التدريب على الانتاج الكتاب : استكشاف الحجاج
أستكشف:
أـ لاحظت على أخيك الصّغير سلوكا بدا لك غريبا. كيف ستتعامل مع ذلك؟ اذكر ثلاثة مقترحات.
1ـ تتجاهل الأمر.
2ـ تكون ردّة فعلك عنيفة.
3ـ تتحدّث إليه وتحاول تغيير سلوكه.
ب ـ يتمثّل ما لاحظته في أنّ أخاك بات يهمل دراسته. سألته "هل نسيت ما للدّراسة من أهمّيّة؟" فأجابك مستهزئا "كان ذلك في زمان غير زماننا". فحدّثته عن أهمّيّة الدّراسة وذكرت له أقوالا ومواقف وشواهد تثبت فضل العلم والمعرفة ومكانتهما في زماننا الحاضر، فلم يجد أخوك بدّا من الاقتناع، وقد اعتذر لك ووعدك بأنّه سيولي دراسته الاهتمام والمجهود اللازمين.
انطلق من هذه الوضعيّة وضع كلّ عبارة في مكانها المناسب: المحاجّ/ المحجوج/ الوضعيّة الحجاجيّة/ الحجج/ التّدعيم/ الدّحض/ وظيفة الحجاج/ سيرورة الحجاج/ الأطروحة المدعومة/ الأطروحة المدحوضة.
****************************************************************ـ لاحظت على أخيك إهمالا لدراسته، فتدخّلت لتقنعه بأهمّيّة الدّراسة: وضعيّة حجاجية
****************************************************************ـ سعيت إلى إقناع أخيك: الحجاج
****************************************************************ـ بوجهة نظرك وهي أهمّيّة الدّراسة. (أطروحة مدعومة)
****************************************************************ـ ليتخلّى عن وجهة نظره وهي: أنّ الدّراسة لا جدوى منها. (أطروحة مدحوضة)
****************************************************************ـ أنت:محاجّ ****************************************************************ـ أخوك:محجوج.
****************************************************************ـ قدّمت أقوالا وشواهد وسندات تثبت صحّة رأيك: الدّعم
****************************************************************ـ وتفنّد رأيه: الدّحض
****************************************************************ـ ما توسّلته من الأقوال والشّواهد والأدلّة:الحجج.
****************************************************************ـ قام خطابك على نظام واضح رأيته كفيلا بأن ينتهي بك إلى النّتيجة التي تريد بلوغها:السّيرورة الحجاجيّة
****************************************************************ـ النتيجة التي وصلت إليها هي:إقناعه وتغيير سلوكه. (وظيفة الحجاج).
حاول من خلال ما تقدّم أن تعرّف الحجاج وأن تستخلص بنية الخطاب الحجاجيّ ومكوّناته.
v الحجاج: نمط خطاب يرمي إلى تغيير رأي شخص باعتماد قوّة العقل أو التّأثير في الوجدان بواسطة اللغة.
ـ مثال1: المعرفة سبيل الإنسان الوحيد إلى فهم الكون من حوله: العقل
ـ مثال2: طلب العلم استجابة لتعاليم ديننا وإرضاء لوالدينا/ تفاءلوا خيرا تجدوه: الوجدان
الموضوع في الحجاج قابل للنّقاش واختلاف الآراء لذلك فهو يرمي إلى تدعيم أطروحة في مقابل أطروحة أخرى تخالفها وذلك من خلال منظومة محكمة من الحجج شرطها التّنوّع والتنسيق والإحكام.كما أنّ الحجاج عادة ما يكون قائما على الحوار، محكوما بسياق معرفيّ واجتماعيّ.
v الوضعيّة الحجاجيّة: موضوع الحجاج/ أطرافه/ وظائفه.
v موضوع الحجاج: المادّة التي يدور حولها الحجاج. وشرطه أن يكون قابلا للخلاف.
v المحاجّ: الطرف الذي يسعى إلى الإقناع والتّأثير (الباثّ)، لذلك يحرص على إظهار نفسه في أحسن صورة وعلى تفضيل قيمه على قيم غيره.
v المحجوج: الطرف المقصود بعمليّة الحجاج (المتقبّل) ومعرفة قيمه ورغباته مهمّة لتحقيق الإقناع واجتناب حججه المضادّة.
v الأطروحة: فكرة مجرّدة/ رأي/ موقف/ وجهة نظر ويمكن أن تكون مصرّحا بها أو مضمرة كما يمكن أن يتضمّن النصّ أكثر من أطروحة:
ـ الأطروحة المدعومة: وجهة نظر المحاجّ في الموضوع المطروح.
ـ الأطروحة المدحوضة: وجهة النظر المقابلة (المُختلف عنها).
v سيرورة الحجاج: النظام/ التمشّي/ الاسترتيجيّة/ الخطّة التي يعتمدها المحاجّ في تدعيم أطروحته ودحض الأطروحة المخالفة له، وتقوم سيرورة الحجاج على الحجج والأمثلة وما بينهما من مؤشّرات وأساليب لغويّة وروابط منطقيّة.
v الحجج: الحجّة هي الدّليل والبرهان، والحجج هي الأفكار والآراء والسّندات المختلفة التي يتوسّلها المحاجّ لكي يقنع بوجهة نظره في الموضوع أو يدحض وجهة النّظر التي يخالفها والحجج أنواع عديدة: حجّة السّلطة (دينيّة /معرفيّة/ الحكمة/ علميّة)، حجّة الواقع، حجّة تاريخيّة، حجّة الشّاهد القولي، صرب المثل، المقارنة، حجّة منطقيّة عقليّة، حجّة الإحصاء...
v المثال: شاهد يساعد على التّفسير والتّوضيح والتّدقيق لدعم الحجج.
ـ مثال: الحضارة العربيّة الإسلاميّة ساهمت في تقدّم الإنسانيّة: الأطروحة، العديد من العلماء المسلمين قدّموا للإنسانيّة خدمات جليلة: الحجّة، الرّازي، ابن سينا، الخوارزمي...: الأمثلة، لا يجب أن ننكر أنّ حضارتنا قد أفادت الإنسانيّة وساهمت في تقدّمها: الاستنتاج.
****************************************************************ـ يتخيّر المحاجّ حججه لتناسب المقام والسّياق النّفسيّ والاجتماعي الذي تتنزّل في إطاره عمليّة الحجاج، مراعيا حالة المتقبّل وعلاقته بالمتكلّم والإطار الزّمانيّ.
**************************************************************** مرجعيّة الحجج ومنطلقاتها: يستمدّ المحاجّ حججه من منطلقات عديدة:
1ـ مجال القيم: الأخلاق (الخير، الشّر، الإخلاص، الغدر، الصّدق، الكذب...)، الحقيقة (الصّواب، الخطأ، المعقول، اللامعقول، الواقع، الوهم...)، الجمال (الجمال، القبح، تناسق، فوضى...)، الذّوق (الاستحسان، الاستهجان، المتعة، الملل، اللذّة، الألم...)، النّفع (النفع، الضرّ، الرّبح، الخسارة...)...
2ـ مجال الواقع: الأرقام والإحصائيّات والأحداث، والأشخاص...
****************************************************************ـ ينتقي المحاجّ روابط منطقيّة ومؤشّرات لغويّة تشذّ أفكاره بعضها إلى بعض وتفسّرها وتوضّحها أو تدعم أطروحته أو تدحض أطروحة غيره: النّفي (لم- لا- لن- ليس...)، التّوكيد (إنّ، أنّ، قد، إنّما)، التّعليل (كي، لكي، حتّى، الفاء..)، التّفسير (إذ، ذلك أنّ، معنى ذلك...)، الاستدراك (لكنّ، لكنْ، غير أنّ، بيْد أنّ، إلا أنّ...)، التّقابل (بينما، بالمقابل، في حين أنّ، على العكس من ذلك،...)، لاستنتاج (بناء على ذلك، خلاصة القول، صفوة القول، وهكذا...).
****************************************************************ـ يستعمل المتكلّم في الحجاج أساليب خطابيّة توثّر في المخاطَب وتستميله (التّشبيه، التّشخيص، الاستفهام، التّحذير، التّعجّب، الشّرط...).
v وظائف الحجاج: للحجاج وظيفتان وهما الإقناع (مخاطبة العقل بالمنطق وتسلسل الأفكار)، التّأثير (مخاطبة الوجدان وتحريك المشاعر والأحاسيس.
ـ الاستنتاج: الحكم الذي ينتهي إليه المحاجّ ويصاغ بطريقة مختلفة عن الأطروحة.
****************************************************************أطبّق:
(...) ثم إنّ دمنة ترك الدخول على الأسد أياماً كثيرةً؛ ثم أتاه على خلوةٍ منه؛ فقال له الأسد: ما حبسك عني؟ منذ زمان لم أرك. ألا لخيرٍ كان انقطاعك؟ قال دمنة: فليكن خيراً أيها الملك. قال الأسد: وهل حدث أمرٌ؟ قال دمنة: حدث ما لم يكن الملك يريده ولا أحد من جنده. قال: وما ذاك؟ قال: كلامٌ فظيعٌ. قال: أخبرني به. قال دمنة إنه كلامٌ يكرهه سامعه، ولا يشجع عليه قائله. وإنك أيها الملك لذو فضيلةٍ، وأثق بك أن تعرف نصحي وإيثاري إياك على نفسي. وإنه ليعرض لي أنك غير مصدقي فيما أخبرك به؛ ولكني إذا تذكرت وتفكرت أن نفوسنا، معاشر الوحوش، متعلقةٌ بك لم أجد بداً من أداء الحق الذي يلزمني وإن أنت لم تسألني. قال الأسد: فما ذاك؟ قال دمنة: حدثني الأمين الصدوق عندي أن شتربة خلا برؤوس جندك، وقال: قد خبرت الأسد وبلوت رأيه ومكيدته وقوته: فاستبان لي أن ذلك يؤول منه إلى ضعفٍ وعجزٍ، وسيكون لي وله شأنٌ من الشؤون. فلما بلغني ذلك علمت أن شتربة خوانٌ غدارٌ؛ وأنك أكرمته الكرامة كلها، وجعلته نظير نفسك، وهو يظن أنه مثلك. وأنك متى زلت عن مكانك صار له ملكك؛ والعاقل هو الذي يحتال للأمر قبل تمامه ووقوعه: فإنك لا تأمن أن يكون ولا تستدركه. فإنه يقال: الرجال ثلاثةٌ: حازمٌ وأحزم منه وعاجزٌ؛ فأحد الحازمين من إذا نزل به الأمر لم يدهش له، ولم يذهب قلبه شعاعاً ، ولم تعْيَ به حيلته ومكيدته التي يرجو بها المخرج منه؛ وأحزم من هذا المتقدم ذو العدة الذي يعرف الابتلاء قبل وقوعه، فيعظمه إعظاماً، ويحتال له حتى كأنه قد لزمه: فيحسم الداء قبل أن يبتلي به، ويدفع الأمر قبل وقوعه. وأما العاجز فهو في ترددٍ وتمنٍ وتوانٍ حتى يهلك. ومن أمثال ذلك مثل السمكات الثلاث. قال الأسد: وكيف كان ذلك؟ قال دمنة: زعموا أن غديراً كان فيه ثلاث سمكاتٍ: كيسةٌ وأكيس منها وعاجزةٌ؛ وكان ذلك الغدير بنجوةً من الأرض لا يكاد يقربه أحدٌ وبقربه نهر جارٍ. فاتفق أنه اجتاز بذلك النهر صيادان؛ فأبصرا الغدير، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما فيصيدا ما فيه من السمك. فسمع السمكات قولهما: فأما أكيسهن لما سمعت قولهما، وارتابت بهما، وتخوفت منهما؛ فلم تعرج على شيءٍ حتى خرجت من المكان الذي يدخل فيه الماء من النهر إلى الغدير. وأما الكيّسة فإنها مكثت مكانها حتى جاء الصيادان؛ فلما رأتهما، وعرفت ما يريدان، ذهبت لتخرج من حيث يدخل الماء؛ فإذا بهما قد سدا ذلك المكان فحينئذٍ قالت: فرّطت، وهذه عاقبة التفريط؛ فكيف الحيلة على هذه الحال. وقلما تنجع حيلة العجلة والإرهاق ، غير أن العاقل لا يقنط من منافع الرأي، ولا ييأس على حالٍ، ولا يدع الرأي والجهد. ثم إنها تماوتت فطفت على وجه الماء منقلبة على ظهرها تارةً، وتارةً على بطنها؛ فأخذها الصيادان فوضعاها على الأرض بين النهر والغدير؛ فوثبت إلى النهر فنجت. وأما العاجزة فلم تزلْ في إقبال وإدبار حتى صيدت. قال الأسد: قد فهمت ذلك؛ ولا أظن الثور يغشني ويرجو لي الغوائل . وكيف يفعل ولم ير مني سوءاً قطُّ؟ ولم أدع خيراً إلا فعلته معه؟ ولا أمنيةً إلا بلغته إياها؟ قال دمنة: إن اللئيم لا يزال نافعاً ناصحاً حتى يرفع إلى المنزلة التي ليس لها بأهل؛ فإذا بلغها التمس ما فوقها؛ ولا سيما أهل الخيانة والفجور. قال له الأسد: لقد أغلظت في القول. وإن كان شتربة معادياً لي، كما تقول، فإنه لا يستطيع لي ضراً؛ وكيف يقدر على ذلك وهو آكل عشب وأنا آكل لحم؟ وإنما هو لي طعام، وليس علي منه مخافةٌ. قال دمنة: لا يغرنك قولك: هو لي طعام وليس علي منه مخافةٌ: فإن شتربة إن لم يستطعك بنفسه احتال لك من قبل غيره. ويقال: إن استضافك ضيفٌ ساعةً من نهارٍ، وأنت لا تعرف أخلاقه فلا تأمنه على نفسك؛وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لا يسلم من شرّه أحد وإن هو ضعف عن الشرّ جاء الشرّ بسببه. وإن كنت لا تخاف من شتربة، فخف غيره من جندك الذين قد حملهم عليك وعلى عداوتك. فوقع في نفس الأسد كلام دمنة. فقال: فما الذي ترى إذن؟ وبماذا تشير؟ قال دمنة: إن الضرس لا يزال متآكلاً، ولا يزال صاحبه منه في ألمٍ وأذًى حتى يفارقه. والعدو المخوف، دواؤه قتله. قال الأسد: لقد تركتني أكره مجاورة شتربة إياي.
عبد الله بن المقفّع، كليلة ودمنة باب الأسد والثّور
****************************************************************ـ ما موضوع الحجاج في النصّ؟
****************************************************************ـ تبيّن طرفي الحجاج في النصّ وأطروحة كلّ منهما:
****************************************************************ـ استخرج الحجج التي توسّلها كلّ منهما واذكر أنواعها:
****************************************************************ـ إلام أفضى الحجاج؟
****************************************************************ـ ما القرينة الدّالّة على ذلك؟
****************************************************************ـ بمَ تفسّر ذلك؟
****************************************************************ـ تتبّع الخطّة التي اتّبعها دمنة في محاججة الأسد واذكر أهمّ أطوارها:
****************************************************************ـ استخرج من خطاب دمنة ما يدلّ على مراعاته للمقام وللسّياق النّفسيّ والاجتماعيّ:
****************************************************************ـ تبيّن المرجعيّة التي استند إليها دمنة في بداية حجاجه:
****************************************************************ـ استخرج من خطاب دمنة أمثلة تدلّ على أنّه يرمي إلى التّأثير في وجدان الأسد وتحريك مشاعره:
****************************************************************ـ ما موقف الأسد من كلام دمنة؟
****************************************************************ـ ما رأيك في هذا الموقف؟
ـ أحدّد انطلاقا من هذا النصّ مكوّنات النصّ الحجاجيّ الأساسيّة:
إنّ المرأة العربيّة في مختلف أنحاء العالم اشتركت مع الرّجل في تحرير الوطن وفي الثّورة ضدّ الظّلم. فنساء الجزائر قد شاركن مع الرّجال في الثّورة ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، وسقطت الكثيرات شهيدات وبعضهنّ عُذّب في السّجون، ولعلّ أشهرهنّ في هذا جميلة بو حيدر وجميلة بو عزّة. فحريّ بامرأتنا اليوم ـ إذن ـ أن تعتبر بتضحيات هؤلاء حتّى تسهم في تشييد صرح الدّولة الحديثة والحفاظ على الوطن.
3ـ ترى جدّتك أنّ مستقبل المرأة كان ولا يزال في زواجها لا في تعليمها.
ـ أذكر حجّتين مختلفتين على لسان الجدّة تقنع فيهما بوجهة نظرها.
ـ أدحض رأيها بحجج مختلفة تفنّد رأيها.
4ـ أتبيّن نوع الحجج الواردة في النصّ:
على الإنسان أن يتبصّر وأن يكف يده عن الظلم ويسلك سنن العدل ويعامل بالنصفة ويراقب الله في السر والعلانية ويعلم أن الله يجازي على الخير والشر ويعاقب الظالم على ظلمه وينتصر للمظلوم ويأخذ له حقه ممن ظلمه قال الله تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين"، وقال تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" قيل: هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرىء مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة"، وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه". وقيل: من سلب نعمة غيره سلب نعمته غيره. وسمع مسلم بن بشار رجلاً يدعو على من ظلمه فقال له كل الظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دعائك. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. ويُحكى أن رجلاً من ضعفاء بني إسرائيل في زمان موسى صلوات الله وسلامه عليه كان له عائلة وكان صياداً يصطاد السمك ويموت منه أطفاله وزوجته، فخرج يوماً للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله، فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد، فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصباً بلا ثمن فدعا الصياد عليه وقال: إلهي جعلتني ضعيفاً وجعلته قوياً عنيفاً، فخذ لي بحقي منه عاجلاً فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة، ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها ففتحت السمكة فاها ونكزته في أصبع يده نكزة طار بها عقله وصار لا يقر بها قراره فقام وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حل به فلما رآها قال له: دواؤها أن تقطع الأصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف، فقطع أصبعه فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد وازداد التألم وارتعدت من خوفه فرائصه فقال له الطبيب ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها فانتقل الألم إلى الساعد فما زال هكذا كلما قطع عضواً انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه فخرج هائماً على وجهه مستغيثاً إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به، فرأى شجرة فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في منامه قائلاً يقول: يا مسكين إلى كم تقطع أعضاءك امض إلى خصمك الذي ظلمته فارضه، فانتبه من النوم وفكر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد، فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه، ودفع إليه شيئاً من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه وبات تلك الليلة فرد الله تعالى عليه يده كما كانت ونزل الوحي على موسى عليه السلام: "يا موسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما امتدت به حياته".
5ـ أكمّل النصّ الآتي بصياغة ثلاث حجج تدحض الأطروحة المذكورة:
الأطروحة المدحوضة: مازال أكثر النّاس يعتبرون الإنترنت سبب فساد ذوق شبابنا وابتعادهم عن قيمهم العربيّة الأصيلة. والحقيقة أن أصحاب هذا الرأي يجانبون الصّواب لـ:....
الأطروحة البديلة (المدعومة): علينا إذن أن نؤمن بفاعليّة الإنترنت وما تقدّمه للإنسان من فوائد.
أـ لاحظت على أخيك الصّغير سلوكا بدا لك غريبا. كيف ستتعامل مع ذلك؟ اذكر ثلاثة مقترحات.
1ـ تتجاهل الأمر.
2ـ تكون ردّة فعلك عنيفة.
3ـ تتحدّث إليه وتحاول تغيير سلوكه.
ب ـ يتمثّل ما لاحظته في أنّ أخاك بات يهمل دراسته. سألته "هل نسيت ما للدّراسة من أهمّيّة؟" فأجابك مستهزئا "كان ذلك في زمان غير زماننا". فحدّثته عن أهمّيّة الدّراسة وذكرت له أقوالا ومواقف وشواهد تثبت فضل العلم والمعرفة ومكانتهما في زماننا الحاضر، فلم يجد أخوك بدّا من الاقتناع، وقد اعتذر لك ووعدك بأنّه سيولي دراسته الاهتمام والمجهود اللازمين.
انطلق من هذه الوضعيّة وضع كلّ عبارة في مكانها المناسب: المحاجّ/ المحجوج/ الوضعيّة الحجاجيّة/ الحجج/ التّدعيم/ الدّحض/ وظيفة الحجاج/ سيرورة الحجاج/ الأطروحة المدعومة/ الأطروحة المدحوضة.
****************************************************************ـ لاحظت على أخيك إهمالا لدراسته، فتدخّلت لتقنعه بأهمّيّة الدّراسة: وضعيّة حجاجية
****************************************************************ـ سعيت إلى إقناع أخيك: الحجاج
****************************************************************ـ بوجهة نظرك وهي أهمّيّة الدّراسة. (أطروحة مدعومة)
****************************************************************ـ ليتخلّى عن وجهة نظره وهي: أنّ الدّراسة لا جدوى منها. (أطروحة مدحوضة)
****************************************************************ـ أنت:محاجّ ****************************************************************ـ أخوك:محجوج.
****************************************************************ـ قدّمت أقوالا وشواهد وسندات تثبت صحّة رأيك: الدّعم
****************************************************************ـ وتفنّد رأيه: الدّحض
****************************************************************ـ ما توسّلته من الأقوال والشّواهد والأدلّة:الحجج.
****************************************************************ـ قام خطابك على نظام واضح رأيته كفيلا بأن ينتهي بك إلى النّتيجة التي تريد بلوغها:السّيرورة الحجاجيّة
****************************************************************ـ النتيجة التي وصلت إليها هي:إقناعه وتغيير سلوكه. (وظيفة الحجاج).
حاول من خلال ما تقدّم أن تعرّف الحجاج وأن تستخلص بنية الخطاب الحجاجيّ ومكوّناته.
v الحجاج: نمط خطاب يرمي إلى تغيير رأي شخص باعتماد قوّة العقل أو التّأثير في الوجدان بواسطة اللغة.
ـ مثال1: المعرفة سبيل الإنسان الوحيد إلى فهم الكون من حوله: العقل
ـ مثال2: طلب العلم استجابة لتعاليم ديننا وإرضاء لوالدينا/ تفاءلوا خيرا تجدوه: الوجدان
الموضوع في الحجاج قابل للنّقاش واختلاف الآراء لذلك فهو يرمي إلى تدعيم أطروحة في مقابل أطروحة أخرى تخالفها وذلك من خلال منظومة محكمة من الحجج شرطها التّنوّع والتنسيق والإحكام.كما أنّ الحجاج عادة ما يكون قائما على الحوار، محكوما بسياق معرفيّ واجتماعيّ.
v الوضعيّة الحجاجيّة: موضوع الحجاج/ أطرافه/ وظائفه.
v موضوع الحجاج: المادّة التي يدور حولها الحجاج. وشرطه أن يكون قابلا للخلاف.
v المحاجّ: الطرف الذي يسعى إلى الإقناع والتّأثير (الباثّ)، لذلك يحرص على إظهار نفسه في أحسن صورة وعلى تفضيل قيمه على قيم غيره.
v المحجوج: الطرف المقصود بعمليّة الحجاج (المتقبّل) ومعرفة قيمه ورغباته مهمّة لتحقيق الإقناع واجتناب حججه المضادّة.
v الأطروحة: فكرة مجرّدة/ رأي/ موقف/ وجهة نظر ويمكن أن تكون مصرّحا بها أو مضمرة كما يمكن أن يتضمّن النصّ أكثر من أطروحة:
ـ الأطروحة المدعومة: وجهة نظر المحاجّ في الموضوع المطروح.
ـ الأطروحة المدحوضة: وجهة النظر المقابلة (المُختلف عنها).
v سيرورة الحجاج: النظام/ التمشّي/ الاسترتيجيّة/ الخطّة التي يعتمدها المحاجّ في تدعيم أطروحته ودحض الأطروحة المخالفة له، وتقوم سيرورة الحجاج على الحجج والأمثلة وما بينهما من مؤشّرات وأساليب لغويّة وروابط منطقيّة.
v الحجج: الحجّة هي الدّليل والبرهان، والحجج هي الأفكار والآراء والسّندات المختلفة التي يتوسّلها المحاجّ لكي يقنع بوجهة نظره في الموضوع أو يدحض وجهة النّظر التي يخالفها والحجج أنواع عديدة: حجّة السّلطة (دينيّة /معرفيّة/ الحكمة/ علميّة)، حجّة الواقع، حجّة تاريخيّة، حجّة الشّاهد القولي، صرب المثل، المقارنة، حجّة منطقيّة عقليّة، حجّة الإحصاء...
v المثال: شاهد يساعد على التّفسير والتّوضيح والتّدقيق لدعم الحجج.
ـ مثال: الحضارة العربيّة الإسلاميّة ساهمت في تقدّم الإنسانيّة: الأطروحة، العديد من العلماء المسلمين قدّموا للإنسانيّة خدمات جليلة: الحجّة، الرّازي، ابن سينا، الخوارزمي...: الأمثلة، لا يجب أن ننكر أنّ حضارتنا قد أفادت الإنسانيّة وساهمت في تقدّمها: الاستنتاج.
****************************************************************ـ يتخيّر المحاجّ حججه لتناسب المقام والسّياق النّفسيّ والاجتماعي الذي تتنزّل في إطاره عمليّة الحجاج، مراعيا حالة المتقبّل وعلاقته بالمتكلّم والإطار الزّمانيّ.
**************************************************************** مرجعيّة الحجج ومنطلقاتها: يستمدّ المحاجّ حججه من منطلقات عديدة:
1ـ مجال القيم: الأخلاق (الخير، الشّر، الإخلاص، الغدر، الصّدق، الكذب...)، الحقيقة (الصّواب، الخطأ، المعقول، اللامعقول، الواقع، الوهم...)، الجمال (الجمال، القبح، تناسق، فوضى...)، الذّوق (الاستحسان، الاستهجان، المتعة، الملل، اللذّة، الألم...)، النّفع (النفع، الضرّ، الرّبح، الخسارة...)...
2ـ مجال الواقع: الأرقام والإحصائيّات والأحداث، والأشخاص...
****************************************************************ـ ينتقي المحاجّ روابط منطقيّة ومؤشّرات لغويّة تشذّ أفكاره بعضها إلى بعض وتفسّرها وتوضّحها أو تدعم أطروحته أو تدحض أطروحة غيره: النّفي (لم- لا- لن- ليس...)، التّوكيد (إنّ، أنّ، قد، إنّما)، التّعليل (كي، لكي، حتّى، الفاء..)، التّفسير (إذ، ذلك أنّ، معنى ذلك...)، الاستدراك (لكنّ، لكنْ، غير أنّ، بيْد أنّ، إلا أنّ...)، التّقابل (بينما، بالمقابل، في حين أنّ، على العكس من ذلك،...)، لاستنتاج (بناء على ذلك، خلاصة القول، صفوة القول، وهكذا...).
****************************************************************ـ يستعمل المتكلّم في الحجاج أساليب خطابيّة توثّر في المخاطَب وتستميله (التّشبيه، التّشخيص، الاستفهام، التّحذير، التّعجّب، الشّرط...).
v وظائف الحجاج: للحجاج وظيفتان وهما الإقناع (مخاطبة العقل بالمنطق وتسلسل الأفكار)، التّأثير (مخاطبة الوجدان وتحريك المشاعر والأحاسيس.
ـ الاستنتاج: الحكم الذي ينتهي إليه المحاجّ ويصاغ بطريقة مختلفة عن الأطروحة.
****************************************************************أطبّق:
(...) ثم إنّ دمنة ترك الدخول على الأسد أياماً كثيرةً؛ ثم أتاه على خلوةٍ منه؛ فقال له الأسد: ما حبسك عني؟ منذ زمان لم أرك. ألا لخيرٍ كان انقطاعك؟ قال دمنة: فليكن خيراً أيها الملك. قال الأسد: وهل حدث أمرٌ؟ قال دمنة: حدث ما لم يكن الملك يريده ولا أحد من جنده. قال: وما ذاك؟ قال: كلامٌ فظيعٌ. قال: أخبرني به. قال دمنة إنه كلامٌ يكرهه سامعه، ولا يشجع عليه قائله. وإنك أيها الملك لذو فضيلةٍ، وأثق بك أن تعرف نصحي وإيثاري إياك على نفسي. وإنه ليعرض لي أنك غير مصدقي فيما أخبرك به؛ ولكني إذا تذكرت وتفكرت أن نفوسنا، معاشر الوحوش، متعلقةٌ بك لم أجد بداً من أداء الحق الذي يلزمني وإن أنت لم تسألني. قال الأسد: فما ذاك؟ قال دمنة: حدثني الأمين الصدوق عندي أن شتربة خلا برؤوس جندك، وقال: قد خبرت الأسد وبلوت رأيه ومكيدته وقوته: فاستبان لي أن ذلك يؤول منه إلى ضعفٍ وعجزٍ، وسيكون لي وله شأنٌ من الشؤون. فلما بلغني ذلك علمت أن شتربة خوانٌ غدارٌ؛ وأنك أكرمته الكرامة كلها، وجعلته نظير نفسك، وهو يظن أنه مثلك. وأنك متى زلت عن مكانك صار له ملكك؛ والعاقل هو الذي يحتال للأمر قبل تمامه ووقوعه: فإنك لا تأمن أن يكون ولا تستدركه. فإنه يقال: الرجال ثلاثةٌ: حازمٌ وأحزم منه وعاجزٌ؛ فأحد الحازمين من إذا نزل به الأمر لم يدهش له، ولم يذهب قلبه شعاعاً ، ولم تعْيَ به حيلته ومكيدته التي يرجو بها المخرج منه؛ وأحزم من هذا المتقدم ذو العدة الذي يعرف الابتلاء قبل وقوعه، فيعظمه إعظاماً، ويحتال له حتى كأنه قد لزمه: فيحسم الداء قبل أن يبتلي به، ويدفع الأمر قبل وقوعه. وأما العاجز فهو في ترددٍ وتمنٍ وتوانٍ حتى يهلك. ومن أمثال ذلك مثل السمكات الثلاث. قال الأسد: وكيف كان ذلك؟ قال دمنة: زعموا أن غديراً كان فيه ثلاث سمكاتٍ: كيسةٌ وأكيس منها وعاجزةٌ؛ وكان ذلك الغدير بنجوةً من الأرض لا يكاد يقربه أحدٌ وبقربه نهر جارٍ. فاتفق أنه اجتاز بذلك النهر صيادان؛ فأبصرا الغدير، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما فيصيدا ما فيه من السمك. فسمع السمكات قولهما: فأما أكيسهن لما سمعت قولهما، وارتابت بهما، وتخوفت منهما؛ فلم تعرج على شيءٍ حتى خرجت من المكان الذي يدخل فيه الماء من النهر إلى الغدير. وأما الكيّسة فإنها مكثت مكانها حتى جاء الصيادان؛ فلما رأتهما، وعرفت ما يريدان، ذهبت لتخرج من حيث يدخل الماء؛ فإذا بهما قد سدا ذلك المكان فحينئذٍ قالت: فرّطت، وهذه عاقبة التفريط؛ فكيف الحيلة على هذه الحال. وقلما تنجع حيلة العجلة والإرهاق ، غير أن العاقل لا يقنط من منافع الرأي، ولا ييأس على حالٍ، ولا يدع الرأي والجهد. ثم إنها تماوتت فطفت على وجه الماء منقلبة على ظهرها تارةً، وتارةً على بطنها؛ فأخذها الصيادان فوضعاها على الأرض بين النهر والغدير؛ فوثبت إلى النهر فنجت. وأما العاجزة فلم تزلْ في إقبال وإدبار حتى صيدت. قال الأسد: قد فهمت ذلك؛ ولا أظن الثور يغشني ويرجو لي الغوائل . وكيف يفعل ولم ير مني سوءاً قطُّ؟ ولم أدع خيراً إلا فعلته معه؟ ولا أمنيةً إلا بلغته إياها؟ قال دمنة: إن اللئيم لا يزال نافعاً ناصحاً حتى يرفع إلى المنزلة التي ليس لها بأهل؛ فإذا بلغها التمس ما فوقها؛ ولا سيما أهل الخيانة والفجور. قال له الأسد: لقد أغلظت في القول. وإن كان شتربة معادياً لي، كما تقول، فإنه لا يستطيع لي ضراً؛ وكيف يقدر على ذلك وهو آكل عشب وأنا آكل لحم؟ وإنما هو لي طعام، وليس علي منه مخافةٌ. قال دمنة: لا يغرنك قولك: هو لي طعام وليس علي منه مخافةٌ: فإن شتربة إن لم يستطعك بنفسه احتال لك من قبل غيره. ويقال: إن استضافك ضيفٌ ساعةً من نهارٍ، وأنت لا تعرف أخلاقه فلا تأمنه على نفسك؛وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لا يسلم من شرّه أحد وإن هو ضعف عن الشرّ جاء الشرّ بسببه. وإن كنت لا تخاف من شتربة، فخف غيره من جندك الذين قد حملهم عليك وعلى عداوتك. فوقع في نفس الأسد كلام دمنة. فقال: فما الذي ترى إذن؟ وبماذا تشير؟ قال دمنة: إن الضرس لا يزال متآكلاً، ولا يزال صاحبه منه في ألمٍ وأذًى حتى يفارقه. والعدو المخوف، دواؤه قتله. قال الأسد: لقد تركتني أكره مجاورة شتربة إياي.
عبد الله بن المقفّع، كليلة ودمنة باب الأسد والثّور
****************************************************************ـ ما موضوع الحجاج في النصّ؟
****************************************************************ـ تبيّن طرفي الحجاج في النصّ وأطروحة كلّ منهما:
****************************************************************ـ استخرج الحجج التي توسّلها كلّ منهما واذكر أنواعها:
****************************************************************ـ إلام أفضى الحجاج؟
****************************************************************ـ ما القرينة الدّالّة على ذلك؟
****************************************************************ـ بمَ تفسّر ذلك؟
****************************************************************ـ تتبّع الخطّة التي اتّبعها دمنة في محاججة الأسد واذكر أهمّ أطوارها:
****************************************************************ـ استخرج من خطاب دمنة ما يدلّ على مراعاته للمقام وللسّياق النّفسيّ والاجتماعيّ:
****************************************************************ـ تبيّن المرجعيّة التي استند إليها دمنة في بداية حجاجه:
****************************************************************ـ استخرج من خطاب دمنة أمثلة تدلّ على أنّه يرمي إلى التّأثير في وجدان الأسد وتحريك مشاعره:
****************************************************************ـ ما موقف الأسد من كلام دمنة؟
****************************************************************ـ ما رأيك في هذا الموقف؟
ـ أحدّد انطلاقا من هذا النصّ مكوّنات النصّ الحجاجيّ الأساسيّة:
إنّ المرأة العربيّة في مختلف أنحاء العالم اشتركت مع الرّجل في تحرير الوطن وفي الثّورة ضدّ الظّلم. فنساء الجزائر قد شاركن مع الرّجال في الثّورة ضدّ الاستعمار الفرنسيّ، وسقطت الكثيرات شهيدات وبعضهنّ عُذّب في السّجون، ولعلّ أشهرهنّ في هذا جميلة بو حيدر وجميلة بو عزّة. فحريّ بامرأتنا اليوم ـ إذن ـ أن تعتبر بتضحيات هؤلاء حتّى تسهم في تشييد صرح الدّولة الحديثة والحفاظ على الوطن.
3ـ ترى جدّتك أنّ مستقبل المرأة كان ولا يزال في زواجها لا في تعليمها.
ـ أذكر حجّتين مختلفتين على لسان الجدّة تقنع فيهما بوجهة نظرها.
ـ أدحض رأيها بحجج مختلفة تفنّد رأيها.
4ـ أتبيّن نوع الحجج الواردة في النصّ:
على الإنسان أن يتبصّر وأن يكف يده عن الظلم ويسلك سنن العدل ويعامل بالنصفة ويراقب الله في السر والعلانية ويعلم أن الله يجازي على الخير والشر ويعاقب الظالم على ظلمه وينتصر للمظلوم ويأخذ له حقه ممن ظلمه قال الله تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين"، وقال تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" قيل: هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرىء مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة"، وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه". وقيل: من سلب نعمة غيره سلب نعمته غيره. وسمع مسلم بن بشار رجلاً يدعو على من ظلمه فقال له كل الظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دعائك. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. ويُحكى أن رجلاً من ضعفاء بني إسرائيل في زمان موسى صلوات الله وسلامه عليه كان له عائلة وكان صياداً يصطاد السمك ويموت منه أطفاله وزوجته، فخرج يوماً للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله، فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد، فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصباً بلا ثمن فدعا الصياد عليه وقال: إلهي جعلتني ضعيفاً وجعلته قوياً عنيفاً، فخذ لي بحقي منه عاجلاً فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة، ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها ففتحت السمكة فاها ونكزته في أصبع يده نكزة طار بها عقله وصار لا يقر بها قراره فقام وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حل به فلما رآها قال له: دواؤها أن تقطع الأصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف، فقطع أصبعه فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد وازداد التألم وارتعدت من خوفه فرائصه فقال له الطبيب ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها فانتقل الألم إلى الساعد فما زال هكذا كلما قطع عضواً انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه فخرج هائماً على وجهه مستغيثاً إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به، فرأى شجرة فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في منامه قائلاً يقول: يا مسكين إلى كم تقطع أعضاءك امض إلى خصمك الذي ظلمته فارضه، فانتبه من النوم وفكر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد، فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه، ودفع إليه شيئاً من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه وبات تلك الليلة فرد الله تعالى عليه يده كما كانت ونزل الوحي على موسى عليه السلام: "يا موسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما امتدت به حياته".
5ـ أكمّل النصّ الآتي بصياغة ثلاث حجج تدحض الأطروحة المذكورة:
الأطروحة المدحوضة: مازال أكثر النّاس يعتبرون الإنترنت سبب فساد ذوق شبابنا وابتعادهم عن قيمهم العربيّة الأصيلة. والحقيقة أن أصحاب هذا الرأي يجانبون الصّواب لـ:....
الأطروحة البديلة (المدعومة): علينا إذن أن نؤمن بفاعليّة الإنترنت وما تقدّمه للإنسان من فوائد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق