تم الفتح العربي الإسلامي لتونس منذ سنة 27 هـ في عهد الخليفة عثمان بن عفان
الذي أرسل
الصحابي عبد الله بن أبي السرح لمواصلة فتح بلاد إفريقية على رأس جيش كبير دخولا من طرابلس الغرب وقد سميت هذه الحملة بغزوة
العبادلة السبع لأن قادة الجيش الإسلامي السبع كانوا يسمون كلهم عبد الله.
بعد الفتح تم تأسيس المدينة العربية الإسلامية الأولى بإفريقية وهي مدينة القيروان وبني فيها القائد عقبة بن نافع جامع القيروان الكبير ومن ثمة بدأت
الهجرات العربية حيث بدأت القبائل والعائلات العربية في الوفود إلى أفريقية لتحدث
تغييرا في التركيبة العرقية ويصبح العرب جزء هام من
السكان الذين كانوا قبل ذلك في غالبيتهم إما من البربر أو الفنيقيين.
الحضارة القبصية
مواقع نويات أصل الحضارة القبصية
|
|
|
الحضارة القبصية (نسبة إلى مدينة قفصة بتونس، ذلك أن أول الحفريات
حول هذه الحضارة وأكبرها قامت قرب هذه المدينة) حضارة قبتاريخية ظهرت بين
10.000 و 6.000 سنة قبل الحاضر، أي في آخر العصر الحجري القديم وفي العصر الحجري الوسيط وفي العصر الحجري الحديث، في المناطق الداخلية منالمغرب العربي الحالي، خاصة في تونس وفي الجزائر، وفي بعض المناطق ببرقة في ليبيا.[1]
تقسيم الحضارة القبصيةالحضارة القبصية المثالية
والحضارة القبصية العليا
تقسّم الحضارة القبصية تقليديا إلى قسمين، هما الحضارة القبصية المثالية والحضارة
القبصية العليا. أظهرت الدراسات الأولى (1910 - 1974) أن الحضارة الأولى سبقت
الثانية (إذ أن الطبقات الجيولوجية لأحافير الحضارة الأولى تتوضع تحت طبقات أحافير
الحضارة الثانية، ومن هنا كانت التسمية). ومنذ سنة1974، أثبتت الدراسات الحديثة
أن الحضارتين لا تتلاحقان وإنما تتزامنان، لذا كانت هاتان التسميتان خاطئتين.
يستمر العلماء باستعمال هاتين التسميتين، مع أنه تُستعمل حاليا تسميتان أخريان،
هما الحضارة القبصية الشرقية و الحضارة القبصية الغربية. ويتمثل
الفرق بين الحضارتين في تمركزها ونوع صناعاتها.[1]الحضارة القبصية المثالية أو الشرقيةتمركزت الحضارة القبصية المثالية أو الشرقية
في وسط تونس (حول قفصة) وفي شرق الجزائر (حولتبسة)، وتميزت بصناعة أدوات
حجرية كبيرة، مصنوعة من صفيحات صوّانية ذات قفا منحوت بحدة، منها الشفرات
والمكاشط (المساحج) وخاصة الأزاميل (28,7 - 48,7% من جميع الأدوات المكتشفة). لم
يكن الشكل الهندسي لهذه الأدوات مهمّا لديهم، فإن وُجد فهو مثلث. أما صناعة
الأدوات العظمية فهي نادرة لديهم وغير متطورة، وهي متمثلة في مثاقب ضيقة مستدقة
الطرفين.[1]الحضارة القبصية العليا أو الغربيةتمركزت الحضارة القبصية العليا أو الغربية
في وسط الجزائر (حول سطيف) وجنوبها، وتميزت بصناعة أدوات حجرية صغيرة
ومتنوعة ذات شكل مثلث أوشبه منحرف، أحيانا مثلّمة أومسنّنة، منها الشفرات والمثاقب
والنصال و نادرا الأزاميل. بدأ القبصيون بتصغير حجم الأدوات الحجرية منذ حوالي
8.000 سنةقبل الحاضر. أما صناعة الأدوات
العظمية فقد كانت متطورة وشائعة لديهم.[1]§
شفرة حجرية مثلثة §
رسم افتراضي لصنع الأدوات
الحجرية§
رسم افتراضي لصنع الأدوات
الحجرية §
جمجمة إنسان من النوع المشتي الأفليالقبصيون من ناحية علم الإنسانكان القبصيون من جنس الإنسان العاقل الحديث، من النوع المتوسطي الأولي (وهو النوع
الرئيسي) والنوعالمشتي الأفلي والنوع المشتاني.[1] [2] [3]حياة القبصيينفي تلك الحقبة الزمنية، كان المناخ المغاربي شبيها
بالمناخ الحالي لأفريقيا الشرقية، حيث كانت السهول مكسوّة بالأعشاب (مروج
عشبية) والمرتفعات مكسوة بالأشجار (غابات).
السكن لدى القبصيينسكن القبصيون أكواخا صنعوها من أغصان الشجر،
كما سكن الرعاة المغارات في الجبال أثناء فصل الصيف. نجد، في الأماكن التي سكن
فيها القبصيون، كديات تبلغ مساحتها من بضع الأمتار المربعة إلى مئات الأمتار المربعة، ويبلغ
ارتفاعها من أقل من متر إلى ثلاثة أمتار أو أكثر. تحوي هذه
الكديات قوقعحلازين كاملة و مهشمة، وكمية كبيرة من الرماد
والأحجار المحرقة، وأحيانا مقابر. تسمى هذه الكدياتبالرَمَادِيات أو الكُدْيَات
السُود.[4] [5]ترحال القبصيينسكن القبصيون المناطق الداخلية من المغرب العربي الحالي، في المروج العشبية وعلى ضفاف
البحيرات والصحراء (التي كانت مكسوة بالعشب). غير أنهم كانوا رُحّلاً، إذ كانوا
يتنقلون بين الصحراء في الشتاء والمرتفعات في الصيف، مرورا بالأودية في الربيع
والخريف.[3] [6]القوت الغذائي للقبصييناعتاش القبصيون على أنواع عديدة من
الحيوانات، إذ تراوح قوتهم الغذائي الحيواني من الثيران والغزلان إلى الأرانب البرية والحلازين، كما تمثل قوتهم النباتي في الثمار والحبوب
والفواكه الجافة والعساقيل.
قام القبصيون، في العصر الحجري الحديث، منذ 6.500 سنة قبل الحاضر، بتدجين الخرفان والماعز والثياثل والرعي
بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، إذ يعدّ القبصيون أول الرعاة في
تاريخ الإنسانية. أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من
الزراعة البدائية.[7]المعتقدات الدينية لدى
القبصيينلا تتوفر أدلة كبيرة عن المعتقدات والأديان
القبصية، غير أن الحفريات أظهرت أن طرق دفنهم لموتاهم توحي بأنه كانت لديهم
معتقدات بحياة أخرى بعد الموت، إذ كانوا يدفنون موتاهم في أوضاع مختلفة (منها
الوضع الجانبي المثني)، مزينة أبدانهم بحجر المُغْرَة، مرفقين بأدواتهم وأوانيهم.[3] §
قارورة مصنوعة من قشرة
بيض النعام §
نقوش صخرية بالصحراء الجزائرية §
صورة للوضع الجانبي
المثني للموتى القبصيين (تونس)
الفنون لدى القبصيينكان فن التزيين والزينة متطورا لديهم، إذ
كان القبصيون يركّبون قلادات من خرزات مصنوعة من قشور بيض النعام، كما قاموا بنقوشات صخرية، بعضها لها وظيفة
تحديد النفوذ المكاني للرعاة وبعضها تعليمي. كما استعملوا حجر المُغْرَة في تزيين الأدوات والأبدان.
قام القبصيون، منذ 7.000 سنة قبل الحاضر، بصناعة أواني فخارية، التي قاموا بتطويرها في العصر الحجري الحديث، منذ 6.200 سنة قبل الحاضر، فأصبحت أواني فخارية مستدقة القاعدة:
قوارير فخارية ذات شكل مخروطي بدون عرى و قدور فخارية ذات قاعدة شبه مخروطية وغيرها. كما قاموا أيضا باستعمال قشور
بيض النعام في صناعة الأواني: قوارير بيضية الشكل
وكؤوس وأكواب وصحون.[7] [8]انظر أيضامواضيع ذات علاقة§
ما قبل التاريخ.
§
العصر الحجري القديم.
§
العصر الحجري الوسيط.
§
العصر الحجري الحديث.
§
الحضارة الوهرانية.
وصلات خارجية§
نماذج من الأدوات الحجرية
والأواني الفخارية القبصية المعروضة في المتحف العالمي للإنسان:
§
الآنية الفخارية القبصية.
§
الأسورة القبصية.
§
حليات القلائد القبصية.
§
لوحة فنية قبصية.
§
المعاول القبصية.
§
الفؤوس القبصية.
§
شفرة قبصية.
§
نماذج من أدوات حجرية
قبصية: 1، 2، 3، 4، 5، 6.
§
نصال قبصية.
§
أدوات حجرية من العصر
الحجري:
§
الأزاميل.
§
الأزاميل الصغيرة.
§
المثاقب.
§
المكاشط (المساحج).
§
النصال.
§
الشفرات.
§
الشفرات الصغيرة.
§
جمجمة الإنسان المتوسطي
الأولي (أنظر الصورة اليمنى).
§
خرزات قلادة مصنوعة من
قشور بيض النعام (أنظر الصورة السفلى على
اليمين).
§
حجر الجَلْخ، استعمله القبصيون لطحن
الحبوب ونحوها.
§
رمادية (أو كدية سوداء)
قرب مدينة قفصة بتونس.
المصادر1. ^ أ ب ت ث ج Lubell D, Sheppard P,
Jackes M. Continuity in the epipaleolithic of Northern Africa with emphasis on
the Maghreb. Advances in Word Archaeology 3 (1984) 142-1912. ^ Thoma A. Morphology and
Affinities of the Nazlet Khater Man. Journal of Human Evolution 13 (1984)
287-2963. ^ أ ب ت Roubet C. Les
comportements de subsistance et symboliques des premiers pasteurs néolithiques
du Maghreb oriental atlasique. C. R. Palevol 5 (2006) 441–4514. ^ Lubell D. Prehistoric
edible land snails in the circum-Mediterranean : the archaeological
evidence. In: Brugal JP et Desse J (Eds.). Petits animaux et sociétés humaines.
Du complément alimentaire aux ressources utilitaires. XXIVe rencontres
internationales d’archéologie et d’histoire d’Antibes. (Editions APDCA,
Antibes) 20045. ^ Lubell D.
Paleoenvironments and epi-paleolithic economies in the Maghreb (ca. 20,000 to
5000 B.P.). In: Clark JD, Brandt SA (Eds.) From hunters to farmers: The causes
and consequences of food production in Africa. (University of California Press,
Berkeley) 19846. ^ Roubet C (Ed.). Économie
pastorale préagricole en Algérie orientale. Le Néolithique de tradition
capsienne. Exemple: L’Aurès. (CNRS, Paris) 19797. ^ أ ب Roubet C. Statut de
Berger des communautés atlasiques, néolithisées du Maghreb oriental, dès 7000
BP. L’anthropologie 107 (2003) 393–4428. ^ Bachir Bacha A. Nouvelle
contribution à la compréhension du Néolithique de l'Algérie orientale: le
matériel archéologique de la grotte Capeletti, collection Thérèse Rivière.
L'Anthropologie 104 (2000) 301-340وصلات خارجية تاريخ تونس القديم
تاريخ تونس القديم يرمز إلى الفترة القائمة بين سنة 814 ق م، تاريخ تأسيس قرطاج وسنة 698 تاريخ
الفتح الإسلامي.
الفترة القرطاجية(814 ق.م. - 164 ق.م.)أقام السكان الموجودون بالبلاد التونسية
علاقات تجارية مع الفينيقيين منذ القرن 11 ق.م. حيث قام هؤلاء بإنشاء
مرافئ لتبادل البضائع تعتمد في أغلب الأحيان على المقايضة. وتعتبر أوتيكا من أهم
هذه الموانئ و كان تأسيس قرطاج كقاعدة عسكرية لحماية الموانئ التجارية على الساحل
الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وعلى إثر الإضرابات التي نشبت في فينيقيا قامت مجموعة من التجّار بالفرار إلى
----قرطاج والإستقرار فيها ولكن الروايات التاريخية عن تأسيس المدينة أقرب إلى
الأسطورة من الحقيقة أحيانا.
بمرور الزمن ضعفت الإمبراطورية التجارية
الفينيقية وورثت قرطاج أمجادها ومستعمراتها وقامت بتوسيع رقعتها لتشمل جزءا كبيرا
من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ونظرا لموقعها الإستراتيجي والمُطل على حوضي
المتوسط، استطاعت بسط نفوذها والسيطرة على حركة التجارة بشكل لم يكون لينال رضاء
القوة العظمى آن ذلك. حيث شكل التوسع القرطاجي خطرا على مصالح ونفوذ الإغريقيين مما أدى إلى اشتباكات عسكرية بين
الدولتين.
الامبراطورية القرطاجية
في 264 ق.موفي سنة 753 ق.م. برز كيان جديد في شبه الجزيرة الإيطالية
تحت اسم روما ودخلت روما حلبة الصراع منافسة
قرطاج، الشيء الذي أدى إلى نشوب سلسلة من الحروب (سنة 264 ق.م) اشتهرت باسم الحروب البونيقية ولعل أشهرها حملة حنبعل( الحرب البونيقية
الثانية) الذي قام بعبور سلستي البيريني والألب بفيلته (218 ق.م. – 202 ق.م.). انتهت هذه الحروب البونيقية بهزيمة
القرطاجيين واضعافهم بشكل كبير خاصة بعد حرب زوما المفصلية مما مهد الطريق لحرب
ثالثة وحاسمة انتهت بزوال قرطاج وخراب المدينة وقيام الرومانيون بإنشاء "أفريقية" أول مقاطعة رومانية بشمال إفريقيا وذلك سنة 146 ق.م.
الفترة الرومانية:(146 ق.م – 431 م)سنة 44 ق.م قرر الامبراطور الروماني جول سيزار اعادة بناء مدينة قرطاج بعد أن كانت
أوتيكا العاصمة ولكن أعمال البناء لم تبدأ رسميا إلا مع خلفه أوغيست وبذلك
بدأت فترة ازدهار في المنطقة حيث أصبحت أفريقية مخزن حبوب روما.
ازدهرت مدن رومانية أخرى بالتزامن مع أرض
قرطاج ومازلت الآثار شاهدة على بعض منها مثل دقة بولاية باجة والجم بولاية المهدية.
أدى نمو قرطاج السريع إلى تبوئها مكانة ثاني
مدينة في الغرب بعد روما إذ ناهز عدد سكانها 100000 نسمة. وبدأ انتشار المسيحية في تلك الفترة والذي لاقى في البداية
معارضة كبيرة من السكان ولم يحسم الأمر للدين الجديد إلا مع القرن الخامس وأصبحت
قرطاج احدى العواصم الروحية الهامة للغرب آنذاك.
الفترة الوندالية:(431 – 533)عبر الوندال مضيق جبل طارق في 429 م وسيطروا سريعا على مدينة قرطاج حيث اتخذوها عاصمة
لهم. وكانوا أتباع الفرقة الأريانية والتي
اعتبرتها الكنيسة الكاثوليكية آنذاك فرقة من
الهراطقة (هم الزنادقة في الإسلام) كما اعتبرهم السكان برابرة وأدى ذلك إلى حملة
قمع سياسي وديني واسعة ضد المعارضين.
بدأت مناوشات بين الوندال والممالك البربرية
المتاخمة للدولة وكانت انهزام الوندال سنة 530 م الحدث الذي شجع بيزنطة على القدوم
لطرد الوندال.الفترة البيزنطيةسيطر البيزنطييون بسهولة على قرطاج سنة 533م
ثم انتصر الجيش البيزنطي والذي كان أغلبه مكونا من المرتزقة على الخيل الوندالية والتي كانت أقوى
تشكيل في جيش الوندال. واستسلم آخر ملك
وندالي سنة 534م.
هجر أغلب الشعب الوندالي قسرا إلى الشرق أين
أصبحوا عبيدا بينما جند الباقون في الجيش أو كعمال في مزارع القمح.سرعان ما عاد الحكام الجدد إلى سياسة القمع
والإضطهاد الديني كما أثقلوا كاهل الناس بالضرائب مما حدى بهم إلى الحنين إلى
سيطرة الوندال على مساوئهتاريخ تونس الوسيط
تاريخ تونس الوسيط، يرمز إلى الفترة الممتدة بين سنة 698 تاريخ الفتح
الإسلامي وسنة 1574 تاريخ سيطرة العثمانيين على البلاد.
الفتح الإسلامياستقر الإسلام في المنطقة بعد ثلاث فتوحات متتالية
عرفت مقاومة كبيرة من البربر بينما لم تُعَرّب شعوب المنطقة إلا
بعد ذلك بقرون طويلة.
كانت أولى الفتوحات سنة 647م وعرفت بفتح العبادلة لكثرة
المشاركين فيها ممن يحملون اسم عبد الله وانتهت بمقتل الحاكم البيزنطي.
وقعت الحملة الثانية سنة 661م وانتهت بالسيطرة
على مدينة بنزرت. أما الحملة الثالثة والحاسمة فكانت بقيادة عقبة بن نافع سنة 670م وتم فيها تأسيس
مدينة القيروان والتي أصبحت فيما بعد القاعدة
الأمامية للحملات اللاحقة في إفريقية والأندلس. إلا أن مقتل عقبة بن نافع سنة683م كاد يفشل الحملة
واضطر الفاتحون إلى حملة رابعة ونهائية بقيادة حسان بن النعمان سنة 693م أكدت سيطرة المسلمين
على إفريقيةرغم مقاومة شرسة من البربر بقيادة الكاهنة. وتمت السيطرة على قرطاج سنة 695م ورغم بعض
الانتصارات للبربر واسترجاع البيزنطيين لقرطاج سنة 696م فإن المسلمين
سيطروا بصفة نهائية على المدينة في 698م وقتلت الكاهنة في السنة نفسها.
لم تسترجع قرطاج هيبتها بعد ذلك وتم
استبدالها بعد ذلك بميناء تونس القريب والذي كان
مركز انطلاق للغزوات في البحر باتجاه صقليةوجنوب إيطاليا.
لم يكتفي الفاتحون الجدد بالسيطرة على
السواحل بل أتجهوا برا ونشروا عقيدتهم في صفوف البربر الذين أصبحوا من ذلك الحين
رأس الحربة في الفتوحات اللاحقة وخاصة في الأندلس بقيادة طارق بن زياد.
احتوت مدينة القيروان على العديد من مراكز تعليم الإسلام إلا أن بعد إفريقية عن المشرق مهد الديانة ومركز الحكم
أدى إلى انتشار الفرق الاسلامية التي لا تنتمي إلى أهل السنة وخاصة الفكر الخارجي.
الدولة الأغلبيةالمصحف الأزرق الذي يرجع
إلى القرن الرابع للهجرةبقيت القيروان عاصمة لولاية أفريقية التابعة للدولة الأموية حتى 750م ثم الدولة العباسية ولم تشهد المنطقة حكما مستقلا إلا
بقيادة إبراهيم ابن الأغلب مؤسس الدولة الأغلبية بقرار من هارون الرشيد سنة 800م والذي كان يريد
بذلك وضع سد أمام الدويلات المنتشرة في غرب أفريقية أين انتشر الفكر الخارجي.
دام حكم الأغالبة 100 سنة وازدهرت خلاله
الحياة الثقافية وأصبحت القيروان مركز إشعاع كما شهدت نفس الفترة تأسيس أسطول بحري
قوي لصد الهجومات الخارجية والذي مكن أسد بن الفرات لاحقا من فتح جزيرة صقلية.
الدولة الفاطميةالجامع الكبير بالمهدية الذي يرجع إلى العصر الفاطمي
شكل وصول بني أمية إلى سدة الحكم بعد مقتل الإمام علي نقطة انطلاق تنظيم الشيعة العلويين وتحلقهم حول ذرية الإمام من
السيدة فاطمة الزهراء، الحسن والحسين. كما أعطى مقتل الإمام الحسين شحنة جديدة
زادت من تكتلهم ومن تقوية صفوفهم وذلك حتى نهاية الحكم الأموي.
لم يتغير وضع الشيعة كثير بعد وصول أبناء
أعمامهم العباسيون إلى الحكم مما زاد شعورهم بالإحباط
والكبت. وفي عهد الخليفة المنصورظهرت عدة فرق في صفوف الشيعة لعل أهمها
وأكثرها تنظيما سواء من ناحية العقدية أو سياسة أتباع إسماعيل بن جعفر الصادق.
بوفاة إسماعيل بن جعفر بدأت فترة الأئمة
المستورين الذين لم يكن لهم مشاركة في الحياة السياسية وهم: الوافي أحمد والتقي محمد والزكي عبد الله والتي انتهت بظهور
المهدي عبد الله والمعروف أكثر باسم عبيد الله المهدي.
استطاع عبد الله الشيعي في غضون 7 سنوات
الاستيلاء على أغلب مناطق شمال إفريقيا وذلك بمساعدة بعض القبائل البربرية
التي استجابت إلى دعوته واعتنقت المذهب الإسماعيلي. وبعد انتصارهم على الجيش
الأغلبي دخل عبيد الله رقادة يوم
الخميس 20 ربيع الثاني سنة 296 هـ/6 جانفي 909 م والتي كان زيادة الله الثالث قد تخلى عنها. دام
حكم الفاطميين في تونس 64 عاما عرفت فيها البلاد إزدهارا كبيرا. عام 969تمكن الفاطميون من فتح مصر لينقلوا إليها
عاصمتهم عام 973.
الدولة الصنهاجيةلما إنتقل الفاطميون إلى مصر ولوا على إفريقية أميرا من أصل أمازيغي يدعى بلكين بن زيري بن مناذ
الصنهاجي. إستطاع بلكين القضاء على الفتن والثورات القبائلية المجاورة
على حدود البلاد مما مكنه من تعزيز حكمه والإحتفاظ بالأراضي الشاسعة التي ورثها عن
الفاطميين. في بداية القرن الحادي العشر خرج والي أشير حماد بن بلكين عن سلطة الصنهاجيين
مما أدخل الطرفين في حرب طاحنة دامت عدة سنوات. فقد الصنهاجيون شيئا فشيئا جزءا
كبيرا من المغرب الأوسط (الجزائر) لتقتصر في النهاية رقعة دولتهم أساسا على تونس وصقلية.
شهدت البلاد في عهد الصنهاجيين نهضة عمرانية
وثقافية وإقتصادية كبيرة، فإزدهرت الزراعة في أنحاء البلاد بفضل انتشار وسائل
الري، ووقع تشييد العديد من القصور والمكتبات والأسوار والحصون، فيما أصبحت
عاصمتهم القيروان مركزا هاما للعلم والأدب.
عام 1045 أعلن الملك
الصنهاجي المعز بن باديس خروجه عن الخلافة الفاطمية في القاهرة وانحيازه إلى الخلافة العباسية في بغداد. قامت قيامة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي أذن، بإيعاز من وزيره أبو محمد الحسن اليازوري، للقبائل البدوية
المتمركزة في الصعيد بالزحف نحو تونس. أدى زحف القبائل
البدوية (أساسا بنو هلال وبنو سليم) إلى تمزيق أوصال الدولة الصنهاجية وإلى
خراب عاصمتهم بعد تعرضها للسلب والنهب.
بعد الغزو الهلالي أصبحت البلاد مقسمة بين
عدة دويلات أهمها إمارة بنو خرسان في مدينة تونس والوطن القبلي، ومملكة بنو الورد وعاصمتهابنزرت، ومملكة بنو الرند وعاصمتها قفصة فيما حافظ الصنهاجيون على منطقة الساحل وإتخذوا من المهدية عاصمة لهم.
الفترة الموحديةعام 1060 إنتهز النورمان إنهيار
الدولة الصنهاجية ليستولوا على صقلية لتصبح البلاد عرضة لغاراتهم. في عام 1135 تمكن روجيه الثاني من إحتلال جزيرة جربة تبعها عام 1148 إحتلال المهدية، سوسة، وصفاقس. إستنجد الملك الحسن بن علي الصنهاجي بعبد المؤمن بن علي مؤسسالدولة الموحدية في المغرب لطرد الغزاة. إستطاع الموحدون في
السنوات التالية إسترجاع كامل الأراضي التونسية من النورمان ليصبحوا مسيطرين على
معظم أجزاء المغرب الكبير وجزء من الأندلس.
الدولة الحفصيةراية الحفصيينعام 1207 ولى الموحدون على
إفريقية أحد أتباعهم وهو أبو محمد بن عبد الواحد بن أبي حفص ابن الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص الذي رافقمحمد بن تومرت أثناء دعوته. عام 1228 تمكن أبو زكريا يحيى بن حفص من الإنفراد
بالمنصب لصالحه وأعلن منذ ديسمبر 1229 إستقلاله عن
الموحدين. إتخذ أبو زكريا مدينة تونس عاصمة له وإتخذ لنفسه لقب السلطان.
عام 1249 خلف أبو أبو زكريا
إبنه عبد الله محمد المستنصرالذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين عام 1255. تعرضت البلاد عام 1270 إلى غزوة صليبية
قادها لويس التاسع ضمن الحملة الصليبية الثامنة. شهدت الدولة بعد وفاة
المستنصر عام 1277 عدة صراعات خلافة
تخللتها عدة ثورات لقبائل جنوب البلاد، ولم تسترجع الدولة وحدتها إلا في عهد أبو يحي أبو بكر. إسترجعت الدولة سالف
مجدها في عهد أبو العباس أحمد وأبو فارس عبد العزيز الذان شهدت البلاد
في عهدتها إزدهارالتجارة والملاحة. دخلت الدولة في أواخر القرن الخامس عشر
حالة من الركود تخللتها حروب خلافة وأصبحت منذ 1510 عرضة لغارات
الإسبان.
الحقبة الإسبانيةدخلت الدولة الحفصية سنة 1535 في صراع خلافة بين
السلطان أبو عبد الله محمد الحسن وأخيه الأصغر رشيد. طلب الأخير العون من العثمانيين الذين تمكنوا من الإستيلاء على
العاصمة بقيادة خير الدين بارباروسا (دون إرجاع رشيد
على العرش). إستنجد أبو عبد الله محمد الحسن بشارل الخامس، ملك إسبانيا الذي جهز جيشا قوامه 33،000
رجل و400 سفينة بالتحافل معالدول البابوية، جمهورية جنوة ونظام فرسان مالطا. تمكن الإسبان من القيام
بإنزال شمالي العاصمة في 16 يونيو، ثم بالإستيلاء على ميناء حلق الوادي، ثم تمكنوا من دخول العاصمة في 21 يوليو. أعيد تنصيب السلطان حسن على العرش لكنه
أجبر على المصادقة على معاهدة تضع البلاد عمليا تحت الحماية الإسبانية. استمر في
السنوات التالية الصراع بين الإسبان وحلفاءهم والعثمانيين. تمكن العثمانيون في
النهاية سنة 1574، من طرد الإسبان نهائيا
بعد الإنتصار عليهم في معركة تونس.
التصنيف: ·
تاريخ تونسالفاطميون
الدولة الفاطمية
الخلافة الإسلامية الفاطمية
|
|
العلم
|
الخلافة الفاطمية في أقصى اتساعها، ح. 969.
|
|
|
|
|
|
|
|
- 909-934 (الأول)
|
عبيد الله المهدي بالله
|
- 1160-1171
|
|
تاريخ
|
|
- تأسست
|
|
- تأسيس القاهرة
|
8 أغسطس، 969
|
- حـُـلـّت
|
1171
|
|
- 969
|
5,100,000 كم²(1,969,121 ميل مربع)
|
|
- est.
|
6,200,000
|
|
|
سبقها
|
تبعها
|
|
الأسرة
الأيوبية
|
|
|
|
|
|
|
|
مقاطعة
الرها
|
|
مقاطعة
طرابلس
|
|
|
|
|
|
مقاطعة
صقلية
|
|
|
|
اليوم جزء من
|
|
|
|
هذه المقالة هي جزء من سلسلة
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الدولة الفاطمية، أو الخلافة الإسلامية
الفاطمية، هي خلافة إسلامية تتبع المذهب الشيعي، وهي أول خلافة إسلامية في تونس ومصر، وحكمت مناطق في المغرب، السودان، صقلية، وبلاد الشام والحجاز من 5 يناير 909 إلى 1171.
العاصمة: القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس، 820-973
م، القاهرة، منذ 973 م.
مسجد الحاكم في القاهرة، بناه الحاكم بأمر الله، سادس الخلفاء الفاطميين
قام الفاطميون بتأسيس مدينة القيروان واتخذوها عاصمة لهم من عام 909 إلى
920، ثم مهدية من عام 920 حتى تأسيسهم مدينة القاهرة في مصر في عام 969 والتي
أصبحت بعد تأسيسها عاصمة الخلافة الفاطمية.[1]
نسبهميشير مصطلح الفاطميين أحيانا إلى مواطني
الخلافة الفاطمية أو إلى الخلفاء الذين تولوا الحكم في الدولة الفاطمية، الذين
ينتسبون إلى السيدة فاطمة بنت محمد بن عبد الله
،
انتسابهم لأهل البيت عن طريق إسماعيل بن جعفر الصادق. يرى غالب المؤرخين أن
نسبهم كان منحولاً بفعل الحملة التي شنّها العباسيون ضدّهم، لوقف انتشار دعوتهم في
البلدان التي كانت خاضعة للخليفة العباسي في بغداد. على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما
بأرض مصر من الأعرابوفي اتعاظ الحنفا بذكر
الأئمة الفاطميين الخلفا وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان بانتسابهما لأهل
البيت.
صعود الفاطميينخريطة توضح امتداد الدولة
الفاطمية وأهم المدن.الدولة الفاطمية في أقصى
اتساعهامؤسس الأسرة عبيد الله المهدي (909-934 م) نجح صاحب دعوته في القضاء
على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على
كثرة جموع قبيلته كتامة الأمازيغية، ثم اختطّ مدينة
المهدية بتونس وجعل منها عاصمة له، إلا أن الفاطميين وحلفاءهم بعد ذلك زحفوا إلى
المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز لدين الله الفاطمي ، ولم يتبق منهم في
المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقليةالتي بقيت في حكمهم حتى
1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953-975 م) على مصر وبنى مدينة
القاهرة. بقيادةجوهر الصقلي.[2]دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة
على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة
ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965-996
م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021م). آخر
الخلفاء وهو العاضد لدين الله
الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169
م،وقام بخيانة الدولة ودبر الانقلاب سنة 1171 م. وأعاد ذكر الخليفة العباسي.
الفاطميون في أفريقياانقسمت حياة هذه الدولة إلى فترتين: الفترة
الأولى هي الفترة الأفريقية والتي تولى الإمامة فيها عبيد الله المهدي (297-322هـ) والقائم (322-334هـ) والمنصور (334-341هـ) والمعز لدين الله (341-365هـ) وفي سني إمامة المعز سيطرت
قواته على مصر، فانتقل إليها واتخذها مقراً لدولته.
دخل عبيد الله المهدي القيروان في 6 يناير
910م، وسرعان ما باشر أعمالاً يمكن تلخيصها بأنها تنظيم للدولة ومباشرة الحكم فيها
بنفسه، وفي سنة 309هـ، استقر في العاصمة الجديدة التي بناها والتي أطلق عليها اسم المهدية،
وتدل المعطيات الأثرية التي درسها مارسيه على أنها كانت ميناءً حربياً في غاية
المنعة، مزوداً بدار للصناعة وفيها مسجد وقصر، إلا أنها بعيدة عن الترف، وتبدو
مدينة حربية أكثر منها مقراً ملكياً.كان الأئمة الفاطميون ينظرون لولاية أفريقيا
كنواة لدولة الدعوة التي يجب أن تشمل ديار الإسلام كلها، ويبدو احتلال المشرق بما
فيه من المراكز الإسلامية الكبرى والحرمين الشريفين هدفاً له الأولوية، ولكن وقائع
الأحداث دلت على عدم زهدهم بالجناح الغربي، لأنه يدخل ضمن إطار الدولة الكبيرة،
ولأن الشمال الإفريقي في هذا الجناح يكون قاعدة الانطلاق والإمداد للسيطرة على
المشرق، وفي نص الدعاء الرسمي في الخطبة ما يدل على حدود هذه الأهداف إذ يدعى
للإمام بأن تفتح له مشارق الأرض ومغاربها، ويمدح أحد الشعراء عبيد الله §
ويعني ببني مروان أمويي
الأندلس.كانت الحملات الأولى بعد سنوات من إقامة
الدولة موجهة نحو الغرب، حيث قام أبو عبد الله الشيعي بحملتين قبل اغتياله، قام
بالأولى ضد قبائل زناتة عام 298هـ، والثانية ضد تاهرت قضي فيها نهائياً على الدولة الرستمية، وفي مدة لا تزيد إلا قليلاً على عقد واحد
من السنين بسط الفاطميون سلطانهم على المغرب كله، لكن هذه السلطة لم تكن مباشرة
إلا في إفريقية، أما في المغرب الأوسط، وشمالي المغرب الأقصى وصحرائه، فكان الحكم
غير مباشر أو حكم تبعية.
كان جوهر الصقلي مولى المعز لدين الله الفاطمي هو الذي
حقق الانتصارات الكبرى للفاطميين في التوسع غرباً، ثم أحرز لسيده نصراً آخر بفتحه
مصر سنة 358هـ، وبنائه القاهرة التي انتقل إليها المعز سنة 362هـ واتخذها مقراً
له، بدلاً من المهدية. كان لهذا الانتقال نتائجه، إذ تحول وضع هذه البلاد من قاعدة
للفاطميين إلى ولاية يديرها بالنيابة عنهم أتباعهم من بني زيري الصنهاجيين الذين
استمروا في السير على السياسة السابقة نفسها لأسيادهم الفاطميين، في اتخاذ المغرب
الأدنى (ولاية أفريقيا) قاعدة لهم ومحاولة ضمان سلطانهم بصورة مباشرة أو غير
مباشرة على المغرب الأوسط والأقصى.
بعد استقرار المعز لدين الله الفاطمي في
مصر، تمّ إحكام نظام إداري للدولة يمكن وصفه بالعلمية لرقيه ودقته، كما أحكم نظام
الدعوة، ويعدُّ يعقوب بن كلـس (ت380هـ) وزير العزيز بالله (365-386هـ) أهم بناة
النظام الإداري والدَعَوي للدولة الفاطمية، واستطاع هذا النظام أن يبقي الدولة
الفاطمية حيَّة مدة تفوق القرنين، على الرغم من أن الخلفاء الذين تعاقبوا على عرش
القاهرة لم يتسموا بالمقدرة والكفاءة السياسية والإدارية التي اتسم بها من سبقهم
من الخلفاء.وبعد أن توطد سلطان الفاطميين في مصر، صار
تحدي [الإسماعيلية] للنظام العباسي والفكر السني أكثر قرباً وأشد خطراً، وصار
للفاطميين دولة واسعة الأرجاء، شملت وهي في ذروة قوتها، مصر وسورية وشمالي إفريقيا
وصقلية والحجاز واليمن بما في ذلك المدينتان المقدستان مكة والمدينة، وسيطر
الفاطميون على جيش من الدعاة، وعلى ولاء عدد لا يحصى من الأتباع في الأراضي التي
كانت خاضعة للحكم العباسي فعلياً أو اسمياً.الحروب الأهلية وضعف الدولة الفاطميةGenealogical tree of the
Fatimid caliphs (in yellow). Their ancestry from the seven Ismaili imams (in
grey) and Muhammad is also shown.
لم تكن ردات فعل السنة والخلافة العباسية
تجاه قيام الدولة الفاطمية في البداية فعّالة، إذ لم تتعَدَّ بعض إجراءات أمن ضد
الدعاة، وحرباً دعائية ضد السلالة الفاطمية التي اتهمت في محضر نشر في بغداد سنة
402هـ/1011م بأنها لا تمت بنسب صحيح إلى فاطمة وعلي بن أبي طالب، ومع الأيام بدأت
جذوة الحركة الفاطمية تخبو، وأخذ الإسلام السني يسترد نشاطه وكانت أهم أسباب إخفاق
الدعوة الفاطمية ما عانته من تمزق داخلي وظهور الأتراك على مسرح الأحداث وإقامتهم
للدولة السلجوقية.كان من أهم الأحداث التي واجهت الدولة
الفاطمية، انفصال شمالي إفريقيا عن جسم الدولة، ففي عهد الأمير الزيري
المعز بن باديس (407-454هـ) تم الانفصال عن الفاطميين رسمياً،
وعندما لم تستطع الخلافة الفاطمية إيقاف حركة الانفصال هذه، شجعت عدداً من القبائل
العربية التي كانت قد هاجرت إلى مصر وعلى رأسها قبائل سليم وهلال، على عبور النيل
والاتجاه غرباً بعد أن كانوا يمنعونهم منه، ومنحوا كل عابر منهم ديناراً مع أشياء
أخرى كفروة أو بعير، واجتاز هؤلاء مصر إلى الغرب موجة إثر موجة، وأقامت سليم في
ليبيا وانتشر بنو هلال في ولاية إفريقية، ولكن هذه الهجرة لم تحقق عودة إفريقية
للحكم الفاطمي، وإن كانت قد حققت بعض التغيير، فقد أشاعت الفوضى وانعدام الأمن من
جهة، ولكنها من جهة أخرى صبغت شمالي إفريقيا بالصبغة العربية نهائياً.كذلك عانت الخلافة الفاطمية أمورَ السيطرة
على [فلسطين] وغيرها من أجزاء الشام ونجم عن ذلك ردات فعل شديدة، ولاسيما بين صفوف
القبائل وسكان المدن، فلقد ثارت قبيلة طيء في وجه الفتح الفاطمي وحاول زعماء
القبائل إنشاء خلافة في فلسطين، فجلبوا أحد أفراد الأسرة الحسنية من الحجاز،
ونصبوه خليفة ولكن محاولتهم باءَت بالفشل.ومن أهم المشكلات الداخلية التي تعرض لها
الفاطميون، كانت تلك المتعلقة بالدعوة، ثم بعض الأزمات الاقتصادية، وأخيراً
استيلاء الجند على مقاليد الأمور. فمنذ بداية قيام الخلافة الفاطمية كان هناك
خلافات داخل جسم الحركة الإسماعيلية بين فئات يمكن تسميتها بالمتطرفة، وأخرى يمكن
دعوتها بالمحافظة، وكان على الخلفاء أن يواجهوا بين الحين والآخر انشقاقاً في
الحركة وحتى مقاومة مسلحة. ولعلَّ أهم حركات الانشقاق كانت تلك التي بدأت زمن
الحاكم بأمر الله الخليفة السادس، ولاسيما بعد اختفائه سنة 411هـ/1021م في ظروف
غامضة، فاعتقد جماعة من الإسماعيلية بأن الحاكم كان ذا صفات إلهية وأنه لم يمت، بل
ذهب إلى الستر والغيبة، ولذلك رفضوا الاعتراف بخليفة على العرش الفاطمي، وانفصموا
عن الجسم العام للفرقة، ونالوا بعض النجاح وخاصة في بلاد الشام، وعرفوا باسم
الدروز، وما تزال فئات كبيرة منهم تعيش في بلاد الشام.وفي عصر الخليفة المسـتنصر بالله
(427-487هـ)، وصلت الخلافة الفـاطمية إلى ذروتها ثم هوت بـسرعة كبيـرة، وجرى في
أيامه ما لم يجر في أيام أحد من أهل بيته، فخطب البساسيري في بغـداد باسـمه مدة
سنة، وخطب علي بن محمد الصليحي في بلاد اليمن باسمه ولكن الخطبة قطعت باسمه في
إفريقية سنة 443هـ، وقطع اسمه من الحرمين سنة 449هـ وذكر اسم الخليفة العباسي
القائم بأمر الله (422-467هـ)، وفي سنة 446هـ نكبت مصر بالوباء والقحط وكان وقعهما
شديداً فيها فعمت الفوضى والمجاعة وعاد الوباء أشد ما يكون في سنة 456هــ، والذي
استمر حتى 464هـ/1064-1071م مقترناً بالفتن والحروب، وامتدت يد السلاجقة إلى الشام
حتى كادت تخرج من أيدي الفاطميين، فاستدعى المستنصر بالله بدر الجمالي إلى مصر من عكا سنة 466هـ/1073م،
ليكون القائم بتدبير الدولة وإصلاح الأمور.
أبحر بدر في حرسه الخاص من الأرمن وفي جنده
المخلصين من عكا قاصداً مصر، وقضى على الأمراء الذين أثاروا الفتن، وأعاد الهدوء
إلى العاصمة، واستمر يتتبع المفسدين في كل جهة من جهات مصر حتى استتبت الأمور
وسكنت الفتن وفرض النظام والهدوء. ونصب المستنصر بالله بدراً أميراً للجيوش ولُقب
بكافل قضاة المؤمنين (قاضي القضاة) وهادي دعاة المؤمنين (داعي الدعاة) وعيَّن
وزيراً للسيف لا يتقدمه أحد، وفوَّض إليه جميع سلطاته فأصبح بدر الجمالي صاحب الحل
والعقد، له أن يولي كبار موظفي الدولة ويعزلهم، وهكذا أصبحت الوزارة في أواخر عهد
المستنصر بالله حتى نهاية العصر الفاطمي وزارة تفويض بعد أن كانت وزارة تنفيذ في
الفترة ما بين 358-465هـ. سقوط الدولة الفاطميةضعف نفوذ الخلفاء الفاطميين كثيراً بعد وفاة
المستنصر، بينما زادت سلطة الوزراء الذين استفحلت قوتهم وتضخمت ثروتهم وأصبح في
أيديهم أمر تعيين الخلفاء وعزلهم، وكان بعضهم يؤثر اختيار أحد أمراء البيت الفاطمي
الضعاف حتى يكون ألعوبة في أيديهم، وتجلت هذه الظاهرة في عهد الوزير الأفضل بن بدر
الجمالي أمير الجيوش فعندما عزم المستنصر بالله على أخذ البيعة لابنه الأكبر نزار،
ماطل الأفضل في مبايعته لأنه كان يميل إلى أبي القاسم أحمد بن المستنصر من زوجته
أخت الأفضل، فلما مات المستنصر بالله، اجتمع الأفضل بالأمراء والخواص وخوَّفهم من
نزار وأشار عليهم بمبايعة أخيه الأصغر أحمد، وكان حديث السن، فبايعوه، وأجلسه
الأفضل على مقعد الخلافة سنة 487هـ، ولقّبه المستعلي بالله، فهرب نزار إلى
الإسكندرية وثار هناك فلاحقته قوات الأفضل أمير الجيوش وقضت عليه وعلى ثورته،
وأدّى اختيار المستعلي إلى انشقاق الدعوة الإسماعيلية إلى قسمين، فقد رفض
الإسماعيلية في المشرق الاعتراف بالخليـفة الجديـد وفي سنة 525هـ/1130م بعد مقتل
الخليفة الآمر بن المستعلي، رفض الإسماعيلية المستعلية الاعتراف بالخليفة الجديد
في القاهرة، وتبنوا عقيدة فيها أن طفلاً رضيعاً للآمر يدعى الطيب كان قد فُقِد حيث
استتر وهو سيكون الإمام المنتظر، وهكذا لم يعد للمستعلية أئمة بعده.حكم بعد الآمر أربعة خلفاء من الأسرة
الفاطمية، لكنهم كانوا بلا صلاحيات أو نفوذ، وضعفت مصر في عهدهم ضعفاً شديداً،
وكانت الحروب الصليبية قد بدأت، وحـاول الصليبيون احتلال مصـر، فاستنجد الخليفة
الفاطمي العاضـد بنور الـدين زنكي الـذي أرسل قواته لنجدته وأبطل التدخل الصليبي،
وفي عام 567هـ/1171م ألغى صلاح الدين الأيوبي بأمر من نور الدين الخلافة الفاطمية
وأعاد مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية. قائمة الخلفاء الفاطميين1. عبيد الله المهدي (909-934)، مؤسس الدولة الفاطمية
2. القائم بأمر الله (934-946)
3. المنصور بالله الفاطمي (946-953)
4. المعز لدين الله (953-975)
5. العزيز بالله الفاطمي (975-996)
6. الحاكم بأمر الله (996-1021)
7. الظاهر لإعزاز دين الله (1021–1036)
8. المستنصر بالله الفاطمي (1036–1094)
9. المستعلي بالله (1094–1101)
10. الآمر بأحكام الله (1101–1130)
11. الحافظ لدين الله (1130–1149)
12. الظافر بدين الله (1149–1154)
13. الفائز بدين الله (1154–1160)
14. العاضد لدين الله الفاطمي (1160–1171).
ملامح الدولة الفاطميةكان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي
بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة
حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل
الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية
في مصر حيث مازال التاثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد.
ويقول ول ديورانت في قصة الحضارة أن مصر بدأت نهضتها
الحقيقة منذ العهد الفاطمي حيث بدأت الشخصية المصرية تستقل وتبدأ بالظهور من جديد
بروح جديدة إسلامية.
بل إن بعض مؤرخي تاريخ المسرح العربي يرون
ان بذور المسرح كانت بدأت في الظهور في العصر الفاطمي من خلال ما يسمى بالمهرج
والحاوي اثناء الإحتفالات في العصر الفاطمي.وتميز العصر الفاطمي بالفخامة في كل شيء
والإهتمام بالأعياد والإحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الإحتفالات والمواكب
الخاصة بالخلفاء. ومازل المصريون يتذكرون موكب حصان الخليفة المهيب الذي كان يخرج
يوم المولد النبوي فيصنعون حلوى تشبه هذا الحصان.
وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في
الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الاخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد
حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي.
النظام العسكريالأدب والفنون المقال
الرئيسي: الأدب والعلوم في العصر الفاطمياهتم الفاطميون منذ أن استقر سلطانهم في مصر
بالعمل على نشر الثقافة العلمية والأدبية، فضلاً عن الثقافة المذهبية التي تتصل
بالدعوة الإسماعيلية، كالفقه والتفسير، وكان للجامع الأزهر أثر كبير في النهوض
بالحياة الثقافية في مصر، وفاقت شهرته جميع المساجد الجامعة في مصر منذ أن أشار
الوزير يعقوب بن كلس سنة 378هـ على الخليفة العزيز بتحويله إلى معهد للدراسة بعد
أن كان مقصوراً على إقامة الدعوة الفاطمية، فاستأذنه في أن يُعيّن بالأزهر بعض
الفقهاء للقراءة والدرس على أن يعقدوا مجالسهم بهذا الجامع في كل جمعة من بعد
الصلاة حتى العصر، فرحب العزيز بذلك ورتب لهؤلاء الفقهاء أرزاقاً شهرية ثابتة
وأنشأ لهم داراً للسكنى بجوار الأزهر، وظل الأزهر مركز الفقه الفاطمي إلى أن بنى
الحاكم بأمر الله جامعه، فانتقل إليه الفقهاء لإلقاء دروسهم.العلماء والأدباءوكان لتشجيع الفاطميين للعلماء والكتّاب
أثره في ظهور طائفة كبيرة منهم في مصر، فاشتهر من المؤرخين في العصر الفاطمي، أبو الحسن علي بن محمد الشابشتي (ت 388هـ) صاحب
كتاب الديارات الذي اتصل بخدمة الخليفة العزيز فولاه خزانة كتبه واتخذه من جلسائه،
كما نبغ من المؤرخين الأمير المختار عز الملك المعروف بالمسبحي (ت420هـ) وكان من
جلساء الحاكم بأمر الله وخاصته وشغف بكتابة التاريخ، وألَّف فيه عدة كتب منها
تاريخه الكبير «تاريخ مصر» ومن أعلام المؤرخين أبو عبد الله القضاعي (ت 454هـ) وكان من
أقطاب الحديث والفقه الشافعي، له كتاب «مناقب الإمام الشافعي وأخباره» أوفده
الخليفة المستنصر بالله سفيراً إلى تيودورا إمبراطورة الدولة البيزنطية سنة 447هـ ليحاول عقد الصلح بينها
وبين مصر. ومن الكتاب المؤرخين الذين ظهروا في أواخر العصر الفاطمي، أبو القاسم علي بن منجب الصيرفي (ت 542هـ) الذي
اشتهر ذكره وعلا شأنه في البلاغة والشعر كما برع في الخط، كذلك نبغ في العصر
الفاطمي بعض العلماء من أمثال محمد بن الحسن بن الهيثم الذي أتى مصر من
العراق بدعوة من الحاكم بأمر الله لما بلغه أن له نظرية مهمة في توزيع مياه النيل،
واشتهر من الأطباء والفلاسفة علي بن رضوان (ت 460هـ) الذي
أصبح بفضل جده واجتهاده رئيس الأطباء في البلاط الفاطمي.
الشعرولما كان يدرّه الخلفاء الفاطميون من
العطايا الجزيلة والخلع والجوائز والأرزاق على رجال الأدب، أكثر هؤلاء قول الشعر
لمدح الخلفاء الفاطميين ودفعت الرغبة في الحصول على هذه الجوائز والهبات الشعراء
من أهل السنة إلى محاكاة الشعراء الشيعيين في مدحهم للخلفاء.من أشهر شعراء الشيعة محمد بن هانئ الأندلسي
الذي ولد في إشبيلية ببلاد الأندلس حيث قضى أيام صباه، ثم اتصل بالخليفة الفاطمي
المعز الفاطمي الذي بالغ في الإنعام عليه، فلما توجه المعز إلى مصر، تبعه ابن هانئ
ثم رجع إلى المغرب لأخذ أولاده واللحاق بمولاه، وأعدّ العدة للرحيل وسار في طريقه
إلى مصر، فلما بلغ برقة توفي سنة 362هـ، فلما بلغت المعز وفاته وهو بمصر قال: «هذا
رجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق، فلم يقدّر لنا ذلك»، ولاشك في أن المعز
أصاب فيما قاله، فالمتصفح لديوان ابن هانئ يرى أكثر شعره قد نظم في مدح المعز
وأسرته، حتى لقد ذهب به هذا التحمس إلى أن ينسب لحسامه من صفات التشيع ما نسبه إلى
نفسه، وبالغ في مدحه للخليفة المعز حتى جعله في منزلة عيسى ومحمد، بل ونسب إليه
بعض صفات الألوهية، كقوله فيه:ما شئتَ لا ما شاءت
الأقداراحكم فأنت الواحد
القهَّارومن أشهر الشعراء الفاطميين أبو حامد أحمد الأنطاكي، عاصر المعز والعزيز
والحاكم بأمر الله وأشاد بذكر جوهر الصقلي ويعقوب بن كلس وغيرهما،
ومن الشعراء الذين وفدوا على مصر وأفادوا من
تشـجيع الخلفاء الفاطميين ووزرائهم، أبو الحسن علي بن جعفر بن البُوَين، وهو من أهل معرّة
النعمان صار ثقة الوزير الفضل بن بـدر الجمالي الذي قربه وأدرّ عليه صلاته، وكذلك
أمدّنا عماد الدين الأصفهاني (ت 597هـ) بمعلومات عن الشاعر أبي الحسن علي بن محمد الأخفش وهو من أشراف
المغاربة، مدح الخليفتين الآمر (495-521هـ) والحافظ (521-544هـ). ولعل من أشهر
الشعراء الذين عاشوا في العصر الفاطمي المتأخر عمارة اليمني السني الشافعي المذهب
الذي أصبح من أنصار الفاطميين ومن مشاهير شعراء البلاط الفاطمي في عهد الخليفة
الفائز (549-555هـ) والعاضد (555-567هـ) ولكنه أبى أن يعتنق عقائد الفاطميين وأشار
إلى ذلك في ديوانه ببضعة أبيات خاطب بها الوزير ابن رزيك الذي ألح عليه في التحول
إلى المذهب الشيعي ومنحه 3000 دينار، ووعد أن يزيد في إغداقه عليه إن هو أجابه إلى
ما طلبه منه، على ولائه للفاطميين حتى بعد أن
زال سلطانهم وسقطت دولتهم ولكن تحيزه للفاطميين جلب عليه نقمة الأيوبيين، وانتهت
حياته الحافلة بالصلب لأنه اتهم بالاشتراك بالتآمر لإعادة سلطان الفاطميين.الفقهاءوقد أدى مجيء الفاطميين إلى مصر بمذهب شيعي
إلى ظهور فريقين من العلماء يعمل أولهما على تأييده، ويُفندُ الآخر آراءهم،
واستتبع ذلك نشاط علماء الدعوة الفاطمية في تأليف الكتب وكان لابن حيون (ت 363هـ)
النعمان بن محمد بن منصور أبي حنيفة التميمي وأبنائه، وهم جميعاً من كبار رجال
القضاء والأدب الفضل الكبير في نشر الثقافة المذهبية التي تتصل بالدعوة
الإسماعيلية، ويُعدُّ النعمان من أهم دعائم الدعوة الإسماعيلية، وله في الفقه
الإسماعيلي مؤلفات عدة، منها «دعائم الإسلام في ذكر الحلال والحرام والقضايا
والأحكام»، وكان دعاة الإسماعيلية يرجعون إلى كتاب دعائم الإسلام في أحكامهم ونهج
الوزير يعقوب بن كلس في كتابه «مصنف الوزير» منهج كتاب الدعائم، وأشاد بذكره حميد
الدين الكرماني داعي الحاكم بأمر الله في فارس في كتابه «راحة العقل» حتى جعله في
المرتبة التي تلي القرآن والحديث.ومع أن الفاطميين كانوا متعصبين للمذهب
الإسماعيلي ويشجعون فقهاءه فقد ظهر في عهدهم بعض الفقهاء الشافعية والمالكية
والحنبلية، منهم أبو بكر محمد النعماني المالكي (ت 380هـ) وكانت حلقته بجامع عمرو
بن العاص تدور على سبعة عشر عموداً لكثرة من يحضرها. وفي سنة 405هـ ولىّ الحاكم
بأمر الله أحمد بن محمد العوّام الفقيه الحنبلي منصب قاضي القضاة، فلما قيل للحاكم
إنه ليس على مذهبك ولا على مذهب من سلف من آبائك أجابهم بأنه ثقة مأمون، مصري عارف
بالقضاء وبأهل البلد وليس بين المصريين من يصلح لهذا الأمر غيره، وأضيف إليه أحكام
مصر وبرقة وصقلية والشام والحرمين ماعدا فلسطين، وجعل له النظر في العيار ودار
الضرب والصلاة والمواريث والمساجد والجوامع، ولم يزل على وظيفة القضاء إلى أن مات
سنة 418هـ، فصلى عليه الخليفة الظاهر بن الحاكم، كما أن الباحث إذا تتبع أسماء
قضاة دمشق وجد عدداً منهم لم يكونوا على مذهب الخلفاء الفاطميين، ففي سنة 369هـ
كان قاضي دمشق عبد الله بن أحمد بن راشد الفقيه الظاهري، وفي سنة 375هـ ناب القاضي
أبو بكر يوسف بن القاسم الشافعي المحدث عن قاضي قضاة مصر أبي الحسن علي بن
النعمان.المكتبات في عصر الدولة الفاطميةكانت المساجد مراكز ثقافية و عمل العزيز
بالله علي تحويل الجامع الازهر الي جامعة يدرس فيها الفقه الشيعي إلى جانب فقه
المذاهب الأخرى والعلوم من لغة وطب ورياضة ووفر الفاطميون للطلاب الوافدين من جميع
اناء العالم الاسلامي المسكن والملبس وانشاوا بالازهر مكتبه ضخمه بها مخطوطات في
جميع العلوم. اتخذ الفاطميون من قصورهم مراكز لنشر الثقافه الشيعية بصفه خاصة
وألحقو بها مكتبات تحتوي الالوف من الكتب مثل مكتبة القصر الشرقي التي انشاها
الخليفة المعز لدين الله. ويذكر المؤرخون أن الآلاف من الكتب تعرضت للحرق والنهب
إبان انقضاء حكم الفاطميين على يد الأيوبيين، ومن الشواهد المتصلة أن ما يعرف في
مصر الآن بتلال الكتب إنما هو في الأصل المكان الذي جمعت فيه كتب ومخطوطات
الفاطميين فأُحرق معظمها وتُرك الباقي لتغطيه الرمال وتدفنه. يذكر المقريزي أن
عبيد الايوبيين عندما سطوا على القصور الفاطمية ونهبوها كانوا ينزعون الجلود التي
تغلّف المخطوطات ويتخذون منها نعالاً. العمارةالجامع الأزهر، من أشهر معالم القاهرة الإسلامية.
امتدت مرحلة العصر الفاطمي نحو مائتي عام،
وسادت روح الترف في هذه الفترة في كل شئ. وفي خطط المقريزي ما يعكس صورة هذه
الحياة بأبهى مظاهرها. وكان مذهب الحاكمين هو المذهب الشيعي، بينما كان أغلب الشعب
يتبع مذهب أهل السنة.وكل ما لدينا عن قصور الفاطميين إنما استقيناه
من أقوال المؤرخين. وهي "في تونس" إلا فكرة خيالية عن فخامتها، فكان لهم
في القاهرة قصران متقابلان أحدهما الشرقي وله تسعة أبواب ويبلغ طول واجهته 345
مترا.وترتبط المساجد الفاطمية في القاهرة تارة
بابن طولون في استعمال الأكتاف، وتارة بسيدي عقبة في استعمال المجاز المرتفع الذي
يقطع رواق القبلة. وقد اقترن هذا العصر بعدة ظواهر معمارية منها استخدام الحجر
المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدلا من الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات
بالزخارف المنوعة المحفورة على الحجر. بعد أن كنا نشاهدها في جامع عمرو وجامع ابن
طولون عارية من الزخارف. ومن أمثلة هذه الواجهات واجهة مسجد الحاكم والأقمر. حيث
نرى في واجهة الأخير وردة بديعة محفورة ومفرغة تذكرنا بالتفوق الفني على نظيرها في
طراز قرطبة.وكانت القباب في ذلك العصر صغيرة وبسيطة.
سواء من الداخل أم من الخارج. وظهر تضليعها أول مرة في قبة السيدة عاتكة ق 12م.
وتطور أركان القبة نحو المقرنصات المتعددة الحطات. حيث بدأ بطاقة واحدة. كما في
جامع الحاكم ثم بحطتين في قبة الشيخ يونس والجعفري وعاتكة.أما الزخارف المعمارية فقد بلغت الغاية في
الجمال سواء أكانت في الجص أم في الكتابة الكوفية المزهرة التي كانت تحتل الصدارة
في المحاريب وطارات العقود والنوافذ. وكذلك الزخارف المحفورة في الخشب سواء في
الأبواب أم المنابر أم المحاريب المنقولة أو في الروابط الخشبية التي تربط العقود.آثار الدولة الفاطميةالمغرب العربيعني الفاطميون بالعمارة عناية فائقة، وقد
ذكرنا أن عبيد الله المهدي أسس مدينة المهدية بتونس وجعلها حاضرة لدولته الفاطمية،
كما أنشأ مدينة أخرى سماها المحمدية، وعوّل القائم بأمر الله على إنشاء مدينة كان
يريد أن يسميها القائمية، لكن الحروب والثورات حالت دون ذلك، أما المنصور بالله
فقد أسس مدينة المنصورية ونقل إليها الدولة والدواوين.مصرمسجد الحاكم بأمر الله في القاهرة، والحاكم بأمر الله، هو سادس الخلفاء الفاطميين.
ارتبط العصر الفاطمي بكثير من الحكايات
الشعبية المصرية التي ليس لها سند تاريخي ولكن يتناقلها الناس من جيل إلى جيل
كحادثة نقل جبل المقطم على يد سمعان الخراز والقصص
المرتبطة بالشاطر حسن وأيضا الحواديت المرتبطة بست الملك أخت الحاكم بأمر الله.
وغيرها الكثير.
وبدأت في هذه الدولة تقديس القبور والبناء
فوقها وإقامة الأضرحة التي لم تكن تعرف من قبل، فظهر ضريح السيدة زينب (التي لم يعلم
حقيقة نسبها)، وضريح الحسين (رغم أن الحسين قد
قتل بكربلاء).[بحاجة لمصدر] المقال
الرئيسي: القاهرة الفاطمية
§
الأزهر الجامع
الذي بناه جوهر الصقلي.
|
|
الفاطميون§
إمارة صقلية§
قائمة الأسر المسلمة الشيعية§
قائمة الأئمة الإسماعيليين§
قائمة دعاة البهرة الداودية§
إسماعيلية§
مستعلي§
طيبي§
البهرة الداودية§
Arwa al-Sulayhi§
تعريب شمال أفريقياهوامش1. ^ In his “Mutanabbi devant
le siècle ismaëlien de l’Islam”, in Mém. de l’Inst Français de Damas, 1935, p.
2. ^ نجدة خماش. الفاطميون. الموسوعة العربية. وُصِل لهذا المسار في 8 أغسطس 2011.
المصادر§
الفاطميون§
كتاب: الفن الإسلامي
أصوله فلسفته مدارسه، للمؤلف: بو صالح الألفي.
§
الدولة الفاطمية الكبرى،
مختارات من عارف تامر، المكتبة الفاطمية (3)، دار آل البيت، ط1، 2007.
§
Halm, Heinz. Empire of the Mahdi. Michael Bonner trans.
§
Islam: Kunst und
Architektur§
Halm, Heinz. Die Kalifen von Kairo.
§
Walker, Paul. Exploring an Islamic
Empire: Fatimid History and Its Sources.
§
المقريزي، المواعظ
والاعتبار بذكر الخطط والآثار (دار التحرير للطبع والنشر عن طبعة بولاق، 1270هـ).
§
محمد جمال الدين سرور،
الدولة الفاطمية (دار الفكر العربي، القاهرة د.ت).
§
محمد عبد الله عنان،
الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية (مكتبة الخانجي، القاهرة 1983م).
ثورة صاحب الحمار
مقدمةوقعت في عهد الدولة الفاطمية عدة ثورات وانتفضت
أهمها وأعنفها ثورة صاحب الحمار؟ فما هي هده الثورة؟ .ومن هو قائدها؟ وما هي أهم
أحداثها ؟
الثورةقامت هده الثورة في المهدية العاصمة الأولى
للفاطميين قبل الانتقال للقاهرة وذلك في زمن حكم الخليفة محمد
القائم بأمر الله 322ه – 334ه وانتهت في زمن حكم ابنه
الخليفة المنصور بالله 334ه-341ه. لقد دامت هذه الثورة ثلاثة عشر سنة عطلت في
أثناها الحركة الاقتصادية والعمرانية للبلاد. تسترت هذه الثورة بالدين واستعانت
بالأمويين فقد تطرف بها قائدها وانحرف بها تابعا أطماعه كما تبينه بعض المصادر
التاريخية.وسعت رقعة هده الثورة كامل شمال إفريقيا تصدى لها القائم في بديتها إلى
أن جاء أبنه المنصور الذي قضى عليها نهائيا.
القائدإن اسم الثورة منشق عن اسم القائد الذي عرف
بصاحب الحمار وأسمه الحقيقي هو مخلد بن كداد ليغرني أصيل قبيلة زناته البربرية - أمه
جارية سوداء من قبيلة هوارة - عاش في مدينة توزر عرف باسم أبي يزيد. نشاء على
التعطش لدماء والقتل و الثار و ارتكاب المحرمات والمنكرات .-و قد قال عنه ابن
خلدون في كتابه العبر الجزء الرابع ص84-85 { ...وهو صاحب الحمار-من أهل قسطيلية من
مدائن بلد توزر و كان يختلف إلى بلاد السودان بالتجارة... وخالط النكارية من
الخوارج .......فمال إلى مذهبهم واخذ بيه ...... و كان يذهب إلى تكبير أهل ملته و
استباحة الأموال والدماء والخروج عن السلطان ..... و لما مات المهدي خرج بناحية
جبل الأوراس و ركب الحمار و تلقب بشيخ المؤمنين : فاتبعه أمم من البربر
....}- يكنى بصاحب الحمار لأنه كما علمنا سابقا كان يتنقل بين المدن و القرى ناشرا
دعوته العدائية راكبا حمارا .تفاصيل هذه الثورةلقد أتى هذا الثائر إلى المهدية غازيا و
محاربا للقضاء على الفاطميين في عاصمتهم بعد أن قام بحملات دعائية صاخبة في المدن
والقرى وارتكب عملا استفزازي وهو دق رمحه على باب المهدية الجنوبي بعد عملية شغب
معلنا بداية ثورة أجمع المؤرخون أن نجاة الدولة الفاطمية منها كان بمثابة معجزة
لقد كان نجاح الثورة ممكننا لولا أخطاء القائد الذي توهم النصر قبل وقوعه فمكان
منه إلا أن أخر زحفه للمهدية أخر معقل حصين للفاطميين بعد الاستيلاء على القيروان
تاركا المجال للخليفة المنصور الوقت رغم قصره للتفكير للخروج من المأزق و بعد
تشاور والتحليل قرر طلب المساعدة من قبيلة كتامة و زناتة و شجعهما على التضامن
والتعاون والتكاتف و تناسي إغراضهما وأحقادهما لدحر عدو ماكر رابض على أبواب
العاصمة بجيش لا يحصى عدده فكان ما أراده وأستجبتا لندائه وعملتا بأوامره و بدأت
المعارك بين الطرفان بين مد و جزر. ومن الملاحظ في هذه الأثناء إن سكان المهدية
شعروا بالخطر, ففروا إلى صقلية عن طريق البحر و,إلى طرابلس لغرب و مصر كما يذكر
ذلك في بيان المغرب لابن غدارى. و لدفاع عن العاصمة الفتية خصص المنصور حامية
جعلها تحت قيادته إلى نهاية المعركة ويتفق المؤرخون على أن هذه الثورة كانت على
غاية من الشراسة و القسوة _و ليست كالثورات الأخرى التي كانت تقع من حين لآخر _و
تمتاز عنها بأنها عمت و انتشرت في كل مكان من الصحراء و الجبال و السهول والقرى و
المدن و الأرياف. و تمركزت خاصة بكتامة في مدينة سوسة التي تبعد عن المهدية ب 62
ميلا وعن مدينة القيروان ب 110ميلا تقريبا . فالثورة أد ا على أبواب العاصمة
تحاصرها عن قرب .أصبحت في عزلة عن العالم الخارجي الأمر الذي ساعد أبا زيد على
تضيق الخناق عليه . وكان من الصعب الخروج منها .{ولعل هذا هو السبب الذي جعل
المنصور بعد قضائه على صاحب الحمار وخروجه من المأزق يسارع باستبدال المهدية
بالقيروان.} و كان المنصور أثناء الحصار منهمكا في إعداد الخطط المناسبة والفعالة
للقضاء على الثورة و استغرق ذلك ثلاثة أشهر ., لم سنحت الفرصة المناسبة جمع
المنصور جيشه مصدرا أوامره بالتوجه إلى القيروان ليلا.حيث كان الخصوم نائمين غير
متأهبين لهذا الحدث فعملوا{ جيش المنصور} فيهم سيوفهم وجعلوا من مضاجعهم بركا من
الدماء.متأثر بهذه الهزيمة لاذ صاحب الحمار بالفرار متعهدا بجولة أخرى لكن المنصور
أصر على ملاحقته لإفنائه وقطع دبره و دبر الخوارج – ويرى المؤرخون أن المعركة من
اخلد المعارك التي شهدها المغرب العربي وكان ضحايا الخوارج فيها أربعين ألفا –
ويذكر ابن حماد المعركة وهزيمة صاحب الحمار في كتابه أخبار بني عبيد و سيرتهم
ص58-59-60{...وسار إلى جبل أوراس و فيه قوم من هوارة (قبيلة بربرية)... من أهل مذ
هبه(المقصود المذهب الخارجي)فقام فيهم و قوي بهم و اشتدت شوكته واستفحل أمره...
واستولى أبو يزيد على أفريقية كلها إلا المهدية و دخل القيروان ووصل إلى مصلى
العيدين في أيام المنصور ثم هزم... } ولم تنته هذه المعركة بالقيروان كما قلت
وإنما لهيبها إلى مدينة سوسة حيث انحسرت فيها -وكانت قاسية دامية على الطرفين
المتقاتلين ودامت سنة كاملة- فقد كان أبو زيد تحصن بقلعة فيها وأخذ يصدر أوامره و
المنصور يضيق الخناق عليه محاربا إياه من مدينة إلى أخرى ومن حصن لحصن ومن قلعة
لأخرى إلى أن قبض عليه وهو مختف في إحدى المغاوير أما ابن عذارى فيقول في كتابه
البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس و المغرب {قبض عليه وقتل في الجزائر بجبال
كيان } ولكن المهم أنه تم القضاء على صاحب الحمار .وتكميل للرواية الأول فقد قبض
عليه ووضع في قفص وحمل للمهدية مكبلا بالسلاسل و الأغلال وأمر المنصور بإعدامه
وسلخه وحشوه بالقطن و تعليقه على باب المهدية الجنوبي الذي دق رمحه فيه وكان ذلك
في سنة 339ه وأعلن المنصور بعد ذلك عن موت أبيه القائم بأمر الله الذي مات أثناء
المعركة ولم يعلن عن موته ألا بعد أربع سنوات حتى تهدئ الثورة ووقع القضاء عليها.مصدر[1]التصنيف: ·
فاطميون زيريون
الدولة الزيرية
Zirid dynasty
|
|
الأراضي التي كانت تحت حكم الزيريون
(الأخضر)، أكبر اتساع حوالي 1000.
|
|
|
اللغة
|
|
|
|
|
|
|
- 973-984
|
|
- 1121–1152
|
|
تاريخ
|
|
- تأسست
|
973
|
- حـُـلـّت
|
1152
|
|
|
|
Algiers Casbah, founded
byBologhine ibn Ziri and classed by the Unescoالزيريون أو بنو زيري ، :
سلالة بربرية من قبيلة صنهاجة
الامازيغية حكمت في شمال إفريقيا :تونس و شمالالجزائر مابين 971-1152م.
المقر: المنصورية منذ 971م ثم القيروان منذ 1048م ثم المهدية منذ 1057م.
كان بنو زيري و كبيرهم "زيري بن مناد" من أتباع الفاطميين منذ 935م. تولى الأخير سنة 971م الحكم في قلعةآشير (الجزائر). تمتع ابنه من بعده بلكين بن زيري (971-984
م) باستقلالية أكبر عندما حكم بلاد تونس و الشمال الجزائري
(شرق اليلاد ابتداءا من قسنطينة)، تمكن من أن يمد
في دولته غربا حتى سبتة. دخل الزيريون بعدها في صراع مع أبناء
عمومتهم.
الزيريون في الاندلسمنذ 995 بدأت تتفرع عنهم سلالات أخرى، كفرع
الزيريين الذي حكم في غرناطة، ثم الحماديين سنوات
1007-1015 م.
الانفصال عن الدولة
الفاطميةقام المعز بن باديس (1016-1062 م) سنة 1045 م بالتنصل من
المذهب الشيعي والعودة إلى المذهب المالكي السني و الدعوة للخليفة العباسي في بغداد. كرد فعل، قام الفاطميون و منذ 57/1058 م بتشجيع قبائل بني هلال و بني المعقلو بني سليم الاعرابية على غزو إفريقية. انحصرت
رقعة الدولة أثناء عهد تميم (1062-1108 م) في المناطق الساحلية حول تونس.
منذ 1148 م و مع غزوات روجر الثاني (النورماندي، ملك صقلية) فر آخر الملوك الحسن (1121-1148/52 م) عند
أقربائه من حكام الجزائر. ثم قام بتسليم المدينة عند مقدم الموحدين سنة 1152 م.
قائمة الأمراء
الترتيب
|
الحاكم
|
و.-ت.
|
الحكم
|
ملاحظات
|
1
|
|
938-...
|
983-973
|
|
2
|
|
....-995
|
995-1015
|
|
3
|
|
....-1015
|
1015-1048
|
|
4
|
|
1008-1048
|
1015-1048
|
|
4
|
|
1008-1057
|
1048-1057
|
|
4
|
|
1008-1062
|
1057-1062
|
|
5
|
|
998-1108
|
1062-1087
|
|
5
|
|
998-1108
|
1087-1108
|
|
6
|
|
1031-1115
|
1108-1115
|
|
7
|
|
....-1121
|
1115-1121
|
|
8
|
|
1110-1190
|
1121-1148
|
|
المصادر§
slam: Kunst und
Architektur§
الزيريون§
Zirid Dynasty Encyclopædia Britannica§
Historical map showing location of Zirid
Kingdom c. 1000التصنيفات: ·
بلدان سابقة في أفريقيا·
Former country articles requiring maintenance·
تأسيسات 973·
1152·
انحلالات 1152·
دول ومناطق تأسست في 973·
تاريخ شمال أفريقيا·
أسر بربرية·
تاريخ الجزائر·
تاريخ تونس·
أسر مسلمة·
شعوب قديمة·
ولايات سابقة في العالم الإسلامي·
زيريون موحدون(تم التحويل من الموحدون)
توضيح: إذا كانت بغيتك الموحدون الذين
يسميهم غيرهم دروز فاضغط هنا.
الموَحدون
دولة الموحدين
|
امبراطورية
|
|
|
|
|
اللغة
|
|
|
|
|
|
|
- 1121-1130
|
|
- 1266–1269
|
|
تاريخ
|
|
- تأسست
|
1121
|
- حـُـلـّت
|
1269
|
|
1,621,393.5 كم²(626,024 ميل مربع)
|
|
|
سبقها
|
تبعها
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مملكة
مرسية
|
|
مينورقة
|
|
|
|
مملكة
البرتغال
|
|
|
|
|
|
|
الدولة الموحدية وبنو غانية.
711 - 1492
|
الفتوحات 711
- 732
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مقالات ذات صلة
|
|
الموحدون هي سلالة بربرية أمازيغية حكمت في
شمال أفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) والأندلس سنوات 1130-1269 م.
المقر: مراكش وإشبيلية (فترات
متقطعة).
أطلق عليهم تسمية "الموحدون" لكون
أتباع هذه الطريقة كانوا يدعوا إلى توحيد الله. قاد محمد بن تومرت (1080-1130 م)، والذي ينحدر من صلبه
أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من
الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنملل -على جبال الأطلس - مقراً له. استطاع خليفته عبد المؤمن
(30/1133-1163 م) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1147 م) و من ثم
على كامل إفريقية (حتى تونس وليبيا عام 1160 م) و الأندلس (1146-1154 م).
بلغت الدولة أوجها في عهد أبو يعقوب يوسف (1163-1184 م) ثم أبو يوسف يعقوب المنصور (1184-1199 م) مع
بناء العديد من المدن الجديدة وتشجيع الثقافة والحياة الفكرية (ابن رشد، ابن طفيل). وقعت بعد ذلك معركة الأركعام 1195 م والتي انتصر فيها
الموحدون على الملوك النصرانيين. في عهد الناصر (1199-1213 م) تم القضاء على
العديد من الثورات في إفريقية، إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد
النصرانيين في معركة حصن العقاب(1212 م) - لم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة
قائمة-. بعد سنة 1213 م بدأت الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي ثم
النصرانيين (بعد 1228 م)، و تونس في أيدي الحفصيين والجزائر في أيدي بني عبد الواد -الزيانيون- (1229-1236 م).
حكم بين سنوات 1224-1236 م فرعين أحدهما في المغرب والثاني في الأندلس. منذ 1244 م تعرضوا لحملات المرينيين، ثم
فقدوا السيطرة على المغرب وانتهى أمرهم سنة
1269 م بعد أن قضى عليهم المرينيون نهائياً.
ظهر المهدي بن تومرت في القرن السادس الهجري، وبدأ دعوته الإصلاحية في المغرب؛
فدعا الناس إلى التوحيد الخالص، ولهذا أُطلق على أنصاره اسم "الموحدين"،
وسُميت الدولة التي قامت على دعوته دولة "الموحدين"، وجهر بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعا لنفسه على أنه المهدي المنتظر والإمام المعصوم
الذي يحكم بين الناس بالعدل، واتخذ منهجا في الفقه يقوم على الدراسة المباشرة
للقرآن والسنة دون دراسة فروع المسائل الفقهية التي كانت سائدة في المغرب على
المذهب المالكي.وكان المهدي بن تومرت يطوف بمدن المغرب يدعو
الناس إلى الإصلاح والالتزام بالشرع ومحاربة البدع والمنكرات، وقد لاقت دعوته
قبولا بين الناس، فالتفوا حوله أينما نزل. وفي إحدى جولاته التقى بعبد المؤمن علي
الكومي، وكان اللقاء في "ملالة" بجانب ميناء "بجاية" شرقي
الجزائر.
نشأة عبد المؤمن علي
الكوميوأبو محمد بن علي الكومي من أصل بربري، ولد
في قرية "تاجرا" الجزائرية التي تبعد نحو ثلاثة أميال عن مرسى
"هنين" على ساحل البحر المتوسط، ولا يُعرف على سبيل اليقين تاريخ مولده.
وفي قريته حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودرس شيئا من الفقه
والسيرة النبوية، ثم رحل إلى تلمسان، وكانت من حواضر العلم، وتلقى العلم على عدد
من كبار العلماء، في مقدمتهم الشيخ "عبد السلام التونسي" إمام عصره في
الفقه والحديث والتفسير، ثم استعد للرحلة إلى المشرق؛ طلبا للمزيد من المعرفة.
وقبل الرحيل سمع بوجود فقيه جليل يتحدث الناس عن علمه الغزير، فاشتاق إلى رؤيته،
فاتجه إليه حيث يقيم في بلدة "ملالة" القريبة من "بجاية" بمسافة قليلة.
وفي هذا اللقاء أُعجب عبد المؤمن بشخصية
"ابن تومرت" وغزارة علمه وقدرته على حشد الأنصار والأتباع، وتخلى عن
فكرة السفر إلى المشرق، ولزم ابن تومرت، ودرس على يديْه، وكان عالما كبيرا وفقيها
متبّحرا، ودرس في المغرب، ورحل إلى المشرق، وقابل العلماء، وأخذ عنهم، ثم توثقت
الصلة بين الرجلين، ثم غادرا "ملالة"، واتجها إلى "فاس"، وفي أثناء الرحلة لم يكف المهدى عن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكسر آلات اللهو، وإراقة الخمر حتى وصل إلى
مدينة فاس، فأقام بها يدرّس العلم إلى سنة (514هـ= 1120م)، ثم ارتحل ومعه عبد
المؤمن بن علي الكومي إلى مراكش عاصمة دولة المرابطين، فأقاما بها في (ربيع الأول 515هـ = 1221م).
بداية الصدام مع دولة
المرابطينأقام المهدي بن تومرت في مراكش وأخذ في
الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعترض على سياسة الدولة في بعض
الأمور التي رآها مخالفة للشرع، ووعظ السلطان حين قابله في المسجد وطالبه بتغيير
المنكر، فلما استفحل أمره وتجمع الناس حوله دعا الأمير "علي بن يوسف"
العلماء إلى مناظرته فغلبهم بقوة لسانه وحدّة ذكائه وسعة علمه، ولم يجد الأمير
مفرًا من طرده من عاصمته، معتقدا أن ذلك كافٍ لزوال خطره على سلطانه، واتجه المهدى
بأتباعه إلى "تينملل" وبدأ في تنظيمهم وإعدادهم، وجعلهم في طبقات على
رأسها الجماعة التي تمثل أعلى سلطة في حكومته، وهي تتألف من عشرة رجال، كان من
بينهم عبد المؤمن بن علي الكومي، ثم أخذ البيعة لنفسه في (غرة المحرم 516هـ= 12 مارس1122م)، واستعد لمواجهة
المرابطين بجذب الأتباع والأنصار وتجهيز الحملات العسكرية التي حققت بعض
الانتصارات، وشارك المهدي في تسع غزوات منها، ولكنها لم تكن كافية لتقويض الحكم
المرابطي، وشجعت هذه الانتصارات زعيم الموحدين فأرسل حملة كبيرة بلغت 40 ألف جندي
لمهاجمة مراكش عاصمة المرابطين والاستيلاء عليها، ولكنها لقيت هزيمة ساحقة سنة
(524 هـ= 1130م) في معركة سميت بمعركة "البحيرة"، على مقربة من أسوار
مراكش، وقُتل معظم الجيش الموحدي، ولم ينج من القتل سوى عدد قليل، تسلل تحت جنح
الظلام إلى "تينملل"، ولما وصلت أنباء الهزيمة إلى المهدي الذي كان
مريضا ساءت صحته وخاب أمله ثم لم يلبث أن توفي في (13 رمضان 524هـ= 20 أغسطس 1130م).
الكومي زعيمًا للموحدينتحمل عبد المؤمن علي الكومي أعباء الدعوة
عقب وفاة أستاذه، وكانت المسئولية جسيمة بعد الهزيمة المدوّية التي لحقت
بالموحدين، واستطاع في صبر وأناة أن يعيد تنظيم شئون دعوته ويجند أنصارا جددا،
واستغرق منه ذلك نحو عام ونصف حتى إذا آنس في نفسه قوة وثقة بدأ في الاستعداد
لمناوشة المرابطين، وظل يناوشهم دون الدخول في معارك حاسمة، واستمر هذا الوضع حتى
سنة (534هـ= 1130م)، وكان عبد المؤمن في أثناء هذه الفترة يعمل على زيادة نشر
الدعوة الموحدية وجذب قبائل جديدة للدخول في طاعته وتوسيع رقعة دولته كلما سمحت له
الظروف، وبخاصة في الجهات الجنوبية والشرقية من المغرب.سقوط دولة المرابطينرأى عبد المؤمن أن الفرصة قد سنحت للقضاء
على المرابطين، فآثر أن يسرع في ذلك، وأن يبدأ بمهاجمتهم في قلب دولتهم، فجهز
جيشًا عظيمًا لهذا الغرض، وخرج به من قاعدته "تينملل" سنة (534 هـ =
1140م)، واتجه إلى شرق المغرب وجنوبه الشرقي؛ لإخضاع القبائل لدعوته، بعيدًا عن
مراكش مركز جيش المرابطين القوي، وأنفق عبد المؤمن في غزوته الكبرى أكثر من سبع
سنوات متصلة، أبدى فيها ضروبًا من الحيل الحربية والمهارة العسكرية؛ وهو ما جعل
الجيش المرابطي يحل به الوهن دون أن يلتقي معه في لقاءات حاسمة ومعارك فاصلة.وفي أثناء هذه الغزوة توفي علي بن يوسف
سلطان دولة المرابطين سنة (537هـ = 1142م) وخلفه ابنه تاشفين، لكنه لم يتمكن من
مقاومة جيش عبد المؤمن، الذي تمكن من دخول تلمسان سنة (539هـ=1144)، فتراجع
تاشفين، إلى مدينة "وهران"، فلحقه جيش الموحدين، وحاصروا المدينة
وأشعلوا النيران على باب حصنها، ولما حاول تاشفين الهروب من الحصن سقط من على فرسه
ميتًا في (27 من رمضان 539 هـ = 23 من مارس 1145م)، ودخل الموحدون مدينة وهران،
وقتلوا من كان بها من المرابطين.بعد وهران تطلع عبد المؤمن إلى فتح مدينة فاس،
فاتجه إليها، وضرب حولها حصارًا شديدًا، ظل سبعة أشهر، وعانى أهلها من قسوة
الحصار، واضطر واليها إلى التسليم فدخلها الموحدون في (14 ذي القعدة 540 هـ = 5
مايو 1145م).ثم دخلت كل من مدينتي سبتة وسلا في طاعة
الموحدين قبل أن يتجهوا إلى تراشك لفتحها، وكان يعتصم بها إسحاق بن علي بن تاشفين، وضرب الموحدون حصارًا
حول المدينة دام أكثر من تسعة أشهر، أبدى المدافعون عن المدينة ضروبًا من الشجاعة
والبسالة، لكنها لم تغن عنهم شيئًا، واستولى الموحدون على المدينة في (18من شوال
541هـ = 24 من مارس 1147م)، وقتلوا إسحاق بن علي آخر أمراء المرابطين بعد أن وقع
أسيرًا، وبذلك سقطت دولة المرابطين، وقامت دولة جديدة تحت سلطان عبد المؤمن بن علي
الكومي الذي تلقب بلقب "خليفة".
استكمال الفتحانتهز جماعة من الزعماء الأندلسيين فرصة
انشغال المرابطين بحرب الموحدين بالمغرب، فثاروا على ولاتهم التابعين لدولة
المرابطين، وأعلنوا أنفسهم حكامًا واستبدوا بالأمر، وتنازعوا فيما بينهم يحارب
بعضهم بعضًا.فلما تمكن عبد المؤمن بن علي من بسط نفوذه
على المغرب بدأ في إرسال جيش إلى الأندلس سنة (541هـ = 1146م)، فاستعاد إشبيلية واتخذها
الموحدون حاضرة لهم في الأندلس، ونجح يوسف بن علي قائد جيش الموحدين من بسط نفوذه
على بطليوس وشمنترية، وقادس، وشلب، ثم دخلت قرطبة وجيان في طاعة الموحدين
سنة (543هـ= 1148م)، واستعادوا "المرية" سنة (552هـ = 1157م) من يد الأسبان
المسيحيين، وبذلك توحدت بقية الأندلس الإسلامية تحت سلطانهم، وعين عبد المؤمن ابنه
"أبا سعيد عثمان" واليًا عليها.
وفي سنة (555 هـ = 1160م) أمر عبد المؤمن ابنه
ببناء حصن ومدينة على سفح جبل طارق الذي سُمّي بجبل الفتح –ولا تزال قطعة
من هذا البناء باقية إلى اليوم في جبل طارق وتعرف بالحصن العربي- وعلى إثر ذلك عبر
عبد المؤمن من طنجة إلى الأندلس ونزل بجبل الفتح، وأقام
شهرين أشرف خلالهما على أحوال الأندلس ثم عاد إلى مراكش.
وقبل أن يعبر عبد المؤمن إلى الأندلس كان قد
تمكن في سنة (547 هـ = 1152م) من فتح المغرب الأوسط
وضم إلى دولته الجزائر وبجاية وقلعة بني حماد، وجعل ابنه عبد
الله واليًا على المغرب الأوسط، وعهد إليه بمواصلة الفتوح شرقًا، فنجح فيما عُهد
إليه، كما نجح في القضاء على النورمانديين الصليبيين وطردهم من تونس التي كانوا قد
احتلوها. وفي أواخر أيام عبد المؤمن حدث تمرد في شرق الأندلس، فأسرع إلى هناك وقمع
الثائرين وقضى على الفتنة، ثم عاد إلى المغرب، وعندما وصل إلى "سلا" نزل به المرض، ولم
يلبث أن توفي في (10 من جمادى الآخرة 558 = 16 من مايو 1162م) ودفن في
"تينملل" بجوار قبر المهدي بن تومرت.
عبد المؤمن بن علي في
التاريخحكم عبد المؤمن بن علي أربعًا وثلاثين سنة
تعد من أزهى عصور المغرب، ورث عن ابن تومرت حركة ثائرة فحولها إلى دولة، ومد
سلطانها حتى شلمت المغرب كله وما بقي من الأندلس ووضع لها القواعد والنظم الإدارية
التي تمكن من تسيير أمور الدولة وإدارة شئونها. ويحفظ التاريخ رسالة طويلة بعث بها
عبد المؤمن إلى أهل الأندلس، تعد دستورًا لنظم الحكم الموحدية، أكد فيها على اتصال
الولاة بالناس دون وساطة، ودعا إلى أن تكون العقوبة على قدر الجريمة، ولا يطبق
الإعدام على أي شخص دون الرجوع إلى الخليفة ورفع تفاصيل جريمته إليه، وحث الولاة
على محاربة صنع الخمر، وألا يفرضوا غرامات أو مكوس على رعيتهم إلا بإذن منه.ونظم عبد المؤمن أمور دولته وجعل لها
مؤسسات، فللعدل والنظر في الشكايات وزير، ولأعمال الحرب والجهاد وزير يسمى
"صاحب السيف"، وللثغور وزير، وللشرطة رئيس يسمى "الحاكم"،
وجعل للكتابة والمراسلات وزيرًا من أهل الرأي والبلاغة، وكان لعبد المؤمن مجلس خاص
للنظر والمشاورة يحضره الفقهاء ونواب القبائل وكبار رجال الدولة.وعني عبد المؤمن بن علي بالجيش حتى صار من
أعظم الجيوش في وقته، وكان هو نفسه قائًدا عظيمًا وجنديًا ممتازًا، يشاطر جنوده
مشقة الطريق وتقشف الحياة العسكرية، واجتمع له من الجيوش الجرارة ما لم يجتمع
لملوك المغرب مثله، حيث حقق به انتصارات رائعة.وشهد عصره حركة إصلاح اجتماعي، فحارب
المنكرات بلا هوادة، واشتد في محاربة الخمر وإنزال العقوبة على شاربيها، وكان
حريصًا على أن تقام الصلوات في مواقيتها، وأن تجمع الزكاة وتصرف في مصارفها
الشرعية.وكان عبد المؤمن إلى جانب براعته الإدارية
والعسكرية، فقيهًا حافظًا لأحاديث رسول الله، له بصر بالنحو واللغة والأدب، محبًا
لأهل العلم، لا يُعرف عنه ميل إلى اللهو، بل كان جادًا وافر العقل، مسلمًا شديد
الغيرة على الدين، متحمسًا لكل ما يصلحه.التدهور وخسارة الأندلسخريطة توضح منطقة سيطرة
الموحدين في إسبانيا ومسارات الهجمات المضادة من قشتالة (C) وأراگون (A). ((L) ليون, (P)
الپرتغال, (N)
ناڤاره)
قائمة الأمراء
|
الحاكم
|
الحياة
|
الحكم
|
1
|
|
1094-1163
|
1133-1163
|
2
|
|
1138-1184
|
1163-1184
|
3
|
|
1160-1199
|
1184-1199
|
4
|
|
....-1213
|
1199-1213
|
5
|
|
....-....
|
1213-1224
|
6
|
|
....-....
|
1224-1224
|
7
|
|
....-....
|
1224-1227
|
8
|
|
....-....
|
1227-1230
|
9
|
|
....-....
|
1227-1232
|
10
|
|
....-....
|
1232-1242
|
11
|
|
....-....
|
1242-1248
|
12
|
|
....-....
|
1248-1266
|
13
|
|
....-....
|
1266-1269
|
المصادر والمراجعابن خلدون: تاريخ ابن خلدون – دار الكتاب اللبناني –
بيروت – 1981م.
محمد عبد الله عنان: عصر المرابطين
والموحدين في المغرب والأندلس – مكتبة الخانجي – القاهرة 1411هـ = 1990م.حسين مؤنس: تاريخ المغرب وحضارته – العصر
الحديث للنشر والتوزيع – بيروت – 1412 هـ = 1992م.السيد عبد العزيز سالم: المغرب الكبير
(العصر الإسلامي)- الدار القومية للطباعة والنسر – القاهرة – 1966م.عبد الله علي علام: الدولة الموحدية بالمغرب
في عهد عبد المؤمن بن علي – دار المعارف – القاهرة – 1971م.إبراهيم علي حسن: عبد المؤمن بن علي الكومي
– دار الثقافة – الغرب – 1406هـ 1986م.§
الموحدونحفصيونالدول الحفصية، الزيانية والمرينيةالحفصيون هم سلالة بربرية حكمت في تونس، شرق الجزائر وطرابلس مابين 1229-1574 م. مقرها مدينة تونس.
ينتمي الحفصيون إلى قبيلة مصمودة البربرية،
ومساكنها في جبال الأطلس. استمدت التسمية من أبو حفص عمر (1174-1195
م) أحد أجداد الأسرة ومن رجالات ابن تومرت الأوفياء. أصبح ابنه من بعده من عمال الموحدين علىتونس. قام ابنه من بعده
الأمير أبو زكريا يحي (1228-1249 م) بالاستيلاء على السلطة و أعلن استقلاله
واستطاع أن يؤسس دولة استخلفت الدولة الموحدية في المنطقة. قضى ابنه المستنصر
(1249-1277 م) على الحملة الصليبية الثامنة (سنة 1270)، ثم
اتخذ لقب أمير المؤمنين. بعد وفاته تنازع أولاده الحكم. وجرت حروب
طاحنة بينهم.
في أواخر القرن الـ13 م انشق عن الأسرة
فرعين، حكم أحدهما في بجاية والآخر في قسنطينة. في منتصف القرن
الـ14 م استولى المرينيون على البلاد.
بعد جلاء المرينيين استعادت الدولة الحفصية حيوتها ونشاطها مع حكم كل منأبو العباس أحمد (1370-1394 م)، أبو فارس عبد العزيز (1394-1434 م) ثم أبو عمر يحيى (1435-1488 م). عرفت هذه
الفترة الاستقرار وعم الأمن أرجاء الدولة. أصبحت العاصمة تونس مركزا تجاريا مهماً.
ابتداءا من سنة 1494 م بدأت مرحلة السقوط
السريع، استقلت العديد من المدن و المناطق. منذ 1505 م سيطر الأتراك عن طريق
قادتهمعروج و خير الدين بربروسة على المنطقة. حاصر
الإمبراطور الجرماني كارل الخامس (و ملك إسبانيا باسم كارلوس الأول)
تونس سنة 1535 م. آخر الحفصيين وقع بين الضغط المتزايد من القادة الأتراك، والذين
استقروا في الجزائر من جهة، والإسبان من جهة أخرى. سنة
1574 م يفلح حاكم الجزائر في دخول تونس، تم خلع آخر السلاطين الحفصيين ودخلت بذلك
تونس تحت سلطة العثمانيين.
كانت هزيمة الموحِّدين في معركة العقاب بالأندلس سنة (609 هـ = 1212م) نذيرًا بهبوط دولتهم
وتدهور قوتهم، فلم تكن هزيمة تحل بدولة ثم ما تلبث أن تسترد عافيتها، ولكنها كانت
كارثة مدوِّية، فقدت الدولة زهرة شبابها وخلاصة جندها الشجعان، وخسرت روحها الفتية
المقاتلة وعزيمتها الماضية، وسرعان ما دب الضعف في كيان الدولة المترامي الأطراف
في المغرب والأندلس، وظهر خلفاء ضعاف لا يملكون الشخصية القوية والإدارة الحازمة،
فانفلت منهم زمام الأمور، وضعفت قبضتهم على إدارة الدولة، وأخفقت محاولاتهم في
إعادة الأمن والاستقرار للدولة، ونشأ عن ذلك أن استغلت القبائل المغربية هذه
الفرصة السانحة، وأقاموا عدة دول بسطت نفوذها وسلطانها في منطقة المغرب، فقامت
دولة بني مرين بالمغرب الأقصى (668هـ – 896هـ = 1269 - 1465م)، ودولة بني زيان بالمغرب الأوسط - الجزائروتلمسان - (637 - 962هـ = 1239 - 1555م)،
والدولة الحفصية بأفريقية (تونس).
علم الحفصيين بتونس، حسب الأطلس القطلاني، ح. 1375.
أصل الحفصيينينتسب الحفصيون إلى الشيخ أبي حفص يحيى بن
عمرو الذي ينتمي إلى قبيلة هنتانة،
أعظم قبائل مصمودة التي عاشت بالمغرب الأقصى، واتخذت المعامل والحصون، وشيَّدت
المباني والقصور، وامتهنت الفلاحة وزراعة الأرض، وكان للشيخ أبي حفص مكانة سامية
في دولةالموحدين التي أقامها عبد المؤمن علي الكومي، وكان لأولاد أبي حفص
وأحفاده منزلة رفيعة في الدولة، وعهد إليهم بمهام جليلة، وتقلَّبوا في مناصب
الإدارة في المغرب والأندلس.
وبعد أن تولَّى أمر الدولة الموحدية "أبو محمد العادل بن أبي
يوسف يعقوب المنصور" سنة (621 هـ = 1224م) عهد بولاية إفريقية إلى أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد بن أبي
حفص، وكان في صحبته أخوه أبو زكريا، وقام
الوالي الجديد بإعادة الهدوء والاستقرار بعد أن عكَّرت صفوها الفتن والثورات، وقام
بحملات على الخارجين على سلطان الدولة، وما كادت الأمور تستقر حتى قفز على منصب
الخلافة الموحدية أبو العلاء إدريس المأمون سنة (624هـ = 1227م) بعد ثورة قادها ضد أخيه
أبي محمد العادل، فرفض أبو محمد عبد الله الحفصي بيعته والدخول في
طاعته، فما كان من الخليفة الجديد إلا أن كتب بولاية أفريقية إلى أبي زكريا يحيى، فقبلها على الفور وسارع
من تونس إلى القيروان، وتغلَّب على أخيه أبي محمد عبد الله،
وتولى أمر البلاد سنة (625 هـ = 1228م).
أبو زكريا الحفصي مؤسس
الدولةكانت سن أبي زكريا يوم بدأ حكمه سبعا وعشرين
سنة هجرية، لكن ما أظهره من أول وهلة من براعة ومقدرة كان يدل على ما يتمتع به من
نضج سياسي مبكر، ومهارة إدارية فذَّة، وسبق له أن حكم في منطقة إشبيلية بالأندلس، حيث
كان واليًا على بعض المقاطعات هناك.وبعد قليل من ولايته خلع أبو زكريا طاعة أبي
العلاء إدريس خليفة الموحدين، ولكنه لم يَدَع لنفسه بالأمر؛ تحسبًا
للموحدين الذين كانوا في ولايته، واتخذ تونس عاصمة له، وبدأ في اكتساب محبة أهل
أفريقية باتباع سياسة رشيدة، فأحسن معاملتهم، وخفَّف عنهم أعباء الضرائب، ونظر في
أمورهم، وراقب عماله وولاته، واستعان بأهل الخبرة والكفاءة، وقرَّب الفقهاء إليه،
فأسلت له البلاد قيادها ودانت له بالطاعة والولاء.
توسيع مساحة ولايتهثم نهض أبو زكريا لإقرار سلطانه وبسط نفوذه
في المناطق المجاورة، فزحف بجيشه إلى قسطنطينة بالجزائر،
فدخلها دون صعوبة وخرج أهلها لمبايعته في (شعبان 626 هـ = 1229م)، ثم اتجه إلى بجاية ففتحها ودخلت في
سلطانه، وبذلك خرجت الولايتان من سلطان دولة الموحدين، وأصبحتا تابعتين لأبي
زكريا، ثم طاف بالنواحي الشرقية من ولايته، واستوثق من طاعة أهلها.
وكان ردُّ الخلافة الموحدية على توسعات أبي
زكريا على حساب دولتها ضعيفًا للغاية، بل يكاد يكون معدومًا، ولم يستطع الخلفاء
الموحدون أن يمنعوا تفكك دولتهم، أو يقضوا على الحركات الانفصالية، فكانت الدولة
مشغولة بالفتن والثورات التي تهب في الأندلس، بل في مراكش عاصمة دولتهم.استقلال الدولة الحفصيةعاد أبو زكريا الحفصي إلى تونس بعد حملته المظفرة،
وأعلن على رؤوس الملأ استقلاله بالملك، وانقطاع تبعيته للموحِّدين رسميًّا، وبايع
لنفسه بيعة عامة سنة (634هـ = 1236م) وضرب السكَّة باسمه،
وأمر أن يُخطب له باسمه على كل منابر بلاده، ثم بايع لابنه أبي يحيى وليًّا للعهد سنة
(638هـ = 1246م).
وفي (شوال 639هـ = 1242م) قام على رأس حملة
ضخمة قدرها بعض المؤرخين بستين ألف مقاتل، فدخل تلمسان، وأجبر واليها "يغمراسن" على
الدخول في طاعته، والخطبة باسمه، كما أدخل في طاعته القبائل العربية والبربرية في
المناطق المحيطة.
وكان من أثر ازدياد قوته واتساع نفوذه أن
هادنة بنو مرين في المغرب الأقصى، وأقيمت الخطبة
باسمه في عدد كبير من بلاد الأندلس التي لم تقع في براثن الأسبان، واحتفظت بحريتها
واستقلالها مثل: بلنسية، وإشبيلية، وشريش، وغرناطة.
علاقاته الخارجيةأصبحت الدولة الحفصية التي قام عليها مرهوبة
الجانب، تسعى الدولة الأوروبية إلى كسب وُدِّها، خاصة التي تربطها بها مصالح
اقتصادية وسياسية، فعقد مع البندقية، وبيزة، وجنوةمعاهدات صداقة، وسلامة في الفترة ما بين
سنتي (628هـ – 636هـ = 1231 -1239م)، وتضمنت هذه المعاهدات
ضمان الأمن المتبادل للملاحة، ووضع لوائح للتبادل التجاري، ومنع فرص المسؤولية
الجماعية بصورة آلية على النصارى ومصادرة تركاتهم، والاعتراف بقناصلهم.
مساندة مسلمي الأندلستطلَّع المسلمون في الأندلس إلى السلطان
الحفصي؛ لحمايتهم من ضربات النصارى الأسبان، فاستنجد به (زيان من مردنيش) أمير بلنسية، بعد أن تعرضت لحصار
شديد من ملك أرجونة"خايم الأول"
وبعث إليه سنة (635هـ = 1238م) بسفارة على رأسها وزيره ابن الأبار الأديب الأندلسي،
، وثارت في نفسه أخلاق المروءة والنجدة
فبادر بتجهيز أسطول شحنه بالسلاح، والأقوات، والملابس؛ لإنجاد الثغر الأندلسي،
وأقلعت على جناح السرعة من ثغر تونس متجهة إلى بلنسية.ولو قدر لهذه النجدة أن تصل إلى المحصورين،
وأن تمدهم بالسلاح والأقوات، لكان من الممكن أن تثبت أقدام الشعب المحاصر وتطول
مقاومته، لكن هذه النجدة ما كادت تقترب من مياه الثغر المحاصر حتى طاردتها السفن
الأرجونية، ومنعتها من دخول الميناء؛ فاضطرت هذه السفن أن تفرغ شحنتها في "دانية" وتعود أدراجها إلى تونس، ثم ما لبثت
المدينة المحاصرة أن استسلمت في (17 صفر 636هـ = 29 سبتمبر 1238م).
ازدهار الدولة الحفصيةكان لأبي زكريا عناية بشؤون الاقتصاد بتدبير
المال، فامتلأت خزانة الدولة بالأموال حتى إنه ترك 17 مليون دينار عند وفاته
للدولة.وقد استقبلت دولته مسلمي الأندلس الفارين من
غزو النصارى، وكان من بينهم مهندسون وحرفيون، يحملون عناصر حضارة راقية، فنقلوا
إلى الدولة الحفصية مكونات حضارتهم وثقافتهم، كما تولَّى بعض الأندلسيين المناصب
القيادية في الدولة، مثل ابن الأبار الذي تولَّى الكتابة لأبي زكريا الحفصي.فأدَّى استقرار الدولة وزيادة مواردها
المالية بحسن تدبير أبي زكريا إلى العناية بالشؤون الداخلية، فأنشأ أبو زكريا جامع
القصبة وصومعته الجميلة في تونس، ونقش عليها اسمه، وأذَّن فيها بنفسه ليلة تمامها
في (غرة رمضان 630هـ = 11 يونيو 1223م)، وبنى مدارس كثيرة،
وأنشأ سوق العطَّارين، وأنشأ مكتبة قصر القصبة التي ضمت 36 ألف مجلد.
وفاة أبي زكريامما لا شك فيه أن أبا زكريا كان من أبرز
رجال القرن السابع الهجري، أنشأ دولة قوية، ونشر الأمن في ربوعها، وقضى على حالة
الاضطراب والفتن المزمنة التي لازمت هذه البلاد، وأقام ميزان العدل، وأحسن اختيار
الرجال فطال عمرها، وتوالى على حكمها أبناؤه وأحفاده أكثر من ثلاثة قرون، وظلَّ
أبو زكريا على شؤون الدولة متوفرًا عليها حتى لقي ربه في (25 جمادى الآخرة 647هـ = 5 أكتوبر 1249م).
قائمة السلاطين
|
الحاكم
|
الحياة
|
الحكم
|
1
|
|
....-....
|
|
2
|
|
....-....
|
|
3
|
|
....-....
|
1277-1279
|
4
|
أبو إسحاق
إبراهيم
|
....-....
|
1279-1283
|
5
|
أبو حفص
عمر
|
....-....
|
1284-1295
|
6
|
أبو عبد
الله محمد
|
....-....
|
1295-1309
|
7
|
أبو يحي
أبو بكر الشهيد
|
....-....
|
1309-1309
|
8
|
أبو البقاء
خالد
|
....-....
|
1309-1311
|
9
|
أبو يحي زكرياء
إبن اللحياني
|
....-....
|
1311-1317
|
10
|
أبو دربة
|
....-....
|
1317-1318
|
11
|
أبو يحي
أبو بكر
|
....-....
|
1318-1346
|
12
|
أبو حفص
عمر الثاني
|
....-....
|
1346-1348
|
13
|
أبو العباس
أحمد الفضل
|
....-....
|
1350-1369
|
14
|
أبو إسحاق
إبراهيم الثاني
|
....-....
|
1357-1357
|
15
|
أبو العباس
أحمد
|
....-....
|
1370-1394
|
16
|
أبو فارس
عبد العزيز
|
....-....
|
1394-1434
|
17
|
أبو عبد
الله محمد المستنصر
|
....-....
|
1434-1435
|
18
|
أبو عمر
عثمان
|
....-....
|
1435-1488
|
19
|
أبو زكرياء
يحي الثالث
|
....-....
|
1488-1489
|
20
|
عبد المؤمن
|
....-....
|
1489-1489
|
21
|
أبو يحي
زكرياء الثاني
|
....-....
|
1489-1494
|
22
|
أبو عبد
الله محمد الخامس
|
....-....
|
1494-1526
|
23
|
|
....-....
|
1526-1542
|
24
|
أحمد
أحميدة
|
....-....
|
1542-1569
|
25
|
مولاي محمد
|
....-....
|
1569-1574
|
المصادر والمراجعأحمد بن أبي الضياف - إتحاف الزمان بأخبار
ملوك تونس وعهد الأمان - الدار التونسية للنشر - تونس - 1990م.عبد الرحمن بن خلدون - تاريخ ابن خلدون - مؤسسة جمال للطباعة والنشر - بيروت
- 1399 هـ = 1979م
السيد عبد العزيز سالم – المغرب الكبير
(العصر الإسلامي) – الدار القومية للطباعة والنشر – القاهرة – 1966محسين مؤنس - تاريخ المغرب وحضارته - العصر
الحديث للنشر والتوزيع - بيروت - 1412هـ = 1992م
روباربر نشفيك – تاريخ أفريقية في العهد
الحفصي – ترجمة حمادي الساحلي – دار الغرب الإسلامي – بيروت - 1988م
أبو زكريا الحفصي.. وقيام الدولة الحفصية
§
Islam: Kunst und
Architektur§
الحفصيونالتصنيفات: ·
عن إسلام أون لاين.نت·
ولايات سابقة في العالم الإسلامي·
تاريخ تونس·
حفصيونلحملة الصليبية الثامنة(تم التحويل من حملة صليبية ثامنة)
الحملة الصليبية الثامنة
|
|
|
التاريخ
|
1270
|
المكان
|
|
تغيير
الحدود
|
|
|
الأطراف المتخاصمة
|
|
|
|
|
|
القادة
|
|
|
|
|
الحملة الصليبية الثامنة أطلقها لويس التاسع ملك فرنسا، وكان
وقت ذاك في أواسط الخمسينات في 1270. تحتسب الحملة الصليبية
الثامنة أحيانا بأنها السابعة، في حال عدت الحملتين الخامسة والسادسة التان قادهما
فريدريك الثاني أنهما حملة واحدة. كما تعتبر الحملة التاسعة أحيانا بأنها جزء من
الحملة الثامنة.
إنزعج لويس من الأحداث التي جرت في سوريا،
حيث كان السلطان المملوكي بيبرس يهاجم بقايا
الممالك الصليبية. وإستغل بيبرس فرصة أن التحريض على الحرب بين مدن البندقية وجنوه ضد بعضها البعض بين
الأعوام 1256 و 1260 أرهقت الموانئ السورية التي كانت المدينتان تسيطران عليها.
وبحلول 1265 كان بيبرس قد سيطر على
الناصرة وحيفا وطورون وأرسوفز.
نزل هوغ الثالث القبرصي، الملك الإسمي لمملكة القدس اللاتينية في عكا لحمايتها،
بينما تحرك بيبرس شمالا حتى وصل ارمينيا، والتي كانت في ذلك الوقت تحت الحكم
المغولي.
قادت هذه الأحداث لويس للدعوة لحملة جديدة
عام 1267، بالرغم من قلة الدعم في ذلك الوقت؛ إلا أن جان جونفيلييه، المؤرخ الذي رافق لويس
في الحملة السابعة رفض مرافقته. وإستطاع أخ لويس تشارلز من آنيو إقناع لويس بأن
يهاجم تونس اولا، بحيث أن ذلك سيعطيه قاعدة قوية ليبدأ الهجوم على مصر، كان
التركيز على حملة لويس السابقة وكذا الحملة الصليبية الخامسة التي سبقته، والتان
بائتا بالفشل هناك. كما كان لدى تشارلز ملك نابليس إهتماماته الخاصة في منطقة
المتوسط. كما كان لسلطان تونس علاقات إسبانيا المسيحية واعتبر مرشحا قويلا
للإرتداد. فأبحر لويس عام 1270 من كاغلياري في صقلية ووصل السواحل الأفريقية في
يوليو، وهو موسم سيء للرسو. ومرض العديد من الجنود بسبب مياه الشرب الملوثة، وفي
25 اغسطس مات لويس بالكوليرا أو الطاعون على ما
يبدو، وذلك بعد وصول تشارلز بيوم واحد. ويروى أن آخر ما تلفظ به لويس كان
"القدس". ، فأعلن تشارلز فيليب الثالث إبن لويس الملك الجديد ، ولكن
وبسبب صغر سن فيليب ، كان تشارلز الملك القائد الفعلي للحملة الصليبية.
بسبب تفشي الأمراض، تم التخلي عن حصار تونس
في 30 أكتوبر وذلك بإتفاق مع السلطان. حيث حصل الصليبييون على إتفاق تجارة حرة مع
تونس، وتم الموافقة على وجود القساوسة والرهبان في المدينة، وبذلك يمكن ان تعتبر
هذه الحملة نصر جزئي. تحالف تشارلز مع الملك إدوارد
الإنجليزي، والذي وصل متأخرا قليلا. وعندما ألغى
تشارلز الهجوم على تونس، توجه إدوارد إلى عكا، بما يعرف أحيانا بالحملة الصليبية
التاسعة، والتي شكلت آخر توجه صليبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق