باب { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
[ 4401 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك فوالله ما أعلم أحدا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا وأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } إلى قوله { وكونوا مع الصادقين }
باب قوله { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } من الرأفة
[ 4402 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني بن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري رضى الله تعالى عنه وكان ممن يكتب الوحي قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم } إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر تابعه عثمان بن عمر والليث عن يونس عن بن شهاب وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن بن شهاب وقال مع أبي خزيمة الأنصاري وقال موسى عن إبراهيم حدثنا بن شهاب مع أبي خزيمة وتابعه يعقوب بن إبراهيم عن أبيه وقال أبو ثابت حدثنا إبراهيم وقال مع خزيمة أو أبي خزيمة
باب تفسير سورة يونس وقال بن عباس { فاختلط به نبات الأرض } فنبت بالماء من كل لون { قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني } وقال زيد بن أسلم { أن لهم قدم صدق } محمد صلى الله عليه وسلم وقال مجاهد خير يقال { تلك آيات } يعني هذه أعلام القرآن ومثله { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } المعنى بكم { دعواهم } دعاؤهم { أحيط بهم } دنوا من الهلكة { أحاطت به خطيئته } { فأتبعهم } واتبعهم واحد { عدوا } من العدوان وقال مجاهد { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } قول الإنسان لولده وماله إذا غضب اللهم لا تبارك فيه والعنه { لقضي إليهم أجلهم } لأهلك من دعي عليه ولأماته { للذين أحسنوا الحسنى } مثلها حسنى وزيادة مغفرة الكبرياء
باب { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين } { ننجيك } نلقيك على نجوة من الأرض وهو النشز المكان المرتفع
[ 4403 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا
باب تفسير سورة هود قال بن عباس { عصيب } شديد { لا جرم } بلى وقال غيره { وحاق } نزل { يحيق } ينزل { يؤوس } فعول من يئست وقال مجاهد { تبتئس } تحزن { يثنون صدورهم } شك وامتراء في الحق { ليستخفوا منه } من الله إن استطاعوا وقال أبو ميسرة الأواه الرحيم بالحبشية وقال بن عباس { بادي الرأي } ما ظهر لنا وقال مجاهد الجودي جبل بالجزيرة وقال الحسن { إنك لأنت الحليم } يستهزئون به وقال بن عباس { أقلعي } أمسكي { وفار التنور } نبع الماء وقال عكرمة وجه الأرض
باب { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور }
[ 4404 ] حدثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجاج قال قال بن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع بن عباس يقرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قال سألته عنها فقال أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
[ 4405 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن بن جريج وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر أن بن عباس قرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قلت يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم قال كان الرجل يجامع امرأته فيستحي أو يتخلى فيستحي فنزلت ألا إنهم تثنوني صدورهم
[ 4406 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ بن عباس { ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم } وقال غيره عن بن عباس { يستغشون } يغطون رؤوسهم { سيء بهم } ساء ظنه بقومه { وضاق بهم } بأضيافه { بقطع من الليل } بسواد وقال مجاهد { أنيب } أرجع
باب قوله { وكان عرشه على الماء }
[ 4407 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك وقال يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع { اعتراك } افتعلك من عروته أي أصبته ومنه يعروه واعتراني { آخذ بناصيتها } أي في ملكه وسلطانه عنيد { وعنود } وعاند واحد هو تأكيد التجبر { استعمركم } جعلكم عمارا أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له { نكرهم } وأنكرهم واستنكرهم واحد { حميد مجيد } كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد { سجيل } الشديد الكبير سجيل وسجين واللام والنون أختان وقال تميم بن مقبل
ورجلة يضربون البيض ضاحية
ضربا تواصى به الأبطال سجينا { وإلى مدين أخاهم شعيبا } إلى أهل مدين لأن مدين بلد ومثله { واسأل القرية } واسأل العير يعني أهل القرية وأصحاب العير { وراءكم ظهريا } يقول لم تلتفتوا إليه ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا والظهري ها هنا أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به { أراذلنا } سقاطنا { إجرامي } هو مصدر من أجرمت وبعضهم يقول جرمت { الفلك } والفلك واحد وهي السفينة والسفن { مجراها } مدفعها وهو مصدر أجريت وأرسيت حبست ويقرأ مرساها من رست هي ومجراها من جرت هي ومجريها ومرسيها من فعل بها { راسيات } ثابتات
باب { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } واحد الأشهاد شاهد مثل صاحب وأصحاب
[ 4408 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز قال بينا بن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أو قال يا بن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يدنى المؤمن من ربه وقال هشام يدنو المؤمن حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة حسناته وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } وقال شيبان عن قتادة حدثنا صفوان
باب قوله { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } { الرفد المرفود } العون المعين رفدته أعنته { تركنوا } تميلوا { فلولا كان } فهلا كان { أترفوا } أهلكوا وقال بن عباس { زفير وشهيق } شديد وصوت ضعيف
[ 4409 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }
باب قوله { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } وزلفا ساعات بعد ساعات ومنه سميت المزدلفة الزلف منزلة بعد منزلة وأما { زلفى } فمصدر من القربى ازدلفوا اجتمعوا { أزلفنا } جمعنا
[ 4410 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد هو بن زريع حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود رضى الله تعالى عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } قال الرجل ألي هذه قال لمن عمل بها من أمتي
باب تفسير سورة يوسف وقال فضيل عن حصين عن مجاهد { متكأ } الأترج قال فضيل الأترج بالحبشية متكا وقال بن عيينة عن رجل عن مجاهد متكا كل شيء قطع بالسكين وقال قتادة { لذو علم لما علمناه } عامل بما علم وقال سعيد بن جبير { صواع } مكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب به الأعاجم وقال بن عباس { تفندون } تجهلون وقال غيره { غيابة } كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة والجب الركية التي لم تطو { بمؤمن لنا } بمصدق { أشده } قبل أن يأخذ في النقصان يقال بلغ أشده وبلغوا أشدهم وقال بعضهم واحدها شد والمتكأ ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام وأبطل الذي قال الأترج وليس في كلام العرب الأترج فلما احتج عليهم بأن المتكأ من نمارق فروا إلى شر منه فقالوا إنما هو المتك ساكنة التاء وإنما المتك طرف البظر ومن ذلك قيل لها متكاء وابن المتكاء فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ { شغفها } يقال بلغ شغافها وهو غلاف قلبها وأما شغفها فمن المشغوف { أصب } أمل صبا مال { أضغاث أحلام } ما لا تأويل له والضغث ملء اليد من حشيش وما أشبهه ومنه { وخذ بيدك ضغثا } لا من قوله { أضغاث أحلام } واحدها ضغث { نمير } من الميرة { ونزداد كيل بعير } ما يحمل بعير { آوى إليه } ضم إليه السقاية مكيال { تفتأ } لا تزال { حرضا } محرضا يذيبك الهم { تحسسوا } تخبروا { مزجاة } قليلة { غاشية من عذاب الله } عامة مجللة { استيأسوا } يئسوا { لا تيأسوا من روح الله } معناه الرجاء { خلصوا نجيا } اعتزلوا نجيا والجميع أنجية
باب قوله { ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق }
[ 4411 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
باب { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }
[ 4412 ] حدثني محمد أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم قال أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألونني قالوا نعم قال فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا تابعه أبو أسامة عن عبيد الله
باب قوله { قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا } { سولت } زينت
[ 4413 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب قال وحدثنا الحجاج حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال سمعت الزهري سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله كل حدثني طائفة من الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه قلت اني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } وأنزل الله { إن الذين جاءوا بالإفك } العشر الآيات
[ 4414 ] حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي وائل قال حدثني مسروق بن الأجدع قال حدثتني أم رومان وهي أم عائشة قالت بينا أنا وعائشة أخذتها الحمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعل في حديث تحدث قالت نعم وقعدت عائشة قالت مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه { والله المستعان على ما تصفون }
باب { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك } وقال عكرمة { هيت لك } بالحورانية هلم وقال بن جبير تعاله
[ 4415 ] حدثني أحمد بن سعيد حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال { هيت لك } قال وإنما نقرؤها كما علمناها { مثواه } مقامه { وألفيا } وجدا { ألفوا آباءهم } { ألفينا } وعن بن مسعود { بل عجبت ويسخرون }
[ 4416 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن قريشا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيري بينه وبينها مثل الدخان قال الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال الله { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدخان ومضت البطشة
باب قوله { فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله } وحاش وحاشى تنزيه واستثناء { حصحص } وضح
[ 4417 ] حدثنا سعيد بن تليد حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له { أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }
باب قوله { حتى إذا استيأس الرسل
[ 4418 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى حتى إذا استيأس الرسل قال قلت أكذبوا أم كذبوا قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن قالت أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها وظنوا أنهم قد كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك
[ 4419 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة فقلت لعلها كذبوا مخففة قالت معاذ الله
باب تفسير سورة الرعد وقال بن عباس { كباسط كفيه } مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر وقال غيره { سخر } ذلل { متجاورات } متدانيات { المثلات } واحدها مثلة وهي الأشباه والأمثال وقال { إلا مثل أيام الذين خلوا } { بمقدار } بقدر { معقبات } ملائكة حفظة تعقب الأولى منها الأخرى ومنه قيل العقيب يقال عقبت في إثره { المحال } العقوبة { كباسط كفيه إلى الماء } ليقبض على الماء { رابيا } من ربا يربو { أو متاع زبد مثله } المتاع ما تمتعت به { جفاء } أجفأت القدر إذا غلت فعلاها الزبد ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة فكذلك يميز الحق من الباطل { المهاد } الفراش { يدرؤون } يدفعون درأته عني دفعته { سلام عليكم } أي يقولون سلام عليكم { وإليه متاب } توبتي { أفلم ييأس } أفلم يتبين { قارعة } داهية { فأمليت } أطلت من الملي والملاوة ومنه { مليا } ويقال للواسع الطويل من الأرض ملى من الأرض { أشق } أشد من المشقة { معقب } مغير وقال مجاهد { متجاورات } طيبها عذبها وخبيثها السباخ { صنوان } النخلتان أو أكثر في أصل واحد { وغير صنوان } وحدها { بماء واحد } كصالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد { السحاب الثقال } الذي فيه الماء { كباسط كفيه } يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا { سألت أودية بقدرها } تملأ بطن كل واد بحسبه { زبدا رابيا } الزبد زبد السيل { زبد مثله } خبث الحديد والحلية
باب قوله { الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام } { غيض نقص
[ 4420 ] حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
باب تفسير سورة إبراهيم قال بن عباس { هاد } داع وقال مجاهد صديد قيح ودم وقال بن عيينة { اذكروا نعمة الله عليكم } أيادي الله عندكم وأيامه وقال مجاهد { من كل ما سألتموه } رغبتم إليه فيه { يبغونها عوجا } يلتمسون لها عوجا { وإذ تأذن ربكم } أعلمكم آذنكم ردوا { أيديهم في أفواههم } هذا مثل كفوا عما أمروا به { مقامي } حيث يقيمه الله بين يديه { من ورائه } قدامه { لكم تبعا } واحدها تابع مثل غيب وغائب { بمصرخكم } استصرخني استغاثني { يستصرخه } من الصراخ { ولا خلال } مصدر خاللته خلالا ويجوز أيضا جمع خلة وخلال { اجتثت } استؤصلت
باب قوله { كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين }
[ 4421 ] حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة تشبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا تؤتي أكلها كل حين قال بن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما لم يقولوا شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة فقال ما منعك أن تكلم قال لم أركم تكلمون فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا قال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا
باب { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }
[ 4422 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }
باب { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } ألم تر ألم تعلم كقوله { ألم تر كيف } { ألم تر إلى الذين خرجوا } { البوار } الهلاك بار يبور بورا { قوما بورا } هالكين
[ 4423 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء سمع بن عباس { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } قال هم كفار أهل مكة
باب تفسير سورة الحجر وقال مجاهد { صراط علي مستقيم } لحق يرجع إلى الله وعليه طريقه { وإنهما لبإمام مبين } الإمام كل ما ائتممت واهتديت به إلى الطريق وقال بن عباس { لعمرك } لعيشك { قوم منكرون } أنكرهم لوط وقال غيره { كتاب معلوم } أجل { لو ما تأتينا } هلا تأتينا { شيع } أمم وللأولياء أيضا شيع وقال بن عباس { يهرعون } مسرعين { للمتوسمين } للناظرين { سكرت } غشيت { بروجا } منازل للشمس والقمر { لواقح } ملاقح ملقحة { حمإ } جماعة حمأة وهو الطين المتغير والمسنون المصبوب { توجل } تخف { دابر } آخر { الصيحة } الهلكة
باب قوله { إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين }
[ 4424 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسلة على صفوان قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك فإذا { فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا } للذي قال { الحق وهو العلي الكبير } فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة إذا قضى الله الأمر وزاد والكاهن وحدثنا سفيان فقال قال عمرو سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة قال إذا قضى الله الأمر وقال على فم الساحر قلت لسفيان أأنت سمعت عمرا قال سمعت عكرمة قال سمعت أبا هريرة قال نعم قلت لسفيان إن إنسانا روى عنك عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة ويرفعه أنه قرأ فرغ قال سفيان هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه هكذا أم لا قال سفيان وهي قراءتنا
باب قوله { ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين }
[ 4425 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم
باب { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم }
[ 4426 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال ما منعك أن تأتي فقلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من السجد فذكرته فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
[ 4427 ] حدثنا آدم حدثنا بن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم
باب قوله { الذين جعلوا القرآن عضين } { المقتسمين } الذين حلفوا ومنه { لا أقسم } أي أقسم وتقرأ لأقسم { وقاسمهما } حلف لهما ولم يحلفا له وقال مجاهد { تقاسموا } تحالفوا
[ 4428 ] حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { الذين جعلوا القرآن عضين } قل هم أهل الكتاب جزؤوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه
[ 4429 ] حدثني عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { كما أنزلنا على المقتسمين } قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض اليهود والنصارى
باب { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } قال سالم اليقين الموت
باب تفسير سورة النحل { روح القدس } جبريل { نزل به الروح الأمين } في ضيق يقال أمر ضيق وضيق مثل هين وهين ولين ولين وميت وميت قال بن عباس { تتفيأ ظلاله } تتهيأ { سبل ربك ذللا } لا يتوعر عليها مكان سلكته وقال بن عباس { في تقلبهم } اختلافهم وقال مجاهد { تميد } تكفأ { مفرطون } منسيون وقال غيره { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } هذا مقدم ومؤخر وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة ومعناها الاعتصام بالله وقال بن عباس { تسيمون } ترعون { قصد السبيل } البيان الدفء ما استدفأت { تريحون } بالعشي و { تسرحون } بالغداة { بشق } يعني المشقة { على تخوف } تنقص { الأنعام لعبرة } وهي تؤنث وتذكر وكذلك الانعام جماعة النعم { أكنانا } واحدها كن مثل حمل وأحمال { سرابيل } قمص { تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم } فإنها الدروع { دخلا بينكم } كل شيء لم يصح فهو دخل قال بن عباس { حفدة } من ولد الرجل السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما أحل الله وقال بن عيينة عن صدقة { أنكاثا } هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته وقال بن مسعود الأمة معلم الخير والقانت المطيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق