كتاب الهواتف
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله تعالى
1 - حدثنا أبو خيثمة بن حرب ثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني ثنا معمر عن الزهري حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله وهو يحدث قال بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا في السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى يأيها المدثر إلى قوله والرجز فاهجر
2 - حدثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أنا يونس عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول
الله ما أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل فلم يجبني فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلما كنت بموضع كذا رفعت رأسي فإذا أنا قد أظلتني سحابة فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله تعالى قد سمع قول فومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله تعالى قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا شريك له
3 - حدثنا بندار بن بشار ثنا أبو داود ثنا جعفر بن عبد الله القرشي أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة بن الزبير عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كيف علمت أنك نبي وبما علمت حتى استيقنت فقال يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر
بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال هو هو قال فزنه برجل قال فوزنني برجل فرجحته ثم قال زنه بعشرة فوزنني بعشرة فرجحتهم ثم قال زنه بمائة فوزنني بمائة فرجحتهم حتى جعلوا يتنثرون علي من كفة الميزان فقال أحدهما لصاحبه شق بطنه فشق بطني فأخرج قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحهما فقال أحدهما لصاحبه اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم قال أحدهما لصاحبه خط بطنه فخاط بطني وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن ووليا عني فكأني أعاين الأمر معاينة
4 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار قال أقبلت وابن عم لي حتى صعدنا على جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان لننتظر للوفود على من تكن الدائرة فننتهب مع من ينتهب فبينا نحن في الجبل إذ دانت مثل السحابة فسمعنا فيها مثل حمحمة الخيل سمعت قائلا يقول أقدم حيزوم فأما بن عمي فانكشف قناع قلبه فمات وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت
5 - حدثني أبي أنا عمار أبو اليقظان عن سعد بن طريف عن أبي جعفر قال نادى مناد يوم بدر يقال له رضوان لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
6 - حدثنا محمد بن بكار ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني ثنا السدي عن عباد ابن أبي يزيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والشجر فلم نمر بشجر ولا جبل إلا قال السلام عليك يا رسول الله
7 - حدثنا الحسين بن محمد ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالت والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه أو نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم حتى ما فيهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه بصنبور الماء فوق القميص ويدلكونه والقميص دون أيديهم وكانت عائشة رضي الله عنها تقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه
8 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن حسين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء آت يسمع حسه ولا يرى شخصه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن في الله تعالى عوضا عن كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله تعالى فثقوا وإياه فارجلوا فإن المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم
9 - حدثني الحسين بن يحيى الدعاء جار أبي همام ثنا حازم بن جبلة عن أبى نطرة العبدي عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما قبض النبي وسجي بثوب هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوتا ولا يرون شخصا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام عليكم أهل البيت فردوا عليه فقال كل نفس ذائقة الموت الآية إن في الله تعالى خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب
10 - حدثني إسماعيل بن أبي محمد بن بسام حدثني صالح المروزي عن حازم المديني قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المهاجرون فوجا فوجا يصلون ويخرجون ثم دخلت الأنصار فوجا فوجا فيصلون ويخرجون ثم دخل أهل بيته حتى إذا فرغت الرجال دخلت النساء فكان فيهن صوت وجزع كبعض ما يكون منهن فسمعن هدة في البيت فسكتن فسمعن قائلا يقول ولا يرين شيئا في الله تعالى عزاء من هالك وعوض من كل مصيبة وخلف من كل ما فات فالمحبور من حبره الثواب والمصاب من لم يحبره الثواب
11 - حدثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار أن رسول صلى الله عليه وسلم قال مر بي جعفر الليلة يطير مع الملائكة له جناحان بيض القوادم مضرج بالدماء
12 - حدثنا خالد بن خداش ثنا إسحاق بن الفرات بإسناد له نحوه وزاد فيه يبشرون أهل بيته بالمطر 13 - حدثنا خالد بن خداش ثنا مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة عن لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال خرجنا غازين في البحر فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع إذ سمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أحدكم حتى والى بين سبع أصوات قال فقام أبو موسى على صدر السفينة فقال من أنت وإلى أنت أين إلا ترى أين
نحن وهل تستطيع وقوفا فأجابه الصوت فقال ألا أخبركم بقضاء الله تعالى على نفسه فقال بلى قال إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله تعالى في يوم حار كان حقا على الله تعالى أن يرويه يوم القيامة
قال فكان أبو موسى رضي الله عنه يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان أن ينسلخ حرا فيصومه
14 - حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي أخبرني فهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس بن مالك قال كان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق وكان يزن بسدد وورع فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فإني قاتلك قال ما تريد إلى دمي شأنك بالمال فقال أما المال فلي ولست أريد إلا دمك قال أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات قال صل ما بدا لك قال فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في أخر سجدة أن قال يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني يا مغيث ثلاث مرار قال دعا بها ثلاث مرات فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال قم قال من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم قال أنا ملك من أهل السماء
الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء فعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله
قال أنس رضي الله عنه فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان او غير مكروب
قال مسروق فكان عبد الله يرسلني على أرضه كل عام راذان فأصنع فيها مثل هذا
15 - حدثنا علي بن الجعد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق قال قال عبد الله بينا رجل ممن كان قبلكم في أرض يشقها إذ مرت به عثانة فسمع فيها صوتا اذهبي إلى أرض فلان فاسقيه فخرج الرجل يمشي في ظلها حتى انتهى إلى أرض الرجل وقد تفقأت في نواحيها وهو قائم يسيل الماء فيها فقال له أي شيء تصنع في أرضك قال إذا أدرك الزرع قسمته ثلاثة أثلاث فرددت في الأرض ثلثا وتصدقت بثلث وحبست لعيالي ثلثا 16 - حدثنا عبد الله بن عفان حدثني عطاء بن مسلم الحلبي عن العمري قال قال خوات بن جبير وكانت له صحبة رضي الله عنه أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخرج عمر بالناس يصلي بهم ركعتين
وخالف بين طرفي ردائه جعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يده فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك
قال فما برح من مكانه حتى مطروا فبينا فم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا يا أمير المؤمنين بينا نحن بوادينا في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا إذ أظلنا غمام وسمعنا بها صوتا ينادي أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص
17 - حدثني محمد بن عثمان العجلي حدثني سليمان بن أحمد حدثني محمد ابن حبيب الرملي عن ابن لهيعة عن مالك بن الأزهر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق فسار حتى إذا كان بجلواز أدركته صلاة العصر وهو في سفح جبلها فأمر مؤذنه نضلة فنادى بالآذان فقال الله أكبر الله أكبر فأجابه مجيب من الجبل كبرت يا نضلة كبيرا قال أشهد أن لا إله إلا الله قال كلمة الإخلاص قال أشهد أن محمدا رسول الله قال بعث النبي قال حي على الصلاة قال البقاء لأنه محمد قال حي على الفلاح قال كلمة مقولة قال الله أكبر الله أكبر قال كبرت كبيرا قال لا إله إلا الله فانفلق الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية هامته مثل الرحا فقال له من أنت قال أنا زريب بن برتملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم
دعا ربه تعالى لي بطول البقاء وأسكنني هذا الجبل على نزوله من السماء فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويتبرأ مما فعله النصارى ما فعل النبي قلنا قبض فبكى بكاء شديدا حتى خضب لحيته بالدموع قال من قام فيكم بعده قلنا أبو بكر قال ما فعل قلنا قبض قال فمن قام فيكم بعده قلنا عمر قال فأقرؤه مني السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فإن الأمر قد تقارب خصال إذا رأيتها في أمة محمد فالهرب الهرب إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وكان الولد غيظا والمطر قيظا وزخرفت المساجد وزوقت المساجد وتعلم عالمهم ليأكل به دنياهم وخرج الغبي فقام له من هو خير منه وكان آكل الربا فيهم شرفاء والقتل فيهم عزا فالهرب
قال فكتب بها سعد إلى عمر فكتب عمر صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيت الجبل وصي عيسى ابن مريم فأقره مني السلام فأقام سعد بنفس المكان أربعين صباحا ينادي يا برتملا فلا يجاب
18 - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ثنا حماد بن زيد ثنا عبيد الله بن يحيى عن أبي جعفر محمد بن علي قال لما ظهر سعد على جلواز العراق بعث جعونة بن نضلة في الطلب قال فأتينا على غار أو ثقب فحضرت الصلاة قال فأذنت فقلت الله أكبر الله أكبر فأجابني مجيب من الجبل هبرت هبيرا قال فاختبأت جزعا قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله قال أخلصت فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا قال قلت أشهد أن محمدا رسول الله قال نبي بعث قلت حي على الصلاة قال فريضة وضعت قلت حي على الفلاح قال قد أفلح من أجابها استجاب لها كل ملك يقول
فالتفت فلم أر أحدا قال قلت جني أنت أم أنسي إئت فأشرف علي شيخ أبيض الرأس واللحية فقال أنا زريب بن برتملا من حواري عيسىابن مريم وأنا اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه الحق وأنه جاء بالحق من عند الحق وقد علمت مكانه فأردته فحالت بيني وبينه كفار فارس فأقرئ صاحبك السلام
فكتب سعد إلى عمر فكتب عمر ابغونيه الرجل فطلب فلم يجد
19 - حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا حسين بن علي الجعفي عن ابن جريج عن عطاء أن رجلا أهل هلالا بفلاة من الأرض فسمع قائلا يقول اللهم أهله علينا بالأمن والأمان والسلام والإسلام والهدى والمغفرة والتوفيق لما ترضى والحفظ لما يسخط ربي وربك الله فلم يزل يلقنهن حتى حفظتهن ولم أر أحدا 20 - حدثني القاسم بن هاشم ثنا آدم بن أبي إياس ثنا إسماعيل بن عياش ثنا معان بن رفاعة السلامي عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال مر يحيى بن زكريا عليهما السلام على قبر دانيال فسمع صوتا والقبر يقول سبحان من تعزز بالعزة وقهر العباد بالموت ثم مضى يحيى فإذا هو بصوت من السماء يقول أنا الذي تعززت بالعزة وقهرت العباد بالموت من قالهن استغفرت له السموات والأرضون ومن فيهن
21 - حدثني محمد بن الحسين وعلي بن إبراهيم السهمي وغيرهما قالوا ثنا داود ابن المحبر عن عبد الواحد الخطاب قال أقبلنا قافلين من بلاد الروم نريد البصرة حتى إذا كنا بين الرصافة وحمص سمعنا صائحا يصيح من تلك الرمال سمعته الآذان ولم تره الأعين يقول يا مستور يا محفوظ اعقل في ستر من أنت فإذا كنت لا تعقل في ستر من أنت فاتق الدنيا فإنها جمر الله تعالى فإن كنت لا تتقيها فاجعلها شركا ثم انظر أين تضع قدميك منها
22 - حدثنا سعيد بن سليمان وهارون بن عبد الله قالا ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال وهيب بن الورد قال رجل بينا أسير في أرض الروم ذات يوم سمعت هاتفا فوق رأس الجبل وهو يقول يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحدا غيرك ثم دعا الثانية فقال يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمره غيرك ثم دعا الثالثة فقال يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يتعرض لشيء من عضبك يرضي غيرك قال فناديته فقلت أجني أنت أم إنسي قال قال بل إنسي اشغل نفسك بما يعنيك بما لا يعنيك
23 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ثنا سفيان بن عيينة عن وهيب بن الورد قال بينما أنا في السوق إذ أخذ أحد بقفاي فقال يا وهيب خف الله على قدرته عليك واستحيي من الله في قربه منك فالتفت فلم أر أحدا
24 - حدثني محمد بن العباس وإسماعيل بن أبي الحارث قالا ثنا داود بن المحبر ثنا المبارك بن فضالة عن ثابت البناني قال إنا لوقوف بجبل عرفات وإذا شابان عليهما العباء القطواني ينادي أحدهما صاحبه يا حبيب فيقول الآخر أينك أيها المحب قال ترى الذي تحاببنا فيه وتواددنا له معذبنا غدا في القبر قال فسمعنا مناديا سمعته الآذان ولم تره الأعين يقول لا ليس بفاعل وهذا لفظ محمد بن العباس 25 - حدثني مشرف بن أبان أبو ثابت حدثني عبد العزيز بن أبان وليس بالقرشي قال كنت أصلي ذات ليلة أو كنت نائما فهتف بي هاتف يا عبد العزيز كم منظف الثوب حسن الصورة ينقلب بين الجب وجهنم غدا 26 - حدثني أبو ثابت الخطاب حدثني رجاء بن عيسى قال قال لي عمرو بن جرير تدري أي شيء كان سبب توبتي خرجت مع أحداث بالكوفة فلما أردت أتي المعصية هتف بي هاتف كل نفس بما كسبت رهينة
27 - حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم عن إسحاق بن منصور بن حبان حدثني محمد بن الفضل عن ابن أبي أسماء أن رجلا دخل غيضة فقال لو خلوت ههنا بمعصية من كان يراني فسمع صوتا يملأ ما بين ضافتي الغيضة ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
28 - حدثني علي بن الجعد عن علي بن عاصم ثنا المستلم بن سعيد قال كان رجلا بأرض طبرستان قال وصل أرضا شبه كثيرة الشجرة قال فبينما هو يسير إذ نظر إلى ورق الشجر قد خف فتساقط وتراكم بعضه على بعض فجعل يفكر في نفسه وهو يسير أترى الله تعالى يحصي هذا كله فسمع مناديا ينادي ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
29 - حدثنا أبو نصر التمار ثنا مسكين أبو فاطمة عن مزرع بن موسى عن عمرو بن قيس الملائي قال بينما أنا أطوف بالكعبة إذا برجل نأى عن الناس وهو يقول من أتى الجمعة وصلى قبل الإمام وصلى مع الإمام وصلى بعد الإمام كتب من القانتين ومن أتى الجمعة فلم يصل قبل الإمام ولا مع الإمام ولا بعد الإمام كتب من الفائزين ثم غاب فلم أره فلما كان في الجمعة الثانية رأيته نائيا من الناس وهو يقول مثل مقالته ثم غاب فلم أره فدخلت من باب الصفا فطلبته بأبطح مكة فلم أجده فسألت عليه أصحابي قال فأخبرتهم فقالوا الخضر قلت الخضر
30 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي حدثني محرز بن أبي خديج عن سفيان بن عيينة قال رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه حسن الثياب منيفا على الناس قال فقلت في نفسي ينبغي أن يكون عند هذا علم قال فأتيته فقلت له تعلمنا شيئا فقل شيئا فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين خفف فيهما ثم أقبل علينا فقال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا وماذا قال ربنا قال الهاتف اسمه أنا الله الملك الذي لا يزول فهلموا إلي أجعلكم ملوكا لا تزولون ثم قال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا وماذا قال ربنا قال أنا الله الحي الذي لا يموت فهلموا إلي أجعلكم أحياء لا تموتون ثم قال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا ماذا قال ربنا قال أنا الله الملك الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون فهلموا إلي أجعلكم إذا أردتم أن تقولوا للشيء كن فيكون
قال ابن عيينة فذكرته لسفيان الثوري فقال كان ذلك الخضر ولكن لم تعقل
31 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال سمع صوت يوم أصيب عمر بتبالة ليلا ... ليبك على الإسلام من كان باكيا ... فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد
أدبرت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملها من كان يوقن بالوعد ...
32 - حدثني محمد بن نصر بن الوليد عن أبي عبد الرحمن الطائي عن أبي حمزة الثمالي عن رجل قال بينما أنا في جبال مكة إذ وجدت قرطاسا فيه كتاب بسم الله الرحمن الرحيم براءة لعمر بن عبد العزيز من النار وسمعت قائلا يقول دان الزمان وذل السلطان وخسر الشيطان لعمر بن عبد العزيز قال فوالله ما لبثنا إلا أياما حتى أنبئنا بوفاته فلما مات أتيت هذا الموضع الذي وحدت فيه القرطاس فإذا أنا بصوت أسمع ولا أرى الوجه يقول ... عنا فداك مليك الناس صالحة ... في جنة الخلد والفردوس يا عمر ... أنت الذي لا نرى عدلا يسر به ... من بعده ما جرت شمس ولا قمر ... 33 - حدثني محمد بن الحسين حدثني سليمان بن أيوب سمعت عباد بن عباد المهلبي يذكر أن رجلا من أهل البصرة تنسك ثم مال إلى الدنيا والسلطان فبنى دارا وشيدها وأمر بها ففرشت له وجهزت فاتخذ مأدبة وصنع طعاما ودعا الناس فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويشربون وينظرون إلى بنائه ويتعجبون منه ويدعون
ويتفرقون
قال فمكث بذلك أياما حتى فرغ من أمر الناس ثم جلس ونفر من خاصة إخوانه فقال قد تزايد سروري بداري هذه وقد حدثت نفسي أن أتخذ لكل واحد من ولدي مثلها فأقيموا عندي أياما استمتع بحديثكم وأشاوركم فيما أريد من هذا البناء لولدي فأقاموا عنده أياما يلهون ويشاورهم كيف يبني لولده وكيف يريد أن يصنع فبينا هم ذات يوم في لهوهم حدث إذ سمعوا قائلا يقول من أقاصي الدار ... يا أيها الباني الناسي ميتته ... لا تنس فإن الموت مكتوب ... على الخلائق ليرشدوا ولينزجروا ... فالموت حتف لذي الآمال منصوب ... لا تبنين دار لست تسكنها ... وراجع النسك كي يغفر الحوب ...
قال ففزع هذا وفزع أصحابه فزعا شديدا وراعهم ما سمعوا من هذا فقال لأصحابه هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال فهل تجدون ما أجد قالوا وما تجده قال أجد والله مسكة على بدني ما أراها إلا علة الموت قالوا كلا بل البقاء والعافية
قال فبكى ثم أقبل عليهم فقال أنتم أخلائي وإخواني فما لي عندكم قالوا مرنا بما أحببت من أمرك قال فأمر بالشراب فأهريق ثم أمر بالملاهي فأخرجت ثم قال اللهم إني أشهدك ومن حضر من عبادك أني تائب إليك من جميع ذنوبي نادم على ما فرطت أيام مهلتي وإياك أسأل إذا هديتني أن تتم علي نعمتك باقي أيامي في طاعتك وإن أنت قبضتني إليك أن تغفر لي ذنوبي تفضلا منك علي واشتد به الأمر فلم يزل يقول الموت والله الموت والله حتى خرجت نفسه فكان الفقهاء يرون أنه مات على توبة
34 - حدثني محمد بن الحسين حدثني يوسف بن الحكم الرقي حدثني فياض
ابن محمد الرقي أن عمر بن عبد العزيز بينا هو يسير على بغلة ومعه ناس من أصحابه إذا هو بجان ميت على قارعة الطريق فنزل عمر فأمر به فعدل به عن الطريق ثم حفر له فدفنه وواراه ثم مضى فإذا هو بصوت عالي يسمعونه ولا يرون أحدا وهو يقول ليهنئك البشارة من الله يا أمير المؤمنين أنا وصاحبي هذا الذي دفنته آنفا من النفر من الجن الذين قال الله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن وإنا لما أسلمنا وآمنا بالله وبرسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبي هذا أما إنك ستموت في أرض غربة يدفنك فيها يومئذ خير أهل الأرض
35 - حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو الوليد الكندي ثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم الناجي قال قال الحسن دخلنا على أبي الرجاء العطاردي فسألناه هل عندك علم بالجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم وقال أخبركم بالذي رأيت وبالذي سمعت كنا في سفر حتى إذا نزلنا على الماء وضربنا أخبيتنا وذهبت أقيل إذا أنا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب فعمدت إلى إداوتي فنضحت عليها من الماء فلما نضحت عليها سكنت وكلما حبست عنها الماء اضطربت حتى أذن المؤذن بالرحيل فقلت لأصحابي انتظروني حتى أعلم علم هذه الحية إلى ما يصير فلما مكثنا للعصر ماتت فعدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة بيضاء فلفقتها وحفرت لها فدفنتها وسرنا بقية يومنا هذا وليلتنا حتى إذا أصبحنا ونزلنا على الماء وضربنا أخبيتنا وذهبت أقيل فإذا أنا بأصوات سلام عليك لا واحد ولا عشرة ولا مائة ولا ألف أكثر من ذلك فقلت من أنتم قالوا نحن الجن بارك الله عليك قد اصطنعت إلينا ما لا نستطيع
أن نجازيك قلت وما اصطنعت إليكم قالوا إن الحية التي ماتت عندك كان ذلك آخر من بقي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من الجن
36 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي ثنا مطلب بن زياد الثقفي ثنا ابن إسحاق أن ناسا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في مسير لهم وإن حيتين اقتتلتا فقتلت إحداهما الأخرى فعجبوا لطيب ريحها وحسنها فقام بعضهم فلفها في خرقة ثم دفنها فإذا قوم يقولون السلام عليكم لا يرونهم أيكم دفن عمرا إن مسلمينا وكفارنا اقتتلوا فقتل مسلمنا وكان من الرهط الذين أسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم
37 - حدثنا خالد بن خداش حدثني معلى الوراق عن مالك بن دينار قال دخلت على جار لنا مريض أعوده فقلت له عاهد الله تعالى أن تتوب لعله أن يشفيك قال هيهات يا أبا يحيى أنا ميت ذهبت أعاهد كما كنت أعاهد فإذا هاتف من ناحية البيت يقول عاهدناك مرارا قد وجدناك كذابا قال فما خرج مالك من الدار حتى سمع النائحة عليه
38 - حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن السكن ثنا الهيثم بن جماز عن يحيى بن أبي كثير قال دخلت على رجل أعوده فوجدته جزعا من الذنوب نادما على ما سلف من عمله قلت استعتبت قال هيهات هيهات قد سألته مرة بعد مرة واستقلته مرة من بعد أخرى فأقالني فلما كانت مرضتي هذه قلت أقلني فلن أعود أبدا فسمعت صوتا من ناحية بيتي يا هذا قد أقلناك فوجدناك كذابا
39 - حدثني عبيد الله بن عمرو ثنا يحيى عن الحسن بن عطية حدثني موسى ابن أبي حبيب عن عبد المجيد صاحب مصر الذي مدحه أبو نواس قال قال لي أبو نواس خرجت إلى الكوفة فلما صرت بطزناباذ حضرني عنب قلت ... بطزناباذ كرم ما مررت به ... إلا تعجبت مما يشرب الماء ... فجاءني هاتف من تحت الشجرة ... وفي جهنم ماء ما تجرعه ... خلق فأبقى له في البطن أمعاء ...
40 - حدثني محمد بن الحسين حدثني داود بن المحبر ثنا سوادة بن أبي الأسود قال أبا خليفة العبدي قال
مات ابن لي صغير فوجدت عليه وجدا شديدا فارتفع عني النوم فوالله إني ذات ليلة في بيتي على سريري وليس في البيت أحد وإني مفكر في أبني إذ نادى مناد من ناحية البيت السلام عليكم ورحمة الله يا أبا خليفة قلت وعليك السلام ورحمة الله قال ورعبت رعبا شديدا قال فتعوذ ثم قرأ آيات من آخر سورة آل عمران حتى انتهى إلى هذه الآية وما عند الله خير للأبرار ثم قال يا أبا خليفة قلت لبيك قال ماذا تريد تريد أن تخص بالحياة في ولدك دون الناس أنت أكرم على الله أم محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ابنه إبراهيم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب أم تريد أن يرفع الموت عن ولدك وقد كتبه الله على جميع الخلق أم ماذا تريد تريد أن تسخط على الله في تدبير خلقه والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ولولا الأسى ما انتفع المخلوقون بعيش ثم قال ألك حاجة قلت من أنت يرحمك الله قال امروء من جيرانك من الجن
41 - حدثني أبو محمد الحسن بن علي ثنا أبو بكر بن زبريق ثنا أيوب بن سويد حدثني يحيى بن زيد الباهلي عن عمر بن عبد الله الليثي عن واثلة بن الأسقع قال كان إسلام الحجاج بن علاط الهزار ثم السلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة فلما جن عليهم الليل في واد مخوف موحش فقال له أصحابه يا أبا كلاب قم فخذ لنفسك وأصحابك أمانا فقام الحجاج فجعل يطوف حولهم ويكلؤهم ويقول ... أعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... من كل جن بهذا النقب ... حتى أؤوب سالما وركبي
قال فسمعت صوتا قائلا يقول يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان قال فلما قدموا المدينة خبر به في نادي قريش فقالوا صبأت والله يا أبا كلاب إن هذا مما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال قد والله سمعته وسمعه هؤلاء معي فبينا هم كذلك إذ جاء العاص بن وائل فقالوا له يا أبا هشام ما تسمع ما يقول أبو كلاب قال وما يقول فأخبر بذلك فقال ما يعجبكم من ذلك إن الذي سمع هناك هو الذي ألقي على لسان محمد فنهتني القوم عنه ولم يزدني في الأمر إلا بصيرة فقال ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت أنه خرج من مكة إلى المدينة فركبت راحلتي وانطلقت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأخبرته بما سمعت فقال سمعت والله الحق هو والله من كلام ربي الذي أنزل علي ولقد سمعت حقا يا أبا كلاب فقلت يا رسول الله علمني الإسلام فشهدني كلمة الإخلاص وقال سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه فإنه الحق
باب هواتف القبور
42 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي حدثني محمد بن عيسى أبو عبد الله الوابشي قال سمعت شيخا من الكوفيين اسمه محمد بن عبد الله قال خرج عمر بن عبد العزيز مع جنازة فلما دفنها قال لأصحابه دعوني حتى آتي قبر الأحبة قال فأتاهم فجعل يدعو ويبكي إذ هتف به التراب فقال يا عمر ألا تسألني ما فعلت بالأحبة قال فما فعلت بهم قال مزقت الأكفان وأكلت اللحم وشدخت المقلتين وأكلت الحدقتين ونزعت الكفين من الساعدين والساعدين من العضدين والعضدين من المنكبين والمنكبين من الصلب والقدمين من الساقين والساقين من الفخذين والفخذين من الورك والورك من الصلب قال وعمر يبكي فلما أراد ن ينهض قال له التراب ألا أدلك على أكفان لا تبلى قال وما هي قال تقوى الله تعالى والعمل الصالح
43 - حدثني أبو عبد الرحمن القرشي حدثني العلاء بن أبي الصهباء التيمي عن سوار بن مصعب الهمداني عن أبيه أن أخوين كانا جارين وكان كل واحد منهما يجد بصاحبه وجدا لم ير مثله فخرج الأكبر إلى أصفهان فقدم وقد مات الأصغر فاختلف إلى قبره سبعة أشهر فلما حضر أجله إذا هاتف هتف من خلفه يقول ... يا أيها الباكي على غيره ... نفسك أصلحها ولا تبكه
إن الذي تبكي على أثره يوشك يوشك يوشك أن تسلك في سلكه فالتفت فلم ير خلفه أحد فاقشعر وحم فهرع إلى أهله فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبه فكانت كل واحدة من قوله يوشك يوما
44 - حدثني سعيد بن يحيى القرشي قال سمعت أبي يذكر عن شرقي بن قطامي قال كان رجلان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما في الصرم فدفن بالدوم فمر الباقي بقبر الميت فلم يعرج عليه ولم يسلم فهتف به هاتف من القبر ... أجدك تطوي الدوم ولا ترى ... عليك لأهل الدوم أن تكلما ... وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه ... فمر بأهل الدوم عاج فسلما ... تجدد صرما أنت كنت بدأته ... ولا أنا فيه كنت أسوأ وأظلما ... 45 - حدثني الحسن بن سليمان ثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ حدثني إبراهيم ابن عبد الله النميري عن بقية الزهراني قال سمعت ثابتا البناني قال بينا أنا أمشي في المقابر إذا بها هاتف يهتف من ورائي يقول يا ثابت لا يغرنك سكونها فكم من مغموم فيه قال فالتفت فلم أر أحدا 46 - حدثني سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا وداع بن مرجي بن وداع قال سمعت بشر بن منصور يقول قال لي عطاء الأزرق إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيما أنت بين ظهرانيه فإني بينا أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تفكرت في شيء فإذا أنا بصوت يقول إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل أو معذب في سكراته يتقلب
47 - حدثني محمد بن الحسين ثنا حكيم بن جعفر قال سمعت صالحا المري يقول دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت فقلت سبحان من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد افتراقها ثم يحييكم وينشركم من بعد طول البلى قال فناداني مناد من بين تلك الحفر يا صالح ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون
قال فسقطت والله لوجهي جزعا من ذلك الصوت
48 - حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر ثنا ليث بن سعيد بن هاشم عن أبيه قال أعرس رجل في الحي على ابنه فاتخذ لذلك لهوا وكانت منازلهم إلى جانب المقابر قال فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم قال فأصغوا مطرقين فإذا هاتف من بين القبور يقول ... يا أهل لذات لهو لا تدوم لهم ... إن المنايا تبيد اللهو واللعبا ... كم قد رأيناه مسرورا بلذته ... أمسى فريدا من الأهلين مغتربا
قال فوالله إن لبثت بعد ذلك إلا أياما حتى مات الفتى المتزوج
49 - حدثنا أبو الحسن البصري حدثني رباح شيخ كان ينزل بالعدوية عن جار له قال مررت بالمقابر فترحمت عليهم فهتف هاتف نعم فترحم عليهم فإن فيهم المهموم والمحزون 50 - حدثني أبو الحسن البصري حدثني سعيد بن حسان قال بينا ركب في فلاة من الأرض في ليلة ظلماء وورائهم تحيط المقابر إذا هاتف يقول لهم ... أيها الركب المحبون على الأرض محدون ... كما أنتم كنا وكما نحن تكونون ... 51 - حدثني محمد بن يحيى المروزي عن محمد بن إسماعيل الجعفري عن عمه موسى بن جعفر بن إبراهيم قال سمع ليلة مات علي بن عبد الله بن جعفر في جانب بيته شهيق كشهيق المرأة الحسنة الصوت وهو يقول ... لقد فارق الدنيا علي فأعولي ... بني هاشم إن كان ينفعك الحزن ... لقد مات خير الناس إلا محمدا ... ربيع اليتامى والصحيح من الابن
52 - حدثني القاسم بن هاشم بن سعيد ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرو عن سليمان بن يسار الحضرمي قال كان ناس يسيرون ليلا عند باب الشرق مما يلي المقابر فسمعوا صوتا من قبر يقول ... يا أيها الركب سيروا ... من قبل أن لا تسيروا ... فكما كنتم كنا فغيرنا ريب المنون وسوف كما كنا تكونون
53 - حدثني عمار بن نصر أبو ياسر المروزي ثنا بقية بن الوليد ثنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير عن يزيد بن شريح أنه سمع صوت من قبل إن ترون اليوم أمثالنا بعدها أمثالكم وكنا أقرانا في الحياة كشكلكم فتلك البيداء تسفى رياحها ونحن في مقصورة لا ننالكم فمن يك منا فليس براجع فتلك ديارنا وهي مصيركم
54 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثني سحيم بن ميمون وكان من جلساء الليث بن سعد قال كان رجل نائما في مقبرة فسمع هاتفا يقول ... نعم الله بالخليلين عينا ... وبمسراك يا أميم إلينا ... فأجابه مجيب فقال وما ينفعها وأبوها ساخط عليها فلما أصبح الرجل إذا بقبر يحفر ورجل هناك فسأل عن القبر وأخبره بما سمع فقال هذان قبرا ابني وهذه الميتة أمهما وقد كنت ساخطا عليها أما لأقرن أعينهما بالرضى عنها قال فرضي عنها وولي أمرها حتى واراها
55 - حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال سمعت أبي يذكر عن أبي بكر بن عياش عن حفار كان في بني أسد قال فمررت بالحفار فحدثني كما حدثني أبو بكر عنه قال كنت أنا وشريك نتحارس مقبوري أسد ليلا في المقابر إذ سمعت قائلا يقول قبر من يا عبد الله قال ما لك يا جابر قال غدا تأتينا أمنا قال وما تنفعنا لا تصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف ن لا يصلي عليها قال فجعل يكرران ذلك مرارا فجئت لشريكي فجعل يسمع الصوت ولا يفهم الكلام فلقنته إياه
ثم يفهم بفهمه فلما كان من غد جاءني رجل فقال احفر لي ههنا قبرا بين القبرين الذين سمعت منهما الكلام فقلت اسم هذا جابر واسم هذا عبد الله فقال نعم فأخبرته بما سمعت فقال نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها ولا جرم لأكفرن عن يميني ولأصلين عليها ولأترحمن عليها قال ثم مر بي بعد ذلك على عكاز ومعه إداوة فقال إني أريد الحفر لمكان عيني تلك
56 - حدثني محمد بن المثنى العنزي قال وجدت في كتاب جدي علي بن طارق بن زيد الجعفي ثنا الثمالي أن رجلا خرج يتنزه فإذا هو بصوت من قبر ينادي ... هذا أبونا قد أتانا زائرا ... أحبب به زورا إلينا باكرا ... وخير ميت ضمن المقابرا ... جد إلينا عتبة سائرا ... قد وحد الله زمانا صابرا ... عوض من توحيده أساورا ... في جنة الفردوس نزلا فاخرا ... قال فقلت لا أبرح اليوم حتى أعلم ما هذا الصوت الذي سمعت وعن الميت فجيء بجنازة رجل فسألتهم عنه فقيل هذا رجل من الأنصار من بني سلمة وهذا ابنه عتبة وهذه ابنته عبيدة فدفنوه بينهما ثم انصرفوا 57 - وحدثني محمد بن المثنى قال ومن كتاب جدي ثنا الكلبي أن رجلا مات بالمدينة فوله أبوه ولها شديدا وإن أباه أري في منامه أن ائت قبر ابنك فودعه فخرج يمشي حتى أتى قبره وهو رجل يقول الشعر فألقي على لسانه أن قال ... يا صاحب القبر الذي قد استوى ... هجت لي حزنا على طول البلى ... حزنا طويلا يأتي ما انقضى ... مر غصص الموت وغم قد برى ... وضغطة القبر التي فيها الأذى
ثم إن الرجل انصرف فنودي من خلفه ... اسمع أحدثك بأمر قد أصابنا ... بخبر أوضح من ضوء الضحى ... عن غصص الموت وهم قد جلى ... وفرج نفسه بعد الرضى ... للقول بالتوحيد فيما قد خلا ... أثبت من ذاك جزيلا وعى ... جنان فردوس رضى للفتى ... يدعو فيها بائعها بما اشتهى ... ثم ان الصوت خمد وانصرف الرجل فما خطر له ابنه على باله حتى مات
58 - حدثني إبراهيم بن عبد الله عن سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو تميلة ثنا زيد بن عمر التيمي ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال كان صفوان بن أمية في بعض المقابر فإذا أنوار قد أقبلت ومعها جنازة فلما دنوا من المقبرة قال أنظروا قبر كذا وكذا قال فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول ... أنعم الله بالظعينة عينا ... وبمسراك يا أمين إلينا ... جزعا ما جزعت من ظلمة القبر ... ومن مسك التراب أمينا
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا لحاهم ثم قال هل تدري من أمينة قلت لا قالوا صاحبة السرير وهذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان قد عملنا أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت
59 - حدثني محمد بن الحسين ثنا عبيد بن إسحاق الضبي ثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرض للناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا فقال الرجل أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة قال ويحك وكيف ذلك قال خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به فقلت استودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت فإذا ضوء شبه السراج في المقابر فقلت لبني عمي ما هذا فقالوا ما ندري غير إنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح وإذا هو بحجر أمه فدنوت فناداني مناد أيها المستودع ربه خذ وديعتك أما لو استودعته أمه لوجدتها قال فأخذت الصبي وانضم القبر
قال محمد بن الحسين فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال سمعته من عاصم بن محمد
باب هواتف الدعاء
فقلت للنبي 60 - حدثنا عبيد الله بن جرير العتكي ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ثنا همام عن الحجاج بن فرافصة قال حدثني رجل من أهل فدك عن حذيفة قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل الحمد أنت وعلى كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا يرضيك عني إنك على كل شيء قدير صلى الله عليه وسلم بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول كذا وكذا فنظرت فلم أر أحدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك
61 - حدثنا عبيد الله بن جرير ثنا عمرو بن كنيز أبو حفص حدثني يحيى بن حماد الهباري عن رجل عن رجل الذي أخذ وكان الحجاج بن يوسف قد طلبه فأتي به الحجاج عشية فأمر به فقيد بقيود كثيرة وأمر الحرس فأدخل في ثلاثة أبيات وأقفلت عليه وقال إذا كان غدوة فآتوني به قال فبينا أنا مكب على وجهي إذ سمعت مناديا ينادي في الزاوية يا فلان قلت من هذا قال ادع بهذا الدعاء قلت بأي شيء أدعو قال قل يا من لا يعلم
كيف هو إلا هو يا من لا يعلم قدرته إلا هو فرج عني ما أنا فيه قال والله ما فرغت منها حتى تساقطت القيود من رجلي ونظرت إلى الأبواب مفتحة فخرجت إلى صحن الدار فإذا الباب الكبير مفتوح وإذا الحرس نيام عن يميني وعن شمالي فخرجت حتى كنت بأقصى واسط فلبثت في مسجدها حتى أصبحت
62 - حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن يوسف مولى بني أسد ثنا مالك بن إسماعيل ثنا صالح بن أبي الأسود عن محفوظ بن عبد الله عن شيخ من حضرموت عن محمد بن يحيى قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بينا أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه السائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك
قال قلت دعاءك هذا عافاك الله قال لي وقد سمعته قلت نعم قال فادع به في دبر كل صلاة فوالذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله تعالى لك أسرع من طرفة عين
63 - حدثني أبو ثابت مشرف بن أبان ثنا محمد بن الحسن الهمداني عن عبيد الله الجزري قال ألح رجل ذات ليلة على الدعاء فهتف به هاتف يا هذا قل يا سامع كل صوت يا بارئ النفوس بعد الموت ويا من لا تغشيه الظلمات ويا من لا تشتت عليه الأصوات ويا من لا يشغله صوت عن صوت قال فما دعوت الله تعالى قط بهذا الدعاء إلا استجاب لي
64 - حدثني الحسن بن أبي مريم عن شعبة بن أبي الروحاء الحمال قال خرجت من الكوفة وأنا أريد المغيثة في نحو من ستين سنة قال وكان الطريق إذ ذاك مخوفا فأتيت العذيب فقال أهله أين تريد قلت المغيثة قالوا إنه لم يمر بنا منذ ثلاثة أيام أحد يذهب ولا يجيء وإنا نخاف عليك فهذا الليل قد اقبل قال قلت لا لا أجد بدا من المضي قال فخرجت من العذيب قال وذلك عند المغرب فسرت أميالا قال وجاء علي الليل وأنا على قعود لي فبينا أنا كذلك إذا أنا بشخص يريدني فاستوحشت منه ثم دنوت فسمعته يقرأ القرآن قال فسلمت فرد علي وقال ما يحملك على التوحيد قلت طلب الخير قال إن طلبت الخير فخير قال قلت من أنت رحمك الله قال أقبلت من المصيصة وأنا أريد البصرة ثم هذا وجهي من البصرة قال ثم قال لي أراك ذعرت قال قلت أجل قال أفلا أدلك على سر إذا أنت قلته آنست إذا استوحشت وأهتديت به إذا ضللت ونمت إذا أرقت
قال أي والله فعلمني رحمك الله قال قل بسم الله ذو شأن عظيم البرهان شديد السلطان كل يوم هو في شأن لا حول ولا قوة إلا بالله فلم يزل يرددهن حتى حفظتهن
قال ثم عدل شيئا عن الطريق كأنه يبول أو يقضي حاجة وتفاج الجمل فبال فذهبت أنظر فلم أر شيئا قال فاستوحشت وحشة شديدة بعد ما كنت قد أنست به قال ثم ذكرت الكلمات فقلتهن قال فآنست قليلا ورجعت إلى نفسي
65 - حدثني أبو عبد الله محمد بن خلف صالح التميمي وكان عابدا قال قال بكر العابد حججت فلما صرت إلى خراب المدينة إذا بشخص شيخ حسن الهيئة طيب الريح شديد بياض الثياب فلما دنوت منه قال لي يا بكر قل قلت ما أقول قال قل يا عظيم يا واسع المغفرة يا قريب الرحمة يا ذا الجلال والإكرام اجعلنا من أهل العافية في الدنيا والآخرة ثم لم أره
66 - حدثني أبو عبد الله التيمي حدثني شريح حدثني جليس كان لبكر بن محمد قال قال لي بكر دعوت الله تعالى في ليلة جمعة فأكثرت وكنت أقول اللهم ارزقني غدا إذا توجهت إلى المسجد الجامع رجلا أنتفع بصحبته فخرجت أريد المسجد فلم يصحبني أحد حتى إذا صرت إلى الجدارين إذا شيخ ما أدري كيف أصف حسن وجهه أو حسن بياضه أو طيب ريحه فدنوت منه فقلت يا هذا أي شيء خير فتبسم في وجهي وقال طوبى لمن طال عمره وحسن عمله ثم مر يماشيني ما أكلمه ولا يكلمني فلما صرنا في رحبة المسجد والناس يزدحمون على أبواب المسجد قال بيده فأدارني فقال اعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما قال ثم لم أره
67 - حدثني أبو عبد الله التيمي حدثني شريح قال سمعت يحيى بن بليق الجمال وهو مولى لبني وديعة بن عبد الله بن لؤي قال كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد قال فشرينا دليلا يخرج بنا إلى موضع ذكر لنا أن فيه ماء فبينا نحن نسير نبادر الماء بعد طلوع الفجر إذا صوت نسمعه وهو
يقول ألا يقولون قال يحيى ما جئته فقلت وما نقول فقال اللهم ما أصبح بنا من نعمة أو عافية أو كرامة في دين أو دنيا جرت علينا فيما مضى أو هي جارية علينا فيما بقي فإنها منك وحدك لا شريك لك ولك الحمد علينا ولك المن ولك الفضل ولك الحمد عدد ما أنعمت به علينا وعلى جميع خلقك من لدنك إلى منتهى علمك لا إله إلا أنت ثم قال هذا من البدء إلى البقاء
68 - حدثني إسماعيل بن إبراهيم حدثني صالح المري عن عبد العزيز بن أبي رواد أنه كان خلف المقام جالسا فسمع داعيا دعا بأربع كلمات فعجب منهن وحفظهن قال فالتفت فلم أر أحدا وهو يقول اللهم فرغني لما خلقتني له ولا تشغلني بما تكفلت لي به ولا تحرمني وأنا أسألك ولا تعذبني وأنا أستغفرك 69 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا بشر بن مبشر العتكي عن حماد بن سلمة عن ثابت قال كنت عند سرادق مصعب بن الزبير في موته لا تمر به الدواب فاستفتحت حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير فمر شيخ على بغلة فقال يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي فلما قلت وقابل التوب قال قل يا قابل التوب اقبل توبتي فلما قلت شديد العقاب قال قل يا شديد العقاب أعف عني فلما قلت ذا الطول قال قل يا ذا الطول طل علي بخير قال فنظرت يمينا وشمالا فلم أر أحدا
70 - حدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى حدثني عبد الله بن بكر السهمي حدثني رجاء بن سفيان قال كان رجل على عهد عبد الملك بن مروان إذ جاءه عبد الملك فجعل يسيح في البلاد ولا يؤويه أحد فبينا هو في سياحة إذا هو برجل في حفرة أو في واد يصلي فلما رآه يطيل الصلاة استأنس به فجاء حتى قام خلفه فصلى ركعتين ثم قعد وصلى الآخر ثم أقبل علي فقال يا عبد الله من أنت أو ما أنت قال أنا رجل من هؤلاء الناس قد أخافني الخليفة وطردني فليس أحد يؤويني وأنا شيخ كما ترى
قال فأين أنت من السبع قال أي سبع رحمك الله
قال أن تقول سبحان الواحد الأحد الذي ليس غيره إله سبحانه الدائم الذي لا نفاد له سبحان القديم الذي لا بدء له سبحان الله يحيي ويميت سبحان الله كل يوم هو في شأن سبحان الله خلق ما يرى وما لا يرى سبحان الذي علم كل شيء من غير تعليم اللهم إني أسألك بحق هذه الكلمات وحرمتهن أن تعطيني كذا وكذا قال فأعادهن علي حتى حفظتهن
قال ففقد صاحبه من مكانه وألقى الأمن في قلبه فخرج وهو كذلك حتى وصل إلى عبد الملك فاستأذن عليه فأذن له فلما رآه قال أو قد تعلمت علي السحر أيضا قال لا والله يا أمير المؤمنين ما تعلمت عليك سحرا ولكنه كان من شأني كذا وكذا فأخبره بالذي كان منه فأجازه وكساه
71 - حدثني بعض أصحابنا عن محمد بن مقاتل العباداني قال قال هشيم كنت يوما في منزلي فدخل علي رجل فقال قال الحمد الله على كل نعمة واستغفر الله من كل ذنب وأسأل الله من كل خير وأعود بالله من كل شر ثم خرج فطلب فلم يوجد فكنا نراه الخضر عليه السلام
72 - حدثني هاشم بن القاسم ثنا آدم بن أبي إياس حدثني أبو عمر الصنعاني حدثني الثقة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان جالسا في ظل الكعبة إذ سمع رجلا يدعو الله خمسا أو سبعا يا من لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل وإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك
فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه قوموا لعلنا نرحم بدعائه فكلمه عمر وكلهم يرى أنه الخضر عليه السلام
باب هواتف الجن
73 - حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا موسى بن جعفر أخو إسماعيل بن جعفر عن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي سلمة عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة فيما اعلم قال لما أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فخرج هو وأبو بكر رضي الله عنه من الغار لم تدر قريش بمخرجه حتى سمعوا متكلما ينشد أبيات وهو لا يرى فاجتمع الناس عل صوته من أعلى مكة حتى جاء أسفلها يقول ... جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد ... هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد ... ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد ...
74 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثني محمد بن زياد بن زبار الكلبي حدثني أبو مصبح الأسدي حدثني يحيى بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن حذيفة بن غانم العدوي قال خرج حاطب بن أبي بلتعة من حائط له يقال له قران يريد النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالمسحاء التفت عليه عجاجتان ثم انجلتا عن حية لين الحوران يعني الجلد فنزل ففحص له بسية قوسه ثم واراه فلما كان الليل إذا هاتف يهتف
يا أيها الراكب المزجي مطيته ... أربع عليك سلام الواحد الصمد ... واريت عمرا وقد ألقى كلاكله ... دون العشيرة كالضرغام الأسد ... وأشجع حاذر في الجيش منزله ... وفي الحياء من العذراء في الخدر ... فأتى النبي فأخبره فقال ذاك عمرو بن الحرماية وافد نصيبين لقيه محصن بن جوشن النصراني فقتله أما إني قد رأيتها يعني نصيبين فرفعها إلى جبريل عليه السلام فسألت الله تعالى أن يعذب نهرها ويطيب ويكثر ثمرها
قال فقالوا هذا سعد بن عبادة وسعد بن معاذ
75 - حدثني أبي عن هشام بن محمد ثنا عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد ابن عيسى بن جبر عن أبيه عن جده قال سمعت قريش صائحا يصيح على أبي قبيس ... فإن يسلم السعدان يصبح محمد ... بمكة لا يخشى خلاف مخالف ... فقال أبو سفيان وأشراف قريش من السعود سعد بن بكر وسعد بن زيد مناة وسعد بن قضاعة فلما كان في الليلة الثانية سمعوا صوته على أبي قبيس ... أبا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف ... أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا ... على الله في الفردوس منية عارف ... فإن ثواب الله لطالب الهدى ... جنان في الفردوس ذات رفارف ... 76 - وحدثني العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد عن عبد المجيد بن أبي عبس قال سمع بالمدينة في بعض الليل هاتف يقول ... خير كهلين في بني الخزرج الغربين ... سعد بن عبادة ... المجيبان إذ دعا أحمد الخير ... فنالتهما هناك السعادة ... ثم عاشا مهديين جميعا ... ثم لقاهما المليك الشهادة
77 - حدثني حاتم بن الليث الجوهري حدثني سليمان بن عبد العزيز الزهري حدثني أبي عبد العزيز بن عمران عن عمه محمد بن عبد العزيز عن أبيه عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم هتف الجن على أبي قبيس وعلى الجبل الذي بالحجون الذي بأصله المقبرة وكانت تئد فيه قريش بناتها فقال الذي عليه ... فأقسم لا أنثى من الناس أنجبت ... ولا ولدت أنثى من الناس واحدة ... كما ولدت زهرية ذات مفخر ... مجنبة لوم القبائل ماجدة ... فقد ولدت خير القبائل أحمدا ... فأكرم بمولود واكرم بوالدة ... وقال الذي على أبي قبيس ... يا ساكني البطحاء لا تغلطوا ... وميزوا الأمر بفعل مضى ... إن بني زهرة من سركم ... في غابر الدهر وعند البدى ... واحدة منكم فهاتوا لنا ... فيمن مضى في الناس أو من بقى ... واحدة من غيركم مثلها ... جنينها مثل النبي التقى ...
78 - حدثنا محمد بن صدران الأزدي حدثنا نوح بن قيس حدثنا قيس حدثنا نعمان بن سهل الحراني قال بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا إلى البادية فرأى ظبية مصرورة فطاردها حتى أخذها فإذا رجل من الجن يقول ... يا صاحب الكنانة المكسورة ... خل سبيل الظبية المصرورة ... فإنها لصبية مضرورة ... غاب أبوهم غيبة مذكورة ... في كورة لا بورك مذكورة
79 - وحدثني العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد عن أيوب بن خوط عن حميد بن هلال أو غيره قال كنا نتحدث أن الظباء ماشية الجن فأقبل غلام ومعه قوس ونبل فاستتر بأرطاة وبين يديه قطيع من الظباء وهو يريد أن يرمي بعضه فهتف هاتف لا يرى ... إن غلاما ثقف اليدين ... يسعى بكبد أو بلهذمين ... متخذ الأرطاة جنتين ... ليقتل التيس مع العنزين ... فلما سمعت الظباء ذلك تفرقت
80 - حدثني العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد حدثني ابن مسعر بن كدام عن أبيه قال قتل رجل من بني عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر مع علي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم صفين فسمعوا نائحة وهي تقول ... ألا فاسألوا العمرين عن صاحب الجمل ... فتى غير مسهام ولا خائف نكل ... يكسر الركائب في المكاره كلها ... ويعلم أن الأمر منقطع الأمل
81 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا عمي خليفة بن موسى ثنا محمد بن ثابت البناني عن أبيه قال قالت عائشة رضي الله عنها إذا سركم أن يحسن المجلس فأكثروا ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قالت والله إنا لوقوف بالمحصب إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يسمع صوته قال ... أبعد قتيل بالمدينة أشرقت ... له الأرض واهتز الغضاة بأسوق ... جزى الله خيرا من إمام وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق ... قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... نوائح في أكمامها لم تفتق ... وكنت نشرت العدل بالبر والتقى ... وحكم صليب الدين غير مزوق ... فمن يسع او يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق ... أمين النبي حبه وصفيه ... كساه المليك جبة لم تمزق ... من الدين والإسلام والعدل والتقى ... وبابك عن كل الفواحش مغلق ... ترى الفقراء حوله في مفازة ... شباعا رواء ليلهم لم يؤرق ... قالت ثم انصرف فلم نر شيئا فقال الناس هذا مزرد ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى المدينة فوثب إليه أبو لؤلؤة الخبيث فقتله فوالله إنه لمسجى بيننا إذ سمعنا صوتا من جانب البيت لا ندري من أين يجيء ... ليبك على الإسلام من كان باكيا ... فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملها من كان يوقن بالوعد فلما ولي عثمان لقي مزردا فقال أنت صاحب الأبيات قال لا والله يا أمير
المؤمنين ما قلتهن
قال فيرون أن بعض الجن رثاه
82 - حدثني أبي عن هشام بن محمد قال أخبرني معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال أخبرني شيخ من أهل مكة عن الأعشى بن النباش بن زرارة التيمي حليف بني عبد الدار قال خرجت في نفر من قريش نريد الشام فنزلنا بوادي يقال له وادي غول فعرسنا به فاستيقظت في بعض الليل فإذا أنا بقائل يقول ... ألا هلك النساك غيث بني فهر ... وذو الباع والمجد التليد وذو الفخر ... فقلت في نفسي والله لأجيبنه فقلت ... إلا أيها الناعي أخا الجود والفخر ... من المرء تنعاه لنا من بني فهر ... فقال ... نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندى ... وذا الحسب القدموس والمنصب القهر ... فقلت ... لعمري لقد نوهت بالسيد الذي ... له الفضل معروفا على ولد النضر ... فقال ... مررت بنسوان يخمشن أوجها ... صياحا عليه بين زمزم والحجر ... فقلت
متى إن عهدي به منذ عروبة ... وتسعة أيام لغرة ذا الشهر ... فقال ... ثوى منذ أيام ثلاث كوامل ... مع الليل أو في الليل أو وضح الفجر ...
فاستيقظت الرفقة فقالوا من تخاطب فقلت هذا هاتف ينعي ابن جدعان فقالوا والله لوبقي أحد بشرف أو عز أو كثرة مال لبقي عبد الله جدعان فقال ذلك الهاتف ... أرى الأيام لا تبقي عزيزا ... لعزته ولا تبقي ذليلا ... قال فقلت ... ولا تبقي من الثقلين شغرا ... ولا تبقي الحزون ولا السهولا ...
قال فنظرنا في تلك الليلة فرجعنا إلى مكة فوجدناه مات كما قال لنا
83 - حدثنا أبو زيد النميرى حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني بعض آل الزبير قال لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبير جالس في الحجر يسمع ذلك ... قتل الخيار بنو الخيا ... ر ذوو المهابة والسماح ... الصائمون القائمون ... القانتون أولو الصلاح ... المهتدون المتقو ... ن السابقون إلى الفلاح ... ماذا بواقم والبقيع ... من الجحاجحة الصباح ... وبقاع يثرب تجهر ... من النوائح والصياح ... فقال ابن الزبير لأصحابه يا هؤلاء قد قتل أصحابكم فإنا لله وإنا إليه
راجعون
84 - حدثني يعقوب بن عبيد قال مر رجل على باب دار خرب فنظر فإذا فيه لن يرحل الميت عن دار يحل بها حتى يرحل عنها صاحب الدار قال فهتف به هاتف ... الموت كأس وكل الناس شاربه ... شربا حثيثا له ورد وإصدار لا تركنن إلى الدنيا وزينتها ... كل يزول فإن الموت مقدار ... 85 - وحدثني يعقوب بن عبيد قال مر رجل على باب قصر خرب غادي فنظر فإذا عليه مكتوب ... أتى الدهر منا على مطعم ... كذا ... وكنا من الدهر من موعد ... فأجلى لنا الدهر عما زعم ... وإذا هاتف يقول ... كذاك الزمان وتكراره ... ومر الليالي وطول القدم ... يشيب الصغير ويفني الكبير ... ويبلي الشباب ويفني الهرم ... فيوم رجاء ويوم بلاء ... ويوم مسار ويوم عدم ... 86 - حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه عن جده قال سمعت أشياخ النخع يذكرون قالوا لما أصيب النخع بالقادسية سمعوا نواح الجن في واد من أودية اليمن وهم يقولون ... ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد ... وما خير زاد بالقليل المصرد ... فحيتك عني الشمس عند طلوعها ... وحياك عني كل ركب مفرد ... وحيتك عني عصبة نخعية ... حسان الوجوه آمنوا بمحمد ... أقاموا لكسرى يضربون جنوده ... بكل رقيق الشفرتين مهند ... إذا ثوب الداعي أقاموا بكلكل ... من الموت مغبر الفياطل أسود
قال فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسية من القتل
87 - وحدثني العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد عن أبيه عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع عن رجل أهل الطائف قال لما أبطأ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدم المدينة رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له سهر سمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم وسمعوا نساء ينحن ويقلن ... مت على الخيرات ميتة خالد ... إذا ما صبرت يوم اللقا ... قدس الله معركا شهدوه ... والملأ الأبرار خير الملا ... معركا فيه ظلت الجن تبكي ... مبسمات الأبكار فيه بيض الملا ... كم كريم مجدل غادروه ... مؤمن القلب مستجاب الدعا ... يقطع الليل لا ينام صلاة ... وجوادا يمده ببكا ... ثم يقلن يا أبا عبيده يا سليطاه قال الطائفي فجعلنا نتبع الصوت ونسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدة فقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر اليوم الذي سمع فيه فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا في
ذلك اليوم
سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيدة
فأتى عبد الملك فأخبره فقال لي ويحك سمعها منك أحد قال لا قال ضعها تحت قدميك ثم طلب عمرو بن سعيد بعد ذلك فقتله عبد الملك
88 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ثنا محمد بن أنس الأسدي قال مر قوم بأبرق العراق فسمعوا هاتفا يقول ... وإن امرءا دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور ... 89 - حدثني محمد بن الحسين قال بلغني أن سفيان الثورى كان نائما فهتف به هاتف ... أخبر الناس أن النفوس رهائن بكسوتها ... فاعمل فإن فكاكهن الدوب ... 90 - حدثني العباس بن هشام حدثني هشام بن محمد عن جبلة بن مالك الغساني حدثني رجل من الحي قال سمع رجل في الحي قائلا يقول على سور دمشق ... ألا يالقوم السفاهة والوهن ... وللعاجز الموهون والرأي ذي الأفن ... ولا بن سعيد بينا هو قائم ... على قدميه خر للوجه والبطن ... رأى الحصن منجاة من الموت فالتجا ... الله فزارته المنية في الحصن ... 91 - حدثني عبد العزيز بن معاوية القرشي ثنا أبو عمر الضرير ثنا حماد بن
سلمة عن داود بن أبي هند عن سماك بن حرب عن جرير بن عبد الله قال إني لأسير بتستر في طريق من طرقها زمن فتحت إذ قلت لا حول ولا قوة إلا بالله قال فسمعني هربد من أولئك الهرابدة فقال ما سمعت هذا الكلام من أحد منذ سمعته من السماء قال قلت وكيف ذلك قال إني كنت رجلا أفد على الملوك افد على كسرى وقيصر فوفدت عاما كسرى فخلفني في أهلي شيطان تصور على صورتي فلما قدمت لم يهش إلي أهلي كما يهش أهل الغائب على غائبهم فقلت لهم ما شأنكم فقالوا إنك لم تغب قال قلت وكيف ذلك قال فظهر لي فقال اخترت أن يكون لك منها يوم ولي يوم وإلا أهلكتك فاخترت أن يكون له يوم ولي يوم فال فأتاني يوما فقال إنه ممن يسترق السمع وإن استراق السمع بيننا نوب وإن نوبتي الليلة فهل لك أن تجيء معنا قلت نعم فلما أمسى أتاني فحملني على ظهره فإذا له معرفة كمعرفة الخنزير فقال لي استمسك فإنك ترى أمور وأهوالا فلا تفارقني فتهلك قال ثم عرجوا حتى لصقوا بالسماء قال فسمعت قائلا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون قال فلبج بهم فوقعوا من وراء الغمرات في غياض وشجر قال وحفظت الكلمات فلما أن أصبحت أتيت أهلي فكان إذا جاء قلتهن فيضطرب حتى يخرج من كوة البيت فلم أزل أقولهن حتى انقطع
92 - حدثني عبيد الله بن جرير العتكي ثنا الوليد بن هشام القحذمي قال كان عبيد بن الأبرص وأصحاب له في سفر فمروا بحية وهي تتقلب في الرمضاء فهم بعضهم بقتلها فقال عبيد هي إلى من يصب عليها نقطة من الماء أحوج قال فنزل فصب عليها الماء قال ثم إنهم مضوا فأصابهم ضلال شديد حتى ذهب عنهم الطريق قال فبينا هو كذلك إذا هاتف يهتف بهم يقول ... يا أيها الركب المضل مذهبه ... دونك هذا البكر منا فاركبه ... حتى إذا الليل تولى مغربه ... وسطع الفجر ولاح كوكبه ... فخل عنه رجله وسبسبه
قال فسار به الليل حتى طلع الفجر مسيرة عشيرة أيام بلياليهن فقال عبيد ... يا أيها المرء قد أنجيت من غم ... من فياف يضل الراكب الهادي ... هلا تخبرنا بالحق نعرفه ... من الذي جاد بالنعماء في الوادي فقال ... أنا الشجاع الذي أبصرته رمضا ... في ضحضح نازح يسري به صادي ... فجدت بالماء لما ضن شاربه ... رويت منه ولم تبخل بإنجاد ... الخير يبقى وإن طال الزمان به ... والشر أخبث ما أوعيت من زاد ...
93 - حدثني المغيرة بن محمد حدثني هارون بن موسى حدثني عبد الملك بن عبد العزيز وغيره قالوا أخر الوليد بن عبد الملك صلاة العصر بمنى حتى صارت الشمس على روؤس الجبال كالغمام على رؤوس الجبال فسمع صائحا من الجبال صل لا صلى الله عليك صل لا صلى الله عليك 94 - حدثني الحسن بن علي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق حدثني ابن
الحارث حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي أخبرني محمد بن مسلم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوما لمن حضر من جلسائه اذكروا شيئا من حديث الجن فقال رجل يا أمير المؤمنين خرجت وصاحبان لي نريد الشام فأصبنا ظبية عضباء فأدركنا راكب من خلفنا وكنا أربعة فقال خل سبيلها فقلت لا لعمرك لا أخلي سبيلها قال فوالله لربما رأيتنا في هذه الطريق ونحن أكثر من عشرة فيخطف بعضنا بعضا فأذهلني ما كان يا أمير المؤمنين حتى نزلنا ديرا يقال له دير العنين فارتحلنا وهي معنا فإذا هاتف يهتف يقول ... يا أيها الركب السراع الأربعة ... خلوا سبيل النافر المروعة ... مهلا عن العضباء ففي الأرض سعة ... ولا أقول ما قال كذوب إمعة ...
قال فخليت سبيلها يا أمير المؤمنين فعرض لازمة ركابنا فأميل بنا إلى حي عظيم فأميل علينا طعام وشراب ثم مضينا حتى أتينا الشام وقضينا حوائجنا ثم رجعنا حتى إذا كنا بالمكان الذي ميل بنا إليه إذا أرض قفر ليس بها سفر فايقنت يا أمير المؤمنين أنهم حي من الجن فأقبلت سائرا إلى الدير فإذا هاتف يهتف ... إياك لا تعجل وخذها عن ثقة ... أسير سير الجد يوم الحقحقة ... قد لاح نجم واستوى بمشرقه ... ذو ذنب كالشعلة المحرقة ... يخرج من ظلماء عسر موبقة ... إني امرؤ أنباؤه مصدقة ...
فأقبلت يا أمير المؤمنين فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت
قال رجل وأنا يا أمير المؤمنين خرجت انا وصاحب لي نريد حاجة لنا فإذا شخص راكب حتى إذا كان منا عن مزجر الكلب هتف بأعلى صوته أحمد يا أحمد الله أعلى وأمجد محمد أتانا بإله يوحد يدعو إلى الخير فإليه فاعمد فراعنا ذلك فأجابه صوت عن يساره
أنجز ما وعد من شق القمر ... الله أكبر النبي ظهر ...
فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت
فقال عمر رضي الله عنه أنا كنت عند ذبح لهم هتف هاتف من جوفه يالذريح يالذريح صائح يصيح بأمر فليح ورشد نجيح يقول لا إلا إله إلا الله فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت
وقال خريم بن فاتك وأنا أظللت إبلا لي فخرجت في طلبهن حتى كنت ببارق العزاف فأنخت راحلتي ثم عقلتها ثم أنشأت أقول أعوذ بسيد هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي ثم وضعت رأسي على جملي فإذا هاتف من الليل يهتف ويقول ... ألا فعذ بالله ذي الجلال ... ثم اقرأ آيات من الأنفال ... ووحد الله وتبال ... ما هول الجن من الأهوال ... فانتبهت فزعا فقلت ... يا أيها الهاتف ما تقول ... أرشد عندك أم تضليل ... فأجابني ... هذا رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو إلى النجاة ... وينزع الناس عن الهنات ... يأمر بالصوم وبالصلاة ... فوقع قوله في قلبي فقمت إلى جملي فحللت عقاله ثم استويت عليه وقلت ... أرشدنا رشدا هديتا ... لا جعت ما عشت ولا عريتا ... بين لي الرشد الذي أوتيتا ... فأجابني ... صاحبك الله وسلم نفسكا ... وعظم الأجر واد رحلكا ... آمن به أفلح ربي كعبكا ... وابذل له حتى الممات نصركا ... قال فقلت من أنت قال أنا مالك بن مالك سيد أهل نجد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به وأسلمت على يديه وأرسلني إلى جن نجد أدعوهم إلى عبادة الله تعالى وطاعته فالحق بهم يا خريم وآمن به فأما إبلك فقد كفيتها حتى تأتيك في
أهلك
قال فانطلقت حتى أتيت المدينة وجئت يوم الجمعة فوافيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فقلت أنيخ بباب المسجد فإذ صلى دخلت فأخبرته الخبر فلما أنخت راحلتي إذ أبو ذر قد خرج إلي فقال يا خريم مرحبا بك النبي صلى الله عليه وسلم بعثني إليك وهو يقول مرحبا قد بلغني إسلامك ادخل فصل مع الناس فدخلت فصليت مع الناس ثم أتيته فأخبرته الخبر فقال قد وفى لك صاحبك وقد بلغ لك الإبل وهي بمنزلك
95 - حدثني أبو الحسن الشيباني ثنا عصام بن طليق عن شيخ من أهل المدينة عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من بني تميم كان أجرأ شيء على الليل و إنه نزل بأرض مجنة فاستوحش فأناخ راحلته وعقلها وتوسدها وقال أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر أهله فأجاره رجل منهم يقال له معيكر فغضب فتى منهم كان أبوه سيدهم فأخذ حربة مسمومة ومشى بها إلى الناقة لينحرها فلقيه معيكر دونها فقال ... يا مالك بن مهلهل لا تبتئس ... مهلا فدى لك محجري ... عن ناقة الإنسي لا تعرض لها ... واختر إذا ورد أيها أثواري ... ماذا أردت لي امرؤ قد أجرته ... وجعلته في ذمتي وقراري ... تسعى إليه بحربة مسمومة ... أف لقربك يا أبا العقار ... فأجابه الفتى ... أأردت أن تعلو وتخفض ذكرنا ... في غير مرزئة أبا العيزار
منتحلا شرفا لغيرك ذكره ... فارحل فإن المجد للمسرار ... من كان منكم سيد فيما مضى ... إن الخيار هم بنو الأخيار ... فاقصد لقصدك يا معيكر إنما ... كان المجير مهلهل بن أثار ... لولا الإله فلن أهلك جيره ... لنمزقك بقوة الحفاري ...
فقال دعه لا أعازل بواحد بعده ففعل وقدم الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث فقال إذا أصابت أحدكم وحشة بليل فليقل أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاورهن بار ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر كل طارق إلا طارق بخير يا رحمن فأنزل الله تعالى وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا أي إثما
96 - حدثني الفضل بن جعفر ثنا عمر بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثني أبي حدثني عبد الله بن عبد العزيز الزهري حدثني أخي محمد بن عبد العزيز عن الزهري عن عبد الرحمن بن أنس السلمي عن العباس بن مرداس رضي الله عنه أنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض فقال لي يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء خفت أحلاسها وأن الجن جزعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي
نزل بالبر والتقوى يوم الأثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصواء قال فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثنا لنا يقال له الضمار كنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه ... قل للقبائل من سليم كلها ... هلك الضمار وفاز أهل المسجد ... هلك الضمار وكان يعبد مرة ... قبل الصلاة على النبي محمد ... إن الذي جاء بالنبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدي ...
قال فخرجت مذعورا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلثمائة من قومي من بني الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال يا عباس كيف إسلامك فقصصت عليه فقال صدقت فأسلمت أنا وقومي
97 - حدثني أبي عن هشام بن محمد ثنا مالك بن نصر الدالاني من همدان قال سمعت شيخا لنا يذكر قال خرج مالك بن خريم الدالاني في نفر من قومه في الجاهلية يريدون عكاظ فاصطادوا صيدا واصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له أجيرة فقصدوا الظبي وجعلوا يشربون من دمه من العطش فلما ذهب دمه ذبحوه وخرجوا في طلب الحطب وكمن مالك في خبائه فأثار بعضهم شجاعا فأقبل منسابا حتى دخل رحل مالك فلاذ به وأقبل الرجل في أثره فقال يا مالك اقتل الشجاع عنك فاستيقظ مالك فنظر إليه فلاذ به فقال مالك للرجل عزمت عليك ألا تركته فكف عنه وانساب الشجاع إلى مأمنه وأنشأ مالك يقول ... وأوصاني الخريم بعز جاري ... وأمنحه وليس به امتناع ... وأدفع ضيمه وأذب عنه ... وأمتع إذا امتنع المتاع ... درا لله أنى عنه ينحو ... لشيء ما استجارني الشجاع
ولا تبخلوا دم مستجير ... تضمنه أجيرة فالتلاع ... فإن لما ترون غب أمر ... له من دون إعينكم قناع ... فارتحلوا واشتد بهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم ... يا أيها القوم لا ماء أمامكم ... حتى تسوموا المطايا يومها التعبا ... ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب ... عين رواء وماء يذهب اللغبا ... حتى إذا ما أصبتم منه ريكم ... فاسقوا المطايا ومنه فاملئوا القربا ...
فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة في أصل جبل فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا ريهم حتى أتوا عكاظ ثم أقبلوا حتى انتهوا إلى ذلك الموضع فلم يروا شيئا وإذا هاتف يقول ... يا مال عني جزاك الله صالحة ... هذا وداع لكم مني والسلام ... لا تزهدن في اصطناع العرف مع أحد ... إن الذي يحرم المعروف محروم ... من يفعل الخير لا يعدم مغبته ... ما عاش والكفر بعد الغدر مذموم ... أنا الشجاع الذي أنجيت من زهق ... شكرت ذلك إن الشكر مقسوم ... فطلبوا العين فلم يصيبوها
98 - وحدثني أبي عن هشام بن محمد أنا فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا أنجانا الله تعالى ببيتين من الشعر لامرئ القيس قال وكيف ذلك قالوا أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الماء فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه فلما جهدنا تفرقنا إلى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظل شجرة فبينا نحن بآخر رمق إذ راكب مقبل على بعير متلثم بعمامة فلما رآه بعضنا أنشأ يقول ... لما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج ... يفي عليها الظل عرمضها طامي ...
فقال الراكب من يقول هذا الشعر وقد رأى ما بنا من الجهد فقلنا امرئ القيس فقال والله ما كذب امرؤ القيس وإن هذا الضارج عندكم فنظرنا فإذا بيننا وبينه نحو من خمسين ذراعا فحبونا إليه على الركب فإذا هو كما وصف على العرمض يفيء على الظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار
99 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري حدثني قطري عن ذكران يعني أبا عمرو مولى عائشة قال خرجت في الركب الذي خرجوا إلى محمد بن علي فبينا نحن نسير إذ عرض لنا عارض فأنشأ يرتجز بالآخر كلمة على كلمة ليلة جمعة ... يا أيها الركب إلى المهدي ... على عناجيج من المطي ... إعناقها كخشب الخطى ... لتنصروا عاقبة النبي ... محمد رأس بني علي ... سمي أيما سمي ... فأصبحنا فالتمسناه فلم نر شيئا 100 - حدثني محمد بن العباس ثنا مطهر بن النعمان عن محمد بن جبير أن عمر بن الخطاب مر ببقيع الغرقد فقال السلام عليكم يا أهل القبور أخبار ما عندنا أن نساءكم قد تزوجن ودوركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت فأجابه هاتف يا عمر بن الخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه
101 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري وكان قد رأى الحسن ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا نم جبال مكة إذ أقبل شيخ متوكئا على عكازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مشية جني ونغمته قال أجل قال من أي الجن أنت قال أنا هامة بن أهيم بن لاقيص بن أبليس قال لا أرى بينك وبينه إلا أبوين قال أجل قال كم أتى عليك قال أكلت عمر الدنيا إلا أقلها لبثت ليالي قبل قابيل وهابيل غلاما ابن أعوام أمشي بين الأكام وأصطاد الهام وآمر بفساد الطعام وأورش بين الناس وأغري بينهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس عمل الشيخ المتوسم والفتى المتلوم فقال دعني من اللوم والعذل فقد جرت توبتي على يد نوح فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني فقال لا جرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت هودا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال لا جرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت صالحا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت شعيبا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني
وقال إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن إذ ألقي في النار فكنت بينه وبين المنجنيق حتى أخرجه الله تعالى منها وجعلها عليه بردا وسلاما وكنت مع يوسف الصديق في الجب فسبقته على وعره وكنت معه في محبسه حتى أخرجه الله تعالى منه ولقيت موسى بالمكان الأثير وكنت مع عيسى ابن مريم فقال لي عيسى إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام يا رسول الله قد بلغتك السلام وقد آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عيسى السلام وعليك يا هامة حاجتك قال إن موسى علمني التوراة وعيسى علمني الإنجيل فعلمني القرآن فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إليه وما أراه إلا حيا
102 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يزيد بن يزيد الموصلي التيمي مولى لهم ثنا أبو إسحاق الجرشي عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر إذا نحن بصوت يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها المستجاب لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس أنظر ما هذا الصوت فدخلت الجبل فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب بيض طوله أكبر من ثلاثمائة ذراع فلما نظر إلي قال أنت رسول النبي قلت نعم قال ارجع إليه فأقرئه مني السلام وقل له هذا أخوك الياس
يريد أن يلقاك فجاء النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت فتحدثا طويلا فنزل عليهما شيء من السماء شبيه السفرة فدعواني فأكلت معهما فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس فلما أكلت قمت فتنحيت وجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشام فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي هذا الطعام الذي أكلنا من السماء نزل عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم سألته عنه فقال لي أتاني به جبريل في كل أربعين يوما أكلة وفي كل حول شربة من ماء زمزم وربما رأيته على الجب يمسك بالدلو فيشرب وربما سقاني
103 - حدثني أبي أنا محمد بن مصعب القرقساني ثنا أبو بكر بن أبي مريم قال حج قوم فمات صاحب لهم بأرض فلاة فطلبوا الماء فلم يقدروا عليه فأتاهم رجل فقالوا دلنا على الماء قال إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولامكاسا ولا عريفا ولا بريدا دللتكم على الماء فحلفوا له ثلاثا وثلاثين يمينا فدلهم على الماء وكان منهم غير بعيد قالوا عاونا على غسله فقال إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا إنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا أعنتكم على غسله فحلفوا له ثلاثا ثلاثين يمينا فأعانهم على غسله ثم قالوا له تقدم فصل عليه فقال لا إلا أن تحلفوا أربعا وثلاثين يميمنا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا فحلفوا له أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن
صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا فصلى عليه ثم ذهبوا ينظرون فلم يروا أحدا فكانوا يرون أنه ملك
104 - حدثني أبي أنا عبد العزيز القرشي أنا إسرائيل عن السدي عن مولى عبد الرحمن بن بشر قال خرج قوم حجاجا في إمرة عثمان فأصابهم عطش فانتهوا إلى ماء مالح فقال بعضهم لو تقدمتهم فإنا نخاف أن يهلكنا هذا الماء فإن أمامكم الماء فساروا حتى أمسوا فلم يصيبوا الماء فقال بعضهم لبعض لو رجعتم إلى الماء المالح فأدلجوا حتى انتهوا إلى شجيرات سمر فخرج عليهم رجل أسود شديد السواد جسيم فقال يا معشر الركب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب للمسلمين ما يحب لنفسه ويكره للمسلمين ما يكره لنفسه فسيروا حتى تنتهوا إلى أكمة فخذوا عن يسارها فإذا الماء ثم فقال بعضهم والله إنا لنرى أنه شيطان وقال بعضهم ما كان الشيطان ليتكلم بمثل ما تلكم به فساروا حتى انتهوا إلى المكان الذي وصف لهم فوجدوا الماء ثم
105 - وحدثني أبي أنا يحيى بن أبي بكير ثنا عمارة بن زاذان قال كنت مع زياد النميري في طريق مكة فضلت ناقة لصاحب لنا فطلبناها فلم نقدر عليها فأخذنا نقتسم متاعه فقلنا لزياد ألا تقول شيئا قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول تقرأ حم السجدة وتسجد وتدعو فقلنا بلى فقرأ حم السجدة ودعا فرفعنا رؤوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت فقال زياد أعطوه من طعامكم فلم يقبل قال أطعموه قال إني صائم قال فنظرنا فلم نر شيئا قال فلا أدري من كان
106 - حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو عبد الملك بن الفارسي حدثني عبد الله بن سليمان من أهل عسقلان وكان ما علمته فاضلا حدثني رجل من العابدين ممن قدم علينا مرابطا بعسقلان قال قمت ذات ليلة للتهجد على بعض السطوح فإذا أنا بهاتف يهتف من البحر إليكم معاشر العابدين إننا نفر من الأمم قبلكم قسمت العبادة ثلاثة أجزاء فأولها قيام الليل وثانيها صيام النهار وثالثها التسبيح وهذا خير القسمة فخذوا منه بالحظ الأوفر قال فسقطت والله لوجهي مما دخلني من ذلك
107 - حدثني محمد بن الحسين حدثني عبد الرحمن بن عمرو الباهلي عن السري بن إسماعيل يذكر عن يزيد الرقاشي أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تهجده في الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته واستمعوا القرآن قال السري فقلت ليزيد وأنى علم ذلك قال كان إذا قام سمع لهم ضجة فاستوحش لذلك فنودي لا تفزع يا أبا عبد الله فإنما إخوانك نقوم للتهجد كما تقوم فنصلي بصلاتك قال فكأنه أنس بعد ذلك على حركتهم
108 - حدثني أبي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنا عبد الله بن المبارك أنا عمر بن محمد بن المنكدر قال بينا رجل بمنى يبيع شيئا ويحلف إذ قام عليه شيخ فقال يا هذا بع ولا تحلف فعاد يحلف فقال بع ولا تحلف قال أقبل على ما يعنيك فقال هذا مما يعنيني فلما رآه لا يكف عنه اعتذر فقال له الشيخ آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك وتكلم فإذا انقطع علمك فاسكت واتهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك قال رحمك الله أكتبني هذا الكلام فقال إن يقدر شيء يكن ثم لم يره فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام
109 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له إذ سمع في القدر صوتا ثم ارتفع الصوت يسبح كهيئة صوت الصبر ثم انكفأت القدر ثم رجعت إلى مكانها ولم ينضب منها شيء فجعل أبو الدرداء ينادي يا سلمان أنظر إلى العجب أنظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك فقال له سلمان أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى قال الأعمش وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء رضي اله عنهما
110 - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن السكن ثنا محمد بن زياد بن زبار الكلبي ثنا العلاء بن برد بن سنان عن الفضل بن حبيب السراج عن مجالد عن الشعبي عن النضر بن عمرو الحارثي قال إنا كنا في الجاهلية إلى جانبنا غدير فأرسلت ابنتي بصحفة لتأتيني بماء فأبطأت علينا فطلبناها فأعيتنا فسلونا عنها قال فوالله إني ذات ليلة جالس بفناء مظلتي إذ طلع علي شيخ فلما دنا مني إذا ابنتي قلت ابنتي قالت ابنتك قلت أين كنت أي بنية قالت أرأيت ليلة بعثتني إلى الغدير إن جنيا استطار بي فلم أزل عنده حتى وقع بينه وبين فريقين من الجن حرب فأعطى الله تعالى عهدا إن ظفر بهم أن يردني عليك فظفر بهم فردني عليك وإذا هي قد شحب لونها وتمرط شعهرها وذهب لحمها فأقامت عندنا فصلحت فخطبها بنو عمها فزوجناها وقد كان الجني جعل بينه وبينها أمارة إذا رابها ريب أن تدخن له وإن ابن عمها ذلك عيب عليها فقال جنية شيطانة ما أنت بأنسية فدخنت فناداه مناد مالك ولهذه لو كنت تقدمت إليك لفقأت عينيك رعيتها في الجاهلية بحبي وفي الإسلام بديني فقال له الرجل إلا تظهر حتى نراك قال ليس ذاك لنا إن أبانا سأل لنا ثلاثا أن
نرى ولا نرى وأن نكون بين أطباق الثرى وأن يعمر أحدنا حتى تبلغ ركبتاه حنكه ثم يعود فتى قال فقال يا هذا ألا تصف لنا دواء حمى الربع قال بلى قال أما رأيت تلك الدويبة على الماء كأنها عنكبوت قال بلى قال خذها ثم اشدد على بعض قوائمها خيطا من عهن فشده على عضدك اليسرى ففعل فكأنما نشط من عقال قال فقال الرجل يا هذا ألا تصف لنا من رجل يريد ما تريد النساء قال هل ألمت به الرجال قال نعم قال لو لم يفعل لوصفت لك
111 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي أنا هيثم أنا مجالد عن الشعبي قال عرض جان لإنسان مرة وكان الذي عرض له مسلم فعولج فتركه وتلكم فقالوا هل لديك عن حمى الربع شيء قال نعم يعمد إلى ذباب الماء فيعقد فيه خيط من عهن ثم يجعل في عضده فهذا من حمى الربع 112 - حدثني محمد بن عمر بن الحكم الهروي حدثني الهيثم بن عدي أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي عن عبد الملك بن عمير عن الشعبي ثنا زياد ابن النضر الحارثي قال كنا في غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك ومعه ابنة له شابة رواد فقال أي بنية خذي هذه الصحفة فأتي الغدير فأتيني من مائه فوافاها عليه جان فاختطفها فذهب بها ففقدها أبوها فنادى في الحي فخرجنا على كل صعب وذلول وسلكنا كل شعب ونقب وطريق فلم نجد لها أثرا فلما كان في
زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هي قد جاءت قد عفا شعرها وأظفارها فقام إليها أبوها يلثمها ويقول أي بنية أين كنت وأين نبأت بك الأرض قالت أتذكر ليلة الغدير قال نعم قالت وافاني عليه جان فاختطفني فذهب بي فلم أزل فيهم والله ما نال مني محرما حتى إذا جاء الله بالإسلام غزوا قوما مشركين فيهم أو غزاهم قوم مشركون منهم فجعل لله تعالى عليه إن هو ظفر وأصحابه أن يردني على أهلي فظفر هو وأصحابه فحملني فأصبحت وأنا أنظر إليكم وجعل بيني وبينه أمارة إذا أنا احتجت إليه أن أولول بصوتي فأخذوا من شعرها وأظفارها ثم زوجها أبوها شابا من الحي فوقع بينه وبينها ما يقع بين الرجل وزوجته فقال يا مجنونة إنما نشأت في الجن فولولت بصوتها فإذا هاتف يهتف يا معشر بني الحارث اجتمعوا وكونوا أحباء كراما قلنا يا هذا نسمع صوتا ولا نرى شيئا فقال أنا رب فلانة رعيتها في الجاهلية بحبي وحفظتها في الإسلام بديني والله ما نلت منها محرما قط إني كنت في أرض بني فلان نباءة من صوتها فتركت ما كنت فيه ثم أقبلت فسألتها فقالت عيرني صاحبي أني كنت فيكم قال والله لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينيه فتقدموا إليه أي فل اظهر لنا نكافئك فلك عندنا الجزاء والمكافأة فقال إن أبانا سأل فيما سأل أن نرى ولا نرى وأن لا نخرج من تحت الثرى وأن يعود شيخنا فتى فقالت له عجوز من الحي أي فل بنية لي عريس أصابتها حمى الربع فهل لها عندك دواء قال على الخبير سقطت أنظري إلى ذباب الماء الطويل القوائم الذي يكون على أفواه الأنهار فخذي سبعة ألوان عهن من أصفره وأحمره وأخضره وأسوده فاجعليه في وسط ذلك ثم افتليه بين إصبعيك تم أعقديه على عضدها اليسرى ففعلت فكأنما أنشطت من عقال
113 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا خالد بن الحارث الهجيمي ثنا سعيد بن أبي عروة عن قتادة عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا من قومه خرج ليصلي مع قومه صلاة العشاء ففقد فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحدثته بذلك فسأل عن ذلك قومها
فصدقوها فأمرها أن تتربص أربع سنين فتربصت ثم أتت عمر رضي الله عنه فأخبرته بذلك فسأل عن ذلك قومها فصدقوها فأمرها أن تتزوج ثم إن زوجها الأول قدم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر يغيب أحدكم الزمان الطويل لا يعلم أهله حياته قال إن لي عذرا قال وما عذرك قال خرجت أصلي مع قومي صلاة العشاء فسبتني الجن أو قال أصابتني الجن فكنت فيهم زمانا طويلا فغزاهم جن مؤمنون فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا سبايا فكنت فيمن أصابوا فقالوا ما دينك قلت مسلم قالوا أنت على ديننا لا يحل لنا سباؤك فخيروني بين المقام وبين القفول فاخترت القفول فأقبلوا معي بالليل بشر يحدثونني وبالنهار إعصار ريح أتبعها قال فما كان طعامك قال قلت كل ما لم يذكر اسم الله عليه قال فما شرابك قال الجدف الجدف ما لم يخمر من الشراب قال فخيره عمر رضي الله عنه بين المرأة وبين الصداق
114 - حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال انتسفت الجن رجلا على عهد عمر رضي الله عنه فلم يدروا أحي هو أم ميت فأتت امرأته عمر رضي الله عنه فأمرها أن تتربص أربع سنين ثم أمر وليه أن يطلق ثم أمرها أن تعتد وتتزوج فإن جاء زوجها خير بينها وبين الصداق
115 - حدثنا منذر بن عمار الكاهلي أنا عمرو بن أبي المقدام أنا الجصاصون أنهم كانوا يسمعون نوح الجن على الحسين رحمة الله عليه ... مسح النبي جبينه ... فله بريق في الخدود
أبوه من عليا قريش ... وجده خير الجدود ...
116 - حدثني سويد بن سعيد ثنا عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة رضي الله عنها قالت ما سمعت نوح الجن على أحد منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض الحسين فسمعت جنية تنوح تقول ... ألا يا عين فاحتفلي بجهد ... ومن يبكي على الشهداء بعدي ... على رهط تقودهم المنايا ... إلى متجبر في الملك عبد ...
117 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا هشام بن محمد ثنا أبو حيزوم الكلبي عن أمه قالت لما قتل الحسين سمعت مناديا ينادي في الجبال وهو يقول ... أيها القوم قاتلون حسينا ... أبشروا بالعذاب والتنكيل ... كل أهل السماء يدعو عليكم ... من نبي وملك وقبيل ... قد لعنتم على لسان ابن داو ... دوموسى وحامل الإنجيل ... 118 - وحدثني محمد بن أبي عتاب أبو بكر الأعين ثنا أبو عاصم النبيل عن عثمان بن مرة عن أمه قالت لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ناحت الجن عليه فقالوا ... ليلة للجن إذ يرمون ... بالضخر الصلاب
إذ أقاموا بكرة ينعون ... صقرا كالشهاب ... زينهم في الحي والمجلس ... فكاك الرقاب ...
119 - حدثني أبو سعيد المديني ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد العزيز بن عمران عن الحكم عن القاسم عن أبيه عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح قال نزل جن من الغرب شعبا من شعاب اليمن فتشاحنوا فيه وأعدوا للقتال فإذا صائح يصيح يا هؤلاء على رسلكم علام القتال في فوالله لقد سبعون أعور كلهم اسمه عمرو 120 - حدثنا خالد بن خداش ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن الأصبع بن زيد عن أبي بلج قال خرجت بعد المغرب فرأيت طائرا قال إبراهيم أحسبه قال أبيض ضخما وهو يقول سبحان الله على خير فعله في الناس 121 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا أبو أسامة عن مسعر عن معن عن عون بن عبد الله قال بينا رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير مهموم حزين ينكت بشي معه في الأرض إذ شيخ له صاحب مسحاة فقال له ما لي أراك مهموما حزينا فرفع
رأسه فلما رأه كأنه ازدراه فقال لاشيء فقال صاحب المسحاة أللدنيا فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر والآخرة أجل صادق يحكم فيها ملك قادر يفصل بين الحق والباطل حتى ذكر أنها مفاصل كمفاصل اللحم من أخطأ شيئا أخطأ الحق قال فلما سمع ذلك منه كأنه أعجبه قال فقال اهتمامي لما فيه المسلمون قال فإن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين وسل فمن ذا الذي سأل فلم يعطه ودعاه فلم يجبه وتوكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه قال فطفقت أقول اللهم سلمني وسلم مني قال فتجلت ولم أصب فيها بشيء
قال مسعر يرون أنه الخضر عليه السلام
122 - حدثنا سويد بن سعيد ثنا خالد بن عبد الله الرومي اليامي قال استودع عند محمد بن المنكدر وديعة فاحتاج إليها فأنفقها فجاء صاحبها يطلبها فقام محمد بن المكندر فصلى ودعا فكان من دعائه أن قال يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحدا قبل كل أحد كان ويا واحدا بعد كل أحد كان ويا واحدا بعد كل أحد يكون أد عني أمانتي فإذا هاتف يهتف خذ هذه فأدها عن أمانتك واقصر في الخطبة فإنك لن تراني 123 - حدثني محمد بن الحسين ثنا إبراهيم بن داود حدثني سهل بن حاتم وكان من العابدين حدثني أبو سعيد رجل من أهل الإسكندرية أنه قال كنت أبيت في مسجد بيت المقدس فكان قل ما يخلو من المتهجدين قال قمت ذات ليلة بعدما قد مضى ليل طويل فنظرت فلم أر في المسجد متهجدا فقلت ما بال الناس الليلة لا أرى منهم أحدا يصلي فوالله إني لأفكر في ذلك في نفسي إذ سمعت قائلا يقول من نحو القبة التي على الصخرة كلمات كاد والله أن يصدع بهن قلبي كمدا واحتراقا وحزنا قلت يا أبا سعيد وما قال قال سمعته يقول بصوت حزين ... يا عجبا للناس لذت عيونهم ... مطاعم غمص بعده الموت منقضب
فطول قيام الليل أيسر مؤنة ... وأهون من نار تفور وتلتهب ...
قال فسقطت والله لوجهي وذهب عقلي فلما أفقت نظرت فإذا لم يبق متهجد إلا قام
124 - حدثني سليمان بن أبي شيخ ثنا حسين الجعفي عن الحسن بن الحر مولى بن أسد عن ميمون بن أبي شبيب وكان كوفيا عن عائذ الله قال أردت أن أكتب كتابا فكنت إن كتبت كذبت وحبس كتابي وإن تركته صدقت وفتح كتابي فاعتزمت على تركه فسمعت مناديا من جانب البيت يقول يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا 125 - حدثني سليمان بن أبي شيخ ثنا الحسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر عن ميمون بن أبي شبيب قال أردت الجمعة في إمرة الحجاج فجعلت أقول أحيانا أذهب وأحيانا لا أذهب فسمعت مناديا ينادي من جانب البيت إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله 126 - حدثني عبد الله بن عمرو البلخي حدثني محمد بن أبي الوزير حدثني إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي حدثني المريمي قال كنت أقنص الحمر فخرجت ذات يوم فبنيت كوخا في الموضع الذي ترده للشرب فلما وردت سددت سهاما فإذا أنا بهاتف يقول يا منهلة أحمرك فنفرت
الحمر كلها قال فانصرفت ومعي جارية لي يقال لها مرجانة وحماران فشددتهما من وراء الجبل وفوقت سهمي وجلست أرقبهما فلما طلعت الحمر لم أحتج إلى تلبث فرميتها فصرعت حمارا منها ثم قلت ... قد فقد حمارها منهلة ... أتبعتها سخيلة منسلة ... كذبت النحلة يعلو الجلة فأجابني مجيب ... قد فقدت حمارها مرجانة ... اتبعتها سخيلة حسبانة ... من قبضة عسراء في شريانة ... فقالت الجارية يا مولاي قد مات والله أحد الحمارين
127 - حدثني أبو بكر التيمي رجل من ولد أبي بكر الصديق قال سمعت رجلا من بني عقيل قال صدت يوما تيسا من الظباء فجئت به إلى منزلي فأوثقته هناك فلما كان من الليل سمعت هاتفا يقول أيا فلان هل رأيت حمل الشامي قال نعم أخبرني جني أن الإنسي أخذه قال أما ورب البيت لئن كان أحدث فيه شيئا لأحدثن فيه مثله فلما سمعت ذلك جئت إلى التيس فأطلقته فسمعته يدعوه فأقبل نحو الصوت وله حنين وإرزام كحنين الحمل وإرزامه 128 - وحدثني أبو بكر التيمي قال صاد رجل قنفذا فكفأ عليه برمة فبينا هو على الماء إذ نظر إلى رجلين عريانيين وأحدهما يقول واكبده إن كان عفارا ذبح فقال الآخر ثكلت بعل عمتي إن لم أنح فلما سمعت ذلك جئت إلى البرمة وله جلبة تحتها فكشفت عنه فمر يخطر 129 - حدثني أبي أنا علي بن عاصم أنا التيمي عن أبي عثمان النهدي عن حذيفة قال خرج فتية يتحدثون فرأوا إبلا معقلة فقال بعضهم كأن هذه الإبل ليس معها أربابها قال فأجابهم تبعد منها إن أر بابها حشروا ضحى
130 - حدثني هارون بن عبد الله حدثني محمد بن أبي لبشة قال سمعت هاتفا في البحر ليلا فقال كذب المريسي على الله تعالى ثم هتف ثانية فقال لا إله إلا الله على ثمامة والمريسي لعنه الله قال وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي فخر ميتا
131 - حدثني يوسف بن موسى ثنا جرير عن ابن خالد بن مسلمة القرشي قال لما مات الحسين بن الحسين بن علي اعتكفت فاطمة بنت الحسين على قبره سنة وكانت امرأته ضربت على قبره فسطاطا فكانت فيه فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط ودخلت المدينة فسمعوا صوتا من جانب البقيع هل وجدوا ما فقدوا فسمع من الجانب الآخر بل يئسوا فانقلبوا 132 - حدثني الحسن بن جمهور حدثني ابن أبي إلياس حدثني أبي عن عباد ابن إسحاق عن إبراهيم بن محمد طلحة عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال بينا أنا بفناء داري إذ جاءني رسول زوجتي فقالت أجب فلانة فاستنكرت ذلك فدخلت فقلت مه فقالت إن هذه الحية وأشارت إليها كنت أراها بالبادية إذا خلوت ثم مكثت لا أراها حتى رأيتها الآن وهي هي أعرفها بعينها قال فخطب سعد خطبة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنك قد آذيتني وإني أقسم لك بالله تعالى إن رأيتك بعد هذا لأقتلنك فخرجت اللحية فانسابت من باب البيت ثم من باب الدار وأرسل معها سعد إنسانا فقال أنظر
أين تذهب فتبعها حتى جاء المسجد ثم جاءت منبر رسول الله صلى الله علية وسلم فرقت فيه مصعدة إلى السماء حتى غابت
133 - حدثنا الحسن بن عرفة العبدي حدثني إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن زيد بن وهب قال غزونا فنزلنا في جزيرة فإذا حجرة كبيرة فقال رجل من القوم إني أرى حجرة كبيرة فلعلكم تؤذون من فيها فحولوا نيرانهم فأتى من الليل فقيل له إنك دفعت عن ديارنا فسنعلمك طبا تصيب به خيرا إذا ذكر لك المريض وجعه فما وقع في نفسك أنه دواؤه فهو دواؤه قال فكان يؤتى في مسجد الكوفة قال فأتاني رجل عظيم البطن فقال انعت لي دواء فإني كما ترى إن أكلت وإن لم آكل فقال ألا تعجبون لهذا يسألني وهو ميت في هذا اليوم من قائل قال فرجع ثم أتاه عند وفاء ذلك الوقت والناس عنده فقال إن هذا كذاب فقال سلوه ما فعل وجعه قال ذهب قال أنا خوفته بذلك 134 - حدثني هارون بن سفيان ثنا أبو عاصم عن حسام بن مصك عن أبي معشر عن إبراهيم أنه كره التبول في الحجر وقال هي مساكن الجن 135 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة
عن أبي البختري قال بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له إذ سمع في القدر صوتا ثم ارتفع الصوت ينشج كهيئة صوت العير ثم انكفأت القدر ثم رجعت إلى مكانها ولم ينضب منها شيء فجعل أبو الدرداء ينادي يا سلمان أنظر إلى العجب انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك فقال له سلمان أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى
قال الأعمش وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما
136 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال كان أبو الدرداء وسلمان رضي الله عنهما يأكلان في صفحة إن سبح سلمان سبحت الصفحة بما فيها قال فكان أحدهما يكتب إلى صاحبه يذكر إياه الصفحة
137 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو بكر الحنفي ثنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم قال الطعام يسبح 138 - هارون بن عبد الله ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة قال كان مطرف إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته 139 - حدثنا هارون بن عبد الله ثنا أبو أسامة عن مسعر عن الأعمش عن أبي صالح أنه سمع نقيض باب فقال هذا من تسبيح 140 - حدثني إبراهيم بن عبد الله الهروي أنا إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد الله الصنعاني حدثني عبد العزيز بن جوران قال قلنا لوهب بن منبه يا أبا عبد الله إنا لنسمع الله تعالى يقول وإن من شيء إلا يسبح بحمده فعظام المسلمين التي في القبور هي من الشيء قال نعم
141 - حدثني عبد الله بن عمرو حدثني محمد بن علي بن حمزة المروزي أنا علي بن الحسن أنا عبد الله يعني ابن المبارك عن رباح بن زيد قال قال أبو عوسجة وكان أحد العباد لوهب بن منبه ما آسى على شيء من الدنيا إلا فراقي العبادة فقال له وهب فإن جسدك يسبح في قبرك
142 - حدثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن عكرمة في قوله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده قال كل شيء حي
143 - حدثنا عبد الرحمن بن نافع ثنا أبو تميلة عن جرير أبي الخطاب العدوي قال كنت مع الحسن على خوان فقال له يزيد الرقاشي يسبح هذا الخوان قال قد كان يسبح مرة 144 - حدثنا أحمد بن حاتم الطويل ثنا عمر بن هارون البلخي عن ربيعة بن عثمان أن حيي قال قلت لأبي هريرة رضي الله عنه أسمع نقعقعا ونقيضا قال ذلك تسبيح الجدر
145 - حدثنا عبد الرحمن بن نافع ثنا أبو تميلة عن عيسى بن عبيد سمعت عكرمة يقول لا يعيبن أحدكم ثوبه ولا دابته فإن كل شيء يسبح الله تعالى
قال يحيى فحدثت به الحسين بن واقد فقال حدثني يزيد النحوي عن عكرمة قال الشجر تسبح والأسطوانة تسبح
146 - حدثني عبد الرحمن بن نافع ثنا زيد بن الحباب عن الأشجعي عن مسعر عن الأعمش عن أبي صالح قال صرير الباب تسبيح 147 - حدثني علي بن شعيب ثنا معن بن عيسى حدثني أبو سلام مولى بني زهرة قال سمعت علي بن عبد الله يكره وسخ الثوب ويقول الثوب يسبح 148 - حدثني يعقوب بن عبيد أنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء قال بينا رجل يمشي في فلاة من الأرض أهل الهلال فسمع قائلا يقول اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والهدى والمغفرة والتوفيق لما ترضى والحفظ لما تسخط ربي وربك الله فجعل يردده علي حتى حفظته
149 - حدثني سريج بن يونس ثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت ليثا عن معروف بن أبي معروف قال لما أصيب عمر سمع قائل يقول ... ليبك على الإسلام من كان باكيا ... فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد ... وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملها من كان يوقن بالوعد ...
150 - حدثنا خالد بن خداش ثنا عبيد الله بن وهب عن سفيان عن إبراهيم عن عروة بن رويم عن العرباض بن سارية قال دخلت مسجد دمشق فصليت فيه ركعتين وقلت اللهم كبرت سني وضعفت قوتي فاقبضني إليك وإلى جانبي شاب لم أر أجمل منه على دواج أخضر فقال لي ما هذا الذي تقول قلت فكيف أقول قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل قلت من أنت قال أنا زنائيل الذي يسلي الحزن من صدور المؤمنين ثم التفت فلم أر أحدا 151 - حدثنا رجاء بن السندي ثنا عبد الله بن بكر عن محمد بن ذكوان عن رجاء بن حيوة قال كنت واقفا على باب سليمان بن عبد الملك فأتاني آت لم أره قبل ولا بعد فقال إنك قد ابتليت بهذا وفي دنوك منه الزيغ يا رجاء عليك بالمعروف وعون الضعيف يا رجاء إنه من رفع حاجة لضعيف إلى سلطان لا يقدر على رفعها ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الأقدام 152 - حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا خلف بن تميم حدثني محمد بن طلحة القرشي أنه عاد مريضا بالمصيصة فسمعه يقول ... بادرت الدار ذا المال الذي ... جمع الدنيا بحرص ما فعل
قال فأجبت ... كأن في دار سواها داري ... عللته بالمنى ثم انتقل ...
153 - حدثني الحسن بن حماد الضبي أنا محمد بن الحسن بن أبى يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس عن زاذان قال تخلفت عن الجمعة أيام الحجاج جمعا فلما كان ذات جمعة تهيأت للصلاة فهتف بي هاتف جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة 154 - حدثني إبراهيم بن محمد حدثني الحسن بن عرفة حدثني أبي عرفة بن يزيد عن أبي الأسمر العبدي ولقيته بالموصل قال
خرج رجل في جوف الليل إلى ظهر الكوفة فإذا هو بشيء كهيئة العرش وإذا حوله جمع قد أحدقوا به قال فكمن الرجل ينظر إليهم إذ جاء شيء حتى جلس على ذلك العرش ثم قال والرجل يسمع كيف لي بعروة بن المغيرة فقام شخص من ذلك الجمع فقال أنا لك به فقال علي به الساعة قال فتوجه نحو المدينة فمكث مليا ثم جاء حتى وقف بين يديه فقال ليس لي بعروة بن المغيرة سبيل فقال الذي على العرش ولم قال لأنه يقول كلاما حين يصبح وحين يمسي فليس لي إليه سبيل قال فتفرق ذلك الجمع وانصرف الرجل إلى منزله فلما أصبح غدا إلى الكناسة فاشترى جملا ثم مضى حتى أتى المدينة ولقى عروة بن المغيرة فسأله عن الكلام الذي يقوله حين يصبح وحين يمسي وقص عليه الرجل القصة قال فإني أقول حين أصبح وحين أمسي آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ثلاث مرت
155 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا علي بن عثمان اللاحقي حدثتني عبيدة بنت الوليد بن مسلم أبي بشر عن الوليد أبيها أبي بشر أن رجلا أتى شجرة أو نخلة فسمع فيها حركة فتكلم فلم يجب فقرأ آية الكرسي فنزل إليه شيطان فقال له إن لنا مريضا فبم نداوية قال بالذي أنزلتني به من الشجرة 156 - حدثني الحسين بن علي الأسود ثنا أبو أسامة ثنا يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي عن أبي المنيب الحمصي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب
157 - حدثني الحسين بن علي العجلي ثنا أبو أسامة عن الأجلح عن أبي الزبير قال بينا صفوان بن عبد الله قريبا من البيت إذ أقبلت حية من باب العراق حتى طافت بالبيت سبعا ثم أتت الحجر فاستلمته فنظر إليها عبد الله بن صفوان فقال أيها الجان قد قضيت عمرتك وإنا نخاف عليك بعض صبياننا فانصرفي فخرجت راجعة من حيث جاءت
158 - حدثني الحسن بن جمهور حدثني ابن أبي إلياس عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عمه عن معاذ بن عبيد الله بن معمر قال كنت جالسا عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاءه رجل فقال ألا أخبرك يا أمير المؤمنين عجبا بينا أنا بفلاة كذا وكذا إذا إعصاران قد أقبلا أحدهما من ههنا والآخر من ههنا فالتقيا فتعاركا ثم تفرقا وإذا أحدهما أكبر من الآخر فجئت معتركهما فإذا من الحيات شيء ما رأت عيناي مثله قط كثرة وإذا ريح
المسك من بعضها فقمت قلبت الحيات كيما أنظر من أيها هو فإذا ذلك من حية صفراء دقيقة فظننت أن ذلك لخير فيها فلففتها في عمامتي ثم دفنتها فأخبرته بالذي رأيت ووجدت فقال إنك قد هديت ذانك حيان من الجن بنو الشيعان وبنو أقيش التقوا فاقتتلوا وكان بينهم من القتل ما قد رأيت واستشهد الذي دفنت وكان أحد الذين سمعوا الوحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
159 - أخبرني أبي أنا محمد بن جعفر ثنا مستلم يعني ابن سعيد عن حبيب قال رأت عائشة رضي الله عنها حية في بيتها فأمرت بقتلها فأتيت في تلك الليلة في المنام فقيل لها إنها من النفر الذين سمعوا الوحي من النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى اليمن فابتيع لها أربعون رأسا فأعتقتهم
160 - حدثني محمد بن حسان السمتي ثنا أبو الحكم الخراساني ثنا زيد العمي حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس قال بينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسير فيما بين مكة والمدينة في أحد إذ سمع هاتفا يهتف أتلوا الآيات فطلب فلم يوجد
161 - وحدثني عبد الحميد عن عبد الرحمن بن زيد عن عائشة قالت ناحت الجن على عمر رضي الله عنه قبل أن يقتل بثلاث قالت ... جزى الله خيرا من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق ... وليت أمورا ثم غادرت بعدها ... نوائح في أكمامها لم تفتق ... فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق ... وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سليفا أزرق العين مطرق ... فيما لقتيل بالمدينة أظلمت ... له الأرض واهتز الغضاة بأسوق ... فلقاك ربك بالجنان تحية ... ومن كسوة الفردوس لا تتخرق ...
قال فكان أحدهما قد آل على نفسه أن لا يكلم صاحبه فمات قبل أن يكلمه
162 - حدثني محمد بن صالح عن يحيى التميمي عن شيخ من باهلة حدثه قال كان بالمدينة أخوان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما في الصرم فدفن بالدوم فمر الباقي بقبر الميت فلم يعرج عليه ولم يسلم فهتف به هاتف من القبر ... أجدك تطوي الدوم ليلا ولا ترى ... عليك لأهل الدوم أن تكلما ... وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه ... فمر بأهل الدوم عاج فسلما ... فأجيب ... أعد ذنوبا فيك كنت أجترء منها ... فلا أنا فيها كنت أسوا وأظلما ... تركتك في طول الحياة وأبتغي ... كلامك لما كنت رسما وأعظما ... 163 - حدثني يعقوب بن عبيد ثنا علي بن عاصم عن سوار بن عبد الله عن
أبي ياسين قال كنا مع الحسن قعودا في المسجد فقام فانصرف إلى أهله وقعدنا بعده نتحدث في مشيخة من أصحابه قال فدخل بدوي من بعض أعراب بني سليم المسجد فجعل يسأل من يدلني على الحسن البصري فقلت له أقعد فقعد فقلت ما حاجتك قال إني رجل من أهل البادية وكان لي أخ من أشد قومه فعرض له بلاء فلم يزل به حتى شددناه في الحديد وكنا معه في عباء فبينا نحن نتحدث في نادينا إذا هاتف يقول السلام عليكم ولا نرى أحدا فرددنا عليه فقال يا هؤلاء إنا جاورناكم فلم نر بجواركم بأسا ولم نر منكم إلا خيرا وإن سفيها لنا تعرض لصاحبكم هذا فأردناه على تركه فأبى فلما رأينا ذلك أحببنا أن نعتذر إليكم يا فلان لأخيه أنظر إذا كان يوم كذا وكذا فاجمع قومك ثم شده واستوثقوا منه فإنه إن يفلتكم لم تقدروا عليه أبدا ثم احمله على بعير فأت به وادي كذا وكذا ثم خذ من بقلة الوادي قرصة ثم أوجره إياه وإياك أن ينفلت منكم فإنه إن ينقلب لم تقدروا عليه أبدا فاستوثقوا منه فقلت رحمك الله فمن يدلني على هذا الوادي وعلى هذا البقل قال إذ كان ذلك اليوم فإنك تسمع صوتا أمامك فاتبع الصوت فلما كان ذلك اليوم جمعت قومي فإذا أخي ليس بالذي كان قوة وشدة فلم نزل نعالجه حتى استوثقناه ثم حملته على بعير فإذا أنا بصوت أمامي إلي فلم نزل نتبع الصوت وهو يقول إلي فلان استوثقوا منه فإنه إن ينفلت منه فلن تقدروا عليه أبدا ثم قال اهبط هذا الوادي وقال أنخ واستوثقوا منه فإذا صاحبنا ليس بالذي كان شدة وقوة فاستوثقنا منه فقال يا فلان قم فخذ من هذا البقل فافعل كذا وكذا حتى فعلنا ما أمرنا وهو يقول استوثقوا منه فإنه إن ينفلت لم تقدروا عليه قال فإذا نحن لا نطيق صاحبنا فجعل ينادي استوثقوا منه حتى أوثقناه فلما وقع في جوفه جلا عنا وعن نفسه وفتح عينيه فأقبل إلينا فقال يا أخي ما بلغ من أمري حتى فعلتم بي هذا قال قلت يا أخي لا تسالنا قال يا أخي أخبرني ما
الذي بلغ من أمري حتى صرت إلى ما أرى قال قلت يا أخي لا تسألنا فقال خلوا سبيله وأطلقوه من الحديد الذي هو فيه قال فقلت له قد رأيت الذي لقينا منه وأخاف أن يذهب على وجهه قال لا والله لا يعود إليه إلى يوم القيامة فأطلقوه فأطلقناه فأقبل علي بعدما أطلقناه فقال يا أخي ما كان من أمري حتى صرت إلى ما أرى قلت لا تسألني قال خلوا عنه فقلت له رحمك الله أحسنت إلينا ولكن بقي شيء أخبرني به قال ما هو قلت إنك حين قلت لنا ما قلت نذرت إن الله تعالى عافى أخي أن أحج ما شيا مزموما قال والله إن هذا لشيء ما لنا به علم ولكن أدلك اهبط هذا الموضع موضعا قد سماه فأت البصرة فاسأل عن الحسن ابن أبي الحسن فاسأله عن هذا وانته إلى قوله فإنه رجل صالح قال فجئنا إلى باب الحسن فاستأذنت فخرجت الجارية ثم رجعت إليه فقالت هذا أبو ياسين بالباب قال قولي له فليدخل فدخلت فإذا هو في غرفة أظنها من قصب وإذا في الغرفة سرير مرمول من شريط وإذا الحسن قاعد عليه فسلمت فرد علي السلام فقال يا أبا ياسين إنما عهدي بك من ساعة فما حاجتك قلت يا أبا سعيد معي غيري فأذن له قال نعم فقال للخدم ائذنوا له قال فدخل إليه فسلم ثم قعد معه فقلت له أعد حديثك كما حدثتني فأخذ في أوله والحسن مستقبله حتى انتهى إلى قوله أئته فاسأله فإنه رجل صالح فبكى والله الحسن وقال أما الزمام فمن طاعة الشيطان فلا تزم نفسك وكفر عن يمينك وأما المشي فامش إلى بيت الله تعالى وأوف بنذرك
164 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد ثنا أبو إسحاق قال خرج زيد بن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة فقال ما هذا قال ما هذا قال رجل من الجن أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قال نعم ثم خرج الليلة الثانية فسمع فيه أيضا جلبة فقال ما هذا قال رجل من الجن أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قال نعم فقال له زيد بن ثابت ألا تخبرني ما الذي يعيذنا منكم قال آية الكرسي
165 - حدثني عبد الله بن أبي بدر حدثني يحيى بن اليمان عن سفيان عن عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله قال أبطأ خبر عمر على أبي موسى فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه فقالت حتى يجيء إلي الشيطان فجاء فسألته عنه فقال تركته مؤتزرا بكساء يهنأ إبل الصدقة وذاك لا يراه شيطان إلا خر لمنخره الملك بين يديه وروح القدس ينطق بلسانه
166 - حدثني عبيد الله بن عمرو حدثني المؤمل بن حماد بن الموصل الكلبي حدثني عمرو بن شيبان قال كنت ليلة قتل المتوكل في منزلي بالشام ولم أعلم أنها الليلة التي قتل فيها جعفر فلم أشعر إلا وهاتف يهتف في زوايا الدار يقول ... يا نائم الليل في جثمان يقظان ... أفض دموعك يا عمرو بن شيبان ... ففزعت لذلك ثم إني نمت فأعاد الصوت فما زال علي هذا ثلاث مرار كأنه يفهمني فقلت للجارية أعطيني دواة وقرطاسا فوضعته بجنبي فاندفع يقول يا نائم الليل البيت ... أما ترى العصبة الأنجاس ما فعلوا ... بالهاشمي وبالفتح بن خاقان ... وافى إلى الله مظلوما فعج له ... أهل السموات من مثنى ووحدان ... فالطير ساهمة والغيب منحبس ... والنبت منتقص في كل إبان
والسعر ينقص والأنهار يابسة ... والأرض هامدة في كل أوطان ... وسوف تأتيكم أخرى مسومة ... توقعوها لها شأن من الشان ... فابكوا على جعفر وارثوا خليفتكم ... فقد بكاه جميع الإنس والجان ...
167 - وحدثني ميسرة بن حسان حدثني جعفر بن مسعدة قال كنت بسامراء بعد قتل المتوكل فرأيت في المنام كأن قائلا يقول ... لقد خلوك وانصدعوا ... فما ألووا ولا ربعوا ... ولم يوفوا بعهدهم ... فتبا للذي صنعوا ... ألا يا معشر الموتى ... إلى من كنتم تقع ... ليطلبها فإن القلب ... قد أودى به الوجع ... ولم نعرف لكم خبرا ... فقلبي حشوة الجزع ... فبكيت في يوم أشد البكاء وانتبهت وقد حفظت الأبيات فقال لي صاحب كان معي ما قصتك ما زلت سائر ليلتك تبكي في نومك 168 - حدثنا بشر بن بشار عن عبد الله ثنا أبو الجنيد الضرير ثنا عقبة بن عبد الله أن رجلا أتى الحسن بن أبي الحسن فقال يا أبا سعيد إن رجلا من الجن يخطب فتاتنا فقال الحسن لا تزوجوه ولا تكرموه فأتى قتادة فقال يا أبا الخطاب إن رجلا من الجن يخطب فتاة لنا فقال لا تزوجوه ولكن إذا جاء فقولوا إنا نخرج عليك إن كنت مسلما لما انصرفت عنا ولم تؤذنا فلما كان الليل جاء الجني حتى
قام على الباب فقال أتيتم الحسن فسألتموه فقال لكم لا تزوجوه ولا تكرموه ثم أتيتم قتادة فسألتموه فقال لا تزوجوه ولكن قولوا له إنا نخرج عليك إن كنت مسلما لما انصرفت عنا ولم تؤذنا قالوا نعم فإنا نخرج عليك إن كنت رجلا مسلما لما انصرفت عنا ولم تؤذنا فانصرف عنهم ولم يؤذهم
169 - حدثني الفضل بن إسحاق حدثني أبو قتيبة عن سفيان عن الحجاج عن الحكم أنه كره تزويج الجن 170 - حدثنا الفضل بن إسحاق حدثني أبو قتيبة عن عقبة الأصم سمع الحسن وقتادة وسئلا عن تزويج الجن فكرهاه 171 - حدثني محمد بن إدريس ثنا أحمد بن خالد سمعت سهلا الخراساني أو غيره قال كنا في غزاة فمن الله تعالى على شاب بالشهادة فجعل يقول اسقوني شربة من ماء الفرات فسمعوا صوتا بل نسقيك من ماء غير آسن ومن لبن لم يتغير طعمه ومن عسل مصفى ومن خمر لذة للشاربين
172 - وحدثني محمد بن إدريس ثنا أحمد بن خالد سمعت محمد بن مخلد قال قدمت من مكة مع قوم فدعتني نفسي إلى أمر سوء فسمعت هاتفا من ناحية البيت ويلك ألم تحج ويلك ألم تحج فعصمني الله تعالى إلى الساعة
173 - وحدثت عن إسحاق بن إسماعيل عن بكر العابد قال كنت بقزوين فسمعت هاتفا يهتف بالليل ... قسى قلبي فيأبى أن يلينا ... أنام وأغبط المتهجدينا ...
174 - حدثني الحسن بن الصباح ثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبدة ابن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر وكان يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم قال فسلمت فرد السلام فقلت ما أنت أجني أم أنسي قال جني قلت ناولني يدك فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب قلت هكذا خلق الجن قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني قلت ما حملك على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي فغدا أبي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق الخبيث
175 - حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الجرجاني ثنا زيد بن الحباب العكلي حدثني عبد المؤمن بن خالد الحنفي من أهل مرو أنا عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبي الأسود الدؤلي قال قلت لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته قال جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فجعلت التمر في غرفة قال فوجدت فيه نقصانا فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال هذا الشيطان يأخذه قال فدخلت الغرفة وأغلقت الباب علي فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب ثم تصور في صورة ثم تصور في صورة أخرى فدخل من شق
الباب فشددت إزاري علي فجعل يأكل من التمر فوثبت إليه فضبطته فالتفت يداي عليه فقلت يا عدو الله قال خل عني فإني كبير ذو عيال كثير وأنا من جن نصيبين وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم فلما بعث أخرجنا منها خل عني فلن أعود إليك فخليت عنه فجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ونادى مناديه أين معاذ بن جبل فقمت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك فأخبرته فقال أما إنه سيعود فعد قال فدخلت الغرفة وأغلقت علي الباب فجاء فدخل من شق الباب فجعل يأكل من التمر فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى فقال خل عني فإني لن أعود إليك فقلت يا عدو الله ألم تقل أنك لن تعود قال فإني لن أعود وآية ذلك أنه لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة
176 - حدثني يعقوب بن إبراهيم بن كثير ثنا الحارث بن مرة ثنا عمر بن عامر السلمي قال عاتب صاحب شرطة معاوية ابنا له حتى أخرجه من البيت ثم قام حتى أغلق الباب بينه وبينه وابنه في الصفة فأرق الفتى من سخط أبيه فبينا هو كذلك إذا مناد ينادي على الباب يا سويد يا سويد فقال الفتى والله ما في دارنا سويد حر ولا عبد قال فانخرط لنا سنور أسود من شرجع لنا في الصفة قال فأتى الباب قال من هذا قال أنا فلان قال من أين جئت قال من العراق قال فما حدث فيها قال قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فهل عندك شيء تطعمنيه فإني غرثان قال لا والله لقد خمروا آنيتهم وسموا عليها غير أن ههنا سفودا شووا عليه شوية لهم وعليه وضر فهل لك فيه قال نعم قال فجاء سويد السنور والسفود مسند في زاوية الصفة قال فغمض الفتى عينيه فأخذ سويد
السفود فأخرجه إليه من ذلك الباب قال فعرقه حتى سمعت عرقه إياه قال ثم جاء به فأسنده في زاوية الصفة قال فقام الفتى فضرب على أبيه الباب حتى أيقظه فقال من هذا قال فلان أخرج إلي قال لا قال إنه قد حدث أمر عظيم ففتح له قال أسرج لي فأسرج له فأتى باب معاوية رضي الله عنه فطلب الإذن حتى وصل إليه فحدثه الحديث قال من سمع هذا قال يا أمير المؤمنين سمعه ابن أخيك فلان قال ومعك هو قال نعم قال فأدخله عليه فحدثه الحديث قال فكتب تلك الساعة وتلك الليلة فكانت كذلك
177 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي حدثنا ابن إدريس حدثني أبي عن وهب بن منبه قال كان يلتقي هو والحسن البصري في الموسم في كل عام في مسجد الخيف إذا هدأت الرجل ونامت العيون ومعهما جلاس لهم يتحدثون إليهم فبينا هما ذات ليلة يتحدثان مع جلسائهما إذا أقبل طائر له خفيف حتى وقع إلى جانب وهب في الحلقة فسلم فرد وهب عليه السلام وعلم أنه من الجن ثم أقبل عليه يحدثه فقال وهب من الرجل قال رجل من الجن من مسلميهم قال وهب فما حاجتك قال أو تنكر علينا أن نجالسكم ونحمل عنكم العلم إن لكم فينا رواة كثيرة وإنا لنحضركم في أشياء كثيرة من صلاة وجهاد وعيادة مريض وشهادة جنازة وحج وعمرة وغير ذلك ونحمل عنكم العلم ونسمع منكم القرآن فقال له وهب فأي رواة الجن عندكم أفضل قال رواة هذا الشيخ وأشار إلى الحسن فلما رأى الحسن وهبا قد شغل عنه قال يا أبا عبد الله من تحدث قال بعض جلسائنا فلما قاما من مجلسهما سأل الحسن وهبا فأخبره وهب خبر الجني وكيف فضل رواة الحسن على غيرهم قال الحسن لوهب أقسمت عليك أن لا تذكر هذا الحديث لأحد فإني لا آمن أن ينزله الناس على غير ما جاء قال وهب فكنت ألقى ذلك الجني في الموسم كل عام فيسألني وأخبره ولقد لقيني عاما في الطواف
فلما قضينا طوافنا قعدت أنا وهو في ناحية المسجد فقلت له ناولني يدك فمد إلي يده فإذا هي مثل برثن الهرة وإذا عليها وبر ثم مددت يدي حتى بلغت منكبه فإذا مرجع جناح قال فاغمز يده غمزة ثم تحدثنا ساعة ثم قال لي يا أبا عبد الله ناولني يدك كما ناولتك يدي قال فأقسم بالله تعالى لقد غمز يدي غمزة حين ناولتها إياه حتى كاد يصيحني وضحك قال وهب فكنت ألقى ذلك الجني في كل عام في المواسم ثم فقدته فظننت أنه مات أو قتل قال وسأل وهب الجني أي جهادكم أفضل قال جهاد بعضنا بعضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق