من ذلك قوله { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } { يوزعون } يكفون { من أكمامها } قشر الكفرى هي الكم وقال غيره ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى { ولي حميم } قريب { من محيص } حاص حاد { مرية } ومرية واحد أي امتراء وقال مجاهد { اعملوا ما شئتم } هي وعيد وقال بن عباس { ادفع بالتي هي أحسن } الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع لهم عدوهم { كأنه ولي حميم
باب قوله { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون }
[ 4538 ] حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن بن مسعود { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم } الآية كان رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف أو رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش في بيت فقال بعضهم لبعض أترون أن الله يسمع حديثنا قال بعضهم يسمع بعضه وقال بعضهم لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كله فأنزلت { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم } الآية
باب قوله { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }
[ 4539 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز وجل { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } الآية وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول حدثنا منصور أو بن أبي نجيح أو حميد أحدهم أو اثنان منهم ثم ثبت على منصور وترك ذلك مرارا غير واحدة قوله { فإن يصبروا فالنار مثوى لهم } الآية
[ 4540 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان الثوري قال حدثني منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بنحوه
باب تفسير سورة حم عسق الشورى ويذكر عن بن عباس { عقيما } لا تلد { روحا من أمرنا } القرآن وقال مجاهد { يذرؤكم فيه } نسل بعد نسل { لا حجة بيننا وبينكم } لا خصومة بيننا وبينكم { من طرف خفي } ذليل وقال غيره { فيظللن رواكد على ظهره } يتحركن ولا يجرين في البحر { شرعوا } ابتدعوا
باب قوله { إلا المودة في القربى }
[ 4541 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت طاوسا عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه سئل عن قوله { إلا المودة في القربى } فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم فقال بن عباس عجلت إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة
باب تفسير سورة حم الزخرف وقال مجاهد { على أمة } على إمام { وقيله يا رب } تفسيره أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم وقال بن عباس { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } لولا أن يجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار { سقفا من فضة ومعارج } من فضة وهي درج وسرر فضة { مقرنين } مطيقين { آسفونا } أسخطونا { يعش } يعمى وقال مجاهد { أفنضرب عنكم الذكر } أي تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه { ومضى مثل الأولين } سنة الأولين { وما كنا له مقرنين } يعني الإبل والخيل والبغال والحمير { ينشأ في الحلية } الجواري يقول جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون { لو شاء الرحمن ما عبدناهم } يعنون الأوثان يقول الله تعالى { ما لهم بذلك من علم } أي الأوثان إنهم لا يعلمون { في عقبه } ولده { مقترنين } يمشون معا { سلفا } قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم { ومثلا } عبرة { يصدون } يضجون { مبرمون } مجمعون { أول العابدين } أول المؤمنين وقال غيره { إنني براء مما تعبدون } العرب تقول نحن منك البراء والخلاء والواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه براء لأنه مصدر ولو قال بريء لقيل في الإثنين بريئان وفي الجميع بريئون وقرأ عبد الله إنني بريء بالياء والزخرف الذهب ملائكة يخلفون يخلف بعضهم بعضا
باب قوله { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون }
[ 4542 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } وقال قتادة { مثلا للآخرين } عظة لمن بعدهم وقال غيره { مقرنين } ضابطين يقال فلان مقرن لفلان ضابط له والأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها { أول العابدين } أي ما كان فأنا أول الآنفين وهما لغتان رجل عابد وعبد وقرأ عبد الله وقال الرسول يا رب ويقال { أول العابدين } الجاحدين من عبد يعبد وقال قتادة { في أم الكتاب } جملة الكتاب أصل الكتاب { أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين } مشركين والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا { فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين } عقوبة الأولين { جزءا } عدلا
باب تفسير سورة حم الدخان وقال مجاهد { رهوا } طريقا يابسا ويقال { رهوا } ساكنا { على علم على العالمين } على من بين ظهريه { فاعتلوه } ادفعوه { وزوجناهم بحور عين } أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطرف { ترجمون } القتل وقال بن عباس { كالمهل } أسود كمهل الزيت وقال غيره { تبع } ملوك اليمن كل واحد منهم يسمى تبعا لأنه يتبع صاحبه والظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس
باب { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال قتادة فارتقب فانتظر
[ 4543 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال مضى خمس الدخان والروم والقمر والبطشة واللزام
باب { يغشى الناس هذا عذاب أليم }
[ 4544 ] حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت قال لمضر إنك لجريء فاستسقى فسقوا فنزلت { إنكم عائدون } فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية فأنزل الله عز وجل { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } قال يعني يوم بدر
باب { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون }
[ 4545 ] حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله فقال إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } فقيل له إن كشفنا عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى { يوم تأتي السماء بدخان مبين } إلى قوله جل ذكره { إنا منتقمون }
باب { أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين } الذكر والذكرى واحد
[ 4546 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت يعني كل شيء حتى كانوا يأكلون الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع ثم قرأ { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } حتى بلغ { إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون } قال عبد الله أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة قال والبطشة الكبرى يوم بدر
باب { ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون }
[ 4547 ] حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد عن شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال تعودون بعد هذا في حديث منصور ثم قرأ { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } إلى { عائدون } أيكشف عذاب الآخرة فقد مضى الدخان والبطشة واللزام وقال أحدهم القمر وقال الآخر الروم
باب { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون }
[ 4548 ] حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان
باب تفسير سورة حم { جاثية } مستوفزين على الركب وقال مجاهد { نستنسخ } نكتب { ننساكم } نترككم
باب { وما يهلكنا إلا الدهر }
[ 4549 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذيني بن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار
باب تفسير سورة حم الأحقاف وقال مجاهد { تفيضون } تقولون وقال بعضهم أثرة وأثرة و { أثارة } بقية وقال بن عباس { بدعا من الرسل } لست بأول الرسل وقال غيره { أرأيتم } هذه الألف إنما هي توعد إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد وليس قوله أرأيتم برؤية العين إنما هو أتعلمون أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا
باب { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين }
[ 4550 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك قال كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني } فقالت عائشة من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا شيء من القرآن إلا أن الله أنزل عذري
باب قوله { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم } قال بن عباس { عارض } السحاب
[ 4551 ] حدثنا أحمد حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا { هذا عارض ممطرنا
باب تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم { أوزارها } آثامها حتى لا يبقى مسلم { عرفها } بينها وقال مجاهد { مولى الذين آمنوا } وليهم { عزم الأمر } جد الأمر { فلا تهنوا } لا تضعفوا وقال بن عباس { أضغانهم } حسدهم { آسن } متغير
باب { وتقطعوا أرحامكم }
[ 4552 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له مه قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فذاك قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا حاتم عن معاوية قال حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة بهذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم } حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي المزرد بهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واقرؤوا إن شئتم { فهل عسيتم }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق