اعتبر الباحث الاستراتيجي الليبي نعمان بن عثمان في حديثه لـ"العربية" أنه من الصعب معرفة أو التكهن بهوية المتورطين في حادث اغتيال القائد العسكري عبدالفتاح يونس, لكنه رجح في المقابل أن يكون الجناة من ذوي الخلفية الإسلامية وتحديداً جماعة تطلق على نفسها سرية عبيدة بن الجراح.
وأشار بن عثمان إلى وجود دعاية تم تسريبها عمداً من طرابلس مفادها أن يونس "عميل مزدوج" ما سهل على بعض المحسوبين على الثوار مهمة القتل وإباحة دمه.
وشدد خلال مداخلته على أن التخطيط لعملية الاغتيال تم من دون علم مصطفى عبدالجليل.
وأشار إلى أن الخلافات احتدت بين المقاتلين الليبين ويونس في الآونة الأخيرة حول إدارة العمليات العسكرية في البريقة، حيث تم اتهام الاخير بتعطيل عملية اقتحامها ما تسبب في قتل عدد كبير من الثوار.
وبيّن أن مقر قيادة حلف الناتو في بروكسيل يرفض توجيه الاتهام للقذافي ويؤكد أن المسؤول عنها هم من الثوار والمعارضة في بنغازي.
ورفض الباحث الليبي بشكل قطعي توجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، معتبراً إياها حجة واهية وشماعة لطالما علق عليها النظام عمليات القتل والتخريب.
وأوضح أن جماعات ذات خلفيات إسلامية شاركوا في عمليات قتالية في العراق وأفغانستان ثم عادوا إلى ليبيا هم المتورطون في هذه الحوادث.
وأشار في نهاية حديثه إلى أنه لا توجد أية ضمانات لعدم تعرض قيادي آخر للاغتيال في بنغازي، مشدداً على ضرورة تسريع عمليات الإفراج عن الأموال المجمدة في البنوك الدولية لفائدة المعارضة وليس مجرد اعتراف الدول بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي في ليبيا.
لا علم لعبدالجليل باستدعاء يونس
ومن جانبه، كشف زكريا صهد، القيادي في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، أن المعلومات الواردة حول ظروف مقتل اللواء عبدالفتاح يونس، القائد العسكري الميداني للقوات المعارضة، تشير إلى عدم علم مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي ومسؤول ملف الدفاع في المجلس، عن أمر استدعاء يونس إلى بنغازي.
وقال صهد في مقابلة مع إذاعة "سوا" الأمريكية إن يونس توجّه إلى بنغازي من البريقة بعد تلقي اتصال هاتفي من أحد أقربائه "صباح الخميس وأبلغه بأنه في طريقه إلى بنغازي، ما يشير إلى أنه استلم استدعاء المجلس الانتقالي".
وأضاف أن تأخير تحقيق التقدم العسكري للمعارضة في البريقة كان وراء استدعاء يونس "من قبل المكتب التنفيذي".
وأكد أن المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي تلقى معلومات عن حدوث لقاء بين عبدالفتاح يونس واللواء عبدالرحمن بن علي الصيد الزاوي رئيس هيئة الإمداد والتموين بالجيش خلال قيامهما بزيارة روما قبل نحو ستة أسابيع، لكن التحقيقات التي قام بها المكتب التنفيذي أكدت "عدم حصول مثل هذا اللقاء لوجود اللواء عبدالرحمن الصيد في العاصمة طرابلس".
وأوضح زكريا صهد أن المعلومات الأولية المتوافرة عن قتلة اللواء عبدالفتاح يونس تشير إلى أنها مجموعة "سبق الطلب منها الانضمام إلى قوات المجلس الانتقالي الليبي إما لتشكيل نواة جهاز الأمن والمعلومات أو المشاركة في القتال لكنها رفضت"، فقرر المجلس "أن هولاء الشباب في المجموعة يحمون الثورة ولا يشكلون خطراً عليها بل إن مواجهتهم الآن يمكن أن تفتح معارك داخل المدن التي تسيطر عليها المعارضة".
ولايزال الغموض يحيط بمقتل القائد العسكري الميداني للثوار عبدالفتاح يونس الذي شكّل بعد انشقاقه عن نظام القذافي إبان الثورة نقطة قوة عسكرية ونفسية للمقاتلين من المعارضة، كما حقق الثوار بعد تسلمه مهامه العسكرية تقدماً ملحوظاً في جبهة القتال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق