على هذا يبدو واقع الثورات العربية واقعا مكتسيا لأصناف من المخاطر منها ما يتعلق بالبنى الرجعية التي لاتريد التقدم لأن التقدم يضر بمصالحها.ومنها من جمع له المال والشرف والمنزلة الاجتماعية والمناصب الواهية والعلاقات المشبوهة الداخلية والخارجية.و منها أنظمة مهترئة تحاول أن تصدر الفوضى الى هذه الثورات حتى لا تعطي مثالا لشعوبها .فتثور هي كذلك.ومنها عصابات الارهاب الدولي.اذ أن الارهاب أصبح صناعة دولية فزاعة يخوف بها البعض البعض الآخر.فكل من تريد أن تقصية ألحق به هذه التهمة.وكل له التهم.بل أعد له ملفا مصطنعا وكاذبا بفعل التكنولوجيا والثورة الرقمية .ثم قل ما شئت .وافعل ما شئت.فان الرأي العام يصدق كل شيء من أجل الحياة.. ومن أجل صناعة بث الخوف والفزع في قلوبهم. الخوف الذي كسر حاجزه التونسي والمصري .والليبي.و اليمني .و العربي...........
حتى ولو كان من اتهمت قد تربى في تربة الوطنية.فنهل من معينها.وسرى حب الوطن في دمائه..ما الذي يعطي للمواطنة مفهوما ان لم تكن مجموع القيم التي تربينا عليها .وهي الاخلاص.والوفاء .والدفاع عن الوطن ببسالة الشجعان.؟؟
لقد أصبح التوافق الوطني ضرورة ملحة أكثر من ذي قبل.وعليه فانه لايمكن لأي مشروع ديمقراطي أن ينجح في أي دولة عربية الا اذا تحددت ضوابط المشروع الديمقراطي.ومنها الارادة الصادقة لانجاح المشروع اليمقراطي بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي تضع في كل مرة طرفا من الأطراف الوطنية موضوع مساءلة. ومنها كتابة دستور يحد من صلاحيات السلط ويفصل بينها.ومنها استقلال القضاء
فهل يعقل أن يشرف على القضاء وزارة العدل في أي بلد .ونحن نزعم استقلال القضاء ؟؟؟أبدا..لابد للمجلس الأعلى للقضاء أن يكون منتخبا من القضاة أنفسهم مستقلا نزيها شفافا محايدا يجري أحكامه طبقا للقواعد القانونية.وذاك هو الضامن الوحيد لكرامة الشعب لا للقضاة فقط...
ومنها أيضا استقلال الاعلام القائم على قاعدتي الواجب والحق.فلا توظف الحكومة أي حكومة كانت الاعلام لصالحها...مثلما نرى المشهد في عديد الدول العربية.فالمشهد الاعلامي لم يتغير مطلقا سوى بعص المساحيق...ومنها اجراء انتخبات نزيهة حرة مسؤلة قائمة على تكافئ الفرص وعلى المو ضوعية....
والى ذلك المستوى تبقى الرهانات الداخلية والخارجية قائمة الى حين أن تصنع الشعوب العربية ربيع ثوراتها حلما متبخرا ....بكل لوعة أقول ذلك...
رحم الله شهداءنا وحفظ الله بلدنا تونس وسائر بلاد الاسلام والمسلمين...وأقام الله الحق بحكمته وتقديره.شاء من شاء وأبى من أبى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق