حسن العاقبة من خلال القرآن والسنة
الأسباب/المفهوم /المظاهر/الآثار/
الحمدلله رب العالمين.
الحمد لله الذي حعل حسن العاقبة للمتقين.
الحمد الذي تجلت رحماته وبركاته على المخلوقين .
الحمد لله الذي بيده الأمر كله.واليه تصير الأمور."والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".وأشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ثم أما بعد:أيها الاخوة المؤمنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.موضوع خطبتنا اليوم هو :حسن العاقبة من خلال القرآن والسنة.
1-لم نتحدث عن حسن العاقبة؟
2-ماهو مفهوم حسن العاقبة؟
3-ماهي مظاهر حسن العاقبة؟
4-ماهي آثار حسن العاقبة؟
*يقول الله جل وعلا:"فاستقم كما أمرت"سورة هود112
*ويقول جل وعلا:ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون .نزلا من غفور رحيم"سورة فصلت29-30-31
*وقال جل وعلا:"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون.أولائك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون"سورة الأحقاف12-13
هذه الآيات الكريمات تبين عن نهاية حسنة يؤول اليها العبد.وهي الفوز بالجنة.واني أتحدث عن حسن العاقبة من خلال القرآن والسنة لهذه الأسباب التي هي على سبيل الذكر لا الحصر:
*أولا:قد يجتهد العبد في العبادة.لكن قدرالله قد يسبق.فيكون هذا العبد في النار.في الحديث الذي أخرجه الامام البخاري من طريق ابن مسعود-رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ان العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها قيد ذراع فيسبق عليه الكتاب.فيعمل بعمل أهل النار فيكون من أهل النار.وان العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى لايكون بينه وبينها قيد ذراع .فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة.فيكون من أهل الجنة"
فالسبب الأول هو أن نتعقل هذه المسألة.فنروض أنفسنا على طاعة الله تعالى وعدم الاشراك به جل وعلا.
*ثانيا :ما نجدهيقع في واقعنا المعيش أحيانا من اختلاف حالات الوفاة عند الناس .فمنهم من تكون عاقبته الى خير.ومنهم من تكون عاقبته خلاف ذلك.قال صلى الله عليه وسلم :"يبعث العبد على ما مات"
*ثالثا:أن يكون هذا محملا على الطاعة ومجاهدة النفس والصبر على كل ما يقع لك في حياتك الدنيا.
اخوة الايمان :حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب الله تعالى سبحانه والتوبةمن الذنوب والمعاصي والاقبال على الطاعات وأعمال الخير.ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذا أراد الله بعبده خيرا استعمله"قالوا كيف يستعمله؟قال:"يوفقه الى عمل صالح قبل موته"رواه أحمد والترمذي/وصححه الحاكم في المستدرك/
فالدعوةالى الخير توفيق من الله تعالى.والاصلاح بين الناس وارجاع الحقوق الى أصحابها .واحسان الزوج الى الزوجة.واحسان الزوجة الى زوجها .وطاعة الأبناء للوالدين.وحسن قيام الوالدين على الأبناء.وبر الوالدين.والقيام على الأمانات والمسؤوليات.كل ذلك اذا لزم العبد شرع الله فيه هو عمل صالح يوفقك الله تعالى اليه.
اخوة الايمان :لعلي الآن أبين لكم عن بعض علامات حسن العاقبة:أي المظاهر.
*أولا:تبشير الملائكة للعبد عند احتضاره.قال جل وعلا:"ان الذين قالوا ربنا ثم استقاموا.....".وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم وفي قبورهم وعند بعثهم من قبورهم.
*ثانيا:محبتك للقاء الله جل وعلا.لأن هذه المحبة تنبع من أنك خيري الطبع تعمل بالطاعات.ولذلك فأنت ترجو لقاء الله تعالى.روى الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.فقلت يانبي الله :أكراهية الموت ؟فكلنا نكره الموت.فقال:"ليس ذلك .ولكن العبد المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله .وان الكافر اذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه".وفي هذا معنى هذا الحديث قال الامام أبو عبيد القاسم بن سلام:"ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته لأن هذا لا يكاد يخلو منه أحد.ولكن المذموم من ذلك ايثار الدنيا والركون اليها.وكراهية أن يصير الى الله و الدار الآخرة.وقال :ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما يحب الحياة.فقال:"ان الذين لايرجون لقآءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون.أولائك مأواهم النار بما كانوا يكسبون"سورة يونس7-8
*ثالثا:النطق بالشهادة عند الموت:ودليله ما رواه الامام الحاكم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كان آخر كلامه من الدنيا لااله الا الله دخل الجنة"
*رابعا:الموت برشح الجبين:أي أن يكون على جبينه عرق عند موته.لما رواه بريدةبن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"موت المؤمن بعرق الجبين"
*خامسا:الموت ليلة الجمعة أو نهار الجمعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من مسلم يموت يوم الجمعةالا وقاه الله فتنة القبر"
*سادسا:ومنها أن يكون شهيدا .روى الامام البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الشهداء خمسة:المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله".كل هؤلاء اذا كانوا مسلمين حنفاء عاملين بطاعات الله .ومن علامات حسن العاقبة موت المرأة في نفاسها أو فبل ذلك في حملها.ومن أدلة ذلك ما رواه الامام أحمد وغيره بسند صحيح من طريق عبادة بن الصامت قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة يجرها ولدها بسرره الى الجنة"/يعني حبل المشيمة الذي يقطع عنه./فسبحان من لوشاء لهدى الناس أجمعين ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
الحمد الله على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد قدرته أحمده حمدا يليق بمقامه ويناسب حضرته وأشهد أن لااله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله.اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك و مداد كلماتك.
لعل من آثار حسن العاقبة ما يلى:
1-التثبيت في القبر:"قال جل وعلا:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء"سورة ابراهيم29
ذكر الامام البخاري من طريق البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:قال :المسلم اذاسئل في القبر شهد لأن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله.فذلك قوله:"يثبت الله الذين آمنوا....".
*قال الامام البخاري/والامام أحمد/وابن حبان في صحيحه من طريق البراء بن عازب ومن طريق أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"انه اذا حضر الأجل .وكانت النفس مؤمنة نزل ملائكة الرحمة .وعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة.ثم يجيء ملك الموتعند رأسه.فيقول :أيتها النفس الطيبة أخرجي الى مغفرة من الله ورضوان.فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء.فيأخذها ملك الموت .ثم توضع في ذلك الكفن وذلك الحنوط.فتخرج كأطيب ريح في الأرض .ثم يعرج بها الى السماء.فتفتح لها أبواب السماء.ويسائله ملائكة السموات عن أهل الأرض.فيقولون لهم:اتركوه حتى يستريح من عناء الأرض.حتى اذا انتهى ملك الموت بالروح الطيبة الى السماء السابعة فيقول الله تعالى:"اكتبوا كتاب عبدى في عليين وأعيدوه".ثم تعاد روحه في جسده في قبره.فيأتيه ملكان:ويقولان له:من ربك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ وما دينك؟ فيقول المقبور:ربي الله.وهذا الرجل الذي بعث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.وديني الاسلام.فيقولان له:وما علمك؟فيقول قلرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.فينادي مناد من السماء"أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة".ثم يقولان له:"انظر على يسارك".فيجد حفرة من حفر النار قد فتحت له.فيقولان :"هذا مقعدك من النار لو عصيت الله.انظر على يمينك فيفتح له باب من أبواب الجنة ويأتيه من ريحها وطيبها.فيبقى في هذه الحال الى قيام الساعة.
2-الكرامة في الجنة:
لقي سعيد بن المسيب أبا هريرة.فسلم عليه.وقال له أبو هريرة:"أرجو من الله أن يلاقيني بك في سوق الجنة.فقال سعيد:أفيها سوق؟فقال :أبو هريرة أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أن أهل الجنةاذا دخلوا فيها نزولوا في مقدار يوم الجمعة عن أيام الدنيا.فيزورون الله تبارك وتعالى.فيبرز لهم عرشه.ويتبدى لهم في روضة من روضات الجنة.فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة.ويجلس أدناهم.وما فيها دنيء على كثبان المسك.والجالسون ما يرون أن أصحاب الكراسى أفضل منهم مجلسا.قال أبو هريرة:وهل نرى ربنا عز وجل؟قال:نعم.هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟قلنا:لا.قال:كذلك لاتمارون في رؤية ربكم .ولايبقى في المجلس الا من حاضره الله تعالى.يذكره ببعض غدراته ومعاصيه.فيقول العبد:ألم تغفر لي ياربي؟.فيقول:بلى.فبمغفرتي بلغت هذه المرتبة وأدخلتك جنتى.فبينماهم كذلك اذا غشيتهم سحابة فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه قط........."/الحديث رواه ابن القيم في كتابه "حادى الأرواح الى بلاد الأفراح".
فاللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها.وأحينا ما علمت الحياة خيرا لنا.وأمتنا ما علمت الوفاة خيرا لنا.واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.ووفق رئيسنا لما فيه صالح البلادوالعباد.واحفظه.وتوله بعنايتك يا رب العالمين.وأعز الاسلام والمسلمين.واحفظ مقدسات المسلمين بعزتك يا أرحم الراحمين.
الأسباب/المفهوم /المظاهر/الآثار/
الحمدلله رب العالمين.
الحمد لله الذي حعل حسن العاقبة للمتقين.
الحمد الذي تجلت رحماته وبركاته على المخلوقين .
الحمد لله الذي بيده الأمر كله.واليه تصير الأمور."والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".وأشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ثم أما بعد:أيها الاخوة المؤمنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.موضوع خطبتنا اليوم هو :حسن العاقبة من خلال القرآن والسنة.
1-لم نتحدث عن حسن العاقبة؟
2-ماهو مفهوم حسن العاقبة؟
3-ماهي مظاهر حسن العاقبة؟
4-ماهي آثار حسن العاقبة؟
*يقول الله جل وعلا:"فاستقم كما أمرت"سورة هود112
*ويقول جل وعلا:ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون .نزلا من غفور رحيم"سورة فصلت29-30-31
*وقال جل وعلا:"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون.أولائك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون"سورة الأحقاف12-13
هذه الآيات الكريمات تبين عن نهاية حسنة يؤول اليها العبد.وهي الفوز بالجنة.واني أتحدث عن حسن العاقبة من خلال القرآن والسنة لهذه الأسباب التي هي على سبيل الذكر لا الحصر:
*أولا:قد يجتهد العبد في العبادة.لكن قدرالله قد يسبق.فيكون هذا العبد في النار.في الحديث الذي أخرجه الامام البخاري من طريق ابن مسعود-رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ان العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لايكون بينه وبينها قيد ذراع فيسبق عليه الكتاب.فيعمل بعمل أهل النار فيكون من أهل النار.وان العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى لايكون بينه وبينها قيد ذراع .فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة.فيكون من أهل الجنة"
فالسبب الأول هو أن نتعقل هذه المسألة.فنروض أنفسنا على طاعة الله تعالى وعدم الاشراك به جل وعلا.
*ثانيا :ما نجدهيقع في واقعنا المعيش أحيانا من اختلاف حالات الوفاة عند الناس .فمنهم من تكون عاقبته الى خير.ومنهم من تكون عاقبته خلاف ذلك.قال صلى الله عليه وسلم :"يبعث العبد على ما مات"
*ثالثا:أن يكون هذا محملا على الطاعة ومجاهدة النفس والصبر على كل ما يقع لك في حياتك الدنيا.
اخوة الايمان :حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب الله تعالى سبحانه والتوبةمن الذنوب والمعاصي والاقبال على الطاعات وأعمال الخير.ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذا أراد الله بعبده خيرا استعمله"قالوا كيف يستعمله؟قال:"يوفقه الى عمل صالح قبل موته"رواه أحمد والترمذي/وصححه الحاكم في المستدرك/
فالدعوةالى الخير توفيق من الله تعالى.والاصلاح بين الناس وارجاع الحقوق الى أصحابها .واحسان الزوج الى الزوجة.واحسان الزوجة الى زوجها .وطاعة الأبناء للوالدين.وحسن قيام الوالدين على الأبناء.وبر الوالدين.والقيام على الأمانات والمسؤوليات.كل ذلك اذا لزم العبد شرع الله فيه هو عمل صالح يوفقك الله تعالى اليه.
اخوة الايمان :لعلي الآن أبين لكم عن بعض علامات حسن العاقبة:أي المظاهر.
*أولا:تبشير الملائكة للعبد عند احتضاره.قال جل وعلا:"ان الذين قالوا ربنا ثم استقاموا.....".وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم وفي قبورهم وعند بعثهم من قبورهم.
*ثانيا:محبتك للقاء الله جل وعلا.لأن هذه المحبة تنبع من أنك خيري الطبع تعمل بالطاعات.ولذلك فأنت ترجو لقاء الله تعالى.روى الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.فقلت يانبي الله :أكراهية الموت ؟فكلنا نكره الموت.فقال:"ليس ذلك .ولكن العبد المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله .وان الكافر اذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه".وفي هذا معنى هذا الحديث قال الامام أبو عبيد القاسم بن سلام:"ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته لأن هذا لا يكاد يخلو منه أحد.ولكن المذموم من ذلك ايثار الدنيا والركون اليها.وكراهية أن يصير الى الله و الدار الآخرة.وقال :ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما يحب الحياة.فقال:"ان الذين لايرجون لقآءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون.أولائك مأواهم النار بما كانوا يكسبون"سورة يونس7-8
*ثالثا:النطق بالشهادة عند الموت:ودليله ما رواه الامام الحاكم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كان آخر كلامه من الدنيا لااله الا الله دخل الجنة"
*رابعا:الموت برشح الجبين:أي أن يكون على جبينه عرق عند موته.لما رواه بريدةبن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"موت المؤمن بعرق الجبين"
*خامسا:الموت ليلة الجمعة أو نهار الجمعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من مسلم يموت يوم الجمعةالا وقاه الله فتنة القبر"
*سادسا:ومنها أن يكون شهيدا .روى الامام البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الشهداء خمسة:المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله".كل هؤلاء اذا كانوا مسلمين حنفاء عاملين بطاعات الله .ومن علامات حسن العاقبة موت المرأة في نفاسها أو فبل ذلك في حملها.ومن أدلة ذلك ما رواه الامام أحمد وغيره بسند صحيح من طريق عبادة بن الصامت قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة يجرها ولدها بسرره الى الجنة"/يعني حبل المشيمة الذي يقطع عنه./فسبحان من لوشاء لهدى الناس أجمعين ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
الحمد الله على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد قدرته أحمده حمدا يليق بمقامه ويناسب حضرته وأشهد أن لااله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله.اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك و مداد كلماتك.
لعل من آثار حسن العاقبة ما يلى:
1-التثبيت في القبر:"قال جل وعلا:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء"سورة ابراهيم29
ذكر الامام البخاري من طريق البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:قال :المسلم اذاسئل في القبر شهد لأن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله.فذلك قوله:"يثبت الله الذين آمنوا....".
*قال الامام البخاري/والامام أحمد/وابن حبان في صحيحه من طريق البراء بن عازب ومن طريق أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"انه اذا حضر الأجل .وكانت النفس مؤمنة نزل ملائكة الرحمة .وعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة.ثم يجيء ملك الموتعند رأسه.فيقول :أيتها النفس الطيبة أخرجي الى مغفرة من الله ورضوان.فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء.فيأخذها ملك الموت .ثم توضع في ذلك الكفن وذلك الحنوط.فتخرج كأطيب ريح في الأرض .ثم يعرج بها الى السماء.فتفتح لها أبواب السماء.ويسائله ملائكة السموات عن أهل الأرض.فيقولون لهم:اتركوه حتى يستريح من عناء الأرض.حتى اذا انتهى ملك الموت بالروح الطيبة الى السماء السابعة فيقول الله تعالى:"اكتبوا كتاب عبدى في عليين وأعيدوه".ثم تعاد روحه في جسده في قبره.فيأتيه ملكان:ويقولان له:من ربك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ وما دينك؟ فيقول المقبور:ربي الله.وهذا الرجل الذي بعث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.وديني الاسلام.فيقولان له:وما علمك؟فيقول قلرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.فينادي مناد من السماء"أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة".ثم يقولان له:"انظر على يسارك".فيجد حفرة من حفر النار قد فتحت له.فيقولان :"هذا مقعدك من النار لو عصيت الله.انظر على يمينك فيفتح له باب من أبواب الجنة ويأتيه من ريحها وطيبها.فيبقى في هذه الحال الى قيام الساعة.
2-الكرامة في الجنة:
لقي سعيد بن المسيب أبا هريرة.فسلم عليه.وقال له أبو هريرة:"أرجو من الله أن يلاقيني بك في سوق الجنة.فقال سعيد:أفيها سوق؟فقال :أبو هريرة أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أن أهل الجنةاذا دخلوا فيها نزولوا في مقدار يوم الجمعة عن أيام الدنيا.فيزورون الله تبارك وتعالى.فيبرز لهم عرشه.ويتبدى لهم في روضة من روضات الجنة.فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة.ويجلس أدناهم.وما فيها دنيء على كثبان المسك.والجالسون ما يرون أن أصحاب الكراسى أفضل منهم مجلسا.قال أبو هريرة:وهل نرى ربنا عز وجل؟قال:نعم.هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟قلنا:لا.قال:كذلك لاتمارون في رؤية ربكم .ولايبقى في المجلس الا من حاضره الله تعالى.يذكره ببعض غدراته ومعاصيه.فيقول العبد:ألم تغفر لي ياربي؟.فيقول:بلى.فبمغفرتي بلغت هذه المرتبة وأدخلتك جنتى.فبينماهم كذلك اذا غشيتهم سحابة فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه قط........."/الحديث رواه ابن القيم في كتابه "حادى الأرواح الى بلاد الأفراح".
فاللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها.وأحينا ما علمت الحياة خيرا لنا.وأمتنا ما علمت الوفاة خيرا لنا.واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.ووفق رئيسنا لما فيه صالح البلادوالعباد.واحفظه.وتوله بعنايتك يا رب العالمين.وأعز الاسلام والمسلمين.واحفظ مقدسات المسلمين بعزتك يا أرحم الراحمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق