الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق | |
الباب ما قرعته كفك | |
أين كفك و الطريق | |
ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام | |
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق | |
من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام | |
الباب ما قرعته غير الريح | |
آه لعل روحا في الرياح | |
هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار | |
لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح | |
يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار | |
هي روح أمي هزها الحب العميق | |
حب الأمومة فهي تبكي | |
آه يا ولدي البعيد عن الديار | |
ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق | |
أماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار | |
لا باب فيه لكي أدق و لا نوافذ في الجدار | |
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون | |
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار | |
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون | |
يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون | |
و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار | |
الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار | |
هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين | |
أماه ليتك ترجعين | |
شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين | |
قسمات وجهك من خيالي | |
أين أنت أتسمعين | |
صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق | |
الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق |
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأحد، 30 مايو 2010
"الباب تقرعه الرياح"/لبدر شاكر السياب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق