" يا داوود ذكّر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها " .
القصد من معرفة اسم الوهاب أن تحب الله عز وجل ، لأنه لا إيمان لمن لا محبة له ، ليس الإسلام حقائق ندركها وحسب ، بل هو حقائق ومشاعر ، أن يكون العقل مدركاً لوجود الله ولعظمته ولأسمائه الحسنى وأن يكون القلب مفعَماً بحب الله ، سأضع بين أيديكم هذه الحقيقة: أقول لكم إنَّ الذي يحرك الإنسان حبَّه أكثر مما يحركه عقله ، فالإنسان بدافع الحب يقدم الغالي والرخيص والنفس والنفيس ، بدافع الحب يقدم كل شيء ، بدافع العقل قد يقتنع وقد يعتقد وقد يوقن ولكن لا يتحرك.
لذلك فالدعاة إلى الله يجب أن يخاطبوا العقل والقلب في وقت واحد ، ربما إذا أحدثوا في العقل القناعة فهذا نصف النجاح ، أما إذا أحدثوا في الإنسان بالإضافة إلى قناعة العقل موقفاً أساسه الحب فهذا كل النجاح ، أنت قبل كل شيء إنسان لك عقل ولك قلب ، العقل إذا أعمَلْته في الكون عرفت الله ، وإذا أدركت النعم الإلهية أحببته بقلبك ، وإذا أحببت الله فقد أحسنت الاختيار، لا يُسمى الإنسان إنساناً إلا إذا أحب .
مرةً كنا في الجامعة وقد أحيل أحد الأساتذة إلى التقاعد وأقيمت له حفلة طيبة وهو أستاذ علم النفس ، قال هذه الكلمة و لا أنساها :
" الإنسان الذي لا يشعر برغبِة أن يُحِب و لا يشعر برغبة أن يُحَب فليس من بني البشر "
لا يمكن أن تُسَمَّى إنساناً إذا كان قلبك صخراً ، أو إذا كان قلبك جلموداً .
إذاً لا بد من أن تُحِبَّ ، الشيء الذي يلفت النظر هو أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله، لماذا فعلوا المستحيلات ؟ لماذا باعوا أنفسهم لماذا قدموا كل شيء ؟ أحدنا لو جرحت يده أو أصبعه لصاح ولضمدها ولاعتذر عن لقاءآته ولأخذ إجازةً ... سيدنا جعفر تأتيه ضربة سيف تقطع يمينه فيُمسك الراية بشماله ، تأتيه ضربة سيف أخرى تقطع شماله فيمسك الراية بعضديه إلى أن يخِرَّ شهيداً ، ما هذا الحب ؟!
الخنساء قبل أن تُسلم ملأت الدنيا صخباً وعويلاً على أخيها صخر ، فلما توفي أولادها الأربع ، استشهدوا في القادسية ، ما زادت على أن قالت :
" الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته ".
خُبيب بن عدي وهو على مشارف القتل ، صلبه المشركون في جذع نخلة ، تمهيداً لرميه بالسهام ، قال له أبو سفيان : أتحب أن يكون محمدٌ مكانك ؟ .. الكلام الشائع الآن : " ألف أم ولا أمي " .. أتحب أن يكون محمدٌ مكانك ؟ .. قال : " والله ما أحب أن أكون في أهلي وولدي وعندي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكه " ما هذا الحب ؟ اقرؤوا تاريخ الصحابة أيها الإخوة تجدوا العجب العجاب ، تجدوا شيئاً لا يوصف .
سيدنا الصديق وهو خليفة رسول الله ، من أعماله الطيبة أنه كان يحلب شياه جيرانه ، يبدو أنه قد توفي الزوج وليس عندهم من يرعى شؤونهم ، فكان يقوم بخدمة حلب شياههم ، فلما صار خليفة ظن الجيران أنه سينقطع عن هذه الخدمة ، طُرِقَ الباب فتحت البنت ، قالت الأم : يا بنيتي من الطارق ؟ فقالت البنت : يا أمي جاء حالب الشاة … ما هذا ؟ رئيس دولة ، خليفة رسول الله .. الذي ظهر من الصحابة في عهدهم شيء لا يصدق ، أساسه الحب ، لأنهم أحبوا الله عز وجل .
وأنا أقول لكم : الذي يبذل ويضحي ويقف عند حدود الله ويتجشم المشاق في سبيل الله الذي حركه هو الحب ، والذي يُسْعِد هو الحب ، لن تَسْعَدَ إلا إذا أحببت الله عز وجل ، والله سبحانه وتعالى بابه مفتوح .
هناك شخصيات يفتح بابها لأناس دون أناس ، يقبلون أناساً ولا يقبلون آخرين يُستَرضَون وقد لا يرضون ، و لكن سبحانه وتعالى بابه مفتوح لكل الخلق .. " إذا رجع العبد العاصي إلى الله ، نادى منادٍ في السماوات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله " .
إذا تأملنا في اسم الوهاب بحسب فطرتنا وبحسب جبلتنا القصد أن يمتلئ قلبنا حباً لله ، فإذا امتلأ قلبنا حباً لله رأينا من معاملة الله لنا ، رأينا من تجليه على قلوبنا رأينا من التوفيق ، رأينا من السَّداد ، رأينا من الرشاد ، رأينا من الشعور بالتفوق ، رأينا من الشعور بالفلاح ما لا سبيل إلى وصفه .
إذاً الإيمان أساسه الحب ، " ألا لا إيمان لمن لا محبة له " ، هذا القلب متى يضطرب ؟ من علامة المؤمن أنه إذا ذُكِرَ الله وجل قلبه:
(سورة الأنفال)
هذا من علامة القلب ، فالإنسان لا يجامل نفسه ولا يتملّق نفسه، بل يتعهد قلبه ويتفحصه، ويسأل نفسه السؤال الحرج ، أنا مَن أُحب ، دائماً دعوى الحب كثيرة فكل يدعي وصلاً بليلى ، لما كَثُر دعاة المحبة طالبهم الله بالدليل ، قال الله تعالى :
(سورة آل عمران)
نحن غارقون في النعم ، لاحظْ نفسك لو ركبت سيارة عامة وبجانبك صديق دفع عنك ثلاث ليرات ونصف ، تشكره و تبالغ في شكره وتخجل وقبل أن تنزل تدعوه إلى البيت ، لأنه دفع عنك ثلاث ليرات ونصف .. راقب نفسك ، لو أن إنساناً قدم لك هدية فإنك تذوب خجلاً أمامه ، تعبر عن امتنانك وعن شكرك وعن محبتك وتوعده بزيارة وتدعوه لأنه قدم لك هدية ، هكذا النفس البشرية .
" يا داود ذكر عبادي بإنعامي عليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها " .
فما الفرق بين المؤمن والكافر ؟ الكافر يبقى في النعمة والمؤمن ينتقل منها إلى المنعم .. معقول أن تدخل إلى بيت وأنت في حال جوع شديد ترى طعاماً نفيساً ألواناً منوعةً ، أطعمة فاخرة ، مقبِّلات ، طعام من الدرجة الأولى ، وراءه الحلويات وراءه الفواكه ، تأكل بنهم وتنتهي من الطعام وتتجه نحو الباب وتخرج ، هذا شأن الإنسان ؟ ، لا حظ نفسك لو أن أحداً دعاك إلى طعام فقبل أن تنتهي من الطعام تقول له أكل طعامك الأبرار أو تقول له نعمة دائمة أو أكرمتنا أكرمك الله ، والله يديم عزك والله يبارك فيك ، تتفنن بالعبارات ، تذوب خجلاً .. لماذا إذا جاءتك نعمة من إنسان تذوب خجلاً وإذا أنعم الله عليك بنعم لا تُقدّر !!!
(سورة البلد)
ترى ابنك الصغير ترى أهلك ترى إخوانك ترى الغابات ترى الأشجار ترى الأزهار ترى من تحب ترى معالم الطبيعة ترى الألوان ترى الأشخاص ، تسير في الطريق مرتاحاً مطمئناً ، الطريق واضح أمامك ، تقرأ ، تطَّلع تُطالع تنظر تستمتع :
" أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ(8)وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9) " .
مرةً دخلت إلى عند إنسان لا يتكلم ويعمل في بخ (طلي) الأثاث وأردت أن أتكلم فأشار إلي أن أتحدث مع الصانع ، فتكلمت مع الصانع ، نظرت فرأيت لغة جديدة بينهما ، فقال له يريد أن يبخَّ غرفة نوم بالإشارة قال للصانع هل يريد مواد مستوردة أم تصنيع محلي ، وأنا ألاحظ هذا الحديث الطويل بالإشارة ، ، قال الله تعالى :
(سورة البلد)
تتكلم وتعبر عن مشاعرك وعن أحوالك وعن قناعاتك ، تقول أنا اليوم قرأت مقالة كذا ، تعبر عن تفسير آية عن قصة ممتعة ، تتصدر المجالس تتحدث مع أهلك وأولادك ..
" أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ(8)وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9)وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(10) " .
علمونا في الجامعة في التربية أن الإنسان حينما يولد لا يملك إلا منعكساً واحداً ، والمنعكس كما تعلمون ربنا عز وجل خلقه تام ، صُنْعُ الله الذي أتقن كل شيء ، لو فرضنا أن أحدهم مسَّك بجمرة لفافة ، تسحب يدك قبل أن تفكر ، فإذا جاء تنبيه عصبي بالحرارة يأتي الأمر لا من الدماغ بل من النخاع الشوكي ، هذا يسمونه المنعكس الشرطي اكتشفه عالم يدعى " بابلوف " ، فالإنسان حينما يولد ليس لديه إلا منعكس شرطي واحد ، ولولا هذا المنعكس لما كنا في هذا المسجد ، لما عاش إنسان لمجرد أن يولد الطفل يُعطى ثدي أمه يضع شفتيه على ثدي أمه ، يُحكِم شفتيه على الثدي ، ولو سمح للهواء أن يمر لا يستطيع الرضاعة لابد من إحكام شفتيه على حُلمة الثدي وبعدئذ يسحب الهواء ، هذا منعكس معقّد جداً ، حينما يولد الإنسان يكون مزوداً بهذا المنعكس .
وما سوى ذلك من المفاهيم من التخيلات ، يقول لك الطفل الصغير عن كل رجل أبوه ، بعد حين يقول عمو ، فصل بذهنه مفهوم الوالد ومفهوم العم ، أول فترة كلُّ رجلٍ أب وبعد ذلك يظهر عنده مفهوم الرجل ، إنسان يَفصل مفهوم الرجل عن مفهوم العم والوالد ، كيف تنشأ هذه المفاهيم ؟ يقول شجرة يتصور الطفل معنى الشجرة ، لا يتصور برتقالة ولا جوز ، يتصور مفهوم مجرد ، شجرة ، لو تتبعنا كيف تتشكل في الدماغ المفهومات والمصطلحات ، كيف يتعامل الإنسان ويفكر ، كيف يتعامل بالرموز ، عالم قائم بذاته .
مائة وأربعون مليار خلية سمراء لم تعرف وظيفتها بعد في الدماغ فالدماغ عاجز عن فهم ذاته . فالفرق بين المؤمن والكافر أن المؤمن ينتقل من النعمة إلى المُنْعم ، وغير المؤمن من الكفار والفُسَّاق والفُجّار يستمتعون بالنعم أعلى استمتاع ولكنهم غفلوا عن المنعم وغَفْلَتهُم عن المنعم سوف تودي بهم إلى النار إلى أبد الآبدين . أما المؤمن فيفكر من أين هذه النعمة ، كل أخ منكم يدخل إلى بيته يلقى زوجة و إنسان لها مشاعر لها تفكير ، تجد الطعام جاهزاً والبيتَ نظيفاً، هذه هدية من الله عز وجل .
الإنسان في ساعة غفلة يقول أنا تزوجت وأنا كدَّيت وسعيت بكد يميني وعرق جبيني وأسست هذا البيت وفرشْتَه وجمعت مهراً واخترت فلانة هذه هي الغفلة عن الله عز وجل ، هذه الزوجة هدية قدمها الله لك ، وهذا الطفل الذي يملأ بيتك سروراً وسعادةً مَن جعله بهذه النفسية اللطيفة؟ من جعله بريئاً من جعله ساذجاً ؟ لو كان الطفل الصغير يتعامل معك تعامل الكبير لن تحبه ، إذا تكلمت معه كلمة ، يخاصمك شهراً .. قد تؤنبه وتوبخه وبعد قليل يقبل عليك ويقبلك ، من جعل الطفل بهذه النفسية من الصفاء بهذه الذاتية ، من جعل الطفل بهذا الحب الذي أودعه الله عز وجل بقلبه لأمه وأبيه .
في علم النفس تجربة هي أن حياة الإنسان النفسية أساسها الدماغ هكذا يقول العلماء ، فوجدوا طفلاً دماغه سائل ، حالة نادرة ، فصار يبكي فلما جاءت أمه سكت ، معنى ذلك أن في الإنسان نفساً ، هذه النفس حتى الآن لا يستطيع أحد أن يكشف حقيقتها ، أساساً " الإنسان ذلك المجهـــول " عنوان كتاب شهير محوره أن العالم الآن ما عرف إلا شيئاً طفيفاً عن طبيعة الجسد ، أما طبيعة النفس لا تزال سراً مجهولاً ، قال الله تعالى :
(سورة الإسراء)
طبعاً هذه المقدمة ، يعني إذا تحدثنا عن اسم الوهاب ورأيت النعم التي وهبك الله إياها يجب أن يكون منعكس هذا الدرس حباً ، والحب من علامته الطاعة :
تعصي الإله وأنت تظهر حبـه ذاك لعمري في المقال شنيــع
لو كان حبك صادقاً لأطعتـــه إن المحب لمن يحب مطيــع
الآيات الكريمة التي ورد فيها اسم الله الوهاب :
(سورة آل عمران)
(سورة الشورى)
(سورة مريم)
وَهَبَ ، فعل ماض ، يهب فعل مضارع ، هَبْ فعل أمر ، معقول أن إنساناً يأمر الله عز وجل ، علماء البلاغة قالوا ، الأمر إذا كان من أدنى إلى أعلى فهو دعاء :
(سورة آل عمران)
فإذا كان من مساوٍ إلى مساوٍ هذا التماس ، مثلاً .. أنت موظف من المرتبة الأولى جالسٌ إلى الطاولة وأمامك بالغرفة نفسها موظف بالمرتبة الأولى لستَ رئيسه ولا هو رئيسك قلت له رجاءً ، أعطني المسطرة مثلاً ، هذا ليس أمراً ولا دعاء هذا التماس ، فمن مساوٍ إلى مساوٍ التماس ، لكن لو وجهت أمراً وأنت معلم إلى طالب أو من ضابط إلى ذي رتبة عالية إلى مرؤوسه فهذا اسمه أمر " الأمر ـ الالتماس ـ الدعاء " وهناك أمر إباحة ، قال الله تعالى :
(سورة البقرة ـ من الآية 187)
رجل استيقظ في السحور ليس جائعاً فإذا لم يأكل يكون قد عصى؟ لا قال العلماء هذا أمر إباحة :
(سورة المائدة : من الآية 2)
لا أريد الصيد هذا أمر إباحة . وهناك أمر ندب :
(سورة النور)
وهناك أمر وجوب :
(سورة النور)
وهناك أمر تهديد :
(سورة الكهف)
اكفر وانتظر ماذا يحصل لك ، مثلاً تقول الأم لابنها اكسرها لترى تقول له اكسرها ، قالت له اكسرها أمر تهديد ، فالبلاغة ضرورية جداً لفهم كلام الله .
" رَبِّ هَبْ لِي " .. معنى هب لي هذا دعاء ، وهب يهب هب ، صاروا حرفين ، وهب فعل معتل الأول بالواو أيام يأتي الأمر حرف واحد، وقى يقي قِ ، قاف : هذه القاف فعل أمر وفَى يفي فِ ، وأى يأي إِ همزة ، فعل أمر .
سؤال : ما اسم الفاعل من هدا الفعل وهب ؟ .. واهب ، لكن ربنا وهَّاب ، وهاب صيغة مبالغة لاسم الفاعل .
أعطاك رجل قلم حبر ، هذا اسمه واهب .. وإذا أعطاك مركبة قال لك هذه هدية ، هذا لم يعد في نظرك واهب بل وهَّاب ، عندما يكون العطاء كبيراً نقول وهّاب ، وإذا كان العطاء يومياً متنوعاً أو كبيراً نستخدم صيغة مبالغة اسم الفاعل " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
ماذا وهبنا الله ؟ ، أول شيء وهبنا الله إياه هو نعمة الوجود ، بقيود النفوس فلان بن فلان مقيم في مكان كذا " عمارة نارنجة خانة 67 " فأنت موجود ، لك اسم في السجلات ، من وهبك نعمة الوجود ، الله عز وجل .
إذاً أنت متمتع بوجودك متمتع بصحتك متمتع بالطعام بالشراب متمتع بزواجك متمتع ببيت، لك عمل لك شأن اجتماعي ، كلك ، وجودك من وهبك إياه ، الله عز وجل وهبك نعمة الوجود ، أوجدك وأمدك بكل شيء . فمثلاً ، كيف نتعامل مع الحجر بالحديد ؟ نريد أن نضع لسان " دلاية " بالحجر لغَلَق الحديد ، إذا حفرت الحجر ، وأدخلت الدلاية تنزل ، لكن ربنا خلق لنا معدناً نصهره بدرجة قليلة ، نصبه في الحفرة وحينما يبرد يتوسع ويثبت الحديد .
مرةً لفت نظري حديقة ألغيت وقد ثبتوا سور حديد على الحجر ولما أرادوا إلغاءها قصوا الحديد قصاً ، سألت نفسي سؤالاً لماذا قص الحديد لماذا لم ينزع ، فلما سألت قالوا قصهُ أهون ألف مرة من نزعه لأنه مثبت بالرصاص ، فلو أن الله عز وجل ما خلق الرصاص ، هل تستطيع أن تُعامِل الحديد مع الحجر .
ولاحِظْ طبيب الأسنان يضع لك حشوة الضرس لونها أسود ، ففيها رصاص ، تتوسع . وخلق لك جبساً ، تصنع إسفيناً في الحائط ، تُدخل خشبة مع جبس ، فعندما يبرد الجبس يتوسع ، كل شيء يبرد ينكمش ، لكن الله خلق مواد ومعادن على البرودة يزداد حجمها ، هذا خلق وإمداد.
خلق ماءً ، لا لون له ولا طعم ولا رائحة له ، لو كان الماء لونه زهر ، لضاق الإنسان بحياته ، لو كان الماء حلواً ، لأصبح الطعام وكل شيء حلواً ، لو كان الماء لزجاً ، بماذا يغسل الإنسان جسده وأشياءه، تصور ماء كالقطر ... فقد جعله الله سائلاً لا لون ولا رائحة ولا طعم ، لو كان الماء يتبخر بدرجة مائة .. تنظف البيت ، بالشتاء يبقى للصيف حتى يبخر ، فالماء يتبخر بدرجة أربعة عشر ، اسفح كأس ماء في غرفة بعد ساعتين يتبخر ، والماء يغلي بدرجة مائة لو كان يغلي بدرجة خمسمائة مثل الزيت لَحُرِق الطعام في الطبخ .
من أعطى الماء خواصه ؟ يغلي بدرجة مائة يتبخر بدرجة أربعة ، له سيولة عجيبة يسري في أدق المسامات ، لا لون له لا طعم لا رائحة " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "..
أنتحدث عن الكون كله ، نتحدث عن العين عن الأذن ، جاؤوا بإنسان وضعوا له بصيوان أذنه شمعاً لم يعرف من أين يأتي الصوت ، هذا الصيوان لو أنك درسته دراسةً هندسية ، فيه سطح بكل اتجاه ، من أين يأتي الصوت يواجه سطح يعكسه على الداخل ، ولتتأكد ضع يدك فوق الصيوان ترى أن الصوت قوي عندك ، فالصيوان يتلقى الأمواج ويعكسها إلى الداخل.
من أعطاك ذاكرة صوتية ، فتعرف الأصوات وتتعرف عليها حتى على الهاتف ؟ وإذا سحقت قطعة زجاج تحت الباب ، تنزعج وتخرج من جلدك فهذا اسمه الضجيج وتطرب لصوت العصفور وهذا اسمه النغم . " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " .
من جعل الطعام ذا رائحة طيبة ، لو جعل الله الطعام المفيد رائحته كريهة والطعام غير المفيد رائحته طيبة ، اللحم إذا تفسخ له رائحة لا تقابل " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " كيفما تحركت ، وجودك ، المواد التي حولك ، حواسك .
من وهبنا الشمس ؟ تدفع ثمن البيت مائة ألف زيادة إن كان قبلاً والبيت الشمالي أرخص بمائة ألف ، الشمس ، هذه الشمس لا تنطفئ قالوا إن عمرها خمسة آلاف مليون سنة ، وطمأننا العلماء قالوا ستبقى خمسة آلاف مليون سنة أخرى ليس لنا مشكلة مع الشمس ، " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " .
من جعل القمر في السماء تقويماً ، لتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا، " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " .
من جعل الرياح تتحرك ، تنشط ، وتُنعش الإنسان ، تتبدل الأجواء حينما يكون فيها تلوث أو غبار أو روائح كريهة ، تحريك الرياح من نعم الله العظمى . تخزين المياه :
(سورة الحجر)
مرةً أجرينا حساب فلو أراد كل إنسان أن يخزن احتياجه من الماء عن سنة تقريباً لاحتاج إلى خزان يعادل مساحة بيته تماماً ، فإذا كان بيتك مائة متر مربع فإنك تحتاج إلى خزان مائة متر مكعب ، قال الله تعالى : " وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ " .
تخزين المياه بالينابيع شيء لا يصدق ، صنعوا خزان ماء في نبع الفيجة ، قلدوا تقليداً التخزين الطبيعي ، تحت الأرض أربعمائة متر عمقاً لا ضوء ولا صوت ولا شيء ، من خزّنَ هذه الأمواه ؟ ، (أمواه جمع مياه). " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " .
تعريف الهبة ؟ .. إذا قال رجل لآخر وهبتك هذا الكتاب بمائة ليرة هذا الكلام في الشرع عقد بيع ، ما دام قال له وهبتك هذا الكتاب بمائة ليرة ، فهدا عقد بيع ولا عبرة لكلمة وهبتك . وإذا قلت بعتك هذا الكتاب بلا ثمن ، هذا عقد هبة ، ما تعريف الهبة إذاّ ، " تمليك بلا عوض " لذلك بعض الناس حتى يتهربوا من ضريبة انتقال الملكية ، صاروا يقبضون الثمن سراً والعلن هبة ، فانتبهت الدولة ووضعت ضريبة على الهبة ، فهذا ليس هبة ، هذا بيع غير مصرح به ، الهبة تمليك بلا عوض .
إذا رجل عنده ابنٌ متديّن خلوق بار بوالديه خدوم لطيف مهذب ، فإذا قال أنا تعبت في تربية ابني كثيراً ربيته وعلمته وحرصت عليه ، هذا الكلام صح أم خطأ ؟ أنا أقول لك إن هذا الكلام خطأ ، قال الله تعالى :
(سورة الإنعام)
فيعني بلا عوض ، فإذا أعطاك الله ولداً بلا عوض فهذا هبة من الله وقد تكون أعظم إنسان ، يأتيك ولد يحيرك يجعل حياتك شقاءً ، وكثير من الأشخاص في أعلى مستوى من العلم ابناؤهم ضالون ، سمعت عن إمام بالمسجد النبوي إذا ذُكِّرَ بابنه يموت من البكاء ، ابنه منحرف انحرافاً شديداً، ليس باليد ، فإذا وهب الله لرجل ابناً صالحاً مطيعاً باراً فلابد أن يُقَبِّل الأرض شكراً لله عز وجل ، فلا يعزيها لذكائه " أنا أب ناجح أنا فوق رأس أبني " إذا كان الابن منحرفاً فمهما كنت رقيباً عليه قد يتفلت منك ، فكلمة : " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ " تعني أنه هذا عطاء بلا عوض فأنت لم تقدم شيئاً أنت تلقيت هذه الهبة من الله عز وجل .
إذاً الهبة عبارة عن التمليك بغير عوض ، والوهاب صيغة مبالغة من وهب ، بناءً على هذا التعريف هل يصح أن نقول إن فلاناً وهب فلاناً أتصدق إنساناً في الأرض يعطي شيئاً بلا عوض ، لنفرضه مؤمناً كبيراً فعِوضَه الثواب من الله عز وجل ، يطمع برضاء الله عز وجل ، يقدم شيئاً بلا مقابل ؟ ينطلق إلى خدمة الناس بلا مقابل ؟ يسعف المريض بلا مقابل ، يدرس حسبة يخطب حسبة ، يخدم بيت الله حسبة ، يقول لا أريد شيئاً ، أأنت مصدق أنه لا يريد شيئاً ؟!
لو رجل قال لمعلم ، علِّم فلاناً دروساً خاصة ، وخذ على كل درس مليون ليرة ، تأخذها مني ، ولا تأخذ شيئاً منه ولما ذهب أخذ من الطالب مائة ليرة ، فلما أخذ مائة من الطالب فَقَد حقَّه عند الأول .
فالذكي لا يطلب الأجر من الناس ، بل يطلب الأجر من رب الناس فهل تصدق إنساناً يطلب شيئاً بلا عوض ، أعلى عوض أن تطلب رضاء الله عز وجل ، أن تطلب جنته ، أن تطلب ما عنده ، أن تطلب توفيقه ، إذاً لا بد من عوض .
فلا يصح أن نقول فلان وهب إلا مجازاً ، لكن الإنسان أحياناً يهب شيئاً وبنيته المديح ، فهذا هو العوض ، ثناء الناس عليه هو العوض أحياناً ينتخي أمام الناس فيدفع مبلغاً ضخماً لجمعية خيرية ، ويتمنى أن يشيد الناس به ، يقول أنا دفعت ، أنا دفعت ، يريد لوحة رخامية ، يريد أن يقرأ اسمه ليُعرف صاحب السبيل ، أو صاحب الخير ، لماذا هذا الكلام ، يريد عوضاً ، إذاً تمليك بلا عوض ، لا يصح إلا من حضرة الله عز وجل.
وشيء آخر إذا وهبك إنسان شيئاً فمن هو الواهب الحقيقي ، فمن ألقى في قلبه أعطِ فلاناً ؟ الله عز وجل .
أحد العلماء الأجلاء في طرابلس الشام ، يسكن في بيت أجرة ويبدو أن صاحب البيت أراد أن يخرجه من البيت والقانون معه ، فأقام عليه دعوى واستحق الحكم ، والعالِم ليس له بيت وهو رجل صالح ، والقصة غريبة جداً ، فأحد كبار أغنياء طرابلس رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له اِشترِ لفلان بيتاً ، وهذا الرجل ميسور الحال فما صدَّق ، بحث عنه حتى وجده ، فقال له انتقِ أي بيت .
لا تظن أن إنساناً يعطي شيئاً إلا والله عز وجل ألقى في قلبه الدافع ... أحياناً تكون أمام موظف يقول لك موافق ، فإذا أردت الحقيقة فهذه من الله ، فإذا كان الله يريد أن يؤدبك يخلق لك ألف عقبة ، تحتاج المعاملة إلى توقيع ، تحتاج إلى تصديق من السفارة السورية في الدولة الفلانية قال لي رجل : ثمان وثلاثين شاحنة أنزلوا بضاعتها لأنها غير مصدقة من السفارة السورية في الدولة الفلانية .
فإذا عاونك إنسان يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن الله عز وجل ألقى في رَوع هذا الموظف أن يتساهل معك ، ألقى عطفاً عليك في قلبه ألقى رغبةً بمساعدتك .
بناءً على هذا ألا أشكر الموظف ؟ فإذا أحدهم قدم لك خدمةً ولم تشكره فهذا من الكفر لأنه أيضاً خدمك باختياره ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ
لأن هذا الإنسان خدمك وهو واعٍ وعاقل وخدمك بمحض اختياره، لكن الله عز وجل ألقى في رَوعه ودفعه لخدمتك ، فيجب أن تشكر الله أولاً على أنه ألقى في قلبه رغبةً في خدمتك وأن تشكر هذا الإنسان ثانياً على أنه خدمك مختاراً والنبي الكريم يقول صلى الله عليه وسلم :
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ *
يعني يعرف المسلون يعرفون كلمة الله يجزيك الخير وأكثرَ الله خيرك ، وإن شاء الله ما نحترمك هذا كله كلام فارغ ، قدَّم لك إنسان خدمة يجب أن تقدم خدمة مقابلها أما إذا كنت عاجزاً لا تملك ، فالآن مقبول منك أن تقول جزاك الله عني خيراً ، وهذه كبيرة جداً ، إذا كنت فعلاً عاجزاً عن رد جميله عاجزاً عن مقابلة هديته بهدية ، عاجزاً عن مقابلة خدمته بخدمة ، إذا كنت فعلاً عاجزاً وقلت له جزاك الله عني كل خير مقبولة منك .
إياك أن تظن أن القضية تمر بكلمة تقولها " أكثر خيرك فضلت " أيكفي هذا هكذا علمك الإسلام ، إنسان خدمك تقابله بكلمة أكثر الله خيرك ؟ كله ديَن عليك .
تعلمت هذا من موقف لسيدنا ربيعة ، فسيدنا ربيعة خدم النبي عليه الصلاة والسلام . بعد أيام قال له يا ربيعة سلني حاجتك ، قلت سبحان الله نبي الله ، رسول الله ، ألا يستحق أن تقدم له خدمات بلا مقابل ، لقد رآها دَيناً عليه ، هذا هو الكمال .
ولا تذكر أفعالك الطيبة ولا تنس كل فعل طيب أُسدي إليك ، فإذا خدمت إنساناً فالكمال يقتضي أن تنسى هذا المعروف وكأنك ما فعلته أنت فعلتَه مع الله عز وجل ، ، قال الله تعالى :
(سورة الإنسان)
أما إذا خدمك أحدٌ خدمة فإنه يعُدُّ جريمة إذا نسيت الفضل منه " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " مع اعتقادك أن هذا الذي جاءك عن طريق فلان من الله عز وجل ، أولاً ألهمه ثانياً سمح له ، ثالثاً مكنَّه ، فلو ألهمه وما سمح له ، " يقول لك العين بصيرة واليد قصيرة " وأحياناً إنسان يحب أن يخدمك ، لا يقدر ، يقول لك " لم أستطع " هو راغب في خدمتك ، ألهمه ولم يسمح له ، فإذا إنسان قدم لك خدمة فهذه يجب ألا تُنسى . كما قال عليه الصلاة والسلام : " من أسلم على يد رجل فله ولاؤه "
الإنسان يعطيك حاجة تنتهي بانتهاء الحياة ، أما إذا ساق لك الله الهدى عن طريق إنسان ، فهذا أعطاك شيئاً يستمر معك إلى أبد الآبدين فربنا عز وجل قال :
(سورة الشورى)
فإذا شرب الإنسان من نبع لا يبصق فيه .
أُعلِّمه الرماية كل يـــوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافــي فلما قال قافيةً هجانــي
فإذا ساق الله له الهُدى عن طريق إنسان ، لا يتنكر للفضل لا يتنكر للجميل ، لا يقول ما استفدنا ، فأنت لم تستفد لوحدك ، هذا من لوازم الإيمان .
فالذي ألقى في روع الإنسان أن يخدمك هو الله والذي مكن هذا الإنسان أن يخدمك هو الله، الملهم هو الله والفعال هو الله .
ينادى له في الكون أنَّا نحبه فيسمع من في الكون أمرَ محبنا
ألم يمرَّ معك أن إنسان خدمك وتعجبت لماذا خدمك ، لا يوجد معرفة سابقة معه ، قد لان معك ، يسر لك أمرك ، تساهل معك ، ألم يمر معك هكذا حادث ، الله ألهمه ، هو الملهم وهو الممكّن وهو الفعال ، إذاً موقفك السليم الموحِّد ، بادئ ذي بدئ ، أن تقول يا رب لك الحمد .
السيدة عائشة رضي الله عنه لما نزلت الآيات بتبرئتها قال لها أبوها قومي إلى رسول الله.. قالت لا والله لا أقوم إلا إلى الله . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل شيئا ، الأصل الله عز وجل برَّأها ، ثم قامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رجلٌ قال ما شاء الله وشئت ، قال أجعلتني مع الله نداً ؟ ما شاء الله فقط .
قال بعض العلماء : " الوهاب من يكون جزيل العطاء والنوال ، كثير المن والأفضال " ، طبعاً المن هو العطاء ، قال بعضهم : المن يفسد المن ، جناس تام ، يقيني بالله يقيني ، إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة ، المرء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه ، هذا كله جناس تام، وقد مر بالقرآن الكريم جناس :
(سورة الروم)
ساعة .. ساعة . قالوا الوهاب من يكون جزيل العطاء والنوال ، كثير المن والأفضال واللطف والإقبال يعطي من غير سؤال ولا يقطع عن العبد فضله في كل حال .
والوهاب من يعطيك بلا وسيله وينعم عليك بلا سبب ولا حيلة.
والوهاب هو الذي يعطي بلا عوض ويميت بلا غرض .
نحن عبيد لله عز وجل ، وكل ما نحن فيه فضل من الله عز وجل فيجب أن تعلم علم اليقين أن كل نعمة أصبحتَ بها فمن الله ، وكلكم يعلم أن الشكر ثلاث مراتب ، أول مرتبة أن تعلم أن هذه النعمة من الله هذا أحد أنواع الشكر ، وأن يمتلئ قلبك حمداً لله هذا نوع آخر ، وأن تنطلق لخدمة العباد وهذا أرقى أنواع الشكر ، بالقرآن في آيات متعاكسة ، تفهم هكذا وهكذا، قال الله تعالى :
(سورة الرحمن)
يعني ياعبدي إذا استقمت على أمري وخدمت عبادي ودللتهم عليَّ وراعيتهم ونصحتهم وعاونتهم وتكرمت عليهم ، فقد أحسنت لعبادي هل أنساك من إحساني ، هل جزاء إحسانك يا عبدي إلا أن أُحسن إليك ؟! الله شكور .
المؤمن إذا ما عاين من الله معاملة طيبة جداً ورآها أنها نظير استقامته وإخلاصه وخدمته ، يكون عنده خلل كبير وإخلاصه ضعيف جداً ، من علامة الإيمان أن ترى من آيات الله الدالة على فضله ، أنت خدمت عباده ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
هناك آية ثانية ، قال الله تعالى :
(سورة الرعد)
القصص التي تؤكد أن الله وهاب كثيرة جداً في كل مكان وكل زمان لكن قصة وقعت لأحد إخوتنا الكرام يعمل في عمل دخله بالشهر ثلاثة آلاف ، له آخ مؤمن فقد عمله ، فقد دخله كلياً ، فشكا له همه ، فقال له تعال واعمل معي وخذ نصف الربح ، وهو دخله ثلاثة آلاف ، أقسم لي وهو صادق ، أول شهر ربح عشرة أمثال الدخل السابق ، عشرة أمثال " إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ".
لذلك أنفق بلالاً ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً .
لكن إياك أن تؤثر الخلق على الله ، فتنفق من دينك إكراماً للناس فهذا ليس هبة ، لا ينبغي أن تُؤْثر جهة دون الله على الله ، والخير كله في المؤاثرة .
الشبلي أحد العلماء سأل بعض أصحاب أبي علي الثقفي ، قال أي اسم من أسماء الله تعالى يجري على لسانك ، قال الوهاب ، لأنه أحد هبات الله عز وجل هو وجودك .
حظ الإنسان من هذا الاسم أن يبذل مما آتاه الله عز وجل ، من علمه من خبرته من وقته من عضلاته من جهده من مكانته من جاهه ، هذا الذي يستفاد من هذا الاسم .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق