" ولتجدنهم أحرص الناس على حياة " أي على طول العمر لما يعلمون مآلهم السيئ وعاقبتهم عند الله الخاسرة لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فهم يودون لو تأخروا عن مقام الآخرة بكل ما أمكنهم وما يحاذرون منه واقع بهم لا محالة حتى وهم أحرص من المشركين الذين لا كتاب لهم وهذا من باب عطف الخاص على العام قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " ومن الذين أشركوا" قال الأعاجم وكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث الثوري وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه. قال وقد اتفقا على سند تفسير الصحابي وقال الحسن البصري " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" قال المنافق أحرص الناس وأحرص من المشرك على حياة " يود أحدهم " أي يود أحد اليهود كما يدل عليه نظم السياق وقال أبو العالية يود أحدهم أي أحد المجوس وهو يرجع إلى الأول لو يعمر ألف سنة . قال الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " قال هو كقول الفارسي " ده هزارسال " يقول عشرة آلاف سنة . وكذا روي عن سعيد بن جبير نفسه أيضا وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي عليا يقول حدثنا أبو حمزة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " قال هو الأعاجم هزارسال نوروزر مهرجان وقال مجاهد " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " قال : حببت إليهم الخطيئة طول العمر وقال مجاهد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس " وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر " أي وما هو بمنجيه من العذاب وذلك أن المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت فهو يحب طول الحياة وأن اليهودي لو عرف ما له في الآخرة من الخزي ما ضيع ما عنده من العلم . وقال العوفي عن ابن عباس " وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر " قال هذا الذين عادوا جبرائيل قال أبو العالية وابن عمر فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منجيه منه . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية يهود أحرص على الحياة من هؤلاء وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عمر كما عمر إبليس لم ينفعه إذ كان كافرا " والله بصير بما يعملون" أي خبير بما يعمل عباده من خير وشر وسيجازي كل عامل بعمله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق