10. التعاون الشيعي الاسرائيلي في مجال التسلح العسكري :
ومن هذا التعاون الإسرائيلي الشيعي ما قامت به إسرائيل لتوفير الأسلحة لدولة إيران , رغم أجواء توقف الحرب بين العراق و إيران , وهو صفقة سلاح من رومانيا تبلغ قيمتها خمسمائة مليون دولار أمريكي و تأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الاسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 للميلاد لتوفير الأسلحة لدولة إيران عن طريق سماسرة ووسطاء إسرائيليين يتجولون في العالم وفي عواصم أوروبا بحثاً عن أسلحة لإيران , ولقد تجاوزت إسرائيل مرحلة بيع سلاحها وتقديمه للخميني إلى قيامها بتوفير أية قطعة ولو من السوق السوداء العالمية لنظام الآيات و المعممين , وكذلك فإن الإنتاج الحربي الاسرائيلي حقق تطوراً كمياً و نوعياً كما في ذكر في أحد تقارير المركز الدولي للأبحاث السلمية في ستوكهولم وهو أن الزيادة في مجملها بنسبة 80% منها كانت صادرات أسلحة و قطع غيار إسرائيلية إلى دولة إيران , وقد ذكر هذا الخبر مجلة " لوبوان " الفرنسية و مجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية ويرى هذا المركز أن هذا الدعم العسكري بالأسلحة من إسرائيل لإيران هو في مقابل ما تحظى به الحكومة الإسرائيلية من سيطرة اقتصادية ظاهرة في إيران , أي عن طريق اليهود الإيرانيين المسيطرين و المهيمنين على الاقتصاد الإيراني أو عن طريق شركات يهودية تعمل في عهد الشاه ثم أوقفت أعمالها مؤقتاً مع بداية حكم الخميني وحالياً عادت لتعمل بحيوية ونشاط .
و هاهي إسرائيل إخواني في الله تتسلط على نسبة كبيرة من اقتصاد إيران وفي ظل حكم الخميني نفسه , ولقد عادت شركة " آرج " شركة اسمها آرج الاحتكارية الكبرى للظهور بعد أن كانت قد أوقفت أعمالها مؤقتاً وهي شركة إسرائيلية كبرى سبق للخميني أن هاجمها كما هاجم شركة الكوكاكولا التي هي إسرائيلية أيضاً في إيران , والطريف والمثير للدهشة والاستغراب هو أن إسرائيل عادت لتغرق و تملأ السوق الإيرانية بإنتاجها من البيد . ولقد كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى دولة إيران و بينهم إسرائيليون يتخذون من فيلا شاليه باساغي مركزاً سكنياً , وهي فيلا كانت لشاه إيران و عادت إلى الحكومة الإيرانية الحالية وهذه الفيلا واقعة على الطريق الثاني من بحيرة جينيف أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية سان بول أن شاليه , و مساحتها 28 ألف متر مربع يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون تمهيداً لشحنها عن طريق الموانئ الأوروبية إلى إيران , كما يتخذ السماسرة وبالذات الإسرائيليون من مزارع مجاورة لتلك الفيلا وهي مزرعة مارالي ومزرعة ليهوز ومزرعة ليمويت مراكز لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة و بعض الخطط العسكرية , كما يتولى مصرف " أوتيون ديبانغ " سويس عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران و لقد ذكرت بعض الصحف الكويتية في 30 سبتمبر عام 1980م .
وكذلك من أكتوبر من العام نفسه أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على استخدام إسرائيل لطائرات أجنبية وطرقاً جوية أوروبية غير مباشرة لشحن قطع الغيارات العسكرية الإسرائيلية إلى إيران , كما قالت صحيفة " الأوبزيرفر" اللندنية في شهر نوفمبر عام 1980م أن إسرائيل ترسل قطع غيار طائرات الـ اف 14 أو الـ F14 وأجزاء مروحيات وصواريخ على متن سفن متوجهة إلى موانئ إيران ومن بينها ميناء بندر عباس الإيراني , و بعض تلك الشحنات جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل ثم تم تحويلها مباشرة إلى دولة إيران , وجاء كذلك في تقرير أمريكي أعدته مصلحة الأبحاث التابعة للكونغرس ونشرته الصحف في شهر مارس عام 81 للميلاد بأن إسرائيل تهرب الأسلحة و قطع الغيار إلى دولة إيران , وعندما سئل متحدث باسم الخارجية الأمريكية عن ذلك أجاب " أنه اطلع على تقارير بهذا المعنى " و كان يومها إدارة الرئيس الأمريكي كارتر بالحكم و بعد خروج كارتر و موظفيه من الحكم اعترف كثير منهم بأن إسرائيل طلبت ترخيصاً أمريكياً وذلك في شهر سبتمبر عام 1981 لبيع السلاح , وتحديداً معدات عسكرية لإيران وفي الشهر التالي بدأت إسرائيل تبيع إطارات عجلات طائرات الفانتوم لإيران , و قد أُستخدِم مطار مدني في مدينة تايمز الفرنسية بالقرب من قاعدة عسكرية كانت عبارة عن محطة ترانزيت لشحن الإطارات وقد ساعد في ذلك تاجر سلاح فرنسي كان مشاركاً في هذه الصفقة .
و قد كانت الشحنة الأولى من عجلات طائرات الفانتوم ثم تلتها شحنة ثانية من قطع الغيار بلغت قيمتها 600 ألف دولار لكن خط الإمداد الفرنسي انهار و توقف , فجرى استبداله بتاجر بريطاني للسلاح الذي نظم خطاً للطيران الإسرائيلي إلى دولة إيران عن طريق قبرص وذلك بواسطة طائرات شحن من طراز CL44 تابعة للشركة الأرجنتينية التي تسمى " ترانسبورت إبرور يور بلانتس " , و كانت هذه الصفقة الإسرائيلية إخواني في الله لإيران عبارة عن شحنات قطع غيار للدبابات و أكثر من 360 طن من الذخيرة التابعة للدبابات من طراز M48 و M60 , إضافة إلى محركات نفاثة مجددة و إطارات إضافية لطائرات الفانتوم الحربية , ثم جاءت بعد ذلك صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 136 مليون دولار عقدها التاجر الإسرائيلي يعقوب نمرودي و هو ضابط إسرائيلي في الجيش الإسرائيلي متقاعد , اتخذ من لندن مقر لتجارته والذي كشف أمر إسرائيل في هذه الصفقات كلها هو قيام طائرات روسية بإسقاط طائرة تبين فيما بعد أنها كانت تتولى شحن الأسلحة الإسرائيلية إلى دولة إيران عن طريق قبرص , تم إسقاطها عند الحدود التركية الروسية و قد نشر هذا الخبر صحيفة " الصاندي تايمز " اللندنية .
كذلك في مطلع عام 1982 للميلاد كانت إسرائيل مستمرة في تصدير الأسلحة إلى دولة إيران , وكانت عبارة عن شحنات من ذخائر دبابات عيار 105 مل , وذخائر الهاون زر عيار 155 مل وقطع غيار طائرات فانتوم الأمريكية الصنع ودبابات M48 و M60 , و أجهزة اتصال كاملة مع قطع غيارها .
أما في شهر يناير عام 1983 للميلاد كانت شحنات ضخمة مميزة ضمت ما يلي :
صواريخ الساب وندر جو- جو وأكثر من 400 ألف طلقة مدفع هاون و أكثر من 400 ألف طلقة مدفع رشاش , و أكثر من ألف هاتف ميداني و 200 جهاز تشويش للاتصالات الهاتفية , وقد ذكر هذا الخبر صحيفة " البوستن قلوب " , كذلك في شهر يوليو عام 1983 نُشرت معلومات عن صفقة قرودي التي بلغت 136 مليون دولار أفادت تلك المعلومات أن الأسلحة التي تم شحنها كانت متطورة وحديثة وكلها أمريكية الصنع و يحظر شحنها إلى دولة غير إسرائيل لكن إسرائيل شحنتها إلى إيران , و ضمت صواريخ المسماة بلانس ذاتية الاندفاع و صواريخ هوك المضادة للطائرات وقذائف مدفعية عيار 155 مل من نوع تامبيلا وكوبر هيد وهي التي توجه بأشعة الليزر , وقد ذكر هذا الخبر صحيفة " الليبورن سيون " الفرنسية اليسارية و أكدت هذه المعلومات صحيفتان إسرائيليتان هما صحيفة " يدعوت إحرونوت " و صحيفة " ها أرتس " الإسرائيليتان .
وفي يناير عام 1983 كذلك للميلاد نشرت مجلة دورية بعنوان " دورية الدفاع و الشؤون الخارجية " معلومات تشير إلى أن إسرائيل كانت تشحن قذائف عنقودية محرمة دولياً إلى إيران , كما أن قطع غيار الطائرات الـ F14 وهي التوماكت القليلة في سلاح الجو الإيراني ترسل مباشرة وبانتظام من إسرائيل إلى دولة إيران على متن طائرات شحن مختفية . ثم نشرت الصحف الألمانية في شهر مارس عام 1984 للميلاد تفاصيل عن هذه الصفقة جاء فيها أن الصفقة الإسرائيلية من الأسلحة تشحن على متن طائرات الخطوط الجوية الإسرائيلية و هي التي تسمى بـ " العال " والتي كانت تمر فوق الأراضي السورية عن طريقها إلى دولة إيران ومن الصحف الألمانية التي ذكرت هذا الخبر والمجلات هي مجلة " إشتيرم " الألمانية .
و كذلك إخواني في الله كشفت الوثائق أن جيش الدفاع الإسرائيلي و الجيش الإيراني كانا يتعاونان بشكل سري لتطوير صاروخ أرض – أرض التكتيكي الذاتي الحركة و الدفع , و المصمم لحمل رؤوس نووية يصل إلى مدى 200 كلم وفي صيف عام 1977 للميلاد شاهد وزير الدفاع الإيراني حسن طوفانيان أول تجربة لإطلاق صاروخ الجر يكو الذي هو نموذج أول للصاروخ الإسرائيلي الإيراني المشترك , كذلك صرح وزير الخارجية اليهودي ديفيد ليفي كما نقلت ذلك جريدة " ها أرتس " اليهودية في 1/6/1997 . يقول هذا الوزير ما لفظه " إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو " انتهى كلامه , و يقول الصحفي اليهودي أوري شمحوني كما نقلت ذلك صحيفة " معار يف " اليهودية في 23/9/1997 يقول أوري شمحوني : " إن إيران دولة إقليمية ولنا الكثير من المصالح الإستراتيجية معها فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل , إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة فإسرائيل لم تكن أبداً ولن تكون عدواً لإيران " انتهى ما قاله الصحفي اليهودي أوري شمحوني نقلاً من صحيفة معاريف اليهودية .
كذلك إخواني في الله أصدرت حكومة إسرائيل قريباً أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو زراعي بين دولة إسرائيل و دولة إيران . طبعاً جاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الأعمال اليهودي ناحوم منبار المتورط بتصدير مواد كيميائية إلى إيران و تعد هذه الفضيحة خطراً يلحق بإسرائيل و يؤثر على علاقاتها الخارجية , وقد أدانت محكمة تل أبيب رجل الأعمال اليهودي بالتورط في تزويد إيران بأكثر من 50 طن من المواد الكيميائية و ذلك لصنع غاز الخردل السام . وقد تقدم المحامي اليهودي أمنون زخروني بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية و إستخباراتية إسرائيلية قامت بتزويد إيران بكميات كبيرة من الأسلحة أيام حرب الخليج الأولى , و قد ذكر هذا الخبر إخواني في الله جريدة الشرق الأوسط عدد 7359 , كذلك إخواني في الله قامت شركة كبرى تابعة لرجل اسمه موشيه ريجيف الذي كان يعمل خبير تسليح لدى الجيش الإسرائيلي أقول قامت شركته مابين عام 1992 و 1994 ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية إلى دولة إيران , و قد كشف هذا التعاون الإستخبارات الأمريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه صاحب تلك الشركة و الدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والأسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الإيرانية و قد ذكر هذا الخبر صحيفة " ها أرتس " اليهودية و ذكر أيضاً هذا الخبر جريدة الشرق الأوسط في عددها 7170 .
و جاء في كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الإستخبارات البريطانية و اسمه ريتشارد توملسون ذكر في هذا الكتاب وثائق تدين جهاز الموساد الإسرائيلي لتزويده إيران بكميات من المواد الكيميائية و قد ذكر هذا الأمر أيضاً و هذا الخبر ذكرته جريدة الحياة بعدد 13070 و كذلك يقول الصحفي اليهودي يوسي مالي مان ما لفظه " في كل الأحوال فإن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية و قد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بأن إيران بالرغم من حملاتها الكلامية تعتبر إسرائيل عدواً لها و إن الشئ الأكثر إحتمال هو أن الرؤوس النووية الإيرانية هي موجهة للعرب " انتهى كلام الصحفي اليهودي يوسي مالي مان نقلاً عن لوس أنجلوس تايمز و ذكر هذا الخبر أيضاً إخواني في الله جريدة الأنباء عدد 7931 .
وكذلك ذكرت وكالة رويتر في 1/7/1982 أن القوات الصهيونية الإسرائيلية لما دخلت بلدة النبطية في جنوب لبنان لم تسمح إلا لحزب أمل الشيعي بالاحتفاظ بمواقعه و كامل أسلحته و يقول أحد كبار الزعماء الشيعيين من حزب أمل واسمه حيدر الدايخ يقول هذا الرئيس و الزعيم الشيعي : " كنا نحمل السلام في وجه إسرائيل ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا و أحبت مساعدتنا لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الارهاب الفلسطيني من الجنوب " انتهى كلامه وهذا قد كان لقاء صحفي مع هذا الزعيم حيدر أجرته معه مجلة الاسبوع العربي في 24/10/1983 .
وكذلك يقول ضابط إسرائيلي من المخابرات الإسرائيلية وقد ذكر هذا القول صحيفة " معاريف " اليهودية في 8/9/ 1997 يقول هذا الضابط الإسرائيلي " إن العلاقة بين إسرائيل و السكان البنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية و خلقت معهم نوعاً من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني و الذي هو إمتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس و الجهاد " انتهى كلام هذا الضابط الإسرائيلي نقلاً عن صحيفة معاريف الإسرائيلية اليهودية في 8/9/ 1997 .
الفصل السادس :
إخواننا أهل السنة في إيران
نتحدث في هذا الفصل عن إخواننا وأحبابنا أهل السنة في إيران, وحديثنا ذو شجون وسيكون بإذن الله تعالى تحت العناصر التالية:-
1. تحول دولة إيران من السنة إلى الشيعة.
2. أماكن تواجد أهل السنة في إيران.
3. أهل السنة قبل الثورة الإيرانية وبعد الثورة الإيرانية.
4. محاولات الشيعية الإيرانية للقضاء على أهل السنة في إيران.
5. الوضع الاقتصادي لأهل السنة في إيران.
6. الوضع السياسي لأهل السنة في إيران.
7. السياسة التعليمية التي تنتهجها إيران مع أهل السنة.
8. المخطط الإيراني لتزويج الشيعيات الإيرانيات من أبناء السنة.
9. المخططات لتغيير خارطة أهل السنة في إيران.
10. حالة علماء أهل السنة في إيران.
11. سجون الآيات والمعممين.
12. هدم أكبر مسجد لأهل السنة على يد الشيعة.
13 الخاتمة .. التي نسأل الله حسنها.
1. تحول دولة إيران من السنة إلى الشيعة :
عرفت دولة إيران الإسلام منذ شروق شمسه على شبه الجزيرة العربية حين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى فارس يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام دين الله الحق الذي رضيه لعباده أجمعين ولكن , ملك فارس في ذلك الوقت أبى وأستكبر ومزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم, فكان من الخاسرين.
غير أن أشعة شمس الإسلام بدأت تتجه إلى إيران وذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الفتح الإسلامي لهذه البلاد وذلك في عام 13للهجرة وبالتحديد في أواخر عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه , وأستمر هذا الفتح إلى عهد الخليفة الفاروق عمر أبن الخطاب رضي الله عنه , وحقق المسلمون نصراً مبيناً في الموقعة المعروفة بموقعة " نهاوند " وذلك في عام 21 للهجرة ، بعد ذلك أستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الراشد ذي النورين عثمان أبن عفان رضي الله عنه وعن جميع أصحاب رسول الله.
وأصبحت إيران أحبابي في الله إلى القرن التاسع الهجري وهي على عقيدة أهل السنة والجماعة , إلى أن قامت للصفويين دولة فيها في عام 906 هـ , حيث أعلن فيها بأن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية. ولنا أن نسأل أحبتي في الله عن الأمر الذي تسبب في جعل الشعب الإيراني ينتقل ويتحول إلى عقيدة التشيع بعد أن كان على معتقد أهل السنة والجماعة طيلة هذه القرون المشرقة فأقول: إن إيران ولأكثر من ألف سنة كانت أرضاً إسلامية مثلها في ذلك مثل جميع الأقطار الإسلامية الأخرى, ولكن قبل حوالي أربعة قرون كانت هناك قصة مؤلمة غيرت مصير الإيرانيين جيلاً بعد جيل فبعد سقوط الدولة العباسية آخر دول الخلافة السنية كانت الصبغة السنية ظاهرة في إيران وواضحة في جميع المجتمع الإيراني , غير أن بعض القبائل التركية الساكنة في منطقة أذربيجان قد اقتنعت المذهب الشيعي الأمامي الأثنا عشري مثل قبائل القزلباشية , ومالت كذلك أي هذه القبيلة إلى التصوف وكانت هذه القبائل تتبع فرقة صوفية تسمى الفرقة " الصفوية " نسبة إلى مؤسسها صفي الدين الأردبيلي , وكان من أحفاده رجل أسمة إسماعيل الصفوي الذي أستطاع أن يدخل مدينة تبريز وينتصر على أهلها في عام 906 هـ , ويعلن قيام دولة جديدة سميت بالدولة الصفوية نسبة إلى جده الكبير , فكانت هذه الدولة أول دولة شيعية أمامية تقوم بصفة رسمية وتبسط نفوذها على سائر الأراضي الإيرانية.
وقد جلس إسماعيل الصفوي على العرش في مدينة تبريز وأتخذ لقب "الشاه" أي الملك, كما أتخذ هذه المدينة عاصمة لدولة الصفويين. وكان من أول الأعمال التي قام بها إسماعيل الصفوي بعد أن أعلن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية هو قتل وتذبيح الأعداد الكثيرة من أبناء السنة والجماعة الموحدين في إيران , حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن المساجد أكثر من 70 عالماً وطالب علم يومياً من علماء السنة الموحدين.
وكذلك كان يرسل مجموعة من المشاغبين الشيعة ليدوروا بين الأحياء والأزقة , ويقوموا بشتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولقد أطلق على تلك المجموعات أسم " برأة جويان " أي المتبرأون من الخلفاء الراشدين , وعندما يقوموا أولئك بشتم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين , ينبغي على كل سامع من أهل السنة أن يردد العبارة نفسها! أما الذي يمتنع عن ترداد العبارة فيقومون بتقطيعه وتمزيقه بسيوفهم وحرابهم, ولم يكن أمام أهل فارس من جراء هذه الأعمال الخبيثة إلا الهروب بدينهم أو قبول مذهب التشيع مكرهين , وقد أدت أفعال الشاه إسماعيل الصفوي هذا إلى غضب الخليفة العثمان السلطان سليم الأول فقامت الحروب بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية.
وفي النهاية تمكن السلطان سليم الأول من فتح مدينة تبريز ولكنه بعد أن خرج منها سقطت مرة أخرى بأيدي الصفويين الذين قاموا على الفور بأرتكاب مجازر جماعية مروعة اقتلعت أهل السنة في تلك المدينة تماماً, وأصبحت تبريز مدينة شيعية بالكامل, حيث أنه قتل في يوم واحد أكثر من 140,000 من أهل السنة والجماعة.
ثم جاء بعد الصفويين سلالات أخرى مثل الأسرة الزندية والقجرية والبهلوية، ثم سيطرت حكومة الآيات والملالي والمعممين في وقتنا الحاضر , وكل هذه السلالات والأسر , أحبابي في الله , تقوم بالسير على نفس طريقة الأسرة الصفوية وفي كل يوم يتلقى ما بقي من أهل السنة ضربة جديدة مؤلمة والتي أخرها السيطرة على موارد أرزاق أهل السنة وأسباب معيشتهم في المناطق المحادية لدول الخليج , مما أضطر أولئك أي أهل السنة إلى الهروب إلى الدول العربية المجاورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق